المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى عماد فراج صفعة من العلامة صالح الفوزان ردا قولك:( هذا مهبول)


كيف حالك ؟

عامي
01-30-2013, 09:49 PM
http://www.youtube.com/watch?v=D3N6iwNz7P0

1- سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
فأجابوا :
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .
2- وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة ، كالأسماء والصفات ، وغيرها ، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة ، فما حكم الترحُّم عليهم ؟ .
الشيخ : مثل مَن ؟ .
السائل : مثل : الزمخشري ، والزركشي ، وغيرهما .
الشيخ : الزركشي في ماذا ؟ .
السائل : في باب الأسماء والصفات .
فأجاب :
"على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة ، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة ، والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً ، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير ، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع ، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله ، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري " ؛ لأن ابن حجر أشعري ، وهذا غير صحيح ، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها : ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد ، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب ، كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان ، لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري " ، و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله ، فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني ، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك " انتهى .
"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .
3- وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه ، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟
فأجاب :
" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع ، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم ، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .
ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري - ، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .
ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع ، ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212) .
4- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
" مثل النووي ، وابن حجر العسقلاني ، وأمثالهم ، من الظلم أن يقال عنهم : إنهم من أهل البدع ، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة " ، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة ، وإنما وهِموا ، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية : ظنوا شيئين اثنين :
أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك ، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً ؛ لأنه رجع عنه .
وثانياً: توهموه صواباً ، وليس بصواب .
انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع

عمر الاثري
01-31-2013, 12:42 PM
هي صفعة له ليتوب ويرجع الى عقله والى علماء اهل السنة ولاتباعه ايضا ليتركوه ويرجعوا الى كبار العلماء الراسخين في العلم .والله الموفق.

المتفكر
01-31-2013, 08:52 PM
نتمنى ومن اعماق قلوبنا ان يحذر الشخ الفوزان من عماد فراج وعبد الرحمن بن صالح الحجي ومن محمود الحداد، الذين جاؤنا بمنهج جديد وهو تبديع بن حجر والنووي وبن حزم وخالفواعلماء هذه الامة ولا يتركوهم يعثون في الارض فسادا كما فعل المدخلي ومن هو على شاكلته.

بوخالد
01-31-2013, 09:21 PM
http://www.youtube.com/watch?v=C8uHxJ7Yenc

عامي
01-31-2013, 10:44 PM
سماحة الوالد الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله :

سائل يقول: هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، ويقول: إنهما ليسا من أهل السنة والجماعة، فما الصحيح في ذلك؟

لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات، ابن حجر والنووي وجماعة آخرون، لهم أشياء غلطوا فيها، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.http://www.binbaz.org.sa/mat/4087

و قال المحقق و المدقق فاضح المرجئة و المميعة و الحدادية الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله و في كلامه أبلغ رد على الشبهات التي أثارها محمود الحداد و أحياها مؤخرا مقلديه الحجي و فراج حيث سئل الشيخ السؤال التالي (شريط " نصيحة للأمة من أهل الأهواء والمذمة " ( الشريط الثاني ) الوجه الأول ):

فضيلة الشيخ بارك الله فيكم ذكرتم أن كتب الردود من أزكى كتب أهل السنة ، وذكرتم فيها كتاب عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ومعلوم ثناء شيخ الإسلام ابن تيمية على المؤِّلف والمؤَّلف ولكن البعض يقول بأن ـ أي الدارمي عنده غلو في الإثبات ـ ، فما قولكم أو نصيحتكم تجاه هذا القول وفقكم الله ؟ .
الشيخ فالح : ارجع إلى كلام أهل العلم ، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام غيره ؛ ليس لي كلام مع كلامهم ، ولايلتفت إلى هذا الكلام ، ومن يقول هذا الكلام هل قاله هؤلا الأئمة ، وقاله علماء أهل السنة ؛ هذا من جنس الكلام التشكيك الذي لهؤلاء مقاصد فيه ، وإذا كان الإخوان يعلمون شيئاً يعني يتحقق أن هذا الذي يقولونه فعلاً موجود لكن ماتسلم الدعوى وينظر ، ولكن هذا معروف أنه من كتب أهل السنة ومن أجودها في الردود وأنه على منهج أهل السنة والجماعة ، وما أعلم والآن ما أتذكر لكني ما أثق بما يقولونه هؤلاء وما يلقونه ؛ نعم ،
ثم قال السائل : قاله الذهبي ؟! .
قال الشيخ فالح : الذهبي لايعتمد على كلامه ، الذهبي عنده ماعنده بنفسه ؛ فلا تقبل شهادته ، ولا يقبل كل كلامه في أهل السنة ، وأنتم تعلمون أن الذهبي له قدح في أهل السنة وله مخالفة ، مخالفات لمنهج أهل السنة ، وعنده مشاكل وبلايا في كتبه ! على رغم في إمامته ، وكذلك في الجرح والتعديل ، وعلى الرغم من حفظه وعلمه وخدمته للإسلام إلا عنده هناك وهناك في عقيدته وفي منهجه ؟! ومثله يؤخذ منه العلم وينتفع به ، ولا يقبل كلامه في أهل السنة وفي أئمتهم ، لا هو ولا ابن حجر ولا النووي ولا ابن الجوزي ، يعني ـ هؤلاء مع إمامتهم ومع حفظهم ـ لايقبل كلامهم في أهل السنة ولا كرامة ؛ فليس هم من أئمة أهل السنة في منهج أهل السنة ، وعقيدة أهل السنة ؛ حتى يعتمد قولهم وكم رأينا من هؤلاء من الطعن في أهل السنة وفي منهج أهل السنة نأخذه على أنه حق ، أهل السنة يزيفونه وينكرون عليه ، معلوم كلام ابن حجر في " تهذيب التهذيب " في مدحه للخارجي الحسن بن صالح بن حي (3) ،وهو على مذهب الخوارج يرى الخروج على الأئمة ويرى السيف ، وقد تكلم فيه الإمام أحمد وسفيان الثوري وأئمة أهل السنة ، ومع ذلك يقول : وإن هذا مذهب لأهل السنة قديم ؛ ليس مذهباً للإمام أحمد وسفيان الثوري ، ولأئمة أهل السنة ، يقبل منه هذا الكلام هذا لايقبل قول الذهبي هؤلاء جهلاء يأتون ويأخذون كلام الذهبي وكلام ابن حجر أو كلام ، فلان في أهل السنة ، ويطعنون في أهل السنة ويؤسسوا ، لأنهم يتمسكون بخيوط بيت العنكبوت ، يريدون القدح في أهل السنة ، ويعلمون أن هؤلاء أناس ـ يعني ـ لهم اعتبارهم ، وهم علماء حفاظ ، ويأخذون كلامهم ويعتضدون به ، ولهذا قال الراشد السيف السلفي قديما في كتابه المسار ، والروؤساء يسيرون وراء بعضهم البنا والبقية كلهم ذيل له يتبعونه من خلفه لايحيدون عن طريقه لا هنا ولا هنا وهم بلغوا الملايين لا قيمة له وهم كالشخص المنحرف الأول وأنهم لا عقول لهم :
لافرق بين بهيمة ومقلد *** تنقاد بين جنادل ودعاثل
لايعتبر ولا له قيمة ، ولكن إذا كان أهل السنة أخذوه عليه ؛ فأهل السنة ليس معصومين يقع منهم الخطأ يقع منهم الخطأ ، ولا تخرجهم أخطائهم إلى البدعة لأنهم لايتدينون بها ، فإذا أصروا وتدينوا بها ووالوا وعادوا عليها قد يخرج الشخص من السنة بها وأهل السنة يخطئون في الأصول والفروع وهذا ما أظنه في محل اختلاف .
ثم قرأ له السائل كلام ابن تيمية فيمن أراد أن يطلع على مذاهب السلف فليطلع على كتاب عثمان بن سعيد الدارمي .
فقال الشيخ فالح : حسبك به وكفى ؛ أين الذهبي من شيخ الإسلام ابن تيمية أين الثرى من الثريا في هذا الباب إلا من كان يحتج بقولهم أهل فتنة عليهم ، حتى يعتبر قولهم أو يسمع :
ومن أنتم حتى يكون لكم عند .
أهل السنة امتازوا بهذا أنهم يردون غير الحق ، ويرد بعضهم على بعض هل يقول هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ويسكت أئمة الدعوة سيردون على شيخ الإسلام ابن تيمية لو أخطأ والأئمة الآخرون ما قالوا في سعيد بن عثمان ما قاله الذهبي إذن : لا قيمة لكلام الذهبي )

و سئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السؤال التالي :

كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر يرى بعض العلماء أنه من أعظم دواوين الإسلام وأجلها فائدة وأنه لا يستغني عنه طالب علم وهناك تجاهل آخر لبعض طلبة العلم من السلفيين يرون أن ابن حجر قد أضر بالصحيح وأفسده بما حشده فيه من التأويلات والتحريفات التي تخالف منهج السلف وتوافق معتقدات المبتدعة وهؤلاء لا يرحبون بإلقاء الألقاب التي تمدح ابن حجر كالحافظ وشيخ الإسلام ونحو ذلك ويقولون إن أمثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم ومن نحى نحوهم غير جديرين بالمديح بل ولا بالتقدير بل يستحقون البغض في الله لمنهجهم غير السوي فما قولكم بارك الله فيكم؟


فأجاب رحمه الله: قولي أن هذا الكلام ناشئ من المتحمسين وليس من علماء المسلمين وهؤلاء جماعة لا يمكن أن يكونوا عونا لتحقيق المجتمع الإسلامي إلا بالسيف وعندنا في الشام يقولوا كلمة: "دين محمد دين السيف"، هذا كذب يعني دين محمد دين دعوة وإرشاد وهداية ويسروا ولا تعسروا، ومثل المؤمن كمثل السنبلة تفيئ مرة وإيش؟ وتتكسر مرة، فهم يريدون عالما لا مغمز فيه "تريد صديقا لا عيب فيه وهل عود يفوح بلا دخان"، هذا أمر مستحيل، الحافظ حافظ، شاءوا أم أبوا، وكونه أنه تأول بعض الآيات أو بعض الأحاديث أو بعض الصفات، هذا لا يخسره هذا اللقب في خصوص ما هو متلبس، متحقق فيه فحسبنا أن نعترف لهذا الرجل بعلمه وفضله ليس في الحديث فقط، في الحديث واللغة والأدب ومعرفة مذاهب العلماء، علماء الكلام وعلماء الفقه والفرق وما إلى آخره لكن صحيح أنه فيه عنده بعض الانحراف وليس كل الانحراف عن منهج السلف.


فنحن ما نريد أن نخسر العالم الاسلامي فضل وعلم هذا الرجل بسبب هذا الانحراف الموجود فيه بمثل هذه المبالغة من الكلام الذي يصدر من ناس نشأوا حديثا في الدعوة التي نسميها بالدعوة السلفية، دعوة الرجوع إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولكنهم ما درسوا الكتاب والسنة، ما يعلمون أن أي عالم هم يشيرون إليه بالبنان أنهم سوف يجدون في تضاعيف كتبه أو بحوثه شيء من الانحراف ونحن نأخذ الآن مثالا.

الكتاب المشروح من هذا الشارح العظيم هذا وهو صحيح البخاري، ترى ما قولهم بما فعل البخاري حينما قال: "يجوز أن يقول المسلم لفظي بالقرآن مخلوق"، نسقط بالاعتبار نقول، هذا غلو في البخاري حينما قلنا أنه أمير المؤمنين وإمام المحدثين وأن كتابه أصح كتاب لأنه قال كلمة خالف فيها إمامه في الحديث وفي العقيدة وهو أحمد بن حنبل، هل نرد هذا الفضل بمثل هذه الزلة إن كانت منه زلة وإلا فذلك ممكن تأويله لكن هؤلاء المتشددون بلا شك سيرون إمامين، شيخا وتلميذا، الشيخ ينكر ما يقوله التلميذ والتلميذ يقر ما ينكره الشيخ، لا بد أن الإنسان العاقل أن ينحاز إلى أحد الفريقين حياد الرأي، ولكن ذلك لا يحمله على أن يهضم حق كل من المختلفين سواء كان مع هذا أو ذاك فيما هو مشهور بعلمه وتخصصه كما قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، هؤلاء ليسوا متقين، هؤلاء من أهل الأهواء، هؤلاء من أهل الخوارج القدامى ما ماتوا، الخروج تسلسل حتى وصل إلى يومنا هذا ولا نزال نسمع ما بين آونة وأخرى ولو أن هذه الآونة موش ضروري تفهموها، شبر أو متر أو شبرين أو مترين، قد يكون بين الآونة والأخرى سنين طويلة لأنه هذا دهر، نشوفهم خرجوا وأفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل، وكانوا سبب تأخير الدعوة التي كانت متقدمة بسبب أنهم ثاروا كالخيل الشمس الهوج بدون وعي، بدون تربية إسلامية بدون علم صحيح، الذي يقرأ البخاري وشرح البخاري لا يمكن أن يسعه إلا أن يقول بفضل هذا الرجل لكن بنبغي أن يأخذ حذره من بعض تأويلاته وهذا والحمد لله يمكن.

المصدر: سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم: 285

عامي
01-31-2013, 11:23 PM
و للعلامة المحقق فالح بن نافع الحربي حفظه الله كلام ماتع يبين لنا مدى دقة معرفة الشيخ بمنهج السلف الصالح و فيه ايضا أبلغ رد على شبهات محمود الحداد و الحجي و فراج و أتباعهم و من يدور في فلكهم :

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته حيّاك الله الأخ رياض.
كيف حالك شيخ
الشيخ:طيب والحمد لله
السائل: يا شيخ هل ممكن سؤال يا شيخ
الشيخ: تفضّل
السائل: يا شيخ عندنا هنا مشكلة في الجزائر يا شيخ
يا شيخ نعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله له أخطاء كبيرة في العقيدة يا شيخ منها مسألة الإيمان ومنها تأويل حديث الصورة يا شيخ والأخطاء معروفة عندنا يا شيخ ولكن هنا بعض الشباب يا شيخ هجروا كل أشرطته وكل كتبه
هل هذا منهج الحدّادية يا شيخ؟
وهل يجوز الاستفادة من كتب الشيخ[ الألباني] يا شيخ؟
الشيخ: كيف؟!! يستفاد منهم ولا يستغنى عن كتبه وعن تحقيقاته وهو مثل غيره من أهل العلم اللذين يستفاد منهم مثل ابن حجر و النووي وغيرهما فليست هذه طريقة أهل العلم, طريقة أهل العلم تجنب الخطأ والاستفادة من العلم, علم الرجل, الرجل عالم ليس كالحركيين أو كالمبتدعة الذين ما عندهم إلاّ الضّلال
السائل: نعم نعم يا شيخ, يعني أنه قامت عليه الحجّة ولكن يستفاد من أشرطته وكتبه؟
الشيخ:لا شك لا شك, الأشياء التي وقع فيها لا يعذر فيها وهي واضحة وقضايا في الإيمان ولا ينبغي ولا يجوز لحال من الأحوال أن يدافع عنه, وإلاّ هذه طريقة المرجئة, ويستفاد من علمه فالرّجل عالم رحمه الله, يستفاد من علمه,يستفاد من علمه,ولا شك أنه وقع. العلماء ما ... لن يكفّروا ولم يتركوا الاستفادة من أبي حنيفة وأصحابه وهم يعرفون أنهم أهل الراي و خطئوهم في قضية الإيمان لأنهم لا يقولون بزيادة الإيمان ونقصانه ولا يقولون يعني بتجزء الإيمان وهو الأصل هذا ومع ذلك فإنهم يقولون عنهم فقهاء, مرجئة الفقهاء أو مرجئة أهل السنة, فهؤلاء ما يعرفون المنهج العلماء, منهج العلماء ما يعرفونه
السائل:يا شيخ هذا منهج الحدادية يا شيخ؟
الشيخ: والله هذا منهج سيئ وليس منهجا وليس هو منهج أهل السنة, هذا دليل على جهل هؤلاء الشباب
السائل:بارك الله فيك يا شيخ
الشيخ:عليهم أن يتركوا هذا وإلاّ فلن ينتفعوا وسيضلون وسيضل غيرهم بضلالهم وهم ضالون في الحقيقة, هذا هو الضلال.
السائل:نعم نعم يا شيخ, يا شيخ هم يقولون أنه عنده بعض الأخطاء في بعض المباحث الحديثية يا شيخ؟
الشيخ:على كل حال هم لا بد أن يسلكون مسلك أهل العلم, لا بد أن يسلكون مسلك أهل السّنة, لا بد أن يأخذون الحق, لا بد أن يردون الباطل, وهذا ليس رجلا يعني خطورته بخطورة أهل النّحل أو الحركيين اللذين ما عندهم إلاّ الضلال في المنهج.....عنده علم يستفاد من علمه, وأخطاؤه بيّنها العلماء فهم يرجعون إلى كلام أهل العلم ويعرفون أخطائه في الإرجاء وفي غيره وكلامه عن أهل السنة و بأنهم خوارج وأن مذهبهم مذهب الخوارج, وله أخطاء سيئة ولكن مع ذالك هو عنده علم وخدم الإسلام, وكتبه وتحقيقاته لا يستغنى عنها.
السائل:نعم نعم يا شيخ, يا شيخ بارك الله فيك, جزآك الله خيرا وأسأل الله تعالى أن يوفقك لكلّ خير.
الشيخ:حياك الله يا أخي, انشروا هذا الكلام حتى يعني يعرف هؤلاء الطريقة الصحيحة ولا يضلوا عن الطريق
السائل: جزآك الله خيرا يا شيخ بارك الله فيك
الشيخ:الشباب هؤلاء ضلوا عن الطريق في هذا الموقف
السائل: بارك الله فيك يا شيخ حياك الله
الشيخ: حياك الله
السائل:السلام عليكم
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?15502-%C7%E1%D4%ED%CE-%DD%C7%E1%CD-%C7%E1%CD%D1%C8%ED-%ED%E4%D5%CD-%C7%E1%D4%F8%C8%C7%C8-%C7%E1%E1%D0%ED%E4-%E5%CC%D1%E6%C7-%DF%CA%C8-%E6%C3%D4%D1%D8%C9-%C7%E1%D4%ED%CE-%C7%E1%C3%E1%C8%C7%E4%ED-%D1%CD%E3%E5-%C7%E1%E1%E5&highlight=%C7%E1%CD%CF%C7%CF%ED%C9+%C7%E1%D4%ED%CE +%DD%C7%E1%CD

عامي
02-01-2013, 02:17 PM
أخي المتفكر :

العلماء بينوا منهج محمود الحداد و حذروا منه و من أتباعه من قديم الزمن و لله الحمد و المنة و منهم الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله فقد جاء في كتاب (" الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة "مِنْ إجَـــابَاتِ
مَعَالي فضيلة الشَّيخ الدّكتور صَالحِ بْن فوزان بْن عبد الله الفَوزَان عُضوُ هَيئة كِبَارِ الْعُلَمَاءِ وَعُضْوُ اللَّجنَةِ الدَّائِمَةِ للإِفْتَاءِ - حفظه الله – جَمْعُ وَتَعْليقُ وَتخريجُ جَمَال بْن فُريحِان الحَْارِثَّي و العلامة فالح الحربي راجع الكتاب كما بين ذلك المعلق في المقدمة):

( الحمد لله وبعد: فقد أذنت للشيخ جمال بن فريحان الحارثي بإعادة طبع كتاب: الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة الذي قام بجمعه من أجوبتي عن أسئلة الطلاب خلال إلقاء الدروس. أذنت له بطبعه مع ما أضاف إليه من تعليقات من عنده ومع الزيادة التي ألحقها به ولم تكن موجودة في الطبعات السابقة، وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه،،،

كتبــــه
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
في 23/12/1423هـ)

قال المعلق على الكتاب :( أما الفِِرَق الحزبية المعاصرة من : تبليغ، وإخوان، وإخوان قطبية، وإخوان قطبية سرورية ولا ننسى الحدادية – سيأتي الكلام عنها -؛ فهي فٍرق دخيلة علنيا، ينبغي للدعاة السلفيين الذين ينتمون إلى عقيدة ومنهج السلف، الذين يأخذون بالأثر – بل يجب عليهم – الوقوف في وجه هذه الفِرَق المحدثة المخالفة لما كان عليه النبي  وأصحابه، وعدم السماح لهم بالتوسع في بث منهجهم، بل يجب التضييق عليهم وقطع دابرهم، وذلك بنشر العلم الشرعي مقروناً بالأدلة من الكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح، وتعليم الناس التوحيد الذي أهملته هذه الفِرَق، واشتغلت وأشغلت معها الناس بالسياسة والتهييج السياسي، وبعضها همّها إنقاذ الناس – كما يزعمون – من المعاصي وإدخالهم المساجد، وتركهم على عقائدهم الشركية من تمسح بالقبور، وطوافٍ حولها، واستغاثةٍ بأهلها، وبعضهم همُّه جمع الشمل – زعمًا منهم-، والتنازل عن الخلافات العقدية لأنها تفرِّق الأمة – في نظرهم -؛ فترى القبور، والخارجي، والمعتزلي، والجهمي، والشيعي في صفوفهم؛ فمنهجهم التجميع، وهمهـم كسب عدد كبير من الجماهير، وقاعدتهم : (( ننفذّ معاً ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه )) .
فعلى أهل السنة، أهل الأثر، السلفيين، أن يبينوا حال هذه الفِرَق المخالفة، وفضح أهلها، وتحذير الأمة منها، وتنفير الناس عنها، ورَدِّ شبههم وتفنيدها بالأدلة الشرعية، والدعوة إلى منهج السلف الصالح – رضوان الله عليهم -، وغرس العقيدة السلفية في قلوب الأجيال القادمة كما غرسها فينا من قبلنا .)

و قال في موضع آخر : ( وهناك نوع آخر من الطعن في العلمـاء سمعناه كثيرًا من (( فرقة الحدّاد )) نسبـة إلى (( محمود الحدّاد المصري )) ، نزيل المدينة المنورة – سابقاً -، وقد موَّه على البسطاء بفتح (( أزرار ثوبه )) حتى تبدو سرته .
وقد بدأت هذه الفرقة أول ما بدأت بالطعن والتشهير بالحافظ (( ابن حجر العسقلاني )) ، وكذا (( النووي )) في مجالسهم ابتداءً، ودعوة الناس لتبديعهم علانيّة، وامتحانهم على ذلك، والمخالف يلحقوه بأهل البدع؛ وقد وصل بهم الحال إلى الطعن في الإمام ابن باز، والفوزان، واللحيدان، والألباني، وغيرهم .
حتى أن أحدهم كان يقرأ على الإمام ابن باز في الصيف بالطائف كتاب: " السنّة " لابن أبي عاصم فترة من الزمن، فترك، فقيل له في ذلك، فقال : كنت أقرأ لأقيم الحجة على ابن باز !!! .
قلت : وأي حجة يريد أن يقيمها هذا الغر على العلم الشامخ، والجبل الثابت، ناصر السّنة وقامع البدعة والمبتدعة ألا قبّح الله أهل البدع والأهواء .
وأما سيّدهم (( محمود الحدّاد )) فإنه يطعن فيمن يوصي بكتاب:"العقيدة الطحاوية"، فيقول : (( درج كثير من أهل السنّة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة =
= الطحاوية وشرحه )) !!.
أقول : إن من الذين يوصون به الإمام ابن باز، بل إنه يدرّس هذا الكتاب لطلابه في المسجد، كما ينكر على المحدث الألباني تخريجه للكتاب بدون تنبيه ( ص90 ) من كتابه : " عقيدة ابن أبي حاتم وأبي زرعة " .
قلت : قبّح الله أهل البدع يأخذون مالهم ويتركون ما عليهم، فإن (( الحدّاد )) نفسه متناقض، وهذا من فضل الله – تعالى – أن فضح هؤلاء؛ فقد استخرج تخريج أحاديث " إحياء علوم الدين "، والكثير يعلم ما في هذا الكتاب من طوام عظام، ومع هذا لم ينبه ولم يعلق، ولم يوضح مواطن العطب في الكتاب ولم ينقحه، فأي تناقض أكثر من هذا، فشتان ما بين الكتابين المذكورين .
ثم إن من وقع من أتباعه في العلماء إنما كان ذلك تأسياً بكبيرهم نفسه، فقد تنقّص شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -، ووصفه بأنه يهوّن من شأن الإرجاء، فقال : (( قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في كتابه الإيمان : إن الإرجاء بدعة لفظية ))، وفسرّها الحداد من عند نفسه، فقال: (( يعني : أنها ليست بدعة في المعنى !، وهذا تهوين من شأنها )) .
راجع كتابه : " عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين " ( ص 89-90 ) .
وليس هذا تتبع لعثراته، وإنما هو لبيان بعض حاله، والوقوف على حقيقته، ليستيقظ من اغترّ به ومن هو على شاكلته؛ وإلاّ أين هم عن هـذه الأمــور – من تبديع
ابن حجر، والنووي، وابن حزم، والشوكاني، والألباني، وغيرهم، وعدم ترحمهم على المذكورين – قبل أن يأتيهم (( الحدّاد )) ، ويتعرفوا عليه ؟ !! .
إن من تناقضات (( محمود الحدّاد )) : أنه لا يرى ولا يجيز قراءة كتب المتبدعة وأهل البدع، بل ولا النظر فيها – وهذا صواب -، إلاّ أن هناك فرقًا بين من هو داعية إلى البدع ومكابر في الحق، وبين من وقع عن اجتهاد وتأويل، وهو ناصر للسنّة، وديدنه السنّة، وخادم لكتب السنة بصدق .
يقول (( الحدّاد )) : (( لا يكون المرء من أهل السنّة حتى ينتهي عن النظر في البدع،
=

= مواضعها، ودلائلها وكتب أهلها )) .
" عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة " جمع : الحدّاد ( ص 105 ) .
هذا كلام الحدّاد، وقد سبق أن أنكر على من يوصي بكتاب " العقيدة الطحاوية "، وأنكر على العلامة : الألباني تخريجه أحاديث الكتاب، ولم ينكر على نفسه اختصاره لكتاب ابن الجوزي : " صيد الخاطر " .
وعلى منهج (( الحدّاد )) هناك ملاحظتين :
الأولى : كيف يسمح ويجيز لنفسه قراءة كتب ابن الجوزي – رحمه الله -، وهو يقول عن ابن الجوزي : (( أنه جهمي جلد )) ، في مقدمة كتاب : " المقتنى العاطر " وهو اختصار : " صيد الخاطر " .
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُـونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُـولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ  [ سورة الصف الآية : 2-3 ] .  أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ  [ سورة البقرة آية : 44 ].
الثانية : إن كتاب : " صيد الخاطر " من أسوء الكتب، ومن الكتب التي يجب التنبيه عليها، وتحذير الناس -الخاصة والعامة- منها، فكيف تعتني به يا " محمود "، وتضيع وقتك، وتغرر الناس بهذا الكتـاب بفعلك هذا، وأنت من أنت الذي اشتهر عنك
أنك – ويا ليتك كذلك – تحذّر من كتب البدع والمبتدعة ؟ !!؛ فإذا رأى المغرور هذا الكتاب وعليه اسمك أخذه على عماه، وكله ثقة أنه كتاب سنّة وعقيدة، مع أن الكتاب من أوله إلى آخره إنما هو صيد خاطر، اسم على مسماه، ليس فيه قال الله، قال رسوله، قال الصحابة أولوا العرفان .
إن الحدّاد وأتباعه لا يرون الترحُّم على الإمام ابن حجر، والنووي - رحمهما الله -، وأمثالهم .
فهو ينكر على من يقول: الإمام، ويرحمه الله، حيث يقول في ( ص 106 ) من كتاب: " عقيدة أبي حاتم ... " : (( ... حتى صار أئمة أهل البدع يطلق عليهم السني بزعمه ! لقب ( الإمام ) ويردفه : ( رحمه الله ) ! )) ا هـ .
=
والرجل وأضرابه جرت ألسنتهم على الطعن، والشتم، والبذاءة في العلماء؛ فقد قال عن " علي بن الحسن ابن عساكر " : (( جهمي جلد )) ، راجع : " الجامع في الحث على حفظ العلم " تحقيقه ( ص 212 ) .
أقول – والحق أقول - : إن الحداد بتنقصه لأهل السنّة، وتطاوله عليهم، أمثال الإمام ابن باز، والعثيمـين، والفـوزان، وغيرهم ممن يوصون بكتاب " العقيدة الطحاوية " وشرحه، وهمزه للألباني على تخريجه إياه، وطعنه على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ كل هذا نابع من غيرته الشديدة – بزعمه – على عقائد المسلمين حتى لا يدخلها شائبة !!، سبحان الله !! .
لم يسلم منه أهل السنة أهل التوحيد، الخُلَّص، وسلم منه أهل البدع والشرك والخرافات، فهل هذه هي الغيرة على عقائد المسلمين لا يلوثها الأئمة الأعلام ؟ !! .
سلم منه (( الإخوان المسلمون )) الذين جابوا البلاد المصرية عرضًا وطولاً، وعاثوا في الأرض فسادًا، فلم نر ولم نسمع أنه تكلم فيهم، ولا أخرج كتاباً عنهم، ولا شارك بمقال في مجلة، ولا في صحيفة، ولم ينكر عليهم طوال إقامته في مصر، أو حتى لما كان بعيداً عنهم – في بلاد الحرمين -، وآمنًا من شرهم على نفسه .
سلم منه القبوريون، فالأضرحة منتشرة في بلاده، والطواف والتمسح بالقبور أمامه على مرآى منه ومسمع، والاستغاثة بالأولياء – زعموا – لا ينكرها أحد .
سَلِمَ منه الصوفيّة، وأصحاب الموالد!! .
سَلِمَ منه (( حزب التكفير )) والخوارج !.
سَلِمَ منه (( حزب التبليغ )) !! .
سَلِمَ منه ...، و سَلِمَ ...، وسكت عن الجميع ...
ألا يسعه السكوت وإمساك لسانه عن أهل السنّة، الداعين إليها، الذابين عنها، المحذرين من الشرك، والبدع، والمعاصي، المنفِّرين من أهل البدع والأهواء ؟؟ !! .
واستنتاجاً مما سبق نقول : إن الرجل ليس عنده ذب عن السنّة، ولا دفاعٌ عنها، وإنما هو الهوى، وحب الظهور نسأل الله العافية والسلامة . ويعجبني هنا مقولة العلامة المحدث الشيخ : ناصر الدين الألباني، التي كثيرًا ما أسمعها منه : (( حبّ الظهور يقصم الظهور )) .)


و قال في موضع آخر أيضا : ( لقد نبتت نابتة تدِّعي السلفيـة، والسلفية منهم براء، وتتمثل في قائدها "محمود الحدّاد" – الذي سبق ذكره -، فأصبح همّهم : التنقيب عن هفوات الأئمة الكبار

الأعلام، والمحدثين المحققين .
نعم، لقد وقع ابن حجر والنووي في بعض أخطاء الأشعرية، ونَبَّه عن ذلك العلماء، وتعليقات الإمام ابن باز على " فتح الباري " معروفة مشهورة، ولكن لا نجعل من هذه الأخطاء مجالاً للتشهير بهم، وابتداء المجالس بذمهم، مع أنهم لم يكن ديدنهم الدعوة إلى البدعة، بل إنهم نصروا السنّة، وحققوا المسائل بالدليل، فلا يقاسون بأهل البدع، الداعين إليها، المخالفين لمنهج السلف قلبًا وقالبًا .
ومع هذا فإننا نقول – وسبق أن قلنا مثل هذا -: إن الخطأ والمخالفة لا يُسكت عنها، بل تُبين حسب مقتضى الحال والمقام .
ومع هذا فإن الترحم على أهل البدع جائز، ما داموا في دائرة الإسلام، ولا دليل على المنع .
وقد أثنى العلماء على ابن حجر، والنووي، وكتابيهما " الفتح " و " شرح مسلم "، وهي من الكتب المعتبرة عند أهل السنة، واعتمدوا أقوالهما المصيبة للحق، وهي كثيرة، وتجنّبوا أخطاءهما .
قال الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب : (( ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة ...، وعلى فهم الحديث بشروح الأئمة المبرزين كالعسقلاني، والقسطلاني على البخاري، والنووي على مسلم )) ، وقال : (( ولله در النووي في جمعه كتاب " الأذكار " )) ." الدرر السنية " : ( 1/127، 133 ) .
يقول العلامة المحدث السلفي الشيخ الألباني – رحمه الله - : (( ومثل النووي وابن حجر العسقلاني وأمثالهم؛ من الظلم أن يقال عنهم : من أهل البدع، أنا أعرف أنهما من الأشاعرة، لكنهم ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنة، وإنما وهموا وظنوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية ظنوا شيئين اثنين :
أولاً : أن الإمام الأشعري يقول ذلك، وهو لا يقول ذلك إلاّ قديماً .
وثانياً : توهموه صوابًا، وليس بصواب )) انتهى من شريط : " من هو الكافر ومن هو المبتدع " .
=
= فإن قيل : لماذا يُعتذر عن النووي وابن حجر، وما صدر منهما من تأويل، ولا يُعتذر عن ( سيد قطب ) و ( البنا ) و ( المودودي ) وأمثالهم ؟
فالجواب من وجهين :
الأول : أن هناك فارقًا كبيرًا بين الصنفين؛ فإن لدى النووي وابن حجر من الرصيد العلمي، ونفع المسلمين؛ ما يغطي ما حصل منهما من خطأ، وقد بَيَّنه أهل العلم، وحذّروا منه؛ فالخطر قد زال بهذا التنبيه.
أما ( سيد ) و ( البنا ) ... فليس لهما رصيد علمي ولا عملي، ولا نفع للمسلمين مثل ما للنووي وابن حجر، وغيرهما من الأئمة الكبار .
الوجه الآخر : أن النووي وابن حجر لم يدعُوَا إلى أخطائهما، ولم يدعُوَا إلى تحزّب، وتكفير المجتمعات، وتوحيد الصف بين الرافضة، والنصارى، والمجوس، والفِرَق الضالة من جهة، وبين المسلمين، ولم يتضرر من أخطائهما المجتمع.
بعكس ( سيد قطب ) و ( البنا ) وغيرهما – من أضرابهما - ؛ فإنهم لا يرون فرقًا بين العقائد الباطلة الفاسدة، بل الكافرة، وبين العقيدة الصحيحة السليمة، ولا يرون التفريق بين الرافضي والنصراني وغيرهم، وبين المسلم، وقد أضرّوا بالمسلمين ولم يصلحوا؛ فقد تعصّب الكثير لآرائهم المخالفة للكتاب والسنة، وعادوا أهل السنة، وهذا من أعظم الأضرار وأقبحها.و
أخيراً: من ذا الذي يستغني عن كتب ابن حجر والنووي ؟! .)إنتهى .

قلت : فكيف يقال عن العلامة الفوزان أنه لم يحذر من محمود الحداد و أتباعه و منهم هؤلاء المجاهيل الحجي و فراج.

ثم أخي المتفكر أهدي لك من قلب إلى القلب هذه النصيحة التي تفضل بها العلامة فالح بن نافع الحربي حفظه الله فهي نافعة جاءت في مقاله ( نصيحة لإخواني أهل السنة ) :

( فأربأ بأهل السنة أن يسلكوا طرق أهل البدع الرديئة للرفع من خسيسة رموزهم ومنظريهم ، وإسقاط أهل الحق وأهل السنة ، وتجاهل علمائهم ، خصوصًا في هذه الأيام فقد استُهدِفَ علماؤنا بصورة عجيبة وغريبة ، وفي الأحداث والنوازل الأخيرة بالذات ، وأخذوا يحملونهم جميع التبعات - حسب نظرهم - ، وأنهم لم يتكلموا في كذا ، أو لم يصدروا فتوى في كذا لأهداف رخيصة يُقصد بها النيل من مكانة العلماء ، وإسقاط منزلتهم عند العامة وشباب الصحوة - كما يلقبونهم - يريدون أنهم هم الذين ينطقون العلماء أو أنهم هم الذين يسكتونهم كما قيل :

ولو أن قومي أنطقتني رماحهم *** نطقت ولكن الرماح أجرت

مع أن علماءنا - حفظهم الله - حكماء يعرفون متى يقولون ومتى يسكتون ، ومتى يفتون ومتى يحجمون ولقد رأينا في هذا الوقت من أهل البدع ضروبًا من الغلو ، حتى إنهم يرفعون أناسًا منهم إلى مصاف العلماء ، وليسوا من العلم في قبيل ولا دبير ولا قليل ولا كثير ، أحداث في السن ، أصاغر في العلم ، وقد قال الشافعي - رحمه الله - :

أخي لن تنال العلم إلا بسـتة***سأنبيك عن تفصيلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة***وصحبة أستاذ وطول زمان

بل رأينا من أهل البدع الأصاغر الجهلة من يُمدح بالشرك فلا يعترض ولا ينكر ، ومنهم من يقال فيه : .. نحن جنودك فسر بنا . . ، وفيه الخروج الصارخ على ولي الأمر وتفريق جماعة المسلمين والإشاطة بدمائهم ، فيقر ذلك ولا يحرك ساكنًا .. الخ .

فأنصح وأحذر أهل السنة من هذا الداء الدوي وهذا السوء الذي هو من الحق والإنصاف عري ، وأن نعدل في إنزال الناس منازلهم - وعلماؤهم الأكابر حفظهم الله قبل غيرهم - .

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد***كلا طرفي قصد الأمور ذميم

والله الهادي إلى مراشد الأمر ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وكتبه : فالح بن نافع الحربـي 6 / 6 / 1424 هـ )

عامي
02-02-2013, 09:16 PM
مأخوذ من المجموع لفتاوى الشيخ العلامة فالح الحربي - سلمه الله ورعاه- لاخينا بن حمد الاثري

سؤال : بعض طلبة العلم انتقصوا الشيخ صالح الفوزان وقدر الشيخ في العلم وجهوده في الرد على أهل البدع ، وقد ظهر هذا الصنف بعد ردود الشيخ على بعض طلبة العلم ، فما هي نصيحتكم لهم ، جزاكم الله خيرا ؟ .


الشيخ : الشيخ الفوزان -حفظه الله- من بقية السلف ومن العلماء الذين نحسبهم والله حسبهم ولا نزكي على الله أحدا ، من خيرة العلماء وأنا أعرفه معرفةً ربما لا يعرفه أحد معرفتي لـه ، وما بيني وبينه من الصلة ، صلة علم ، وحياة طيـبة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل حياته في الطاعة وفي خدمة الإسلام ، فلا يجوز لأحد أن يتكلم فيه بسوء .
والعالـم قد يجتهد ، فلا يوافقه الآخرون ، وقد يكون مصيـبا ، وقد يكون مخطئاً فهو مجتهد بـين أجر وبين أجرين ، وهو لا ينظر بمنظارٍ كما قلت أن هناك شباب يحكمون على الآخرين من وجهة نظرهم هم أو من خلال منهجهم أو من يَتّبِعُونه ، فالعلماء لا يُنظر إليهم بهذا المنظار ، العلماء يُنظر إليهم على أنهم أسوة وقدوة ، وأنهم منارات ، وأنهم مصابيح دجى ، أعني علماء أهل السنَّة والجماعة ، وإذا حصل منهم أو وُجِد منهم ما هو من آيات الله سبحانه وتعالى أن لا تكتب العصمة لأحد إلا من عصمه من أنبيائه ورسله ، فلا يُنتقص فيه لسببه ولا يُشار عليه ويلتمس لـه العذر ، ويُرجى لـه الأجر ، فإذا اجتهد في مسألة يُساغ فيها الاجتهاد وأهل السنَّة لا يجتهدون إلا في هذا الإطار فيصيب فيكون لـه أجران ، ويُخطئ فيكون لـه أجر ، ويسقط الأجر الثاني حينما لا يصيب ، وأجرٌ حاصل لـه بالاجتهاد حينما يجتهد وهو ذو أهلية ، فلهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فحكم فأخطأ فله أجر )) .
فهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن لـه أجر ، يُثبت لـه الأجر بالاجتهاد مع وجود الخطأ ، ونحن لا نُهدر لـه من الحسنات ، نعم ، هذا الكلام نقوله لأصحاب المناهج المنحرفة ، وأصحاب الأحزاب ، وأصحاب الشيعة ، وليس لكل أحد :

........................... ومـن أنتم حتى يكون لكم عند

من هم حتى يقال أنهم علماء ، هم أهل فتنة ، لكن هذا يقال بالنسبة لعلماء السنَّة والجماعة مثل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- ، فهو رجل عالم ، سلفي ، صاحب ورع وفقه -ولله الحمد- ، وهو بصير ، وصاحب دعوة ، وعارف أيضا بالمناهج المخالفة ولـه كلام كثير في ( الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ) ، يَكفي أن يُطلَّع عليه في بيان منهج أهل السنَّة والجماعة ، وفي بيان أحوال هؤلاء ، وتحذير الأمة من غيرهم ، وبيان أخطائهم .
ويُلاحظ أن كلامه منضبط ، مؤصل لا تكاد تلاحظ عليه ولـو في كلمة واحدة في هذا الكتاب ، وفي فتاواه الأخرى وفي كتبه التي كتبها مثل شروحات التوحيد ، وشروحات مسائل الفقه وغيرها .
يقال فيه مثل هذا الكلام !! ، فأنا أخشى أن يكون هذا من هؤلاء المناهج المخالفة فتأثروا بها :

أتاني هواها قلب أن أعرف الهوى فـــصادف قلبا خاويا فتمكنا

فينبغي عدم النيل من الشيخ ، ويجب أن يتقي الله من صدر منه مثل هذا الكلام ، ولا يستمروا في مثل هذه الطريق الموحل وهذا السبيل ، وأن لا يسلكوا مع علمائهم مثل هذا السلوك ، و( مرضعة الأبوة لا تعق ) .
كما قلت لكم أنا أعرف الشيخ ، ومعرفتي لـه معرفة عميقة ، معرفة عن قرب ، ومعرفة عن صحبة ، ومعرفة عن خلقة -ولله الحمد- .
فهو عالم من علماء أهل السنَّة والجماعة ، وليس من أهل الأهواء ومن أهل البدع ، ولا يتبع هواه ، وأيضا قد يتراجع في وقت من الأوقات عن الخطأ إلى الصواب وهؤلاء هم أهل السنَّة إذا اخطأ أحدهم يتراجع .

عامي
02-13-2013, 12:41 AM
قيل للإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله :
" رَجُلٍ مُحَدِّثٍ ، يُكْتَبُ عَنْهُ الْحَدِيثُ ، قَالَ : مَنْ شَهِدَ أَنَّ الْعَشَرَةَ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ، فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : لَعَلَّهُ جَاهِلٌ ، لا يَدْرِي ، يُقَالَ لَهُ " . أخرجه الخلال في (( السنة ))1/ 369)
((و سئل أيضا : ما تقول فيمن لم يثبت خلافة علي ؟ قال : بئس القول هذا .
زاد أحمد بن حسن ، عن بكر ، عن ابيه قلت : يكون من أهل السنة ؟ قال الإمام أحمد : ما أجترئ أن أخرجه من السنة ، تأول فأخطأ)) ( أخرجه الخلال ( السنة ) 1/ 428)

قال ذلك القول الإمام أحمد رحمه الله مع قوله في مواضع أخرى :

قال الخلال في السنة ( 1\280) :

الشَّهَادَةُ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الشَّهَادَةِ لِلْعَشَرَةِ , قَالَ: «نَعَمْ , أَشْهَدُ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ»

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: حُجَّتُنَا فِي الشَّهَادَةُ لِلْعَشَرَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: قَرَأَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا صَالَحَ أَبُو بَكْرٍ أَهْلَ الرِّدَّةِ قَالَ: صَالَحَهُمْ عَلَى حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ. قَالَ: قَالُوا: قَدْ عَرَفْنَا الْحَرْبَ الْمُجْلِيَةَ، فَمَا السِّلْمَ الْمُخْزِيَةَ؟ قَالَ: «أَنْ تَشْهَدُوا أَنَّ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَأَنَّ قَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ» ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَشْهَدُ أَنَّ فُلَانَةَ امْرَأَةُ فُلَانٍ، وَأَنَا لَمْ أَشْهَدِ النِّكَاحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَانَ الشَّيْءُ مُسْتَفِيضًا فَاشْهَدْ بِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ دَارَ بَخْتَانَ هِيَ لِبَخْتَانَ وَلَمْ يُشْهِدْنِي؟ قَالَ: هَذَا أَمْرٌ قَدِ اسْتَفَاضَ , اشْهَدْ بِهَا لَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَظُنُّ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَذَا كَمَنْ يَقُولُ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا أَشْهَدُ إِنَّهَا بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ يَقُولُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «تَشْهَدُونَ أَنَّ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ» وَمَا رَضِيَ , يَعْنِي أَبَا بَكْرِ حَتَّى شَهِدُوا ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهَذَا أَثْبَتُ وَأَصَحُّ مَا رُوِيَ فِي الشَّهَادَةِ "

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ شَيْءٌ , قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ لَكُمْ: لَا أَقُولُ إِنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَا نَشْهَدُ؟ هَذَا كَلَامُ سَوْءٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَدِمَ إِلَى هَا هُنَا، وَأَظْهَرَ هَذَا الْقَوْلَ، وَتَابَعَهُ قَوْمٌ عَلَى ذَا , فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , وَتَابَعَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ , وَقُلْنَا: نَشْهَدُ "
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ بَخْتَانَ حَدَّثَهُمْ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ عَلَى عَشَرَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ» ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا يَقُولُ: هُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أَشْهَدُ، فَقَالَ: «هَذَا رَجُلٌ جَاهِلٌ، أَيْشِ الشَّهَادَةُ إِلَّا الْقَوْلُ»
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ ابْنَ الْهَيْثَمِ الْمُقْرِئَ قَدْ حُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَا أَشْهَدُ لِلْعَشَرَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: لَمْ يُذَاكِرْنِي بِشَيْءٍ، قُلْتُ لَهُ: فَلَا يُجَانَبُ صَاحِبُ هَذِهِ الْمَقَالَةِ؟ قَالَ: قَدْ جَفَاهُ قَوْمٌ , وَقَدْ لَقِيَ أَذًى.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحَّالُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَمَّنْ لَا يَشْهَدُ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ: هَذَا قَوْلُ سَوْءٍ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي مُنْذُ أَيَّامٍ مَنْ هُوَ ذَا يُخْبِرُ عَنْهُ بِهَذَا , وَلَوْ عَلِمْتُ لَجَفَوْتُهُ، قُلْتُ لَهُ: ابْنُ الْهَيْثَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَخْبِرُونِي أَنَّهُ وَضَعَ فِي هَذَا كِتَابًا، وَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا رَضِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ حَتَّى شَهِدُوا أَنَّ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ» ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَسْأَلَةِ الْمَرُّوذِيِّ , قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ الدَّوْرَقِيِّ أَحْمَدَ قَالَ لِي: إِنَّهُ نَاظَرَكَ عَلَى بَابِ إِسْمَاعِيلَ فَقُمْتَ تَجُرُّ ثَوْبَكَ مُغْضَبًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي "

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ عَلَى بَابِ عَفَّانَ، فَذَكَرُوا الشَّهَادَةَ لِلَّذِينَ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ نَشْهَدُ، وَغَلَّظَ الْقَوْلَ عَلَى مَنْ لَمْ يَشْهَدْ، وَاحْتَجَّ بِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، وَاحْتُجَّ عَلَيْهِ بِأَشْيَاءَ فَغَضِبَ حَتَّى قَالَ: صِبْيَانٌ نَحْنُ لَيْسَ نَعْرِفُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، وَاحْتُجَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، فَقَالَ , عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مَنْ هُوَ؟ أَيْ مَعَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ "

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ بَخْتَانَ حَدَّثَهُمْ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ عَلَى عَشَرَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ» ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا يَقُولُ: هُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أَشْهَدُ، فَقَالَ: «هَذَا رَجُلٌ جَاهِلٌ، أَيْشِ الشَّهَادَةُ إِلَّا الْقَوْلُ»

ماذا سيقول هذا الجويهل المتعالم عماد فراج في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بعد هذه النقول

هل سيحكم عليه بالتناقض أم سيطعن فيه كما طعن في علماء اللجنة الدائمة و سائر العلماء الأبرار رحم الله الميت و حفظ الله الحي منهم

أم سيقول أن كلام الإمام أحمد في التبديع من كلام المتأخرين فلا يؤخذ به و لا يحتج به و لا يعول

قاتل الله الجهل و الهوى.

و لإزالة هذا الإشكال قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله شارحا لنا أجوبة الإمام أحمد رحمه الله و غيره من أئمة أهل السنة : (( و كثير من أجوبة الإمام أحمد و غيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسؤل حاله ، أو خرج خطابا لمعين قد علم حاله ، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول ، إنما يثبت حكمها في نظيرها )) ( مجموع الفتاوى ) 28/ 213)

هذا الحق ليس به خفاء فدعني من بنيات الطريق

الطلمنكي
02-13-2013, 11:52 AM
موقف السلف الصالح من أهل البدع والتحذير منهم :
قال عاصم الأحول رحمه الله : جلست إلى قتادة رحمه الله فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ونال منه ، فقلت له يا أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض ؟ فقال يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تُحذر .
قال أبو جعفر الحذاء رحمه الله قلت لسفيان بن عيينة رحمه الله : إن هذا يتكلم في القدر يعني ابراهيم بن أبي يحيى قال عرفوا الناس بدعته ، وسلوا ربكم العافية .
وقال بعض الصوفية لعبدالله بن المبارك رحمه الله : وقد تكلم في المعلى بن هلال ، يا أباعبدالرحمن تغتاب ؟ فقال له اسكت إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل ؟
وقال عبدالله بن أحمد رحمه الله : جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي رحمه الله ، فجعل ابي يقول فلان ضعيف ، فلان ثقه ، فقال أبو تراب : لا تغتاب العلماء ، فالتفت إبي إليه وقال له ويحك ، هذا نصيحة ليس هذا غيبة .

فبيان حال المبتدع وإن كان من أهل العلم والتحذير منه هو منهج السلف الصالح جعلنا الله من أتباعهم .

عمر الاثري
02-14-2013, 10:20 PM
تم حذف الرد

كيف تجعل حال المدخلي وحال هؤلاء الائمة سواء!!!!
هذا يدل على جهلك وهواك
وعدم تقبلك لكلام العلامة الامام الفوزان حفظه الله في هؤلاء الأئمة ونظرة وموقف اهل السنة منهم
عد الى عقلك و ارحم نفسك واخرجها من غيابات الجهل بالرجوع الى اهل العلم الراسخين في مثل هذه المسائل خير لك ياطلمنكي
واترك عنك المتعالمين المهابيل امثال فر اج هذا ...والله المستعان .

عامي
02-22-2013, 03:22 AM
قال الإمام البربهاري رحمه الله : ( اعلم أن الخروج من الطريق على وجهين؛ أما أحدهما: فرجل زل عن الطريق، وهو لا يريد إلا الخير، فلا يُقتدى بزلته،فإنه هالك.
وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين، فهو ضال مضل، شيطان مريد في هذه الأمة، حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه، ويبين لهم قصته؛ لئلا يقع أحد في بدعته فيهلك ) [ شرح السنة صفحة (38) ] قال الشيخ العلامة بقية السلف صالح الفوزان حفظه الله شارحا لقول الإمام البربهاري :

[ لما وصف الشيخ رحمه الله في الكلام السابق الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير عليه المسلم في عقيدته و دينه ذكر أن من يخرج عن هذا الطريق فهو أحد رجلين :

الرجل الأول : من خرج غير مُتَعَمِّدٍ بل يريد الخير لكنه سلك طريق غير الخير ، و الاجتهاد لا يكفي ، و إن كانت نية صاحبه صالحة ومقصده حسناً ، لابد أن يكون مع ذلك على الطريق الصحيح ، فهذا يُعتبر مخطئاً ، ومن وافقه على ذلك وسار معه على الخطأ وهو يعلم خطأه فهو هالك ؛ لأن هذا طريق هلاك حتى ولو لم يتعمد صاحبه الخروج و إنما هو يلتمس الخير .
و هذا هو حال الكثير من الذين يبتكرون ابتكارات من عند أنفسهم في علم العقيدة ، فهذا أمر لا يجوز ، ولا يُتابعون عليه ، وصاحبه ليس على صواب ، و الله جل وعلا يقول : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } [ الأنعام:153] ، فأي سبيل يخرجنا عن الصراط المستقيم فنحن نرفضه وهو إن استمر على خطئه فسيؤول إلى الهلاك ؛ لأن من ترك الطريق الصحيح في سفره وأخذ طريق مضيعة هلك .

أما الرجل الآخر: فهو المتعمد للخروج ، فهو يعرف الحق ، ويعرف أن ما خرج إليه باطل ، لكن يتعمد الخروج عن الحق ، بقصد إضلال الناس .
الأول : قصده إصلاح الناس لكنه لم يسلك الطريق الصحيح .
و الثاني : قصد إضلال الناس وصرفهم عن الطريق الصحيح ، فهذا شيطان ، لأن الشياطين يخرجون الناس عن الصراط المستقيم ، يقول إبليس لربه عز وجل : { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } [الأعراف:16] يريد أن يصرفهم عنه إلى الطرق المنحرفة ، و النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لهذا مثلاً حينما خط خطاً مستقيماً ، وخط حوله خطوطاً أخرى ، فقال للخط المستقيم : ( هذا صراط الله ) وقال للخطوط الأخرى : ( وهذه سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليها ) ، وهذا مثال واضح ، ويطابقه ما ذكره الشيخ هنا ، فإن الذي يخرج بالناس عن الصراط المستقيم إلى السبل المحدثة المبتدعة ، لا يريد لهم الخير ، و إنما يريد لهم الهلاك ؛ وهو شيطان ، سواء كان من شياطين الجن أو من شياطين الإنس ، علينا أن نحذر من هذا أشد من الحذر من الأول ، لأن هذا متعمد لإضلال الناس .

قوله : ( فهو ضال مضل ، شيطان مريد ) أي : هو ضال في نفسه ، ومضل لغيره وهو شيطان مريد ، متمرد ، يريد صرف الناس عن الصراط المستقيم .

قوله : ( حقيق على من عرفه أن يُحذر الناس منه ، و يبين للناس قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك ) أي : هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ، بل يجب أن يُكشف أمره ، ويفضح خزيه حتى يحذره الناس ، ولا يقال : الناس أحرار في الرأي ، حرية الكلمة ، احترام الرأي الآخر ! كما يدندنون به الآن من احترام الرأي الآخر ! فالمسألة ليست مسألة آراء ، المسألة مسألة اتباع ، نحن قد رسم الله لنا طريقاً واضحاً ، وقال لنا سيروا عليه حينما قال : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه } ، فأي شخص يأتينا و يريد منا أن نخرج عن هذا الصراط المستقيم فإننا أولاً : نرفض قوله ، و ثانياً : نبين ، ونحذر الناس منه ، ولا يسعنا السكوت عنه، لأننا إذا سكتنا عنه اغتر به الناس ؛ لاسيما إذا كان صاحب فصاحة ولسان وقلم وثقافة ، فإن الناس يغترون به ، ويقولون هذا مؤهل ! هذا من المفكرين ، كما هو الحاصل الآن ، فالمسألة خطيرة جداً .

وهذا فيه وجوب الرد على المخالف ، عكس ما يقوله أولئك ، يقولون : اتركوا الردود ، ودعوا الناس كلٌّ له رأيه واحترامه ، وحرية الرأي و حرية الكلمة ، بهذا تهلك الأمة ، السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء ، بل فضحوهم وردوا عليهم ، لعلمهم بخطرهم على الأمة ، ونحن لا يسعنا أن نسكت عن شرهم ، بل لابد من بيان ما أنزل الله ، و إلا فإننا نكون كاتمين ، من الذين قال الله فيهم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون } [ البقرة:159] ، فلا يقصر الأمر على المبتدع ، بل يتناول الأمر من سكت عنه ، فإنه يتناوله الذم و العقاب ، لأن الواجب البيان و التوضيح للناس ، وهذه وظيفة الردود العلمية المتوفرة الآن في مكتبات المسلمين كلها تذب عن الصراط المستقيم ، وتُحذر من هؤلاء ، فلا يروج هذه الفكرة – فكرة حرية الرأي و حرية الكلمة و احترام الرأي الآخر – إلا مضلل كاتم للحق .

نحن قصدنا الحق ، ما قصدنا أن نجرح الناس أو نتكلم في الناس ، القصد هو بيان الحق ، وهذه أمانة حملها اللهُ العلماءَ ، فلا يجوز السكوت عن أمثال هؤلاء ، لكن مع الأسف لو يأتي عالم يرد على أمثال هؤلاء قالوا : هذا متسرع ، إلى غير ذلك من الوساوس ، فهذا لا يُخَذِّل أهل العلم أن يبينوا للناس شر دعاة الضلال ، لا يُخَذِّلُهُمْ ] انتهى بتمامه لنفاسته من شرح العلامة الفوزان على شرح السنة للبربهاري [ صفحة 67 وما بعدها ]


قال قوَّام السنة إسماعيل التيمي: (أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب. قال أبو موسى المديني: أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة، فإذا ترك لأجل زلته ترك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل).
إمام أئمة التابعين مجاهد بن جبر يقول: (إنَّ الله لا يُرى في الآخرة ) و فسر قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربّها ناظرة ) بأنها تنتظر ثواب ربها (الفتاوى (20/34)
قال الإمام ابن عبد البر: (لكن قول مجاهد هذا مردود بالسّنة الثابتة عن النبي وأقاويل الصحابة، وجمهور السلف، وهو قول عند أهل السّنة مهجور... وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك؛ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (29/43-45) : ” سبب الفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء مع وجود الاختلاف في قول كل منهما أن العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد والاجتهاد وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله وإن لم يكن مطابقاً لكن اعتقاداً ليس بيقيني …
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق وقد سلك طريقه
وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه .
وثم قسم آخر وهو غالب الناس وهو أن يكون له هوى فيه شبهة فتجتمع الشهوة والشبهة.
فالمجتهد المحض مغفور له ومأجور
وصاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب
وأما المجتهد الاجتهاد المركب من شبهة وهوى فهو مسيء وهم في ذلك على درجات بحسب ما يغلب وبحسب الحسنات الماحية وأكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك“

و قال شيخ الإسلام أيضاً : ( مذهب فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره: أن من كان داعية إلى بدعة فإنه يستحق العقوبة لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا وأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين لا يؤخذ عنه العلم ولا يستقضى ولا تقبل شهادته ونحو ذلك ) [ مجموع الفتاوى (7/385) ]

و قال شيخ الإسلام أيضا ” إذَا رَأَيْت الْمَقَالَةَ الْمُخْطِئَةَ قَدْ صَدَرَتْ مِنْ إمَامٍ قَدِيمٍ فَاغْتُفِرَتْ ؛ لِعَدَمِ بُلُوغِ الْحُجَّةِ لَهُ؛ فَلَا يُغْتَفَرُ لِمَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ مَا اُغْتُفِرَ لِلْأَوَّلِ؛ فَلِهَذَا يُبَدَّعُ مَنْ بَلَغَتْهُ أَحَادِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَحْوِهَا إذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ وَلَا تُبَدَّعُ عَائِشَةُ وَنَحْوُهَا مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ بِأَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ فِي قُبُورِهِمْ؛ فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ فَتَدَبَّرْهُ فَإِنَّهُ نَافِعٌ ” مجموع الفتاوى 6/61
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فطريقة السلف و الأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع و العقل ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا ومن تكلم فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه . ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً ، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل ) [ درء التعارض (1/254) ]

و قال الإمام ابن القيم رحمه الله : "من قواعد الشرع والحكمة أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر ، فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل من غيره ، ويعفى عنه ما لا يعفى من غيره ، فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى الخبث ... إلى أن قال : ... وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أن من له ألوف الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين ونحوها...، وكما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع
…وقول الآخر :
وإن يكن الفعل الذي ساء واحداً *** فأفعاله اللاتي سررن كثير
…والله سبحانه يوازن يوم القيامة بين حسنات العبد وسيئاته فأيهما غلب كان التأثير له" مفتاح دار السعادة [ج1 ص176-177].
وعلَّق على بعض ألفاظ الهروي في منازل السائرين فقال : "في هذا اللفظ قلق وسوء تعبير ، يجبره حسن حال صاحبه وصدقه ، وتعظيمه لله ورسوله ، ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له" مدارج السالكين [ج3 ص150].
ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله : ” وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك, فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ, فافهم هذا، فإنَّه فَهْمٌ عظيم والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم” جامع العلوم والحكم 1/267-268
و قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "... ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على من أفتى أو عمل حتى يتبين لكم خطؤه ، بل الواجب السكوت والتوقف ، فإذا تحققت الخطأ بينتموه ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن فإني لا أدعي العصمة" تاريخ نجد [ج2 ص161]

المعتصم بالله
02-22-2013, 04:33 PM
وهذه حال من ذكرهم الامام احمد وبدعهم وحذر منهم سواء بسواء.

عامي
02-23-2013, 01:26 AM
قال عماد فراج :( حتى بلغ الحال أن صدرت فتوى من اللجنة الدائمة؛ بأن الباقلاني وابن حزم والبيهقي وابن الجوزي وغيرهم (هم مِن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة)؟! فكل الخلق عندكم إذن مِن أهل السنة فيما وافقوا فيه السنة؟! حتى إبليس قد وافق في إثبات القدر، وإثبات العزة والخلق والإيمان بيوم البعث! سبحانك هذا بهتان عظيم.)اهــ

و لتعلم فضاعة جهل فراج و من يقلده و عظيم جنايتهم على الإسلام و المسلمين و على علماء اللجنة الدائمة حفظ الله الحي و رحم الله الميت منهم....آمين.

أنقل لكم ما جاء في (السُّنَّة للخلال)(2/372) عن إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة: (( أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَسَكَتَ، وَلَمْ يَقُلْ عُثْمَانَ يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ؟ فَأَقْبَلَ يَتَعَجَّبُ، وَقَالَ: «يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ. يَعْنِي لَا يَكُونُ تَامًّا فِي السُّنَّةِ)).

و جاء عنه أيضا في (السُّنَّة للخلال) (2/428): (( فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ لَمْ يُثْبِتْ خِلَافَةَ عَلِيٍّ؟ قَالَ: بِئْسَ الْقَوْلُ هَذَا. زَادَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ: قُلْتُ: يَكُونُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؟ قَالَ: «مَا أَجْتَرِئُ أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ السُّنَّةِ، تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ»)).

و جا في السنة للخلال : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَقُولُ: عُمَرُ وَقَفَ، وَأَنَا أَقِفُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَمَا سَمِعْتُ أَنَا هَذَا مِنْ يَحْيَى حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو عُبَيْدٍ عَنْهُ وَمَا سَأَلْتُ أَنَا عَنْ هَذَا أَحَد، أَوْ مَا صَنَعَ بِهَذَا؟ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ هُوَ عِنْدَكَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؟ قَالَ: لَا تُوقِفْنِي هَكَذَا، كَيْفَ نَصْنَعُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو السَّرِيِّ عَبْدُوسُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: «إِخْرَاجُ النَّاسِ مِنَ السُّنَّةِ شَدِيدٌ»
(2/373)


و قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في (الفتاوى الكبرى)(2/44) عندما سئِل عن المؤذِّن يستدير و يلتفت عندما يقول : الصَّلاة خيرٌ من النَّوم" :
فَأَجَابَ: (( لَيْسَ هَذَا سُنَّةً عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ، بَلْ السُّنَّةُ أَنْ يَقُولَهَا وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ، كَغَيْرِهَا مِنْ كَلِمَاتِ الْأَذَانِ..... فَمَنْ قَالَ: «الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ» كِلَاهُمَا إلَى الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ خَارِجٌ عَنْ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ، بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ.))

قلت : كلام علماء اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و حفظ الله إخوانه العلماء الأحياء وتفصيلهم في هذه المسألة هو عين كلام أئمة السلف رحمهم الله و هو دليل على رسوخ علمائنا في المسائل الدقيقة في العلم و لا غرابة في ذلك فـــ:

أولئك آبائي فجئني بمثلهم..إذا جمعتنا يا جرير المجامع

أما هؤلاء الجهلاء أمثال هذا النكرة عماد فراج الطعان في علمائنا فنقول له : أسكت فلن تعدو قدرك و يصدق فيك قول الشاعر :

تصـدر للتدريس كل مهوس *** بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس

عمر الاثري
08-06-2013, 03:33 PM
يرفع في وجه عماد فراج وافراخه كطريق الخلف الجهلة الغوغائيين


مأخوذ من المجموع لفتاوى الشيخ العلامة فالح الحربي - سلمه الله ورعاه- لاخينا بن حمد الاثري

سؤال : بعض طلبة العلم انتقصوا الشيخ صالح الفوزان وقدر الشيخ في العلم وجهوده في الرد على أهل البدع ، وقد ظهر هذا الصنف بعد ردود الشيخ على بعض طلبة العلم ، فما هي نصيحتكم لهم ، جزاكم الله خيرا ؟ .


الشيخ : الشيخ الفوزان -حفظه الله- من بقية السلف ومن العلماء الذين نحسبهم والله حسبهم ولا نزكي على الله أحدا ، من خيرة العلماء وأنا أعرفه معرفةً ربما لا يعرفه أحد معرفتي لـه ، وما بيني وبينه من الصلة ، صلة علم ، وحياة طيـبة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل حياته في الطاعة وفي خدمة الإسلام ، فلا يجوز لأحد أن يتكلم فيه بسوء .
والعالـم قد يجتهد ، فلا يوافقه الآخرون ، وقد يكون مصيـبا ، وقد يكون مخطئاً فهو مجتهد بـين أجر وبين أجرين ، وهو لا ينظر بمنظارٍ كما قلت أن هناك شباب يحكمون على الآخرين من وجهة نظرهم هم أو من خلال منهجهم أو من يَتّبِعُونه ، فالعلماء لا يُنظر إليهم بهذا المنظار ، العلماء يُنظر إليهم على أنهم أسوة وقدوة ، وأنهم منارات ، وأنهم مصابيح دجى ، أعني علماء أهل السنَّة والجماعة ، وإذا حصل منهم أو وُجِد منهم ما هو من آيات الله سبحانه وتعالى أن لا تكتب العصمة لأحد إلا من عصمه من أنبيائه ورسله ، فلا يُنتقص فيه لسببه ولا يُشار عليه ويلتمس لـه العذر ، ويُرجى لـه الأجر ، فإذا اجتهد في مسألة يُساغ فيها الاجتهاد وأهل السنَّة لا يجتهدون إلا في هذا الإطار فيصيب فيكون لـه أجران ، ويُخطئ فيكون لـه أجر ، ويسقط الأجر الثاني حينما لا يصيب ، وأجرٌ حاصل لـه بالاجتهاد حينما يجتهد وهو ذو أهلية ، فلهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فحكم فأخطأ فله أجر )) .
فهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن لـه أجر ، يُثبت لـه الأجر بالاجتهاد مع وجود الخطأ ، ونحن لا نُهدر لـه من الحسنات ، نعم ، هذا الكلام نقوله لأصحاب المناهج المنحرفة ، وأصحاب الأحزاب ، وأصحاب الشيعة ، وليس لكل أحد :

........................... ومـن أنتم حتى يكون لكم عند

من هم حتى يقال أنهم علماء ، هم أهل فتنة ، لكن هذا يقال بالنسبة لعلماء السنَّة والجماعة مثل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- ، فهو رجل عالم ، سلفي ، صاحب ورع وفقه -ولله الحمد- ، وهو بصير ، وصاحب دعوة ، وعارف أيضا بالمناهج المخالفة ولـه كلام كثير في ( الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ) ، يَكفي أن يُطلَّع عليه في بيان منهج أهل السنَّة والجماعة ، وفي بيان أحوال هؤلاء ، وتحذير الأمة من غيرهم ، وبيان أخطائهم .
ويُلاحظ أن كلامه منضبط ، مؤصل لا تكاد تلاحظ عليه ولـو في كلمة واحدة في هذا الكتاب ، وفي فتاواه الأخرى وفي كتبه التي كتبها مثل شروحات التوحيد ، وشروحات مسائل الفقه وغيرها .
يقال فيه مثل هذا الكلام !! ، فأنا أخشى أن يكون هذا من هؤلاء المناهج المخالفة فتأثروا بها :

أتاني هواها قلب أن أعرف الهوى فـــصادف قلبا خاويا فتمكنا

فينبغي عدم النيل من الشيخ ، ويجب أن يتقي الله من صدر منه مثل هذا الكلام ، ولا يستمروا في مثل هذه الطريق الموحل وهذا السبيل ، وأن لا يسلكوا مع علمائهم مثل هذا السلوك ، و( مرضعة الأبوة لا تعق ) .
كما قلت لكم أنا أعرف الشيخ ، ومعرفتي لـه معرفة عميقة ، معرفة عن قرب ، ومعرفة عن صحبة ، ومعرفة عن خلقة -ولله الحمد- .
فهو عالم من علماء أهل السنَّة والجماعة ، وليس من أهل الأهواء ومن أهل البدع ، ولا يتبع هواه ، وأيضا قد يتراجع في وقت من الأوقات عن الخطأ إلى الصواب وهؤلاء هم أهل السنَّة إذا اخطأ أحدهم يتراجع .




وقال العلامة فالح بن نافع الحربي حفظه الله في مقاله ( نصيحة لإخواني أهل السنة ) :

( فأربأ بأهل السنة أن يسلكوا طرق أهل البدع الرديئة للرفع من خسيسة رموزهم ومنظريهم ، وإسقاط أهل الحق وأهل السنة ، وتجاهل علمائهم ، خصوصًا في هذه الأيام فقد استُهدِفَ علماؤنا بصورة عجيبة وغريبة ، وفي الأحداث والنوازل الأخيرة بالذات ، وأخذوا يحملونهم جميع التبعات - حسب نظرهم - ، وأنهم لم يتكلموا في كذا ، أو لم يصدروا فتوى في كذا لأهداف رخيصة يُقصد بها النيل من مكانة العلماء ، وإسقاط منزلتهم عند العامة وشباب الصحوة - كما يلقبونهم - يريدون أنهم هم الذين ينطقون العلماء أو أنهم هم الذين يسكتونهم كما قيل :

ولو أن قومي أنطقتني رماحهم *** نطقت ولكن الرماح أجرت

مع أن علماءنا - حفظهم الله - حكماء يعرفون متى يقولون ومتى يسكتون ، ومتى يفتون ومتى يحجمون ولقد رأينا في هذا الوقت من أهل البدع ضروبًا من الغلو ، حتى إنهم يرفعون أناسًا منهم إلى مصاف العلماء ، وليسوا من العلم في قبيل ولا دبير ولا قليل ولا كثير ، أحداث في السن ، أصاغر في العلم ، وقد قال الشافعي - رحمه الله - :

أخي لن تنال العلم إلا بسـتة***سأنبيك عن تفصيلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة***وصحبة أستاذ وطول زمان

بل رأينا من أهل البدع الأصاغر الجهلة من يُمدح بالشرك فلا يعترض ولا ينكر ، ومنهم من يقال فيه : .. نحن جنودك فسر بنا . . ، وفيه الخروج الصارخ على ولي الأمر وتفريق جماعة المسلمين والإشاطة بدمائهم ، فيقر ذلك ولا يحرك ساكنًا .. الخ .

فأنصح وأحذر أهل السنة من هذا الداء الدوي وهذا السوء الذي هو من الحق والإنصاف عري ، وأن نعدل في إنزال الناس منازلهم - وعلماؤهم الأكابر حفظهم الله قبل غيرهم - .

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد***كلا طرفي قصد الأمور ذميم

والله الهادي إلى مراشد الأمر ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وكتبه : فالح بن نافع الحربـي 6 / 6 / 1424 هـ )

والله الموفق.

12d8c7a34f47c2e9d3==