المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجموع كلام الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في مسألة العذر بالجهل


كيف حالك ؟

عامي
03-08-2013, 12:06 AM
مجموع كلام الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
في مسألة العذر بالجهل


الفتوى الأولى : هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة ؟

- الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه .
قوله : هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة ؟ الذي يترجح لي أن العذر بالجهل يكون في الأحكام الفرعية التي ليست من العقيدة و الأسس ، أما العقيدة فإنه لا يعذر فيها بالجهل ، و الأدلة على ذلك ، من الأدلة على ذلك أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا رسول الله أين أبي ؟ قال : (في النار ) ، قال : فكأنما وقع حَرٌّ بين جلد وجهي و لحمي فأردت أن أقول : و أباك ، فرأيت الأخرى أجمل ، فقلت : و أهلك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه و سلم : (إن أبي و أباك في النار ، بربك إذا مررت بقبر قرشيٍّ أو ثقفيّ فقل له إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشرك بالنار ) فلو كان أحد معذورا بالجهل لعُذر أهل الفترة لأنهم لم يكن عندهم كتاب و لم يكن عندهم علم يتداولونه ، فبذلك ربما يقال إنهم يُعذرون ، و هذا الحديث في صحيح مسلم، و حديث آخر و هو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في سفر فذهب و تبعه أصحابه فجاء إلى مقبرة و تخطى القبور كلها حتى وصل إلى قبر فجلس إليه ، فبكى و أبكى من حوله ، ثم قال : ( إن هذا قبر آمنة بنت وهب - يعني أمه - ، إن هذا قبر آمنة بنت وهب و إني استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فأبى عليّ ذلك ، و استأذنته أن أزور قبرها فأذن لي في ذلك ، فزوروا القبور فإنها تذكر بالآخرة ). و هذا حديث أيضا في صحيح مسلم ، و هذان الحديثان يدلان على أنه لا يعذر بالجهل في العقيدة ، و إنما يعذر بالجهل في غير العقيدة و هي الأمور الفرعية ، على أن هناك خلافا و كلاما كثيرا حول هاته المسألة .

س - ما هو مفهوم العذر بالجهل ؟ و هل إذا وجدتَ رجلا يدعو - كأنه- عند قبر أحد من الموتى ممن يظنون فيهم الصلاح ، هل أحكم عليه بالكفر أم تقام عليه الحجة ؟ بينوا لنا هذا السؤال .
ج - أقول : هناك فرق بين من دعا صاحب القبر و بين من دعا الله عند هذا القبر ، فمن دعا الله عند هذا القبر ظانا أن الله يقبل الدعاء عنده و يستجيبه فهذا صاحبه يعد مبتدعا ، و لا يُحكم عليه بالكفر . أما من دعا صاحب القبر و اعتقد فيه أنه يجيب الدعوة و أنه يعطي ما طُلب منه ، و أنه يُنجي من الشيء المرهوب و يجلب المطلوب و يعلم الغيب . من اعتقد هذا فإنه يكون كافرا ، للأدلة القرآنية الحاصلة في القرآن ، و اقرأوا كتاب الله و تجدون فيه ما يبين ذلك . نعم . [شريط بعنوان "وجوب التمسك بالكتاب و السنة على فهم السلف الصالح " ]

الفتوى الثانية : عباد القبور كفار ومن يعذرهم بالجهل فهو مثلهم
قال رحمه الله : ( الإخوان المسلمين لأنهم ... وحكموا بالكفر على من حكم غير الشرع، ولم يحكموا بالكفر والشرك الأكبر على من تطوف بالقبور ودعا أصحابها، وهذه بلية عظيمة، والمهم أن المشركين شرك القبور كفار ومن لم يكفرهم أو صحح مذهبهم أو عذرهم بالجهل فإنه مثلهم، وبالله التوفيق.) [من شرح الشيخ على الناقض الثالث من نواقض الإسلام] .

الفتوى الثالثة : أهل الفترة في النار!

قال رحمه الله : ( قال جواباً لمن قال له : "أين أبي ؟ قال : في النار . قال : فأردت أن أقول : وأبوك يا رسول الله ؟ فرأيت الأخرى أجمل ، فقلت : وأهلك يا رسول الله ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنَّ أبي وأباك في النار بربك إذا ما مررت بقبر قرشيٍّ أو ثقفيٍّ فقل له إنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشرك بالنار "

معناه أنَّ أهل الفترة في النار ، وأنَّهم لا يعذرون بجهلهم ؛ لأنَّ الجهل بالعقيدة لا يعذر فيه ، وأنَّ الأحاديث الواردة في الامتحان يوم القيامة أنَّها لا تعم أهل الفترة ؛ يمكن أنها تكون في المجنون الذي خلق مجنوناً ، وما أشبه ذلك . [ اَلشَّرْحُ الْمُوجَزُ الْمُمَهَّدُ لتوحيد الخالق الممجد باب: قول الله تعالى : " أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون " ]

الفتوى الرابعة : تعليقات و ردود على كتاب ( العذر بالجهل عقيدة السلف )

قال معلقا على قول المؤلف : "و إنما يقع الإشكال في تكفير من قام بأركان الإسلام الخمسة المنصوص على إسلام من قام بها ..."
( قلت : لا إشكال في تكفير من خالف المعلوم من الدين بالضرورة و لو أظهر التدين ، فقد كفر النبي صلى الله عليه و سلم الخوارج و أخبر أنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، مع أنه وصفهم بكثرة العبادة ، و اتفق أهل السنة من السلف على تكفير من قال القرآن مخلوق و كفروا الجهمية الذين ينكرون صفات الله و قال ابن هبيرة في خطبة العيد و كان أميرا فقال أيها الناس قوموا فضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ، و لم يتخذ إبراهيم خليلا ، ثم نزل فذبحه و لم ينكر عليه ذلك أحد من أهل العلم بل سروا بفعله و مدحوه و أثنوا عليه و كذلك يقال في الحلولية و أصحاب وحدة الوجود من الصوفية و غيرهم و إن زعموا أنهم من المسلمين و أظهروا التدين ، لا يجوز أن يتردد مسلم في كفرهم لأنهم يزعمون أن الله متحد بخلقه أو ببعض خلقه ، أو حال في خلقه أو في بعض خلقه و من اعتقد ذلك كفر بإجماع المسلمين و كذلك من دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله و اعتقد فيه القدرة على الضر و النفع، و الإعطاء و المنع فهو كافر بإجماع المسلمين لكن لا يستباح دمه إلا بعد الدعوة و البيان و ذلك أن من فعل ذلك فقد ناقض معنى لا إله إلا الله ، و هي لا تنفع إلا من قالها عالما بمعناها عاملا بمقتضاها ، قال تعالى {إلا من شهد بالحق و هم يعلمون } )
و قال أيضا معلقا على قول الله تعالى " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" قال رحمه الله : ( قلت الذي يظهر لي من استدلال من استدل بهذه الآية على أن أهل الفترة لا يعذبون إلا بعد امتحانهم في عرصات القيامة و حمله على نفي العذاب الأخروي أنه استدلال في غير محله ، لأن الذي يظهر من السياق و الآيات التي بعدها أن المنفي هو عذاب الدنيا و إلى ذلك ذهب الجمهور ، قال الشوكاني في فتح القدير : و الظاهر أنه لا يعذبهم لا في الدنيا و لا في الآخرة إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال الرسل ، و به قالت طائفة من أهل العلم و ذهب الجمهور إلى أن المنفي هنا هو عذاب الدنيا لا عذاب الآخرة اهـ.
قلت و يؤيد ما ذهب إليه الجمهور أن الآيتين بعدها في عذاب الدنيا - فالتي بعدها مباشرة {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً . وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً } [الإسراء17 -16 ] و بين هذه التي استدل بها المؤلف ارتباط و ثيق ، فمعنى الآية " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " : على أيدي الرسل المبعوثين بالطاعة فعصوا و استحقوا التدمير فدمرناهم ، و إنما دمروا لأنهم عصوا الرسل المبعوثين إليهم فعوقبوا.) وانظر بقية التعليقات هنا : http://www.alnajmi.net/files/24.pdf


الفتوى الخامسة : هل يشترط إقامة الحجة في التبديع ؟
الجواب : ( في نظري أن البدعة تختلف ، فمنها ما يكون عند المبتدع شبهة فينبغي إقامة الحجة . باعتبار أن هذا المبتدع مثلا عنده شبهة يجب أن تزاح عنه . و أن يبيّن له الحق و بعدما يبين له الحق إن أصر على البدعة فهو مبتدع ، و هو لاشك أنه مبتدع . لكن أولا يجب علينا أن ندعوه و أن نبين له الحق .
أما البدع في العقائد أو الشركيات و ما شابه ذلك التي عالجها القرآن فهذا لا نحتاج إلى إقامة الحجة . فالقرآن حجة على كل من قرأه . نعم) [من شريط : أسئلة في المنهج لقاء مع الشيخ النجمي عام 1424 هـ .]

12d8c7a34f47c2e9d3==