المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغيرات الأصولية الأثرية على قواعد الدكتور إبراهيم الرحيلي الحزبية - الجزء الأول


كيف حالك ؟

بن حمد الأثري
08-20-2011, 04:26 AM
المغيرات الأصولية الأثرية

على قواعد الدكتور إبراهيم الرحيلي الحزبية

الجزء الأول


مناقشة علمية لقواعد الرحيلي

و أشياعه المميعة الحزبيين


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله -وحده لا شريك له-، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد:_
فإن من نعم الله العظيمة على أهل الإسلام في هذا العصر هو بيان موقف أهل السنة من المخالفين، وتجديد العمل بشيء من آثار السلف الصالحين، والرد بالعلم وحججه وقواعده على شبهات وأهواء المنحرفين، حيث قام بذلك بتوفيق الله ومعونته كوكبة طيبة من علماء وطلاب أهل السنة وأتباع الأثر، فتميزت الطائفة المنصورة عن المخالفين لها بعلامات ومميزات مشهودة معلومة، كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة في كل عصر بقوله:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة". (أخرجه البخاري وغيره)
وقد رأينا كيف نصر الله الطائفة الأثرية وأظهر أعلامها في عصرنا على من خالفها وجعل لها الكلمة العليا بالحجة والبرهان على طوائف كثيرة أهمها: جماعة الدعوة والإخوان والسرورية والجهاد من الحزبيين.
وكادت مرحلة جديدة أن تشرق على سماء أرض الإسلام تشبه مرحلة القوة والعزة أيام أئمة الدعوة النجدية المباركة القديمة، الذين لم يكونوا يخافون في الله لومة لائم، لولا تخاذل فئات من المنتسبين للعلم والسنة.
وكان هؤلاء المخذلون المتخاذلون المذكورون في حديث الطائفة المنصورة في أيام قوة الدعوة الأثرية في عصرنا أفراداً متناثرين هنا وهناك لا يربطهم رابط ولا يجمعهم جامع.
ولكن بعد وفاة أئمة الإسلام كالشيخ الألباني وابن باز وابن عثيمين ومقبل بن هادي، وبظهور فتنة أبي الحسن المأربي جليس أهل الأهواء، تنادوا أشياعهم، و أجمعوا أمرهم على تخذيل أهل السنة و الأثر، حيث لا يردعهم رادع، ولا يقمعهم مدافع.
فلما مات الشيخ مقبل بن هادي قال أبو الحسن في محاضرة له:"الآن قد مضى زمن الخوف".
فقام هؤلاء المتخاذلون عن نصرة السنة بالدفاع المحموم عن المأربي والمغراوي وابن عرعور وأشياعهم، فتفطن لفتنتهم ولعظيم ضررهم الشيخ المجاهد فالح بن نافع الحربي حفظه الله، الذي اكتشف أن تخذيلهم وتمييعهم للدين قائم على مناهج وأصول وقواعد يمشون عليها، وليس مجرد جبن وخوف عن مواجهة الباطل. فكان أن أطلق عليهم اسم التمييع.
ثم جمع المميعة جموعهم لغزو أهل السنة والإيمان، فأفسدوا بين الشيخ فالح وبين كثير من المشايخ، وأوغروا صدورهم عليه بخفي المكر ولطيف الكيد، وبالإشاعات الباطلة المغرضة عنه، وأنه لا يريد أن يترك أحداً إلا ويحذر منه ويسقطه، كل ذلك تعمية وإخفاء لحالهم، ولينشغل أتباع الأثر فيما بينهم، ويضموا من تأثر منهم بهذه المكائد إلى صفهم، فكان لهم بعض ما أرادوا.
ولكن: ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وتأبى الطائفة المنصورة إلا التميز بالسنن والآثار، والرجوع إليها، والتمسك والاعتزاز بها.
وصار لهؤلاء المميعة تيار عام، وتوجهات فكرية منظمة، وأساليب تأصيلية منسقة، وتولوا جميعاً خذلان أهل الأثر أحوج ما كانوا إليهم، وتولى كبرهم في الحجاز الدكتور إبراهيم الرحيلي وعبد الرزاق العباد، وفي الشام علي حسن الحلبي وسليم الهلالي ومشهور، وفي الجزائر عبدالمالك الرمضاني والأزهر وفركوس، وغيرهم كثير.
وصار لهم طلبة وأتباع كثيرون، إذا حذرت أمامهم من مبتدع أوردوا قواعد التخذيل والتمييع وقالوا: عليك بالتأصيل وعليك بالضوابط، وانتبه لمراعاة المصالح والمفاسد، ولا تنسى الإنصاف وترك الغلو، وهي كلمات حق أريد بها باطل.
وكم شوشوا بها على أتباع الأثر القائمين في وجه أهل الأهواء الحزبيين.

نماذج من انحرافات المميعة الحزبية

فمن تلاعباتهم مدح أهل الأهواء باسم الإنصاف وحرمة الغلو، كما سيأتي في صنيع شيخ الطريقة الرحيلي.
ومن أساليبهم مجالسة الحزبيين بحجة عدم ظهور ذلك وعدم معرفتهم لذلك، كمجالسة العباد الصغير والعبيلان والمغراوي لأتباع إحياء التراث الحزبية.
ومن ألاعيبهم عدم قناعتهم بأدلة انحراف المنحرفين كما ادعى العباد الصغير والرحيلي وعلي حسن والرمضاني أنهم لم يقتنعوا بحزبية أبي الحسن، فلهم الحق في الجلوس معه، دون أي إجابة علمية عن انحرافات المأربي أو التفات إليها.
ناقشت علي حسن الحلبي يوماً فانتقدني أني أحذر من أبي الحسن المأربي وهو سلفي.
فقلت له: يكفي المأربي أنه يدافع عن المغراوي التكفيري، فقال: المغراوي أصوله سلفية، فقلت له: كيف تكون أصول المغراوي سلفية وهو يدافع عن عدنان عرعور؟!!!.
فقال علي حسن: عدنان عرعور أيضاً أصوله سلفية!!.
فقلت له: كيف يكون عدنان سلفياً وهو يدافع عن الخوارج والحزبيين ويثني عليهم ويقعد القواعد للذب عنهم؟؟!!!!.
فقال: لكن أصوله سلفية، فهو معنا في قضية الأسماء والصفات والصحابة وأشياء كثيرة!.
فقلت له: إذاً يلزمنا أيضاً أن نقول بأن سلمان العودة سلفي لأن أصوله سلفية، فهو معنا في الأسماء والصفات وفي الصحابة وغيرها كثير.
فسكت علي حسن ولم يحر جواباً وقام من المجلس.

منهج إبراهيم الرحيلي

وكان من أكابر المخذلين المميعة الدكتور إبراهيم الرحيلي، الذي أفسد بتأصيلاته وضوابطه الباطلة منهج أهل الأثر، وأفسد بقياساته وتلاعباته قواعد الأصول ومنهج الاستدلال المؤصل.


موضوع هذه الرسالة

وهذه رسالة نبين فيها بعض جهالات وتلاعبات هذا الدكتور وبعض تأصيلاته وقياساته الفاسدة، وبعض عدوانه على الآثار السلفية، حيث قام بكل مكر ودهاء بإبطال دلالاتها في التميز عن أهل الأهواء باسم المصالح الموهومة الفاسدة المخالفة لشرع الله، التي هي من جنس مصالح المتكلمين والفلاسفة وأهل الأهواء.

قواعد التمييع الجديدة
فمن قواعدهم الجديدة:
القاعدة الأولى: التخاذل عن نصرة الحق بالدعوة إلى التأصيل المنهجي والرجوع للضوابط السلفية عند انشغال أتباع الأثر بالرد الصحيح المؤصل والتحذير من المنحرفين عن السنة.
وهذا من أظهر علامات هذه الفرقة الجديدة، أنهم إذا أراد أتباع الأثر من العلماء وطلبة العلم، التحذير من انحرافات أحد الحزبيين، يقوم هؤلاء المميعة بدلاً من نصرة السنة والأثر، بخذلان الحق والأدلة والبراهين بانشغالهم فقط بذكر الضوابط والتأصيلات، وتخصيص كتب لبيان منهج أهل السنة وموقفهم من أهل الأهواء – وهي كلمة حق أريد بها باطل– فهلا ألفوا كتباً أيضاً في التحذير من الحزبيين؟!!!!!
وفي النهاية لا يحذرون من أعيان أهل البدع بهذه الضوابط والتأصيلات، وإنما يشوشون بها على أهل السنة، مع ما يصاحب ذلك من لبس الحق بالباطل بخلطهم ضوابط وتأصيلات صحيحة بأخرى فاسدة.
فهم أشبه ما يكونون بقطاع طرق على السالكين سبيل الحق والهداية، يخذلون أهل السنة عن التحذير من أهل الأهواء، فضلاً عن أن يكون لهم مواقف مشهودة في الصمود أمام أعاصير الفتن.
وهذه أبرز سمات وعلامات الفرقة الحزبية الجديدة التي ورثوها عن الحزبية القديمة الماكرة.
فذكر هذه الضوابط والتأصيلات هي كانت ديدن الحزبي الماكر شيطان الطاق ابن عرعور والمغراوي والمأربي، والآن ورثها عنهم الدكتور إبراهيم الرحيلي والعباد الصغير وأشياعهما من الحزبية الخفية الجديدة.
قال أبوالحسن قديماً لما دافع عن المغراوي:" الأصول السلفية هناك من يكيد لها وحراسها في غفلة عنها" ( شريط الفارق الجلي )، وهو الذي كان يكيد لها سراً.
وقال إبراهيم الرحيلي لما دافع عن أبي الحسن:" الحكم على المعين يتطلب النظر في أصول لابد من الإلمام بها". ( شريط أسباب الخلاف)، وهو نفسه لا يعلم هذه الأصول ويتخبط فيها، كما سيأتي.
وهكذا ضاع الحق بين هذه التأصيلات والضوابط والأصول الحزبية الماكرة الخبيثة.

الحزبيون و المميعة لا علاقة لهم بالأصول

ومع أن هؤلاء المميعة يدندنون كثيراً حول الضوابط والأصول، إلا أنهم من أبعد الناس عن الأصول العلمية الصحيحة، فهم غير متخصصين فيها أصلاً، وغير مؤهلين لوضع ضوابط وتأصيلات لقلة بضاعتهم بعلم المنقول والمعقول، وعلم أصول الفقه، وعلم العلل القياسية والمناسبات المصلحية، والموافقات الشرعية.
القاعدة الثانية: من قواعد التمييع الجديدة:
الإكثار من ذكر المصالح والمفاسد عند إيراد الآثار السلفية لإبطال دلالاتها في التحذير من أهل الأهواء، وتخذيل أهل الحق بإيهامهم بأنهم لا خبرة عندهم ولا مراعاة للمصالح والمفاسد.
وهي كذلك كلمة حق أريد بها باطل، حيث أن الالتفات إلى المصالح والمفاسد من قواعد الإسلام العظيمة، لكن لها ضوابط وتفاصيل أعرض عنها الفرقة الجديدة جهلا منهم بعلم الأصول وآثار السلف وسنفصل فيها بإذن الله لينكشف زيف وتلاعبات هؤلاء المتحزبين الجهلة بقواعد الأصول.
القاعدة الثالثة: من قواعد الفرقة الحزبية الجديدة:
تحذير المميعة من أهل الغلو والإفراط عند انشغال أتباع الأثر بالتحذير من الحزبيين:
وهذه من أهم سماتهم وعلاماتهم كثرة التحذير من الغلو ويقصدون بهم أتباع الأثر القائمين بجرح أهل البدع، ويتصنعون بذلك ويتزينون للحزبيين بأنهم أهل عدل وإنصاف، وإنما هي دسيسة شيطانية ماكرة أوحاها إليهم شياطينهم لخذلان أهل الحق والتزين للباطل، وهي كذلك كلمة حق أريد بها باطل.
فإن التحذير من الغلو واجب وقد يغلو بعض أهل الحق كما هو الواقع المشاهد، لكن أن يدافع عن الباطل باسم التحذير من الغلو فهو الخذلان المبين، ولو أنهم حذروا من أهل الأهواء والمنحرفين ثم أرشدوا أهل السنة إلى البعد عن الغلو لكانوا أقوم طريقا وأهدى سبيلا، لكنهم أبوا إلا الالتفاف على أهل السنة وطعنهم من الخلف بخنجر مسموم كما فعل المتعصب فلان الذي دافع عن أهل الأهواء المميعة كإبراهيم الرحيلي وأبوعبدالباري الجزائري ثم قام بالتحذير من أهل السنة ووصفهم بالغلو والتشدد.
القاعدة الربعة: ( ثناؤهم على أهل البدع واستخدامهم للقياس الباطل بكثرة لخلط الحق بالباطل وإيرادهم لدلالات باطلة ).
وهذا كما فعل إبراهيم الرحيلي في قياسه الفتوى على القضاء وقياسه الخطأ الديني على الدنيوي، وقياسه أخطاء المنحرفين على أخطاء الصحابة فيما شجر بينهم.
وقياسه أهل الأهواء الحزبيين على جويريات وفتيات صغيرات من عهد الصحابة، وأعطائهما حكما واحدا.
وخلطه بين دلالة المطلق ودلالة الخاص، وخلطه بين دلالة المجمل والمبين كل ذلك حماية لأهل البدع كسيد قطب وأبي الحسن المأربي.
ثم تناقضه في إيجابه النظر في نيات الناس ثم منعه من ذلك وتحريمه كل ذلك لحماية أهل البدع.
ثم قياسه أخطاء أهل البدع على أخطاء أهل السنة.
ثم اتهامه لأئمة السنة أنهم لم يبينوا نصوص الوعيد وتفاصيل الأسماء والصفات حتى ظهر الخوارج والمعتزلة والجهمية.
إلى غير ذلك من الانحرافات العلمية والتلاعبات القياسية والغرائب الاستدلالية.
ثم دفاعه العجيب عن رموز الضلال والبدع كحسن البنا وسيد قطب بمنهج الموازنات الحزبية وتسميته لضلالاتهم بأنها أخطاء.
ثم بإدخاله السرورية القطبية في أهل السنة وأنهم إخواننا وأنه لم يصدر منهم إلا الخطأ فقط.

( إبراهيم الرحيلي وتأصيله المخالف للسلف عند كلامه عن أهل الأهواء )

لقد كان أئمة السلف مجمعون على أنه عند القيام بالتحذير من أهل الأهواء أن يبينوا شر ما عندهم ليحذرهم الناس، مع عدم ظلم أهل الأهواء ولكن دون أن يبينوا في كل مناسبة أنهم لا يظلمونهم لأن هذه قاعدة عملية مستمرة عند أهل الإسلام أن الظلم حرام مع الموافق والمخالف، فلا داعي للإشارة إليها وإلى الإنصاف عند ذكر كل مبتدع، وكذلك لما يحذرون من أهل الأهواء لم يكونوا يحترزون في كل مناسبة أنهم لا يقصدون التكفير للمخالفين وأنهم فقط لا يقصدون إلا التحذير لأن هذه قواعد مستمرة تابعة لقاعدة الاستصحاب والعدم الأصلي، هذه أولا.
ثانيا: أنه عند القيام بالتحذير من أهل الأهواء إذا ذكر السني الأثري في كل مناسبة أنه ينصف مع أهل البدع وأنه لا يظلمهم وأنه لا يقصد تكفيرهم لانتفت الفائدة العظيمة المرجوة من التحذير ألا وهو الزجر عن مثل أحوالهم.




( مخالفة الرحيلي للقواعد المرعية عند السلف )

فإن علة التحذير هي التخويف والزجر عن الوقوع في البدع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما، والقاعدة: أن الفرع إذا عاد على الأصل بالإبطال دل على بطلان الفرع، فذكر الرحيلي لأوصاف تعود على العلة بالإبطال والضعف، دليل على بطلان هذه الأوصاف التي ذكرها والاحترازات التي يقدمها عند التحذير وهي أنه ينصف ولا يقصد التكفير للمخالف، ولذلك ولفقه أئمة السنة ولخبرتهم بالنفوس ودرايتهم بالأحوال لم يستخدموا هذا الأسلوب المميع وهذا التأصيل البارد لمعرفتهم بمدى خطورته على أهل السنة، ولأنهم كانوا بحق أطباء للقلوب.

قاعدة أثرية إسلامية
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:" وكل شرط أو علة أو ضابط يرجع على مقصود الشارع بالإبطال كان هو الباطل المحال". حاشية ابن القيم(1/81)
فإن من يلاحظ أجوبة الرحيلي عند كلامه في أهل الأهواء، أنه يصدر ذلك غالبا بأنه لا يقصد تكفيرهم وأنه لابد من الإنصاف معهم، وهذا تأصيل مناقض لما كان عليه أئمة أهل السنة من عدم ذكر شيء من ذلك عند الكلام في أهل الأهواء تحذيرا وزجرا وهذه آثارهم شاهدة بذلك، أما الدكتور الرحيلي فعلى العكس من ذلك.
لما سئل الرحيلي عن العلاقة بين المناهج الحادثة والفرق القديمة، أجاب ثم قال:" نحن دائما نكون واللـه منصفين لا نحمل كل خطأ" ( شريط علم الملل والنحل (2) وجه (ب)).
وقال الرحيلي عن جماعة التبليغ:" نحن لا نتهمهم نقول إنهم يريدون هدم الإسلام". ( شريط علم الملل والنحل )
وقال الرحيلي عن حسن البنا مؤسس فرقة الإخوان:" نحن أيضا لا نتهمه في دينه". ( شريط علم الملل والنحل )
ثم قال الرحيلي عن سيد قطب:" ما هو إلا رجل يعني أفضى إلى ما قدم واللـه لا نكفره". ( شريط علم الملل والنحل )
ثم تكلم الرحيلي عن إخلاص سيد قطب للدين ثم قال:" هذا الإنصاف فيه". ( شريط علم الملل والنحل )
وهذا ديدن الدكتور الرحيلي في كل مناسبة تدعو إلى التحذير من الفرق المعاصرة الهالكة أنه يبدأ بذكر الإنصاف وأنه لا يكفر المخالف، وهذا التأصيل العجيب المخالف لمنهج أهل السنة ينسبه الرحيلي إلى منهج أهل السنة ظلما وزورا باسم التأصيل والتقعيد كما هي طريقة شيطان الطاق عدنان عرعور والمأربي.
فطريقة الرحيلي مخالفة في ذلك لطريقة الأنبياء وأئمة الإسلام قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
"ومن تأمل أحوال الرسل مع أممهم؛ وجدهم كانوا قائمين بالإنكار عليهم أشدّ قيام حتى لقوا الله تعالى، وأوصوا من آمن بهم بالإنكار على من خالفهم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ المتخلّص من مقامات الإنكار الثلاثة ليس معه من الإيمان حبّة خردل، وبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشدّ المبالغة، حتى قال:" إن الناس إذا تركوه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده".
وأخبر أن تركه يمنع إجابة دعاء الأخيار ويوجب تسلّط الأشرار.
وأخبر أن تركه يوقع المخالفة بين القلوب والوجوه، ويحلّ لعنة الله كما لعن الله بني إسرائيل على تركه". مدارج السالكين ( 3/123 ).
وقال ابن القيم رحمه الله في الأهواء:" واشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها، من أقطار الأرض وحذَّروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش، والظلم، والعدوان، إذ مضرة البدع، وهدمها للدين ومنافاتها له أشد". مدارج السالكين (1/372 ).

( الدكتور الرحيلي وتهوينه من ضلالات حسن البنا و تبريره لأخطائه )

من المعلوم لكل سني أثري أن حسن البنا هو مؤسس فرقة الإخوان المسلمين الهالكة، وأن هذا الرجل من رؤوس أهل الأهواء الذين حملوا بذور التكفير والتفجير لهذه الأمة، وأنه كان صاحب عقائد ضالة من أشعرية وقبورية وصوفية وخارجية وغير ذلك من المهالك، ثم بعد كل ذلك يأتي الدكتور إبراهيم الرحيلي ليبرر له أخطائه ويهون من ضلالاته فهذا من الخيانة لهذه الأمة ومن الجرائم التي ينبغي أن يقف أهل السنة منها موقفاً يعزون به السنة والإيمان ويذلون به البدعة وأتباع الشيطان.
قال الرحيلي وهو يبرر انحرافات حسن البنا بحجة أنه بعيد عن بيئة السنة والعلم:" والبنا من مصر نشأ في بيئة بعيدة عن العلم والسنة وكان في عصر أراد أن يجعل للناس منهجا في الدعوة". ( شريط الملل والنحل (2)).
وكذب الرحيلي فكل من يعرف ترجمة حسن البنا وحياته ويعلم أنه نشأ في بيئة علمية فهذا والده كان من علماء الحديث، وهؤلاء علماء أنصار السنة في مصر المتبعين لمنهج أهل الحديث كانوا في عصره وله معهم جلسات ومجادلات، وكان معروفاً بخداعه للعلماء يستخدم معهم سياسة ماسونية خبيثة.

( الفرق بين منهج الإمام الداني و منهج الدكتور الرحيلي عند ذكر أهل الأهواء )

الرحيلي يبدأ بذكر الإنصاف و أنهم إخواننا والإمام الداني يبدأ بذكر هوانهم وعنادهم وضلالاتهم المميتة القاتلة.
قال الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني:
أهون بقول جهم الخسيس
ذي السخف والجهل وذي العناد
وابن عبيد شيخ الاعتزال
والجاحظ القادح في الإسلام
والفاسق المعروف بالجبائي
واللاحِقيِّ وأبي الهذيل
وواصل وبشر المريسي
مُعمّر وابن أبي دؤاد
وشارع البدعة والضلال
وجبت هذي الأمة النّظام
ونجله السفيه ذي الخناء
مؤيدي الكفر بكل ويل

الأرجوزة المنبّهة للداني ( ص: 182 )




( حسن البنا كان مخلصاً يريد الدين عند الرحيلي )

ثم قال الرحيلي عن البنا:" لما رأى من ذلك الفساد، في تلك البلاد أن يعيد الناس للدين فوضع لهم منهج".
وما أدراك يا رحيلي أنه أراد إعادة الناس للدين، ولم يكن قصده تكوين تنظيم سياسي لأهداف وطموحات شخصية؟!!!!
هل من يريد إعادة الناس للدين يمشي معهم إلى قبر الدسوقي ويؤسس للجمعية الحصافية الصوفية ويحضر الموالد البدعية ويغني معهم الشركيات، ويأسس لتنظيم سري عدد أفراده عشرون ألف شخص باسم التنظيم الخاص ويدربهم على التسلح.
وهل من يريد الدين يطرد رفاق الدرب كأحمد السكري ومحمد شفيق ومحمد الغزالي من التنظيم ليخلو له الجو للسيطرة. وهل من يريد الدين يعين على وكالة الجماعة عبدالحكيم عابدين قريبه وهو المعروف بذئب النساء بينما يسميه البنا بيوسف الدعوة، ويزور الأصوات الانتخابية من أجله.
أفق من غفلتك يا دكتور يا رحيلي ويكفيك خداعاً لأهل السنة واستدرارا للعواطف. فإن العمر قصير ولن ينفعك من يدافع عنك في يوم تشيب منه الولدان.
وماذا تنفعك شهادة الدكتوراة وأنت تناقض مقتضيات شهادة أن محمدا رسول اللـه بدفاعك عن المنحرفين عن سنته.

( الرحيلي يعدل عن وصف البنا بالبدعة إلى وصفه بالبعد عن السنة )

ثم قال الرحيلي عن حسن البنا:" عموماً جماعة الإخوان جماعة تدعو لمنهج واحد وضعه رجل نحن لا نتهمه في دينه لكنه من أهل البعد عن السنة الذين لا يعرفونها" ( شريط الملل والنحل ).
أولا: الدكتور الرحيلي يدرس في العقائد والملل والنحل ولا يعرف في نحلة الإخوان شيئاً حيث يذكر أنها تدعو لمنهج واحد، بينما الواقع خلاف ذلك، حيث أن هذه الجماعة ليس لها منهج واحد وإنما لها مناهج مختلفة حسب الظروف والأهواء السياسية، فهناك البناوي وهناك القطبي وهناك السروري والتكفيري والجهادي والرافضي والصوفي وغيرها من كل بلاء وفتنة عمياء.
ثانيا: استخدم الرحيلي منهج الإنصاف القطبي المزيف فقال بأنه لا يتهمه في دينه، فإذا كان لا يتهمه في دينه وضلالاته ففي ماذا يتهمه، أيتهمه في عقله أم في دنياه وتجارته؟؟!!
إن التهمة في الدين أعم من التكفير فقد يكون بالبدعة أو الفجور. ولكن الرحيلي يستخدم هذا الأسلوب دائما للتهوين من شأن أهل الأهواء.





( حسن البنا ليس من أهل الأهواء عند الرحيلي )

ثالثا: رجع الرحيلي إلى تبرير أخطاء البنا بأنه بعيد عن بيئة السنة والعلم وكرر هذا أكثر من مرة، كل ذلك للتهوين من مصائبه وضلالاته، مع أن هذا مخالف لمنهج أئمة الإسلام عند ذكر أهل الأهواء.
رابعا: عدل الدكتور الرحيلي بأسلوب قطبي ماكر عن وصف البنا بأنه من أهل البدع وقال: بأنه من أهل البعد عن السنة.

( الرحيلي وبدعة التقسيم الثلاثي لإنقاذ حسن البنا )

لقد ابتكر الدكتور الرحيلي تقسيماً غريباً لإنقاذ أهل البدع وهو أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أهل السنة.
القسم الثاني: أهل البدعة.
القسم الثالث: أهل البعد عن السنة؟!!!!
وهذا القسم الثالث: اخترعه الرحيلي هنا لإنقاذ حسن البنا من وصفه بالابتداع.
ونحن نسأل الدكتور الرحيلي: هل القسم الثالث وهم أهل البعد عن السنة، هل هم من القسم الأول أم الثاني لندخل حسن البنا فيهم؟؟!!
فليتأمل المدافعون عنه بعين البصيرة إلى طريقة الرحيلي في كلامه عن أهل الأهواء المعاصرين، وكيف أنه يدافع عنهم بالباطل بتأصيلات غريبة عن منهج السلف الصالح ثم ينسب هذه التأصلات إلى منهج أهل السنة ظلما وعدوانا.
( الدكتور الرحيلي وثناؤه على الخارجي الجهمي الهالك سيد قطب وتبريره لضلالاته )

مضرة الثناء على أهل الأهواء:
قال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه -يعني: الحسن بن حي-، فقلت ليوسف: ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن مدحهم كان أضر عليهم". السير ( 7/364 )
وأين الحسن بن صالح من سيد قطب؟؟!!!!
وقال عاصم الأحول: جلست إلى قتـادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعـض، فقال: يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر. فجئت مغتمّاً فنمت فرأيت عمرو بن عبيد يحك آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها. فقلت: أعدها قال: لا أستطيع".
ميزان الاعتدال للذهبي ( 3/273 )
قال الدكتور إبراهيم الرحيلي:" ومن أشهرهم سيد قطب، رجل كان مؤثرا أديبا له أثر فيمن يقرأون له". ( شريط الملل والنحل )
ثم بدأ الرحيلي في ذكر خطئه في كلامه في الصحابة مقدما ذلك بذكر العذر له وأنه كان لا يعلم لأنه ما كان إلا مجرد أديب؟؟!!
قال الرحيلي:" وكان عنده جهل عظيم بالسنة وكان يتكلم في الصحابة".؟!!!!!!!! ( شريط علم الملل والنحل )
انظر كيف عندما ذكر انحرافه العقدي قدم ذلك بتمهيد العذر له وأنه كان جاهلا بالسنة وكان أدبيا!!!
وكذب الرحيلي في هذا، فلم يكن الجهمي سيد قطب جاهلا بالسنة ولا بالعقيدة، وكتبه شاهدة بذلك، حيث كان ينكر أحاديث الآحاد رأسا ويختار في العقيدة التعطيل والتجهم، فانظر كيف رجح في آية الاستواء تحريف الجهمية على تفسير الإمام مالك ابن أنس المجمع عليه، مع الازدراء لتفسير أئمة السنة وترجيحه للمنهاج الفلسفي الكلامي.

( الفرق بين موقف دكتور العقيدة و موقف إمام العقيدة أسد السنة ابن الفرات من المعتزلة )

هذا هو موقف دكتور العقيدة من الجهمي المعتزلي سيد قطب أما موقف إمام العقيدة الإمام أسد بن الفرات فهو ما يلي:
عن يحيى بن سلام قال:" حدّث أسد يوماً بحديث الرؤية، وسليمان الفراء المعتزلي في آخر المجلس فأنكر الرؤية، فسمعه أسد فقام إليه وجمع بين طوقيه ولحيته، واستقبله بنعله فضربه حتى أدماه، وطرده من مجلسه". ترتيب المدارك للقاضي عياض ( 3/301 ).
أما دكتور العقيدة الرحيلي فضلالات سيد قطب عنده أخطاء فقط؟!!!!!!.
والسبب في ذلك أن الإمام أسد بن الفرات تربى على الآثار السلفية عند الأئمة المالكية، أما دكتور العقيدة فقد تربى على الموائد الحزبية عند أصحاب منهج الموازنات الحركية.


( الرحيلي يعترف بأنه على علم بضلالات الجهمي سيد قطب )

ثم قال الرحيلي عن سيد قطب:" الشيخ ربيع يعني ذكر بعض الأخطاء من خلال استعراض كتبه". ( شريط علم الملل والنحل )
لقد اعترف الرحيلي باطلاعه على كتب الشيخ ربيع التي تكشف ضلالات وانحرافات سيد قطب العقدية الإيمانية والمنهجية، لكنه كتم الحقيقة وسمى كفريات سيد قطب بأنها أخطاء تهوينا من شأنها ودفاعا عن الرجل.
فهل يجوز تسمية الكفر خطأ، والضلال خطأ، وأنت يا رحيلي تدرس طلبة علم يعلمون الفرق بين الكفر والضلال والبدعة والخطأ والمعصية، فهذه اصطلاحات شرعية لا يجوز التلاعب فيها من أجل مآرب حزبية وليرضى عنك جمعية إحياء التراث والدكاترة السرورية في الجامعة الموقرة التي تدرس فيها الذين لك بهم علاقات قوية.
اتق اللـه يا دكتور: هل الطعن في موسى – عليه السلام – بأنه ذلك العصبي المزاج كما يفتري سيد قطب، هل هذا خطأ أم كفر؟ وهل الطعن في الخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي اللـه عنه – وأنه مكَن للدولة الأموية خطأ أم كفر وضلال يا دكتور العقيدة يا من يدافع عنك الكثير من المشايخ ويطعنون فينا بسببك؟؟! وهل وصف قتلة عثمان والسبئية بأن ثورتهم من روح الإسلام خطأ أم انحراف مبين يا دكتور؟!!
يا دكتور الملل والنحل نبؤني بعلم إن كنتم صادقين!
وهل تحريف آيات الصفات أخطاء يا دكتور العقيدة أم كفر وضلال؟! يا من تهون من شأن سيد قطب في كل مصائبه، فوا أسفاه على العقيدة السلفية التي تدرسها أنت وأمثالك من المميعين كعبدالرزاق وغيره، ووا أسفاه على منهج السلف الذي حرفته بتأصيلاتك الجديدة، ووا أسفاه على أتباع الأثر الذين ضيعتهم يا دكتور عقيدة أهل الأثر.

( الرحيلي يحذر ويستنكر امتحان أهل البدع الخوارج بسيد قطب )

إن من المقرر في منهج أهل السنة أن من يثني على رؤوس أهل البدع كالجهم بن صفوان وبشر المريسي والنظام والجبائي أن ذلك يشكك في عقيدته ومنهجه، وكذلك من يثني على سيد قطب الجهمي في هذا العصر يشك في عقيدته ومنهجه، وهذا الأمر المعلوم الواضح لا يرتضيه الدكتور إبراهيم الرحيلي، بحجة أن سيد قطب له أخطاء لا تستدعي ذلك وبحجة أنه قد توفي ومات كما هو في سياق كلامه.
قال الرحيلي:" فهذا الرجل – أي سيد قطب – الآن اتخذه الناس يعني حقيقة ميزان للأمة، وأول ما يمتحن الرجل في سيد قطب ينبغي للمسلم ألا يجعل هذا الرجل يعني امتحان للأمة، تمتحن به الأمة، ما هو إلا رجل أفضى إلى ما قدم" ( شريط الملل والنحل ).
وأفضى إلى ما قدم أي أن المسكين قد مات وحرام النبش في الأموات والطعن فيهم، أما الطعن في الأنبياء والصحابة فالأمر هين يا دكتور العقيدة، وهذا التأصيل الفاسد قصد به الرحيلي التهوين من ضلالات سيد قطب وأن تدفن فلا تذكر كما دفن هو مع الأموات.
وقصد به أنه لا يمتحن في سيد قطب إذا مدحه لأنه ليس موضع امتحان؟!!.

( الدكتور الرحيلي يحلف بأنه لا يكفر سيد قطب )

قال الرحيلي عن سيد قطب:" ما هو إلا رجل يعني أفضى إلى ما قدم، واللـه لا نكفره". ( شريط علم الملل والنحل )
هون على نفسك يا دكتور العقيدة ولا داعي للحلف بالأيمان بأنك لا تكفر سيد قطب، لقد علم الحزبيون وإحياء التراث ذلك فلا تخف، وإن دوراتك العلمية ستستمر هنا وهناك وفي الخارج لأنك لا تكفر سيد قطب.
أولا: يا دكتور العقيدة من طلب منك أن تقسم باللـه أنك لا تكفره، أنت حتى الآن لا تسمي كفرياته إلا أخطاء، فكيف يتبادر إلى الأذهان أنك تكفره لترفع عن نفسك هذه التهمة.
وثانيا: هل كفره أحد من العلماء لتأتي وترفع عن نفسك تهمة المشاركة في تكفيره.
وثالثا: لماذا كلما ذكرت مبتدعاً في عصرنا سارعت إلى القول بأنك لا تكفره، هل هذا من تأصيلات أهل السنة أيضا أم هو من كيسك الحزبي المخرق.
رابعا: يا دكتور العقيدة، هل سارع الإمام أحمد بن حنبل كلما ذكر مبتدع معاصراً له إلى القول بأنه لا يكفره، هل قال أحمد:" واللـه لا نكفر الحارث المحاسبي، ولا نكفر الكرابيسي، ولا نكفر الثلجي ولا نكفر ابن الخلنجي"؟!!!!!!.
حسبنا اللـه ونعم الوكيل على هذا الخوف والجبن والانهزامية الجديدة.
ثم يتبجح الدكتور الرحيلي في نهاية مصائبه ويقول:" الحكم على المعين يتطلب النظر في أصول لابد من الإلمام بها". وهل القسم بالأيمان من الأصول التي لابد من الإلمام بها لتحلف عند رأس كل مبتدع.

( الرحيلي يتجنب تسمية انحرافات سيد قطب بأنها كفر وضلال )

لقد تلطف الدكتور الرحيلي مع ضلالات سيد قطب غاية التلطف، فقال:" واللـه لا نكفره وإن كان قوله يعني والعياذ باللـه أحيانا يعني قد يصل إلى يعني ما يقال أنه أكثر من المعاصي والذنوب". ( شريط الملل والنحل ).
إنه أسلوب عجيب فاق به الدكتور الرحيلي أساليب أبي الحسن المأربي حيث يلاحظ فيه ما يلي:
أولا: عدل عن لفظة الضلال والكفريات إلى قوله:" أكثر من المعاصي والذنوب"، وهل الضلال والكفر ما هو إلا أكثر من المعاصي والذنوب.
ثانيا: عدل عن الأسلوب العربي في الاختصار إلى أسلوب مطول للتهوين من انحرافات سيد قطب، وكان يكفيه أن يقول عنده ضلالات وفقط بدون هذا اللف والدوران.
ثالثا: عدل عن قوله:" وإن كانت عقيدته" إلى قوله:" وإن كان قوله"، فنسب الأخطاء إلى قوله دون عقيدته ومنهجه للتهوين والتبرير.
رابعا: ارتباكه الشديد عند بحثه عن كلمة مناسبة للتهوين من ضلالات سيد قطب، فكرر كلمة" يعني" ثلاث مرات في جملة واحدة، حيث قال:" وإن كان قوله يعني والعياذ باللـه أحيانا يعني قد يصل إلى يعني" وهذا طبعا من التأصيل المنهجي ومن الضوابط في الكلام في المخالفين، أي استخدام كلمة" يعني" كثيرا، فلعل المبتدعة إذ لم ينجوا بالتأصيلات أن ينجوا بكلمة" يعني".
خامسا: قلل من ضلالات سيد قطب بقوله:" أحيانا"، أي أنه أحيانا يطعن في عثمان – رضي اللـه عنه – وأحيانا لا يطعن، وأحيانا يحرف آيات الصفات وأحيانا لا يحرف، وأحيانا يكفر الحكام وأحيانا لا يكفر؟؟!!! فاعجب لذا البهتان.
سادسا: استخدم كلمة" يقال" وهي المبني للمجهول زيادة في التهوين والتبرير"؟!!!!!.
قال تعالى:" ولتعرفنهم في لحن القول"،
وقال تعالى عن أحبار أهل الكتاب:" يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند اللـه وما هو من عند اللـه ويقولون على اللـه الكذب وهم يعلمون".

( تعجبي من الدكتور الرحيلي وأصحابه )

لما سمعت كلامه في حسن البنا وسيد قطب، جلست برهة من الزمن أفكر وأقول لنفسي: هل يعقل أن دكتورا في العقيدة كالرحيلي يصدر منه هذا، حيث يلف ويدور ويستخدم عبارات مطاطية طويلة عريضة لا يصل بها إلى مقصود غير التعمية والتمويه، لماذا عندما يبدأ الكلام عن أشخاص الإخوان والسرورية يتلجلج الدكتور وأصحابه وعندما يتكلمون عن بشر المريسي والجهمية تنطلق ألسنتهم بالكلام كأنهم الطيور التي تغرد، وما الفرق بين بشر و جهم وبدعة سيد قطب، هل كان السلف يقولون:" بشر وجهم يعني أحيانا يعني عندهم يعني ما يقال أنها أخطاء؟؟!!".
قال تعالى:" فخلف من خلفهم ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على اللـه إلا الحق"،
لماذا لا يعترف دكتور العقيدة بالحق والحقيقة ولماذا يتهرب.

( السبب في انحراف الرحيلي هو مخالطته للحزبيين أهل الأهواء )
إن السبب فيما قام به الدكتور الرحيلي من تهوين لانحرافات أهل الأهواء هو كثرة مخالطته للحزبيين أتباع سيد قطب و البنا، و عدم قيامه بواجب الإنكار الحقيقي عليهم، و البعد عنهم، فلذلك تأثر بأفكارهم و مناهجهم، و خدعوه بخفي مكرهم، فمشى طلابه على طريقته، فها هم في كل مكان يحاربون أتباع الأثر باسم الحكمة المزيفة، لا الحكمة النبوية الأثرية السنية، كل ذلك بسلاح تزكية العلماء لهم و قربهم منهم.

( أطباء القلوب يحذرون من مرض التمييع و أسباب العدوى به مع ذكر وصفة العلاج الأثري لسرطان الحزبية )

عن هشام بن حسان قال:" كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم".
وسنن الدارمي (1/121)
وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول:" أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم". الإبانة ( 2/475 ).
وعن ثابت بن عجلان قال:" أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء". وشرح السنة للالكائي (1/133).
قال ابن القيم رحمه الله:
" ومن ههنا وصّى أطباء القلوب بالإعراض عن أهل البدع وأن لا يسلّم عليهم، ولا يريهم طلاقة وجهه، ولا يلقاهم إلا بالعبوس والإعراض".
إغاثة اللهفان ( 1 / 140 )
( الدكتور الرحيلي يثني على سيد قطب ويعتقد أنه مخلص يريد الخير )
ثم قال الرحيلي:" فهذا الرجل – أي سيد قطب – الذي نحسبه أن عنده إخلاص واللـه حسيبه وأنه يريد الخير وأن له دعوة هذا الإنصاف فيه لكنه وقع في أخطاء". ( شريط الملل والنحل ).
لقد ادعى الدكتور الرحيلي رجماً بالغيب أن عند سيد قطب إخلاص وأنه يريد الخير، ويلزم منه أن الروافض والجهمية أيضا عندهم إخلاص لدين اللـه ويريدون بأباطيلهم وشركياتهم الخير؟!!!
هل من يطعن في الخليفة الراشد عثمان و – كليم اللـه – موسى – عليه السلام – عنده إخلاص في طعنه؟ هل من يشكل خلية تنظيمية سرية لتدمير الجسور المصرية يريد الخير للمسلمين، أي إخلاص وخير هذا يا دكتور العقيدة.
ثم قال الرحيلي بأن له دعوة، نعم دعوة سيد قطب هي التكفير والتفجير والطعن في أحاديث الآحاد وإنكار الغيبيات بالعقل الفاسد، فهنيئاً للدكتور الرحيلي ولمن يدافعون عنه بالباطل هذه الدعوة، دعوة سيد قطب الجهمي المريسي الأزرقي.
ثم يقول الرحيلي بأن هذا من الإنصاف فيه، وأي أنصاف هذا؟؟!!
أن تهون من ضلالاته وتكتم كفرياته وتثني عليه وعلى إخلاصه وإرادته للخير وعلى دعوته المدمرة للأمة، أين الغيرة يا رحيلي لدين اللـه؟ أين الغيرة يا مميعة لأصحاب رسول اللـه؟ أين الغيرة يا مخذلين لكتاب اللـه وأنبيائه ورسله وآياته.
من يهن يسهل الهوان عليه مــا لجرح بميت إيـلام

( دكتور العقيدة الرحيلي ينفي عن سيد قطب اعتقاده بخلق القرآن بأسلوب إبليسي )

لقد مشى سيد قطب على طريقة الجهم بن صفوان والمعتزلة والفلاسفة و المتكلمين في نفي كلام الله تعالى واعتبر القرآن من صنع الله و أن قول الله تعالى للشيء:" كن فيكون" إنما هو مجرد إرادة صادرة عن الله، أي نفي أن يكون الله متكلماً بالقرآن و هذا أمر كان واضحاً حتى عند عجائز نيسابور.
قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى:" وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ":"هنا نصل إلى فكرة الإسلام التجريدية الكاملة عن الله سبحانه، وعن نوع العلاقة بين الخالق وخلقه، وعن طريقة صدور الخلق عن الخالق، وهي أرفع وأوضح تصور عن هذه الحقائق جميعا ً….. لقد صدر الكون عن خالقه عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة: (كن) فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن". ظلال القرآن (1/106).
لكن دكتور العقيدة ميع هذه القضية و ظل يراوغ فيها و يجبن عن قول الحقيقة كعادته في كتمان الحق مما اختلف فيه الناس من أجل سواد عيون القطبيين.
فلينظر العاقل في سؤال وجهه إليه سائل و لينظر إلى جواب دكتور العقيدة السلفية الرحيلي؟!!!!!!!.
_ والسؤال هو: " س: هل القول أن القرآن صنع الله يلزم منه أن القرآن مخلوق؟ و خصوصاً أنه يقول إن الكلام هو الإرادة".
( شريط الخلاف أسبابه و أحكامه)
إن السؤال واضح و محدد جداً و هو في رجل يعتبر الكلام إرادة والقرآن مصنوع، إذاً هما قرينتان: قرينة الصنع و قرينة الإرادة.
و انظروا الآن إلى جواب دكتور متخصص في العقيدة ماذا يقول؟!
قال الرحيلي:" لا يُقال أن القرآن صُنع الله، وإنما هو كلام الله. لكن ينبغي أن يُفرّق بين من يُطلق الألفاظ وهو يقصد اللفظ، أو لا يقصد، فإن بعض الناس قد يُطلق الألفاظ وهو لا يقصدها، فعلى كل حال هذا خطأ، لكن هل من قال هذا: نقول إنه يقول القرآن مخلوق. ينبغي أن يستفصل منه؛ يقال له: ما المقصود بالصنع في إطلاقه؟ فإن قال: أعتقد أنه تكلم. نقول له: لا تقل هذا اللفظ، وإنما قل تكلم بالقرآن. وإن كان يقصد بالصّنع هو الخلق فلا شك أنّ هذا قول الجهمية".
( شريط الخلاف أسبابه وأحكامه )

لقد ضيع الرحيلي السائل في متاهات كلمة الصنع و المقصود بها، مع أن المقصود هو شخص واحد في الدنيا و هو سيد قطب.
و كلمة الصنع مضموم إليها القرينة العظيمة الثانية التي أغمض الدكتور عينه عنها و هي تأويل الكلام بالإرادة الدال على المقصود و هو نفي الكلام و القول بخلق القرآن؟!!!!
ولكنه المنهج القطبي المزيف الذي لا يدع لذي علم علماً و لا لذي عقل ذرة من عقل أو إنصاف وأمانة نقل و قول بالحق.

( الفرق بين موقف الإمام الشافعي و السلف و موقف دكتور العقيدة الرحيلي في مسألة كلام الله )

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن إبراهيم بن علية المعتزلي:" وكان قد ذهب إلى مصر وكان بينه وبين الشافعي مناوأة حتى كان الشافعي يقول فيه: أنا مخالف لابن علية في كل شيء حتى في قول لا إله إلا الله لأني أقول لا إله إلا الله الذي كلم موسى من وراء الحجاب وهو يقول لا إله إلا الله الذي خلق في الهواء كلاما يسمعه موسى". الاستقامة( 1/337 )
قال شاعر أهل السنة أيام دولة بني العباس في رسالته للخليفة المأمون:
يا أيها الناس لا قولٌ ولا عملٌ * لمن يقول كلام الله مخلوق
ما قال ذاك أبو بكر ولا عمـر * ولا النبي ولم يذكره صديق
ولـم يقل ذاك إلا كل مبتـدع * على الإله وعند الله زنديق
عمداً أراد بـه إمحاق دينكـم * لأن دينهم والله ممحــوق
تاريخ دمشق لابن عساكر( 33 / 334 )

( الدكتور الرحيلي يثني على أفراد جماعة التبليغ )

لما سئل الدكتور الرحيلي عن جماعة التبليغ والإخوان، ذكر أنهم من طوائف أهل البدع ثم شرع يبرر لهم انحرافاتهم العقدية وشركياتهم، على طريقة منهج الموازنات السرورية فقال:" فإذن جماعة التبليغ أهل جهل نحن لا نتهمهم نقول إنهم يريدون هدم الإسلام". ( شريط علم الملل والنحل ) ثم ذكر حرصهم على الخير.
وهذا هو أسلوب الرحيلي مع فرق الضلال المعاصرة، يبرر كفرياتهم وضلالاتهم بحجة أنهم أهل جهل وأنهم بعيدون عن بيئة العلم والسنة، وهو يدري أن بالهند جماعة كبيرة من أهل الحديث فيهم العلماء وطلبة العلم، ولكن جماعة التبليغ لم يستفيدوا منهم و لم يتعلموا، فكثير منهم متجاهلون لا جهلة كما يزعم الدكتور الرحيلي.

( عقوبة المثني على أهل البدع عند الإمام ابن المديني )

لقد أثنى أبو معمر المقعد البصري يوماً على عمرو بن عبيد المعتزلي فقال فيه الإمام علي بن المديني شيخ البخاري:" من ذكر محاسن عمرو بن عبيد ورفعه لا يسأل عنه - يعني أبا معمر المقعد البصري - لقد قال: ذاك - أي عمرو بن عبيد - كان أعلى من هؤلاء فوضعه ذلك، قال علي : لا تحدثوا عن أبي معمر ولا نعمى عين".
تاريخ بغداد (10 /24 ).
و أما إذا كان قصد الرحيلي الترجمة لهم فلذلك اضطر لذكر بعض محاسنهم فلم لم يذكر مساوءهم و شركيات أتباعهم في الهند و السند؟!!

( الدكتور الرحيلي ينتقد علماء السنة في ذمهم الشديد لجماعة التبليغ ويحلف باللـه أن عليهم أن يراجعوا أنفسهم )

لقد انتقد علماء السنة جماعة التبليغ بشدة بسبب انحرافاتهم العقدية العظيمة وشركياتهم واعتقادهم في الأموات وانتمائهم إلى أربعة فرق صوفية ضالة وأشياء أخرى كثيرة عظيمة.
قال الشيخ حمود التويجري بعد ذكره أثراً للإمام أحمد و تطبيقها على أهل البدع كجماعة التبليغ:
"وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ( ص: 230-231 )
ولكن دكتور العقيدة والتوحيد إبراهيم الرحيلي لم يعجبه شدة انتقاد العلماء لهذه الجماعة واعتبر ذلك من التجاوز في إصدار الأحكام، حيث قال الرحيلي:" وأنا أقول الذي قد يتجاوز أحيانا في الحكم واللـه ينبغي عليه أن يراجع نفسه، يعني الذي أعرف عن هؤلاء أنهم يريدون الخير لكنهم ما عرفوا"، ( شريط الملل و النحل ).
ولا يكتفي الدكتور بهذا، بل يحلف باللـه أن عليهم مراجعة أحكامهم معللا ذلك أن هذه الجماعة لا يقصدون إلا الخير فقط، ولكنهم ما عرفوا فهم مساكين لا ذنب لهم غير عدم المعرفة، وهذه أيضا من التأصيلات والضوابط المرعية عند الرحيلي وأشياعه.
أما عند السلف فعلى العكس من منهج الدكتور و أتباعه؟!!!
قال أبو توبة: حدثنا أصحابنا أن ثوراً لقي الأوزاعي فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال:" يا ثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة ولكنه الدين". السير ( 11/344 )
قال أبو رجاء قتيبة بن سعيد:" كان عمر بن هارون شديداً على المرجئة، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم". تاريخ دمشق ( 45/365 )
وقال القاضي عياض رحمه الله في ترجمة الإمام أبي يوسف جبلة بن حمود الصدفي من تلاميذ سحنون بن سعيد المالكي: (( ذِكر شدته على أهل البدع ومجنبته إياهم وقوته في ذات الله عز وجل:
كان رحمه الله شديداً في ذلك، لا يداري فيه أحداً، ولم يكن أحد أكثر مجاهدة منه للروافض وشيعهم، فنجاه الله منهم، وكان ينكر على من خرج من القيروان إلى سوسة ونحوه من الثغور، ويقول: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد الشرك".
ترتيب المدارك (4/375-376)
فمن أعلم بالله و آياته و حدوده و منهج أنبيائه الدكتور الرحيلي الذي يدعو للمهادنة و الضياع أم هؤلاء الأئمة الذين حفظوا لنا هذه الآثار و رووها و تفاخروا و اعتزوا بها مدى هذه القرون؟؟!!!!!.
( هاجس هدم الإسلام عند الدكتور الرحيلي )

كلما تكلم الدكتور في أهل البدع المعاصرين يأتيه هاجس ووسواس كثير أن طلابه قد يتهمون المبتدعة بهدم الإسلام، فيسارع دائماً إلى نفي هذه التهمة عن المبتدعة المساكين، و إلى إنقاذهم من سوء الظن بهم.؟؟!!!
فهنا لما تكلم عن جماعة التبليغ قال:" لا نتهمهم نقول أنهم يريدون هدم الإسلام"؟!!!! ( شريط علم الملل والنحل )
ولما سئل عن حسن البنا قال:" ولا نقول أنه أراد أن يهدم الإسلام"؟!!!! ( شريط علم الملل والنحل )
وقال عن الخوارج:" نحن لا نخرجهم من الإسلام"؟؟!!!!
( شريط علم الملل والنحل )
وهذه عادته أنه يستخدم عبارة" هدم الدين" وعبارة" الاتهام في الدين"؟!!!!.
حيث قال عن الخوارج الذين يكفرون الحكام:" نحن واللـه لا نتهم إخواننا"، وقال عن حسن البنا:" نحن لا نتهمه في دينه".
( شريط علم الملل والنحل )
فهل هذا من التأصيل والضوابط السلفية يا دكتور العقيدة، هل كان أئمة أهل السنة كلما ذكروا مبتدعاً قالوا:" نحن لا نتهمه ولا نقول: يريد أن يهدم الإسلام"؟؟!!، ولكنه بلا شك من ضوابط التمييع الحزبي لا السلفي.


( الفرق بين اهتمامات الرحيلي واهتمامات التابعية الأثرية العابدة حفصة بنت سيرين )

إن اهتمامات دكتور العقيدة كلما ذكر أهل البدع هي قضية الإنصاف وأنهم لا يريدون هدم الإسلام؟!!!، ويصور لنا هذا الدكتور العجيب كأن أهل البدع كلهم مساكين؟!! وقد حكم عليهم أهل السنة بالسجن المؤبد والإعدام؟!!!! وأقاموا لهم محاكم التفتيش كما أقامها الإسبان لمسلمي الأندلس؟!!!.
أما اهتمامات أتباع الأثر فشيء آخر تماماً.
فهذه التابعية الجليلة حفصة بنت سيرين لم تكن تهتم إلا بالحذر من الأهواء و تحذير إخوانها من ذلك لا كاهتمامات كثير من دكاترة العقيدة اليوم.
عن حماد بن زيد عن عاصم قال قال أبو العالية:" تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء فحدثت الحسن فقال صدق ونصح قال فحدثت حفصة بنت سيرين فقالت: يا باهلي، أنت حدثت محمداً بهذا؟ قلت: لا، قالت: فحدثه إذاً".
اعتقاد أهل السنة ( 1 / 56 )
وتقصد حفصة بمحمد أخاها محمد بن سيرين، فهلا ترقى الدكتور في اهتماماته إلى اهتمام هذه السيدة العابدة الزاهدة، بدل الاهتمام الزائد غير المبرر من إنصاف أهل البدع؟!!!!، اهتمام العابدة حفصة بالتحذير من أهل الأهواء، واهتمام الرحيلي بإنصاف أهل الأهواء؟!!!!.
( الدكتور الرحيلي يشكك في أن بعض المناهج المبتدعة الموجودة أنها امتداد للفرق الهالكة ويبطل دلالات النصوص على ذلك )

لقد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هذه الأمة ستتبع سنن من كان قبلها حذو القذة بالقذة، وأنهم لو دخلوا جحر ضب لدخله بعض هذه الأمة كذلك، وأنه لو كان فيهم من زني بأمه لكان في هذه الأمة كذلك، وهذه النصوص تدل دلالة قطعية أن انحرافات هذه الأمة ما هي إلا نتيجة التأثر بالأمم الكافرة، فالجهمية ورثة الفلاسفة وغلاة الصوفية ورثة عباد الهند، وغلو الخوارج من ميراث غلو بني اسرائيل، والروافض ورثة اليهود، والقبورية ورثة عباد الأصنام وهكذا، وكل من سبر التاريخ والأفكار والعقائد، قطع بصحة ذلك ولا يتعارض نقل مصدق مع بحث محقق، ولكن الدكتور الرحيلي أتى ببدعة جديدة تبطل دلالات هذه النصوص وشواهد التاريخ، كل ذلك بسبب تعلقه بالإنصاف القطبي المزيف، حيث قال لما سئل عن مدى صحة الربط بين المناهج الدعوية الموجودة اليوم وبين الفرق القديمة.
أجاب الدكتور الرحيلي:" أنا أقول إن ما هو موجود اليوم في الدعوات المناهج الجديدة، نحن دائما نكون واللـه منصفين لا نحمل كل خطأ نقول أنه موجود قديم، وأن صاحبه تأثر بتلك البدعة، الأخطاء موجودة لكن لبعضها حقيقة امتداد".
( شريط الملل والنحل (2)).
ونحن نطالب دكتور العقيدة الرحيلي أن يثبت لنا أن الصلة مقطوعة بين الإخوان والسرورية والمأربية والتبليغية والرافضية والعلمانية وبين الفرق الهالكة القديمة.
إنه لا يستطيع ذلك وإنما أبطل دلالة النصوص فقط بسبب الإنصاف المزيف كما اعترف، أي أن دلالات النصوص النبوية والآثار السلفية ليس فيها إنصاف وإنما هي ظلم وإجحاف في حق المخالفين للسنة، فلذلك جاء دكتور في العقيدة في آخر الزمان لينصفهم، وليرفع الظلم الواقع عليهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وهذه أيضا من الضوابط والتأصيلات المميعة الجديدة.

( الدكتور الرحيلي يعتبر الخوارج إخوانه ولا يتهمهم مع اعترافه أنهم يكفرون علماء السنة )

لقد وردت أحاديث مستفيضة في ذم الخوارج و كذلك تواترت الآثار عن السلف بذلك فلم يقولوا يوماً إنهم إخواننا و أننا لا نتهمهم؟!!!
قال الإمام الطبري عن موقف الصحابة من الخوارج:" بل كانوا يحدثون بعيب رسول الله إياهم ونعته الذي نعتهم به وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ويعادونهم بألسنتهم وتشتد والله عليهم أيديهم إذا لقوهم ولعمري لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع ولكنه كان ضلالا فتفرق وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافا كثيرا".
تفسير الطبري ( 3 / 176 )

و قال الإمام الطبري رحمه الله:"وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية فأما الذين في قلوبهم زيغ قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري من هم". تفسير الطبري ( 3 / 176 )
ومن ذلك ما أورد ه الحافظ قال:
" وكان سمرة بن جندب - رضي الله عنه - شديداً على الخوارج فكانوا يطعنون عليه". الإصابة لابن حجر ( 3/130 ).
ولكن وصل الخزي والعار والهزيمة النفسية والعقدية بالدكتور الرحيلي إلى أن يعتبر الخوارج المارقين وكلاب النار وشر قتلى تحت أديم السماء والملعونين على لسان الصحابة وقتلة أمير المؤمنين عثمان وعلي وقتلة الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال في كل عصر.
أن يعتبرهم الدكتور الرحيلي بأنهم إخوانه وأنه لا يتهمهم في دينهم، قال الرحيلي وهو يتحدث عن الخوارج:" نحن واللـه لا نتهم إخواننا الآن ممن نحن لا نخرجهم من الإسلام كثير منهم – حتى يصدر منهم الكفر – مع أنهم قد يكفروننا ويكفرون ويتهمون العلماء".
ثم قال في نهاية كلامه عن الخوارج:" نحن ننصف معهم، نحن نقول إنهم مخطئون". ( شريط الملل والنحل (2) ).
هل يستطيع دكتور العقيدة أن يأتي بنص واحد عن الصحابة و القرون المفضلة أنهم يقولون في الخوارج:" إنهم إخواننا و نحن ننصف معهم و لا نتهمهم، و نقول إنهم مخطئون".؟!!!!!!!
هل يقول ذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقد أغمد فيهم بجيشه سيوفهم؟!!!!!
هل يقول ذلك ابن عباس و ابن عمر و معاوية رضي الله عنهم؟!!!
هل يستخدم هذا الأسلوب الانهزامي يا دكتور العقيدة الإمام أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد؟!!!!!!
هل يتفوه بهذا الكلام المنمق الإمام الأوزاعي و الفزاري و السفيانان و الرازيان و البخاري و مسلم و أبو داود؟!!!!!
إنك يا دكتور العقيدة تمشي على منهج غير منهجهم و قد ربيت لسنوات الشباب على ذلك، و قد اتسع الخرق على الراقع، فمن ينصت لصوت العقل و الدين؟؟؟؟ من يستمع و من يتراجع؟؟؟؟ إلا من رحم ربك.
لقد أفسدت يا دكتور العقيدة عقول الطلاب في كثير من البلاد بهذه الأساليب التي تسبب الهزيمة أمام أعداء السنة و الأثر، و لا تعلي شأناً للسنة و أهلها.
لقد رأينا طلاباً من أتباع الأثر كانوا شعلة ضياء وذكاء وهمة في نصرة السنة واهتماماً بأمرها في بلادهم، ولكنهم لما جاؤوا وتتلمذوا عليك وعلى أصحابك رجعوا إلينا كالأموات الذين لا حراك بهم، وماتت الغيرة الأثرية في نفوسهم، وصاروا مضرب المثل في الغباء وقلة الخبرة بألاعيب الحزبيين، وكل ذلك بسبب تأصيلاتك الفاسدة وضوابطك الكاسدة، التي لا تضر عدواً ولا تنفع صديقاً، فلا قواعدكم للإسلام والسنة نصرت وأعزت، ولا للحزبية والهوى والبدع كسرت وأذلت، وكما قيل في المأثور: من ثمارهم تعرفونهم.

( عقوبة من يثني على أهل البدع و يختلق لهم الأعذار )

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في أهل البدع:
" ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عرف بمساندتهم ومعاونتهـم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هـو، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله."
مجموع الفتاوى(2/132)

( الفرق بين الدكتور الرحيلي و أئمة الدعوة النجدية )

لقد كانت دعوة السنة عزيزة أيام أئمة الدعوة النجدية يا دكتور العقيدة لأنهم لم يكونوا يستخدمون هذه العبارات وهذه التأصيلات المميتة، فكانت البدع مقموعة في زمانهم بسيوف السنة والأدلة والأثر، وكانت السنة منصورة معززة ظاهرة، بسبب شجاعتهم التي رباهم عليهم الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
ولا تقل يا دكتور بأننا في زمان ضعف، فقد كانت السنة والعقيدة في زمانهم أغرب وأضعف، حتى قووها بشجاعتهم وجهادهم.
لقد تكالبت الأمم عليهم من كل حدب وصوب ومع ذلك لم يضعفوا ولم يستكينوا.
لقد تآمر على تلك الدعوة المجيدة الدولة العثمانية المترامية الأطراف، ومحمد علي باشا حاكم مصر والسودان وحكام العراق والشام وملوك فارس و الاستعمار الإنجليزي، تلك الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس لاتساعها.
ومع ذلك نشر الله تعالى دعوة التوحيد بتوفيقه ثم بجهودهم إلى جبال الهند و السند و مجاهيل إفريقيا وبلاد المغرب الأقصى.
إنكم يا دكتور العقيدة تدرسون كتب التوحيد لأئمة الدعوة ولكن حالكم تختلف عن أحوالهم، وشجاعتكم تختلف عن شجاعتهم، وهممكم تختلف عن هممهم، وأساليبكم تختلف عن أساليبهم، إنكم يا دكتور العقيدة ومن شايعكم تسمون الضلالات و الانحرافات أخطاء فقط؟!!!
وتسمون الخوارج إخوانكم، و تعذرون أئمة البدع بالجهل وقلة العلم والمعرفة؟!!!!.

( المصالح و المفاسد بين الدكتور الرحيلي و شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب )

لقد تعلقتم يا دكتور العقيدة أنت والعباد الصغير بقاعدة المصالح والمفاسد لمهادنة أهل البدع والجلوس معهم والتهاون في أمرهم، ولو كان الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب يفهم من المصالح والمفاسد ما فهمتم لما قامت له دعوة ولما حطم شيئا من القبور والأصنام والأضرحة من القلوب والمعابد.
ولما كان أوذي في الله ولما طرد من بلدته العيينة إلى الدرعية، ولما طرد من العراق إلى الإحساء و نجد.
ولو جلس الإمام المجدد في بيته و ما جازف بنفسه في المهالك هل كنت أنت الآن يا رحيلي دكتوراً في جامعتك الموقرة، وهل وجدت جامعتك التي أفسدت فيها أصلاً إلا بجهود أحفاده المخلصين.
كل ذلك بفضل الله تعالى أولاً ثم بفضل الإمام المجدد شيخ الإسلام وأتباعه.
لقد كدتم يا مميعة يا حزبية أن تضيعوا ما بناه هذا الإمام المجاهد هو وطلابه خلال ما يقرب من مائتي عام في سنوات معدودات لولا لطف الله ثم مخلصين بررة، وقفوا في وجه دعوتكم المضيعة للأصول والثوابت.

( منهج الدكتور الرحيلي في الحكم على ضلالات الحزبيين )

من يتتبع منهج الدكتور الرحيلي في تقرير أحكام أهل الأهواء المعاصرين يجد أنه يتحاشا أن يسمي ضلالاتهم وكفرياتهم بأسمائها الحقيقية بل يسميها أخطاء فقط صادرة عن جهل أو تقليد دون هوى متبع، أما عند أهل السنة فهي صادرة عن جهل أو تقليد أو هوى، فلذلك يصفون انحرافات أهل الأهواء بالضلال والكفر، فلذلك واجهوها بشدة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:" فمضى الرعيل الأول في ضوء ذلك النّور، لم تطفئه عواصف الأهواء، ولم تلتبس به ظلم الآراء، وأوصوا من بعدهم أن لا يفارقوا النّور الذي اقتبسوه منهم، وأن لا يخرجوا عن طريقهم، فلما كان في أواخر عصرهم حدثت الشيعة والخوارج والقدريّة والمرجئة، فبعدوا عن النور الذي كان عليه أوائل الأئمَّة، ومع هذا فلم يفارقوه بالكليَّة، بل كانوا للنصوص معظمين، وبها مستدلين، ولها على العقول والآراء مقدّمين، ولم يدّع أحدٌ منهم أن عنده عقليات تعارض النصوص، وإنّما أتوا من سوء الفهم فيها، والاستبداد بما ظهر لهم منها، دون من قبلهم، ورأوا أنَّهم إن اقتفوا أثرهم كانوا مقلدين لهم، فصاح بهم من أدركهم من الصحابة وكبار التابعين من كل قطر، ورموهم بالعظائم، وتبرّأوا منهم، وحذّروا من سبيلهم أشدّ التحذير، ولا يرون السلام عليهم ولا مجالستهم، وكلامهم فيهم معروف في كتب السنّة، وهو أكثر من أن يذكر ها هنا".
الصواعق المرسلة ( 3/ 1070).

( ضلالات المناهج الجديدة الحادثة المبتدعة يسميها أخطاء )

قال الدكتور الرحيلي عن المناهج الجديدة:" الأخطاء موجودة لكن لبعضها حقيقةً امتداد لتلك البدع" و قال:" لا نحمل كل خطأ نقول أنه موجود قديم". ( شريط علم الملل والنحل )

( بدع الخوارج أخطاء عند الرحيلي )

قال الدكتور عن الخوارج:" نحن ننصف معهم...... نحن نقول إنهم مخطئون".؟!!!!!!!!! ( شريط علم الملل والنحل )
أما عبد الله بن داود فقد قال": من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة" سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)
هذا هو سير السلف الصالحين أما كلمات الرحيلي فمن سير الخلف الهالكين المميعين المضيعين.

( الدكتور الرحيلي يصف منهج البنا في الخروج على الحكام أنه خطأ )

قال الرحيلي وهو يتكلم عن منهج البنا في الخروج على الحكام:" و كان في تقديره و تقدير من جاء بعده في هذه الدعوة أن المصيبة من الحكام......هذا منهج خاطئ".؟؟!!!! ( شريط علم الملل والنحل )

( الدكتور الرحيلي يرى أن الشيخ ربيع انتقد أخطاء سيد قطب لا ضلالاته و تحريفاته الكلامية الجهمية )

قال عن كتب الشيخ ربيع في سيد قطب:" الشيخ ربيع يعني ذكر بعض الأخطاء". ( شريط علم الملل والنحل )
إنه أسلوب التقليل و التهوين المتعمد؟!!!
الشيخ ربيع لم يذكر عن سيد قطب بعض الأخطاء و إنما ذكر كثير من الضلالات و الكفريات، فلماذا يكتم ذلك دكتور العقيدة؟!!!.
لقد طعن سيد قطب في الصحابة فكان موقف الرحيلي هو التهوين من شأن ذلك بأنها بعض الأخطاء؟!!!
أما لما تكلم نفيع الكذاب في الصحابة فكان موقف عامة أهل السنة منه في عصر غير عصر الدكتور الرحيلي هو ملاحقته بالحجارة على أم رأسه.
قال الإمام الجوزجاني:" نفيع أبو داود كذاب تناول قوماً من الصحابة فرشق". أحوال الرجال ( ص 165 ).
فإذا جبنت يا دكتور العقيدة من رشق أتباع سيد قطب بالحجارة فأضعف الإيمان أن تسكت لا أن تهون من طعوناته في الصحابة وتسميها أخطاء وتتكلم عن الإنصاف فهل أنصف هو الصحابة وأكرمهم؟!!!!.

( الدكتور الرحيلي يعتبر ضلالات سيد قطب و أتباعه أخطاء )

قال الرحيلي عن سيد قطب:" هذا الإنصاف فيه لكنه وقع في أخطاء وتأثر بهذه الأخطاء من تأثر من الدعاة".( شريط علم الملل والنحل )
هل يحتاج سيد قطب إلى الإنصاف أم يحتاج إلى ضرب بدعه وضلالاته على أم رأسها، والتحذير الشديد منها؟!!!!!!!.
إن سيد قطب مقدس عند الحزبيين يا دكتور العقيدة فالإنصاف في حقه هو إسقاطه وإسقاط من يدافع عنه وإسقاط منهجه الباطني التنظيمي المدمر يا صاحب الحكمة والإنصاف.
لقد فررت من تسمية مصائبه بالضلالات إلى تسميتها بالأخطاء لئلا تلتزم بحكم الأئمة الصارم في أمثال سيد قطب وأشياعه المتحزبين.
قال الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله:" وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ".
اعتقاد أهل السنة للالكائي ( 1/197 )



( الدكتور الرحيلي يعتبر تأسيس المناهج الحادثة كان بجهل وتقليد لا بهوى )

قال الرحيلي عن المناهج الدعوية البدعية:" هذه المناهج بعضها يرجح حقيقة لهذه الفرق وبعضها أحدثه بعض الناس بجهل منه نحن واللـه لا نتهم إخواننا". ( شريط الملل والنحل )
إذاً تأسيس المناهج كان إما بتقليد لمن سبق وإما بجهل فقط عند الرحيلي لذلك هو يبرؤهم جميعاً من تهمة الهوى والابتداع.
وهذا هو السر في أنه يكرر دائما أنه لا يتهم إخوانه أي باتباع الهوى.

( الدكتور الرحيلي يحرم الانتماء لأي جماعة مطلقا ودون تفصيل )

لقد كان الرحيلي لطيفا هينا لينا مع أهل البدع كالتبليغ وحسن البنا وسيد قطب وغيرهم، لكنه لما وصل الأمر إلى ما يتعلق بالجماعة السلفية، اشتد غضبه ونسي لينه ولطفه المعهود مع أهل البدع، وكان يعتبر ضلالات سيد قطب كالطعن في الصحابة أخطاء فقط.
أما سؤال يفهم منه الانتماء لأي جماعة بما فيها السلفية، فيعتبرها الرحيلي من الضلال المبين وحذر من ذلك أشد التحذير؟؟!!!
قال الرحيلي لما سئل عن الانتماء لجماعة أو حزب:" ودعوة أن الشباب لا بد أن ينتسبوا لحزب أو جماعة هذه بدعة، بدعة حذر منها السلف الأمة"،
ثم قال:" هذا لاشك أنه من الضلال"،
ثم قال:" وتدخل نفسك في قالب ضيق يحصرك في جماعة وفي دعوة توالي وتعادي عليها بالظلم، هذا لا يجوز، ولا ينبغي ومن انتسب وهو يعلم فإنه ضال مضل"،
ثم قال:" إذا الانتساب لا يجوز إلا لعقيدة أهل السنة والجماعة أن تقول: أنا مسلم من أهل السنة والجماعة أرجو أن أكون على طريقهم".
( شريط علم الملل والنحل )

( الرحيلي يُفَصِل مع أهل البدع ولا يفصل فيما يتعلق بأهل السنة )

لقد حصر الانتماء فقط في دائرة أهل السنة وحذر بمفهومه من الانتساب للسلفية هنا ولغيرها كذلك واعتبرها ضلالا وظلما ولم يفصل في المسألة.
أما عندما كان يتكلم في الخوارج والإخوان فقد فصل غاية التفصيل.

( الرحيلي يقصد بأهل السنة المفهوم العام الذي يشمل أهل البدع والمناهج الجديدة كالسرورية وغيرهم )

لقد دعى محمد بن سرور زين العابدين وأتباعه إلى الانتساب لجماعة أهل السنة بالمعنى العام الذي يشمل كل الحركات الجهادية وكل التنظيمات الفكرية المنبثقة منه، وهي كذلك دعوة القرني وسلمان العودة وعبدالرحمن عبدالخالق.
ثم جاء المأربي بالمنهج السني الواسع الأفيح الذي يسع الأمة جميعا.
والآن يأتي إبراهيم الرحيلي بالمنهج نفسه الواسع الأفيح، فهو على طريقتهم قلبا وقالبا فلذلك رفض الطعن في أبي الحسن المأربي ودافع عنه بالباطل، بحجة أنه لم يقتنع بأدلة إسقاطه، فكيف يسقطه وهو على منهجه الواسع الأفيح.
قال الدكتور الرحيلي:" الانتساب لا يجوز لك، اللـه – سبحانه وتعالى – سماك مسلم تخرج نفسك من هذا المنهج العظيم الذي يسعك ويسع غيرك حتى من المخالفين من أهل الإسلام وتدخل نفسك في قالب ضيق". ( شريط الملل والنحل ).
لقد اعترف الرحيلي في هذا النص ما كان يخفيه، فما هو المنهج العظيم الذي يسعك ويسع المخالفين؟؟!! هل هو المنهج السلفي أم المنهج السروري العام المسمى بمنهج أهل السنة و الجماعة؟؟!!
لقد أكد الرحيلي قوله بدخول الحزبيين المخالفين بعبارة:" ويسع غيرك حتى من المخالفين" التي تدل على التأكيد والأهمية.

( الرحيلي يضلل من ينتسب للسلفية و يقسم على ذلك )

لما فتح الرحيلي الباب للمنهج الواسع الأفيح على طريقة المأربي، ضلل كل من ينتسب لأي جماعة حتى لو كانت هذه الجماعة هي الجماعة هي التي تمثل الحق كله، وهي الطائفة المنصورة والجماعة السلفية؟!!!! وأقسم على ذلك؟!!!!
قال الرحيلي:" لو كان والله كل ما عند هذه الطائفة حق وانتسب لجماعة غير جماعة المسلمين وغير أهل السنة فإنه ضال بانتسابه، الانتساب لا يجوز لك". ( شريط الملل و النحل )
لقد أظهر هنا ما كان يخفيه هو والعباد الصغير من الانتماء إلى المنهج الواسع منهج أهل السنة العام الشامل على الطريقة السرورية المأربية، وكان يكفينا قول السلف فيهم:" من خفيت علينا بدعته لم تخف عنا ألفته". لكن كثيراً من المنتسبين للمنهج الأثري السني في عصرنا ليس عندهم يقين في صدق هذه الآثار وانطباقها على المذكورين، فلذلك فإن ما يظهره أهل البدع في فلتات ألسنتهم تنفع هؤلاء، ومن ذلك هذه الفلتة التي وقع فيها الرحيلي من حيث لا يشعر حيث كشف عن مدى ارتباطه بالمنهج الواسع الموسع الذي يسع الأمة جميعاً وحتى المخالفين.
وخصوصاً مع انضمام قرينة أخرى قوية وهي ما يظهره الرحيلي من المدح والثناء لروساء المنهج الواسع سلمان وسفر والقرني.

( الرحيلي يعتبر الانتساب للسلفية من تزكية النفس )

قال الإمام محدث العصر الألباني رحمه الله لما عارضه سائل في الانتساب للسلفية:" إن التسمية بأهل السنة لم ينزل من السماء لنتشبث بها، وليس في الانتساب للسلفية تزكية لنحذر منه".
( سلسلة الهدى و النور باختصار )
أما الدكتور الرحيلي فيترفع عن الانتساب للسلفية ليس حياء وخجلاً من عباد الله، بل لمآرب حزبية أخرى مر ذكرها.
قال الرحيلي:" أيضاً نحن لا نزكي والله أنفسنا أن نكون على منهج السلف، لكن نرجو أن نكون على هذا المنهج العظيم".
( شريط الملل و النحل )
هنا يرجو الدكتور أن يكون على منهج السلف دون انتساب، وهناك يحذر من ينتسب إليهم ويضلل من يفعل ذلك، كل ذلك لأهداف مرسومة.

( الدكتور الرحيلي يعتبر سلمان و سفر و القرني من أهل السنة )
لما كان الدكتور الرحيلي يعتقد بالمنهج الواسع الموسع العام الذي يسع حتى المخالفين كما زعم، كان لزاماً عليه اعتبار سلمان و سفر من أهل السنة، فلذلك التزم بهذا اللازم لما سئل عنهما.
قال الرحيلي لما سئل عن سلمان وسفر والقرني ما نصه:" عندهم أخطاء، ولكن لا يخرجون من دائرة أهل السنة والجماعة، لأن لهم جهود للإسلام وشروح على العقيدة". ( جلسة المدينة )
وهذا النص شهد عليه الإخوة في المدينة النبوية ونقله أيضاً أبومصعب العدني في رسالته مؤاخذات منهجية على شريطي الخلاف أسبابه وأحكامه للرحيلي.
وهذا لا يستبعد منه، فإذا كانت ضلالات سيد قطب والبنا أخطاء عند دكتور العقيدة فماذا تكون بجانبها ضلالات سلمان وسفر وهي أقل منها؟!!!!

( الرحيلي والمأربي والبنا وسلمان يلتقون في قاعدة المعذرة والتعاون )

قاعدة البنا هي:" نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
والرحيلي كالمأربي وسلمان وسفر يطبقها بدقة متناهية فهو يعذر البنا وسيد قطب وسلمان وسفر والقرني والمأربي.
قال المأربي:" قد يكون الرجل سنياً وعنده من البدع وعنده من الضلالات الشيء الكثير" ( شريط أسئلة بريطانيا )

( الدليل على أن الرحيلي يعتبر الحزبيين أتباع سيد قطب السروريين من أهل السنة )

قال الرحيلي لما سئل عمن يوالي من يطعن في الصحابة ويؤول الصفات – أي يوالي سيد قطب-:" فلا ينبغي أن يخرجوا من السنة ولا ينبغي أن يحكم عليهم بمجرد الخطأ". ( محاضرة دورة مسجد بلال )
انظر إلى الشيطان ماذا فعل بدكتور العقيدة؟!!!! رجل يوالي من يطعن في الصحابة ويؤول الصفات كالجهمية أي سيد قطب يقول عنه الرحيلي بكل برود: أنه مجرد خطأ ولا يخرج من السنة؟!!
وهذا هو بدقة المنهج الواسع الأفيح الذي يسع حتى المخالفين كسيد قطب و حسن البنا و كل الحزبيين في الدنيا ما داموا قد تسموا باسم أهل السنة.
( أدلة أخرى أن الحزبيين عند الرحيلي هم أهل السنة والجماعة )
هناك أدلة وشواهد كثيرة من أقوال وأفعال دكتور العقيدة أنه يعتبر الحزبيين كالسرورية والعرعورية والمأربية كلهم من أهل السنة والجماعة ومنها ما يلي:
أولاً: تصريحه بالمنهج الواسع الذي يسع حتى المخالفين، ولا يقصد هنا بالمخالفين إلا الحزبيين وليس الشافعية أو المالكية والأحناف كما قد يتأوله رجل بارد صاحب هذيان، ولا يقصد بهم أيضاً الروافض والجهمية الأوائل.
ثانياً: قاعدة الرحيلي في الفرق بين الخطأ والضلال، حيث يعتبر كل ما يصدر من أهل السنة من انحراف يسمى أخطاء.
بينما كل ما يصدر من غير أهل السنة من انحراف فهو عنده كفر وضلال.
فلذلك اعتبر جميع ضلالات سيد والبنا أخطاء لأنهم يسعهم المنهج الواسع الأفيح.
ثالثاً: سيرته العملية مع الحزبيين وثناؤه عليهم واختلاق الأعذار الواهية لهم.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكـر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".
قال ابن بطة – معلقاً على قول الفضيل:" صدق الفضيل رحمه الله فإنا نرى ذلك عياناً". الإبانة لابن بطة ( 2/456 )

( الدكتور الرحيلي وشروطه التعجيزية في الحكم على الأشخاص لإنقاذ أبي الحسن المأربي )

لقد اشترط الرحيلي شروطاً كثيرة في الحكم على الأشخاص بالمعصية أو التخطئة أو البدعة أو الكفر في محاضرته التي أراد بها إنقاذ أبي الحسن من الغرق من متاهات الأهواء.
قال الرحيلي:" إذا تقرر هذا فالنظر في أحوال المعينين والحكم في حال المعين بكفر أو بدعة أو بفسق أو بالتخطئة من غير تأثيم يتعلق بعدة مسائل". ( شريط الخلاف أسبابه و أحكامه )
ثم ذكر شروطاً كثيرة وهي:
1- أن يعرف أصول الدين.
2- أن يعرف المسألة المتكلم فيها.
3- أن يعلم درجة الخلاف.
4- أن يعرف أصول أهل السنة في النظر في أحوال المعينين
5- أن يعرف حال المعين.
6- أن يعرف الأحوال و الظروف التي أدت به إلى هذا القول
7- أن يعرف أقواله الأخرى.
8- أن يعرف البواعث التي أدت به لهذا القول.
9- أن يستفصل عن حاله و يسأله عن الشيء الذي حمله على هذا.
10- أن يكون الناظر في المسألة على ورع.
11- أن يكون الناظر في هذه الأمور على درجة عظيمة من التوكل على الله.
12- أن ينطرح بين يدي الله أن يلهمه الرشد.
13- أن يتضرع إلى الله أن يعصمه الفتن.
14- أن ينظر في النية الباعثة للمخطئ على الخطأ.
لقد خلط الرحيلي بين الحق والباطل وخلط بين ما هو شرط واجب وشرط كمال في هذه المسألة فكل هذه الشروط لم يذكرها أحد من الأئمة والعلماء لإنقاذ مبتدع ضال يجالس الخوارج ويثني عليهم ويختلق لهم الأعذار.

( تطبيق شروط الدكتور الرحيلي في أرض الواقع )

إذا أراد شخص أن يطبق هذه الشروط فسيكتشف أن عليه مغادرة كوكب الأرض إلى كوكب آخر ليعيش عليه لوحده؟!!!!!!
فمثلاً: لو رأينا سنياً يطوف بالقبور ويؤول الصفات الإلهية ويمدح سلمان وسفر والبنا فلا يجوز لنا أن ننكر عليه حتى ندرس أصول الدين ونعرف الأحوال والظروف التي أدت به إلى التبرك بالقبور والطواف حولها والبواعث التي أدت به إلى زيارة القبر هل هي التجارة أم الزراعة أم كل بلاء ومصيبة؟!!!
ثم عليه أن يعرف أقواله الأخرى في المسألة هل يزور المساجد التي ليس فيها قبور أم لا؟ وهل يطوف بالكعبة أم لا فلعله شفع له ذلك؟
ثم عليه أن يستفصل عن حاله وما هو الشيء الذي حمله على الطواف بالقبور هل المرض أم الحاجة أم الجهل أم الهوى؟!!
ثم عليه كذلك أن يسأله عن كل ذلك ويجري معه تحقيقاً شاملاً مفصلاً في المسألة التي يريد الإنكار عليه فيها، وأظن أنه لا بأس إذا استعان بالشرطة في ذلك؟!!!!.
ثم عليه أن يكون على ورع وتقوى وتوكل عظيم على الله، فلو رأى شخصاً يزني لا يحكم عليه بالفسق حتى يتأكد هل هو نفسه على درجة عظيمة من التوكل على الله أم لا؟!!!!
لماذا وصل الأمر بدكتور العقيدة إلى هذا المستوى من التفكير السطحي، أليس هو التأصيل العاطل والضوابط الحزبية التي يربي عليها الشباب، لقد تأكدت الآن من السر في أن أحد طلابه رأى وعرف ما عرفناه من المنكر العظيم الذي أتى به أحد الحزبيين، ولم ينكر فلعله كان ينقصه التوكل العظيم على الله في ذلك الوقت؟!!!

( الإمام القرطبي يحكم على طريقة الرحيلي أنها مبتدعة )

قرر جمهور علماء أهل السنة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يشترط له عدم وقوع الناهي نفسه في المعصية والانحراف وقد نسب الإمام القرطبي هذا الاشتراط إلى أهل البدع، فلعلهم الذين كان قصدهم من هذا الاشتراط تعطيل باب النهي عن المنكر ليخلو لهم الجو وهو ما يوافقهم عليه الدكتور الرحيلي وما يفهم من شروطه السابقة.
قال الإمام القرطبي:" وليس من شرط الناهي أن يكون عدلا عند أهل السنة خلافا للمبتدعة حيث تقول لا يغيره إلا عدل وهذا ساقط فإن العدالة محصورة في القليل من الخلق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عام في جميع الناس فإن تشبثوا بقوله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" البقرة" وقوله كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ونحوه قيل لهم إنما وقع الذم ها هنا على ارتكاب ما نهى عنه لا على نهيه عن المنكر". تفسير القرطبي ( 4/47 )
و قال الإمام القرطبي" وقال حذاق أهل العلم وليس من شرط الناهي أن يكون سليما عن معصية بل ينهى العصاة بعضهم بعضا وقال بعض الأصوليين فرض على الذين يتعاطون الكئوس أن ينهي بعضهم بعضا واستدلوا بهذه الآية قالوا لأن قوله كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه يقتضي اشتراكهم في الفعل وذمهم على ترك التناهي".
تفسير القرطبي ( 6/253 )
و قال رحمه الله:" ولا يشترط في الناهي أن يكون عدلا كما تقدم، وعلى هذا جماعة أهل العلم فاعلمه". تفسير القرطبي (6/345 )

( الدكتور الرحيلي يفتري على الأئمة أنهم سكتوا عن المخالفين وعن المنكرات لما استشعروه من التقصير في أنفسهم )

لما اشترط الرحيلي في النهي عن المنكر والحكم على المبتدعة التقوى والورع والتوكل العظيم والشروط الأخرى الصعبة، افترى على الأئمة كذباً وزوراً أنهم سكتوا عن أهل الأهواء لأنهم لم يحققوا هذه الشروط في أنفسهم، فلذلك على طلاب العلم أن يسكتوا أيضاً.
قال الدكتور الرحيلي:" ومن علم في نفسه القصور في بعض هذه الأصول فليحجم؛ فإن الله ـ عزوجل ـ لن يؤاخذه بالنظر في هذا لأنه ليس من أهله، وإنما لهذا الباب أهله، حتى أحجم من أحجم من كبار الأئمة بالنظر في هذه الأبواب لما استشعروا في نفوسهم النقص والتقصير وهم أئمة كبار". ( شريط الخلاف أسبابه و أحكامه )
ولم يبين لنا الرحيلي من هم هؤلاء الأئمة الكبار الذين استشعروا التقصير في نفوسهم عند الإنكار؟!!!!! هل هم الشافعي وأحمد ومالك وسفيان والآجري والبخاري وابن تيمية أم هم أئمة الروافض والخوارج والجهمية والقبورية؟!!!!.
أما الإمام ابن القيم رحمه الله فقد وصف الأئمة في تحذيرهم من الأهواء عكس وصف الدكتور لهم فقال:" واشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها، من أقطار الأرض وحذَّروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش، والظلم، والعدوان، إذ مضرة البدع، وهدمها للدين ومنافاتها له أشد". مدارج السالكين (1/372).

( الدكتور الرحيلي كالمأربي لا يفهم في القياس الأصولي ثم يحشر بنفسه في تلك المضايق لحماية أهل البدع )

إن دكتور العقيدة أدخل نفسه في متاهات علم القياس الأصولي لمآرب حزبية كما صنع أبو الحسن، فلم يوفق في ذلك، لأنه ولج باباً غير بابه، وجال في أرض غير أرضه، فلذلك أتى بالمصائب من القياس الفاسد، ولو جلسنا نتتبع غرائب قياساته لأتينا من ذلك بالعجائب، ولكن نذكر الآن مثالاً واحداً فقط، لقلة خبرة كثير من طلاب هذا العصر بأغوار القياس الأثري الصحيح.
ولأنهم شنعوا علي في الماضي باسترسالي في نقض قياسات أبي الحسن المأربي في الراجمات، وأن أسلوبي وكلماتي غريبة عليهم وعلى علم الردود؟!!.
و أن الشيخ فلان أسلوبه واضح للعيان؟!!! وهذا سببه قلة خبرتهم بعلم الردود، حيث لم يقرأوا شيئاً في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ولو قرأوها لم يفهموا، فهلا انتقدوا شيخ الإسلام في رده على المتكلمين والفلاسفة بقياساتهم وعباراتهم؟!!!.
هلا انتقدوا كتاب نقض المنطق فإن عباراته أعقد وكلماته على أهل الزمان أصعب؟!!!.
وهلا انتقدوا كتاب درء تعارض العقل و النقل، وهلا انتقدوا الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة؟!!!!.
إذا استدعى كشف ألاعيب أهل البدع وإثبات جهلهم بالقياس نقض قياساتهم واستدلالاتهم بعبارات الأصوليين وأهل الفن، فما الضير في ذلك؟!!.
ثم ما ذنبي وهذا الرحيلي وذاك المأربي والحلبي يستخدمون قياسات معقدة لإسقاط المنهج الأثري من حيث لا يدري من اغتر بهم؟!!!!.

( أبو حنيفة النعمان ينتقد القياس الفاسد بشدة ويعتبره نجاسة )
لقد استخدم الدكتور الرحيلي والحزبيون في عصرنا قياسات غريبة عن القياس الصحيح، حيث قد أنكر أئمة الإسلام تلك القياسات المبتدعة في عصرهم، فهذا أبو حنيفة النعمان إمام أهل الرأي والقياس، لما سمع بقياسات بعض هؤلاء الجهلة اعتبرها أسوأ من البول والنجاسة.
روى ابن عدي في ترجمة أبي حنيفة عن سفيان بن وكيع قال سمعت أبى يقول سمعت أبا حنيفة يقول": البول في المسجد أحسن من بعض القياس"؟؟!!!!. الكامل في ضعفاء الرجال ( 7 / 9 )
هذا هو موقف أئمة الفقه من بعض قياسات أهل عصرهم فما يقول النعمان بن ثابت وأهل الفتوى والقياس حينما يسمعون بقياسات الرحيلي وعلي الحلبي العجيبة؟!!!!!.

( مناقشة الدكتور إبراهيم الرحيلي في قياسه الحكم الديني على القضائي في مسألة التحذير من أهل البدع )

قال إبراهيم الرحيلي في معرض كلامه في الحكم على أهل البدع والرد عليهم:
قال:" ويكفي في بيان أهمية هذا الموضوع أنه متعلق بالحكم والقضاء في دينهم وفي عقيدتهم فينتج عنه التكفير من عدمه والتبديع أو الحكم بعدم مخالفة السنة للمخالف ومعلوم أن هذا قضاء في الدين وفي العقيدة وهو أعظم من قضاء القضاة في المحاكم؛ فان القضاة في المحاكم عامة القضايا التي تعرض عليهم هو في تنازع الناس في دنياهم وإن كان يرد عليهم شيء من هذا الباب كالطعن في الأعراض وفي الدين.
وأما هذا الباب فكله متعلق بالحكم والقضاء في الدين بأن يبدع الرجل أو يحكم بأنه من أهل السنة وقد يكفر فهو موضوع خطير ولا يتصدى له إلا الأئمة". (شريط الخلاف أسبابه و أحكامه 1 الوجه أ )
قلت: أولا: خلط الدكتورإبراهيم الرحيلي بين بيان واقع الأشخاص وبين القضاء فيهم وحكم بأن بيان واقعهم قضاء فيهم؟!! مع أن هناك فرقاً في الحكم على الأشخاص بين الحكم الوصفي الواقعي والحكم القضائي الإلزامي.
ثانيا: قياسه بيان حال واقع المبتدعة على القضاء بين المسلمين بجامع أن الكل حكم عليهم ؛ وهذا المناط فاسد لافتراق أحكامهما. فأولا: هذا قياس مع الفارق لأن بيان حال المبتدع والفاسق و الحكم فيهما من باب الديانة لا القضاء غالباً والحكم القضائي هو من باب القضاء الملزم ولا مدخل لديانة الشخص فيه إلا عند الله تعالى ويؤكده قوله صلى الله عليه وسلم:( فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها ) متفق عليه .
فالحديث يدل كما نص الفقهاء على أن الحكم القضائي قد يخالف الحكم الديني الذي هو معلوم عند الله تعالى، فثبت بذلك الفرق بينهما.
وهناك نصوص كثيرة من فقه أئمتنا تدل دلالة واضحة على الفرق بين الحكم القضائي والحكم الديني المحض وإن كان الجميع مندرجاً تحت أصل عام وهو النسبة إلى الشريعة.

( الفرق بين القضاء والديانة عند الأحناف )
ففي المذهب الحنفي في مباحث الطلاق قال الفقهاء الأحناف:" فلو قال لها: أنت طالق ونوى بها الثلاث لا تقع إلا واحدة، ولو نوى بها غير الفراق كأن نوى بها الطلاق عن وثاق لم يصدق قضاء، ولكن لا يلزمه الطلاق ديانة، فيحل له أن يأتي زوجته".
الفقه على المذاهب الأربعة (4/155)
فقولهم:" لم يصدق قضاء ولكن لا يلزمه الطلاق ديانة" هذا القول يدل دلالة قاطعة مع ما سيأتي أن هناك فرقاً كبيراً بين الحكم القضائي والحكم الديني وبين الديانة والقضاء، وإلا فلو كان الأمران شيئاً واحداً لم يفرقوا بينهما.
وفي المذهب الحنفي قالوا في مسائل الطلاق:" وإذا خاطب شيئاً وقصد إسماع المحلوف عليه فإنه لا يحنث، كما لو قال: يا حائط اسمع أو أصغ إلا إذا قصد خطاب المحلوف عليه مع الحائط فإنه يحنث. ولو سلم على قوم هو فيهم فإنه يحنث إلا إذا لم يقصده فيصدق ديانة لا قضاء".
الفقه على المذاهب الأربعة (2/106).
وفي المذهب الحنفي أيضاً قالوا:" فهذه الألفاظ صريحة في الطلاق عند الحنفية، فإذا جرت على لسان شخص بدون قصد. كأن قال لامرأته: يا طالق، وهو يريد أن يناديها يا هانم فإنه يقع قضاء لا ديانة، أما إن قصد لفظ طالق ولم يقصد إيقاعه، بأن كان هازلاً، فإنه يقع قضاء وديانة". الفقه على المذاهب الأربعة ( 4/ 155 )

( الفرق بين القضاء و الديانة عند الحنابلة )
وفي المذهب الحنبلي في مسائل الطلاق أيضاً قالوا:" وإذا أضاف الطلاق إلى الزمن المستقبل فقال لها: أنت طالق غداً فإنها تطلق عند طلوع فجر الغد ومثل ذلك ما إذا قال لها: أنت طالق يوم السبت، أو أنت طالق في رجب فإنها تطلق في أول جزء منه، وله في هذه الحالة أن يطأ زوجته قبل حلول وقت الطلاق، وإذا قال: أردت آخر الغد أو آخر رجب، فإنه لا يسمع قوله لا ديانة ولا قضاء، وإذا قال لها: أنت طالق اليوم طلقت في الحال، ومثل ذلك ما إذا قال لها: أنت طالق في هذا الشهر الذي هو فيه فإنها تطلق حالاً، فإذا قال: أنه أراد آخر الوقت، فإنه يصدق ديانة وحكماً". الفقه على المذاهب الأربعة (4/176).
وكل هذه الدلالات جاءت بصيغة العطف بالواو بين القضاء والديانة والعطف يقتضي المغايرة.
وقال الإمام ابن قدامة في باب القضاء مفرقاً بين الحكم القضائي والفتوى": وقال أبو عبد الله بن حامد إن كان رجلاً خاملاً لا يرجع إليه في الأحكام ولا يعرف فالأولى له توليه ليرجع إليه في الأحكام ويقوم به الحق وينتفع به المسلمون، وإن كان مشهوراً في الناس بالعلم يرجع إليه في تعليم العلم والفتوى فالأولى الاشتغال بذلك لما فيه من النفع مع الأمن من الغرر، ونحو هذا قال أصحاب الشافعي". المغني (9/26)
ففرق الإمام ابن حامد والشافعية بين من يحكم قضاء ويفتي ديانة وارتضاه الإمام ابن قدامة.
وهذه أمور معروفة لكل من له إلمام بفقه الأئمة وما أردت توضيح الواضحات إلا لما جاء دكتور في آخر الزمان يقيس الحكم القضائي على الحكم الديني المحض، فصار من الواجب بيان ذلك، لئلا يغتر بقوله من لا حصيلة علمية لديه لا فقهاً ولا قياساً.
وثانيا: من لوازم هذا القياس الفاسد بهذا المناط الجامع أن من حكم عليه قضاة المسلمين بحكم قضائي أنه يأخذ حكم المبتدعة لأنهما بسبب هذا القياس في الحكم القضائي والديني سواء، فالمحكوم عليه بخلع زوجته أو طلاقها يصح أن يحكم عليه أنه مبتدع أو يأخذ نفس حكمه ويكون في منزلة المبتدع، على نسق هذا القياس العجيب، لأنه لا فرق عنده بين الحكمين إذ كلاهما قضاء، وهذا مما يؤكد تخبط هذا القول وفساد لازمه، فلما فسد اللازم ترتب عليه ولا شك فساد الملزوم وهو بطلان هذا القياس.
ثالثا: أن هذا القياس الفاسد يترتب عليه الطعن في طريقة السلف والأئمة في حكمهم على كل من جالس المبتدعة بأنه من أهل البدع ـ ووجه ذلك أنهم لم يكونوا يسألون هذا المجالس للمبتدعة عن سبب ذلك ليتحققوا منه قبل الحكم عليه، فلو كان الأمر من باب القضاء لم يجز لهم ذلك إلا بعد التحقق بسؤال المقضي عليه عن السبب والدافع. فلما لم يفعلوا دل ذلك إما على بطلان وفساد هذا القياس أو بطلان طريقتهم وحاشاهم.
رابعاً: أن هذا القياس مناقض لفهم السلف لمعنى الورع من الفرق بين القضاء والتحذير من البدعة، فإنهم ورد عنهم كثيراً الطعن في أهل البدع في الوقت الذي هربوا فيه من القضاء وتولي مسؤولياته، فدل على أن بين الأمرين فرقاً عظيماً عندهم.
والأمثلة في تحذيرهم من أهل البدع كثيرة وكذلك في خوفهم من تولي القضاء، فلم يكونوا يعتبرون السكوت في أهل البدع من الورع في شيء بينما كانوا يعتبرون الهرب من القضاء من أعظم أنواع الورع و قوة الديانة، بل إنهم كانوا يتمنون الموت أحياناً على أن يتولوا شيئاً من القضاء، والآثار في ذلك كثيرة و نسوق بعضها، والظمآن يكفيه من الماء أيسره.
قال الإمام النووي:" وعُرِض على الحسين بن منصور النيسابوري قضاء نيسابور. فاختفى ثلاثة أيامٍ ودعا إلى الله تعالى، فمات في اليوم الثالث.
وورد كتاب بتولية نصر بن علي الجهضمي قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي الليلة وأخبركم غداً، فأتوا عليه من الغد، فوجدوه ميتاً.
وقال مكحول: لو خيّرتُ بين القضاء والقتل، لاخترتُ القتل.
وامتنع منه الإمام الشافعي لما استدعاه المأمون للقضاء، وامتنع منه أبو حنيفة لمّا استدعاه المنصور، فسجنه وضربه،
وطلب الوزير ابن الفرات ابن خيران للقضاء، فهرب منه فختم على دوره عشرين يوماً، فقيل فيه:
وطيَّنوا الباب على أبي عليٍّ عشرين يوماً ليلي فما ولّي ".
المجموع ( 21/314)
وفي هذه الآثار وغيرها الكثير يتجلى الورع العظيم عند السلف والأئمة الأبرار وخشيتهم الرهيبة من تولي القضاء في ذات الوقت الذي كانوا يعتبرون الكلام في أهل البدع والمخالفين للسنة من أعظم أنواع الجهاد، وهذا هو الفقه ومحض القياس الصحيح لا قياس الدكتور الذي هو وفقهه في وادٍ وفهم السلف ووفقههم في وادٍ آخر.
خامساً: أن هذا القياس فاسد أيضا لوجود مانع عظيم يمنع من الإلحاق والتسوية بين الحكمين ألا وهو أن الحكم القضائي الغالب أنه يترتب عليه السجن أو التغريم المالي أو القطع أو الطلاق أو الإعدام، وهو ما يسمى بالحكم الملزم، أما بيان حال المبتدعة فالغالب أنه لا يؤدي إلا إلى الحذر منهم وترك مجالستهم فقط دون قطع رقابهم أو تغريمهم أموالهم، فلما كان الأصل له هذه الثمار المادية العظيمة والفرع لا يترتب عليه شيء من ذلك إلا في النادر؛ دل ذلك على خطورة هذا المسلك الاستدلالي المنحرف في هذه المسألة العظيمة.
وسيأتي مزيد بيان لإبطال هذا القياس البدعي بعون الله تعالى.
سادساً: أن هذا النوع من الاستدلال يترتب عليه مفاسد عظيمة ونتائج وخيمة: أهمها على الإطلاق منع التحذير من أهل البدع وسد الطريق للبعد عنهم بحجة أنه لا يحكم على البدعة وأهلها إلا الأئمة فقط أما بقية العلماء وطلبة العلم الأقوياء وغيرهم الذين لم يبلغوا درجة الإمامة في الدين فلا يحق لهم التحذير والحكم على المبتدعة مع أن كثيرا من أهل البدع لا يحتاج في كشف حالهم وسبر أمرهم إلى علم كثير تفنى الأعمار دون بلوغه فيكفي أن نعرف أن المناصر لأهل البدع له حكمهم وهو من جملتهم ولا يحتاج في معرفة ذلك إلى الإمامة في الدين، ثم إن كثيراً من البقاع الإسلامية خلت في هذه الأعصار وقبلها بأزمان من وجود أئمة وعلماء متابعين لمنهج السلف، فهل يسكت أهل السنة في هذه البلاد في أثناء غربة السنة عن تحذير بعضهم البعض من أهل البدع ومجالسهم بحجة أنه لا يقوم بذلك إلا القضاة والأئمة العارفون، إن هذا قول عجيب لا ينطق به من شم رائحة العلم وتمسك بطريقة السلف الصالحين الأتقياء البررة أصحاب العلوم الباهرة والعبادات الجامعة والكرامات الظاهرة والتاركين للبدع النافرة.
وهذا القياس الفاسد إنما يستدل به من مقصده إنما هو سد الباب أمام أهل السنة وأتباع أهل الأثر في الحكم على المبتدعة وأتباعهم ومناصريهم كما استدل به أبوالحسن المأربي وقبله شيطان الطاق ابن عرعور وابن عبد الخالق، فما قيل فيهم يقال فيمن سلك مسلكهم واتبع آثارهم ونبذ آثار السادة الأولياء والنجباء الأتقياء من السلف البررة الأوفياء.
سابعاً: أن هذا القياس خلط فيه صاحبه بين الحكم الوصفي والحكم الحقيقي فالكلام على المبتدعة إما أن يكون المقصود منه الجرح المطلق وإسقاط العدالة وإثبات أنه صاحب هوى معاند وهو الحكم الحقيقي بأنه مبتدع، أو أن يكون المقصود منه فقط التحذير من بدعته ورأيه دون الحكم عليه بأنه صاحب هوى وعناد وهو الحكم الوصفي بالبدعة عليه دون إطلاق اسم المبتدع عليه فيقال بأنه من أهل البدع.
فلم يفرق الدكتور الرحيلي بينهما وأطلق على كليهما بأنه مبتدع، وبالتالي أن الحكم عليه لابد أن يصدر عن الأئمة فقط دون طلبة العلم والعارفين بالبدع وأهلها، والواقع أن هناك فرقاً بينهما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية و دل عليه صنيع السلف مع أهل البدع .
قال شيخ الإسلام نقلا عن الفقهاء:" ما يجرح به الشاهد وغيره مما يقدح في عدالته ودينه، فإنه يشهد به إذا علمه الشاهد به بالاستفاضة، و يكون ذلك قدحا شرعيا، كما صرح بذلك طوائف من المالكية والشافعية والحنبلية وغيرهم في كتبهم الكبار والصغار، صرحوا فيما إذا جرح الرجل جرحا مفسرا أنه يجرحه الجارح بما سمعه منه أو رآه واستفاض، و ما أعلم في هذا نزاعا بين الناس …… هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته" . ( مجموع الفتاوى-35 / 413)
قلت: وفرق بين الحكم على الرجل بأنه مبتدع أو بأنه من أهل البدع، فالحكم بأنه مبتدع وصف حقيقي واقعي، وقولنا هو من أهل البدعة وصف حكمي فقط، وقد يتخلف عن الواقع لأسباب كثيرة.
والحكم على المسلم بأنه من أهل البدع ليس القصد منه إسقاط عدالته أو جرحه بالفسق كما فهم البعض وإنما القصد منه مجرد التحذير والتنفير من بدعته، و خصوصاً و أن فيهم المعذور بجهله، مع صلاحه وتقواه، فيكتفى في الحكم بذلك بالظن والقرائن مثل خبر الثقة، أو معرفة ذلك بالمجالسة والمصاحبة لأهل البدع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذكر ما سبق " أما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره، فيكتفي بما دون ذلك - [ أي دون اليقين والاستفاضة ] -، كما قال عبد الله ابن مسعود:" اعتبروا الناس بأخدانهم"، وبلغ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:" أن رجلا يجتمع إليه الأحداث، فنهى عن مجالسته، فإذا كان الرجل مخالطا في السير لأهل الشر يحذر عنه ". ( مجموع الفتاوى-35/414-وما بين القوسين من كلامي للتوضيح )
وهذا الحكم الظني قد يشترك في العلم به العالم الكبير أو السني الصغير، بل قد يعلم طالب العلم الصغير عن بعض أهل البدع ما لا يعلمه العالم الخبير، بحكم مجاورته وقربه ورؤيته.
والعجب أن الدكتور الرحيلي أورد هذا النص بعينه عن شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه موقف أهل السنة ولكنه لم يستفد منه شيئاً في التفريق بين إسقاط العدالة ومجرد التحذير عند الكلام على المبتدعة، مما يدل على أنه أجنبي عن معرفة أحكام أهل البدع والمقالات المخالفة للسنة.
وقد قرأت كتابه موقف أهل السنة من أهل الأهواء كله فلم أره يشر من بعيد أومن قريب إلى هذا الفرقان العظيم، الذي به نسد الباب على الغلاة من الحدادية وأذنابهم من عميان البصيرة.
ثامناً: قول الرحيلي: (بأن يبدع الرجل أو أن يحكم بأنه من أهل السنة... فهو موضوع خطير ولا يتصدى له إلا الأئمة )
فالجواب: أن الحكم على الرجل بأنه من أهل السنة لا يحتاج إلى التصدي له الأئمة والعارفون بفن الجرح والتعديل بل يكفي الحكم فيه بالظاهر من كل سني له إلمام عام بالشريعة فإذا رأينا الرجل في مجتمع ليس فيه إلا أهل السنة فالظاهر أنه سني ولا يحكم عليه بخلاف ذلك إلا بدليل ناقل عن الأصل وإذا رأينا الرجل من بيئة مبتدعة فالأصل أنه منهم ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل ناقل، ولا يحتاج كل ذلك إلى الأئمة الذين يعز وجودهم في كثير من الأزمان والأصقاع، فمن جاء مثلاً من بيئة بدعية وطلب الزواج من فتاة سنية، فإن أهلها ينقبضون منه ولا يزوجونه إلا بعد التأكد من أنه رجل سني و ليس من المبتدعة، وهذا معروف ببدائه العقول ولا يحتاج فهمه إلا علم غزير إلا عند من أعماه تلبيسات وتهوكات المائعين الجهلة من المتصدرين للعلم وهو منهم بمعزل.
وهذا القول الذي أورده القائل غريب جدا وأجنبي عن العلم الشرعي وعن الواقع العملي الذي يسير عليه المسلمون خلفا عن سلف، فمن قال من أهل السنة بأن الرجل لا يكون سنياً إلا بعد حكم الأئمة العارفين عليه؟؟!!!!، إن هذا الكلام لا أدري أفهمه الدكتور لما نطق به أم هكذا قالها من باب السجع والبلاغة، وليس فيه أية بلاغة.
تاسعاً: أن هناك قياسا خفيا استخدمه هذا الدكتور ولا ينتبه له إلا من أمعن النظر في السياق: وهو التسوية في الحكم على الشخص بأنه سني أو مبتدع بجامع الحكم القضائي الديني. وهذا القياس الغريب اذا دقق الناظر فيه يراه كالتالي: الأصل فيه هو المبتدع والفرع هو السني والعلة هي الحكم القضائي الديني وهو الجامع المعرف المؤثر أو الملائم والحكم هو التسوية بين المبتدع والسني في أن كلا منهما لا يحكم عليه إلا الأئمة العارفون وفائدة هذا القياس عند القائل به إنما هي إثبات حكم الأصل وأنه متقرر في العقول ولا مجال للشك فيه أو البحث في صحته فكما أن من لوازم صحة النتيجة في القياس الأولوي هو تأكيد الفرع فكذلك من لوازم صحة المقدمة في القياس المساوي والأدون هو إثبات حكم الأصل. فههنا شيئان لابد من التنبه لهما في القياس وهما : التأكيد والإثبات فالتأكيد للفرع والإثبات للأصل فكأن هذا المستدل يقول بلسان حاله و مفهوم سياقه: إن استدلالي بهذا القياس ليدل على أن الأصل فيه ثابت متقرر لا مجال للبحث فيه ـ وهو أن المبتدع لا يحكم عليه إلا الأئمة فقط ـ وإنما إن كان هناك تشكيك فليكن في الفرع وحكمه لا في الأصل فأنا لا يهمني الفرع كثيراً، وإنما جل مقصودي من القياس هو الحفاظ على الأصل وإثباته. فاستدلاله بهذا القياس إنما هو استدلال بالضعيف على القوي وبالمشكوك على المتيقن.
عاشراً: أن هذا القياس الأخير المتفرع عن القياس الأول إنما هو من نوع القياس الأدون الذي الفرع فيه أضعف من الأصل بشهادة المستدل نفسه وعمله فإنه وإن كان قد اشترط هذه الشروط في هذه المسألة إلا أنه قائل لا محالة بأن الحكم على الشخص بأنه سني أخف وأسهل من الحكم على شخص آخر بأنه مبتدع لأن البراءة الأصلية إنما هي في جانب المحكوم عليه بأنه سني بينما المحكوم عليه بالبدعة هو من نوع الناقل عن الأصل والحكم على وفق الأصل أسهل وأخف من الحكم على المخالف للأصل والناقل عنه عند جميع العقلاء. فثبت بذلك أن هذا القياس لم يأت به المستدل لاهتمامه بتقرير الفرع وهو إثبات سنية السني وإنما المقصود الأعظم من قياسه هو تقرير أن المبتدع أيضا لاشك في أنه لا يحكم عليه بالبدعة إلا الأئمة العارفون فقط. وهذا تلبيس عجيب وتدليس غريب يدلان على خطورة مسلك هذا المستدل وعلى عدم هضمه لباب القياس الأصولي على الطريقة السلفية الأثرية الإسلامية وإنما الاستدلال كيفما اتفق وبأي وجه كان لنصرة المقالة والمذهب ودون سبر ودقة في النظر والبحث.
الحادي عشر: أن هذا الاستدلال فيه إرهاب وتضخيم للسامع وللمخالف من وجهين اثنين: الوجه الأول: أسلوب التدرج في الوصول للمقصود الباطل حيث أنه ذكر المبتدع والسني ثم ذكر حكم التكفير ثم أتبع ذلك بالتهويل بذكر خطورة الأمر وأنه خاص بمنصب القضاء، ثم كانت النتيجة وهي أن المسألة لا ينظر فيها إلا الأئمة العارفون و القضاة فقط، فكل سامع إذا سمع أن في المسألة تكفيراً أحجم لا محالة عن الخوض لأن قضايا التكفير و الردة معلوم أنها من اختصاص القضاة والعلماء الراسخين.
الوجه الثاني: هو حذفه للوصف الحكمي وهو الحكم على الشخص بأنه من أهل البدع وليس مبتدعا ليتأكد تضخيمه ويبلغ مداه أما لو ذكر الوصف الحكمي بالبدعة وحذف التكفير لخف الأمر على السامع وعلم يقينا أن المسألة لا تحتاج إلى الأئمة العارفين بهذا الشأن وإنما يفهمه ويحكم فيه طالب العلم السني الأثري كما يحكم فيه العالم المجتهد.
الثاني عشر: خلط الدكتور في كلمة القضاء بين المعنى اللغوي والشرعي توصلاً لسد الباب في الكلام في أهل البدع:
فقد خلط الدكتور خلطاً غريباً بين القضاء بالمفهوم اللغوي والقضاء بالمفهوم العرفي الشرعي.
فالقضاء في اللغة أعم منه من القضاء في العرف و الشرع.
قال ابن منظورحاكياً معنى القضاء في اللغة:" وقال الأزهري: القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إِلى انقطاع الشيء وتمامه. وكلُّ ما أُحْكِم عمله أَو أُتِمَّ أَو خُتِمَ أَو أُدِّيَ
أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِيَ فقد قُضِيَ. قال: وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث". لسان العرب ( 15/186)
وقال الأزهري:" ومنه القضاء الفصل في الحكم، وهو قوله جل وعز: (ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم) أي لفصل الحكم بينهم". تهذيب اللغة ( باب قضى )
أما القضاء بالمفهوم الشرعي والعرفي فهو الفصل بين الخصومات والإلزام به.
قال المناوي:" القضاء إنفاذ المقدر ذكره الحرالي، وعرفا إلزام من له إلزام بحكم الشرع". التعاريف (ص584)
فنلاحظ من هذه النقول الفرق بين مجرد الحكم في المسألة والحكم مع الإلزام به من ولي أمر المسلمين ونوابه.
فخلط الدكتور بين القضاء اللغوي والعرفي ليتوصل إلى إثبات قياسه الفاسد وتأكيد ما يريده من إلزام أهل السنة أتباع الأثر بالسكوت عن أهل البدع بحجة أن الكلام فيهم من الحكم القضائي وأنهم قبل أن يحذروا من أي مبتدع أو مقالة فاسدة أن يسعوا لمنصب القضاء أولاً، فإذا نالوه حق لهم الكلام في المخالفين.
وأنا أقول ما قال الإمام ربيعة بن عبد الرحمن رحمه الله:" بعض من يفتي أحق بالضرب من السراق ". ( الدرر السنية-4-35)
صدقت والله يا ربيعة.
وسبب هذا الخلط هو القياس وإلحاق أحد التعريفين بالآخر والتسوية بينهما وهو حقيقة القياس كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وكثير من علماء الأصول.
الثالث عشر: أن هذا القياس الفاسد من أدلة فساده وبطلانه ما فيه من لوازم عجيبة لابد من التزامها عند من يقول به، ومن ذلك أن جمهور الفقهاء اشترطوا في من يتولي منصب القضاء أن يكون حراً ولا ينعقد له القضاء إن كان عبداً.
قال الإمام النووي نقلاً عن أئمة المذهب الشافعي:" في صفات القاضي: أحدها الحرية" (روضة الطالبين 8/ 82)
وقال ابن رشد نقلاً عن أئمة المذهب المالكي:" قال عبد الوهاب: ولا أعلم بينهم اختلافا في اشتراط الحرية" (2/ 463 )
ونقل المرداوي في المشهور من المذهب الحنبلي في كتابه الإنصاف في شروط القاضي قال: - أن يكون -:" حُرّاً: هذا المذهب بلا ريب. وعليه جماهير الأصحاب. وجزم به أكثرهم.
وقيل: لا تشترط الحرية. فيجوز أن يكون عبداً. قاله ابن عقيل. وأبوالخطاب. وقال أيضاً: يجوز بإذن السيد". الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (11/142).
قلت: فإذا كان الحكم على أهل البدع من الحكم القضائي فعلى مذهب جمهور الفقهاء أن العبيد و الموالي لا يجوز لهم على هذا القياس أن يتكلموا في أهل البدع بل ينتظروا الحكم عليهم من الأحرار، وإذا اكتشف جماعة كثيرون من العبيد أن ابن عرعور مثلاً حزبي، فلازم قياس الدكتور الرحيلي أن قولهم لا يقبل إلا بوجود أحرار بينهم.
إن هذه النتيجة المريرة يجب على الدكتور التزامها ولا مفر من ذلك، لأن هذه هي نتائج عدم الالتزام بالقياس الأصولي الفقهي الصحيح المؤصل، وإلا فعليه التراجع عن هذا القياس وعن كل ما أدى إليه من نتائج باطلة ومنها كتم أنفاس أتباع الأثر في الكلام في أهل البدع.
الرابع عشر: ومن لوازم هذا القياس الفاسد أن المرأة لا يجوز لها أن تحذر أبناءها من أهل البدع ومن تخاف منهم على أولادها، لأن هذا المنصب الخطير وهو التحذير من أهل البدع من اختصاص منصب القضاء بناء على قياس الدكتور ولا يقوم به إلا الأئمة العارفون فقط، وعند جمهور الفقهاء أن المرأة غير مؤهلة لهذا المنصب فكذلك من لوازم قياس الدكتور أنه لا يجوز لها التحذير من أهل البدع.
قال الإمام النووي:" في صفات القاضي: الثاني: الذكورة خلافا لأبي حنيفة في الأموال والطبري مطلقا" (روضة الطالبين 8/ 82)
فعلى قول الجمهور أن المرأة لا يجوز لها تولي القضاء لأن القاضي لابد له من مخالطة الرجال والجدال معهم، ويلزم على قياس الدكتور أنها كذلك لا يجوز لها التحذير من أهل البدع، وهذا اللازم الفاسد من أقوى الأدلة مع ما سبق على بطلان هذا القياس وبطلان كل ما يترتب عليه من أحكام و لوازم، و قد يناقش الدكتور أنه لا يلتزم بهذا اللازم، فالجواب أنه وإن كان لازم قوله ليس قولاً له لكنه يدل على فساد قوله، و الدليل على ذلك أنه قد لا يلتزمها و يفر منها و من عارها و شنارها.
كيف وقد كانت النساء المؤمنات منذ الصدر الأول يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر مع الالتزام بآداب الشرع، ومن جملة ذلك التحذير من أهل البدع إذ ليس ذلك مختصاً بالرجال كمنصب القضاء يا دكتور؟!!!.
قال الإمام ابن حزم:" ولو تفقهت امرأة في علوم الديانة للزمنا قبول نذارتها، وقد كان ذلك، فهؤلاء أزواج النبي، وصواحبه قد نقل عنهن أحكام الدين، وقامت الحجة بنقلهن، ولا خلاف بين أصحابنا وجميع أهل نحلتنا في ذلك، فمنهن سوى أزواجه عليه السلام: أم سليم، وأم حرام، وأم عطية، وأم كرز، وأم شريك، وأم الدرداء، وأم خالد، وأسماء بنت أبي بكر، وفاطمة بنت قيس، ويسرة، وغيرهن، ثم في التابعين عمرة، وأم الحسن، والرباب، وفاطمة بنت المنذر، وهند الفراسية، وحبيبة بنت ميسرة، وحفصة بنت سيرين، وغيرهن". الإحكام لابن حزم (1/262)
صدقت يا ابن حزم وهذا هو الفقه في الدين لا ما يؤدي إليه قول من لا يفقه ما يقول.
الخامس عشر: وكذلك من لوازم قياسه الفاسد وهو من غرائب اللوازم: أنه يجوز عند الضرورة للفساق والجهال والمقلدة أن ينصبوا أنفسهم للكلام في أهل البدع والتحذير منهم وأن يكونوا أئمة في هذا الشأن يرجع إليهم، لأن منصب القضاء يجوز توليه عند الضرورة قاض فاسق جاهل مقلد أعمى البصر والبصيرة، لئلا تتعطل مصالح الناس ولو ببعض الشر.
وإليك في ذلك نقول بعض الفقهاء الشافعية:
قال الإمام النووي:" قال في «الوسيط»: لكن اجتماع هذه الشروط متعذر في عصرنا لخلو العصر عن المجتهد المستقل، فالوجه تنفيذ قضاء كل من ولاه سلطان ذو شوكة وإن كان جاهلاً أو فاسقاً لئلا تتعطل مصالح الناس". روضة الطالبين ( 4/264 )
وقال الإمام النووي:" وقد جزم الرافعي في «المحرر» بما ذكره الغزالي، فقال: إن تعذر اجتماع هذه الشروط، فولى سلطان ذو شوكة فاسقاً، أو مقلداً، نفذ قضاؤه للضرورة. والله أعلم".روضة الطالبين(4/264)
وهذا اللازم يجب عليك التزامه يا دكتور ولا مناص منه ليصح قياسك، وحينئذ نقول لك تنزلاً: اعتبر بعض من يرد على أهل البدع من أتباع الأثر الذين يزداد حنقك عليهم يوماً بعد يوم، اعتبرهم من الجهال والفساق والمقلدة العميان، أفليس من موضع الضرورة قبول قولهم والمصير إلى تحذيرهم في قضية أهل الأهواء مراعاة لمصلحة الناس، وخصوصاً بسبب خلو كثير من البلدان الإسلامية من العلماء الأتقياء المتابعين للسنة والآثار السلفية، بل ليس فيها إلا الجهال من مشايخ الطرق وغيرهم.
وهذا اللازم العجيب يلزمك أنت فقط ولا يلزم أتباع الأثر لأن يداك هي التي أوكتا وفوك نفخ، فمن أتى بقياس عجيب لا علاقة له بقياسات أرباب الأصول المتابعين للأثر حق له التزام كل لازم شنيع وقول بعيد عن منهج الشرع والأمر والعقل والنظر.

( رسالة من أحد أتباع الرحيلي و هو صالح بن عبدالكريم البلوشي و انتقاداته في نقضي لقياس الرحيلي )

ثم إن بعض الطلبة المدافعين عن الرحيلي وعن الحزبيين وهو صالح عبدالكريم أرسل إلي برسالة ينتقدني فيها إيرادي لإلزامات كثيرة لا يلتزم بها الرحيلي في قياسه الحكم القضائي على الحكم الديني المجرد، وذكري لفروق قياسية يسلم بها الرحيلي في كتابه موقف أهل السنة، وأنني قد حكمت بأنه حزبي بتلك الإلزامات فقط؟!!!، وأنني ظالم معتدي.
فالجواب في ذلك من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن صالح نفسه لا يفهم في القياس الأصولي فهو على طريقة شيخ الطريقة الرحيلي في إدخال أنفه فيما لا يحسنه، وخصوصاً وأنه كان قبل إسقاطي لمشايخه المميعين كان يتصل بي بالهاتف ويسألني في مسائل كثيرة في الأصول، فكنت عنده موثوقاً في هذا الفن، وقد كتب إلي برسالة خاصة بخط يده يصفني فيها بأن مستواي في جانبي الأصول والحديث مرتفع جداً.
وتذكرني حاله بقصة الصحابي الجليل عبدالله بن سلام الذي كان حبراً من أحبار اليهود، حيث كان اليهود يصفونه بأنه من خيرهم وابن خيرهم فلما أسلم قالوا: هو من شرنا وابن شرنا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله في أمثال صالح ممن يستفيد منك ويعاديك:
فما عطفوا على أحد بفضل و ما عرفوا لمكرمة ثبوتا
الوجه الثاني: أن إلزام المخالف يفيد في نقض قياسه وإثبات بطلانه، ولا يهم إن كان يسلم بهذه الإلزامات أم لا، لأن المقصود فقط هو إسقاط قياسه لا الحكم عليه.
ونحن نعلم أن الرحيلي ضال بمجموع هذه الانحرافات المذكورة في هذه الرسالة وغيرها، لا بمجرد قياس واحد.
ولكن صالح بن عبدالكريم لقصور باعه في هذا الفن وقلة خبرته بالأصول العلمية للاستدلال يظن أن مناقشة كل دليل على حدة يفيد في إسقاط هذه الأدلة؟!!!!
ونسي صالح أو جهل أن هناك فرقاً في الحكم على الأشخاص بدليل ظني واحد فقط و بين مجموع هذه الأدلة الظنية، التي تفيد القطع واليقين في انحراف الرحيلي والمميعين.
فمجموع هذه القياسات والاستدلالات تفيد حكماً غير ما يفيده دليل واحد وقياس عابر مناقض للبراءة الأصلية.
فإذ قد علم ذلك فكثرة الإلزامات تفيد في قوة النقض وتأكيده.
الوجه الثالث: وهو الأهم أن السبب في إيرادي لإلزامات كثيرة على الرحيلي لإبطال قياسه وإن كان يسلم بها هو أن الرحيلي في نفس المحاضرة كان قد بين لطلابه أن من أساليب أهل البدع هو قياسهم النظير على النظير دون مراعاة للفروق بينهما، وأن هذا قياس غير صحيح، وذكر عن شيخ الإسلام ذلك.
فكنت أهدف من خلال إسقاط هذا القياس بهذه الإلزامات بيان أنه ينقل عن شيخ الإسلام شيئاً لا يطبقه، ولا يستطيع ذلك لقصور علمه عن ذلك، ولاتباعه لهواه المجرد دون هدى من الله.
وذكره بأن القياس لا يصح إلا بانتفاء الفوارق إنما هو كلام يفتخر به أمام طلابه، ثم هو ينقضه في نفس المحاضرة والدرس، قال تعالى:" ولا تقف ما ليس لك به علم".
وهذا هو نص كلامه:
قال الرحيلي بعد أن قاس الحكم الديني على القضائي:" ومن تأمل هذه الأحوال أدرك ما عليه أهل الخلاف من مفارقات عظيمة يكون الجمع بينهم في حكم واحد أنه من الظلم والإعتداء فينبغي التنبه لهذه المسألة وخطورة تشبيه المختلفين يذكر شيخ الإسلام في التدمرية أن من أكبر الأخطاء التى وقع فيها من وقع من المختلفين في هذه الأمة هو التفريق بين الأمور المشتبهه وبين تشبيه الامور المفترقة هذا خطأ عظيم جدا،يأتي رجل يظن أن هذا الدليل كهذا الدليل أو أن هذه اللفظة كهذه اللفظة أو أن هذا المخطأ كهذا المخطأ أو أن هذا الخطأ كهذا الخطأ ثم يقيس وقد يكون بينهما مفارقات وليس لأحد أن يقول عاملوا فلان مثل فلان حتى تتحقق فيه هذه الشروط". (شريط الخلاف أسبابه وأحكامه)
انظر كيف أنه يعلم أن هناك شرطاً لتطبيق القياس وهو عدم وجود الفارق بين الفرع والأصل، ثم يلغي ذلك ويعمل بخلافه؟!!!!.
والذي اعتقده في سبب تخبط الرحيلي في معرفته بعدم جوازه قياس الفرع على الأصل عند وجود الفارق ثم مع ذلك اقتحام هذا الباب والاستدلال بنفس القياس هو سببين اثنين:
السبب الأول: هو أنه يريد أن ينصر أهل الأهواء بأية طريقة ولو كانت على حساب علمه وما يعلمه من شروط الاستدلال والقياس، فالهوى مستحكم فيه.
السبب الثاني: هو عدم معرفته التفريق بين الفوارق المؤثرة والفوارق الملغاة وغير المؤثرة في القياس، فلذلك هو يخلط بينها ولا يحس بأنه قد اقترف أي ذنب أو خطيئة.
فنصيحتي لصالح بن عبدالكريم وجميع المميعة هي قوله تعالى:" ولا تقف ما ليس لك به علم".
وأن يعلم صالح ومن معه من المميعة أن العمر قليل وأننا سندخل القبر كل بمفرده، ولن يدخل الرحيلي ولا المميعة معه إلى قبره لينصروه، بل سيدخله وحده، فعليه بالتوبة عن مناصرة من هذا أمره وحاله وضلاله، ولو بقي وحيداً فريداً قد حذر منه أهل الأرض جميعاً، فإنه من يتقي الله يجعل له مخرجا، وألا يغتر بثناء أحد عليه ولو كان الشيخ المقرب فلان إذا كان يؤدي ذلك إلى سخط الملك الديان.
قال تعالى:" ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً".


[منقول]

12d8c7a34f47c2e9d3==