عبدالله العامري
02-19-2004, 03:15 AM
.
سائل يقول: إذا كان مذهب أهل السنة في الفتنة التي وقعت بين الصحابة هو السكوت عنها وعدم ذكرها والتعرض لها، فلماذا ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية ؟
الجواب
تذكر، يذكر ما شجر بين الصحابة في التاريخ، يذكر ولكن يبين أن الصحابة إنما فعلوا ذلك عن اجتهاد، وأن منهم المجتهد المصيب، ومنهم المجتهد المخطئ، وأن ما بين المجتهد المصيب له أجران وما بين المجتهد المخطئ له أجر واحد، النصوص دلت على الخلاف اللي حصل بين الصحابة دلت النصوص على أن عليا -رضي الله عنه- ومن معه هو المصيب وأن معاوية ومن معه مخطئون.
ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الصحابة انضموا إلى علي -رضي الله عنه- واستدلوا بقول الله تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)) فقالوا: إن عليا -رضي الله عنه- هو الخليفة الراشد التي تمت له البيعة وأهل الشام ومعاوية هم بغاة، لكن لا يعلموا أنهم بغاة، فيجب قتالهم حتى يخضعوا، فانضم جمهور الصحابة مع علي -رضي الله عنه- عملا بهذه الآية: ((فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)) وأهل الشام ومعاوية بغاة يدل عليه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمار ((تقتله الفئة الباغية)) سَمَّاهم بغاة، وقال عليه الصلاة والسلام: ((تمرق مارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ))فخرجت الخوارج وقتلهم علي -رضي الله عنه- دل على أنه أولى بالحق من معاوية
لكن معاوية وأهل الشام لا يعلمون أنهم بغاة، مجتهدون يطالبون بدم عثمان فلهم أجر الاجتهاد، وفاتهم أجر الصواب، وعلي لهم أجر الصواب وأجر الاجتهاد، وهناك بعض الصحابة أشكل عليهم الأمر، ولم يعرفوا من المصيب مع هؤلاء ولا مع هؤلاء؟ فاعتزلوا الفريقين منهم ابن عمر وسلمة بن الأكوع ذهب إلى البادية واعتزل الفريقين، وتزوج، وقال أذن لي للنبي -صلى الله عليه وسلم- في البدو، ومنهم أسامة بن زيد وجماعة، أشكل عليهم الأمر حتى سماهم بعض الناس أنهم سماهم مرجئة الصحابة من الإرجاء لأنهم أخروا الفريقين، وأرجئوا أمرهم إلى الله، ما تبين لهم، جمهور الصحابة تبين لهم الحق مع علي نعم. هذا يبين، ويترحم على الجميع، ويعرف أن لهم من الحسنات ... ما يغطي ما يصير عنهم من الهفوات، وهذه الخلافات التي حصلت بينهم، منهم له أجران، ومنهم من له أجر، نعم. .
من فتاوى العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله
.
سائل يقول: إذا كان مذهب أهل السنة في الفتنة التي وقعت بين الصحابة هو السكوت عنها وعدم ذكرها والتعرض لها، فلماذا ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية ؟
الجواب
تذكر، يذكر ما شجر بين الصحابة في التاريخ، يذكر ولكن يبين أن الصحابة إنما فعلوا ذلك عن اجتهاد، وأن منهم المجتهد المصيب، ومنهم المجتهد المخطئ، وأن ما بين المجتهد المصيب له أجران وما بين المجتهد المخطئ له أجر واحد، النصوص دلت على الخلاف اللي حصل بين الصحابة دلت النصوص على أن عليا -رضي الله عنه- ومن معه هو المصيب وأن معاوية ومن معه مخطئون.
ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الصحابة انضموا إلى علي -رضي الله عنه- واستدلوا بقول الله تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)) فقالوا: إن عليا -رضي الله عنه- هو الخليفة الراشد التي تمت له البيعة وأهل الشام ومعاوية هم بغاة، لكن لا يعلموا أنهم بغاة، فيجب قتالهم حتى يخضعوا، فانضم جمهور الصحابة مع علي -رضي الله عنه- عملا بهذه الآية: ((فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)) وأهل الشام ومعاوية بغاة يدل عليه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمار ((تقتله الفئة الباغية)) سَمَّاهم بغاة، وقال عليه الصلاة والسلام: ((تمرق مارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ))فخرجت الخوارج وقتلهم علي -رضي الله عنه- دل على أنه أولى بالحق من معاوية
لكن معاوية وأهل الشام لا يعلمون أنهم بغاة، مجتهدون يطالبون بدم عثمان فلهم أجر الاجتهاد، وفاتهم أجر الصواب، وعلي لهم أجر الصواب وأجر الاجتهاد، وهناك بعض الصحابة أشكل عليهم الأمر، ولم يعرفوا من المصيب مع هؤلاء ولا مع هؤلاء؟ فاعتزلوا الفريقين منهم ابن عمر وسلمة بن الأكوع ذهب إلى البادية واعتزل الفريقين، وتزوج، وقال أذن لي للنبي -صلى الله عليه وسلم- في البدو، ومنهم أسامة بن زيد وجماعة، أشكل عليهم الأمر حتى سماهم بعض الناس أنهم سماهم مرجئة الصحابة من الإرجاء لأنهم أخروا الفريقين، وأرجئوا أمرهم إلى الله، ما تبين لهم، جمهور الصحابة تبين لهم الحق مع علي نعم. هذا يبين، ويترحم على الجميع، ويعرف أن لهم من الحسنات ... ما يغطي ما يصير عنهم من الهفوات، وهذه الخلافات التي حصلت بينهم، منهم له أجران، ومنهم من له أجر، نعم. .
من فتاوى العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله
.