المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دروس الحج والعمرة ( الحلقة الخامسة ) :-


كيف حالك ؟

عبدالرحمن العوفي
10-25-2011, 12:47 AM
حكم من ترك شيئاً من الأركان أو الواجبات أوالسنن :
لا يسقط الركن ولابد من الإتيان به إلا الوقوف بعرفة فإنه ينتهي ويفوت بفوات وقته وهو طلوع فجر يوم العاشر من ذي الحجة ويتحلل بعمرة وهو الأيسر له من بقائه محرما إلى العام الذي يليه.
ومن ترك واجباً متعمداً فإنه لابد من تداركه والإتيان به إن أمكن قبل خروج وقته وإلا فعليه الفدية مع الإثم إن لم يكن له عذر شرعي بخلاف إذا عجز عنه كمن لم يجد مكان للمبيت في منى أو مزدلفة ونحو ذلك فيسقط عنه ذلك الواجب ولا يفدي، وكذلك في حق من خرج من مكة وهو لم يطف طواف الوداع فعليه دم ولو رجع وطاف على الصحيح،
ومن ترك الواجب غير متعمد لجهلٍ أو نسيان فلا يأثم إن لم يفرط ولكن لا يسقط عنه ما يترتب على الواجب من فدية ونحوها .
ومن ترك شيئاً من السنن متعمداً فقد حرم نفسه من أجر السنة ولكن لا يأثم، بخلاف من ترك ذلك لعذرٍ شرعي فيرجى له ثواب هذه السنة بإذن الله.
مبطلات الحج والعمرة
1 - الجماع قبل التحلل الأول في الحج أو قبل الفراغ من الطواف والسعي في العمرة.
2 - عدم إدراك وقت الوقوف بعرفة في الحج خاصة.
3 - ترك شيئاً من الأركان إلى أن خرج وقته.
4 - عدم توفر شروط الصحة فيه كالإسلام والعقل.

المبحث السادس:
صفة الحج والعمرة بالتفصيل:
إذا عزم المسلم على هذه الرحلة المباركة فإنه يستعد بعدة أمور منها ما يلي : -
1 – الاستشارة
2 - الاستخارة فيما فيه الاستخارة مما هو مباح شرعا
3 - العلم الشرعي بهذه العبادة لكي يعبد الله على بصيرة
4 – اختيار الرفقة الصالحة التي تعلمه إذا جهل وتذكره إذا نسي وترشده لكل خير ثم تختار الرفقة أميراً عليهم يدير شؤونهم وحبذا أن يكون أرجحهم عقلاً وعلماً حسب الإمكان ويجب عليهم طاعته في المعروف
5 – التوبة النصوح من كل ذنب والتحلل من المظالم
6 - تسديد الديون الحالّة آجالها
7 - التزود بالنفقة الحلال وخير ما يتزود به تقوى الله تعالى
8 – التحلي بآداب السفر
ثم يحرم من ميقاته المحدد له شرعاً بعد فعله الآداب المستحبة قبل الإحرام كما سبق معنا ، ثم يلبي بالنسك الذي يريد والأولى إن أمكن أن يتمتع فيقول: "لبيك اللهم عمرة " وإن كان قارناً يقول "لبيك اللهم حجاً وعمرة" وإن كان مفرداً يقول: "لبيك اللهم حجاً" ثم بهذه التلبية وهذا الإحرام أي نية الدخول في النسك يحرم عليه جميع المحظورات حتى يفرغ من عمرته إن كان متمتعاً أو يرمي الجمرة يوم النحر إن كان قارناً أو مفرداً. ويكثر من التلبية فيرفع الرجل بها صوته وكذلك المرأة إلا عند الرجال الأجانب عنها ولا يقطعها المحرم إلا عند البدء في الطواف للعمرة هذا في حق المتمتع والمعتمر خاصة أما الحاج فيكون عند البدء في رمي الجمرة فإذا بدأ الطواف حين قدومه مكة يكون للمتمتع طواف عمرة وللقارن والمفرد طواف سنة إن شاء طاف وإن شاء لم يطف ثم يسعى المتمتع لعمرته وإن شاء القارن والمفرد سعيا فيكون لحجهما فلا يبقى عليهما سوى طواف الإفاضة ثم يقصر المتمتع فيحل له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام
ويبقى كذلك حتى اليوم الثامن ضحى فيحرم بالحج من مكانه الذي يقيم فيه سواء كان داخل مكة أو خارجها ويشرع له ما شرع له في إحرامه بالعمرة قبل إلا أنه يلبي بالحج فقط فيقول لبيك اللهم حجا ويقطع التلبية كسائر الحجاج القارنين والمفردين عند الرمي فيتوجه إلى منى ليصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً لا جمعاً ويبيت فيها ثم يصلي بها الفجر من اليوم التاسع فإذا طلعت الشمس يتوجه إلى عرفة فينزل بنمرة إلى الزوال إن أمكن ويتجنب الوقوف ببطن عُرنه فيصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم ويجتهد في الدعاء مستقبل القبلة رافعاً يديه ومستقبل الجبل؛ أي جبل الرحمة ، أي يجعله في قبلته وإن لم يمكن استقبل القبلة فقط ويستمع لخطبة عرفة من الإمام ويكثر من قول "لا إله إلا الله" وكذلك من جوامع الدعاء والذكر ولا يزال على ذلك حتى تغرب الشمس ثم ينزل إلى مزدلفة ملبياً فيصلي بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً جمع تقديم إن تيسر ذلك ويبيت فيها إلى الفجر ثم يتوجه إلى المشعر الحرام إن أمكن داعياً الله مستقبل القبلة رافعاً يديه إلى الإسفار ثم ينزل إلى منى فيأخذ حصى الجمار من مزدلفة أو من منى أو في طريقه إلى منى وهي سبع حصيات لرمي جمرة العقبة فقط بقدر حصى الخذف وهو ما كان بين الحمص والبندق كل حصاة على حده وليست مجموعة أو على حصاتين لأن كل رمية عن حصاة واحدة يرفع يديه مع كل رمية ويكبر جاعلاً الحصى في المرمى وليس في الشاخص فقط ولو خرج من المرمى بعد وقوعه فيه فلا يضره على الصحيح بخلاف لو أصاب الشاخص ثم خرج ولا يرمى بما رُمي به ويجوز الانصراف من مزدلفة بعد نصف الليل لا سيما في حق المرضى وكبار السن ونحوهم من أهل الأعذار فإذا رمى الجمرة حل التحلل الأول بحيث يحل له كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا الجماع ودواعيه والأحوط أن يفعل اثنين من ثلاثة أي يرمي ويحلق أو يرمي ويطوف أو يطوف ويحلق، ثم ينحر هديه ثم يحلق رأسه أو يقصره،أما المرأة فلا يشرع في حقها إلا التقصير فقط دون الحلق وذلك بأخذ قدر أنمله من رأسها.ثم يطوف طواف الإفاضة ويسعى فبذلك يحل التحلل الكامل ولا حرج من تقديم بعض هذه الأعمال الأربعة على بعض إلا أنه خلاف الأولى، ثم ينزل في منى ويبيت فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر يرمي الجمرات الثلاث بدءاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات.ويسن أن يتقدم قليلاً بعد رمي الجمرة الصغرى ويجعلها عن يساره ويدعو، وكذلك الحال في الجمرة الوسطى إلا أنه يجعلها عن يمينه، أما الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو، يفعل ذلك في اليوم الثاني عشر واليوم الثالث عشر كذلك لمن أراد أن يتأخر وهو خير له .
وإذا أراد أن يتعجل فيرمي في اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر وعليه أن يخرج من منى قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر.وبهذا يكون الحاج قد فرغ من أعمال حجه فلم يبق عليه إلا طواف الوداع وهو واجب على الجميع إلا أنه رخص للحائض والنفساء.
ويمكن للحاج أن يجمع طواف الإفاضة مع الوداع في طواف واحد حين خروجه من مكة بعد فراغه من أعمال حجه، بنية الطوافين أو بنية طواف الإفاضة فقط فيدخل طواف الوداع حينئذ فيه ضمنا لأن المقصود من طواف الوداع أن يكون آخر عهده بالبيت ولكن لاشك أن الحاج لو جعل كل طواف وحده مستقلاً كان هو الأفضل.

12d8c7a34f47c2e9d3==