المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير الصحيح في قوله تعالي و ما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء


كيف حالك ؟

ابن سيرين
11-30-2012, 11:54 PM
التفسير الصحيح في قوله تعالي و ما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء

ذهب بعض المفسرين الي ان هذا القول من قول نبي الله يوسف عليه السلام
و هذا قول باطل استند الي قصص واهية مكذوبة*
رد عليه جماعة من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم
و رد عليه الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله في كتابه صد المقال المجحف بنسبة ما لايليق بنبي الله يوسف
ولكن مع الأسف نسمع ممن ينسب نفسه الي العلم و يظهر في الاعلام مثل المغامسي هدانا الله و اياه الي الحق و الصواب ان ينسب مثل هذا القول الباطل الي نبي الله يوسف و هذا قول الزور و البهتان نسال الله العافية

فأذكر هنا قول الإمامين الجليلين و هما شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم رحمهم الله في ابطال هذا القول السخيف الذي لايليق بنبي الله يوسف عليه السلام و هو بريء منه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (15/148- 150): يوسف - عليه الصلاة والسلام - لم يذكر اللَّه - تعالى -عنه في القرآن أنه فعل مع المرأة ما يتوب منه، أو يستغفر منه أصلاً، وقد اتفق الناس على أنه لم تقع منه الفاحشة، ولكن بعض الناس يذكر أنه وقع منه بعض مقدماتها، مثل ما يذكرون أنه حل السراويل وقعد منها مقعد الخاتن ونحو هذا، وما ينقلونه في ذلك ليس هو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا مستند لهم فيه إلا النقل عن بعض أهل الكتاب، وقد عرف كلام اليهود في الأنبياء وغضهم منهم، كما قالوا في سليمان ما قالوا، وفي داود ما قالوا، فلو لم يكن معنا ما يرد نقلهم لم نصدقهم فيما لم نعلم صدقهم فيه، فكيف نصدقهم فيما قد دل القرآن على خلافه، والقرآن قد أخبر عن يوسف من الاستعصام والتقوى والصبر في هذه القضية ما لم يذكر عن أحد نظيره، فلو كان يوسف - عليه السلام - قد أذنب لكان إما مصرًا وإما تائبًا، والإصرار ممتنع، فتعين أن يكون تائبًا، والله لم يذكر عنه توبة في هذا ولا استغفارًا كما ذكر عن غيره من الأنبياء، فدل ذلك على أن ما فعله يوسف كان من الحسنات المبرورة والمساعي المشكورة، كما أخبر اللَّه عنه بقوله - تعالى -: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وإذا كان الأمر في يوسف كذلك: كان ما ذكر من قوله: إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إنما يناسب حال امرأة العزيز، لا يناسب حال يوسف، فإضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فرية على الكتاب والرسول، وفيه تحريف للكلم عن مواضعه، وفيه الاغتياب لنبي كريم، وقول الباطل فيه بلا دليل، ونسبته إلى ما نزهه اللَّه منه، وغير مستبعد أن يكون أصل هذا من اليهود أهل البهت الذين كانوا يرمون موسى بما برأه اللَّه منه، فكيف بغيره من الأنبياء؟ وقد تلقى نقلهم من أحسن به الظن وجعل تفسير القرآن تابعًا لهذا الاعتقاد. اهـ.

قال الإمام ابن القيم في «تفسيره» (ص316): قول اللَّه - تعالى -ذكره: وما أبرئ نفسي [يوسف: 53]، فإن قيل: فكيف قال وقت ظهور براءته: وما أبرئ نفسي؟
قيل: هذا قد قاله جماعة من المفسرين، وخالفهم في ذلك آخرون أجل منهم، وقالوا: إن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف - عليه السلام -انتهي كلامه

فنرجوا الله الهداية الي الحق و الصواب و الثبات علي الايمان الكامل

12d8c7a34f47c2e9d3==