المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسار


كيف حالك ؟

العابد
02-18-2004, 12:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد...........يرد في نفسي سؤال ضل يحيرني لا اجد له اجابه تذهب عني الحيره .وارجو منكم يا..(موقع الاثير)ان تتقبلو سؤالي بفكرا اسلامي وحلم الرسول عليه الصلاة والسلام ‘لانا للسؤال ابعاد حساسه جدا تأتي تحت اي باب لا اعلم اي باب انطلق منه هذا الفكر الذي لا اريد نعته باي صفه ‘وانا ارى ان فيها شيء من الفرقه او با لا حرى هي فتنه..قد كثرا في هذا الزمان جماعات واحزاب وطوائف تنسب افكارهاالى الأسلأم . والأسلأم ينبذ هذاالنوع من الأفكار وتصرفات اصحابها .قد انتشرت هذه الظاهره في بلادنا وكافة اصقاع ربوع امتنا العزيزة بدينها المتئلمة بأفكار هذه الجماعات وتصرفاتها.
على سبيل المثال :الصوفيه والجهاديه والسلفيه وغيرها كثير لا اعلمها الله يعلمها اليست تللك الجماعات كلها تحت راية واحده واسم واحد وهو الاسلام والمسلمون ‘والصراط المستقيم الذي نزل على سيد الخلق
والكتاب والسنه هذا الصراط الذي لا ضلال بعده ‘ لو كان هناك بديل فيه صلاح للامه لذكره الرسول عليه الصلاة والسلام . وقد ورد في ذلك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم إذا صح نصه الذ ي ذكر فيه.((انقسمت اليهوديه الى احدى وسبعين فرقه كلهم فى النار‘ وانقسمت النصرانيه الى اثنان وسبعون فرقه كلهم فى النار ‘وتنقسم امتي ثلاث وسبعين فرقه كلهم فى النار الا واحده من اتبعت كتاب الله وسنتي )) انا لا اعلم بعقيدتهم حتى اطعن فيها ولكن انتقد تلك الاسماء... هذه الاسماء تاتي بالفرقه والتصدع في هذا البنيان المرصوص بحيث كل فرقه باسمها وفكرها تنضر الى الجماعه الاخرى با نها على ضلال ومبتدعه وهذا يشكل نفور وفتور .. وبالنسبه للمسلم الذى لا فكر له كالآخرين ينضر اليهم نضرة الا ستغراب ومن هذا الدين الجديد ..
وفي النهاية ارجو منكم ان تصفحوا عني إن اخطات وان تدعو لي إن اصبت..
فإن اصبت فمن الله وتوفيقه وإن اخطات فمن نفسي والشيطان..
والســــــــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته......

العابد..

عبدالله العامري
02-18-2004, 01:59 PM
.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله ورعاه ما يلي : (( تمعن أخي بالاجابة ))
يزعم بعض الناس أنّ السّلفيّة تعتبر جماعة من الجماعات العاملة على السّاحة، وحكمها حكم باقي الجماعات؛ فما هو تفنيدُكم لهذا الزّعم؟

الجواب

الحمد لله
ذكرنا أن الجماعة السلفية هي الجماعة الأصيلة، التي على الحقِّ، وهي التي يجب الانتماء إليها والعمل معها والانتساب إليها، وما عداها من الجماعات يجب ألا تُعتبرَ من جماعات الدَّعوة؛ لأنها مخالفة، وكيف نتَّبِعُ فرقة مخالفة لجماعة أهل السُّنَّة وهدي السّلف الصّالح؟!
فالقول: إن الجماعة السلفية واحدة من الجماعات الإسلامية! هذا غلط، فالجماعة السلفية هي الجماعة الوحيدة التي يجب اتباعها والسير على منهجها والانضمام إليها والجهاد معها، وما عداها؛ فإنه لا يجوز للمسلم الانضمام إليه؛ لأنه من الفرق الضالة، وهل يرضى الإنسان أن ينضمَّ إلى الفرق الضالة؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن ساري رضي الله عنه.]، وسُئلَ الرّسول صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية؟ فقال: "ما أنا عليه وأصحابي" [رواه الترمذي في سننه (7/296، 297) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وابن ماجه (2/1322) بنحوه من حديث عوق بن مالك وأنس بن مالك.
وانظر مسند الإمام أحمد (2/332) وسنن أبي داود (4/197) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وليس فيه ذكر (كلها في النار إلا واحدة، قيل...).]؛ هل يريد الإنسان النَّجاة ويسلُكُ غير طريقها؟
ترجو النَّجاة ولم تسلُك مسالكها إن السّفينة لا تجري على اليبس [هذا البيت لأبي العتاهية، انظر: "الشعر الجاهلي في العصر العباسي الأول" (مع ملحق) (ص99)، إعداد وتحقيق عبد الله عبد الرحمن الجعيشن.].

.

عبدالله العامري
02-18-2004, 02:03 PM
.

و سُئل أيضا :

ما وجه صحّة نسبة الجماعات الموجودة اليوم إلى الإسلام، أو وصفهم بالإسلامية، وصحة إطلاقة لفظ الجماعات عليهم، وإنما جماعة المسلمين واحدة؛ كما في حديث حذيفة رضي الله عنه؟

الجواب

الحمد لله
الجماعات فرق توجد في كل زمان، وليس هذا بغريب؛ قال صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة؛ كلهم في النار؛ إلا واحدة" [سبق تخريجه صفحة: (361) هامش رقم(2).]؛ فوجود الجماعات ووجود الفرق هذا أمر معروف، وأخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "مَن يَعِش منكم؛ فسيرى اختلافًا كثيرًا" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)، كلهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.].
ولكن الجماعة التي يجب السّير معها والاقتداء بها والانضمام إليها هي جماعة أهل السّنّة والجماعة؛ الفرقة الناجية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بين هذه الفرق؛ قال: "كلها في النار؛ إلا واحدة". قالوا: مَن هي؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" [سبق تخريجه في صفحة (356).].
هذا هو الضّابطُ؛ فالجماعات إنما يجب الاعتبار بمن كان منها على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من السّلف الصالح، والله تعالى يقول: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100.].
هؤلاء هم الجماعة؛ جماعة واحدة، ليس فيها تعدُّدٌ ولا انقسام، مِن أوّل الأمة إلى آخرها، هم جماعة واحدة، {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10.].
هذه هي الجماعة الممتدَّةُ من وقت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام السّاعة وهم أهل السنة والجماعة، وأما ما خالفهم من الجماعات؛ فإنها لا اعتبار بها، وإن تسمّت بالإسلاميّة، وإن تسمّت جماعة الدّعوة أو غير ذلك؛ فكل ما خالف الجماعة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنها من الفرق المخالفة المتفرّقة التي لا يجوز لنا أن ننتمي إليها أو ننتسب إليها؛ فليس عندنا انتماء إلا لأهل السنة والتوحيد، {اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: 6، 7.]، والذين أنعم الله عليهم بيَّنَهُم في قوله: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69.].
فالجماعة التي اتخذت منهجها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعملت بقوله صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يَعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي؛ تمسّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور" [رواه الإمام أحمد في » مسنده « (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 310)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.]؛ هؤلاء هم الجماعة المعتبرة، وما عداها من الجماعات؛ فإنه لا اعتبار بها، بل هي جماعة مخالفة، وتختلف في بعدها عن الحق وقربها من الحق، ولكن كلها تحت الوعيد، كلها في النار؛ إلا واحدة، نسأل الله العافية.


فتنبه أخي الكريم


.

عبدالله العامري
02-18-2004, 02:07 PM
.

وسُئل أيضا :

إضافةً لحالة التردِّي تعيش الأمة الإسلاميَّة حالة اضطراب فكري، خصوصًا فيما يتعلَّق بالدِّين؛ فقد كثُرت الجماعات والفرق الإسلاميَّة التي تدَّعي أنَّ نهجها هو المنهج الإسلاميُّ الصَّحيح الواجب الاتِّباع، حتى أصبح المسلم في حيرة من أمره؛ أيَّها يتَّبعُ؟ وأيها على الحق؟

الجواب

الحمد لله
التّفرُّق ليس من الدين، لأن الدِّين أمرنا بالاجتماع، وأن نكون جماعة واحدة وأمَّة واحدة على عقيدة التَّوحيد وعلى متابعة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
يقول تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92.]، ويقول تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103.]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159.]، وهذا وعيد شديد في التفرُّق والاختلاف؛ قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105.].
الإسلام دين الجماعة ودين الإلفة والاجتماع، والتفرُّق ليس من الدِّين؛ فتعدُّد الجماعات هذا ليس من الدِّين؛ لأنَّ الدِّين يأمرنا أن نكون جماعةً واحدةً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم للمسلم كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (7/80) بلفظ: "المؤمن للمؤمن"؛ من حديث أبي موسى.]، ويقول: "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهِم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/1999-2000) من حديث أبي موسى.].
إنّ البنيان وإنَّ الجسد شيء واحد متماسك، ليس فيه تفرُّقٌ؛ لأنّ البنيان إذا تفرَّق؛ سقط، كذلك الجسم إذا تفرَّق؛ فقد الحياة. ولا بدَّ من الاجتماع، وأن نكون جماعة واحدةً، أساسُها التَّوحيدُ، ومنهجُها دعوة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ومسارُها على دين الإسلام؛ قال تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153.].
فهذه الجماعات وهذا التفرُّقُ الحاصل على السَّاحة اليوم لا يُقِرُّهُ دين الإسلام، بل ينهى عنه أشدَّ النَّهي، ويأمر بالاجتماع على عقيدة التَّوحيد، وعلى منهج الإسلام؛ جماعة واحدة، وأمة واحدة؛ كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك.
والتفرُّقُ وتعدُّدُ الجماعات وإنما هو من كيد شياطين الجنِّ والإنس لهذه الأمة؛ فما زال الكفَّارُ والمنافقون من قديم الزَّمان يدسُّونَ الدَّسائس لتفريق الأمَّة؛ قال اليهود من قبل: {آمِنُواْ بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [آل عمران: 72.]؛ أي: يرجع المسلمون عن دينهم إذا رأوكم رجعتم عنه، وقال المنافقون: {لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} [المنافقون: 7.]، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 107.].


.

عبدالله العامري
02-18-2004, 02:11 PM
.

وسُئل أيضا :

ما رأي الدين في قيام الأحزاب ذات التوجه الإسلامي؟ وما موقف المسلم الذي يختار الحياد طريقًا له؟
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: آية 119.]، ويقول تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة: آية 2.]، ويقول تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [سورة النحل: آية 125.] الآية.

الجواب

الحمد لله
فالمطلوب من المسلم أن يستقيم في نفسه، وأن يقوم بما يستطيع من الدعوة إلى الله سواء كان منفردًا أو مع إخوانه المسلمين، ولا شك أن الاجتماع على البر والتقوى ولزوم جماعة المسلمين أمر مطلوب من المسلم، فالواجب عليك أن تكون مع الجماعة المسلمة المستقيمة على أمر الله التي ليس لها أهداف دنيوية ولا أغراض دنيئة، والتي تسير على المنهج النبوي وعلى هدي الكتاب والسنة.
أما الجماعات المشبوهة والجماعات المبتدعة والمخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في القول والعمل، فابتعد عنها والزم الجماعة التي تدعو إلى إصلاح العقيدة وتحقيق توحيد الله تعالى، وتنهى عن الشرك؛ لأنها هي الطائفة المنصورة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1523) من حديث ثوبان رضي الله عنه.]، وهي الفرقة الناجية: أهل السنة والجماعة (وهم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه) [رواه الترمذي في "سننه" (7/296، 297) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ورواه بن ماجه في "سننه" (2/1322) بنحوه من حديث وف بن مالك وأنس بن مالك، وانظر "مسند الإمام أحمد" (2/332)، و"سنن أبي داود" (4/197) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.].


.

عبدالله العامري
02-18-2004, 02:16 PM
.

وسُئل أيضا :

نطلب من فضيلة الشيخ توضيح موقف السلف من المبتدعة، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب

الحمد لله
السلف لا يبدعون كل أحد، ولا يسرفون في إطلاق كلمة البدعة على كل أحد خالف بعض المخالفات، إنما يصفون بالبدعة من فعل فعلاً لا دليل عليه يتقرب به إلى الله؛ من عبادة لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أخذًا من قوله صلى الله عليه وسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد)، وفي رواية: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه؛ فهو رد).
فالبدعة هي إحداث شيء جديد في الدين، لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذه هي البدعة.
وإذا ثبت أن شخصًا ابتدع بدعة في الدين، وأبى أن يرجع؛ فإن منهج السلف أنهم يهجرونه ويبتعدون عنه، ولم يكونوا يجالسونه.
هذا منهجهم، لكن كما ذكرت، بعد أن يثبت أنه مبتدع، وبعد أن يناصح ولا يرجع عن بدعته؛ فحينئذ يهجر؛ لئلا يتعدى ضرره إلى من جالسه وإلى من اتصل به، ومن أجل أن يحذر الناس من المبتدعة ومن البدع.
أما المغالاة في إطلاق البدعة على كل من خالف أحدًا في الرأي، فيقال: هذا مبتدع! كل واحد يسمي الآخر مبتدعًا، وهو لم يحدث في الدين شيئًا؛ إلا أنه تخالف هو وشخص، أو تخالف هو وجماعة من الجماعات، هذا لا يكون مبتدعًا.
ومن فعل محرمًا أو معصية؛ يسمى عاصيًا، وما كل عاص مبتدع، وما كل مخطئ مبتدع لأن المبتدع من أحدث في الدين ما ليس منه، هذا هو المبتدع، أما المغالاة في اسم البدعة بإطلاقها على كل من خالف شخصًا فليس هذا بصحيح؛ فقد يكون الصواب مع المخالف، وهذا ليس من منهج السلف.


.

عبدالله العامري
02-18-2004, 03:04 PM
.

وسُئل أيضا :

الأخذ بمناهج دعويَّة مستوردة وافدة؛ هل لذلك أثر على العقيدة، إذا علمنا ضعف عقيدة المتبوعين، أو ضعف عقيدة الولاء والبراء، أو عدم التَّفريق بين الفرق الضَّالَّة بمناهجهم عند أولئك؟ وجزاكم الله خيرًا

الجواب

الحمد لله
الفيصل في هذا هو اتِّباع منهج الرُّسل، خصوصًا خاتَمَ الرُّسل محمدًا صلى الله عليه وسلم، وخاتم الرُّسل كان أوَّل ما يأمر التَّوحيدُ، ويوصي دعاته أن يدعوا أوَّل شيء إلى التَّوحيد، ثم يأمرُ بعد ذلك بأوامر الدِّين من صلاة وزكاة وصيامٍ وحجٍّ.
قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "فليَكُن أوَّلَ ما تدعوهُم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هُم أطاعوكَ لذلك؛ فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات..." إلى آخر الحديث [رواه البخاري في "صحيحه" (2/108) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.].
ثم أيضًا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة مأخوذ من سيرته ومن كتابه الله؛ لأن الله تعالى يقول: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125.]، ويقول تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108.].
{أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}: فيجب على الدَّاعية أن يكون مخلصًا في نيَّته، بأن يكون قصده الدَّعوة إلى الله، ليس قصده الدَّعوة إلى نفسه أو الدَّعوة إلى شخص معيَّن أو منهج معيَّن أو طائفة معيَّنة، وإنما يقصد الدَّعوة إلى الله، وإخراج الناس من الظُّلُمات إلى النُّور، ونفع الناس، هذا قصدُ الدَّاعية المخلص.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى على هذه الآية: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}؛ قال: "فيه وجوبُ الإخلاصِ في الدَّعوةِ؛ لأنَّ بعض الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله" [انظر: "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى (ص45-46) بمعناه.].
فالذي يدعو إلى نفسه، أو يدعو إلى طائفة، أو يدعو إلى منهج، أو يدعو إلى متبوع؛ لا يدعو إلى الله، وإنما يدعو إلى ما دعا إليه من غير الله.
فالواجب على الدَّاعية أن يكون قصدُه الإخلاص لله عز وجل، ويكون قصده نَفْعَ الناس وإخراجهم من الظُّلمات إلى النُّور، لا التحزُّب ولا التّجمُّع مع الطَّوائف الأخرى، ولا المنازعات ولا الخصومات، ولا الانتصار لفلان أو علاّن، وإنما ينتصر للحقِّ، ويتَّبعُ منهج الحقِّ، هذا هو الذي يدعو إلى الله على المنهج الصَّحيح.
الدَّعوة إلى الله بالإخلاص، الدَّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسنُ.
هذا منهج الدَّعوة الملخَّصُ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن سار على هذا المنهج؛ فهو الدَّاعية إلى الله حقًّا، ومن خالف هذا المنهج؛ فإنه ليس داعيةً إلى الله، وإنما هو داعية لما أراد من الأمور الأخرى؛ فلا بدَّ من هذا المنهج.
والمنهج في الإسلام واحد، لا مناهج في الإسلام؛ قال تعالى: {اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7.]؛ هذا منهج الإسلام، وهذه المناهج الأخرى، وقال سبحانه: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153.].
ليس في الإسلام إلا منهج واحد؛ منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي سار عليه السَّلف الصَّالح من الصَّحابة والتَّابعين ومن جاء بعدهم من الدُّعاة والمجدِّدين لدين الله، منهج واحدٌ، لا انقسام فيه ولا اختلاف.
وعلامة هذا المنهج أنَّ الذين عليه لا يختلفون، بل يكونون جماعة واحدة، لا يختلفون فيها، بل يكونون مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين، وعلامة المناهج المنحرفة وجود الاختلافات بين أهلها، والعداوة بين أهلها، والنِّزاع بين أهلها؛ فهذا هو الفارق.
الواجب أن نكون على منهج واحد، منهج الكتاب والسُّنَّة وسلف هذه الأمة، وهو المنهج الصَّحيح الذي يجب أن نسير عليه في دعوتنا إلى الله، وفي عملنا، وفي علمنا، وفي جميع أمورنا، لو أخذنا بهذا؛ لم يحصل اختلافٌ، ولم يحصل عداوات، ولم يحصل تفرُّقٌ، إنما يحصل التَّفرُّقُ من مخالفة هذا المنهج، والتماس مناهج أخرى، هذا هو الذي يوجب التفرق واختلاف.

.

عبدالله العامري
02-18-2004, 03:08 PM
.

وسئل أيضا :

هناك من يرى أن من يسير على مذهب السَّلف لديه سطحيَّة في فهم أمور العقيدة، معلِّلين ذلك بأن مذهب السَّلف لا يَسبُرُ غَوْرَ النُّصوص، ولا يتفاعل معها، ويرون أن طريقة غيرهم أكثر فهمًا للنصوص في مسائل العقائد؛ فما رأيكم في مثل هذا الكلام؟

الجواب


الحمد لله
القول بأن مذهب السلف فيه سطحيَّة لأنه – في نظر القائل – لا يَسبُرُ غَوْرَ النُّصوص، وأن مذهب الخلف أكثر فهمًا للنصوص في مسائل العقيدة وأوسع! هذا القول يقولُه علماء الكلام من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم؛ حيث قالوا: طريقة السلف أسلم، وطريق الخلف أعلم وأحكم! وهذا القول مبنيٌّ على فهم فاسد لمذهب السلف ومذهب الخلف؛ حيث ظنُّوا أن مذهب السلف لا فهم فيه، وإنما هو تفويض نصوص الصفات دون فهم لمعانيها، وأن الخلفَ فهموا وعرفوا أن هذه النصوص على غير ظاهرها، فأوَّلوها إلى معان أخرى؛ كتفسير الوجه بالذَّات، واليد بالقدرة، والاستواء على العرش بالاستيلاء... وغير ذلك.
وهذا الفهم لمذهب السلف مذهب باطل، وفيه تجهيل للصحابة والتابعين والقرون المفضَّلة، واتِّهامٌ لهم بأنهم لا يفهمون هذه النصوص، وهذا خلاف الواقع؛ فإن السلف لم يكن مذهبهم التفويض، وإنما مذهبهم الإيمان بهذه النصوص كما جاءت، وإثبات معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي، مع نفي التَّشبيه عنها؛ كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11.]؛ فطريقتهم أعلم وأسلم وأحكمُ؛ لأنَّ الأسلم لا بدَّ أن يكون أعلم وأحكم.
فقول الخلف: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم! قول متناقضٌ؛ إذ كيف تكون السّلامة بدون العلم والحكمة؟!
ثم أيضًا؛ كيف يكون المتأخرون أعلم من السابقين الأوَّلين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وأتباع التابعين، الذين شَهِدَ لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيريَّة، فقال: "خيركم قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونَهم" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/151) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.]؟!


.

عبدالله العامري
02-18-2004, 04:49 PM
.

وسُئل أيضا :

يتردَّد على ألسنة بعض الناس أن فلانًا هذا سلفي، وفلانًا غير سلفي؛ فما المقصود بالمذهب السلفي؟ ومن أبرز من دعا إليه من علماء المسلمين؟ وهل يمكن تسميتهم بأهل السنة والجماعة أو الفرقة الناجية؟ ثم ألا يُعتبَرُ هذا من باب التّزكية للنفس؟

الجواب

الحمد لله
المقصود بالمذهب السّلفي هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين من الاعتقاد الصّحيح والمنهج السّليم والإيمان الصّادق والتمسُّك بالإسلام عقيدة وشريعة وأدبًا وسلوكًا؛ خلاف ما عليه المبتدعة والمنحرفون والمخرِّفون.
ومن أبرز من دعا إلى مذهب السّلف الأئمة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيميَّة، وتلاميذه، والشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وتلاميذه، وغيرهم من كلّ مصلح ومجدِّد، حيث لا يخلو زمان من قائم لله بحجَّةٍ.
ولا بأس من تسميتهم بأهل السنة والجماعة؛ فرقًا بينهم وبين أصحاب المذاهب المنحرفة.
وليس هذا تزكية للنفس، وإنما هو من التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل.

.

12d8c7a34f47c2e9d3==