المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الوسطية من سورة الماعون


كيف حالك ؟

علي
02-07-2013, 07:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

تجد فيها وصف نتيجة تكذيبه بالجزاء والحساب أنه انتج له غلظة في الطبع حتى إنه يدع اليتيم وجفاف في الشعور والإحساس حتى يرى المسكين ويعلم بحاله وبلغ به الحال حتى إنه لا يحض غيره على اطعامه .
ثم تعرف من هذه الاوصاف ان الكفر والتكذيب يكون بالافعال التي لا تنبئ على أن صاحبها في قلبه إيمان فالله وصفهم بهذا الاعمال وأرشد من أراد معرفة المكذب بالدين من هو إلى معرفته بهذا الاعمال الصادرة منه, وفي هذا ابلغ البيان لمن أراد الحق ومعرفة حقيقة الدين , وأنه ليس مسميات فقط بل إن نصوص القرآن كلها وعدها ووعيدها تبين أن الجزاء على الاعمال والافعال الصادرة عن العبد .


(3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ

ثم ذكر سبحانه وتعالى بيان أشد وقعا على النفوس السوية واصقل للافهام المستقيمة حتى يتفطن الخلق على أنه ليس مجرد الاتيان بصورة الاعمال ايضا كافية, فأنذر الله المصلين والمصلين هم المسلمون الذين أظهروا الاسلام وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وقاموا في صف المسلمين للصلاة مستقبلين القبلة , فقال عنهم الذين هم عن صلاتهم ساهون , يا ربنا ما سهوهم وقد قلت عنهم مصلين , ابان الله بأنهم الذين هم يراؤون , يا ربنا وما حملهم على ذلك وهم في مكة ولما يك شوكة للمسلمين حتى يظهروا الاسلام نفاقا, فابان بأنهم يمنعون الماعون , فمن بلغ به الحال أن يمنع الماعون كمن بلغ به الحال في أول السورة أن دع اليتيم ولم يحض على طعام المسكين إلا أن الاول اظهر التكذيب وهذا اظهر التصديق , فالماعون هو يسير المتاع كالحبل والقدر والفأس فمن حرص عليها كل هذا الحرص حتى منعها عن عباد الله دل على أن منتها قصده وطلبه الدنيا وإلا لو كان قلبه عامر بطلب الآخرة لما وصل به الحرص هذا المبلغ فهذا الحرص فعل وعمل ظهر منه اطلعنا الله به على سوء نية وحال صاحبه فكان صاحبه مرائي عند قيامه مع المصلين لأن الصلاة عمل للآخرة والآخرة قد انقطعت اسبابها من قلبه وتعلق بالدنيا غاية التعلق وحرص عليها غاية الحرص حتى اداه ذلك أنه ساهي عن صلاته ببدنه وساهي عن صلاته بقلبه الذي استولى عليه الحرص على متاع الدنيا حتى لا تنقص عليه فلا رجاء للآخرة في قلبه , فاستحق الانذار والوعيد وكان اظهاره للتصديق والايمان لا ينفعه.

ففي هذا غاية البيان لأمر الدين وأن الدين لا بد فيه من عمارة الباطن بالايمان بالله واليوم الاخر وعمارة الجوارح بمقتضى هذا الايمان وأن العبد يؤخذ باعماله وأن مجرد الاعمال بلا ارادة لله والدار الاخرة لا تنفع صاحبها .

وفي الختام أدعوك لتتامل هذين الأثرين وتربطهما بما قرأت ليبين لك مراد من قالها من أئمة الدين وتعرف الفهم العميق عندهم ولكي تدعو الله وأنت تستحث هذا المعاني في نفسك لعل الله يفتح عليك :

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : حب الدنيا رأس كل خطيئة.

وكان من دعاء خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق الأكبر والعالم الأول بعده: اللهم هب لي إيمانا ويقينا ومعافاة ونية .



اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد

علي
02-21-2013, 09:12 PM
يرفع للفائدة

12d8c7a34f47c2e9d3==