المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة الرائية في السنة / للإمام أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني


كيف حالك ؟

أبوعكاشة الأثري
04-10-2012, 10:24 PM
القصيدة الرائية في السنة

للإمام أبي القاسم سعد بن علي بن محمد بن الحسين الزنجاني

المتوفى سنة 471 ه رحمه الله



تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعْتَمِدْ الْخَبَرْ * * * وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
وَنَهْجَ الْهُـدَى فَالْـزَمْهُ وَاقْتَـدِ بِالأُلَـى * * * هُـمُ شَهِـدُوا التَّنْـزِيـلَ عَلّـَكَ تَنْجَبـِرْ
وَكُنْ مُوقِناً أَنَّا وَكُلُّ مُكَلَّفٍ * * * أُمِرْنَا بِقَفْوِ الْحَقِّ وَالأَخْذِ بِالْحَذَرْ
وَحُكِّمَ فِيمَا بَيْنَنَا قَوْلُ مَالِكٍ * * * قَدِيمٍ حَلِيمٍ عَالِمِ الْغَيْبِ مُقْتَدِرْ
سَمِيعٍ بَصِيرٍ وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ * * * مُرِيدٍ لِمَـا يَجْرِي عَلَى الْخَلْـقِ مِـنْ قَدَرْ
وَقَوْلُ رَسُولٍ قَدْ تَحَقَّقَ صِدْقُهُ * * * بِمَا جَاءَهُ مِنْ مُعْجِزٍ قَاهِرٍ ظَهَرْ
فَقِيلَ لَنَا رُدُّوا إِلَى اللهِ أَمْرَكُمْ * * * إِذَا مَا تَنَازَعْتُمْ لِتَنْجُوا مِنَ الْغَرَرْ
أَوْ اتَّبِعُوا مَا سَنَّ فِيهِ مُحَمَّدٌ * * * فَطَاعَتُهُ تُرْضِي الَّذِي أَنْزَلَ الزُّبُرْ
فَمَنْ خَالَفَ الْوَحْيَ الْمُبِينَ بِعَقْلِهِ * * * فَـذَاكَ امْرُؤٌ قَـدْ خَـابَ حَقـاً وَقَدْ خَسِرْ
وَفِـي تَرْكِ أَمْـرِ الْمُصْطَفَـى فِتْنَةٌ فَـذَرْ * * * خِـلاَفَ الَّـذِي قَـدْ قَالَـهُ وَاتْـلُ وَاعْتَبِرْ
وَمَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصَّحَابَةُ حُجَّةٌ * * * وَتِلْكَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ سَبَرْ
وَمَـا لَمْ يَكُـنْ فِـي عَصْـرِهِمْ مُتَعَـارَفاً * * * وَجَـاءَ بِـهِ مَـنْ بَعْدَهُمْ رُدَّ بَـلْ زُجِـرْ
فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سَعَادَةٌ * * * كَمَا فِـي شُذُوذِ الْقَوْلِ نَـوْعٌ مِنَ الْخَطَرْ
وَمُعْتَرِضٌ أُتْرُكْ اعْتِمَادَ مَقَالِهِ * * * يُفَارِقُ قَوْلَ التَّابِعِينَ وَمَنْ غَبَرْ
وَأََمْثَلُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِينَا طَرِيقَةً * * * وَأَغْزَرُهُمْ عِلْماً مُقِيمٌ عَلَى الأَثَرْ
وَأَجْهَـلُ مَـنْ تَلْقَـى مِـنَ النَّاسِ مُعْجَبٌ * * * بِخَاطِـرِهِ يُصْغِـي إِلَـى كُـلِّ مَـنْ هَدَرْ
فَـدَعْ عَنْكَ قَـوْلَ النَّاسِ فِيمَـا كُفِيتَـهُ * * * فَمَا فِي اسْتِمَاعِ الزَّيْغِ شَيْءٌ سِوَى الضَّرَرْ
لَقَدْ أَوْضَحَ اللهُ الْكَرِيمُ بِلُطْفِهِ * * * لَنَا الأَمْرَ فِـي الْقُـرْآنِ فَانْهَضْ بِمَـا أَمَرْ
وَخَلَّفَ فِينَا سُنَّةً نَقْتَدِي بِهَا * * * مُحَمُّدٌ الَمَبْعُوثُ غَوْثاً إِلَى الْبَشَرْ
وَمَنَّ عَلَى الْمَأْمُورِ بِالْعَقْلِ آلَةً * * * بِهَـا يَعْرِفُ الْمَتْلـِي مِنَ الْقَـوْلِ وَالْعِبَـرْ
فَلاَ تَكُ بِدْعِيًّا تَزُوغُ عَنِ الْهُدَى * * * وَتُحْـدِثُ فَالإِحْـدَاثُ يُـدْنِـي إِلَى سَقَـرْ
وَلاَ تَجْلِسَنْ عِنْدَ الْمُجَادِلِ سَاعَةً * * * فَعَنْـهُ رَسُولُ اللهِ مِـنْ قَبْـلُ قَـدْ زَجَـرْ
وَمَنْ رَدَّ أَخْبَارَ النَّبِيِّ مُقَدِّماً * * * لِخَاطِرِهِ ذَاكَ امْرُؤٌ مَالَهُ بَصَرْ
وَلاَ تَسْمَعَنْ دَاعِ الكَلاَمِ فَإِنَّهُ * * * عَـدُوٌّ لِهَـذَا الدِّينِ عَـنْ حَمْلِـهِ حَسَـرْ
وَأَصْحَابُهُ قَدْ أَبْدَعُوا وَتَنَطَّعُوا * * * وَجَـازُوا حُـدُودَ الْحَـقِّ بِالإِفْكِ وَالأَشَرْ
وَخُـذْ وَصْفَهُمْ عَـنْ صَاحِبِ الشَّـرْعِ إِنَّهُ * * * شَدِيدٌ عَلَيْهِمْ لِلَّذِي مِنْهُمُ خَبَرْ
وَقَدْ عَدَّهُمْ سَبْعِينَ صِنْفاً نَبِيُّنَا * * * وَصِنْفَيْنِ كُلٌّ مُحْدِثٌ زَائِغٌ دَعِرْ
فَبِالرَّفْضِ مَنْسُـوبٌ إِلَـى الشِّـرْكِ عَادِلٌ * * * عَـنِ الْحَـقِّ ذُو بُهْـتٍ عَلَـى اللهِ وَالنُّذُرْ
وَعَقْـدِي صَحِيـحٌ فِـي الْخَـوَارِجِ أَنَّهُمْ * * * كِـلاَبٌ تَعَاوَى فِـي ضَلاَلٍ وَفِـي سُعُـرْ
وَيُورِدُهُمْ مَا أَحْدَثُوا مِنْ مَقَالِهِمْ * * * لَظًى ذَاتَ لَهْبٍ لاَ تُبَقِّي وَلاَ تَذَرْ
وَأَبْرَأُ مِنْ صِنْفَيْنِ قَدْ لُعِنَا مَعاً * * * فَـذَا أَظْهَرَ الإِرْجَـا وَذَا أَنْكَـرَ الْقَـدَرْ
وَمَا قَالَهُ جَهْمٌ فَحَقًّا ضَلاَلَةٌ * * * وَبِشْرٌ فَمَا أَبْدَاهُ جَهْلاً قَدْ انَْتَشَرْ
وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ
وَجَاءَ ابْنُ كَرَّامٍ بِهُجْرٍ وَلَمْ يَكُنْ * * * لَهُ قَدَمٌ فِي الْعِلْمِ لَكِنَّهُ جَسَرْ
وَسَقَّفَ هَذَا الأَشْعَرِيُّ كَلاَمَهُ * * * وَأَرْبَـى عَلَى مَـنْ قَبْلَـهُ مِنْ ذَوِي الدَّبَرْ
فَمَا قَالَهُ قَدْ بَانَ لِلْحَقِّ ظَاهِراً * * * وَمَـا فِي الْهُـدَى عَمْداً لِمَنْ مَـازَ وَادَّكَرْ
يُكَفِّرُ هَذَا ذَاكَ فِيمَا يَقُولُهُ * * * وَيَذْكُرُ ذَا عَنْهُ الَّذِي عِنْدَهُ ذُكِرْ
وَبِالْعَقْلِ فِيمَا يَزْعُمُونَ تَبَايَنُوا * * * وَكُلُّهُمُ قَدْ فَارَقَ الْعَقْلَ لَوْ شَعَرْ
فَـدَعْ عَنْكَ مَـا قَـدْ أَبْـدَعُوا وَتَنَطَّعُـوا * * * وَلاَزِمْ طَـرِيقَ الْحَـقِّ وَالنَّصِّ وَاصْطَبِرْ
وَخُـذْ مُقْتَضَى الآثَـارِ وَالْوَحْيِ فِي الَّذِي * * * تَنَـازَعَ فِيـهِ النَّـاسُ مِـنْ هَـذِهِ الْفِقَـرْ
فَمَـا لِذَوِي التَّحْصِيـلِ عُـذْرٌ بِتَـرْكِ مَا * * * أَتَـاهُ بِـهِ جِبْرِيـلُ فِـي مُنْـزَلِ السُّـوَرْ
وَبَيَّنَ فَحْوَاهُ النَّبِيُّ بِشَرْحِهِ * * * وَأَدَّى إِلَى الأَصْحَـابِ مَـا عَنْهُ قَدْ سُطِرْ
فَبِاللهِ تَوْفِيقِي وَآمُلُ عَفْوَهُ * * * وَأَسْأَلُهُ حِفْظاً يَقِينِي مِنَ الْغِيَرْ
لِأَسْعَدَ بِالْفَوْزِ الْمُبِينِ مُسَابِقاً * * * إِلَى جَنَّـةِ الْفِـرْدَوْسِ فِي صَالِـحِ الزُّمَرْ

عبدالعزيز النجدي
04-11-2012, 11:13 AM
وَأَبْرَأُ مِنْ صِنْفَيْنِ قَدْ لُعِنَا مَعاً * * * فَـذَا أَظْهَرَ الإِرْجَـا وَذَا أَنْكَـرَ الْقَـدَرْ

بدواوي
04-11-2012, 02:18 PM
ثناء العلماء عليه :-


سئل عنه إسماعيل الحافظ التميمي فقال : " إمام كبير عارف في السنة " انظر تذكرة الحفاظ (3/1176)

وقال ابن طاهر : " ما أريت مثله " انظر السير (18/386)

وقال السمعاني : " كان حافظا متقنا ورعا كثير العبادة " الأنساب (6/307) والسير (18/386)

وقال ابن الجوزي : " كان إماماً حافظاً ورعاً متعبداً متقناً " المنتظم من تاريخ الملوك والأمم (8/320)

وقال ابن كثير : " رحل إلى الآفاق وسمع الكثير وكان إماماً حافظاً متعبداً ورعاً ثم انقطع بآخر عمره بمكة " البداية والنهاية (16/72)

وقال الذهبي : " كان الإمام أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ المجاور بمكة له حرمةٌ عظيمة بالحرم وهاو صاحب القصيدة الرائية في السنة وكان من دعاة السنة وأعداء البدعة " العلو ص (259-260)
وقال الإمام ابن قيم : " وهو إمامٌ في السنة له فيها قصيدة معروفة " اجتماع جيوش الإسلامية ص (197)

وقال أيضاً : " وله أجوبةٌ سُئلَ عنها في السنة فأجاب عنها بأجوبة أئمة السنة وصدرها بجواب إمام وقته أبي العباس بن سريج" المصدر نفسه (198)

12d8c7a34f47c2e9d3==