المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى ابن عثيمين والفوزان في بيان مسألة القنوت عند النوازل


كيف حالك ؟

قاسم الشهرستاني
06-13-2012, 11:59 PM
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

هل يجوز القنوت لإخواننا اليوغسلافيين في وقتنا هذا أم لا؟


الذي أرى، القنوت عند النوازل يتوقف على ولي الأمر،كما هوالمشهور في مذهب الإمام أحمد إنهم قالوا: يقنت الإمام فقط، الإمام فقط، الإمام الأعظم؛ أي: الملك، وكذلك إذا أمر بالقنوت قنتنا، فالأولى في مثل هذا أن يُنتظر أمر الدولة بذلك، إذا أمر به ولي الأمر قنتنا وإلا فلا، وبقاء الأمة على مظهر واحد خير من التفرق، لأنه مثلاً: أقنت أنا والمسجد الذي جنبي لايقنت، أونحن أهل بلد نقنت، والبلاد الأخرى ماتقنت، ففيه تفريق للأمة، وجمع الأشتات من أحــسن مايكون، ولعل بعضكم علم بأمر عثــمان رضي الله عنه في آخر خلافته صار يتم الصلاة في منى، يعني يصلي الرباعية أربعاً، فأنكر الصحابة عليه، حتى ابن مسعود لما بلغه ذلك استرجع. قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فجعل هذا من المصائب، وكانوا يصلون خلفه أربعاً، فقيل لابن مسعود: يا أباعبدالرحمن، كيف تصلي خلفه أربعاً وأنت قد أنكرت عليه؟! فقال: إن الخلاف شر. فكون الأمة تكون على حال واحدة أفضل، لأن طلبة العلم تتسع صدورهم للخلاف، لكن العامة لاتتسع صدورهم للخلاف أبداً، فالذي أنصح به إخواننا ألا يتعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، مع أن باب الدعاء مفتوح، يدعولهم الإنسان في حال السجود، بعد التشهد الأخير، في قيام الليل، بين الأذان والإقامة، يعني لايتعين الدعاء في القنوت فقط، صحيح أن القنوت مظهر عام ويجعل الأمة كلها تتهيأ للدعاء، وتتفرغ له، لكن كوننا نترك واحد بهواه ونفرق الناس، هذا ما أرى أنه جيد. (1)
وقال أيضاً -رحمه الله-: ولكن الذي أرى في هذه المسألة: أن يُقتصر على أمر ولي الأمر، فإن أمر بالقنوت قنتنا، وإن سكت سكتنا، ولنا – ولله الحمد- مكانٌ آخر في الصلاة ندع فيه، وهوالسجودُ والتشهد،وهذا فيه خيرٌ وبركةٌ، فأقرب مايكون العبد من ربه وهوساجد، لكن لوقنت المنفرد لذلك بنفسه لم نُنكر عليه، لأنه لم يخالف الجماعة. (2)

([1]) لقاء الباب المفتوح(2/56-58).
([2]) شرح الزاد (4/45).

إن تعذر الاتصال بالحاكم هل يقنت بدونه ؟

لا يقنت، هو ما أضر المسلمين إلا التمرد على ولاة المسلمين، ولا ظهرت الخوارج ولا الفتن إلا بهذا، ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اصبر واسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك »(1)إلا من أجل هذا من أجل اتحاد الناس وعدم إثارة القلاقل، وأنتم تعرفون ما حصل للأمة الإسلامية من قتل الخلفاء من أجل هذا الشيء، من أجل التأويل الفاسد، والغلو في تطبيق النصوص، فطاعة ولاة الأمور ومراعاتهم إلا إذا أمروا بمعصية فعلاً مثل قولهم افعلوا كذا وهو معصية، فنقول: لا سمع ولا طاعة، ولا نقبل، وأما إذا سلطوا علينا ونسأل الله أن لا يسلطهم، ولن يسلطوا إلا بذنب، فإن الواجب علينا أن نصبر ونحتسب، وإذا أساؤوا في شيء نقدم لهم النصيحة، أنتم تعلمون ما جرى للإمام أحمد؛ المأمون ضربه وحبسه وآذاه، وكاد أن يقتله ومع ذلك يقول: يا أمير المؤمنين، هو نفسه يقول: يا أمير المؤمنين، فيقر بإمرته للمؤمنين ويدعو له(2)

(1) رواه مسلم برقم (1847).
([2]) شرح البخاري للعثيمين كتاب الدعوات / باب الدعاء على المشركين).



فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

السؤال : هذا سؤال يقول : هل يشترط في القنوت في الصلاة إذن ولي الأمر ؟


الصلاة عبادة ولا يجوز إحداث شيء منها إلا بفتوى من أهل العلم ، ينظرون في الأمور ويقدرون متى يجوز القنوت ومتى لا يجوز القنوت؟ ، ولا يجوز الفوضى في الصلاة وكلٌ بهواه ، لا ، لازم من فتوى أهل العلم وأهل الفتوى ، فإذا أفتوا بالقنوت فولي الأمر يعمم هذه الفتوى على الناس وإذا لم يفتوا فالإنسان لا يقنت ، لا يجوز الفوضى في الصلاة وكل بهواه .
(لقاء مفتوح)


أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذه أسئلة عديدة وردت تسأل عن حكم القنوت في مثل هذه النوازل والدعاء بشكل فردي أو في صلوات الجماعة وهل يجوز لأئمة المساجد أن يقنتوا من دون صدور أمر من ولي الأمر وهل يجب على الجماعة أن يأمنوا على دعائهم إذا قنتوا بدون إذن ؟

الدعاء ليس ممنوعاً الإنسان يدعوا لنفسه ولإخوانه ، وليس ممنوعا يدعوا في صلاته يدعو في ركوعه وسجوده يدعو في قنوته في قنوت الوتر ليس ممنوعاً من الدعاء أما القنوت في الفريضة فهذا لا بد من الإفتاء به من الجهة المختصة بالإفتاء لأن النظر في أمور الصلاة وتقدير الأحداث التي يقنت من أجلها لابد له من دراسة ولا بد له من تأمل وهذا مرجعه إلى أهل العلم هم الذين يقدرون الحوادث التي تستحق القنوت والحوادث التي لا تستحق ، وليس من حق كل أحد أنه يقنت في الفريضة ويدخل في الفريضة ما ليس منها ، هذه أمور لا بد من انضباطها ، أما إنك تقنت في وترك وتدعو على الكفار وعلى أعداء الإسلام هذا مطلوب ، أو تدعو في ركوعك وسجودك حتى في الفريضة ادع في ركوعك وسجودك حتى في الفريضة ما في مانع إنما القنوت في الفريضة هذا هو الذي يحتاج إلى رجوع إلى أهل العلم في تقرير المسوغات له وإذا قنت واحد من الشباب على ما قلتم الذي عنده غيرة أو عجلة فصلاته صحيحة إن شاء الله لكنه مخطئ ، ولا مانع أنكم تأمنون على دعائه لأن هذا دعاء تأمنون عليه وتتابعون الإمام ، مع مناصحته بأن يقال له لا تقنت إلا إذا صدرت فتوى من أهل العلم لا تشوش على الناس وتجعل الناس يتساءلون أو يحدث عندهم شيء من الشكوك فيك ويتهمونك ، فكن على طريق واضح .

12d8c7a34f47c2e9d3==