المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله


كيف حالك ؟

البلوشي
11-20-2012, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله)، رواه ابن ماجه بسند حسن.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء.
الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى.
الثالثة: وعيد من لم يرض


قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله

ويراد بهذا إذا توجهت اليمين على خصمك وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة فيحلف فإنه يتعين عليك الرضا والقناعة بيمينه , لأنه ليس عندك يقين يعارض صدقه وما كان عليه المسلمون من تعظيم ربهم وإجلاله يوجب عليك أن ترضى بالحلف بالله وكذلك لو بذلت له اليمين بالله فلم يرض إلا بالحلف بالطلاق أو دعاء الخصم على نفسه بالعقوبات , فهو داخل في الوعيد لأن ذلك سوء أدب وترك لتعظيم الله , واستدراك على حكم الله ورسوله .
وأما من عرف منه الفجور والكذب وحلف على ما تيقن كذبه فيه فإنه لا يدخل تكذيبه في الوعيد للعلم بكذبه , وأنه ليس في قلبه من تعظيم الله ما يطمئن الناس إلى يمينه , فتعين إخراج هذا النوع من الوعيد لأن حالته متيقنة والله أعلم .

قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

وهذا الحديث يدلّ على مسائل:
المسألة الأولى: تحريم الحلف بغير الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحلفوا بآبائكم".
والمسألة الثّانية: وُجوب الصدق في الأيمان وعدم الكذب فيها، لأنّ الصدق في الأيمان تعظيمٌ لله سبحانه وتعالى، وتعظيمٌ لعهده.
والمسألة الثالثة: وجوب القناعة بالحلف بالله، وتحريم عدم القناعة بالحلف بالله، لأنّ ذلك تعظيمٌ لجانب الله سبحانه وتعالى، وثقةٌ بالحلف به، وأن لا يُستهان باليمين بالله، لا من الحالف ولا من المحلوف له، بل تعظَّم من الجانبين، وهذا من حقوق التوحيد، وعدمُه من نُقصان التّوحيد.

12d8c7a34f47c2e9d3==