المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبي حنيفة رحمه الله و القول بخلق القرآن


كيف حالك ؟

عامي
11-10-2012, 05:19 PM
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد :

فنسبة القول بخلق القرآن إلى أبي حنيفة رحمه الله لم تصح عند الكثير من العلماء وصحت عند آخرين، ومن أشهر من برَّأ أبا حنيفة ونفى عنه نسبة القول بخلق القرآن

الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقد أخرج الخطيب في تاريخه (13/383) عن أحمد: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق (2).

وذكر أحمد رحمه الله في كتابه (الرد على الجهمية) أن أصحاب أبي حنيفة هم الذين تابعوا جهمًا بالقول بخلق القرآن (104-105).

وفي التاريخ الكبير للبخاري لم ينسب إليه غير بدعة الإرجاء فقال (8/81): (كان مرجئًا سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه) (3).

كما أننا لا نغفل أن أبا حنيفة كان له حفيد يقال له إسماعيل بن حماد وهو جهمي كذاب مفترٍ وكان من دعاة المأمون إلى القول بخلق القرآن، وكان هذا الكذاب ينسب إلى أبيه وجده أبي حنيفة القول بخلق القرآن، ففي السنة لعبد الله بن أحمد (1/182) بإسناد صحيح أنه كان يقول: هو دينه ودين آبائه - يعني القول بخلق القرآن -
وفي السنة (1/228) لما ولي القضاء هذا الجهمي كان يقرر ذلك ويقول: هو ديني ودين آبائي!
ومثله ما يصنعه الأحناف المتعصبة من نسبة عقائد فاسدة لأبي حنيفة، فقد قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/261):

(وكذلك الحنفي يخلط بمذاهب أبي حنيفة شيئًا من أصول المعتزلة، والكرامية، والكلابية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة).

فلو سلمنا جدلاً أن أبا حنيفة -رحمه الله- كان يقول بخلق القرآن فقد رجع عن ذلك إلى عقيدة السلف بلا ريب ولا أدنى شك. وهو ما قرره أبو حنيفة في الكتب التي نسبت إليه كالفقه الأكبر برواية ولده حماد، ووصيته، ورسالته لعثمان البتي، وقد تتابع المحققون على النقل منها وإثباتها كابن تيمية وابن القيم والذهبي.

وهو ما تناقله الأئمة الكبار من أصحابه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن، فقد سأل محمد ابن سابق أبا يوسف: أكان أبو حنيفة يقول: القرآن مخلوق؟ قال: معاذ الله، ولا أنا أقوله، فقلت: أكان يرى رأي جهم؟ فقال معاذ الله ولا أنا أقوله (4).
وقال أبو يوسف: كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر (5).
وروى اللالكائي (6) بإسناده عن عبد الله بن المبارك أنَّه قال: (والله! ما مات أبو حنيفة وهو يقول بخلق القرآن، ولا يدينُ الله به).
ثم ما قرره الطحاوي حيث أثبت أن عقيدة أبي حنيفة هي عقيدة السلف.
وعندما نقل اللالكائي (7) إجماع أهل السنة على القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ذكر منهم أبا حنيفة وأنه من القائلين بعقيدة السلف.

ولعل تعلق أبي حنيفة في أول أمره بعلم الكلام كان سببًا في وقوعه في القول بخلق القرآن -على القول بثبوته عنه- فقد بلغ مبلغًا يشار إليه بالأصابع في علم الكلام وكان يسميه الفقه الأكبر، ثم تحول عن علم الكلام إلى فقه الشريعة كما في تاريخ بغداد (13/333).
وبعدها صار يحذر من علم الكلام وينهى عنه ويقول عنه: (مقالات الفلاسفة عليك بالآية وطريقة السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة) كما في الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (1/115-116).

وقد ثبت أن أبا حنيفة يرى كفر الجهم بن صفوان (8)، فحكمه عليه بالكفر دليل على كفر القائل بخلق القرآن عند أبي حنيفة رحمه الله.

يقول الشيخ الألباني رحمه الله في مختصر كتاب العلو (156):
(إلا أنني دققت النظر في بعضها فوجدته لا يخلو من قادح ولعل سائرها كذلك لاسيما وقد روى الخطيب عن الإمام أحمد أنه قال: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول القرآن
القرآن مخلوق.
قلت (الألباني): وهذا هو الظن بالإمام أبي حنيفة رحمه الله وعلمه، فإن صح عنه خلافه، فلعل ذلك كان قبل أن يناظره أبو يوسف، كما في الرواية الثابتة عنه في الكتاب، فلما ناظره ولأمر ما استمر في مناظرته ستة أشهر، اتفق معه أخيرا على أن القرآن غير مخلوق وأن من قال القرآن مخلوق. فهو كافر.
وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة على فضل أبي حنيفة، فإنه لم تأخذه العزة، ولم يستكبر عن متابعة تلميذه أبي يوسف حين تبين له أن الحق معه، فرحمة الله تعالى عنه). -انتهى-

قلت : فإن صح عنه القول بخلق القرآن فقد رجع عنه، فصار اعتقاده هو اعتقاد سائر السلف.

بو زيد الأثري
11-10-2012, 05:45 PM
الله يجزيك خير الجزاء وأثابك الله وبارك فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==