المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا


كيف حالك ؟

قاسم علي
06-05-2012, 04:51 PM
قال تعالى { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا }

قال ابن القيم رحمه الله


وهذا عام في جميع الخلق، امتحن بعضهم ببعض، فامتحن الرسل بالمرسل إليهم ودعوتهم إلى الحق والصبر على أذاهم. وتحمل المشاق في تبليغهم رسالات ربهم، وامتحن المرسل إليهم بالرسل، وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويصدقونهم، أم يكفرون بهم، ويردون عليهم، ويقاتلونهم؟ وامتحن العلماء بالجهال، هل يعلمونهم، وينصحونهم، ويصبرون على تعليمهم ونصحهم، وإرشادهم، ولوازم ذلك؟ وامتحن الجهال بالعلماء، هل يطيعونهم، ويهتدون بهم؟. وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم، ولذلك كان فقراء المؤمنين وضعفاؤهم، من أتباع الرسل، فتنة لأغنيائهم ورؤسائهم، امتنعوا من الإيمان بعد معرفتهم بصدق الرسل.أهـ مختصراً

ولكن المؤمن الداعي الى الله على بصيرة لا بد أن يتفكر في آخر الآية وقوله تعالى { أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا } فإذا كنت في نفسك فتنة لمن تدعوهم فلا يجب أن يكونوا لك فتنة في دعوتك , فالعالم بالحق لا يكون في تعامله على السواء بالجاهل به , ولكن يجب عليه مقابلة الجاهل بالعلم والحلم على جهله والسفيه الفاحش بالصبر والحلم على سفاهته وفحشه كما أمر الله والله بصيرٌ بالعباد.

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ص662 ط دار طيبة

12d8c7a34f47c2e9d3==