المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل العلم والعلماء والحذر من النعاق والغوغاء


كيف حالك ؟

محب السلفية
01-27-2004, 10:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . (1)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا ) . (2)
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا) . (3)
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد.
أقدم لك اخي الفاضل هذه الوريقات في فضل العلم ومكانته وممن يؤخذ وغيرها من الأمور وهى كا التالي:
1- فضل العلم ومكانته. 2- أخذ العلم من المناهل الصافية . 3- الصبر على طلب العلم . 4- مكانة العلماء . 5- الحذر من الطعن فيهم . 6- الحذر من النعاق والهمج الرعاع .

فضل العلم ومكانته:-

اعلم رحمك الله أن فضل العلم كبير ودرجته عند الله عالية و له فضائل وشرف ومنزلة عند الله كما هو معروف في كتاب الله وفي سنتي رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد حض الإسلام على طلب العلم الشرعي .

قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير )(4)
قال تعالى: ) بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ).

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً , سلك الله به طريقاً من الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم , وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العلم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً ,وإنما ورَّثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) (5)
وهذه الأيات والأحاديث تبين فضل العلم ومكانته


قال العلامة عبد الرحمن اليماني رحمه الله
إنه قد استقرَّ في الأذهان , واستغنى عن إقامة البرهان : ما للعلم من الشرف والفضيلة , وأنه هو الوسيلة لرفع الإنسان في المعنى عمَّا ارتفع عنه في الصورة من البهائم .
ثم قال رحمه الله :
ومما لانزاع فيه أن العلوم تتفاوت في مقدار ذلك الشرف, منها الشريف والأشرف , والمهم والأهم .
ومهما يتصور لعلوم الفلسفة والطبيعيات والرياضيات والأدبيات والصناعيات وغيرها من العلوم الكونيات – مهما يتصور لها من الشرف والفضيلة , والمرتبة الرفيعة- فإنها لاتُداني في ذلك العلم – الذي مع مشاركته لها في ترقية المدارك , وتنوير العقول – ينفرد عنها بإصلاح الأخلاق , وتحصيل السعادة الأبدية , وهو علمُ الدَِين .

ومهما ترقى الإنسان في الصنائع والمعارف الكونية , وتسهيل أسباب الراحة , فإن ذلك إن رفعه عن البهيمية من جهةٍ , فإنه ينزل به عنها من جهة أخرى , مالم تتطهر أخلاقه , فيتخلق بالرأفةِ والرحمة والإثار والعفة والتواضع
والصدق والأمانة والعدل والإحسان , وغيرها من الأخلاق الكريمة .(6)

وقال العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرحه الأصول الستة :
والعلم له فضائل كثيرة :
منها : أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا , أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلي الله والعمل بما علموا , وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبادة بحسب ما قاموا به , قال الله تعالي : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )(7).
ومنها: أنه إرث النبي صلي الله عليه وسلم ( إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , إنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
ومنها : أنه مما يبقي للإنسان بعد مماته , فقد ثبت في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح .
ومنها : أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يرغب أحدا أن يغبط أحدا علي شيء من النعم إلا علي نعمتين هما :
1- _ طلب العلم والعمل به . 2- الغني الذي جعل ماله خدمة للإسلام .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( لاحسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق , ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ).
ومنها: أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه , وكيف يعامل غيره , فتكون مسيرته في ذلك علي علم وبصيرة . (8)

أخذ العلم من المناهل الصافية :-
اعلم وفقني الله واياك لمرضاته انه لابد من أخذ العلم من مناهله الصافية كما هو معروف عند أهل السنة وكما ذكر ذلك أهل العلم ولا يؤخذ العلم عند الاصاغر

بل أيضا لابد من الأخذ عن الثقة لاعن المجروح فهذا علم ودين كما هو معروف عند العلماء
قال بن مسعود رضي الله عنه لايزال الناس بخير ما اخذوا عن أكابرهم فإذا أخذوا العلم عن صغارهم وشرارهم هلكوا.


والإمام مالك بن أنس كان لايروي الا عن ثقة
وايضا
ابن المبارك وكان ربما جعل كلامه في الرجال شعرا ليشتهر ,فمنه
أيها الطالب علما ..................... ائت حماد بن زيد
فاطلبنّ العلم منه ...................... ثم قـيده بـقـيـد
لا كثورٍ وكجهم ...................... وكعمرو بن عبيد (9)

وقال محمد بن سيرين رحمه الله ( إن هذا العلم دين , فانظروا عمن تأخذون دينكم ) (10)
وقال أيضا : ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة , قالوا : سموا لنا رجالكم ,فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ عنهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ عنهم ) (11)

الصبر على طلب العلم :-
الصبر على العلم من الأمور المطلوبة لكي ينال العلم وفضله .
قال المعلمي رحمه الله :
كان نشاط الأئمة في ذلك آية من الأيات , فمن أمثلة ذلك : قال العراقي في شرح (مقدمة ابن الصلاح ) : روينا عن مؤمَّلٍ أنه قال : حدثني شيخٌ بهذا الحديث – يعني حديث فضائل القرآن سورةً سورةً- فقلت للشيخ : من حدثك ؟ فقال : حدثني رجلٌ بالمدائن ,وهو حيٌّ , فصرت إليه , فقلت :: من حدثك ؟ فقال : حدثني شيخٌ بواسط , وهو حيٌّ , فصرت إليه , فقال : حدثني شيخٌ بالبصرة , فصرت إليه , فقال : حدثني شيخٌ بعبَّادان , فصرت إليه , فأخذ بيدي , فأدخلني , فقلت : ياشيخ ! من حدثك ؟ فقال : لم يحدثني أحد , ولكننا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن , فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن !!
لعل هذا الرجل قطع نحو ثلاثة أشهر مسافرا لتحقيق رواية هذا الحديث الواحد . (12)

مكانة العلماء:-
كما ذكر ذلك الإمام بن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة .
قال تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ) آل عمران :18 وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه :

أحدها : استشهادهم دون غيرهم من البشر .
والثانى : اقران شهادتهم بشهادته .
والثالث : اقترانها بشهادة ملائكته .
والرابعة : أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم , فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول , ومنه الأثر المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين ) . انتهى كلامه (13)

قال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعو به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) .


وكما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( البركة مع أكابركم ) (14)

قال العلامة بن عثيمين في شرحه الأصول الستة:-
أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم , ولا يخفى علي كثير من الناس قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعا وتسعين نفسا , فسأل رجلا عابدا هل له من توبة . فكأن العابد استعظم الأمر فقال: لا فقتله السائل فأتم به المائة , ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة , وأنه لاشيء يحول بينه وبين التوبة , ثم دله علي بلد أهله صالحون ليخرج إليه, فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق , والقصة مشهورة فانظر الفرق بين العالم والجاهل .
إذا تبين ذلك فلا بد من معرفة من هم العلماء حقا – هم الربانيون الذين يربون الناس علي شريعة ربهم –حتي يتميز هؤلاء الربانيون عمن تشبه بهم وليس منهم , يتشبه بهم في المظهر والمنظر والمقال والفعال , لكنه ليس منهم في النصيحة للخلق وإرادة الحق , فخيار ماعنده أن يلبس الحق بالباطل , ويصوغه بعبارات مزخرفة , يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا , بل هو البدع والضلالات الذي يظنه بعض الناس هو العلم والفقه , وأن ما سواه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون .
هذا معنى كلام المؤلف –رحمه الله- وكأنه يشير إلي أئمة أهل البدع المضلين , الذين يلمزون أهل السنة بما هم بريئون منه , ليصدوا الناس عن الأخذ منهم , وهذا إرث الذين طغوا من قبلهم , وكذبوا الرسل , كما قال الله تعالي : ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )الذاريات
قال الله تعالي: ( أتواصوابه بل هم قوم طاغون ) ( الذاريات : 53 ) . (15)

الحذر من الطعن فيهم:
قال ابن عساكر: ( واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته إن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لغش العلم خلق ذميم والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم ) . (16)

قال أبو حاتم ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ) (17)

قال العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى ( و التقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان و العلم الراسخ جناية ، ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم ، بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى ، و من المعلوم أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتَّبع الأخذ عنهم ، و حينئذ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ، و يكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام و على المسلمين أيضاً) (18)


الحذر من النعاق والهمج الرعاع :

قال علي رضي الله عنه ( الناس ثلاثة عالم رباني ‘ ومتعلم على سبيل نجاة ‘ وهمج رعاع غوغاء أتباع كل ناعق ‘ يميلون مع كل ريح ‘ لم يستضيئوا بنور العلم ‘ ولم يلجؤا إلى ركن وثيق ) (19)


قال بن القيم رحمه الله
القسم الاول/ هو الذي لا زيادة على فضله لفضل , ولامنزلة فوق منزلته لمجتهد .
وقد دخل في وصف له بأنه رباني وصفه بالصفات التي يقتضيها العلم لأهله, ويمنع وصفه بما خالفه .
ومعنى الرباني في اللغة .. الرفيع الدرجة في العلم , العالي المنزلة فيه وعلى ذلك حملوا قوله تعالى ( لولا ينهاهم الربيانيون والاحبار ) . وقوله ( كونوا ربانيين )
قال بن عباس .. حكماء فقهاء وقال أبو رزين .. علماء . الى أخر ما قال رحمه الله


القسم الثاني /
المتعلم على سبيل نجاة فهو الطالب بتعلمه والقاصد به نجاته من التفريط في تضييع الفروض والواجبات عليه والرغبة بنفسه عن إهمالها واطراحها , والأنفة من مجالسة البهائم .


القسم الثالث /
فهم المهملون لأنفسهم , الراضون بالمنزلة الدنية والحال الخسيسة , التي هي في الحضيض الوهد والهبوط الأسفل التي لا منزلة بعدها في الجهل ولا دونها في السقوط .
وقال عنهم في موضع اخر رحمه الله المحروم المعرض , فلا عالم ولا متعلم , بل همج رعاع . والهمج من الناس حمقاؤهم وجهلتهم , واصله من ( الهمج ) جمع همجية وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والدواب واعينها فشبه همج الناس به . الى اخر كلامه رحمه الله
وقال ايضا
قوله(أتباع كل ناعق ) أي .. من صاح بهم ودعاهم تبعوه , سواء دعاهم إلى الهدى أو إلى ضلال . الى اخر ما قال رحمه الله
وقوله رضي الله عنه ( يميلون مع كل ريح ) وفي رواية مع كل صائح , شبه عقولهم الضعيفة بالغصن الضعيف , وشبه الأهوية والاراء بالرياح , والغصن يميل مع الريح حيث مالت , وعقول هؤلاء تميل مع كل هوى وكل داع , ولو كانت عقولا كاملة كانت كالشجرة الكبيرة التي لاتتلاعب بها الرياح .

وقوله رضي الله عنه ..(( لم يستضيئوا بنور العلم , ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق )) , بين السبب الذي جعلهم بتلك المثابة , وهو أنه لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ) .


بيان حال الجاهل والرويبضة :


قال صلى الله عليه وسلم .( إن بين يدي الساعة سنواتٌ خدَّاعة يؤتمنُ فيها الخائن ويُخوَّنُ فيها الأمين ويُكَذَّبُ فيها الصادق،ويُصدَّقُ‘فيها الْكاذب،وينطقُ فيها الرّويبضة ‘،قالوا وماالرّويبضةُ يارسول الله . قال الرَّجلُ السَّافه يتحدثُ في أمر العامة ) .

قال المحدث العلامة الالباني رحمه الله :

قال تعالى ( وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)
وإني لأعلم أن بعضا من إخواننا دعاة السنة أو الحريصين عليها (قد) يقولون في أنفسهم .. أليس في هذا الرد أشهار لهذا الجاهل , وتعريف بهذا ( الهدام )
فأقول : فكان ماذا ؟ اليس واجبا كشف جهل الجاهل للتحذير منه ؟
أليس هذا نفسه طريق علماء الإسلام مند قديم الزمان لنقض كل منحرف هجام , نقد كل متطاول هداك؟؟
ثم أليس السكوت عن مثله سبيلا يغرر به العامة والدهماء , والهمج الرعاع ؟؟
فليكن إذا ما كان , فالنصيحة أسُّ الدين , وكشف المبطل صيانة للحق المبين , ( ولينصرن الله من ينصره ) ولو بعد حين ..

وختاما , فلوا كان عند هذا الهدام شيئ من الانصاف لكان منه ولو قليلا وامتثال لما قاله بعض كبار أهل العلم نصحا وتوجيها
(( لاينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيئ , حتى يسأل من كان أعلم منه )) ولكن هيهات هيهات فالغرور قتال , وحب الظهور يقصم الظهور .. (20)

ولا يغرنكم المتعالمون الذين يهرفون بما لايعلمون

ولآن الجاهل بمنزلة الأعمى كما في كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله , قال تعالى( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ) .


ولقد أحسن من قال.
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة ........... فلا غروأن يرتاب والصبح مسفر
ومن يتبع لهواه أعمى بصيرة ............ ومن كان أعمى بالدجة كيف يبصر


والحذر من الوقوع في مثل هذه الأسباب التى تبعدك عن أهل العلم , وتنقلب عندك الموازين ,
وقد يعتقد الإنسان في نفسه أو يعتقد فيه أنه من أهل الإجتهاد وما بلغ هذه الدرجة ويقع في أمور عدة .

قال الشاطبي رحمه الله :

أحدها: أن يعتقد الإنسان في نفسه أو يُعْتَقد فيه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين – ولم يبلغ تلك الدرجة – فيعمل على ذلك , ويعد رأيه رأيا , وخلافا :
ولكن تارة يكون ذلك في جزئي وفرع من الفروع , وتارة يكون في كلي وأصل من الأصول الاعتقادية أو من الأصول العملية –
فتراه اخذا ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها , حتى يصير منها إلى ما ظهر له بادي رأيه , من غير إحاطة بمعانيها , ولا رسوخ في فهم مقاصدها .
وهذا هو المبتدع وعليه نبه الحديث الصحيح : أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبض الله العلم انتزاعا ينتزعه من الناس , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبق عالم , اتخذ الناس رؤساء جهالا , فسئلوا ,فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا ).

قال بعض العلماء : تقدير هذا الحديث يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم , وإنما يؤتون
من قبل أنه إذا مات علماؤهم , أفتى مَن ليس بعالم , فيؤتى الناس من قبله , وقد صرِّف هذا المعنى
تصريفا , فقيل : ماخان أمين قط , ولكنه ائتمن غير أمين , فخان . قال ونحن نقول : ما ابتدع عالم قط , ولكنه استفتي من ليس بعالم , فضل وأضل .
قال مالك بن أنس : بكى ربيعة يوما بكاء شديدا , فقيل له : أمصيبة نزلت بك ؟ فقال : لا ولكن استفتي مَن لا علم عنده .
ثم ساق الشاطبي رحمه الله
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , قال قد علمت متى يهلك الناس , إذا جاء الفقه من قِبل الصغير , استعصى عليه الكبير , وإذا جاء الفقه من الكبير , تابعه الصغير , فاهتديا .
وقال بن مسعود رضي الله عنه : لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم , فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم , هلكوا.
ثم قال رحمه الله :
والثاني من أسباب الخلاف : اتباع الهوى.
والثالث من أسباب الخلاف : التصميم على اتباع العوائد وإن فسدت أو كانت مخالفة للحق .(21)

نسأل الله أن يوفق الجميع للبحث عن الحق والعمل به .
والحمد لله رب العالمين

أم أسماء
01-27-2004, 09:48 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==