قاسم علي
10-04-2005, 02:20 PM
بداية الصيام اليومي ونهايته
الحمد لله رب العالمين، حدد للعبادات مواقيت زمانية ومكانية تؤدى فيها وقد بينها لعباده أتم بيان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه الذين تمسكوا بسنته واهتدوا بهديه....
أما بعد:-
فقد قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187].
فقد حدد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بداية الصوم اليومي ونهايته بحدود واضحة يعرفها كل أحد، فحد بدايته بطلوع الفجر الثاني - وحد نهايته بغروب الشمس، كما حدد بداية صوم الشهر بحد واضح يعرفه كل أحد. وهو رؤية الهلال، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا، وهكذا ديننا دين اليسر والسهولة {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [النحل: 78] فلله الحمد والمنة، وهذا تخفيف من الله على عباده عما كان عليه الحال من قبل من تمديد الصيام فترة أطول، فقد روى البخاري عن البراء قال: كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، وفي رواية كان يعمل في النخيل بالنهار وكان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام، قالت لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} ففرحوا فرحًا شديدًا ونزلت: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
وفي البخاري أيضًا عن البراء قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يختانون أنفسهم، فأنزل الله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ} [البقرة: 187] يقال خان واختان بمعنى: أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم {فتاب عليكم} أي قبل توبتكم مما حصل {وعفا عنكم} فلم يؤاخذكم وسهل عليكم ويسر لكم فأباح لكم النساء والطعام والشراب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، وعند ذلك يبدأ الصيام والامتناع عن هذه الأشياء وغيرها مما لا يجوز للصائم إلى غروب الشمس. لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187] وإلى غاية - إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فإنه لا يدخل فيه، والليل ليس من جنس النهار، فالصوم ينتهي عند بداية الليل بغروب الشمس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم.
وبعض الناس يخالفون الوجه الشرعي في السحور والإفطار، فطائفة من النساء أو كثير منهم يسهرون الليل. فإذا كان آخر الليل وأرادوا النوم تسحروا قبل الفجر ثم ناموا وتركوا صلاة الفجر في وقت الجماعة، فيرتكبون عدة أخطاء:-
أولاً: أنهم صاموا قبل وقت الصيام.
ثانيًا: يتركون صلاة الفجر مع الجماعة.
ثالثًا: يؤخرون الصلاة عن وقتها ولا يصلونها إلا بعد ما يستيقظون ولو عند الظهر والفريق الثاني وهم المبتدعة الذين يؤخرون الإفطار عن غروب الشمس ولا يفطرون إلا عند اشتباك النجوم.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
نسأل الله أن يرزقنا التمسك بديننا ومجانبة البدعة وأهلها وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
حكم النية في الصيام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين... وبعد:-
اعلموا أن النية في الصوم لابد منها وهي شرط لصحته، كما أنها شرط لصحة كل العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).. وبها تتميز العبادات عن العادات، فإن كان الصوم واجبًا فلابد أن ينويه من الليل ويعين نوعية الصوم الذي يريده لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى) وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذر أو كفارة. ووقت النية لهذا الصوم الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره، لما روى الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعًا: (من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له) وقال إسناده كلهم ثقات.
وعن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) وفي لفظ: (من لم يجمع - أي يعزم - الصيام من الليل فلا صيام له) ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم، فإذا فات جزء من النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على الماضي.
والنية في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها، لأن ذلك لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون: نويت أن أصوم، نويت أن أصلي وغير ذلك فالتلفظ بها بدعة محدثة، ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: هو حين يتعشى يتعشى عشاء من يريد الصوم ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان، وقال أيضًا كل من علم أن غدًا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه وهو فعل عامة المسلمين.. انتهى.
وأما صوم النفل فإنه يصح بنية من النهار بشرط أن لا يوجد مناف للصوم فيما بين طلوع الفجر ونيته من أكل وغيره، لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم من شيء فقلنا لا، قال فإني إذًا صائم) رواه الجماعة إلا البخاري. فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك، ودل قوله: (فإني إذًا صائم) على ابتداء النية من النهار، فدل على صحة نية الصوم من النهار فيكون ذلك مخصصًا لحديث (من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له) وما ورد بمعناه بأن ذلك خاص بالفرض دون النفل، وذلك بشرط أن لا يفعل قبل النية وما يفطره اقتصارًا على مقتضى الدليل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إني إذًا صائم) والتطوع أوسع من الفرض، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الفرض(11)"> ما لا يجب في التطوع توسيعًا من الله على عباده طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائمًا أوسع من أنواع المفروضات وهذا أوسط الأقوال.. انتهى.
وصحة نية التطوع من النهار مروية عن جماعة من الصحابة منهم معاذ وابن مسعود وحذيفة، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم... والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين... والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتاب {إتحاف أهل الإيمان بمجالس شهر رمضان }
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
الحمد لله رب العالمين، حدد للعبادات مواقيت زمانية ومكانية تؤدى فيها وقد بينها لعباده أتم بيان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه الذين تمسكوا بسنته واهتدوا بهديه....
أما بعد:-
فقد قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187].
فقد حدد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بداية الصوم اليومي ونهايته بحدود واضحة يعرفها كل أحد، فحد بدايته بطلوع الفجر الثاني - وحد نهايته بغروب الشمس، كما حدد بداية صوم الشهر بحد واضح يعرفه كل أحد. وهو رؤية الهلال، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا، وهكذا ديننا دين اليسر والسهولة {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [النحل: 78] فلله الحمد والمنة، وهذا تخفيف من الله على عباده عما كان عليه الحال من قبل من تمديد الصيام فترة أطول، فقد روى البخاري عن البراء قال: كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، وفي رواية كان يعمل في النخيل بالنهار وكان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام، قالت لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} ففرحوا فرحًا شديدًا ونزلت: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
وفي البخاري أيضًا عن البراء قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يختانون أنفسهم، فأنزل الله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ} [البقرة: 187] يقال خان واختان بمعنى: أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم {فتاب عليكم} أي قبل توبتكم مما حصل {وعفا عنكم} فلم يؤاخذكم وسهل عليكم ويسر لكم فأباح لكم النساء والطعام والشراب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، وعند ذلك يبدأ الصيام والامتناع عن هذه الأشياء وغيرها مما لا يجوز للصائم إلى غروب الشمس. لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187] وإلى غاية - إذا كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فإنه لا يدخل فيه، والليل ليس من جنس النهار، فالصوم ينتهي عند بداية الليل بغروب الشمس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم.
وبعض الناس يخالفون الوجه الشرعي في السحور والإفطار، فطائفة من النساء أو كثير منهم يسهرون الليل. فإذا كان آخر الليل وأرادوا النوم تسحروا قبل الفجر ثم ناموا وتركوا صلاة الفجر في وقت الجماعة، فيرتكبون عدة أخطاء:-
أولاً: أنهم صاموا قبل وقت الصيام.
ثانيًا: يتركون صلاة الفجر مع الجماعة.
ثالثًا: يؤخرون الصلاة عن وقتها ولا يصلونها إلا بعد ما يستيقظون ولو عند الظهر والفريق الثاني وهم المبتدعة الذين يؤخرون الإفطار عن غروب الشمس ولا يفطرون إلا عند اشتباك النجوم.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
نسأل الله أن يرزقنا التمسك بديننا ومجانبة البدعة وأهلها وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
حكم النية في الصيام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين... وبعد:-
اعلموا أن النية في الصوم لابد منها وهي شرط لصحته، كما أنها شرط لصحة كل العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).. وبها تتميز العبادات عن العادات، فإن كان الصوم واجبًا فلابد أن ينويه من الليل ويعين نوعية الصوم الذي يريده لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى) وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذر أو كفارة. ووقت النية لهذا الصوم الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره، لما روى الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعًا: (من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له) وقال إسناده كلهم ثقات.
وعن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) وفي لفظ: (من لم يجمع - أي يعزم - الصيام من الليل فلا صيام له) ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم، فإذا فات جزء من النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على الماضي.
والنية في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها، لأن ذلك لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون: نويت أن أصوم، نويت أن أصلي وغير ذلك فالتلفظ بها بدعة محدثة، ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: هو حين يتعشى يتعشى عشاء من يريد الصوم ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان، وقال أيضًا كل من علم أن غدًا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه وهو فعل عامة المسلمين.. انتهى.
وأما صوم النفل فإنه يصح بنية من النهار بشرط أن لا يوجد مناف للصوم فيما بين طلوع الفجر ونيته من أكل وغيره، لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم من شيء فقلنا لا، قال فإني إذًا صائم) رواه الجماعة إلا البخاري. فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك، ودل قوله: (فإني إذًا صائم) على ابتداء النية من النهار، فدل على صحة نية الصوم من النهار فيكون ذلك مخصصًا لحديث (من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له) وما ورد بمعناه بأن ذلك خاص بالفرض دون النفل، وذلك بشرط أن لا يفعل قبل النية وما يفطره اقتصارًا على مقتضى الدليل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إني إذًا صائم) والتطوع أوسع من الفرض، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الفرض(11)"> ما لا يجب في التطوع توسيعًا من الله على عباده طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائمًا أوسع من أنواع المفروضات وهذا أوسط الأقوال.. انتهى.
وصحة نية التطوع من النهار مروية عن جماعة من الصحابة منهم معاذ وابن مسعود وحذيفة، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم... والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين... والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتاب {إتحاف أهل الإيمان بمجالس شهر رمضان }
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله