المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطوار المرجئة المعاصرة


كيف حالك ؟

قاسم الشهرستاني
12-10-2012, 06:12 PM
أطوار المرجئة المعاصرة
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم ، و بعد ؛

فقد مر المرجئة المعاصرة بأطوار متعددة ، حاولوا من خلالها نفث سمومهم في الناس بطرائق شتى و أساليب متنوعة . و قد استقر بهم الأمر في نهاية المطاف ، في مذهب الجهمية وغلاة المرجئة ، و لو أنهم حاولوا تغطيته بزخرفٍ من القول ، إلا أن الله جل و علا قد فضحهم و أظهر حقيقتهم للناس .
و قد أُتوا دهاءً و مكرا ؛ يقلبون الحقائق ، و يلبسون مسوح السلفية ، و يبهتون الأبرياء ، و يرمون مخالفيهم بأدوائهم .
يتربصون بأهل السنة الدوائر ؛ فإذا ضعفت شوكة أهل السنة جهروا بعقيدتهم ، وإن قويت اندسوا و موهوا في العبارات حتى لا ينكشف أمرهم .
و قد كان بدء أمرهم الطنطنة بأن العمل شرط كمال ، ثم التعلق بمصطلح جنس العمل ، كل ذلك ليسقطوا العمل من مسمى الإيمان .
ثم انتقلوا إلى أعظم أركان الإسلام العملية ، فطعنوا في إجماع الصحابة الثابت المتقرر في كفر تارك الصلاة ، و احتجوا بخلاف الفقهاء الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أمام إجماع الصحابة رضوان الله عليهم .

ثم انتهى بهم الأمر إلى الجدال عن عباد الطاغوت و سابي رب الأرباب فأثبتوا لهم إسلاما - الله أعلم بحقيقته - ، فجعلوهم إخوانهم من حقهم التقديس و المنافحة . و من نسبهم للكفر فهو التكفيري الخارجي الحدادي الـ...!
و قد تخلل هذه المراحل كلها الطعن و الغمز في العلماء الكبار و على رأسهم الإمام ابن باز و اللجنة الدائمة كما سيبدو أمامك .

فلنشرع في ذكر هذه الأطوار مع الاقتصاد و الاختصار .


الطور الأول : إسقاط العلماء الكبار و قطع صلة الشباب بهم و تنصيب الأصاغر مكانهم .

يتضح هذا جليا في أمور منها :

- الطعن في اللجنة الدائمة :
قال علي رضا : (هناك من لبس الموضوع على اللجنة ؛ ولا شك أن في اللجنة قطبيين يناصرون سيد قطب ويرونه مجاهداً إماماً مجتهداً !!) .

و قال معاذ الشمري : "السّؤالُ الأوّل :هل صحيح ان بكرا ابازيد رحمه الله كان يرمي الامام الالباني رحمه الله بالارجاء؟
الجواب : أوّلاً : قولك : (( أبا زيد )) غلط ؛ لأنّ ( أبو زيد ) هو اسم عشيرته ؛ فيظلّ على حاله ؛ من باب ( العَلَمِيّة ) ، و ( الحكاية ) .
و ثانيًا : فإنّ الرّجلَ قُطبيٌّ شرس ، و علمه ( ! ) مُجرّدُ نتفٍ .
قال بقطبيّته شيخنا الرّبيع - حفظه الله - .
و قال لنا الثّانية - و حقًّا قال - أخونا الشّيخ محمّد بن عمر بازمول - حفظه الله - ؛ في بيته بعوالي مكّة ؛ عام ( 1418 هـ ) .
و لقد كتبَ مبيّنًا قطبيّة نفسه بنفسه ( نصيحتَه !!! ) للرّبيع - كان الله له - ؛ فردّ عليه كبشُنا النّطّاح - نصره الله - في " الحدِّ الفاصل بين الحقّ و الباطل " .
و النّاس يقولون أنّه كان أكثر أهل ( اللّجنة - أصلحهم الله - ) تحمّسًا ( للفتاوى !!! ) الّتي رموا فيها كتابات ( الحلبيّ - سدّده الله - ) بالإرجاء ( !) .
و هذا التّحمّس ظاهرٌ في تسويده " درء اللفتنة " ( !!! ) .
و هم لا يصرّحون باتّهام إمام الدّنيا الألبانيّ - تغمّده الله بواسع رحمته - بـ ( الإرجاء ! ) ؛ فإنّ تصريحهم بهذا يؤذيهم هم .
و لكنّهم كالمصرّحين حين قالوا في آخر ( فتواهم ! ) للحلبيّ - سدّده الله - أن يطلب العلم على ( العلماء الموثوقين المعروفين بعقيدتهم ) - أو نحو هذه العبارة - .
و هم - و كلّ الدّنيا - تعلم مدى التصاق الحلبيّ - أصلحه الله - بشيخه = شيخنا الألبانيّ - رحمه الله - .
فماذا يعني ما قالوه من نُصحهم له بطلب العلم على ( العلماء الموثوقين المعروفين بعقيدتهم ) غير الغمز بعقيدة إمامنا - رحمه الله - ؟!.
و نحن - كما تعلم - ننتقد الحلبيّ - أصلحه الله - ، و غيره من ( صغار ) طلاّب شيخنا - رحمه الله - في أشياء كثيرة ؛ و لكنّنا نلزمهم - حين نلزمهم - أنّهم خالفوا منهاجه و سبيله و طريقه ؛ و لا نغمز به ؛ زاعمين أنّ ما هم عليه من انحرافٍ فمنه أخذوه ( !!! ) . و اللهُ أعلم . "

- الطعن في الشيخ الفوزان و اللجنة الدائمة :

قال معاذ الشمري في مقاله - أما زلنا محصورين قي قمع التلاعب بالألفاظ ؟!! - : "ألا فخذها نصيحة من أخيك ولا تعجل في ردها : من أوهمك أن الألباني - رحمه الله - موافق لما عليه لجنة الإفتاء في فتاواهم الأخيرة ؛ و لنقل : صالح الفوزان و أبو زيد - أصلحهم ربهم - فهو مخطئٌ أو مميع ؛ ألا فالحذر الحذر !.
فلا ترجع - بعدُ - إلى الجمع بينهم لتظهر بمظهر الموالف للجميع المنتصر للأئمة و كأننا نحن إنما جئنا بما ننسبه للألباني من المريخ !.
فوالله ما تلقينا هذه العقيدة غضّة طريّة إلا من فيه - رحمه الله - و تلاميذه - الحلبي و الهلالي - أصلحهما مولانا - ؛ و الأشرطة و الكتب شاهدة بذلك .
ثم إني قلت لكم - أمس - أننا لا نبدع مخالفنا من اللجنة ؛ بل نعذرهم و ندعوا لهم - و إن كنا - شهد الله - تأذينا من طعونهم ما لا يعلم قدره إلا الله - سبحانه - ؛ فكيف نُرمى بسوء الأدب معهم أو مع غيرهم ؟!.
ذكرتني - يا هذا - بمشايخ الشام لما رددنا عليهم ميوعتهم نبزونا بمثل هذا : من الشدة و التعالم و سوء الأدب - و لا حول ولا قوة إلا بالله - .
و أنى لك أن الطعن في الكتاب - موضع البحث - ليس طعنا في المقرظين الذين تحملوا عبء القول بما فيه و نصروا الحق الذي دعا إليه ؟!!.
قل لي - بربك - هل تقول مثل هذا في غير هذا ؟!
صدقني - يا أخي - أنك لم تقل هذا عن قناعة تباهل مخالفك عليها ؛ إنما أردت أن تقنع نفسك و قراءك أنك مع الجميع المختلفين !!! فإنا لله و إنا إليه راجعون ! .
و أخيرا ؛ فإن نَفَسي في هذه المسألة طويلٌ معكم - إن شاء الله - ؛ فقريبا أنقل لك كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - الذي ننتصر له ، و من ثم - إذا لم يحذفوا كلام شيخ الإسلام - رحمه الله الذي تخالفه اللجنة الدائمة - أبيّن بعض المآخذ على كلام الفوزان - هداه الله - الذي نقلته عنه أنت ، و أما الوقوف مع بعض ما وقفت عليه من أوهامه في المسألة فمن بعد - أن شاء الله - . فاصبر لذلك ولا - بالله عليك - لا تتعصب لأحد ليس بمعصوم حتى تلحد الثرى .
و أريد للجميع أن يعلم أنه لا حصانة لأحد - دون الإجماع - ؛ و لو كانوا لجانا أو هيئات أو غير ذلك ؛ فإن الحق أحق بالاتباع ؛ و لقد سمعت الشيخ فالحا الحربي - وفقه الله إلى كل خير و سداد - في منزله هذا العام يقول : اللجنة الدائمة لم تنزل من السماء ، و لا معهم وحي يعصمهم ؛ إذ من أصول منهجنا الأثري : أن كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم - عليه وعلى آله الصلاة والسلام - ."

- الطعن في الشيخ الراجحي :

سئل علي رضا : (ياشيخ علي عندنا شاب نعتقد انه سلفي يقول : ((أما مسألة أنني قلت أن الشيخ الألباني مرجئ فهذه المسألة أنا أقولها الآن وأقولها غدا أقولها بعد غد أنا قلت مادام أن الشيخ عبد العزيز الراجحي قال هذه الكلمة المشهورة"1" قلت إذا كان الإرجاء ثمتله كلمة الأعمال شرط في كمال الإيمان فمعنى هذا أن الشيخ الألباني وقع في الإرجاء نبي أو ما نبيش"2" ليش لأن الشيخ الألباني قال هذه الكلمة رحمه الله يقول هذه الكلمة إكان هذه الكلمة ثمتل الإرجاء شئنا أم أبينا فإن الشيخ الألباني وقع في الإرجاء لأن الشيخ قال الكلمة هذه )) هذا نص كلامه ياشيخ وهو مفرغ من شريط قاله فيه علما ان المفرغ لهذا الشريط هو بنفسه وينشره بين الناس فما قولكم فيه وما قولكم في هذا الكلام وهذه الفرية المنسوبة للشيخ الراجحي قطعا للخلاف الواق بين الشباب وسدا للفتنة وما هي نصيحتكم تجاه هذا الرجل شيخنا
-----------------------
1- يقول الشيخ الراجحي ( من يقول أن الأعمال شرط كمال فقد وقع في إرجاء الفقهاء ) هذا الكلام ينقله االأخ وماسمعناه من الشيخ أبدا فهو من منقول الأخ هداه الله .
2- كلمة عامية ليبية ومعنا بالعربية الفصحة نريد أو لا نريد)

فأجاب علي رضا : "هذا الكلام لو صح - يقيناً - عن الشيخ الراجحي ؛ فإنه لا يؤثر في الشيخ الإمام الألباني لا من قريب ولا من بعيد ! وإنما يؤثر في قائله !" إلى أن قال : "ولا يهولن علينا أحد بمخالفة اللجنة أو فلان وفلان ؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال " .

و قال أسامة عطايا في أحد ردوده على كتاب " رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة " الذي قرظه المشايخ الفوزان و الراجحي و غيرهما : ( ولقد اطلعت على كتاب الدوسري المذكور وعلى تقريظات المشايخ المذكورين فرأيت العجب العجاب .
أما تقريظ الشيخ الفوزان فهو أحسنها وهو اللائق بمنزلته ودرجته من العلم والمعرفة وإن كان أخطأ في تقريظه لهذا الكتاب لما اشتمل عليه الكتاب المذكور من الكذب والتزوير والتلبيس والتمويه .
وأما تقريظ الراجحي فهو سيء وجاء فيه بطامة لم يسبق إليها فيما أعلم .
قال الشيخ الراجحي أصلحه الله عن الشيخ علي الحلبي : [ وفي نقله لكلام أهل العلم نقلاً مبتوراً ، ليستدل به على ما ذهب إليه من أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب ، والكفر لا يكون إلا بالاعتقاد والتكذيب والاستحلال].
فزَعْمُ الراجحي أن الشيخ علي الحلبي يذهب إلى أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب زعمٌ باطل لم أر من سبقه إليه .
فيجب على الراجحي أن يتوب وأن يترك التجني على المسلمين ولو كانوا على خطأ .
وفي تقريظ الراجحي غير ذلك من الأخطاء سأبينها –إن شاء الله- في ردي الموسع على كتاب الدوسري هذا .
وأما تقريظ الشيخ الحميد ففيه تجنٍ واضح على الشيخ علي الحلبي سيأت بيانه في محله إن شاء الله .
وأما كتاب الدوسري المذكور ففيه طوام وأوابد تنم عن جهل فاضح ، وعن تحزب مقيت ، وظلم واضح من هذا الدوسري للشيخ علي الحلبي .
وسأذكر نماذج من ذلك ليكون طالب العلم المنصف العادل على بينة من الأمر :
1/ قال الدوسري المذكور (ص/20-21) : [ منارات قبل البدء.
ثم ذكر عشرة أمور منها :
6- أنه – يعني الشيخ الحلبي- يرى نفسه من الأوصياء على السلفية ومنهجها ، وكل من لم يوافقه فهو خلفي لا سلفي ، وكأن منهج السلف حكر على فئة معينة ، أو محصور في مكان معين. ].
يقول أبو عمر العتيبي: هذا كلام الدوسري بحروفه .
ووالله الذي لا إله إلا هو إنه كاذب أفاك مفتر لم يدلل على قوله بدليل واحد بل رمى هذه الفرية ولم يأت بما يبرهن على صحتها .
ومما بين كذب هذا الدوسري أن علي الحلبي يقول بأن ترك عمل الجوارح كله تهاوناً وكسلاً لا يكفر صاحبه كما هو قول بعض أهل السنة .
والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ ربيع المدخلي والشيخ صالح السحيمي والشيخ عبيد الجابري وغيرهم كثير يكفرون تارك الصلاة وهي من عمل الجوارح كما هو قول جمهور السلف
ولم نسمع من الشيخ علي الحلبي تبديعاً ولا طعناً فيمن ذكرته لا تصريحاً ولا تلميحاً .
والأمثلة كثيرة جداً والتي تبين بجلاء مدى تجني وافتراء هذا الدوسري .
2/ قال الدوسري المذكور (ص/26) : [ وقول القلب الذي هو التصديق يقابله الجحود والتكذيب والإنكار والاستحلال.
وعمل القلب الذي هو طاعته وانقياده يقابله ترك الالتزام والتولي عن الطاعة].
يقول أبو عمر العتيبي : وهذا الكلام من السقوط ومخالفة قول أهل السنة بمكان وعليه عدة مآخذ منها:
أنه جعل مقابل عمل القلب ترك الالتزام والتولي عن الطاعة فقط وهذا باطل مخالف لما عليه السلف وهذه موافقة من الدوسري للمرجئة في مقالتهم !!
فبناءاً على قول هذا الدوسري يكون السجود للصنم ليس كفراً أكبر !!
وذلك لأنه حصر الكفر العملي الظاهر بترك الالتزام والتولي عن الطاعة فقط .
وهو لا يجعل السجود للصنم من التكذيب والجحود والإنكار والاستحلال .
والسجود للصنم خارج عن باب الالتزام والتولي عن الطاعة.
فانظروا ماذا يفعل الجهل بأصحابه!!
والصواب أن يقول السلفي السني: وعمل القلب يقابله الكفر العملي كالسجود للصنم وإهانة المصحف والاستهزاء بالشرع وقتل النبي ونحو ذلك من المكفرات العملية .
فإن تحذلق متحذلق وقال: إن السجود للصنم يدخل في ترك الالتزام والتولي عن الطاعة .
فالجواب: أن هذا غير صحيح فمصطلح الالتزام والطاعة له معنى معروف عند أهل العلم كما سيأتي بيانه –إن شاء الله- .
فقد يكون الشخص ملتزماً مطيعاً يصلي الخمس ويصوم الشهر ثم يسجد للصنم لأجل الدنيا فهذا كافر ظاهراً وباطناً بإجماع السلف بخلاف ما يوهمه كلام هذا الدوسري الذي وافق المرجئة في هذا القول .
3/ قال الدوسري المذكور (ص/27) : [ فأهل السنة مجمعون على أن الإيمان ينتفي بترك الالتزام والتولي عن الطاعة ولو لم يكن هناك جحود أو تكذيب .
أما المرجئة فإنهم يخالفون في ذلك ويرون أن الإيمان لا ينتفي إلا بانتفاء التصديق (أي بالجحود والتكذيب) .].
يقول أبو عمر العتيبي : وعلى قول هذا الدوسري مآخذ أذكر منها واحداً :
حصر هذا المتعالم الدوسري انتفاء الإيمان عند المرجئة بانتفاء التصديق فقط .
وهذا كذب على المرجئة وهو مما يبين ضحالة علم هذا الدوسري وجهله بأقوال الفرق البدعية !!
فالمرجئة أصناف وأنواع فالجهمية والصالحي ومن وافقه في مسمى الإيمان هم الذين يحصرون الكفر بالجحود والتكذيب على تفصيل عند بعضهم .
ومرجئة الفقهاء لا يحصرون الكفر بالتكذيب والجحود بل يرون الكفر يكون باللسان أيضاً .
وكذلك يرى مرجئة الفقاء أن الكفر يكون بالعمل المنتضمن ذهاب عمل القلب وليس التصديق فقط .
وسيأتي مزيد بيان لهذا الأمر في الرد الموسع إن شاء الله .
هذه نماذج من تخبطات هذا الدوسري وتخليطاته أضعها بين يدي طالب العلم المتجرد للحق .
أما من أعماه التعصب والهوى فهذا لا حيلة فيه فنسأل الله أن يهديه أو يريح المسلمين منه .
وفي ردي الموسع تفصيل لما في الكتاب من تجن على أهل السنة وافتراء عليهم وتوضيح للحق في هذه المسائل مع بيان بعض أخطاء الشيخ علي الحلبي إن شاء الله تعالى .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .)
و قال تحت نفس الموضوع في المشاركة 11: (والأولى بك وبغيرك أن تناصحوا الشيخ الراجحي وتبينوا له بطلان ما قاله ونسبه للشيخ الحلبي . )
وقال في المشاركة 23 : (وليتك نصحت الشيخ عبد العزيز الراجحي بالأدب مع غيره وتحري الحق بدل رمي الكلام على عواهنه .)
و قال في المشاركة 25 :(فهلا نصحت الشيخ عبد العزيز الراجحي والدوسري بالأدب مع الشيخ علي الحلبي قبل أن تنصح أبا عمر العتيبي .)

و هذا غيض من فيض و إلا ففي الجعبة المزيد ، سيما قول الشيخ ربيع : إن ابن باز طعن في السلفية طعنات خبيثة ، و طعونهم في الغديان و اللحيدان و غيرهم من كبار أهل العلم .

كل هذه الطعون يريدون منها إسقاط هيبة و مكانة العلماء في نفوس الشباب ،حتى إذا تم لهم ذلك نصبوا أنفسهم مراجع للشباب لا يُصدر إلا عن آرائهم ،و لا يتحرك أحد إلا بأوامرهم ألا خابوا و خسروا .
و من أولئك المراجع على سبيل المثال : معاذ الشمري و أسامة عطايا و أحمد بازمول و أحمد الزهراني و خالد بن عبد الرحمن و محمد بن هادي و محمد الهاجري و جمال الحارثي و محمد رسلان و هلم جرا .


الطور الثاني : عدهم العمل شرط كمال في الإيمان

قال (الناصح الصادق) في شبكة سحاب : " فانظر إلى قول أحمد هذا الذي فيه إحدى الروايتين عنه أن الإسلام قول بلا عمل ونفي اشتراط العمل فيه ونفي شرطية الصلاة فيه. وتضمنه أن العمل شرط في الإيمان لا ركن فيه أو جزء منه."
و قال معاذ الشمري في تائيته : (
و كذاك أعمال الجوارح إنها ** مع واجبات فعل مندوبات
هي في الكمال شروط إلزام غدت ** و الشرط في قولي سليل لغات
)
قال فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله: "و المرجئة أربع طوائف :
الطائفة الأولى : غلاة المرجئة ، و هم هؤلاء الجهمية الذين يقولون الإيمان مجرد المعرفة .
الطائفة الثانية : الأشاعرة و هم الذين يقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب فقط و لو لم ينطق بلسانه لا مجرد المعرفة .
الطائفة الثالة : الكرَّامية الذين يقولون : إن الإيمان هو النطق باللسان و لو لم يعتقد بقلبه .
الطائفة الرابعة : مرجئة الفقهاء الذين يقولون : إن الإيمان قول باللسان و اعتقاد بالقلب و لا تدخل الأعمال في حقيقة الإيمان .
و هناك فرقة خامسة ظهرت الآن و هم الذين يقولون : إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب أو الكمال المستحب ."اهـ [التعليق المختصر على القصيدة النونية لابن القيم -رحمه الله- صفحة 647 و 648 من المجلد الثاني]
وقال: "السائل : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله ، هل جميع الأعمال تدخل في مسمى الإيمان ؟ وما الرأي في من يقول : إن العمل شرط لكمال الإيمان؟
الشيخ : هذا قول المرجئة ، هذا من أقوال المرجئة ، الأعمال من حقيقة الإيمان وليست شرطاً فقط ، بل هي من حقيقة الإيمان ، فالأعمال إيمان ، الأعمال سمّاها الله إيماناً ، نعم."اهـ [الدرس الأول من شرح كتاب :"تجريد التوحيد المفيد للمقريزي" بتاريخ : 30-3-1431هـ ، وانظر قسم الفتاوى الصوتية بموقع نقض الإرجاء].
و سئل :" أثابكم الله هذا سائل يقول ما حكم الشخص الذي يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان ؟ هل يوصف بأنه من المرجئة ؟
الشيخ : نعم هذا هو الإرجاء ، الذي يقول أن الأعمال ليست من الإيمان و إنما هي شرط ، شرط كمال هذا غلط ، الأعمال أساس في الإيمان ، أساس في الإيمان ، لا إيمان بدون عمل ، كما أنه لا عمل بدون إيمان ، فليست مجرد شرط ، يقول شرط كمال بعد ماهو شرط وجوب ؟!!! لا هذا غلط ، هذا غلط كبير ."اهـ [الدرس الثاني من كتاب الإيمان دورة الملك سعود الثالثة عشر لعام 1430 هـ المقامة بجدة] .

و سئل الشيخ العلامة الغديان رحمه الله : " يا شيخ هناك مقال أريد منك التعليق عليه هل هو صحيح أم خطأ . المقال في الإنترنت يقول صاحب هذا المقال :كثير من العلماء يقول الإيمان أصل والعمل كمال ( العمل فرع ) ؟ .
الشيخ : هذا ليس بصحيح .
السائل : هل هو من عقيدة أهل السنّة والجماعة ؟ .
الشيخ : لا , هذا من عقيدة المرجئة ." ( مكالمة بتاريخ شعبان/1426 هجرية الموافق 27/09/05م )

و سئل أيضا : " يا شيخ الذي يقول أن الأعمال في الإيمان شرط كمال هل هذا قول أهل السنّة؟
الشيخ : لا ، لا هو شرط صحّة .
السائل : شرط صحة في الإيمان ؟! .
الشيخ : نعم .
الشيخ : أجل الآن لو أن الناس مثلا تركوا جميع الأوامر وفعلوا جميع النواهي يكونوا إيمانهم صحيح ؟! يعني لا يصلون ولا يصومون ولا يعتمرون ولا يحجون ولا يزكون ويتعاملون بالربا والزنا والسرقة وكل شيء يصيرون مؤمنين؟! .. هذا قصدهم الذين يقولون أنه شرط كمال ! .
السائل : هل هذا قول المرجئة ؟ .
الشيخ : نعم هذا قول المرجئة ." ( مكالمة بتاريخ الأربعاء الموافق 8/5/1426هــ ))


الطور الثالث: محاربة مصطلح جنس العمل .

قال ربيع المدخلي : (كان ينبغي أن تنصحهم بعدم الخوض في جنس العمل؛ لأنه أمر لم يخض فيه السلف فيما أعلم ) فرد عليه السحيمي و الجابري و الصاعدي بقولهم :
" نقول:
1) قد تكلم العلماء من السلف في هذه المسألة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله، والشيخ صالح الفوزان حفظه الله وغيرهم. وكلامهم واضح في هذه المسألة.
2) قلتم: ((فيما أعلم)) وهذا جيد إذ لم تجزموا بالنفي، لكن كان ينبغي التريث في المسألة، وعدم التشنيع على أخيكم بذلك حتى يظهر لكم مخالفة قوله لما قرره العلماء.
3) قول الشيخ فالح في جوابه: ((لا شك أنه قد وافق المرجئة، لكن ينبغي النظر على حقيقته وإلى ما يعتقده ويعمله...)).
الشيخ قد احتاط للمسئول عنه حيث لم يحكم على عينه بالإرجاء، أما موافقته للمرجئة في هذا القول من حيث العموم فهو الذي يظهر لنا وذلك؛ لأن الإيمان عند أهل السنة قول وعمل واعتقاد، لا بد من ثلاثة الأمور. ومن لم يكفر تارك جنس العمل لم يكن العمل عنده من حقيقة الإيمان، وهذا وجه موافقته للمرجئة؛ إذ لو كان العمل عنده من الإيمان لكفره. )

سئل سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله :"
هذا السائل يقول : يقال في بعض المجالس بين طلبة العلم أن جنس العمل لا وجود له في القرآن و لا في السنة و لا أدخله السلف في الإيمان و أن جنس العمل بدعة و لا و هكذا هل هذا كلام صحيح ؟
فأجاب فضيلته : هذه أقوال ضالة خاطئة ، تخالف صريح القرآن و السنة ، ما ذكر الله الإيمان إلا هو مقرون بالعمل ، [ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] [ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ] ، إن الذين آمنوا و إلى آخره ، فكل إيمان ذكر مقرونا بالعمل [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا ] نعم "

سئل فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله : " يا شيخ ما حكم من يقول أن جنس العمل لا وجود له في القرآن و لا في السنة و لا أدخله السلف في الإيمان إنما جنس العمل بدعة ....؟
الشيخ: اسمع اسمع، هذا كلام فاسد، أليس في الحديث الصحيح الإيمان بضع و سبعون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله، هذا كلام فاسد.
السائل : بارك الله فيك، ليس من أقوال أهل السنة يعني ؟
فأجاب الشيخ: لا ليس من أقوال أهل السنة.
السائل : بارك الله فيك يا شيخ جزاك الله خيرا ."

و سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله - : أحسن الله إليكم ، سائل يسأل : هل تارك جنس العمل يعتبر مسلمًا ؟ وهل لفظة "جنس العمل" تعتبر لفظةً محدثة ؟
الجواب : لأ ليست مُحدَثَة ، يعني تارك جنس العمل مقصود السائل أنّ الشخص إذا قال : "لا إله إلا الله" ولم يعمل هل يكون مؤمن ؟ لم يعمل ، لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا حتى .. ، بس يقول : "لا إله إلا الله" هل هذا مسلم ؟ أو لا بد من أن يعمل ؟ الجواب : لا بد من العمل ، .. أو شخص ادعى أنه مؤمن يقول : أنا مصدق بقلبي مؤمن بقلبي ، لكن ما عندو عمل ؛ لا يصلي ولا يصوم هل هذا يكفي هل هو مؤمن ؟ الجواب : أنه لا بد من العمل الذي يتحقق به الإيمان ، فإذا كنت مؤمن مصدق بقلبك لا بد من عمل يتحقق به ، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون ؛ إبليس مصدق وفرعون مصدق لكن ما عندو عمل يتحقق به ، كما أن العمل ؛ الإنسان يللي يعمل ويصلي ويصوم لا بد له من تصديق في الباطن يصححه ، وإلا صار كإسلام المنافقين ، المنافقون يصلون ويصومون ويحجون مع النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ما عندهم إيمان يصحح هذا العمل ، فالعمل والتصديق الذي في القلب متلازمان ، فالمصدق بقلبه لا بد له من عمل يتحقق به وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون ، والذي يعمل يصلي ويصوم لا بد له من تصديق يصححه وإلا صار كإسلام المنافقين ، واضح هذا ؟ فتبين بهذا أنه لا بد من أمرين : عمل وتصديق ؛ عمل يتحقق به التصديق ، وتصديق يصحح العمل ، واضح هذا ؟ الشخص الذي ما يصلي معناه ما .. ، هو يدعي أنه مصدق بقلبه ، ما تحقق إيمانه ، لا بد من جنس العمل ، نعم .)
و سئل أيضا : " ما ردكم على من يقول : مثل هؤلاء في هذا العصر – أهل جنس العمل – الذين أدخلوه في الإيمان ليهلكوا أهل السنة ويضللوهم نسأل هؤلاء الذين يرجفون على أهل السنة بجنس العمل ونقول لهم من سلفكم في هذا ؟ من سبقكم إلى هذه الفتنة والإرجاف بها ؟ من أدخلها وجعلها ركنًا في تعريف الإيمان ؟ قال شيخنا أحسن الله إليكم – عذرًا شيخنا على هذا الكلام – قال : يا كذابين من سبقكم في هذا التضليل وفي هذه الفتن ؟ فما قولكم يا شيخنا ؟
الشيخ : ما هي الفتن ؟
السائل : إدخال جنس العمل في مسمى الإيمان .
الشيخ : إدخال جنس العمل في الإيمان , هو ما دلت عليه النصوص , فإنه لابد للإيمان من أمرين :
الأمر الأول : تصديق بالقلب , و إقرار بالقلب .
الأمر الثاني : عمل يتحقق بالجوارح .
وكما أن الإيمان الذي في القلب يتحقق بالعمل , وكذلك العمل الذي بالجوارح مصدق ما في القلب , ودلت على ذلك النصوص ، قال تعالى : {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } فلا صدق ولا صلى , (فلا صدق ) ينفي الإيمان الذي في القلب ( ولا صلى) هذا ينفي العمل : {وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} .
وإذا ادعى الإنسان الإيمان في قلبه ولم يتحقق هذا العمل صار كإيمان إبليس وفرعون , إبليس مصدق وفرعون مصدق , لكن ليس هناك عمل يتحقق به هذا التصديق.
وكذلك أيضًا العمل الذي بالجوارح لا بد له من إيمان يصح وإلا صار كإسلام المنافقين الذين يعملون ولكن ليس عندهم إيمان , لابد من الأمرين . النصوص دلت على هذا دلالة واضحة : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } ، والله سبحانه وتعالى كثيرًا ما يقرن الإيمان بالعمل . وفي قوله تعالى : {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى }. فلا صدق ولا صلى ؛ نفي لما في القلب ونفي للعمل ، {وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} دل على أن الإيمان مجموع الأمرين ؛ تصديق بالقلب يتحقق بالعمل ,وعمل بالجوارح يصحح ما في القلب والله أعلم .
السائل : شيخنا أحسن الله إليكم إنكار لفظ جنس العمل؟
الشيخ : هذا هو ، كما سبق ؛ العمل لا بد منه حتى يتحقق الإيمان والتصديق الذي في القلب . معناه صار كإيمان إبليس و فرعون إذا كان ما هناك عمل صار كإيمان إبليس وفرعون , مصدق إبليس وفرعون . ولكن ليس هناك عمل يتحقق به الإيمان" [نقض مقالات إرجائية معاصرة للشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي 28/08/1433]
و سئل الشيخ الغديان رحمه الله : ( يا شيخ هناك شريط يروج عندنا بعنوان ( شرح الإيمان من صحيح البخاري ) لأحد الدكاترة من عندكم بمكة يُدعى ربيع المدخلي يقول فيه : أن جنس العمل كلمة مُحدثة و لا أصل لها في القرآن والسنّة ولا أدخلها السلف في تعريف الإيمان وأحدثها التكفيريون .
الشيخ : هذا مو صحيح .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا مو صحيح ، أقول هذا مو صحيح هذا الكلام .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : هذا مو صحيح لأن هذا مذهب المرجئة .
( مكالمة بتاريخ الثلاثاء 25/ربيع الثاني/1427 هجرية الموافق 23/05/06 م )

الطور الرابع: الطعن في أثر عبد الله بن شقيق الذي ينقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة

أول من طعن في هذا الأثر حسب علمي هو عدنان عبد القادر الذي ردت عليه اللجنة الدائمة و حكمت عليه بالإرجاء ، ثم جاء ربيع المدخلي مقتفيا أثره ، و مخالفا الفحول الذين صححوا الأثر و احتجوا به و دونوه في دواوينهم ، و حتى الشيخ الألباني الذي يتمسح به المرجئة صحح الأثر ، فلم يبق للمرجئة إلا عدنان و من على شاكلته . هذا مع أن الآثار غالبا ما يتساهل في نقلها ؛ الآثار عن التابعين أو الموقوفات على الصحابة لا يتشدد في نقلها كما هو شأن المرفوعات ، خاصة إذا شهد لها القرآن و السنة ، فقد ورد في القرآن ما يدل على كفر تارك الصلاة ، و ورد في السنة ما يدل على كفر تارك الصلاة ، يكفي قوله صلى الله عليه و سلم : " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة و من تركها فقد كفر " و قوله صلى الله عليه و سلم : " بين الرجل و الكفر و الشرك ترك الصلاة " و قد ذكر الإمام الشنقيطي فائدة هامة في أضواء البيان قال : إن عطف الشرك على الكفر دليل قوي على أن المراد الكفر الأكبر .
و سر حرب المرجئة لهذا الأثر و ما في معناه ، الانتصار لمذهبهم في العمل ، فهم يصححون الإيمان بدونه ، و يرونه شرط كمال لا يقدم و لا يؤخر .
و ليُعلم أن الصحابة إذا أجمعوا على شيء فهو حجة لا يجوز مخالفتها ، و ليس من العلم في شيء ضرب هذا الإجماع بخلاف الفقهاء بعدهم .
و لا يكاد ينقضي العجب من هؤلاء المرجئة عندما تخالفهم في مسألة ما و لو يسيرة ، احتجوا عليك بقول فلان و فلان حتى إذا اجتمع لهم قول خمسة نفر أو ستة قالوا هذا إجماع و أنكروا على من يخالفه .
و هذا إجماع الصحابة لا يرفعون به رأسا . فلا حول و لا قوة إلا بالله .

سئل الشيخ عبد الله الجربوع حفظه الله : "شيخنا هذه الأيام أحدهم كتب مقالين في مسألتي " تارك الصلاة " و " تارك العمل الظاهر " و أخذ يحتج بخلاف العلماء خاصة في مسألة تارك الصلاة . فشيخنا ها ثبت الإجماع ، إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر ؟
الشيخ : الخلاف جاء من الفقهاء أما الصحابة فقد نقل عبد الله بن شقيق أنهم كانوا لا يرون شيئا تركه كفر إلا الصلاة ، وذكر ابن حزم اثني عشر نصا على كفر تارك الصلاة و قال لم يجد لها مخالفا . و لا يستطيع أحد أن يجد أحدا خالف في كفر تارك الصلاة في عهد الصحابة . الإجماع منعقد قبل الخلاف ، و لكن هؤلاء يعتمدون كثيرا على الأئمة الأربعة و يقررون العلم ابتداءً منهم . هذه طريقة كثير من الفقهاء ، و لكن الإجماع واقع ." [اتصال بتاريخ 01/12/1433]
و قال محمد بازمول في شرحه لكتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم للشيخ ناصر الألباني ص28 طبعة دار الإمام أحمد :( ثامنا : محل الإرجاء في هذه المسألة هو في قول من قال من الفقهاء : إنه إذا أصر على ترك الصلاة و هو يدعى إليها و يرى بارقة السيف ، حتى يقتل ؛ أنه يُقتل حدا لا كفرا .
أو قال : من امتنع عن فعل الصلاة لا يقتل
أو قال : من أقر بالصلاة و لم يلتزم وجوبها فهو مؤمن
أو قال : من ترك الصلاة كسلا و تهاونا هو مؤمن مستكمل الإيمان
أو قال : من أقر ولم يجحد وجوب الصلاة ، ثم هو تارك لها لم يفعلها بالكلية حتى يموت ، هو مؤمن
هذا هو محل الإرجاء . ) .


الطور الخامس : المجادلة عن عباد القبور و المتلبسين بالشرك الأكبر تحت غطاء العذر بالجهل .

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :" العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار في آذانهم ويسمعونه، إلى متى الجهل؟!!! " [درس الدر النضيد بتاريخ اليوم 11-05-1433هـ]
و قال حفظه الله : "لا تفلسفون علينا، حكمهم واحد، كلهم يسمعون القرآن، كلهم يقرءون بل يحفظون القرآن أكثرهم، بلغتهم الحجة، قامت عليهم الحجة، أتركونا من هذه الفلسفات وهذا الإرجاء الذي انتشر الآن في بعض الشباب والمتعالمين، أتركوا هذا، من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة ((وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ))[الأنعام:19] ، نعم ، إلى يوم القيامة، نعم."
و سئل أيضا : "فضيلة الشيخ وفقكم الله يقول السائل: أُبتلينا في هذا الزمان ببعض طلبة العلم الذين يتحاشون تكفير عباد القبور ويضعون شروطاً وضوابط ، حتى آل الأمر ببعضهم أن تركوا تدريس كتب أئمة الدعوة، ما نصيحتكم لهؤلاء وفقكم الله؟
الشيخ صالح الفوزان: إن كان هؤلاء موجودين في المملكة فيجب الرفع عنهم لولاة الأمور ليبعدوهم عن التدريس، إن كانوا في المملكة، أما إن كانوا خارج المملكة فإنه يٌتخذ معهم الطريقة الممكنة من مناصحتهم ووعظهم وتذكيرهم ودعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى، نعم." [الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد بتاريخ 11 جمادى الثانية 1433 هجري] .

و سئل أيضا : "فضيلة الشيخ وفقكم الله: يقول : الذين يعذرون القبوريين بالجهل بعضهم من أهل التوحيد وبعضهم من طلبة العلم ، هل يكفرون لأنهم.
الشيخ صالح الفوزان: هؤلاء هم الجهال ماهو بعبدة القبور ! الذين يعذرون المشركين عباد القبور هؤلاء هم الجهال، نعم ، لا عذر لهم ، نعم."

و سئل الشيخ صالح العبود حفظه الله : "شيخنا ابتلينا في هذا العصر و في هذا الزمان ببدعة منهج الإرجاء، هنالك يا شيخنا لا سيما في منطقة نجد و الحجاز و غيرها من يروج بدعة الإرجاء، يقول أحسن الله إليك أن تارك عمل لجوارج لا يكفر، ويقول أحسن الله إليك لا كفر إلا بالاعتقاد، و يقول أحسن الله إليك أن مسألة عباد غير الله الذين يقعون في الشرك الأكبر يقال إنهم يسمون موحدين، و يقول نرى أن العذر بالجهل مانع كالإكراه و لا يوصف بالشرك بعينه، فما هو توجيهكم للشباب و تحذيركم من مذهب الإرجاء؟ و جزاكم الله جنات عدن.
الشيخ صالح العبود : نسأل الله العفو و العافية، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، يعني من يزعم مثل هذه المذاهب التي ذكرت لا شك أنه جاهل، جاهل لا يعذر بجهله، جاهل لا يعذر بجهله، و مذهب الإرجاء له تاريخ قديم، فهؤلاء هم مرجئة محضة، و لا أدري هل مثل هؤلاء يُقبلون أو يُقبل قولهم في أنهم مسلمون، نسأل الله السلامة، حتى أن من يزعم أن من سجد للصنم فهو مؤمن حتى يسأل عن اعتقاده هذا ضال في عقيدته و ضال في قوله، نسأل الله العفو و العافية و السلامة والمغفرة، و قد تقدمت الإجابات عن مجمل ما ذكرتم في السؤال الأخير، و نسأل الله سبحانه و تعالى العفو و العافية و التوفيق و الهداية، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين." [لقاء مع الشيخ صالح بن عبد الله العبود حفظه الله رئيس الجامعة الإسلامية سابقاً الخميس 11-11-1433هـ] .
سئل الشيخ عبد الله الجربوع : " شيخنا نرجو من فضيلتكم توضيح علاقة عذر عباد القبور بالجهل و زعم أنهم مسلمين بعقيدة الإرجاء .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد ؛ فإن الإرجاء له معنيان معروفان عند أهل العلم .
الأول : إخراج العمل من حقيقة الإيمان ، و رتبوا على ذلك أنه لا يضر ترك العمل بالكلية ، و يبقى مسلما ، عنده أصل الإسلام . ثم جاءت المرجئة الذين نصروا قول الجهم بن صفوان ، و هم مرجئة الأشاعرة - بعض غلاتهم - ، فقالوا أن ما يُعرف بنواقض الإسلام ، و منها عبادة الأصنام و الشرك و غيره ، قالوا : هذه لا تنقض الإسلام ، لا تنقض أصل الإيمان ، لأنها غير داخلة في حقيقته ، هذا ما رتبوه عليه ، بأن الشرك ونواقض الإسلام لا تبطل أصل الإسلام . و قال شيخ الإسلام أنه عندما ذُكرت لهم النصوص القاطعة و الإجماع على أن الشرك مخرج من الإسلام ، قالوا : نقول بأن هذه الأعمال دليل على انتفاء العلم من قلبه ، و أننا نقول أن من وقع فيها كافر ، في أحكام الدنيا ، لكنه لم يكفر بها . إنما دلت هذه الأعمال على أنه ليس عنده العلم و المعرفة بالله . إذن هم يثبتون أنه كافر بهذه الأعمال التي هي نواقض الإسلام كالشرك بالله عز وجل . إذن ؛ هذا المعنى الأول و هو : إخراج العمل من حقيقة الإيمان . و رتبوا عليه أن من وقع في نواقض الإسلام كالشرك بالله ، أنه لا يكفر بها ، و لكنهم قالوا : أننا نحكم بكفره بدلالة النص على أن من وقع فيها يكون ليس عنده شيء من المعرفة التي هي أصل الإيمان .
و المعنى الآخر : الإرجاء بمعنى إعطاء الرجاء ، و كان المرجئة الأولون زعموا أن من ترك العمل بالكلية ، و أن من وقع في المعاصي أنه مسلم لا ينتقض أصل إسلامه و إيمانه ، و يُرجى له الجنة .
هذا بالنسبة للمرجئة المتقدمين ، أما هؤلاء المتأخرون فإنهم أدخلوا هذا المذهب و زادوا عليه أصولا قبيحة أشنع مما قاله الأولون . المرجئة المعاصرون الذين يتكلمون في العذر بالجهل و يزعمون أن معنى العذر بالجهل عدم تكفير عباد القبور و عباد الأصنام و الواقع في نواقض الإسلام ، هؤلاء زادوا على الأولين ؛ من جهة أنهم يقولون أن من وقع في الشرك و تلبس بعبادة الطاغوت أنه لا يكون كافرا ، و لا يخرج من الإسلام ، و احتجوا لذلك بأنه جاهل لم يعرف و لم يعاند . و رتبوا عليه الحكم بإسلام من عبد الطاغوت و المشركين و جميع الواقعين في نواقض الإسلام . و خالفوا المرجئة المتقدمين بحيث أن أولئك يحكمون بكفره بدلالة النص على أنه يكفر بذلك ، لا لأن العمل مكفر بحد ذاته . أما هؤلاء فقالوا لا نحكم بكفره في أحكام الدنيا ، بل نحكم بإسلامه . هؤلاء زادوا على الجهم بن صفوان و من قال بقوله ؛ بأنهم زعموا أنه يكون مسلما . و لا شك أن أولئك الأولين مع شناعة ما قالوا و تشنيع السلف عليهم و علماء الأمة لا شك أنهم أكثر ورعا من هؤلاء ، إذ أنهم قد نظروا إلى النصوص و وجدوا أنها قاطعة في كفر المشرك و حبوط عمله ، فتهيبوا أن يصادموها صراحة ، فقالوا : نقول بكفره . أما هؤلاء لقلة علمهم و جسارتهم و قلة ورعهم فإنهم يقولون أن عابد الطاغوت و عابد غير الله عز و جل المشرك لا نقول بكفره . فهم جاؤوا بمذهب في الإرجاء أشنع و أخبث من قول الجهم بن صفوان و من نصره من المتكلمين .
و الأمر الثاني : أن المرجئة المتقدمين ، قالوا : أن من ترك العمل بالكلية يُرجى له أن يكون مسلما ، و ذكر الأئمة كالإمام إسحاق أن هذا هو قول غلاة المرجئة ، و هم المرجئة الذين لا شك فيهم . هؤلاء زادوا على ذلك أمرا خبيثا ، و قولا شنيعا و هو أن تارك التوحيد يكون مسلما ، يعني : أولئك شنَّع عليهم السلف لأنهم قالوا : تارك العمل يكون مسلما . فما بالك بهؤلاء الذين يقولون : أن تارك التوحيد يكون مسلما ، و عابد الطاغوت يكون مسلما ، و رتبوا على ذلك أنْ جعلوا له الرجاء بأن يكون من أهل الجنة . و أن هذا الذي يعبد غير الله و يستغيث به و يدعوه و يرجوه و يعتقد فيه النفع و الضر ، هذا المشرك عندهم أنه يُرجى له أن يكون من أهل الجنة . فجاؤا بأقوال في الإرجاء أبعد بكثير و أخبث من أقوال المرجئة المتقدمين من هاتين الجهتين . و الله أعلم ."

منقول

عامي
12-28-2012, 08:25 AM
جزاك الله خيرا الناقل و الكاتب و في الحقيقة أن المقال جميل و يستحق التثبيت في شبكتنا لأنه أصاب المدخلي و أصحابه في الصميم حتى وصل بهم الحد إلى كتابة مقال بعنوان ( أطوار الحدادية ) لأحمد الزهراني وهو مثبت في شبكتهم .

ابن سعد العامري
01-20-2013, 05:43 PM
نقل هذا المتهالك المتهوّك معاذ الشمّري ؛عن الشيخ فالح في اللجنة الدائمة لا يوثق به؛قال الشمّري المذكور((و أريد للجميع أن يعلم أنه لا حصانة لأحد - دون الإجماع - ؛ و لو كانوا لجانا أو هيئات أو غير ذلك ؛ فإن الحق أحق بالاتباع ؛ و لقد سمعت الشيخ فالحا الحربي - وفقه الله إلى كل خير و سداد - في منزله هذا العام يقول : اللجنة الدائمة لم تنزل من السماء ، و لا معهم وحي يعصمهم ؛ إذ من أصول منهجنا الأثري : أن كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم - عليه وعلى آله الصلاة والسلام - ." اهـ وإن صحت فإنها من الحقّ الذي يريد بها هذا الشمريّ باطلاً؛واصطياداًفي الماء العكر، وأخيراً فإنّ الشيخ فالحاًـ حفظه الله ـ معروف عنه ذبّه عن اللجنة الدائمة ودفاعه عنها وإحالته عليها؛وهذا مشهور عنه لا ينكره إلاّجحود مبطل.

12d8c7a34f47c2e9d3==