المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في السمع والطاعة


كيف حالك ؟

أبوعكاشة الأثري
01-02-2012, 02:26 PM
منهج إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في السمع والطاعة




قال حنبل بن إسحاق بن حنبل : " لما أظهر الواثق هذه المقالة وضرب عليها وحبس جاء نفر إلى أبي عبدالله من فقهاء أهل بغداد : فيهم بكر بن عبدالله وإبراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم وغيرهم فأتوا أبا عبدالله وسألوا أن يدخلوا عليه فقالوا له : يا أبا عبدالله : إن الأمر قد فشا وتفاقم وهذا الرجل يفعل ويفعل وقد أظهر ما أظهر ونحن نخافه على أكثر من هذا ، وذكروا له أن ابن أبي دؤاد مضى على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن كذا وكذا . فقال لهم أبو عبدالله : زماذا تريدون ؟ قالوا : أتيناك نشاورك فيما نريد . قال : فما تريدون ؟ قالوا : لا نرضى بإمرته ولا بسلطانه . فناظرهم أبو عبدالله ساعة حتى قال لهم وأنا حاضرهم : " أرأيتم إن لم يبق لكم هذا الأمر أليس قد صرتم من إلى مكروه ؟ عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تجعلوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ولا تعجلوا واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر " ودار بينهم في ذلك كلا كثير لم أحفظه ، واحتج عليهم أبو عبدالله بهذا فقال بعضهم : إنا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحى الاسلام ويدرس . فقال أبوعبدالله : كلا إن الله عزوجل ناصر دينه وإن هذا الأمر له رب ينصره وإن الاسلام عزيز منيع . فخرجوا من عند أبي عبدالله ولم يجبهم إلى شيء مما عزموا عليه ، أكثر من النهي عن ذلك والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة حتى يفرج الله عن الأمة فلم يقبلوا منه . فلما خرجوا قال لي بعضهم امض معنا إلى منزل فلان رجل سمو حتى نوعده لأمر نريد . فذكرت ذلك لأبي فقال لي أبي : لا تذهب واعتل عليهم ، فإني لا آمن أن يغمسوك معهم فيكون لأبي عبدالله في ذلك ذكر ، فاعتللت عليهم ولم أمض معهم فلما انصرفوا دخلت أنا وأبي على أبي عبدالله فقال أبو عبدالله لأبي : يا أبا يوسف هؤلاء قوم قد أشرب قلوبهم ما يخرج منها فيما أحسب ، فنسأل الله السلامة ، ما لنا ولهذه الآفة وما أحب لأحد أن يفعل هذا ، فقلت له يا أبا عبدالله وهذا عندك صواب ؟ قال : لا هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر ، ثم قال أبو عبدالله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن ضربك فاصبر وإن حرمك فصبر وإن وليت أمره فاصبر ) وقال عبدالله بن مسعود : كذا ، وذكر أبوعبدالله كلاما لم أحفظه ق، قال حنبل : فمضى القوم ، فكان من أمرهم أنهم لم يحمدوا ولم ينالوا ما أرادوا ، اختفوا من السلطان وهربوا وأخذ بعضهم فحبس ومات في الحبس ".

المرجع : ذكر محنة الامام أحمد بن حنبل لحنبل بن إسحاق بن حنبل (ص70-72) راجع الفتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية (488-12)

12d8c7a34f47c2e9d3==