المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب /الشيخ الألباني رحمه الله


كيف حالك ؟

البلوشي
04-14-2013, 03:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب /الشيخ الألباني رحمه الله

ما هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
سائل: أحد الناس يسأل فيقول: نسمع كثيرا عن الوهَّابية ونسمع أنهم يكرهون الصلاة على النبى صلَّى الله عليه وسلم ولا يزورون قبر النبى صلَّى الله عليه وسلم، ويقول بعض المشايخ أن الرسول تنبأ عنهم حينما قال صلَّى الله عليه وسلم: "نجد قرن الشيطان" فما هو جوابكم على هذا الكلام؟
الشيخ: الحقيقة أن هذا السؤال مع الأسف الشديد راسخ أثره في كثير من المسلمين والوازع عليه قديما هى السياسة، لكن هذه السياسة قد مضى زمنها وانقضى لأنها كانت سياسة من دولة الأتراك - ولا أطيل في هذا إنما هى لفتة نظر فقط - يوم خرج رجل من أهل العلم والإصلاح وهو المسمى بمحمد بن عبد الوهاب في بعض البلاد النجدية يدعو من حوله إلى الإخلاص الذى أشرنا إليه آنفاً في عبادة الله وحده ولا يشرك معه غيره، ومن ذلك مثلا مما لا يزال مع الأسف الشديد آثاره لا تزال قائمةًّ في بعض البلاد الإسلامية خلافا لذلك الإقليم الذى خرج فيه ذلك المصلح محمد بن عبد الوهاب - هذا الإقليم إلى الآن والحمد لله لا يوجد فيه نوع من الشرك بينما ذلك يوجد في الكثير من البلاد الإسلامية المصرية الأردنية السورية فضلا عن البلاد الأعجمية فضلا عن إيران وما خبر الخمينى ووفاته والإعلان عن اتخاذ قبره كعبة يحج إليها الإيرانيون، ما ذلك الخبر عنكم ببعيد، هذا الرجل لما خرج ودعى إلى عبادة الله عز وجل وحده اتفق لحكمة يريدها الله عز وجل أنه كان هناك أمير من أمراء نجد وهو سعود جد العاهل القائم الآن فتعاون الشيخ مع الأمير تعاون العلم مع السيف وأخذوا ينشرون دعوة التوحيد في بلاد نجد يدعون الناس تارة - وهذا هو الأصل - تارة بالكلام، وتارة بالسنان، من أجاب بالكلام فهذا هو المطلوب، وإلا لم يأت إلا بالقوة، فانتشرت هذه الدعوة حتى وصلت إلى بعض البلاد الأخرى علماً إنه البلاد النجدية وسائر البلاد الإسلامية التى حولها من العراق للأردن من من إلى آخره كانت كلها محكومة بحكم الأتراك بالخلافة المتوارثة.
فلما بدأ اسم هذا الرجل بعلمه وذلك الأمير بإدارته ينتشر وينتشر، خشى الأتراك أن تظهر في العالم الإسلامى دولة تناهض دولة الأتراك، فأرادوا أن يقضوا عليها وهى لا تزال في عقر دارها بإشاعة الإشاعات الباطلة عنهم والكاذبة والمفتراه مما جاء في السؤال أو مما جاء غير ذلك مما هو نسمعه كثيرا وكثيرا، فأنا قلت آنفا أن السبب الأساسى سياسى وهذا هو.
لكن السياسة هذه قضى عليها، ولسنا الآن في بحث تاريخى، لكن السبب الآخر هو جهل الناس بحقيقة هذه الدعوة، وهذا الجهل يذكرنى بقصة كنت قرأتها في بعض المجلات أن رجلين وهما يتناقشان في الطريق حول دعوة محمد بن عبد الوهاب التى يسمونها بالوهابية.
لو كان الناس يفكرون فيما كانوا به يتكلمون لكانت هذه النسبة وحدها مذكرة لهم بخطئهم فيما يقولون، لأن لفظة الوهابية إذا أردنا أن ننظر إلى اشتقاقها وإلى أى شئ كانت نسبتها الوهابية نسبة للوهاب ومن هو الوهاب هو الله تبارك وتعالى، إذن النسبة للوهابية هذا أمر يشرف ولا يسقط ولكن قام مثل ما يقولون عندنا في سوريا في أذانهم شئ رهيب مثل البعبع شئ مخيف جدا الوهابيين ما بيعتقدوا في الرسول ما بيآمنوا غير بالله ذكرنى هذا البحث بأولئك الإثنين وهما يتناقشان ويدعى الجاهل أن دول ما بيعتقدوا إلا بالله بس أما محمد رسول الله ما بيعتقدوا وما بيقولوا إلا لا إله إلا الله، وعندنا بالشام باعتبار هذه القصة شامية لازم اقولكم اياها باللهجة الشامية أنهم إذا مر القنصل أو السفير السعودى في ذلك البلد يرفرف علم بلاده على السيارة بصورة واضحة لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا جماعة اتقوا الله، كيف بتقولوا في هؤلاء الناس ما بيآمنوا غير بالله وعلمهم هو العلم الوحيد في الدنيا اللى مكتوب عليه إشارة التوحيد الذى قال عليه السلام فيها: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " كيف بتقولوا على هذه الجماعة وتفترون عليهم وهذا علمهم المرفوع ينبى عما في صدورهم من الإيمان.
هذا شئ، الشئ الاكبر والاهم هذا علم ممكن أن يقال علم مزور ودعاية مغرضة إلى آخره لكن ما بالهم أنه حتى اليوم يحجون بأمان وإطمئنان لم يكن ذلك يحظون به في زمن الأتراك الذين أشاعوا عنهم تلك الفرية الكاذبة أنتم تعلمون أنه في كثير من السنين بالنسبة لآبائنا فضلا عن أجدادنا كان لابد أن يصاحب كل قافلة حجاج من أى بلد جماعة مقاتلة مستعدون للمحافظة على هذه القافلة من الحجاج من قطاع الطرق، يا سبحان الله! هذا الشئ مضى وانقضى، بأى سياسة؟؟ بالسياسة التى يسمونها بالسياسة الوهابية حتى هذه الساعة. فإذا فرضنا أن هذا العلم الذى يلوح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمدا رسول الله زور وبهتان ألا ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن كما يؤذن في كل البلاد اللهم إلا الزيادة التى تذكر في البلاد الأخرى في مقدمة الأذان أو مؤخرة الأذان فلا يقال هناك إتباع منهم للسنة لا إنكارا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام هو رسول الإسلام ورسول الأنام جميعا في كل زمان وفى كل مكان وإنما اتباعا للسلف وكما قيل:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
فإلى الآن يحج الناس ويسمعون هذا الأذان بالشهادة لله بالوحدانية وللنبى بالرسالة ثم يصلون صلاتنا ويذكرون الرسول صلَّى الله عليه وسلم كلما ذكر يصلون عليه وربما أكثر من أولئك الناس الذين يقولون عنهم دول وهابية ما بيحبوا الرسول وما بيصلوا على الرسول. يا جماعة اتقوا الله هذه فرية يبطلها واقع هؤلاء الجماعة، بحيث لا يمكن أن يقال هؤلاء في بلادهم يداهنون الساكنين خارج بلادهم، إنما هذا نابع من قلوبهم، الإيمان بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والسير على منهاج رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بدون زيادة ولا أقول دون نقص لأن هذا النقص طبيعى في الإنسان، ما يستطيع الإنسان أن (يمنعه) - ولكن من حيث العقيدة دون زيادة ودون نقصان وأما من حيث العبادة دون زيادة ولكن قد يكون هناك نقصان، فمثلا بعضهم قد لا يقوم يصلى ليلا والناس نيام، فهذا نقص، لكن هذا نقص لا يخدش في عقيدته لا يخدش في إسلامه. فهذه الكلمة حتى اليوم فيها اتهام للجماعة بما هم بريئين منه كما يقال براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وحسبنا يا أبى يحيى.


الشريط (291) من: سلسلة الهدى والنور

12d8c7a34f47c2e9d3==