المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على د.قيس ال شيخ مبارك فيما قرره على طلابه في الجامعه..مذكره (العقيدة والأخلاق)


كيف حالك ؟

عبدالله الصالح
10-15-2012, 05:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتح المرفق لتجدون ملف فيه الرد على الدكتور قيس ال شيخ مبارك فيما قرره على طلابه في جامعه الملك فيصل بالاحساء في مذكره (العقيدة والأخلاق) (251 )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-----
تمت تفرغته هنا مع فقد بعض الامور في ترتيب الردود

----
(1)
الملاحظات والمؤاخذات
على مقرر (العقيدة والأخلاق) (251 )
والذي يدرس في كلية التربية بجامعة الملك فيصل من تأليف الدكتور قيس المبارك

أخرج الملاحظات وعلق عليها
( عبد الله الصالح )


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :
وقعت بين يديَّ "مذكرة" مقررة على طلاب كلية التربية بجامعة الملك فيصل وهي ، بعنوان : " العقيدة والأخلاق" ، ومؤلف هذه المذكرة هو : الدكتور : "قيس آل الشيخ مبارك" ، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل ، فلما تصفحت المذكرة وقرأتها ، رأيت أموراً كثيرة مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، وأسفت عندها كيف يدرس طلابنا في بلاد التوحيد هذه العقائد المخالفة لعقيدة السلف في جامعة أحسبها من الجامعات العريقة في المملكة ، ثم إن الدكتور قيس- عفا الله عنه - قد نقل المذكرة كلها نقلاً مجرداً دون تحرير ولا تعليق - من ثلاث كتب ، هي :
1) كتاب : " كبرى اليقينيات الكونية" : مؤلفه : محمد سعيد رمضان البوطي ، وهو عالم من علماء الشام ذو مذهب صوفي أشعري ، والناظر في كتابه يعلم– كما سيتضح بعد قليل – منهجه في العقيدة والذي خالف فيه منهج أهل السنة والجماعة ، وقد رد على أفكاره وضلالاته علماء كثر أبرزهم سماحة الشيخ العلامة : "عبد العزيز بن عبد الله آل باز رحمه الله" .
ولا يخفى على أحد أن " البوطي " الآن متولي كبر تلك الفتاوى المضلة المحرضة على قتل المسلمين في سوريا .
2) رسالة " العقائد" : مؤلفها حسن البنا ، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ، المتوفى عام 1368هـ ، وحسن البنا هذا لم يكن على عقيدة أهل السنة والجماعة ، فهو صوفي على طريقة الصوفية الحصافية : أخذ بيعتها على يد الشيخ/ بسيوني العبد ثم على يد الشيخ / عبدالوهاب الحصافي نائب رئيس الطريقة وواظب على حضرتها ووردها و الخروج في موكبها في عيد المولد و استمر على ذلك إلى ما بعد انتقاله إلى دار العلوم . انظر كتابه : ( مذكرات الدعوة و الداعية ص : 9-62) ، واستمر على هذا إلى آخر حياته : يقول / أبو الحسن الندوي في كتابه : ( التفسير السياسي للإسلام ص 138-139) : " الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى : إنه كان في أول أمره - كما صرح بنفسه - في الطريقة الحصافية الشاذلية ، وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة ، وقد حدّثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله " وكان إعجابه ومواظبته على وردها المعروف " بالوظيفة الرزوقية " صباحاً ومساءً تبعاً لاتجاه والده . اهـ
ويقول عن مذهبه في صفات الله : " فهم يثبتون اليد والعين والأعين والاستواء والضحك والتعجب ... الخ وكل ذلك بمعان لا ندركها " (مجموع رسائل حسن البنا ص 392) ، فهو كما ترى فوض المعنى – على طريقة بعض الأشاعرة – ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو اثبات المعنى على حقيقته وإنما يفوضون الكيفية .
ولقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الحموية على من يدعي أن مذهب السلف هو التفويض رداً قوياً بحجة ساطعة وبيان جلي فليراجع هناك .
3) كتاب : " إحياء علوم الدين " : مؤلفه أبو حامد الغزالي : محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي ، الفقيه الشافعي المتوفى سنة 505هـ . فيلسوف ، متصوف ، كان على الطريقة الأشعرية ، نقل الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء عن الإمام الطرطوشي المالكي ، قوله : فلما عمل كتابه سماه "إحياء علوم الدين" عمد يتكلم في علوم الأحوال و مراقي الصوفية ، و كان غير دري بها و لا خبير بمعرفتها ، فسقط على أم رأسه فلا في علماء المسلمين قر ، و لا في أحوال الزاهدين استقر ، شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا أعلم كتاباً على بسيط الأرض في مبلغ علمي أكثر كذبًا على رسول الله صلى الله عليه و سلم منه ، سبكه بمذاهب الفلاسفة و معاني "رسائل إخوان الصفاء" و هم قوم يرون النبوة اكتساباً ، و ليس النبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل تخلق بمحاسن الأخلاق . اهـ . وسئل شيخ الإسلام عن كتاب : " إحياء علوم الدين " فأجاب بقوله : وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية ، ومنه ما هو مقبول ، ومنه ما هو مردود ، ومنه ما هو متنازع فيه ، والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة ، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد ... وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه ، وقالوا مَرَّضَهُ " الشفاء " يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة . اهـ
ولما قرأت المذكرة رأيت من النصح لأبنائنا وإخواننا الطلاب أن نبين لهم المخالفات العقدية التي وردت فيها ليحذورها ولينصحوا استاذهم الدكتور قيس – هداه الله – عله أن يتراجع ويقرر عقيدة أهل السنة والجماعة تقريراً واضحاً لا شبهة فيه ، خاصة ونحن في بلد التوحيد والعقيدة ، نشأ على هذا ونشَّأ أجياله عليها ، فعجيب أن يأتي بعد ذلك بعض المعلمين - هداهم الله - ليعلم أبناءنا عقيدة منحرفة ضالة – أشعرية أو صوفية - مخالفاً بذلك منهج علماء البلاد وولاتها !!
وقد علقت راداً على تلك الأخطاء لتتم بها الفائدة ، هذا وليعلم ما يلي :
- لا أدعي أني حصرت كل الأخطاء ، ولكن حسبي في ذلك الإشارة والتنبيه .
- الدكتور قيس – عفا الله عنه – لم يشر في المذكرة إلى أصحاب الكتب الثلاثة الذين نقل المذكرة برمتها عنهم ، وإن َّمن الأمانة العلمية – وهو الدكتور الأكاديمي الذي يعرف أصول التأليف – أن يشير إليهم لأن هذا من حقوق الملكية الخاصة في التأليف ، والعجب أن الدكتور قيساً له مقال منشور بعنوان : " وشر الناس من سرقا" تكلم فيه عن السرقات العلمية ، فهل نقول : إن الدكتور قد وقع فيما حذر منه ؟؟
- قد أستعين في بعض الأحيان بأصل الكتاب – فيما لم يرد في المذكرة - لأوضح الحقيقة تامة من أصلها .
- نقل الدكتور قيس في آخر المذكرة كلاماً لأبي حامد الغزالي من كتابه إحياء علوم الدين في موضوع الحسد ، ولم أجد فيه – على علمي القليل – ملحظاً واضحاً يؤخذ عليه .
والآن أوان الشروع في المقصود :
الملاحظة (1) الصفحة
إن الله عز وجل حينما تعلقت إرادته بإيجاد هذا الكون ...(البوطي) 1 ، 15
( التعليق ) :
البوطي أشعري العقيدة جاء كتابه هذا وهو : " كبرى اليقينيات الكونية" - والذي نقل عنه الدكتور قيس المبارك ، نقلاً مجرداً دون تحرير – على وفق منهج الأشاعرة المتكلمين .
ففي هذه المسألة : الأشاعرة وغيرهم كالكلابية والماتريدية لم يثبتوا لله أفعالاً تقوم به تتعلق بمشيئته وقدرته ، لأن الله تعالى لا تقوم به الحوادث . وتسمى هذه المسألة عندهم بمسألة : "حلول الحوادث" ، فقالوا بالفرق بين قيام الصفة بالله منذ الأزل وبين قيامها بالله بعد ذلك فقالوا إن إضافتها إلى الله ليست إضافة حقيقية وإنما هي إضافة نسبة وتعلق .
وقد قال ذلك البوطي في كتابه آنف الذكر ، قال : الإرادة صفة أزلية قائمة بذاته تعالى من شأنها تخصيص الممكنات ببعض ما يجوز عليها من وجود وعدم ، وتكيُّف بقطع النظر عن أي مؤثر خارجي . اهـ
قال شيخ الإسلام عن مذهب المتكلمين كالأشاعرة والكلابية : "يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته ؛ فأما ما يكون بمشيئته ؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث" اهـ
قال الشيخ "خليل هراس" في شرح الواسطية في معرض حديثه عن صفة الإرادة عند الأشاعرة : " إنهم يثبتون إرادة واحدة في الأزل" اهـ ويلزم الأشاعرة على عقيدتهم هذه أن أفعال البشر الحادثة لم يردها الله عند حدوثها ، وإنما أرادها أزلاً فقط ، ولذلك تجدهم يقولون في معرض حديثهم عن الحوادث البشرية – كما قاله البوطي هنا – تعلقت إرادة الله به - أي أزلاً - .
(أما أهل السنة والجماعة فيثبتون الإرادةِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- كما يليقُ بجلالِه ، وأنَّه لم يزلْ مُريدًا بإراداتٍ متعاقِبةٍ ، فنوعُ الإرادةِ قديمٌ ، وأمَّا إرادةُ الشَّيءِ المعيَّنِ إنَّما يريدُه في وقتِه ، قال تعالى :" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" فالإرادةُ مِن صفاتِ الفاعلِ، وهي تنقسمُ إلى قِسمين :
- الأول: إرادةٍ كونيَّةٍ قدريَّةٍ : كقولِه: (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإِسْلامِ) وهذه مُرادِفَةٌ للمشيئةِ، وما أرادَه -سُبْحَانَهُ- كونًا وقدرًا فلابُدَّ مِن وقوعِهِ، فهذه الإرادةُ هي المتعلِّقةُ بالخلقِ وهو أنَّه يريدُ -سُبْحَانَهُ- أنْ يفعلَ هو .
- الثَّاني: إرادةٌ شرعيَّةٌ دينيَّةٌ، كقولِهِ: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِنْ حَرَجٍ) الآيةَ وهذه الإرادةُ المتعلِّقةُ بالأمرِ، وهي أنْ يُريدَ مِن عبدِه أنْ يفعلَ، وهذه مرادفةٌ للمحبَّةِ والرِّضا .
فتجتمعُ الإرادتانِ في حقِّ المُخلصِ المُطيعِ، وتنفردُ الإرادةُ الكونيَّةُ في حقِّ العاصي، ومَن لم يُفرِّقْ بين النَّوعين فقدْ ضَلَّ كالجهميَّةِ والقدريَّةِ ...اهـ ) شرح الواسطية للرشيد بتصرف يسير
الملاحظة (2) الصفحة
والعقيدة الصحيحة التي يهدي إليها العقل والعلم : الإيمان بوجود الله ووحدانيته ... فإذا تأمل الإنسان في هذا كله وآمن به إيماناً جازماً قائماً على أساس البحث العقلي المتأمل الحر 3
ومضمونها – أي العقيدة – الذي تعاقب الرسل والأنبياء كلهم على الدعوة إليه هو : الإيمان بوجود الله ووحدانيته وتنزيهه عن كل ما يليق به من صفات النقص . (البوطي) 6
( التعليق ) :
- أولاً : عند الأشاعرة وعند عامة المتكلمين أن العقل دليل مستقل في إثبات العقيدة ، وهذا غير صحيح ، لأن العقل مخلوق يخطئ ، وأما النقل فهو من الله جل وعلا ، الأصل هو النقل والعقل تابع . فأهل السنة والجماعة في تلقيهم الأحكام والعقائد وكل أمور الدين يعتمدون على مصدرين أساسين هما:-
1) كتاب الله ، قال تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ )
2) سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
- ثانياً : وقوله أن العقيدة الصحيحة هي : الإيمان بوجود الله ووحدانيته وتنزيهه عن كل ما يليق به من صفات النقص . تعريف ناقص ، والتعريف الشامل للعقيدة الصحيحة هو :
الإيمان الجازم بالله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر أمور الغيب ، وأصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الأمر ، والحكم ، والطاعة والاتباع .
الملاحظة (3) الصفحة
إن هذه العقيدة إذا غمرت القلب كان صاحبه بذلك مسلماً ... أما إذا لم تتوفر العقيدة كاملة في يقينه وإدراكه فإنه لا يعتبر مسلماً ... من أجل ذلك صح أن يطلق الدين على العقيدة وحدها ، إذ هي أساس الأمر كله ، فيقال : فلان يدين بالإسلام أو اعتنق الإسلام إذا رأيته قد صدق واعترف بعقيدته كاملة من غير تبديل أو نقص واستسلم يقينه لجميع أركانه ، ولا يشترط لصحة هذه التسمية أن يكون ذلك مصحوباً بسلوك عملي في شؤون العبادة أو سائر الأحكام الشرعية الأخرى وإن كان التقصير في شيء منها موجباً للفسق ومعرضاً بناء العقيدة نفسها للزلازل . (البوطي) 5
( التعليق ) :
العقيدة لا تكون في القلب فقط ومعلوم أن الأشاعرة مرجئة في الإيمان يعتقدون أن تصديق القلب يكفي في الإيمان ، لذا يقول أبو بكر الباقلاني -وهو من الأشاعرة- : " الإيمان بالله عزو وجل هو : التصديق بالقلب" اهـ أما عند أهل السنة والجماعة فإنَّ العقيدة تكون في القلب وفي اللسان والجوارح ، قال صلى الله عليه وسلم : " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَعْلاَهَا قَوْلُ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ" متفق عليه ، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية : (وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ : أَنَّ الدِّينَ وَالْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ : قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ وَأَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ . وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْخَوَارِجُ ...)

الملاحظة (4) الصفحة
تعريف العقائد : هي الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبك ، وتطمئن إليها نفسك ، وتكون يقيناً عندك ، لا يمازجه ريب ، ولا يخالطه شك . (البوطي) 9
( التعليق ) :
قد تقدم في الملاحظة رقم (2) أن تعريف العقيدة الذي أورده البوطي ناقص ، وهنا كرر هذا النقص الدكتور قيس – والذي نقله بحروفه من رسالة العقائد لحسن البنا - وأتى بتعريف العقيدة التعريف العام ، والتعريف الشامل للعقيدة الصحيحة هو : الإيمان الجازم بالله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر أمور الغيب ، وأصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الأمر ، والحكم ، والطاعة والاتباع .
الملاحظة (5) الصفحة
ومنهم من تلقاها تلقيناً واعتقدها عادة ، وهذا لا يؤمن عليه أن يتشكك إذا عرضت الشبهات ، ومنهم من نظر وفكر فازداد إيمانه ، ومنهم من أدام النظر وأعمل الفكر ، واستعان بطاعة الله تعالى وامتثال أمره وإحسان عبادته ، فأشرقت مصابيح الهداية في قلبه ، فرأى بنور بصيرته ما أكمل وأتم يقينه ، وثبت فؤاده ... إنما ضربنا لك هذا المثل لترقى بنفسك عن مواطن التقليد في التوحيد ، وتعمل الفكر في تفهم عقيدتك . (البنا) 9
( التعليق ) :
هذا من الدكتور قيس – متابعاً فيه حسن البنا في رسالته العقائد - ماشٍ على منهج الأشاعرة في أن أول واجب يجب على الإنسان في توحيد الله هو النظر ، أو القصد إلى النظر ، وهذا لاشك أنه غلط محض إذ أن أول واجب على المكلف هو توحيد الله تعالى قال رسول الله لمعاذ لما أرسله إلى اليمن داعياً : (لْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ) وفي رواية : ( توحيد الله ) قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :"وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الامة أن أصل دين الاسلام وأول مايؤمر به الخلق شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله "اهـ
الملاحظة (6) الصفحة
وقد ضل أقوام تكلموا في ذات الله تبارك وتعالى فكان كلامهم سبباً لضلالهم وفتنتهم واختلافهم لأنهم يتكلمون فيما لا يدركون تحديده ولا يقدرون على معرفة كنهه ، ولهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التفكر في ذات الله وأمر بالتفكر في مخلوقاته ... وهذه هي طريقة الصالحين من عباد الله العارفين بعظمة ذاته ،وجلال قدره ، سئل الشبلي رحمه الله عن الله تبارك وتعالى فقال : هو الله الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف ، وقيل ليحيى بن معاذ : أخبرني عن الله عز وجل ؟ فقال إله واحد ، فقيل له كيف هو ؟ فقال ملك قادر ، فقيل له أين هو ؟ فقال هو بالمرصاد ، فقال السائل : لم أسألك عن هذا ، فقال : ما كان غير هذا كان صفة المخلوق ... (البنا) 10
( التعليق ) :
في كلام حسن البنا هذا - الذي نقله الدكتور قيس مقراً به - نظر من عدة جهات :
- أولاً : التفكر في كيفية ذات الله وصفاته هو الضلال ، أما التفكر في معاني صفات الله – وصفات الله من ذاته - على ما تقتضيه الأدلة الشرعية إثباتاً حقيقياً من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل لا يعتبر ضلالاً ، وكيف يكون ضلالاً ، والله جل وعلا يقول : "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". فجمع جلَّ وعلا بين نفي المماثلة وإثبات الأسماء المستلزمة لصفات الكمال والجلال .
- ثانياً : أما ما نقله من كلام الشبلي فهو من كلام الصوفية ، والشبلي هذا هو : أبو بكر البغدادي ، شيخ الطائفة ، قيل : اسمه دلف بن جحدر وقيل :جعفر بن يونس وقيل : جعفر بن دلف ، أصله من الشبلية - قرية - ومولده بسامراء . توفي ببغداد سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة. " سير أعلام النبلاء
- ثالثاً : أما كلام يحيى بن معاذ فقد أورده الباقلاني – وهو من كبار الأشاعرة – في كتابه الإنصاف ، تحت مسألة وجوب النظر ، ولو أجاب كما أجاب الله عن نفسه بقوله : "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" لكان هو الواجب المتعين عليه ، ولكن المصنف لعله بإراده هذه النقول يريد أن يتوصل إلى أن صفات الله لا معاني لها وإنما هي حروف مجردة لا يعلم معناها إلا الله ، وهذا هو مذهب أهل التفويض الباطل .
الملاحظة (7) الصفحة
إيراد الحديث الذي أخرجه الترمذي في النص على أسماء الله تعالى ... (البنا) 10
( التعليق ) :
قد نقل الدكتور قيس هداه الله – من رسالة العقائد لحسن البنا – حديث الترمذي في النص على أسماء الله تعالى ، دون أن يذكر درجة الحديث ، والحديث ضعيف ، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – اتفاق العلماء من أئمة الحديث على أن سرد أسماء الله كما في هذا الحديث ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل هو درج من بعض الرواة . وعلة هذا الحديث هو : الوليد بن مسلم القُرَشَي مَولَى بني أُمَيَّة ، قال أبو بكر المروذي : قلتُ لأحمد بن حنبل في الوليد ، قال : هو كثيرُ الخطأ . قال عنه ابن حجر : ثقة ، لكنَّه كثيرُ التدليس والتسوية .
الملاحظة (8) الصفحة
الخالق المتصرف جلَّ وعلا تعرف إلى خلقه بأسماء وصفات تليق بجلاله ، يحسن بالمؤمن حفظها تبركاً وتلذذاً بذكرها وتعظيماً لقدرها . (البنا) 10
( التعليق ) :
ليس هذا – أي المنقول من كلام حسن البنا - هو الواجب في أسماء الله تعالى ، أي لا يكتفى فيها بالحفظ للتبرك والتلذذ ، بل هذا هو صنيع الأشاعرة ومن نحا نحوهم من المفوضة والماتريدية ، الذين يجردون أسماء الله الحسنى من معانيها ، بل الواجب فيها – وهو مذهب السلف - إحصاؤها كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ" ، وما هو معنى الإحصاء : قال الشيح محمد بن صالح العثيمين : " وليس معنى إحصائها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك :
- أولاً : الإحاطة بها لفظاً .
- ثانياً : فهمها معنى .
- ثالثاً : التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان :
* الوجه الأول : أن تدعو الله بها ؛ لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك ، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك ، فعند سؤال المغفرة تقول : يا غفور ، اغفر لي ، وليس من المناسب أن تقول : يا شديد العقاب ، اغفر لي ، بل هذا يشبه الاستهزاء ، بل تقول : أجرني من عقابك .
* الوجه الثاني : أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى الرحيم الرحمة ، فاعمل العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله ، هذا هو معنى إحصائها ، فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة " انتهى . مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/74) .
الملاحظة (9) الصفحة
صفات الله في نظر العقل . 11
يعمد علماء العقائد إلى إثبات صفات الله تبارك وتعالى بأدلة عقلية وأقيسة منطقية . (البنا) 13
( التعليق ) :
الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته عند أهل السنة والجماعة ، هي : كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا تثبت أسماء الله وصفاته بغيرهما ، فلا مجال للعقل في هذا الإثبات ، ولكن كما قدمنا أن منهج الأشاعرة هو البدء في إثبات العقيدة أولاً بالنظر والعقل ، وحسن البنا ومن نقل عنه ماضيين على هذا المنهج .
الملاحظة (10) الصفحة
صفات الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ، وكمالاته تبارك وتعالى لا تتناهى . (البنا) 12
( التعليق ) :
في هذه الفقرة من كلام حسن البنا - الذي نقل عنه الدكتور قيس- ما يشعر أن الصفات في القرآن وحده وهذا خطأ واضح ، إذ أن : صفات الله في القرآن الكريم وكذلك في السنة المطهرة ، فلا أدري لماذا أغفلا السنة ، هل نسياها أم هما على منهج قدماء الأشاعرة الذين يذكرون الصفات الذاتية الخبرية كالوجه ، واليدين ، مقتصرين على بعض الصفات القرآنية ، أما الصفات الخبرية الواردة في السنة كاليمين ، والقبضة ، والقدم ، والأصابع فأغلب هؤلاء ينفيها .
الملاحظة (11) الصفحة
فأنت تقول : الله والعلم صفة لله تعالى وتقول فلان عالم ،... فهل ما يقصد بلفظ العلم في التركيبين واحد ؟ حاشا أن يكون كذلك ، وإنما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله .. وكذلك الحياة ، وكذلك السمع كذلك البصر وكذلك الكلام وكذلك القدرة والإرادة ...إنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك . (البنا) 13
( التعليق ) :
حسن البنا -كما قدمنا- يتبنى عقيدة الأشاعرة ، وهذا النص المنقول – الذي نقله الدكتور قيس- في مذكرته أورد الصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة على طريقتهم ويؤلون أو يفوضون ما عداها .
أما أهل السنة والجماعة فهم يثبتون كل ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
الملاحظة (12) الصفحة
ومعنى وجوب الإيمان بهما – أي القضاء والقدر - كما ذهب أهل السنة والجماعة – هو أنه يجب على المكلف أن يؤمن بأن الله سبحانه علم أولاً بجميع أفعال العباد ...كما يجب عليه أن يؤمن بأنه سبحانه وتعالى إنما أوجدها حين أوجدها على القدر المخصوص والوجه المعين الذي سبق العلم به . (البوطي) 17
( التعليق ) :
مراتب القدر عند أهل السنة والجماعة أربعة ، هي :
- الأولى : العلم ، أي أن الله علم ما الخلق عاملون أزلاً ، وعلم جميع أحوالهم .
- الثاني : الكتابة ، أي أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ .
- الثالثة : المشيئة : أي أن كل شيء بمشيئة الله وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
- الرابعة : الخلق : أي أن الله خالق كل شيء ، لا خالق غيره ولا رب سواه .
والبوطي – وتبعه على ذلك الدكتور قيس – لم يأت بجميع المراتب في القدر ، على أن الأشاعرة يثبتون هذه المراتب كلها غير أنهم يفارقون أهل السنة في مسألة الخلق ، يقولون : "إن أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله تعالى وحدها ، وليس لقدرة الخلق تأثير فيها " سائرين على أصلهم في الجبر . وسيأتي مزيد في ذلك في الملاحظة التالية .
الملاحظة (13) الصفحة
فالمقاضاة إنما تكون على الكسب لا على جوهر الفعل المستقل بذاته . إن الذي يدعس بسيارته إنساناً فيقتله . لا يقاضى على الفعل ، لأنه ليس هو صاحب الفعل بالذات ، بل صاحب الفعل المباشر هو السيارة نفسها ، ولكنه يقاضى على الكسب ...والله عز وجل إنما يقاضي عباده ويحاسبهم على هذا الشيء الذي اسمه الكسب ، أي على الانبعاث النفسي إلى التلبس بالفعل . (البوطي) 18
( التعليق ) :
البوطي – وتبعه على ذلك الدكتور قيس – أشعري قلد الأشاعرة في مسألة أفعال العباد ، وهي "مسألة الكسب" المشهورة عند الأشاعرة ، وتتلخص عقيدتهم في مسألة الكسب بـ :
أن للعبد قدرة لا تؤثر في المقدور ، ولا تكون إلا مقترنة بالفعل ، أي أن الفعل يحصل عند السبب لا به ،" قالوا : إنَّ الإنسانَ ليس مجبوراً على كلِّ حال ؛ ولكن هو مجبورٌ باطناً لا ظاهراً ؛ يعني في الباطن مجبورٌ ما يتحرك بإرادته , ولكن في الظاهر تصرفاتُه بإرادتِه ، فَيُحَاسَبُ على تصرفاتِه الظاهرة، وأما الذي دَفَعَهُ في الحقيقة فهو أمرٌ باطنٌ مُجْبَرٌ عليه من اللهِ - عز وجل ، وهذا في الحقيقةِ قولٌ بالجَبْرْ، ومشهورٌ أنَّ الأشاعرةَ جبريةٌ" مقتطف من شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ . أما عقيدة أهل السنة في أفعال العباد فتتلخص في : أن الله -تعالى- خلق العباد وخلق أفعالهم ، قال تعالى : "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" لكن العبد له اختيار، وله مشيئة ، وله فعل ، إلا أن مشيئته تابعة لمشيئة الله .
الملاحظة (14) الصفحة
فانحصر العقل عند ضرورة الإيمان بما يقوله ويقره هذا القرآن نفسه ، من أنه كلام الله جل وعلا نزل به الروح الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم... (البوطي) 27
( التعليق ) :
تقدم أن من منهج الأشاعرة أنهم يثبتون من صفات الله تعالى سبع صفات فقط ويؤولون ما عداها ، فمن هذه الصفات السبع : صفة الكلام لله تعالى ، فهل الأشاعرة يثبتون صفة الكلام لله تعالى كإثبات أهل السنة والجماعة أو أن لهم منهجاً آخر مخالف ؟ الجواب / الأشاعرة يقولون : كلام الله صفة له ، معنى قائم بالنفس - أو عبارة عن كلام الله - دون الحروف والألفاظ ، وهو ما يسمونه بالكلام النفسي ، وما نسمعه من القرآن ؛ حروفه وألفاظه فهي مخلوقة خلقها الله تعالى ليعبر بها عما في نفسه .
وقد أثبت البوطي عقيدة الأشاعرة – وهو منهم - في كلام الله في كتابه : " كبرى اليقينيات الكونية " فقال : إذا تأملت فيما ذكرناه أدركت النقطة الخلافية بين المعتزلة وأهل السنة والجماعة – يقصد بهم هنا الأشاعرة - ، وهي : أن هناك معنى لألفاظ القرآن يتكون منه الأمر والنهي والإخبار المتوجه إلى الناس وهو قديم . فما اسم هذا المعنى ؟
المعتزلة : اسمه العلم إذا كان إخباراً ، والإرادة إذا كان أمراً ونهياً ..
الجمهور : اسمه الكلام النفسي ، وهو صفة زائدة على كل العلم والإرادة قائمة بذاته تعالى . وأما الكلام الذي هو اللفظ ، فاتفقوا على أنه مخلوق وعلى أنه قائم بذاته سبحانه ... اهـ
أما أهل الحق أهل السنة والجماعة فإنهم يقولون : الكلام صفة لله تعالى ذاتية فِعْـلية ، فهو صفة ذاتية باعتبار أصله ؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً ، وصفة فعلية باعتبار آحاد الكلام ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته فيتكلم كيف شاء ومتى شاء . فالقرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } وقال : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } وقال : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } وقال : { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا } وقال : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } وقال : { مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } وقال :{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ } قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا ، وأنزله على رسوله وحيًا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية . فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر ، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر ، حيث قال تعالى : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " اهـ ،
وقال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ في (النُّونيَّةِ) :
واللهُ قد نَادى الكليمَ وقبلَه ...سمعَ النِّدا في الجنَّةِ الأبوانِ
وأتى النِّدا في تسعِ آياتٍ له ...وصفًا فراجعْها من القرآنِ
أيصِحُّ في عقلٍ وفي نقلٍ نداءٌ ...ليس مسموعًا لنا بأذانِ
أم أجمعَ العلماءُ والعقلاءُ من ....أهلِ اللسانِ وأهلِ كُلِّ لسانِ
إنَّ النِّدا الصَّوتُ الرَّفيعُ وضدُّه ...فهو النَّجاءُ كلاهما صوتانِ
قال بعضُ العلماءِ : مَن زعَم أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفسيُّ فقد زعمَ أنَّ اللهَ لم يُرسِلْ رسولا ولم يُنزِلُ كتابًا اهـ
الملاحظة (15) الصفحة
الأمر الثالث : صفات ركبها الله تعالى في الإنسان هي في جملتها فيوضات من صفات الربوبية ، كالعلم والقدرة والتكبر والنزوع إلى السيطرة والملك وغير ذلك ... فإذا كان الإنسان في حقيقته مستودعاً لظلال أو فيوضات من صفات رب العزة جل وعلا ، فأخلق به أن يكون أشرف المخلوقات وأكرمها . (البوطي) 30 ، 31
( التعليق ) :
كلامه هذا خطير جداً جداً ، فإن هذه الأقوال لا يقولها إلا الحلولية ، وللبوطي كلام شبيه بهذا في كتابه: " الفكر والقلب" إذ يقول عن الإنسان : "وعندئذ يعلم أنه إنما خُلِق ليقيم نفسه على سلوك يجعله مظهرًا لألوهية الله في الأرض" . وفي كتابه المسمى "الإنسان مسير أم مخير" يقول : " إذ أن هذه القدرة إنما هي في الحقيقة قدرة الله أودعت في كيان الإنسان لتكون خادمًا لرغائبه ومظهرًا لتحركاته" سبحان الله ! أين البوطي من قول الله تعالى : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " ، وقوله تعالى :" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " ، وقوله تعالى :" فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ " . يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة الطحاوية : "ومن وصف الله بمعنًى من معاني البشر فقد كفر"، ولا غرابة أن يقع من البوطي مثل هذا الكلام ، ومن قرأ دفاعة عن ابن عربي علم حقيقة ذلك .
الملاحظة (16) الصفحة
ومن مؤكدات هذه الحقيقة التي قررها القرآن – وهي أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، لم يتنقل خلال تاريخه كله في أي تطور نوعي - ما روي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم على صورته ...") أي أنه منذ خلق إنما كانت صورته هي الصورة ذاتها التي استمر عليها وعرف بها ، أي لم ينشأ متنقلاً من شكل على آخر ، فالضمير في صورته راجع إلى آدم ، وهناك رأي آخر يرى أن الضمير راجع إلى ذات الله تعالى والمقصود بالصورة الصفة أي خلقه عالماً مريداً حكيماً سميعاً بصيراً ، وتلك هي صفات الله تعالى ... وسواء أعدت الضمير على آدم ، كما هو رأي الجمهور ويدل عليه ظاهر الحديث ، أو أعدته إلى ذات الله تعالى ، فالحديث تأكيد للدلالة القطعية في القرآن ، إذ البحث في معرض بيان تكريم الله لآدم منذ أول خلقه . (البوطي) 32
( التعليق ) :
مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل , بل يؤمنون بأن الله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه , ولا يحرفون الكلم عن مواضعه , متبعين في ذلك كتاب الله والسنة وما ورد عن سلف الأمة , ومن ذلك إثبات صفة الصورة لله تعالى فهي صفةٌ ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالأحاديث الصحيحة ومنها ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ، وفيه : "فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ ... "
قال أبو محمد ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث : "والذي عندي - والله تعالى أعلم - أن الصُّورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ"
وسئل الشيخ ابن باز عن قوله صلى الله عليه وسلم : « إن الله خلق آدم على صورته » ، هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله ؟
جـ : هذا ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام : « إن الله خلق آدم على صورته » وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث « على صورة الرحمن » فالضمير في الحديث الأول يعود إلى الله ، قال أهل العلم كأحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وأئمة السلف : يجب أن نمره كما جاء على الوجه الذي يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ، ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي ، كما أنه لا يلزم من إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرجل والغضب وغير ذلك من صفاته أن تكون مثل صفات بني آدم ، فهو سبحانه موصوف بما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه للائق به من دون أن يشابه خلقه في شيء في ذلك كما قال عز وجل : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } فعلينا أن نمره كما جاء على الوجه الذي أراده الرسول من غير تكييف ولا تمثيل ، والمعنى والله أعلم أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء ، ولا يلزم أن تكون الصورة كالصورة وهذه قاعدة كلية في هذا الباب عند أهل السنة والجماعة ، وهي إمرار آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل بل يثبتون أسماءه وصفاته إثباتا بلا تمثيل وينزهونه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل ، خلافا لأهل البدع من المعطلة والمشبهة ، فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل وإن اتفقا في جنس العلم والسمع والبصر لكن ما يختص به الله لا يشابهه أحد من خلقه سبحانه وتعالى ، وليس كمثله شيء ؛ لأن صفاته كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه أما أوصاف المخلوقين فيعتريها النقص والزوال في العلم وفي السمع والبصر وفي كل شيء . ( مجموع فتاوى ابن باز )
ومن أهل الكلام -كالرازي وأبي سليمان الخطابي - قد فسرا حديث الصورة بغير هذا وقالا إن الضمير عائد على آدم ، وما ذهبا إليه مخالف لما عليه أهل السنة والحديث ، روى عنه الخلال عن أبي طالب من وجهين ، قال :سمعت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-يقول : من قال : إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي ٌّ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه .اهــ ،
ومن العلماء من قال بأن الصورة في قوله صلى الله عليه وسلم " خلق آدم على صورته " عائدة على المضروب كابن خزيمة رحمه الله ، وخطأه العلماء على ذلك ، قال ابن قتيبة : " وهذا لا فائدة فيه , والناس يعلمون أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على خلق ولده , وجهه على وجوههم ..." ، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : "وزل ابن خزيمة في حديث الصورة غفر الله له" ، ونقل شيخ الإسلام عن الحافظ أبي موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام الملقب بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي ، صاحب كتاب الترغيب والترهيب ، قال :سمعته يقول : أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يطعن عليه بذلك ، بل لا يؤخذ عنه فحسب ، قال أبو موسى : أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة ،فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلته تُرك الكثير من الأئمة ، وهذا لا ينبغي أن يفعل.اهـ . وقد رد شيخ الإسلام هذا التأويل من وجوه عدة في كتابه نقض التأسيس .
والبوطي في كتابه " كبرى اليقينيات الكونية" – الذي نقل منه الدكتور قيس - قد وافق الجهمية في نفي صفة الصورة حين نقل القول الأول : - وهو يميل إليه – فقال : " وسواء أعدت الضمير على آدم ، كما هو رأي الجمهور - يقصد جمهور المتكلمين لا جمهور أهل السنة - ويدل عليه ظاهر الحديث ..." .
ولما نقل القول الثاني أول كما هو حال المؤولة في تأويلهم الصفات فقال : "وهناك رأي آخر يرى أن الضمير راجع إلى ذات الله تعالى والمقصود بالصورة الصفة أي خلقه عالماً مريداً حكيماً سميعاً بصيراً ، وتلك هي صفات الله تعالى ..."
جاء في كتاب التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري للدكتور علي بن عبد العزيز الشبل ص86 –والذي قرأه الشيخ ابن باز رحمه الله وأقره : قال الحافظ " والمراد بالصورة الصفة" أهـ.
قال الدكتور علي معلقاً : "تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد بل لله صورة حقيقية لائقة به كما أن له صفات كاملة حقيقية لائقة به " اهـ


الملاحظة (15) الصفحة
إن من المعلوم لكل أحد بالضرورة أنه ما ممن شيء إلا وهو محتاج إلى غيره وما من إنسان إلا وهو يتصور احتياجه واحتياج أمثاله إلى بعض الأمور واستغناءه عن أمور أخرى فالمحتاج إليه في وجود الشيء يسمى علة أو سبباً ، والشيء المحتاج إليه يسمى معلولاً أو سبباً ... وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأن هذا الكون ( أو معظم مظاهره على أقل تقدير ) ضروري الوجود وأن سيره على هذا الشكل الذي نراه واجب وضروري أيضاً ، من أجل أنه نتيجة أسباب معينة مختلفة ثبت كونها أسباباً بالحس والمشاهدة . وهذا يناقض ما قد ثبت لك من قبل ، أنهذه الموجودات كلها من قسم الممكن ، أنه لا يترتب على فرض فقدانها أو فقدان بعض منها أي محظور أو محال عقلي . فالجواب أن الأمر مشكل حقيقة ...إذ من المستحيل بداهة أن تكون هذه الأسباب مؤثرة بذاتها مع ما نعلمه فيها من صفة الحدوث بعد العدم ... إذا فما معنى كون هذه الأمور أسباباً ؟ إن معنى ذلك محصور في أن الله عز وجل ربط بينها وبين أمور أخرى بمحض إرادته وقدرته فقط ... ويتضح لك هذا المعنى فيما يسميه علماء النفس برد الفعل الشرطي ، إذ ثبت عندهم بالتجربة أن أي مؤثر من المؤثرات المختلفة في النفس إذا تكرر وجوده بمصاحبة أمر ما ولو بمحض المصادفة فإن هذا المصاحب يكتسب هو الاخر في النفس شيئاً من قوة ذلك المؤثر ... وإذاً فإن ما نسميه نحن بقانون السببية في الكون ، ليس اسمه في الحقيقة إلا قانون المقارنة المجردة ، أسميناه كذلك لأنه ظهر لنا في مظهر السببية واستقر كذلك في أخليتنا . فهي مجعولة جعلاً وليست أسباباً ذاتية مؤثرة . (البوطي) 38 ، 39
( التعليق ) :
هذه المسألة يسميها الأشاعرة بـ : "قانون السببية" ومضمون هذه العقيدة عندهم هو : أن الأسباب لا تتأثر بمسبباتها ، وإنما العلاقة بينهما علاقة اقتران فقط ، ويسميها البوطي هنا بـ :" قانون المقارنة المجردة" وهذا بناء على مذهبهم القائم على الجبر ، فالماء عندهم لا ينبت ، والنار لا تحرق ولكن الإنبات حصل عند الماء لا به ، والإحراق حصل عند النار لا بها ! فهذا نفي للسببية بالكلية ، وهذا مخالف للكتاب العزيز والسنة المطهرة ، قال الله تعالى : "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا" وقال تعالى حاكيًا عن مريم عليها السلام: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" وقال صلى الله عليه وسلم : " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ؛ تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا " أخرجه الترمذي وهو صحيح وقال صلى الله عليه وسلم " الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ " أخرجه مسلم . فهذه الآثار من الكتاب والسنة وغيرها تثبت أن الله نعالى بأمره وقدرته جعل للأسباب تأثيراً .
يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى : " ومن قال إن قدرة العبد وغيرها من الأسباب التي خلق الله بها المخلوقات ليست أسبابًا ، أو أن وجودها كعدمها ، وليس هناك إلا مجرد اقتران عادي ، كإقتران الدليل بالمدلول فقد جحد ما في خلق الله وشرعه من الأسباب والحكم والعلل ..." ، ويقول ابن القيم في شفاء العليل : " إن ضعفاء العقول إذا سمعوا أن النار لا تحرق ، والماء لا يغرق ، والخبز لا يشبع ، والسيف لا يقطع، ولا تأثير لشيء من ذلك البتة، ولا هو سبب لهذا الأثر، وليس فيه قوة وإنما الخالق المختار يشاء حصول كل أثر من هذه الآثار عند ملاقاة كذا بكذا وقالت: هذا هو التوحيد وإفراد الرب بالخلق والتأثير، ولم يدر هذا القائل أن هذا إساءة الظن بالتوحيد ، وتسليط لأعداء الرسل على ما جاءوا ..."
وفي الختام أقول :
ليعلم الدكتور قيس – هداه الله – أن مكتباتنا في المملكة العربية السعودية مليئة بكتب العقيدة السلفية الصافية النقية من كل شوب وبدعة ، لعلماء أجلاء وأئمة كبراء كان بمقدور الدكتور أن ينقل عنهم وهم الثقات الأثبات ويدع غيرهم ممن ليس هم كذلك .
وليعلم أيضاً مدير الجامعة – وفقه الله – أن أبناءنا أمانة في عنقه سيسأل عنهم يوم القيامة في أعز شيء لديهم وهو عقيدتهم : " ألَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " .
وفق الله الجميع لكل خير ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بو زيد الأثري
10-16-2012, 02:27 PM
جزاك الله خيرا أخ عبدالله الصالح على هذه المذكرة الطيبة

12d8c7a34f47c2e9d3==