المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام سماحة المفتي الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ في مسألة العذر بالجهل


كيف حالك ؟

هادي بن علي
01-08-2012, 04:07 PM
كلام سماحة المفتي الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ في مسألة العذر بالجهل

مقدم البرنامج: هل تؤكل ذبيحة من يتوسل بغير الله كالذي يقول يا سيدنا فلان أغثني مع أنه يحب الله ورسوله وهو كثير العبادة والصدقات فهل تجوز الصلاة خلفه ، وهل تجوز الدعاء لهم بالمغفرة وهم يتوسلون بغير الله جهلاً منهم أو ظناً منهم أن ما يفعلونه هو من التقرب إلى الله لاسيما أن أكثرهم جهال لا يعرفون عن الإسلام شيئاً ، نرجو أن تبينوا لنا جزاكم الله خيراً.

الشيخ: بسم الله ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأخ مقيم في الطائف، يقول في سؤاله: هل نأكل ذبيحة من يقول يا سيدي رسول الله أغثني؟ أو فرج كربي أو اقضِ ديني؟ ذبح الذبيحة هل نؤكلها؟
نقول له يا أخي لا يحل لنا أكلها لأن الله جل وعلا يقول:((فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)) [الأنعام:118] وقال: (( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ )) [الأنعام:122] والتسمية إذا حصلت من مشرك فلا أثر لها، إذ هذا المشرك الذي يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين ويقول أسألك يا سيدي أغثني أو فرج همي، نقول هذا أشرك مع الله غيره حيث دعا غير الله والتجأ لغير الله ، وهذا ليس توسل ولكن هذا محض الدعاء، توسل شركي يخرج من الملة، والوثني لا يحل لنا أكل ذبيحته وإن سمى الله عليها لأنه مشرك وأعماله كلها حابطة، فإذا ذبح الوثني الذي يعبد الأوثان أو يعظم أرباب القبور ويستغيث بهم ويطوف بهم ويقرب القربان إليهم، فإن هذا مشرك لأنه ذبح ذبيحته .. مما أهل به لغير الله ، قال جل وعلا :(( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )) [المائدة:3] وهذا الذي ذبح للقبور وأهل ذبيحته لغير الله -ولو سمى الله عليها- فذبيحته محرمة، هذا إذا كان يشرك بالله، لا يجوز أن نصلي وراءه، لا نصلي وراء عابد وثن، لا نصلي وراء من يدعو الأنبياء والأولياء والصالحين، لا نصلي وراءهم لأن عبادتهم باطلة ، لأن الله يقول: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )) [الزمر:65-66] فالعابد لغير الله، المعظم لغير الله، الذي يدعو مع الله غيره، كل أعماله حابطة، فصلاته باطلة غير مقبولة ، لكن تقول إن فيهم جهال وفيهم من يحب الله ورسوله، نقول نعم فيهم جهال وفيهم من يظهر محبة الله ورسوله لكن هذه المحبة لله ورسوله غير صادقة ن لو كانت صادقة لله لعبد الله وحده ، ولا تغني عنه دعوى محبة الله ورسوله إذا لم يعبد الله ويفرده بالعبادة لأن الله يقول: (( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الانعام:88] فالشرك محبط لكل الأعمال ولا يقبل الله من مشرك عملاً (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) [المائدة:72] لا نستغفر له بعد موته ولا نصلي عليه لأن الله يقول: ((وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ )) [التوبة:84] وقال: ((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)) [التوبة:113-114] .
أخي رضا: كون هؤلاء معنا في الدنيا نجري عليهم أحكام الكفار من حيث عدم الصلاة وراءهم ومن حيث أننا لا نؤكل ذبائحهم ونجري عليهم الأحكام الظاهرة، لكن من مات منهم ولقي الله فإنا نجري عليه أحكام الكفر الظاهرة أما أمر الآخرة فإلى الله ،فقد يُختم له بخير وقد يُوفق لخاتمة حميدة الله أعلم بذلك ، لكننا في الدنيا من عمِل عمَل المشركين بأن دعاهم أو دعا الأولياء أو استغاث بهم واستعاذ بهم وذبح ونذر لهم ودعاهم فإنا نحكم عليه بالكفر في ظاهره وأمره بعد الموت إلى الله فلعله خُتم له بخير والأمر إلى الله.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيراً، في بعض التجمعات سماحة الشيخ ومن يقود الدعاء بعض من عليهم آثار العلم وينادون يا فلان سندعو هذه اللحظة أو سندعو في هذا المكان، فما توجيهكم سماحة الشيخ؟

الشيخ: هذا كله ضلال ، الذي يقول يا جماعة فيدعو اليوم النبي، اليوم بندعو الولي ، اليوم يدعو الصالح، اليوم ساكن القبر سيغيثنا سيفرج كربنا.. سيجيب دعائنا.. سيستعطف الله علينا رحمة وإحسانا، كل أولئك ضالون مضلون.

مقدم البرنامج: نسأل الله السلامة .

الشيخ: يا أخي يجب أن نعلم أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأنه لا يمكن أن يصلح معه عمل، يا إخواني لا نحسن الظن بعباد القبور، لا نقول أولئك قصدهم حسن، لا ، هو قصدهم سيء وإن أرادوا شيئاً حسناً ، لأن القصد الحسن ما وافق شرع الله، أما ما لم يوافق الشرع فهو مقاصد سيئة لا مبرر لها.
مقدم البرنامج: جزاكم الله خيراً.
[فتاوى نور على الدرب: الشيخ عبد العزيز آل الشيخ]

12d8c7a34f47c2e9d3==