المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردا على عبد لرحمن الحجي مقال :(الرد على من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مشوش)


كيف حالك ؟

عامي
11-13-2012, 06:42 PM
الرد على من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مشوش

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :

فقد سمعنا وللأسف أن بعضا من طلاب العلم في نجد يطعن في شيخ الإسلام بقوله أنه مشوش والذي نعلمه أن من يقول هذه الكلمة في مثل هذا الإمام فإنه هو المشوش حقيقة وهذا مقال فيه رد من أئمة أهل العلم على مثل هؤلاء الذين يتكلمون بغير علم ولاهدى وشيخ الإسلام –وإن رغمت أنوف – لايحتاج لمثلي أن يدافع عنه ولكن حسبي أن أكتب كلمات أنصر بها هذا الإمام وأرد بها على تلك الفرية الشنيعة ولايدري هذا القائل أنه يجرأ السفهاء على الأئمة العلماء رحم الله أمواتهم وحفظ الله أحياءهم فأقول وبالله التوفيق :

قال البزار في الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية [1]:

"وأما ما خصه الله تعالى به من معارضة أهل البدع في بدعتهم أهل الأهواء في أهوائهم وما ألفه في ذلك من دحض أقوالهم وتزييف أمثالهم وإشكالهم وإظهار عوارهم وانتحالهم وتبديد شملهم وقطع أوصالهم وأجوبته عن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية بما منحه الله تعالى به من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك ألفه الكذب من الصدق حتى لو أن أصحابها أحياء ووفقوا لغير الشقاء لأذعنوا له بالتصديق ودخلوا في الدين العتيق.

ولقد وجب على كل من وقف عليها وفهم ما لديها أن يحمد الله تعالى على حسن توفيقه هذا الإمام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام.

حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وأنه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلّف الأدلة والتعليل وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى منَّ الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام أحمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.

ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح الأصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته كتخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.

ولقد أكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه:الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وأن جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده. فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية. ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله أعظم لطفا بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال إنه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى؟ هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

قال الشيخ الإمام قدس الله روحه:

فهذا ونحوه هو الذي أوجب أني صرفت جل همي إلى الأصول وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما أنعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.

قلت: وقد أبان بحمد الله تعالى فيما ألف فيها لكل بصير الحق من الباطل وإعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم وأهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة أجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.

فالحمد لله الذي منَّ علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على أهل هذا العصر المعرض غالب أهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الآخرة فلا حول ولا قوة إلا بالله. لكن الله ذو القوة المتين ضمن حفظ هذا الدين إلى يوم الدين وأظهره على كل دين فالحمد لله رب العالمين."



قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ –رحمه الله – وقد سئل عن معنى لاإله إلا الله ورد فيها على بعض الجهال بمعناها :

"وبالجملة: فلا يقول هذا، إلا من لا يعرف ما يتكلم به؛ وقال بعد ما سبق من الهذيان وحاصل المعنى، سلب مفهوم الإله لما سوى الله، كأنه أراد عما سوى الله، فقال: لما؛ فلم يفرق بين معنى اللام، وعن؛ ومن بلغت به الجهالة، إلى هذه الغاية، والحالة، سقط معه البحث والمقالة.
وذكر لي: أنه يزعم، أو بعض تلامذته: أن هذا التخليط، مأخوذ من كلام شيخ الإسلام، وهذا من أعجب العجب، كيف ينسب إليه هذا الجهل والضلال، مع وفور عقله وعلمه، ومتانة دينه وجودة بحثه، وامتيازه في العلوم. ولكن إن صح هذا، فله فيه سلف، نقل لنا عن: داود بن جرجيس، العراقي، أنه يزعم: أنه يرد على شيخنا بكلام ابن تيمية، وابن القيم، فلما وقفنا على كلامه، إذا هو من أجهل خلق الله، بكلامه ودينه، وبكلام نبيه، وبكلام أولى العلم من خلقه. العقائد : 341



قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن –رحمه الله -:

"وما زال الشر يزيد بعد من ذكرت كلامه، إلى أن ظهر شيخ الإسلام ابن تيمية، فوجد الشرك والبدع قد طم وعم في الأمة، فرد على كل طائفة من المبتدعة: رد على الرافضة في مجلدات، فما أبقى لهم حجة، ولا شبهة إلا أبطلها، ورد على الفلاسفة في مجلد ضخم. ورد على أهل الوحدة ابن عربي، ومن وافقه على بدعته، ورد على أهل المنطق اليونان; وذكر أن الصحيح منه موجود، في أصول الفقه، وأبطل باطله. ورد على ابن الأخنائى بمجلد. ورد على من اعتقد في المشائخ أن لهم كرامات توجب الغلو فيهم، وتعظيمهم، كما في الرسالة السنية له. ورد على ابن البكري، وأبطل ما زخرفه من الشبهات، وما جوزه من الاستغاثة بالغائبين والأموات. ورد على أهل الحيل من فقهاء المتأخرين، وغير ذلك مما لا يمكن عده، من الكتب والرسائل. ولتلميذه العلامة ابن القيم مثل ذلك، وكذلك الحافظ محمد بن عبد الهادي؛ فأحيا الله بهم وبأصحابهم، ما درست آثاره من السنة في ذلك الوقت. وحصل على شيخ الإسلام، من المحن من القضاة والولاة، ما هو مذكور في ترجمته رحمه الله تعالى، أعظم مما جرى على الإمام أحمد، وحبس بمصر والشام، ومات بالحبس; وعزر ابن القيم رحمه الله، وما ذاك إلا لظهور البدع، وغربة الحق، .... ونذكر من كلام شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى، ما يبين الحق من الباطل، وما كان ينكره من ذلك، على كل معاند أو جاهل؛ وشيخنا رحمه الله، حذا حذوه، لأنه إمام عظيم، به الأسوة والقدوة، ولا يقول قولا إلا مؤيدا بالدليل، مستقيمًا على سواء السبيل. " الدرر السنية : 11/560 ومابعدها



"رسالة من الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى أحد المشايخ يوصيه فيها بتقوى الله وتدبر كتاب الله "قال فيها :

"وأصل الأقوال الدينية: تصديق الله ورسوله والعمل بما أمر الله به ورسوله، فلا تصلح الأعمال والأقوال إلا بذلك. وهل حصل الخلل، ووقع الخطأ والزلل، إلا بإهمال هذا الأصل، والوقوف مع الأغراض الدنيوية، والشهوات النفسانية. ولا تغتر أخي بعلماء السوء الذين لم يعرفوا عن معنى لا إله إلا الله، إلا ما عرفته غلاة المرجئة والأشاعرة، حتى ملؤوا الأرض، بمصنفات ملئت بالعقارب والحيات، صرفوا بها العوام عن كتاب الله وسنة رسوله. فعليك بالتمسك بكتاب الله الذي هو النور والهدى، وهو الدواء النافع للقلوب والشفاء، وخذ معاني ذلك من كتب علماء الإسلام، ومصابيح الظلام، من سلف هذه الأمة وأئمتها، أهل القرون المفضلة ومن بعدهم، كالشيخ ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ومن هو على منهاجهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد، وآله وصحبه وسلم." الدرر : 14/205





[1] انظره في الفصل الثالث الذي عنونه بقوله : في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول

بقلم : عبد الله بن صنوان الغامدي

12d8c7a34f47c2e9d3==