ماجد الدوسري
03-21-2012, 08:16 PM
إن الله عز وجل أرسل رسوله بالهدِى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً فأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه فكانت دعوته عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر سنة في مكة لتقرير التوحيد وإفراد الله بالعبادة وتصفيته من الشرك والبدع والخرافات القولية والعملية والاعتقادية لأن العبادة لها شرطان أساسيان متى ما تحققا قبل العمل وهما الإخلاص لله سبحانه ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الله من أهم العبادات ووسائلها توقيفية لا مجال للآراء والاجتهادات والاختراعات وإحداث المحدثات البدعية لأن دين الله كامل لا زيادة فيه ولا نقص قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)
وإن من أعظم ما أنعم الله به على هذه الأمة بعد بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في هذا العصر ظهور الدعوة الإصلاحية، في نجد والتي قام بها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فجدد ما اندثر من معالم الإسلام في منتصف القرن الثامن عشر الهجري فأيده على ذلك الإمام محمد بن سعود رحمة الله عليهما فقامت عليها هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين ومأرز التوحيد ومنطلق الدعوة السلفية في العالم فجعلت هذه الدعوة من الأصول والثوابت التي ترتكز عليها فقررت كتب ورسائل الشيخ في المدارس والمعاهد والجامعات تدريساً وتعليماً ولا شك أن دعوة سلفية امتداد لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتسير على منهاج النبوة وتقتفي أثر ما سلكه نبينا صلى الله عليه وسلم في دعوته سيكون لها النجاح والتوفيق وستخلف الآثار الخيرة والطيبة للأمة وشاهد هذا ولله الحمد بائن لا غموض فيه.
وما أحسن ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذه البلاد وتطبيقها لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومناصرتها له في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/380) عندما قال: (مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول: إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها). ثم حكم رحمه الله بأنها على السنة بقوله في نفس المصدر (1/383): إني على يقين بأن حكومة المملكة العربية السعودية السنية وفقها الله..) ثم قال رحمه الله في نفس الكتاب (1/383) (مما نشكر عليه هذه الدولة التي قامت على مذهب السلف..)
ويكفي بهذه شهادة فماذا يريد أصحاب الدعوات الحزبية الحركية من هذه البلاد بتكوين هذه الجماعات التي فرقت الأمة ومزقتها بدعاوى فارغة ونشاطات مزخرفة ألبست لباس السرية والتكتلات التنظيمية والبيعات الخفية في الخرجات والرحلات التبليغية. إن دولة تقوم على دعوة «إسلامية» فلماذا التركيز على هذه البلاد وشبابنا بالأخص؟ ألا يكفينا فرقة وشتات وتحزب؟ إلى هذا الحد وصل بكم الإفساد والتغرير بشبابنا فجعلتموهم فرقا وأحزابا وجماعات بدل أن يكونوا (جماعة واحدة لا جماعات وصراطا واحدا لا عشرات) أنشأتم لهم هذه الطوائف والفرق وصرفتموهم عن علمائنا وولاة أمورنا واستعطفتم مشاعرهم وقلوبهم لهذه الجماعات الضالة كجماعة التبليغ وما تقوم عليه من وسائل وطرق ملتوية ظاهرها التزهد والوعظ وباطنها الفرقة وعقد البيعات والجولات وإقامة البيانات بعد الخروج أياما وشهورا وما عند هذه الجماعة من بدع وخرافات كاف للبعد عنها ولكن من يروجون لها ويناصرونها هم السبب في تعلق شبابنا وشيبنا بهذه الأحزاب والجماعات التي تعج بالفساد العقدي وإليك أخي القارئ شيئاً منه.
أولاً: تفسير لا إله إلا الله بأنها إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصحيح. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذا التفسير ليس بصحيح لأن تفسيرها على هذا الوجه لا يتحقق به إلا توحيد الربوبية فقط ومعلوم أن توحيد الربوبية لا يدخل الإنسان في الإسلام. ثم قال: يجب على الإنسان أن يتوب إلى الله من هذا التفسير الفاسد لمعنى لا إله إلا الله.
ثانياً: ليس عندهم عناية بالعقيدة والتوحيد. قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عنهم: جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة. كتاب (كشف الستار عما تحمله بعض الجماعات من أخطار) وما يشهد لواقع وحال هذه الجماعة وعدم عنايتها بالعقيدة الصحيحة والتوحيد ما ذكره عنهم الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه «القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ» في ص 10 عن بعض أمرائهم بأنه قال: (لو كان لي من الأمر شيء لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ولم اترك على وجه الأرض منها شيئاً). ثم ذكر في ص 335 عن حسين أحمد وهو أحد مشايخ التبليغ ومؤلف كتاب (الشهاب الثاقب) (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب). وذكر أيضاً في ص 336 عن أنور شاه الكشميري من كبار مشايخ التبليغيين (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب).
وذكر أيضاً في ص 189 عن أحد الذين تابوا ورجعوا فتركوا هذه الجماعة فاعترف بقوله: (أنهم كانوا يقصدون بالشيطان الرجيم الشيخ محمد بن عبد الوهاب) نعوذ بالله من هذا البهتان ومن هذا الضلال فإلى متى التعاطف والتسامح مع جماعة ليس لها عناية بالعقيدة الصحيحة والدعوة إلى التوحيد والسنة وسب علماء الأمة الذين سطر لهم التاريخ أحسن وأروع المواقف في الجهاد ونشر العلم وتعليم الناس الخير ولذا كان من وصايا السلف قولهم (من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر).
ثالثاً: إنها جماعة تقوم على طرق صوفية وهي: السهروردية والنقشبندية والقادرية والجشتية.
قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في جوابه عن هذه الجماعة: هذه الجمعية لا خير فيها، فإنها جمعية بدعة وضلالة وبقراءة الكتب المرفقة بخطابكم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأمر الذي لا يسع السكوت عنه.
ربعاً: تربية الشباب على نزع يد الطاعة من ولاة أمور المسلمين بعقد البيعات لأمراء الجماعة. وهذا حدِّث عنه ولا حرج في هذه الفرقة ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية وما تقررت عليه عقائد أهل السنة والجماعة من أن البيعة إنما تكون لولي أمر المسلمين الذي بايعه أهل الحل والعقد فأعطوه البيعة الشرعية. وجماعة التبليغ لها طريقتها في تربية أتباعها على نزع يد الطاعة والخروج على حكام المسلمين وإعطاؤها قادة ومنظري الجماعة فيقومون بتقسيم أتباعهم إلى مجموعات وعلى كل مجموعة مسؤول هو الأمير يبايعونه على ذلك بل يُطاع حتى ولو ترتب على ذلك معصية والديه، ثم تتدرج الأمور شيئاً فشيئاً فيربون أتباعهم على أن الناس في فساد ومعاصي وشهوات وحب للدنيا وملذاتها فيذهبون بأتباعهم في رحلات وزيارات جماعية إلى المقابر في أواخر الليل ثم ينـزلونهم في القبور ويقولون لهم هذه حقيقة الدنيا معاصي وشر.
ومما ذكره عنهم صاحب كتاب (جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية) أن يقسمون الأصنام إلى خمسة ومن الأصنام: الاشتغال بالدنيا وطلب الرزق ولا شك أن هذا باطل أن يقارن الإشراك بالله بطلب الرزق فتجد أن أتباع هذه الجماعة يتركون العمل وطلب الرزق والاشتغال بالتجارة والوظائف فينشأ الشاب بعدها على اليأس والقنوط والنظرة السيئة لمن حوله في مجتمعه حتى يكره ما الناس عليه من حال فبعدها يتكون في نفسه هذا الفكر وأن الأمة في معاصي وفساد وشر وحب للدنيا وملذاتها فيحصل ما لا تُحمد عقباه والواقع يحكي عن نفسه وكم سمعت تحذيرات العلماء من هذه الجماعة وخاصة فضيلة الشيخ العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وشفاه وهو ينصح ويحذر منذ سنين من الذهاب والانضمام لهذه الجماعة وأنها جماعة لها طريقتها السيئة في تربية الشباب على نزع يد الطاعة والخروج على أئمة المسلمين فكان يقول: يظن البعض أن التبلغيين ليس عندهم توجه سياسي أو تهييج على حكام المسلمين وولاة الأمور وهذا خطأ بل هم من أشر وأسوأ الناس في ذلك. أ. هـ) فكان السلف يقولون: (ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف). أي: الخروج على ولاة الأمور وترك جماعة المسلمين. فالذي يذكر اعترافات الذين قاموا بالتفجير في العليا كان أحدهم ويسمى «مصلح الشمراني» يقول في أثناء اعترافه في وسائل الإعلام: بأنني مع جماعة التلبيغ ثم ذهبت إلى أفغانستان فتدربت.. «وشهد شاهدٌ من أهلها» إذاً فهذه دعوة تقوم على التهريج ثم التخريج ثم التهييج فبعدها التفجير فتنتهي بالتدمير والتقتيل فنسأل الله السلامة والعافية.
خامساً: الاعتكاف الأسبوعي كل خميس. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الاعتكاف كل خميس وليلة الجمعة من البدعة لا شك في هذا فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخصص يوم الخميس بالاعتكاف. كتاب (كشف الستار).
سادساً: تحريفهم لمعنى الخروج في سبيل الله. قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الخروج في سبيل الله هو الخروج الذي يعنونه الآن لأن الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو وأما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف. كتاب (كشف الستار).
سابعاً: الطعن والسب في العلماء وعدم طلب العلم.
ولهم طرق كثيرة يصرفون بها الشباب ومن يذهب معهم عن طلب العلم والجلوس عند العلماء فيقولون لمن يخرج معهم: أنت داعية والداعية مثل السحاب يمر على الناس في أرضهم فيسقيهم، بخلاف العلماء فإنهم أشبه بالآبار إذا أصابك الظمأ على بُعد مسافة ميل قد يقتلك العطش قبل أن تأتي تلك الآبار بل قد لا تشرب لأن الدلو التي تلقي فيها غير موجودة. فإذا ذهب الشاب عند العلماء وجلس لهم فتذكر ما غرس في قلبه من أنه هو الداعية وكالسحاب وهؤلاء آبار زعموا - خرج وترك طلب العلم لأنه يريد أن يكون كالسحاب وهكذا.. ولكن قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد به الله خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وقال ابن عساكر في تلبيس كذب المفتري (لحوم العلماء مسمومة وعادة الله على منتهكها معلومة ومن وقع فيهم بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب).
ثامناً: ترك إنكار المنكر. وهذا أصل من أصول الجماعة.
فدعوة لا تنكر المنكر بحجة أن هذا يُنفِّر الناس عنهم لا شك أنها دعوة قاصرة وباطلة وهذا مشاهد يعرفه من ذهب بل هو من الأصول التي تقوم عليها هذه الجماعة مخالفين بذلك ما أمر الله سبحانه وتعالى وجاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة والآثار النبوية. قال تعالى: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع..» لأنهم يزعمون أنهم يدعون إلى الفضائل ويربون (الأحباب) على ممارسة الدعوة من غير علم بل ويقدمون الدعوة على طلب العلم ويقولون: طلب العلم يأخذ وقتاً كثيراً والعمر قصير ويحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية» ولا شك أن هذا خلل في فهم المنهج الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلماء الإسلام والمصلحين من أهل السنة في طريق الدعوة. قال الإمام البخاري (باب العلم قبل القول والعمل) فالأمة اليوم بحاجة ماسة لمعرفة «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» لأن فيه الحكمة والعقل ودراسة حقيقة فقه الدعوة إلى الله كما سار عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه من بعده ومن خطى خطاهم وحذا حذوهم من التابعين ومن تبعهم من بعدهم من أهل السنة.
بقلم: عبد المحسن بن سالم باقيس
وإن من أعظم ما أنعم الله به على هذه الأمة بعد بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في هذا العصر ظهور الدعوة الإصلاحية، في نجد والتي قام بها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فجدد ما اندثر من معالم الإسلام في منتصف القرن الثامن عشر الهجري فأيده على ذلك الإمام محمد بن سعود رحمة الله عليهما فقامت عليها هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين ومأرز التوحيد ومنطلق الدعوة السلفية في العالم فجعلت هذه الدعوة من الأصول والثوابت التي ترتكز عليها فقررت كتب ورسائل الشيخ في المدارس والمعاهد والجامعات تدريساً وتعليماً ولا شك أن دعوة سلفية امتداد لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتسير على منهاج النبوة وتقتفي أثر ما سلكه نبينا صلى الله عليه وسلم في دعوته سيكون لها النجاح والتوفيق وستخلف الآثار الخيرة والطيبة للأمة وشاهد هذا ولله الحمد بائن لا غموض فيه.
وما أحسن ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذه البلاد وتطبيقها لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومناصرتها له في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/380) عندما قال: (مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول: إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها). ثم حكم رحمه الله بأنها على السنة بقوله في نفس المصدر (1/383): إني على يقين بأن حكومة المملكة العربية السعودية السنية وفقها الله..) ثم قال رحمه الله في نفس الكتاب (1/383) (مما نشكر عليه هذه الدولة التي قامت على مذهب السلف..)
ويكفي بهذه شهادة فماذا يريد أصحاب الدعوات الحزبية الحركية من هذه البلاد بتكوين هذه الجماعات التي فرقت الأمة ومزقتها بدعاوى فارغة ونشاطات مزخرفة ألبست لباس السرية والتكتلات التنظيمية والبيعات الخفية في الخرجات والرحلات التبليغية. إن دولة تقوم على دعوة «إسلامية» فلماذا التركيز على هذه البلاد وشبابنا بالأخص؟ ألا يكفينا فرقة وشتات وتحزب؟ إلى هذا الحد وصل بكم الإفساد والتغرير بشبابنا فجعلتموهم فرقا وأحزابا وجماعات بدل أن يكونوا (جماعة واحدة لا جماعات وصراطا واحدا لا عشرات) أنشأتم لهم هذه الطوائف والفرق وصرفتموهم عن علمائنا وولاة أمورنا واستعطفتم مشاعرهم وقلوبهم لهذه الجماعات الضالة كجماعة التبليغ وما تقوم عليه من وسائل وطرق ملتوية ظاهرها التزهد والوعظ وباطنها الفرقة وعقد البيعات والجولات وإقامة البيانات بعد الخروج أياما وشهورا وما عند هذه الجماعة من بدع وخرافات كاف للبعد عنها ولكن من يروجون لها ويناصرونها هم السبب في تعلق شبابنا وشيبنا بهذه الأحزاب والجماعات التي تعج بالفساد العقدي وإليك أخي القارئ شيئاً منه.
أولاً: تفسير لا إله إلا الله بأنها إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصحيح. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذا التفسير ليس بصحيح لأن تفسيرها على هذا الوجه لا يتحقق به إلا توحيد الربوبية فقط ومعلوم أن توحيد الربوبية لا يدخل الإنسان في الإسلام. ثم قال: يجب على الإنسان أن يتوب إلى الله من هذا التفسير الفاسد لمعنى لا إله إلا الله.
ثانياً: ليس عندهم عناية بالعقيدة والتوحيد. قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عنهم: جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة. كتاب (كشف الستار عما تحمله بعض الجماعات من أخطار) وما يشهد لواقع وحال هذه الجماعة وعدم عنايتها بالعقيدة الصحيحة والتوحيد ما ذكره عنهم الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه «القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ» في ص 10 عن بعض أمرائهم بأنه قال: (لو كان لي من الأمر شيء لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ولم اترك على وجه الأرض منها شيئاً). ثم ذكر في ص 335 عن حسين أحمد وهو أحد مشايخ التبليغ ومؤلف كتاب (الشهاب الثاقب) (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب). وذكر أيضاً في ص 336 عن أنور شاه الكشميري من كبار مشايخ التبليغيين (بأنه كان يسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب).
وذكر أيضاً في ص 189 عن أحد الذين تابوا ورجعوا فتركوا هذه الجماعة فاعترف بقوله: (أنهم كانوا يقصدون بالشيطان الرجيم الشيخ محمد بن عبد الوهاب) نعوذ بالله من هذا البهتان ومن هذا الضلال فإلى متى التعاطف والتسامح مع جماعة ليس لها عناية بالعقيدة الصحيحة والدعوة إلى التوحيد والسنة وسب علماء الأمة الذين سطر لهم التاريخ أحسن وأروع المواقف في الجهاد ونشر العلم وتعليم الناس الخير ولذا كان من وصايا السلف قولهم (من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر).
ثالثاً: إنها جماعة تقوم على طرق صوفية وهي: السهروردية والنقشبندية والقادرية والجشتية.
قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في جوابه عن هذه الجماعة: هذه الجمعية لا خير فيها، فإنها جمعية بدعة وضلالة وبقراءة الكتب المرفقة بخطابكم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأمر الذي لا يسع السكوت عنه.
ربعاً: تربية الشباب على نزع يد الطاعة من ولاة أمور المسلمين بعقد البيعات لأمراء الجماعة. وهذا حدِّث عنه ولا حرج في هذه الفرقة ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية وما تقررت عليه عقائد أهل السنة والجماعة من أن البيعة إنما تكون لولي أمر المسلمين الذي بايعه أهل الحل والعقد فأعطوه البيعة الشرعية. وجماعة التبليغ لها طريقتها في تربية أتباعها على نزع يد الطاعة والخروج على حكام المسلمين وإعطاؤها قادة ومنظري الجماعة فيقومون بتقسيم أتباعهم إلى مجموعات وعلى كل مجموعة مسؤول هو الأمير يبايعونه على ذلك بل يُطاع حتى ولو ترتب على ذلك معصية والديه، ثم تتدرج الأمور شيئاً فشيئاً فيربون أتباعهم على أن الناس في فساد ومعاصي وشهوات وحب للدنيا وملذاتها فيذهبون بأتباعهم في رحلات وزيارات جماعية إلى المقابر في أواخر الليل ثم ينـزلونهم في القبور ويقولون لهم هذه حقيقة الدنيا معاصي وشر.
ومما ذكره عنهم صاحب كتاب (جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية) أن يقسمون الأصنام إلى خمسة ومن الأصنام: الاشتغال بالدنيا وطلب الرزق ولا شك أن هذا باطل أن يقارن الإشراك بالله بطلب الرزق فتجد أن أتباع هذه الجماعة يتركون العمل وطلب الرزق والاشتغال بالتجارة والوظائف فينشأ الشاب بعدها على اليأس والقنوط والنظرة السيئة لمن حوله في مجتمعه حتى يكره ما الناس عليه من حال فبعدها يتكون في نفسه هذا الفكر وأن الأمة في معاصي وفساد وشر وحب للدنيا وملذاتها فيحصل ما لا تُحمد عقباه والواقع يحكي عن نفسه وكم سمعت تحذيرات العلماء من هذه الجماعة وخاصة فضيلة الشيخ العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وشفاه وهو ينصح ويحذر منذ سنين من الذهاب والانضمام لهذه الجماعة وأنها جماعة لها طريقتها السيئة في تربية الشباب على نزع يد الطاعة والخروج على أئمة المسلمين فكان يقول: يظن البعض أن التبلغيين ليس عندهم توجه سياسي أو تهييج على حكام المسلمين وولاة الأمور وهذا خطأ بل هم من أشر وأسوأ الناس في ذلك. أ. هـ) فكان السلف يقولون: (ما ابتدع قوم بدعة إلا واستحلوا السيف). أي: الخروج على ولاة الأمور وترك جماعة المسلمين. فالذي يذكر اعترافات الذين قاموا بالتفجير في العليا كان أحدهم ويسمى «مصلح الشمراني» يقول في أثناء اعترافه في وسائل الإعلام: بأنني مع جماعة التلبيغ ثم ذهبت إلى أفغانستان فتدربت.. «وشهد شاهدٌ من أهلها» إذاً فهذه دعوة تقوم على التهريج ثم التخريج ثم التهييج فبعدها التفجير فتنتهي بالتدمير والتقتيل فنسأل الله السلامة والعافية.
خامساً: الاعتكاف الأسبوعي كل خميس. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الاعتكاف كل خميس وليلة الجمعة من البدعة لا شك في هذا فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخصص يوم الخميس بالاعتكاف. كتاب (كشف الستار).
سادساً: تحريفهم لمعنى الخروج في سبيل الله. قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: الخروج في سبيل الله هو الخروج الذي يعنونه الآن لأن الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو وأما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف. كتاب (كشف الستار).
سابعاً: الطعن والسب في العلماء وعدم طلب العلم.
ولهم طرق كثيرة يصرفون بها الشباب ومن يذهب معهم عن طلب العلم والجلوس عند العلماء فيقولون لمن يخرج معهم: أنت داعية والداعية مثل السحاب يمر على الناس في أرضهم فيسقيهم، بخلاف العلماء فإنهم أشبه بالآبار إذا أصابك الظمأ على بُعد مسافة ميل قد يقتلك العطش قبل أن تأتي تلك الآبار بل قد لا تشرب لأن الدلو التي تلقي فيها غير موجودة. فإذا ذهب الشاب عند العلماء وجلس لهم فتذكر ما غرس في قلبه من أنه هو الداعية وكالسحاب وهؤلاء آبار زعموا - خرج وترك طلب العلم لأنه يريد أن يكون كالسحاب وهكذا.. ولكن قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد به الله خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وقال ابن عساكر في تلبيس كذب المفتري (لحوم العلماء مسمومة وعادة الله على منتهكها معلومة ومن وقع فيهم بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب).
ثامناً: ترك إنكار المنكر. وهذا أصل من أصول الجماعة.
فدعوة لا تنكر المنكر بحجة أن هذا يُنفِّر الناس عنهم لا شك أنها دعوة قاصرة وباطلة وهذا مشاهد يعرفه من ذهب بل هو من الأصول التي تقوم عليها هذه الجماعة مخالفين بذلك ما أمر الله سبحانه وتعالى وجاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة والآثار النبوية. قال تعالى: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع..» لأنهم يزعمون أنهم يدعون إلى الفضائل ويربون (الأحباب) على ممارسة الدعوة من غير علم بل ويقدمون الدعوة على طلب العلم ويقولون: طلب العلم يأخذ وقتاً كثيراً والعمر قصير ويحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية» ولا شك أن هذا خلل في فهم المنهج الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعلماء الإسلام والمصلحين من أهل السنة في طريق الدعوة. قال الإمام البخاري (باب العلم قبل القول والعمل) فالأمة اليوم بحاجة ماسة لمعرفة «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» لأن فيه الحكمة والعقل ودراسة حقيقة فقه الدعوة إلى الله كما سار عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه من بعده ومن خطى خطاهم وحذا حذوهم من التابعين ومن تبعهم من بعدهم من أهل السنة.
بقلم: عبد المحسن بن سالم باقيس