المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدي خير الأنام في شهر الصيام


كيف حالك ؟

قاسم علي
08-26-2009, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هدي خير الأنام في شهر الصيام/الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

أما بعد:

فيا أمة محمد، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخيرات وما حباكم به من الفضائل والكرامات، لقد جعلكم الله خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله.

أيها المسلمون، إن من نعم الله عليكم أن حباكم بفضائل كثيرة، وكرامات جزيلة، وإن الله - تعالى - قد جعل لعباده مواسم خيرات يتسابقون فيها بفضل الطاعات والقربات واجتناب المعاصي والموبقات، إن هذه المواسم لم يجعلها الله - عز وجل - إلا لتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات.

عباد الله، لقد استقبلتم شهراً كريماً، وموسماً رابحاً عظيماً لمن وفقه الله فيه للعمل الصالح، استقبلتم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهراً تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: "أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، جعل الله صيام نهاره فريضة من أركان الإسلام، وقيام ليله تطوعاً لتكمل به الفرائض"(1)، "من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(2)، "ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(3)، "ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى فيه بحجة"(4)، في هذا الشهر أعني شهر رمضان "فيه تفتح أبواب الجنة، وتكثر الطاعات من أهل الإيمان، وتغلق أبواب النار، فتقل المعاصي من ذوي الإيمان، وتغل فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره"(5).

أيها الناس، "صوموا لرؤية هلال رمضان"(6)، " ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك إلا من كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليقضه، أو كان له عادة بصوم فليصمه، مثل من له عادة بصوم يوم الإثنين أو الخميس فيصادف قبل الشهر بيوم أو يومين، أو يكون له عادة بصيام أيام البيض ففاتته فلا بأس عليه بصيامها قبل رمضان بيوم أو يومين"(7)، ولا تصوموا يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في تلك الليلة ما يمنع رؤية الهلال من غيم، أو قتر، أو نحوهما، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"(8)، ومن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "فإن غبى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً"(9)، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"(10).

ومن رأى الهلال يقيناً فليخبر به ولاة الأمور، يخبر به أقرب محكمة إليه ولا يحل له أن يكتمه، وإذا أعلن دخول الشهر في إذاعتكم فصوموا، وإذا أعلن فيها ثبوت دخول شوال فأفطروا؛ لأن إعلان ولاة الأمور ذلك حكم به، جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه رأى الهلال فقال له: "أتشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأذن في الناس يا بلال أن يصوموا غداً"(11)، وصوم رمضان أحد أركان الإسلام، فرضه الله على عباده، فمن أنكر فرضيته فهو كافر، مرتد خارج عن الإسلام؛ لأنه مكذب لله، ورسوله وإجماع المسلمين، قال الله – عز وجل -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183] ومعنى كتب أي فرض وقال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185] فالصوم واجب، على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، خالٍ من الموانع، هذه هي شروط وجوب الصوم أداءً: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة، والإقامة، وانتفاء الموانع، هذه ستة شروط، فلا يجب الصوم على كافر، ومعنى قولنا لا يجب على الكافر: أنه لا يؤمر به حال كفره، وأنه لو أسلم لا يلزمه قضاء ما مضى، ولكنه يعاق عليه في الآخرة وتزداد به عقوبة، فلو أسلم الكافر في أثناء الشهر لم يلزمه قضاء ما مضى منه، ولو أسلم في أثناء اليوم أمسك بقية اليوم ولم يلزمه قضاءه، ولا يجب الصوم على صغير؛ لأنه غير بالغ، ولكن إذا كان لا يشق عليه أمره به وليه ليعتاده، "كما كان الصحابة – رضي الله عنهم - يُصَوِّمِونَ أولادهم حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبة يتلهى بها إلى الغروب"(12)؛ كما جاء في الحديث المتفق عليه في البخاري ومسلم من حديث الربيع بنت مسعود رضي الله تعالى عنها.

"ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكراً بواحد من أمور ثلاثة:

أن يتم له خمس عشرة سنة، أو تنبت عانته، أو ينزل مني باحتلام أو غيره بلذة، وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو: الحيض، فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور، فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً"(13)، وهنا أقف لأنبه على مسألة تكثر الغفلة عنها وهي: أن بعض النساء تحضن في سن مبكر فتستحي أن تخبر أهلها بذلك، فأحياناً لا تصوم وأحياناً تصوم مع أهلها كل الشهر، ولو كانت حائضاً، فيجب التنبه لهذا، ويجب عليكم أن تنبهوا أهليكم بذلك، فمن حاضت لزمها الصوم ولو لم يكن لها إلا عشر سنين، ولا يجب الصوم على من لا عقل له كالمجنون، والمعتوه، ونحوهما، فالكبير المهذري لا يلزمه الصوم، ولا يلزم الإطعام عنه، كما لا تلزمه الطهارة، ولا الصلاة؛ لأنه فاقد للتمييز، فهو بمنزلة الطفل قبل تمييزه، ولا يجب الصوم على من يعجز عنه عجزاً دائماً كالكبير، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، كمرض السكر، ومرض الجذام، ونحوهما من الأمراض التي لا يرجى برؤها، ولكنه يطعم بدلاً عن ذلك عن كل يوم مسكيناً بعدد أيام الشهر، لكل مسكين خمس صاع من البر، أي: أن الصاع من البر يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام، وأعني بالصاع: صاعنا المعهود عندنا؛ وذلك لأن صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة أمداد، وصاع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة لصاعنا أربعة أخماس، وعلى هذا فيكون الصاع المعهود عندنا خمسة أمداد بأمداد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأحسن أن يجعل مع الطعام شيئاً يؤدمه من لحم، أو دهن، أو نحويهما، وإذا شاء أن يطعم على وجه آخر فيصنع طعاماً فيدعو إليه ثلاثين مسكيناً إما غداءً في غير رمضان وإما عشاءً فهذا - أيضاً – جائز وقد فعله أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنهما – حين بلغ الكبر وعجز عن الصيام، وأما المريض بمرض يرجى برؤه، فإن كان الصوم لا يشق عليه ولا يضره وجب عليه أن يصوم؛ لأنه لا عذر له، وإن كان الصوم يشق عليه ولا يضره فإنه يفطر ويكره له أن يصوم، وإن كان الصوم يضره فإنه يجب عليه أن يفطر ويحرم عليه أن يصوم؛ لأن الله – عز وجل – قال في كتابه: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، ومتى برئ من مرضه قضى ما أفطر، فإن مات قبل برءه فلا شيء عليه، والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها، أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر، ثم تقضي إن تيسر لها القضاء قبل وضع الحمل، أو بعده إذا طهرت من النفاس، والمرضع التي يشق عليها الصوم من أجل الرضاع، أو ينقص لبنها من الصوم نقصاً يخل بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها عليها، ولا نقص من لبنها، أما المسافر فإن سافر من أجل أن يفطر فإن الفطر حرام عليه؛ لأن هذه حيلة، ويجب عليه الصوم، أما إذا سافر بغرض، "ولم يقصد بسفره التحيل على الفطر فهو مخير، بين أن يصوم وبين أن يفطر، ويقضي عدد الأيام التي أفطر، والأفضل له - أي: للمسافر - أن يفعل الأسهل عليه"(14)، فإن تساوى عنده الصوم والفطر فالصوم أفضل؛ "لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم"(15)، ولأنه أسرع في إبراء ذمته، ولأنه أخف من القضاء غالباً، وإذا كان الصوم يشق عليه في سفره كره له أن يصوم، وإن عظمت المشقة جداً حرم أن يصوم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام وصام الناس معه فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا - صلى الله عليه وسلم - بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب والناس ينظرون، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أولئك العصاة أولئك العصاة"(16)، ولا فرق في المسافر بين أن يكون سفره عارضاً لحاجة، أو مستمراً في غالب الأحيان، فأصحاب سيارات الأجرة (التكاسي)، أو غيرها من السيارات الكبيرة متى خرجوا من بلدهم فهم مسافرون يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان، وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، والجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة، والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم، ويقضونه في أيام الشتاء؛ لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليها، وأهل فيها يأوون إليهم، فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون، مستوطنون، وإذا خرجوا منها فهم مسافرون، لهم ما للمسافرين، وعليهم ما على المسافرين، ومن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتم صوم يومه، فإن وجد مشقة فليفطر، ثم يقضيه ولا يتقيد السفر بزمن، فمن خرج من بلده مسافراً فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده.

أيها المسلمون، حافظوا على صيامكم، واتقوا الله عز وجل، وقوموا بما يجب عليكم، واعلموا أن "الحائض والنفساء لا يصح منهما الصوم"(17)، "إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة، فإذا طهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر وجب عليها الصيام إذا كان ذلك في رمضان ويصح الصيام منهما، وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر، ويلزمهما قضاء ما أفطرتاه من الأيام"(18).

أيها المسلمون، في هذا الشهر أعني: شهر رمضان المبارك رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيامه وقال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(19)، وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها، وأحسنوها، وقوموا مع إمامكم حتى ينصرف، "فإن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له أجر قيام ليلة تامة، وإن كان نائماً على فراشه"(20)، وإن على الأئمة أن يتقوا الله – عز وجل – في هذه التراويح فيراعوا من خلفهم ويحسنوا الصلاة لهم، فيقيمونها بتأنٍ وطمأنينة، ولا يسرعوا فيها فيحرموا أنفسهم ومن وراءهم الخير، أو ينقرونها نقر الغراب، لا يطمئنون في ركوعها، وسجودها، وقعودها، والقيام بعد الركوع فيها، على الأئمة ألاَّ يكون همُّ الواحد منهم أن يخرج قبل الناس أو أن يكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة، فإن الله تعالى يقول: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾ [هود: 7]، ولم يقل أيكم أسرع نهاية، أو أكثر عملاً، فإن كثرة العمل مع التفريط في إحسانه لا تساوي إحسان العمل؛ ولهذا قال الله – عز وجل -: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾، وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو أحرص الناس على الخير وهو الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، "كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة لا في رمضان ولا في غيره"(21)، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثة عشرة ركعة"(22)، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم "أنه قام بأصحابه في رمضان، ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها"(23)، "وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه أمر أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة"(24)، فهذا العدد الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - وواظب عليه، كما سئلت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – كيف كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: "كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة"، وهذا العدد هو الذي اتبع فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أفضل عدد تصلى فيه التراويح، ولكن يجب على الإنسان أن يراعي حُسن العمل والتأني في الركوع والسجود؛ حتى يتمكن الناس من التسبيح والدعاء، ولو زاد الإنسان على هذا العدد رغبة في الزيادة لا رغبة عن السنة بعد أن تبينت له لم ينكر عليه، لورود ذلك عن بعض السلف، وإنما الذي ينكر هو الإسراع الفاحش الذي يفعله بعض الأئمة فيفوت الخير عليه وعلى من خلفه.

أسأل الله - تعالى - أن يوفقنا جميعاً لاغتنام الأوقات بالطاعات، وأن يحمينا من فعل المنكر والسيئات، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يجنبنا صراط أصحاب الجحيم، وأن يجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً بالله واحتساباً لثواب الله، إنه جواد كريم، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أيده الله ببرهانه، صلى الله عليه وعلى أصحابه وأتباعه وأعوانه، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وأعدوا لشهركم الكريم عدده، استقبلوه بعزيمة صادقة، ورغبة في الخير متلاحقة، أتقنوا صيامكم، احفظوه من النواقص والنواقض، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"(25)، فاحفظوا ألسنتكم رحمكم الله عن اللغو والرفث والصخب والسب والشتم، احفظوها من ذلك، وإن كان أحدٌ خاصمكم أو سابكم فقولوا له: إني امرؤٌ صائم، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وإن هذه الكلمة لها شأن كبير؛ لأن الإنسان يقولها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه إذا قالها ذكر بها من سابه وشاتمه؛ حتى يرتدع عن السب والشتم؛ ولأنه إذا قالها بين لصاحبه الذي يسابه ويشاتمه أنه ليس بعاجز عن مقابلة، ولكن صومه منعه من ذلك. إذاً: ينبغي لنا أن نفعل ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نساب أحداً ونشاتمه، وإذا تعدى علينا أحدٌ في ذلك فإننا نقول له كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"(26).

أيها المسلمون، أكثروا في هذا الشهر المبارك من قراءة كتاب الله، فإنه الحبل المتين، إنه العزة والشرف في الدنيا والآخرة، احرصوا - رحمكم الله - على تأمله وتدبره، فإن الله - تعالى - قال في كتابه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [ص: 29] لا يكن همكم أن تخلصوا منه حتى تحوزوا ختمة، وليكن همكم أن تدبروا كتاب الله وتتفكروا فيه، فإن عجائبه لا تنقضي، إن أخباره حق، وإن أحكامه عدل، إن قصصه نافعة، إنه يطهر القلوب من الرجس، إنه ثمرة عظيمة إذا وفق الإنسان لجناها، نال بها خيراً كثيراً، إن لكم بكل حرف تقرؤونه من كتاب الله عشر حسنات، ليس الحرف هي الكلمة، ولكن الحرف هو جزء الكلمة. إذاً: فإذا قال الإنسان: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كان له حسنات بقدر حروف هذه الجملة، فأكثروا من قراءة القرآن، وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا فيها، سواء كان ذلك في الصباح أو في المساء، أي سواء كان ذلك بعد صلاة الصبح، أو بعد صلاة العصر، أو في أي وقت كان؛ "لأن سجدة التلاوة سنة"(27)، فعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه في سننهما – رحمهما الله تعالى - وغيرهما من حديث ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -، وفعلها الصحابة – رضي الله عنهم -، "فإن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ ذات يوم آية سجدة وهو يخطب الناس على المنبر، فنزل من المنبر فسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية وهو على المنبر، فلم ينزل ولم يسجد، وقال للناس: إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء"(28)، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عند البخاري رحمه الله تعالى، أي أن سجود التلاوة ليس فرضاً كفرض الصلاة، ولكنه سنة، لا ينبغي للإنسان تركه، وإذا سجدتم فلا حرج عليكم أن تكبروا وتقولوا في السجود: "سبحان ربي الأعلى تكررونها"(29)، "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي"(30)، "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، وعليك توكلت، سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين"(31)، "اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك زخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"(32)، ثم ترفعون من السجود بلا تكبير ولا تسليم؛ لأنه لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كبر للنهوض من السجود ولا سلم، هذا إذا سجدتم خارج الصلاة، أما إذا سجدتم في نفس الصلاة فإنه لا بد من التكبير للسجود، والتكبير للرفع من السجود؛ لأن الذين وصفوا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يذكرون "أنه يكبر كلما خفض وكلما رفع"(33)، وهذا يشمل سجود التلاوة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد سجود التلاوة في الصلاة، والأفضل للإنسان أن يقرأ القرآن على طهارة، سواء قرأه من المصحف أو قرأه عن ظهر قلب، أما إذا لم يكن على طهارة فإنه لا بأس أن يقرأه ما لم يكن جنباً، ولكنه لا يمس المصحف إلا وهو على طهارة، وإذا أراد أن يقرأ من المصحف على غير طهارة فليضع بينه وبين المصحف حائلاً لئلا يمسه، فإن في كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا يمس القرآن إلا طاهراً"(34) وهذا الكتاب وإن كان مرسلاً لكن الأمة تلقته بالقبول وعملت به، فدلَّ هذا على أن له أصلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اللهم اجعلنا من الذين يتلون كتابك حق تلاوته، اللهم انفعنا به في الدنيا والآخرة، اللهم اجعله لنا شفيعاً عندك يا رب العالمين، اللهم وفقنا لما تحب وترضى في شهرنا هذا، بل في عمرنا كله يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلنا ممن يغتنمون أوقات الخيرات بالخيرات والأعمال الصالحات يا رب العالمين، اللهم ارزقنا شكر نعمتك، وحسن عبادتك على ما أنعمت به علينا من كشف الغمة التي ألمت بنا، لاسيما في استقبال هذا الشهر المبارك، واجعل ذلك فراغاً لنا على طاعتك.

أيها المسلمون، أكثروا من الأعمال الصالحة في كل أعمالكم، ولاسيما في شهركم الكريم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم من أراد بالمسلمين شراً فاجعل كيده في نحره، وفرق جمعه، واهزم جنده، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].

عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].



-----------------------------



(1) أخرجه ابن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه، في الجزء الثالث ص192، من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه (1887) ت م ش، وأخرجه البيهقي رحمه الله تعالى في شعب الإيمان، الجزء الثالث ص305، من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه (3608) ت م ش، رواه الحارث في مسنده – زوائد الهيثمي – الجزء الأول ص412.

(2) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (37)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1268) ت ط ع.

(3) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (36)، وأخرجه أيضاً في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1869) ت ط ع.

(4) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الحج، باب عمرة في رمضان، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (1657)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الحج، باب فضل العمرة في رمضان، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (2202) ت ط ع.

(5) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (22393) ت ط ع، وأخرجه الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، من حديث أبي هريرة (2070)، ومن حديث عتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنهما (2080) ت ط ع.

(6) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" الباب (1776)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال (1809) ت ط ع.

(7) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين (1781)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين (1812) ت ط ع.

(8) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا (1774) ت ط ع.

(9) سبق تخريجه في الحديث السابق حـ6، الحديث متفق عليه.

(10) أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك (622) ت ط ع وقال حديث حسن صحيح.

(11) أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم بالشهادة (627) ت ط ع، وأخرجه النسائي (2086)، وأبو داود (1993)، وابن ماجة (1642) والدارمي (1630) ت ط ع.

(12) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم، باب صوم الصبيان (1824)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه (1919) من حديث الربيع بنت مسعود رضي الله تعالى عنها ت ط ع.

(13) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهاداتهم (2470)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وأخرجه أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، في كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم (293)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الإمارة، باب سن البلوغ، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (3473)، وأخرجه أيضاً في كتاب الإيمان، باب نقصان الإيمان بنقصان الطاعات (114) ت ط ع، وأخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الأحكام، باب ما جاء في حد بلوغ الرجال والمرأة (1281) ت ط ع، وانظر إلى هذه المسألة في "الإنصاف" الجزء الخامس ص320، "الإقناع" الجزء الثاني ص221 ت م ش.

(14) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم ،باب لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما (1811) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفر مرحلتين فأكثر وإن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولمن يشق عليه أن يفطر، من حديث أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما (1885،1884،1882) ت ط ع، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصيام، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه (1892) ت ط ع.

(15) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه (1809) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه (1893،1892) ت ط ع.

(16) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفر مرحلتين فأكثر وإن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولمن يشق عليه أن يفطر، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه (1878) ت ط ع.

(17) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه (293)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات وبيان إطلاق الكفر على غير الكفر بالله ككفر النعمة والحقوق، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (114) ت ط ع.

(18) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الحيض، باب لا تقضي الحائض الصلاة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، وقال جابر وأبو سعيد رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم "تدع الصلاة" (310) ت ط ع ، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الحيض، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة ، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (508) ت ط ع.

(19) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (37)، وأخرجه أيضاً في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1869)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1268)، وأخرجه أيضاً (1266 – 1267) ت ط ع.

(20) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء في قيام شهر رمضان (734) ت ط ع.

(21) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها (1874) ت ط ع، وفي رواية أخرى للبخاري، في كتاب الصيام، باب الضجع على الشق الأيمن (5835) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (1215) ت ط ع.

(22) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الجمعة، باب كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (1070) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (1217) ت ط ع.

(23) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب الجمعة (872) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (1271) ت ط ع.

(24) قال شيخنا سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تخريج هذا الحديث رواه مالك في الموطأ عن محمد بن يوسف وهو ثقة ثبت عن السائب بن يزيد وهو صحابي رضي الله تعالى عنه. أ.هـ. أخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في كتاب الموطأ، في كتاب النداء للصلاة، باب ما جاء في قيام رمضان، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (232) ت ط ع.

(25) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شُتم (1771)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصيام، باب اللسان للصائم (1941) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ت ط ع.

(26) سبق تخريجه في الحديث السابق رقم 25.

(27) أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الجمعة، باب ما يقول في سجود القرآن (528)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب السجود في القرآن (1043)، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ت ط ع.

(28) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الجمعة، باب من رأى أن الله – عز وجل – لم يوجب السجود – الباب -، من حديث عمر بن الخطاب وابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (1015) ت ط ع.

(29) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (1291)، وأخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه وفيه تكرار التسبيح، من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود (242) ت ط ع.

(30) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود (775)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (746)، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ت ط ع.

(31) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1290) ت ط ع، وفي رواية في مصنف عبد الرزاق رحمه الله تعالى، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وفيه "وعليك توكلت" في جـ2 ص163 (2903) ت م ش، وأخرجه البيهقي رحمه ال له تعالى في سننه الكبرى، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، في الجزء الثاني ص109 (2515).

(32) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الجمعة، باب ما يقوله في سجود القرآن (528) ت ط ع.

(33) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الأذان، باب إتمام التكبير في الركوع، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم: فيه مالك بن الحويرث (743)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة إلا رفعه من الركوع فيقول فيه سمع الله لمن حمده (590) ت ط ع.

(34) أخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ، في كتاب النداء للصلاة، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن (419)، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الطلاق، باب الإطلاق قبل نكاح (2166)، من حديث عمرو بن حزم رضي الله تعالى عنه ت ط ع.

12d8c7a34f47c2e9d3==