المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به.الشيخ صالح آل الشيخ.


كيف حالك ؟

عامي
04-27-2013, 01:21 AM
قال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله في جواب على أحد الأسئلة:

"فإن خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به عند أهل الحديث، وذكر ذلك أيضا الفقهاء، وهذا صحيح لأنّ البناء على الخبر وتصديق الخبر هو فرع عن تعديل المخبِر، والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع، فإذا بنى الخبر عن من جاء به له من الجن وهو لم يرهم ولم يتحقق عدالتهم إلا بما سمع وهي لا تكفي، فإنه قد يكون قد قبل خبر الفاسق، ولهذا قال جل وعلا?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ?[الحجرات:6]، والذين يقبلون إخبار الجن وإعلام الجن ببعض الحوادث حصل منهم مفاسد متنوعة كثيرة، حيث إنهم جزموا بصحة ما أخبرتهم به الجن، فربما حصل منهم قيل وقال -يعني من الناس في ذلك الذين أُخبروا بذلك- ويحصل بعد ذلك من جرائها مفاسد، وقد تفرقت بعض البيوت من جرّاء خبر قارئ جاهل بأنَّ هذا الذي فعل كذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاءه، ويكون الخبر الذي جاءه من الجني خبر كذِب، ويكون هو اعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم عدالته وبنى عليه وأخبر عليه وصار من جرائه فرقة واختلاف وتفرق وشتات في البيوت، ونعلم أنه قد تثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله: أن إبليس ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له فرقت بين المرأة وزوجها. وهذا في جملة التفريق بين المرأة وزوجها؛ لأنه هو الغالب وأحب ما يكون لعدو الله أن يفرق بين المؤمنين، ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم وغيره أن النبي ( قال «إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم».
فهذه المسألة يجب عليكم كطلبة علم أن تسعوا في إنكارها، وأن تبذلوا الجهد فإقامة الحجة على من يستخدم الجن ويتذرّع أن بعض العلماء أباح ذلك، وهذا وسيلة من وسائل الشرك لله جل وعلا.
واقرأوا أول كتاب تاريخ نجد لابن بشر حيث قال: إن بسبب دخول الشرك إلى قرى نجد أن كان بعض البادية إذا أتى وقت الحصاد أو أتى وقت خرف النخيل فإنهم يقطنون بجانب تلك القرى والأودية ومعهم بعض الأعشاب، فإذا كانوا كذلك ربما سألهم جهلة تلك القرى حتى حببوا إليهم بعض الأفعال من جرّاء سؤالهم؛ حببوا لهم بعض الشركيات أو بعض البدع، ثم شيئا فشيئا حتى فشا ذلك.
وعليه يكون من أسباب انتشار الشرك في هذه الديار يعني في نجد وما حولها -بحسب ما ذكر ابن غنام- يعني من جهة المتطببين الجهلة أو من جهة القراء المشعوذين أو القراء الجهلة.
وقد حصل أيضا في هذا أن بعض من يستخدم الجن كثر عنده الناس، ولما كثر عنده الناس صار يعالج علاجا نافعا، وبعد ذلك تسخرت له فئات من الجن أكثر من ضعف تأثيره، فلما ضعف تأثيره وعرف أن ما عنده من الحالات التي تأتيه للقراءة أو للعلاج لم يستطع شيئا صار تعلقه بالجن أكثر، ولا زال ينحدر ما في قلبه من قوة اليقين وعدم الاعتماد بقلبه على الجن حتى اعتمد عليهم شيئا فشيئا، ثم حرفوه والعياذ بالله عن السنة وعن ما يجب أن يكون في القلب من توحيد الله وإعظامه وعدم استخدام الجن في الأغراض الشركية، فجعلوه يستخدم الجن في هذه أغراض شركية وأغراض لا تجوز بالاتفاق.
فإذن هذا مما يجب وَصْدُه، ووسائل الشرك يجب علينا أن ننكرها، وسائل الغواية يجب أن ننكرها، ووجود من يستخدم الجن ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم بالإخبار هذا مبني على الجهل في الحقيقة بالشرع وعلى جهل بوسائل الشرك وما يُصلح المجتمعات وما يفسدها والله المستعان..
شرحه على كتاب التوحيد..

12d8c7a34f47c2e9d3==