المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن أهل السنة مع ترويض النفس ، هكذا هو الواجب في مسائل العلم .. الشيخ صالح آل الشيخ


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
11-18-2012, 09:15 PM
يقول حفظه الله ونفع الله به

" نختم هذا الموضع بوصية في هذا الموطن: بأن طالب العلم يتّسع صدره للعلم، وهذا إذا حباك الله جل وعلا اتساع الصدر في العلم فإنّك تؤتى علماً جديداً، وهذا هو الواقع والمُشاهد، أما من يضيق بالأقوال أو من يضيق باختلاف العلماء ولا يبحث في مأخذ هذا ومأخذ هذا، وإذا أورد عليه أحد قولاً نظر في كلامه وتأمل فإنه يُحرم بعض العلم.
لهذا كلما اتسع صدر طالب العلم كلما أوتي الصواب في العلم، وأوتي الصواب أيضاً في العمل في عدم في التعدي على المسلمين والتعدي على العلماء أو على طلبة العلم أو نحو ذلك، والله جل وعلا يقول لعباده: ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ )[الإسراء:53]، والفُرقة والخلاف يحصل فيه التعدي في كثيرٍ من الأحيان، ولا يقول: العبد التي هي أحسن، والله جل وعلا أمر بأن تقول التي هي أحسن.
وأنا ألحظ وربما منكم كثير لحظوا أن أحداً منا قد يقول قولاً يكون غير واضح، فيأتي أحد ويعترض عليه فهو يتألم ويتحرج لنفسه أنه أخطأ أو أنه ما أدرك الصواب، فيأتي الشيطان فيصرفه من تقرير المسألة إلى وجود مخرجٍ لنفسه.
وهذه من وسائل الحرمان، وإذا قوَّى الله طالب العلم على أن يكون قوياً على نفسه في أنه إذا ما اتضحت له صورة المسألة لا يتكلم فيها، ينتظر يسكت .
يُعَلِّم نفسه التؤدة يُعَلِّم نفسه عدم الاستعجال في الكلام عدم إلقاء الكلام على عواهنه الدقة في الألفاظ ،كيف يُعبر عن المسائل .
وإذا غلط يقول: غلطت –ما أسهل منها عند من يرى تحقيق الحق– فعلاً .
أنا ما فهمت فعلاً أنا ظهر لي كذا ويبدو أنه انحرف ذهني إلى شيء آخر، يقول: أنا ما فهمت أنا غلطت، ما أسهل منها.
وهل من شرط طالب العلم ألا يخطئ ؟! ليس من شرطه.
وإنما من قَلَّت غلطاته سواءً في قوله وفي عمله فهو السديد، هو الذي يُثنى عليه.
أما أنه يأتي أحد لا يخطئ لا يغلَط فيما يتكلم لا يغلط في تعامله، هذا لا يمكن.
النبي عليه الصلاة والسلام وهو أكمل الخلق قال: «اللهم، أيما عبدٍ سببته أو شتمته فاجعلها عليه رحمة»، يعني بمقتضى الطبيعة يغلط الإنسان، الإنسان ما يتحمل.
لكنه من يتصبّر يصبره الله، ومن يتحلّم يعطيه الله جل وعلا الحلم.
لهذا عوّد نفسك على الحلم عوّد نفسك على الصبر، عوّد على ألا تنتصر لنفسك في المسائل العلمية.
حتى لو ادعى المُقَابِل وطعن فيك في علمك طعن في طريقة الإيراد، لا تتأثر بهذا واجعل الكلام على العلم لأنك مبلِّغ للعلم ولستَ منتصر لنفسك، والمنتصر لنفسه يحرم نفسَه انتصار الله جل وعلا له. "

المصدر شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ

[منقول]

12d8c7a34f47c2e9d3==