المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفكار وتلبيسات الحركيون /للعلامة الشيخ المجاهد محمد الجامي رحمه الله


كيف حالك ؟

البلوشي
12-07-2012, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


انظروا الآن الذي يقرأ في تفسير سورة الإخلاص في الظلال وفي سورة الحديد ولم يطلع على كتب ابن عربي يندهش من أين جاء بهذا الأسلوب؟؟!! سيد قطب متأثر بكتب ابن عربي ولَخص كلامه بأسلوبه الشيق إلى تفسيره لا بأسلوب ابن عربي فزركشه زركشة حتى ينطليَ على الطلاب؛ ولكن مَنْ له إطلاع على كتب ابن عربي يعرف أن الرجل تتلمذ على كتب ابن عربي ولذلك أحيانا يُسَمِّي الصوفية، فالصوفية التي يعنيها سيد قطب هي صوفية ابن عربي أي سلطان الصوفية وسلطان العارفين وخاتمة الأولية ليس بعده ولي، وابن عربي الطائي الذي قال فيه شيخ الإسلام - مِنْ أعرف الناس بالفرق والنحل- قال فيه :" إنه أتى بكفر لم يأت به كفار قريش"، وهل كفار قريش قالوا يوما ما:

وما الكلب والخنزير إلا إلا إلهنا ‍


وما الله إلا راهب في كنيسة




هذا قاله ابن عربي ولم يقله أبو جهل، لو سالت أبا جهل مَن خلق السماوات والأرض؟ ليقول:الله، فأبو جهل يؤمن بربوبية الله وأنه خالق السماوات والأرض ومدبر الأمور، ولا يدعي أبو جهل بأن الله اتحد معه وأنه هو واللهُ شيء واحد كما ادعى ابن عربي، فهذا المعنى نقله سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص وفي تفسير سورة(..) اطلع وبعد أن تطلع راجعني إذا ما قدرتَ تَفْهم- الصِّغار سوف لا يفهمون- راجعني إن فهمته.

أسلوب خطير، وليس من النصيحة في شيء توزيع هذا الكتاب على صغار طلبة العلم مع ما فيه من هذه الطامة والبلاء؛ ولكن كبار طلبة العلم ينبغي وربما يجب أن يطلعوا على هذه الكتب من باب استبانة سبيل المجرمين بجوار استبانة سبيل المؤمنين، فلابد للداعية أن يكون مستبينا بسبيل المؤمنين وبسبيل المجرمين على حد سواء يقول العلامة ابن القيم:"بهذا امتاز الصحابة، الصحابة عرفوا سبيل المجرمين وعاشوا في سبيل المجرمين إلى أن أنقذهم الله بمحمد عليه الصلاة والسلام، ثم عرفوا سبيل المؤمنين وأحبوا سبيل المؤمنين وكرهوا سبيل المجرمين قارنوا بينهما" لكن الذي لا يستبين السيلين معاً (يتحطم أو كلمة نحوها)، هذا هو السر.

في فتوى بعض الناس في جواز الحياة البرلمانية اليوم لأن كثيرا من أهل العلم من الطيبين لا يدرون ما الذي يجري في البرلمان وفي مجلس الشعب من السخرية في كتاب الله والكفر بكتاب الله والتشريع بتشريع جديد حيث يعرض العضو مشروعا جديدا:"نريد مشروع خيري جديد لأننا بحاجة إلى اقتصاد ليس لدينا بترول إذن ينبغي إنشاء حوانيت للخمور من باب الاقتصاد وما الخمور إلا من عنبنا وزبيبنا وذرانا و(..) جاهز" فيعرض على المجلس ليُصَوَّتَ عليه فإذا صَوَّتَ جمهورُ الحاضرين - ولهم صوتا رئيسا- صارت شرعا جديدا فيجوز، هذا مثال من أمثلة ما يجري في البرلمان وهذا مثال واحد وهكذا كل عضو لأن كل عضو يمثل منطقة أو يمثل مدينة فهو يمثل جهة وأهل الجهة يطلبون منه أن يقدم في البرلمان وفي مجلس الشعب مشروعا نافعا لهم لا بأس وليس بلازم النظر هل هذا المشروع موافق للشرع أو مخالف طالما فيه مصلحة.

قد يقال:"طائراتنا تجوب الدنيا كلها يركبها المسلم وغير المسلم فإذن ينبغي تقديم مشروع جواز تقديم الخمور في الطائرات وإن كانت طائرتنا عربية إسلامية؛ لكن تروح أوروبا تروح هناك يركبها المسلم وغير المسلم" فيدرس المجلس، تُرَى هناك فِي رشوة في التصويت – ما تعرف- فَرُبَّما الرئيس يُؤتى له من طريق أخرى حتى يوافق، وأعضاء الجمهور يوافقوا فإذا وافق الجمهور والرئيس معهم يجوز تقديم الخمور في طائراتنا لأنها يركبها المسلم وغير المسلم وفي مصلحة وهنا (تثبت) الشبهة الشعبية العالمية فهذا العبث والذي يجري في مجلس الشعب هناك.

ولو اسْتـُفْتِيَ أحد علمائنا الطيبين لا يعرفون من هذا الشر يأتي المستفتي فيقول: "يا فضيلة الشيخ فلان دخول البرلمان فيه مصلحة العضو يخدم.. يفعل.. يفعل... يفعل...." غيزين للشيخ هذا المجلس الذي يسخر فيه بكتاب الله ويستهزئ، فيقول الشيخ:"والله إذا كان فيه مصلحة يجوز" ثم يطير فرحا الشيخ فلان أفتى لنا جواز الدخول في مجلس الشعب...ما شاء الله!!! هذه الطريقة التي يخدع بها العلماء.

لذلك أقول ينبغي لطلاب العلم معرفة الخير والشر معا خصوصا في هذا الوقت نحن نعيش في انفتاح عظيم فأراء وأفكار وتلبيسات ويجب على كبار طلبة العلم معرفة سبيل المجرمين كما يعرفون سبيل المؤمنين على حد سواء كما حصل ذلك للصحابة إذا أردت أن تهضم هذا الموضوع لا أحيلك على المطولات اقرأ كتاب الفوائد لابن القيم الفوائد الصغير فترى كيف يحلل هذا الموضوع عند ذكره لأثر عمر "إنما تنقض عرى الإسلام عروة...عروة إذا نشأ في السلام من لم يعرف الجاهلية"، ما اصدق هذا الكلام على شبابنا اليوم!!!

ما ضحك الحركيون على شبابنا ولبسوا عليهم هذا التلبيس وهيجوهم هذا التهييج إلا أن شبابنا طيب يعرف الخير ولا يعرف شيئا من الشر هذا هو السبب فنسأل الله الثبات لشبابنا.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

12d8c7a34f47c2e9d3==