المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توجيه فتوى للشيخ الفوزان في العذر بالجهل يتعلق بها المرجئة


كيف حالك ؟

عامي
11-27-2012, 06:26 PM
توجيه فتوى للشيخ الفوزان في العذر بالجهل يتعلق بها المرجئة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛

يتعلق المرجئة بفتوى للشيخ الفوزان حفظه الله و رعاه يريدون بها إثبات موافقة الشيخ لمذهبهم الباطل الذي لم يقل به إلا المرجئة و نحوهم . و بعض هؤلاء المرجئة استغلها في رمي الشيخ بالاضطراب و التناقض ! و ذلك بعد اطلاعه على فتاويه الأخرى المحكمة التي ينفي فيها الإسلام عمن عبد غير الله و إن كان جاهلا أو متأولا .
و الفتوى بحمد الله صحيحة لا غبار عليها كما سيأتي بيانه ، و لكن الغبار كله على عقول هؤلاء المرجئة الذين يلهثون وراء كل شبهة ليقيموا عليها دينهم و معتقدهم .

نص الفتوى :

سؤال : ما الفرق بين الوصف بالكفر، والحكم على المعين بالكفر والاعتقاد بكفر المعين؟
الجواب : أما الحكم بالكفر على الأعمال كدعاء غير الله، والذبح لغير الله، والاستعانة بغير الله، والاستهزاء بالدين، ومسبة الدين: هذا كفر بالإجماع بلا شك، لكن الشخص الذي يصدر منه هذا الفعل، هذا يتأمل فيه فإن كان جاهلا أو كان متأولا أو مقلدا فيدرأ عنه الكفر حتى يبين له؛ لأنه قد يكون عنده شبهة أو عنده جهل، فلا يتسرع في إطلاق الكفر عليه حتى تقام عليه الحجة، فإذا أقيمت عليه الحجة واستمر على ما هو عليه فإنه يحكم عليه بالكفر، لأنه ليس له عذر .
من شرح رسالة الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك

التعليق :

ليس في الفتوى -كما ترى - ما يخدم المرجئة و بيان ذلك من وجوه :

الأول : لم يصرح الشيخ حفظه الله في هذا الفتوى بأن المعين المتلبس بشيء من هذه الكفريات الظاهرة : ( كدعاء غير الله، والذبح لغير الله، والاستعانة بغير الله ، والاستهزاء بالدين، ومسبة الدين ) أنه يكون مسلما نظرا لجهله أو تأويله أو لشبهة عنده .
و إني لأتحدى جميع المرجئة أن يأتوا بنص واحد لعالم من العلماء من السلف أو الخلف و منهم الشيخ الفوزان يثبت الإسلام لمن تلبس بناقض ظاهر ، سواء كان جاهلا أو عالما .

الثاني : الشيخ حفظه الله صرح في مواضع لا تُحصى بتكفير مرتكب الشرك الأكبر دونما تفريق بين الجاهل و العالم ، بل نص على كفر الجهال منهم .

و هذه بعضها :

أ - السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله- ما حكم من يقول: إن الرجل لو تقصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في الدنيا وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره لكن لا يقطع بكفره في الباطن.
الشيخ: لكن ما لكن ! الذي يسجد للصنم كافر ، ولا علينا من الخرابيط هذه ! الذي يسجد للصنم ، الذي يذبح لغير الله، الذي ينذر لغير الله = مشرك ، نحن نبني على الظاهر، القلوب عند علام الغيوب، لكن نحن نبني على الظاهر فمن فعل الشرك فهو مشرك، ولا نقول إن كان قصده ما أدري وايش هو ! هذه كلها سواليف باطلة، هذا من مذهب المرجئة دب إلينا، الواجب أن نحذر منه، نعم، وإلا ما يبقى هناك نواقض للإسلام، كلها يصير فيها شك ، كلها تميع ولا يصير لها قيمة بالطريقة هذه، نعم.

ب - السائل : أثابكم الله ، ما قولكم في من يقول: لا نكفر المعين إلا إذا استوفت الشروط وانتفت الموانع؟
الشيخ: من الذي يقول هذا؟! من صدر منه الكفر قولاً أو فعلاً أو اعتقاداً أو شكاً فإنه يحكم بكفره، أما ما في قلبه هذا لا يعلمه إلا الله ، نحن ما وكلنا بالقلوب، نحن موكلون بالظاهر، فمن أظهر الكفر حكمنا عليه بالكفر وعاملناه معاملة الكافر، وأما ما في قلبه فهذا إلى الله سبحانه، الله لم يكل إلينا أمور القلوب، نعم.[شرح نواقض الإسلام]

ج - الدرس الثالث من دروس التفسير في الحرم-1432- للشيخ العلامة صالح الفوزان :-
س : يقول سماحة الشيخ سمعنا أنكم تراجعتم عن تكفير من وقع في الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأموات , واشترطتم إقامة الحجة بالعذر بالجهل؟ فهل هذا صحيح؟
أجاب نور الله صدره بالحق :- هذا كلام باطل , هذا كذب عليَّ ولم أتراجع إن شاء الله عن تكفير المشرك ، تكفير الكافر ، لم تراجع عن ذلك , لأن هذا تراجع عن الحق .(الشريط الثالث من دروس الحرم المكي 1432 الدقيقة 53:40)

د- قال : ( وهذه خطيرة جدا, يقع فيها كثير من المنتسبين إلى العلم, من لم يكفّر المشركين. يقول:أنا ما عليّ, أنا والحمد لله ما عندي شرك ولا أشركت بالله لكن الناس ما علي, لا أكفّرهم. نقول له ما عرفت الدين ما عرفت ما هو التوحيد وما هو الشرك يجب أن تكفّر من كفّره الله ومن أشرك بالله عز وجل تتبرأ منه كما تبرّأ إبراهيم من أبيه وقومه {إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} أو صحح مذهبهم فهذا أشد لأنه يقول الذي يعملونه ما هو شرك, هذه إنما هو اتخاذ الوسائل أو يقول إن هؤلاء جهال وقعوا في هذا الأمر عن جهل ويدافع عنهم : هذا أشد كفرا منهم لأنه صحح مذهبهم صحح الكفر صحح الشرك ) شرح النواقض .

هـ - السائل: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: أنا من غير هذه البلاد وعندي جدة قد توفيت وهي عجوز كبيرة جاهلة كانت تذبح للأولياء وتحلف بهم، هل يجوز لي أن أحج عنها؟
الشيخ صالح الفوزان: لا، هذه تعامل معاملة المشركين لأنها ماتت على الشرك فتعامل معاملة المشركين ولا يحج عنها ولا يُستغفر لها، نعم.
[الدرس الأخير من تطهير الاعتقاد بتاريخ: 22/05/1432هـ]

و - السائل : أحسن الله إليكم يقول السائل : هل عباد القبور كفار بأعيانهم وذلك لأننا نسمع من يقول: "إن هؤلاء مسلمون جهال تلبسوا بالكفر فلا يحكم عليهم بأعيانهم" ، فهل هذا الكلام صحيح؟
الشيخ : من قال الكفر فهو كافر ونحن ليس لنا إلا الظواهر فنجري عليهم أحكام الكفار ماداموا يعبدون غير الله ويذبحون لغير الله ويستغيثون بالأموات فنحن نحكم عليهم بالكفر ونجري عليهم أحكام الكفار فلا نستغفر لهم بعد موتهم {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}[التوبة:113] ولا نصلي على جنائزهم ولا ندفنهم في مقابر المسلمين ، نجري عليهم أحكام الكفار ، نعم.

ز - الشيخ صالح: إيه نعم؟
المتصل: شيخنا عندنا بعض الأسئلة بارك الله فيك:
الشيخ صالح: سؤال واحد بس!
المتصل: إن شاء الله يا شيخ.
المتصل: السؤال يقول: هناك كتاب اسمه (شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث) في صفحة (16)...
فسأل الشيخُ صالح عن مؤلف الكتاب....
المتصل:الشيخ ربيع يا شيخ...
الشيخ صالح: إيه
المتصل: الشيخ ربيع المدخلي.
الشيخ صالح: نعم!
المتصل: يقول شارحه: لا نكَفّر المعين، إذا وقع في الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، إلا بعد إقامة الحجة عليه، بل نقول: عمله شرك أكبر، وعمله كفر، إذا وقع مثلا في (دعاء غير الله) و (الذبح لغير الله) وغير ذلك من الشرك. هكذا مطلقاً.
بل ويدعي الشارح أن كبار أئمة الدعوة في نجد أنهم يشترطون قيام الحجة.
الشيخ صالح : قيام الحجّة قامت على اللّي باقي في بلاد المسلمين ويقرأ القرآن و يسمعه في قائمة عليه..... حياك الله..
المتصل: شيخنا .... و يقول:...
الشيخ صالح: أقول خلاص !خلاص! قامت عليه الحجة اللي يسمع القرآن و يسمع الأحاديث وسمع كلام أهل العلم هذا قامت عليه الحجة... اهـ .

قلت – يوسف - : فهذا غيض من فيضِ فتاوى هذا الإمام المحكمة النيرة ، و لا يتغافل عنها إلا من أعمى الله بصيرته ، و هي صريحة في نفي الإسلام عمن تلبس بالشرك الأكبر و لو اعتذر بالجهل و نحوه .

الثالث : أقصى ما يُقال في فتوى الشيخ أنها من المتشابه الذي ينبغي رده للمحكم و الواضح من كلامه ، و ما أكثره ! كما هو مذهب الشيخ في حمل المتشابه و المجمل من كلام العلماء على المحكم و المبيّن .

الرابع : إذا تقرر أن الشيخ حفظه الله لا يريد بنفي التكفير عن المتلبسين بالشرك الأكبر و المكفرات الظاهرة ، الشهادةَ لهم بالإسلام ، فما مقصوده من التوقف في التكفير و اشتراط قيام الحجة ؟
لا شك أن الشيخ وفقه الله يريد ما يريده أئمة الدعوة رحمهم الله من هذه العبارات ؛ و هو نفي التكفير المستلزم للأحكام الجزائية - أحكام الثواب و العقاب - الأحكام الأخروية من جنة أو نار - العقوبة الدنيوية من استباحة الأموال و الدماء .
و الأمر كما قال الشيخ الجربوع وفقه الله : (من أسباب الخلط واستحكام الشبهة في هذه المسألة هو الخلط بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة) .

و هذه فتوى مهمة جدا للجنة الدائمة ، تبين هذا التفريق بجلاء :
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 334)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 4400 ) :
س: هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركًا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار.
ج: كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرًا مرتدًّا عن الإِسلام مشركًا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإِتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يُعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارًا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصرَّ على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدَّل دينه فاقتلوه أخرجه الإِمام البخاري في صحيحه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، فالبيان وإقامة الحجة للإِعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرًا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرًا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلاً لغير الله، وقد دلَّ الكتاب والسنَّة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: (‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) . وقوله : (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) .
وبالله التوفيق. وصلَّى الله على نبيّنا محمد، وآله وصحبه وسلَّم.)

و في الختام أدعو المرجئة إلى التوبة من هذه العقيدة و هذه الأفاعيل فإن الحق أبلج و الباطل لجلج .
و إني لأتحداكم بواحدة ؛ هاتوا فتوى واحدة للشيخ الفوزان أو غيره من العلماء الراسخين في العلم يقول : إن المتلبس بالشرك الأكبر الصارف للعبادة لغير الله يكون مسلما مادام جاهلا لم تُقم عليه الحجة !

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه : أبو عبد الله يوسف

12d8c7a34f47c2e9d3==