الأثري
01-24-2004, 03:45 PM
خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:
فإن الدعوة إلى نزل المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحظارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه.
ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التى لا تحصى فلينظر الى تلك المجتمعات التى وقعت في هذا البلاء العظيم اختيارا أو اضطرارا بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد التذمر – وعلى المستوى الفردي والجماعي والتحسر على انقلاب المراة من بيتها وتفكك الأسر ونجد ذلك واضحا على لسان الكثير من الكتاب بل في جميع وسائل الاعلام وما ذلك إلا لأن هذا هدم للمجتمع وتـقويض لبنائه
والأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيها حرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم الإختلاط لأنة يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وإخراج المرآة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحية وإخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها فالدعوة على نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقة ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجل هيأها به للقيام بالأعمل التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها ومعنى هذا : أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر اخراجا لها عن تركيبها وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث إلا إنهم يفقدون التربية والحنان والعطف فالذي يقوم بهذا الدور وهو الأم قد فصلت منه وعزلت تمام عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على مانقوله والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منها أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك المجتمع في داخل البيت وخارجه فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب والمرأة تقول بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها لتعليم البنات وإدارة مداسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المخصصة بالنساء فترك واجبات
البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة معنى قال جل وعلا ((الرجال قومون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولهم)) سورة النساء .
فسنة الله في خلقة أن القوامة للرجل على المرأة وللرجل فضل عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك وأمر الله سبحانه المرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه النهي عن الاختلاط وهو : اجتماع الرجال والنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو نحو ذلك لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يؤدي إلى الوقوع في المنهي عنه وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوق الله المطلوب شرعا من المسلمة أن تقول به .
والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله عز جل ((وقرن في بتوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولى وأقمن الصلوة وءاتين الزكوة وأطعن الله ورسوله إنما يردي الله ليذهب عنكم الرجس وأهل البيت ويطهر كم تطهيرا واذ كرن مايتلى في بيوتكن من ءايت الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ))
فأمر الله أمهات المؤمنين وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك بالقرار لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج كما يفضي إلى شرور أخرى ثم أمرهن بالاعمال الصالحة التي تناهن عن الفحشاء والمنكر وذلك باقامتهن الصلاة وايتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسولة صلى الله علية وسلم ثم وجههن الى مايعود عليهن بالنفع في الدنيا والاخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الارجاس والانجاس ويرشد الى الحق والصواب
قال تعالى : يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحميا
فأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام وهو المبلغ عن ربه أن يقول لأزواجه وبناتة وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إذا أردن الخروج لحاجة لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب فإذا كان الأمر المثابة فما بالك بنزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة والتنازل عن كثير من أنوثتها في مستواهم وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة وقال الله جل وعلا : قل للمؤمنين يغضوا من أبصرهم ويحفظون فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنت يغضضن من أبصرهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن " الى اخر الاية.
يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة له في العمل واقتحامها هذا الميدان معها لاشك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.
وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها لأن الجيب محل الرأس والوجه فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال كفيل بالوقوع في هذه المحاذير وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركة في الأعمال او تساوية في جميع ما يقوم به والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة الى الامور ولذلك حرم الاسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي الى الطمع فيهن كما في قوله عز وجل :" ينساء النبي لستن كأحد من النساء أن آتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا "
يعنى مرض الشهوة: فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الأختلاط ومن البديهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لابد أن تكلمهم وأن يكلموها ولابد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعوا إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب وما ذاك لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع بإذن الله من الفتنه ويحجز دواعيها وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن مظان التهمة قال الله عز وجل : " وإذا سألتموهن متعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن " وخير حجاب للمرأة بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس وهو بيتها وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الاجانب لئلا تعرض نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها عن القرار يفضي الى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم سدا لذريعة والفساد واغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر وحماية للنوعين من مكايد الشيطان ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن قال (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء قإن أول فتنه بني اسرائيل في النساء)).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:
فإن الدعوة إلى نزل المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحظارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه.
ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التى لا تحصى فلينظر الى تلك المجتمعات التى وقعت في هذا البلاء العظيم اختيارا أو اضطرارا بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد التذمر – وعلى المستوى الفردي والجماعي والتحسر على انقلاب المراة من بيتها وتفكك الأسر ونجد ذلك واضحا على لسان الكثير من الكتاب بل في جميع وسائل الاعلام وما ذلك إلا لأن هذا هدم للمجتمع وتـقويض لبنائه
والأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيها حرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم الإختلاط لأنة يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وإخراج المرآة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحية وإخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها فالدعوة على نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقة ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجل هيأها به للقيام بالأعمل التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها ومعنى هذا : أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر اخراجا لها عن تركيبها وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث إلا إنهم يفقدون التربية والحنان والعطف فالذي يقوم بهذا الدور وهو الأم قد فصلت منه وعزلت تمام عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على مانقوله والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منها أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك المجتمع في داخل البيت وخارجه فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب والمرأة تقول بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها لتعليم البنات وإدارة مداسهن والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المخصصة بالنساء فترك واجبات
البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة معنى قال جل وعلا ((الرجال قومون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولهم)) سورة النساء .
فسنة الله في خلقة أن القوامة للرجل على المرأة وللرجل فضل عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك وأمر الله سبحانه المرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه النهي عن الاختلاط وهو : اجتماع الرجال والنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو نحو ذلك لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يؤدي إلى الوقوع في المنهي عنه وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوق الله المطلوب شرعا من المسلمة أن تقول به .
والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله عز جل ((وقرن في بتوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولى وأقمن الصلوة وءاتين الزكوة وأطعن الله ورسوله إنما يردي الله ليذهب عنكم الرجس وأهل البيت ويطهر كم تطهيرا واذ كرن مايتلى في بيوتكن من ءايت الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ))
فأمر الله أمهات المؤمنين وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك بالقرار لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج كما يفضي إلى شرور أخرى ثم أمرهن بالاعمال الصالحة التي تناهن عن الفحشاء والمنكر وذلك باقامتهن الصلاة وايتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسولة صلى الله علية وسلم ثم وجههن الى مايعود عليهن بالنفع في الدنيا والاخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الارجاس والانجاس ويرشد الى الحق والصواب
قال تعالى : يأيها النبي قل لأزوجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحميا
فأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام وهو المبلغ عن ربه أن يقول لأزواجه وبناتة وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إذا أردن الخروج لحاجة لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب فإذا كان الأمر المثابة فما بالك بنزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة والتنازل عن كثير من أنوثتها في مستواهم وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة وقال الله جل وعلا : قل للمؤمنين يغضوا من أبصرهم ويحفظون فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنت يغضضن من أبصرهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن " الى اخر الاية.
يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة له في العمل واقتحامها هذا الميدان معها لاشك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.
وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها لأن الجيب محل الرأس والوجه فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال كفيل بالوقوع في هذه المحاذير وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركة في الأعمال او تساوية في جميع ما يقوم به والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة الى الامور ولذلك حرم الاسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي الى الطمع فيهن كما في قوله عز وجل :" ينساء النبي لستن كأحد من النساء أن آتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا "
يعنى مرض الشهوة: فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الأختلاط ومن البديهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لابد أن تكلمهم وأن يكلموها ولابد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعوا إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب وما ذاك لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع بإذن الله من الفتنه ويحجز دواعيها وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن مظان التهمة قال الله عز وجل : " وإذا سألتموهن متعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن " وخير حجاب للمرأة بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس وهو بيتها وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الاجانب لئلا تعرض نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها عن القرار يفضي الى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم سدا لذريعة والفساد واغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر وحماية للنوعين من مكايد الشيطان ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن قال (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء قإن أول فتنه بني اسرائيل في النساء)).