الطاهرةالتميمية
02-11-2004, 01:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
((...فالحكم بغير ما أنزل الله له أحوال:
الحالة الأولى :أن يعرف حكم الله ويجتهد فيه ولكنه أخطا فيه بعد الاجتهاد وبعد أن كان مؤهلا للاجتهاد فهذا مأجور بإذن الله –تعالى- لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (إن الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) فمثل هذا مأجور وله أجر عمله .
والثاني: جاهل حكم بالجهل يظنه أنه حكم الله ولكنه لم يكلف نفسه عناء البحث والتعب في بيان أقوال أهل العلم في مسألة ما، فحكم بالجهل فهذا آثم وإن أصاب، ولكن لا يقال عنه كافر.
الثالث: رجل عرف حكم الله وآمن به واعتقد أنه الحق وأنه هو الواجب المتعين الذي لا يتعين سواه أو رجل يعرف حكم الله ويعلم أنه الحق ويؤمن بأنه الحكم ويؤمن بأنه أفضل من قوانين البشر ولكن مع هذا غلبه هواه وغلب عليه مجتمعه فحكم بغير ما أنزل الله فمثل هذا حكمه فاسق ظالم ولا يقال إنه كافر عاص مرتكب معصية.
فانتبهوا لا نخلط بين هذه الأحكام فنحكم على الناس جزافا .
رجل عرف حكم الله وأيقن أنه الحق وآمن به واعتقد أنه الأفضل بل اعتقد أنه الحق الذي لا يجوز غيره ولكن غلبه هواه وشهوته ومجتمعه فحكم بغير ما أنزل الله مثل الذين يعملون بالقوانين الوضعية وهم يؤمن أن حكم الله هو الحق لكن يعملون بمثل هذا فمثل هؤلاء حكمهم أنهم مسلمون عصاة، انتبهوا لأن بعض الناس يستعجل فيكفر الناس جزافا هكذا فيصدر أحكامه دون ترو ودون تمييز فلنتنبه.
إذن الرابع: رجل حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده بأن حكم الله هو الحق ولكن غلب عليه شيطانه وغلب عليه هواه فمثل هذا عاص فاسق ولا يخرج ذلك من دائرة الإسلام.
الخامس: رجل إن حكم الله لم يعد صالحا في هذا العصر وغيره كل التغير واعتقد أن تلك القوانين الفرنسية أو الإنجليزية التي كانت تستعمر أكثر بلاد المسلمين تلك هي الحق وهي التي تحل مشاكل العصر وأن كتاب الله وسنة رسوله لم تعد صالحة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فمثل هذا حكمه هذا هو الذي يقال عنه إنه كافر مجرم ملحد مرتد حتى يعود إلى الله ويتوب مما بدر منه. انتبهوا وراجعوا هذا الموضع في كتاب {تيسير العزيز الحميد } عند باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب راجعوه هناك وأيضا مر بي في موضع من الفتاوى لا يحضرني الآن في أي جزء هنا وهو منقول عن ابن عباس –رضي الله عنه- حيث قال في تفسير قوله تعالى: ((وأولئك هم الظالمون)) ((وأولئك هم الكافرون)) ((وأولئك هم الفاسقون)) قال ظلم دون ظلم ، وكفر دون كفر ، وفسق دون فسق ،إذن نتنبه لهذا ولا نخلط ونحكم على الناس مثلما يفعله التكفيريون ومثل ما يفعله الذين يتسرعون في أحكامهم لأن تكفير المسلم ليس بالأمر السهل أن تصدر حكما على الناس وتحكم عليهم من خلال تفسيرك أنت الضيق ومن خلال حزب معين ينتمي إليه زيد أو عمرو أو من خلال منهج معين ليس موافقا لمنهج الكتاب والسنة إنما اختطه أناس لأنفسهم وأصبحوا يحللون ويحرمون عن حسب أهوائهم ، ويحكمون على الناس بمجرد الهوى والظن وربما كفر بعضهم بعضا وربما كفروا بعض المسلمين ببعض المعاصي الموجودة ، وربما يعني تسرعوا في إصدار أحكام يعني يندمون عليها أو تصل إلى درجة التكفير والحكم على المسلمين وهذا من غلبة الهوى والشهوة والعياذ بالله.
كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهم الصلبان، فينبغي التمهل في الحكم على الناس فيما مثل هذه القضايا وعدم التسرع والاجتهاد في تتبع أقوال السلف في ذلك وألا نحكم على أحد إلا إذا اتضح لنا الأمر، أوضح من الشمس في رابعة الناهر عندها يصدر الحكم أما قبل ذلك فلا ينبغي ، وينبغي للمسلم أن يدرس ملة أي شخص لأن التكفير عند المسلمين لابد فيه:
أولا: من تعيين شروط ولابد فيه من انتفاء موانع، فمتى وجدت تلك الشروط ووجدت تلك الموانع تحكم أما قبل ذلك فلا يجوز الحكم جزافا على الناس لأن الحكم والحال هذه قد يجانب صاحبه الصواب ، وهذا أمر يحتاج من طلاب العلم إلى وقفة تأمل وإلى وقفة تفحص وتدبر حتى لا نحكم على الناس هكذا إذا رأينا من صدر منه أو بدر منه شيء علينا أن نتريث في الحكم عليه.
الخوارج كما قلت لكم الذين وصفهم النبي –صلى الله عليه وسلم-بأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، ويمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية ، ولذلك فإن هؤلاء الذين أخبر عنهم النبي –صلى الله عليه وسلم- أنهم لئن ظفر بهم ليقتلنهم قتل عاد وإرم أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمر بقتالهم وهم الذين ظهروا في عهد علي –رضي الله عنه- واستغلوا قضية التحكيم وقالوا لا حكم إلا لله ه، وهم يرضون حكم الله بل يطبقون أحكاما أملاها عليهم الهوى وهم لا يتكلمون إلا بالقرآن ولكن أعوذ بالله كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ليس له إلا ما أشرب من هواه ، يعني لا ينظرون إلا الوضع الذي أو بالتفكير الذي من واقعهم أو من عند أنفسهم ولا يقرأون كتب أهل العلم فلذلك كانوا يقتلون عبد الله بن خباب –رضي الله عنه ويمثلون به ثم بعده في لحظات يتساءلون عن حكم دم البعوض أهو حلال أم حرام؟، هذا من المفارقات العجيبة يستحلون دم علي –رضي الله عنه- ومعاوية –رضي الله عنه- وعمرو بن العاص –رضي الله عنه-، ويقتلون المسلمين نعم ويتساءلون عن حكم دم البعوض أيجوز قتله أم لا يجوز؟ وهذا والعياذ بالله نتيجة للهوى ونتيجة لعدم التفقه في دين الله وعدم قراءة كتب السلف والتمكن منها ففيها الخير كل الخير لمن وفقه الله –تبارك وتعالى – ولمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد..))
مفرغ من شريط شرح الثلاثة الأصول للشيخ صالح السحيمي - حفظه الباري-.
((...فالحكم بغير ما أنزل الله له أحوال:
الحالة الأولى :أن يعرف حكم الله ويجتهد فيه ولكنه أخطا فيه بعد الاجتهاد وبعد أن كان مؤهلا للاجتهاد فهذا مأجور بإذن الله –تعالى- لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (إن الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) فمثل هذا مأجور وله أجر عمله .
والثاني: جاهل حكم بالجهل يظنه أنه حكم الله ولكنه لم يكلف نفسه عناء البحث والتعب في بيان أقوال أهل العلم في مسألة ما، فحكم بالجهل فهذا آثم وإن أصاب، ولكن لا يقال عنه كافر.
الثالث: رجل عرف حكم الله وآمن به واعتقد أنه الحق وأنه هو الواجب المتعين الذي لا يتعين سواه أو رجل يعرف حكم الله ويعلم أنه الحق ويؤمن بأنه الحكم ويؤمن بأنه أفضل من قوانين البشر ولكن مع هذا غلبه هواه وغلب عليه مجتمعه فحكم بغير ما أنزل الله فمثل هذا حكمه فاسق ظالم ولا يقال إنه كافر عاص مرتكب معصية.
فانتبهوا لا نخلط بين هذه الأحكام فنحكم على الناس جزافا .
رجل عرف حكم الله وأيقن أنه الحق وآمن به واعتقد أنه الأفضل بل اعتقد أنه الحق الذي لا يجوز غيره ولكن غلبه هواه وشهوته ومجتمعه فحكم بغير ما أنزل الله مثل الذين يعملون بالقوانين الوضعية وهم يؤمن أن حكم الله هو الحق لكن يعملون بمثل هذا فمثل هؤلاء حكمهم أنهم مسلمون عصاة، انتبهوا لأن بعض الناس يستعجل فيكفر الناس جزافا هكذا فيصدر أحكامه دون ترو ودون تمييز فلنتنبه.
إذن الرابع: رجل حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده بأن حكم الله هو الحق ولكن غلب عليه شيطانه وغلب عليه هواه فمثل هذا عاص فاسق ولا يخرج ذلك من دائرة الإسلام.
الخامس: رجل إن حكم الله لم يعد صالحا في هذا العصر وغيره كل التغير واعتقد أن تلك القوانين الفرنسية أو الإنجليزية التي كانت تستعمر أكثر بلاد المسلمين تلك هي الحق وهي التي تحل مشاكل العصر وأن كتاب الله وسنة رسوله لم تعد صالحة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فمثل هذا حكمه هذا هو الذي يقال عنه إنه كافر مجرم ملحد مرتد حتى يعود إلى الله ويتوب مما بدر منه. انتبهوا وراجعوا هذا الموضع في كتاب {تيسير العزيز الحميد } عند باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب راجعوه هناك وأيضا مر بي في موضع من الفتاوى لا يحضرني الآن في أي جزء هنا وهو منقول عن ابن عباس –رضي الله عنه- حيث قال في تفسير قوله تعالى: ((وأولئك هم الظالمون)) ((وأولئك هم الكافرون)) ((وأولئك هم الفاسقون)) قال ظلم دون ظلم ، وكفر دون كفر ، وفسق دون فسق ،إذن نتنبه لهذا ولا نخلط ونحكم على الناس مثلما يفعله التكفيريون ومثل ما يفعله الذين يتسرعون في أحكامهم لأن تكفير المسلم ليس بالأمر السهل أن تصدر حكما على الناس وتحكم عليهم من خلال تفسيرك أنت الضيق ومن خلال حزب معين ينتمي إليه زيد أو عمرو أو من خلال منهج معين ليس موافقا لمنهج الكتاب والسنة إنما اختطه أناس لأنفسهم وأصبحوا يحللون ويحرمون عن حسب أهوائهم ، ويحكمون على الناس بمجرد الهوى والظن وربما كفر بعضهم بعضا وربما كفروا بعض المسلمين ببعض المعاصي الموجودة ، وربما يعني تسرعوا في إصدار أحكام يعني يندمون عليها أو تصل إلى درجة التكفير والحكم على المسلمين وهذا من غلبة الهوى والشهوة والعياذ بالله.
كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهم الصلبان، فينبغي التمهل في الحكم على الناس فيما مثل هذه القضايا وعدم التسرع والاجتهاد في تتبع أقوال السلف في ذلك وألا نحكم على أحد إلا إذا اتضح لنا الأمر، أوضح من الشمس في رابعة الناهر عندها يصدر الحكم أما قبل ذلك فلا ينبغي ، وينبغي للمسلم أن يدرس ملة أي شخص لأن التكفير عند المسلمين لابد فيه:
أولا: من تعيين شروط ولابد فيه من انتفاء موانع، فمتى وجدت تلك الشروط ووجدت تلك الموانع تحكم أما قبل ذلك فلا يجوز الحكم جزافا على الناس لأن الحكم والحال هذه قد يجانب صاحبه الصواب ، وهذا أمر يحتاج من طلاب العلم إلى وقفة تأمل وإلى وقفة تفحص وتدبر حتى لا نحكم على الناس هكذا إذا رأينا من صدر منه أو بدر منه شيء علينا أن نتريث في الحكم عليه.
الخوارج كما قلت لكم الذين وصفهم النبي –صلى الله عليه وسلم-بأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، ويمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية ، ولذلك فإن هؤلاء الذين أخبر عنهم النبي –صلى الله عليه وسلم- أنهم لئن ظفر بهم ليقتلنهم قتل عاد وإرم أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمر بقتالهم وهم الذين ظهروا في عهد علي –رضي الله عنه- واستغلوا قضية التحكيم وقالوا لا حكم إلا لله ه، وهم يرضون حكم الله بل يطبقون أحكاما أملاها عليهم الهوى وهم لا يتكلمون إلا بالقرآن ولكن أعوذ بالله كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ليس له إلا ما أشرب من هواه ، يعني لا ينظرون إلا الوضع الذي أو بالتفكير الذي من واقعهم أو من عند أنفسهم ولا يقرأون كتب أهل العلم فلذلك كانوا يقتلون عبد الله بن خباب –رضي الله عنه ويمثلون به ثم بعده في لحظات يتساءلون عن حكم دم البعوض أهو حلال أم حرام؟، هذا من المفارقات العجيبة يستحلون دم علي –رضي الله عنه- ومعاوية –رضي الله عنه- وعمرو بن العاص –رضي الله عنه-، ويقتلون المسلمين نعم ويتساءلون عن حكم دم البعوض أيجوز قتله أم لا يجوز؟ وهذا والعياذ بالله نتيجة للهوى ونتيجة لعدم التفقه في دين الله وعدم قراءة كتب السلف والتمكن منها ففيها الخير كل الخير لمن وفقه الله –تبارك وتعالى – ولمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد..))
مفرغ من شريط شرح الثلاثة الأصول للشيخ صالح السحيمي - حفظه الباري-.