المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشك في الطهارة


كيف حالك ؟

قاسم علي
01-29-2013, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الشك في الطهارة لسماحة الإمام الفقيه محمد صالح العثيمين رحمه الله

المقدم: أثابكم الله، أيضاً مما يتعلق بالطهارة الشك فيه، فنريد الحديث عن الشك في الطهارة، ومتى يكون آثماً؟ الشيخ: الشك في الطهارة نوعان: أحدهما: شكٌ في وجودها بعد تحقق الحدث، والثاني: شكٌ في زوالها بعد تحقق الطهارة. أما الأول وهو الشك في وجودها بعد تحقق الحدث كأن يشك الإنسان هل توضأ أم لم يتوضأ وهو يعتقد أنه أحدث لكن يشك هل توضأ أو لا؟ ففي هذه الحال نقول: ابن على الأصل وهو أنك لم تتوضأ، ويجب عليك الوضوء، مثال ذلك: رجلٌ شك عند أذان الظهر هل توضأ بعد نقض وضوئه في الضحى أم لم يتوضأ؟ يعني: أنه نقض الوضوء في الساعة العاشرة مثلاً، ثم عند أذان الظهر شك: هل توضأ حين نقض وضوءه أو لا؟ فنقول له: ابن على الأصل، وهو أنك لم تتوضأ، ويجب عليك أن تتوضأ. أما النوع الثاني فهو الشك في انتقاض الطهارة بعد وجودها، فإننا نقول أيضاً: ابن على الأصل، ولا تعتبر نفسك ناقضاً للوضوء، مثاله: رجل توضأ في الساعة العاشرة، فلما حان وقت الظهر شك: هل انتقض وضوءه أم لا؟ فنقول له: إنك على وضوئك، ولا يلزمك الوضوء حينئذٍ؛ وذلك لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه، ويشير إلى هذا الأصل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وجد في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ قال: (لا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً). وأما الشك في فعله أو الشك في أجزاء الطهارة مثل أن يشك الإنسان: هل غسل وجهه في وضوئه أم لا؟ وهل غسل يديه أم لا؟ وما أشبه ذلك، فهذا لا يخلو من أحوال أربعة: الحالة الأولى: أن يكون مجرد وهم طرأ على قلبه أنه هل غسل يديه أم لم يغسلهما؟ وهماً ليس له مرجح، ولا تساوى عنده الأمران، بل هو مجرد شيءٍ خطر في قلبه، فهذا لا يهتم به، ولا يلتفت إليه.
الحالة الثانية: أن يكون كثير الشكوك، كلما توضأ مثلاً شك، إذا كان الآن يغسل قدميه وشك هل مسح رأسه أم لا؟ هل مسح أذنيه أم لا؟ هل غسل يديه أم لا؟ المهم أنه كثير الشكوك فهذا أيضاً لا يلتفت إلى الشك ولا يهتم به.
الحالة الثالثة: أن يقع الشك بعد فراغه من الوضوء، فإذا فرغ من الوضوء شك: هل غسل يديه أم لا؟ أو هل مسح رأسه؟ أو هل مسح أذنيه؟ فهذا أيضاً لا يتلفت إليه، إلا إذا تيقن أنه لم يغسل ذلك العضو المشكوك فيه فيبني على يقينه. فهذه ثلاث حالات لا يلتفت إليها في الشك.
الحالة الرابعة: أن يكون الشك شكاً حقيقياً وليس كثير الشكوك وحصل قبل أن يفرغ من العبادة، ففي هذه الحال يجب عليه أن يبني على اليقين وهو العدم، أي: أنه لم يغسل ذلك العضو الذي شك فيه، فيرجع إليه ويغسله وما بعده، مثاله: لو شك وهو يمسح رأسه: هل تمضمض واستنشق أم لا؟ وهو ليس كثير الشكوك وهو شكٌ حقيقي وليس وهماً، نقول له الآن: ارجع فتمضمض واستنشق، ثم اغسل يديك وامسح رأسك، وإنما أوجبنا عليه غسل اليدين مع أنه قد غسلهما من أجل الترتيب؛ لأن الترتيب بين أعضاء الوضوء واجب كما ذكر الله تعالى ذلك مرتباً، وقال النبي عليه الصلاة والسلام حين أقبل على الصفا: (أبدأ بما بدأ الله به)، هذا هو حال الشك في الطهارة.

فقه العبادات

12d8c7a34f47c2e9d3==