المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغيير الحقيقي في ميزان شرعنا المطهر... للعلامة الامام ابن باز رحمه الله ا


كيف حالك ؟

عمر الاثري
03-03-2012, 07:38 PM
تصحيح المفهوم الخاطئ لمعنى "التغيير " ومطلب اغلب الشعوب الاسلامية الثائرة في وقتنا الراهن.


لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[1]؟

الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقا قال سبحانه: وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ[2]، وقد يمهلهم سبحانه ويملي لهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة كما قال سبحانه: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ[3] يعني آيسون من كل خير، نعوذ بالله من عذاب الله ونقمته، وقد يؤجلون إلى يوم القيامة فيكون عذابهم أشد كما قال سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[4] والمعنى أنهم يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، فيكون ذلك أعظم في العقوبة وأشد نقمة. وقد يكونون في شر وبلاء ومعاصي ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه ويندمون ويستقيمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس وفرقة، ومن شدة وفقر إلى رخاء ونعمة، واجتماع كلمة وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطيبة وتوبتهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الآية الأخرى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[5] فهذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد يمهلون كما تقدم والعكس كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله غيَّر الله حالهم من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير.

[1] سورة الرعد الآية 11.

[2] سورة فصلت الآية 46.

[3] سورة الأنعام الآية 44.

[4] سورة إبراهيم الآية 42.

[5] سورة الأنفال من الآية 53.


http://www.binbaz.org.sa/mat/2117


فاذا ارادت الشعوب الاسلامية التغيير الحقيقي فعليها بهذا الميزان الشرعي بصفتها مسلمة ترجع الى الشرع الاسلامي

فاما:

أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله،

وقد يمهلون كما تقدم .

والعكس كذلك

إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال

ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله

غيَّر الله حالهم

من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير.


هذا هو الميزان الشرعي الاسلامي وعلى الشعوب الاسلامية ان ترجع اليه وتضع نفسها فيه وتدع السياسات الاخرى المخالفة للاسلام

والله الموفق

عمر الاثري
03-03-2012, 10:05 PM
وقال عليه الصلاة والسلام " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم "

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كنا اذلة فأعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة في غير الاسلام اذله الله .



فالذل لايتغير ولا يرفع ابدا ولاينزع الا بالرجوع الى الدين بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى والاستقامة على طاعة الله .

وليس بالثورة واحداث الفتن والقلاقل والاضرار بجماعة المسلمين وفي الاخير الرجوع الى انظمة من وضع البشر كالديموقراطية مثلا المخالفة للدين الاسلامي .

والله المستعان.

12d8c7a34f47c2e9d3==