المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث:« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »


كيف حالك ؟

البلوشي
04-24-2013, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح حديث:« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »

الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله رحمة واسع


الحديث التاسع والتسعون


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »
رواه الترمذي .



وهذا الحديث أيضا يقتضي خبرا وإرشادا .


أما الخبر :


فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ، ويكثر الشر وأسبابه ،
وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل ،
وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحالة القابض على الجمر ،
من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد ،
وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها ، ظاهرا وباطنا ،
وضعف الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد .



ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق
التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين ،
وأهل الإيمان المتين ،
من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا .



وأما الإرشاد :


فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها ،
وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات -
فإن له عند الله أعلى الدرجات ،
وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ، فإن المعونة على قدر المؤنة .


وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،



فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ،
إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ،
وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ،
وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ،
وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ،
ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .



ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ،
ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ،
وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه ،
وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد .



فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ، والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة
- مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .



ولكن مع ذلك ،


فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله ،
ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ،


بل يكون متلفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ،


ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ،
بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ،
وأن الفرج مع الكرب ،
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .



فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :


" لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله ونعم الوكيل " .
على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ،
وإليك المشتكى . وأنت المستعان . وبك المستغاث .
و " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "



ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة .


ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير .
وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك :


{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ،
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ،
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }.

بهجة قلوب الأبرار

عمر الاثري
05-01-2013, 10:03 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك اخينا البلوشي ووفقك لكل خير

12d8c7a34f47c2e9d3==