المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى منهجية للشيخ العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله -


كيف حالك ؟

البلوشي
07-23-2011, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتاوى منهجية


للشيخ العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله -


من كتب وأشرطة العلامة الوادعي رحمه الله



ما معنى (المذهب الزيدي مبني على الهيام)؟

الجواب: الهيام معروف، فإذا كنت تبني بناء على هيام فإنه سيسقط، ومعنى هذا أن المذهب الزيدي ليس له كتب، «فالمجموع» الفقهي والحديثي من طريق عمرو بن خالد الواسطي يرويه عنه إبراهيم بن الزبرقان، فأما عمرو فكذاب وأما إبراهيم بن الزبرقان ففيه ضعف، يرويه عنه نصر بن مزاحم وقد قال الذهبي فيه: كان كذابا زائغا عن الحق.

فالكتاب لا يثبت، وهكذا كتاب «القراءات» من طريق أبي حيان التوحيدي علي بن محمد ويعتبر من زنادقة الإسلام، بل يقول ابن الجوزي: زنادقة الإسلام ثلاثة: أبوالعلاء المعري، والراوندي، وأبوحيان التوحيدي، قال: التوحيدي أضر الثلاثة لأنهما بينا، ومجمج.

فعلى هذا لا توجد كتب تثبت نسبتها إلى زيد بن علي -رضي الله عنه- و-رحمه الله-. ولست أدعوكم إلى الانتقال من المذهب الزيدي إلى المذهب الحنبلي أو المذهب الشافعي أو إلى المذهب الحنفي أو المذهب المالكي، بل ندعوكم من الانتقال من المذهب الزيدي والشيعي إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.


تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

بن حمد الأثري
07-23-2011, 06:44 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي البلوشي

هادي بن علي
07-25-2011, 10:23 PM
رحم الله الشيخ مقبل

البلوشي
07-25-2011, 10:43 PM
هناك إخوة ملتزمون ويعملون في محطات بترول ويبيعون فيها السجائر؟

الجواب: ينصحون ألا يبيعوا هذا، والله المستعان.

إذا هدى الله رجلا للدخول في دين الإسلام فما الذي يقوله وما الذي يقال له؟

الجواب: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم ينصح بمجالسة الصالحين، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة».

وقد أخبرنا بقضية ونحن في الجامعة الإسلامية: أن شخصا أسلم، فانتقل من حجرة النصارى إلى حجرة المسلمين، فإذا المسلمون لا يصلون، فصار إسلامه انتقالا من حجرة إلى حجرة أخرى، فلا بد أن يحرص على مجالسة الناس الصالحين، والكفر بعبادة المسيح، وننصحه كذلك باقتناء الكتب النافعة مثل: كتاب «رياض الصالحين»، و«فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» و«بلوغ المرام» و«تفسير ابن كثير»، وننصحه كذلك بأن يأخذ الإسلام من كتب الإسلام لا من أعمال المسلمين، فأعمالهم سيئة ربما تجد المسلم يكذب ويزني ويشرب الخمر، وهم يعرفون أن هذه الأشياء محرمة، ثم يحتجون على المسلمين بهذا، فنقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى هذا، بل إلى التمسك بالدين الصحيح: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾.
وهكذا مسألة الأمانة وغيرها من المسائل التي ارتكبها المسلمون وهي مخالفة للشرع، فهم ليسوا بحجة على الإسلام، بل الإسلام حجة على المسلمين أنفسهم.

فلا بد من تبيين هذا حتى لا يحتج على الإسلام بفسقة المسلمين، بل نقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى أن تكونوا مثل هؤلاء، ولا مثل القضاة المرتشين، أو قطاع الطرق، أو الخمارين، ولا ندعوكم إلى أن تكونوا صوفية، فقد زارنا أحد الأخوة الأفاضل يدرس إما في بريطانيا أو ألمانيا، وحكى لنا أن الله هدى امرأة للإسلام، ثم رأت الصوفية يرقصون في المسجد، فاتصلت به وقالت: رأيت كذا وكذا في المسجد، فإن كان هذا هو الإسلام فلا فرق بينه وبين الدين الذي خرجت منه. فنحن لا ندعوك إلى أن تكون شيعيا ولا صوفيا، ولا علمانيا، بل تعمل بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولو خالفك الناس كلهم.

لا بد للداعي أن يدعو إلى الإسلام في أمريكا، فما هي الطرق الصحيحة، والضوابط الشرعية للدعوة، مع العلم أن مجتمعهم معروف بالفساد والانحلال وغير ذلك؟

الجواب: قبل هذا ننصحه أن يتزود من العلم النافع، يقول الله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾.
ثم يدعو إلى العقيدة الصحيحة، فلا ندعوهم إلى ترك عبادة المسيح، ثم ندعوهم إلى عبادة القبور كما يفعل الصوفية.

ما قولكم في جماعة التبليغ، وطريقتهم في الدعوة، وماذا تعرفون عنهم؟

الجواب: ألف الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رسالة أسمها «القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ» أنصح بقراءتها، وكذلك الأخ فالح الحربي، والأخ الشرقاوي من ساكني جدة، والمؤلفات كثيرة في بيان شركياتهم وصوفياتهم، وما هم عليه من الضلال، ودعوتهم دعوة ميتة، ولو لم تكن ميتة ما كانت تذهب في وقت الشيوعية إلى بلاد الشيوعية، وقد جاءنا أخ فرنسي وقلنا له: هل نستطيع أن نأتي إلى بلدكم للدعوة إلى الله، قال: لا تستطيعون إلا إذا كان باسم جماعة التبليغ، فهم مأذون لهم.

ودعوتهم لو كانت في زمن أبي جهل ما أنكر عليهم، فهم يدعون إلى ست خصال، فهي دعوة مبنية على جهل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾.

وهؤلاء يدخل معهم الخمار، والعامي الذي لا يعرف شيئا، فدعوتهم دعوة جهل وضلال، ولا أنصح بالخروج معهم، وياحبذا لو منعوا.

دع عنك التوقيت، تخرج معهم ثلاثة أيام، أو شهر، أو ثلاثة أشهر، فكل هذه بدع، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ فتخرج بحسب نشاطك واستطاعتك، وأنصح بالخروج مع أهل السنة فإنك ستستفيد مراجعة قرآن، وحفظ أحاديث، وتحذير من الشركيات أو مذاكرة علمية، فلسنا محتاجين إلى أن نخرج معهم.

يأتي إلى أمريكا من ينسب نفسه إلى أهل السنة، ومنهم عقيل المقطري، ويخطب في المساجد، وبعدها يقوم بجمع التبرعات للجمعية فما حكم ذلك؟

الجواب: دعوة الإخوان المسلمين دعوة مادية دنيوية، ولجمع الأموال، ففي ذات مرة خرجنا دعوة، وخرج معنا عبدالله النهمي --رحمه الله- فقد قتل في أفغانستان-، وعبدالوهاب صهر حزام البهلولي، وقالوا: نحن نطلب تبرعات، فقلنا: هذه ليست من سمات أهل السنة، لكن إن أبيتم فبشرط ألا تستلموها أنتم، بل تقولون: يستلمها فلان من أهل القرية، فقد أصبح الناس الآن يسيئون الظن بالدعاة إلى الله، والله عز وجل يقول حاكيا عن كثير من أنبيائه في سورة الشعراء: ﴿وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين﴾.

ويقول الله سبحانه وتعالى حاكيا عن بعض الصالحين: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾. يقول هذا لنبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فالدعوة لا بد أن تكون لله عز وجل: ﴿قل هذهسبيليأدعوإلىاللهعلىبصيرةأناومناتبعني﴾

وهؤلاء عندهم اليوم المبارك الذين يخرجون وقد امتلأت مخابئهم، انتفع الناس أم لم ينتفعوا، فهذه إساءة إلى العلم والدعوة. يقوم الخطيب منهم ويحثهم على التمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويحذرهم من عقاب الله، ويذكرهم بالجنة والنار، ثم يقول في النهاية: هاتوا لنا أموالا، والله عز وجل يقول: ﴿ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم﴾.

وقصة سعد بن الربيع، وعبدالرحمن بن عوف معروفة، عند أن قال سعد ابن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق. فقد كان سعد بن الربيع في غاية من الكرم، وعبدالرحمن بن عوف في غاية من العفة.

فالحق أنهم شوهوا الدعوة، وأقبح من هذا أن الإخوان المسلمين وأصحاب جمعية الحكمة يرجعون ويحاربون بهذه الأموال إخوانهم أهل السنة، ويمسخون شباب أهل السنة، فتجد الشاب ما شاء الله يرجى أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين، لكنه ضعيف العزيمة، وليس عنده ثبات، فيقولون له: تعال عندنا ونحن نعطيك عشرين ألف ريال يمني.

فترجع هذه الأموال في محاربة دعوة أهل السنة، التي نفع الله بها، والتي شهد لها المسلمون والعلماء بحمد الله بالنجاح، والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى، ولسنا نتكلم في الإخوان المسلمين لأنهم يحلقون لحاهم، ففي الشعب اليمني من هو شر منهم، ولا لأنهم يلبسون البنطلون، ففي الشعب اليمني من هو شر منهم، لكن نتكلم فيهم لأنهم يلبسون على الناس باسم الإسلام، ويحاربون دعوة إخوانهم أهل السنة، وكذلك دعوة أصحاب جمعية الحكمة أصبحت تتعاون مع الإخوان المسلمين على أذية شباب أهل السنة، والله عز وجل يقول: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾.

والذي يساعدهم بالأموال، يساعدهم على محاربة أهل السنة. وأقول لعقيل: أين محاربتك للقبوريين والصوفية، على أن عقيلا والحق يقال أحسن من محمد المهدي، وأحسن من كثير من أصحاب جمعية الحكمة، ولكن هو من النفر الذين مسخوا بسبب الدنيا، فقد كان وهو عندنا رجلا زاهدا، ثم فتنوه بالمال والسيارات والدنيا، وأنا لا أقول: إن كل أهل السنة قد أصبحوا كذلك، فالحمد لله الكثير الكثير، لو أكلوا ترابا ما استجابوا لدعوة أولئك، والله عز وجل يقول: ﴿فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم﴾.

ويقول سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾.

وقد ساءت النيات بسبب الدنيا، فقد كان يأتيني أصحاب إب ويقولون لي: يا أبا عبدالرحمن قل للأستاذ محمد المهدي يجلس لنا في المسجد، يعلمنا العلم. وقد كنت أحسن به الظن، وهم كذلك يحسنون به الظن، فقلت له فأبى، وما عرفنا أنه جوال لجمع الدنانير والأموال، فلا تسمع به إلا في دولة قطر، وأخرى في السعودية، ومرة في أمريكا، وأنا أتحداه أن يأتي بطالب واحد من طلبته مستفيد يستطيع أن يكون مرجعا، والتجار عليهم أن يتقوا الله، وأن يعرفوا أين يضعون زكوات أموالهم، هلا قرءوا قوله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾.

ثم يأتي عقيل ويقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أنا وكافل اليتيم كهاتين». ويأتي محمد المهدي ويقول: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله﴾.

وانظروا إلى المجلة الشحاذة (مجلة الفرقان) هل تجدون عددا ليس فيه شحاذة. فأنصح أهل السنة أن يقوموا بواجبهم نحو الدعوة، لوجه الله عز وجل، نحن لسنا ندعو الناس إلى اتباعنا فلسنا أهلا لأن نتبع، بل ندعو الناس إلى أن نتبع نحن وهم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ولسنا ندعو الناس إلى أخذ أموالهم، ولو ذهبت إلى أي بلد من البلاد الإسلامية فلن ترى سنيا يقوم ويعظ الناس حتى يبكيهم، ثم بعد ذلك يفرش عمامته عند الباب.


أسئلة بعض المغتربين في أمريكا

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
07-28-2011, 02:39 PM
رجل تزوج بامرأة من جماعة التكفير وهو لا يدري، فلما علم بالأمر طلقها وأنجبت له ولدا، فهل يجوز له أن يأخذ ولده غصبا عنها خشية أن يتأثر بها أم لا؟

الجواب: ننصحه أن يعظها ويذكرها بالأحاديث الواردة في ذم تكفير المسلمين مثل حديث: «من قال لأخيه: ياكافر إن كما قال، وإلا رجع عليه».

وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في الخوارج: «إنهم كلاب أهل النار» ويقول: «يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية».

فيذكرها بالله ويقص عليها ما ورد عن الخوارج وفي ذمهم، فإن رجعت وإلا فارقها إذا خشي على أولاده، أما ابنه فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول لامرأة: «أنت أحق به ما لم تنكحي». ولكن إذا خشي أن تدعو ولدها إلى البدعة -وهي رأي جماعة التكفير- فله أن يأخذ ولده، فإنها ليست أهلا لحضانته.

ما هو القول الفصل في يوسف القرضاوي، وهل هو مبتدع أم لا، وما رأيكم فيمن يقول: بأنه عدو لله، ومن أبناء اليهود ويلقبه: بالقرظي، نسبة إلى بنى قريظة؟

الجواب: يوسف القرضاوي منذ عرفناه وسمعنا به، وهو حزبي مبتدع، أما أنه عدو للسنة فلا نستطيع أن نقول إنه عدو للسنة(9)، ولا نستطيع أن نقول إنه من أبناء اليهود، فلا بد من العدالة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(10). ويقول: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(11). ويقول: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(12).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا.

فأنا لا أنصح باستماع أشرطته، ولا بحضور محاضراته، ولا بقراءة كتبه فهو مهوس، وله كتاب في جواز تعدد الجماعات، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «يد الله مع الجماعة»، فلم يقل: مع الجماعات. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة»، فما قال: وفارق الجماعات.

ويقول كما في حديث ابن عباس: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية». أخرجه البخاري. وكما في حديث معاوية عندما سئل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن الفرقة الناجية فقال: «هي الجماعة».

فالمسلمون جماعة واحدة، فلا يجوز للقرضاوي أن يسعى في تفرقة كلمة المسلمين ويشتت شملهم، ويضعفهم بالتفرقة، يقول الله عز وجل: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(13)، ويقول عز وجل: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء﴾(14).

وأقبح من هذا ما نشر عنه في جريدة: إننا لا نقاتل اليهود من أجل الإسلام، ولكن من أجل أنهم احتلوا أراضينا.

أف لهذه الفتوى المنتنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾(15).

فالدين مقدم على الوطن وعلى الأرض ولكن الحزبية تعمي وتصم.

ولنا رسالة في الرد عليه بعنوان «إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي».

ما هو مذهب السلف الصالح في معاملة الحكام؟

الجواب: الحكام لا يملكون أمورهم، ولكن الذي يملك أمر الحكام هي أمريكا، فهي تدعوهم إلى مؤتمر محاربة المتطرفين، والبطل فيهم من قام وقال: أبيدوا المتطرفين.

فالحكام مساكين لا يملكون أمرهم، ولكن معاملة السلف تكفينا، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه».

وأنا أقول: إن حكامنا ليسوا كحكام بني أمية أو العباسيين، وإن كان قد وجد في بني أمية من يشرب الخمر، ومن يستمع إلى القينات، ومن لا يبالي بالرعايا، لكن إذا دهم أعداء الإسلام بلاد المسلمين قام كالأسد، مثل الرسالة التي بعثها الرشيد إلى ملك الروم يقول فيها: من هارون أمير المؤمنين، إلى نقفور كلب الروم، الجواب ما ترى لا ما تسمع.

ونحن في هذا الوقت: الجواب ما تسمع من الإذاعة، (إسرائيل وإسرائيل) وهم معها في الباطن، حتى حكومة عدن عند أن كانت حكومة شيوعية تقول: إسرائيل وفلسطين وكذا وكذا، وهم يذبحون المسلمين وينكلون بالمسلمين أعظم من إسرائيل.

فيجب أن نعرف ما نحن عليه، والشعوب مسلمة، فالشعب اليمني مسلم وحكومته باقية متمسكة بذيل الإسلام وهى تعتبر أحسن من غيرها، وكذلك الشعب السعودي مسلم وحكومته أيضا، وهي تعتبر من أحسن الحكومات، ونحن مسئولون عن هذا الكلام الذي نقوله.

فأقول: يجب وضع الأدلة في مواضعها، ولا نغتر بأناس يزعمون أنهم يعرفون الواقع، وقد كتب عبدالرحمن عبدالخالق بعد الحرب العراقية الإيرانية في الجرائد: «إن صداما مؤمن قوي».

فأقول: نعم هو مؤمن ولكن بالجبت والطاغوت.

فلا أنصح بالكلام في الحكام، ولكن يجب التثبت، فلا أنصح أحدا بالاصطدام مع حكوماتهم ولسنا دعاة فتن، فالشعوب مسلمة والدائرة ستكون على رءوس المسلمين، ولا أجيز الثورات والانقلابات والخروج على الحكام، والشعوب محتاجة إلى أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ونواصي العباد بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾(16).

السؤال75: قال عبدالرحمن بن عبدالخالق لما جاء إلى إندونيسيا بأن الأخطاء التي نبه عليها الشيخ عبدالعزيز بن باز صدرت منه في زمن سابق، ولم يقلها في هذا الزمن فما قولكم في هذا الكلام؟

الجواب: أقول: عبدالرحمن بن عبدالخالق كان في بدء أمره له مواقف طيبة وقد نفع الله به في الكويت، ثم بعد ذلك انحرف، وأعظم انحرافه هو تفرقة كلمة أهل السنة، وقد تكلمنا عليه في كتاب «المخرج من الفتنة» وفى كثير من الأشرطة، وأنصح بقراءة كتاب أخينا في الله ربيع بن هادي «جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات» فهو كاف واف.

وأنا أشهد الله أنني أبغضه في الله لما افترى على دعوة أهل السنة فقد فرق بين أهل السنة في اليمن، وفي أرض الحرمين، وفي السودان.

وأقول: إنه لا يعتمد على أشرطته ولا على كتبه، وقد رأيت له كتابا بعنوان «الفكر الصوفي»، ينقل في هذا الكتاب من «طبقات الصوفية» لأبي عبدالرحمن السلمي محمد بن الحسين وهو متهم، فكيف نأخذ منه ونستدل بذلك الكتاب وربما يكون فيه إزراء على بعض الأشخاص.

أما عبدالرحمن عبدالخالق فلا أنصح بقراءة كتبه ولا باستماع أشرطته ولا أثق به، فقد قال للشيخ ابن باز: إنني قد رجعت عن هذه الأمور الأربعة التي انتقدتها علي.

وأقول: إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة، بل الرجل أضل أمما وفرق كلمة أهل السنة، وغر الناس بديناره لا بأفكاره.

فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن بن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته وإن كان غيورا على الإسلام فليذهب إلى مصر، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة.

أما جمعية إحياء التراث فقد انقسمت إلى أربعة أقسام كما أفادني زائر من الكويت، وأنا أنصح عبدالرحمن أن يرجع إلى الله وأن يتوب ويأخذ كتابه ويدرس عند الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ عبدالمحسن العباد، وأنا أتحدى عبدالرحمن عبدالخالق أن يأتي بطالب واحد قد أصبح مؤلفا مبرزا وقد رأيت رده على الشيخ ربيع فيكاد الشخص أن يضحك من ركبته، كرد أهل صعدة علي، فعبدالرحمن يقول: أنت قلت ياشيخ ربيع كذا، وأهل صعدة يقولون: أنت قلت يامقبل، فأقول في نفسي: أي والله لقد قلت هذا، وأحمد الله على هذا. فهو رد على الشيخ ربيع برد هزيل منهزم نفسيا، فجزى الله أخانا ربيعا خيرا.

السؤال76: ما حكم التنظيم السري؟

الجواب: التنظيم السري إذا كان الشخص يحتاج إليه كأن يكون بين أعداء الإسلام أو أن الحكومة تريد البطش به؛ فلا بأس به، بشرط ألا يكون التنظيم مخالفا للكتاب والسنة، فإذا خالف الكتاب والسنة فهو يعتبر طاغوتا.

أما أن يكون عندنا مثل الإخوان المفلسين، أو أصحاب جمعية الحكمة، فيكون عند أصحاب جمعية الحكمة اجتماع فيقولون: أنت يافلان تأتي من هذا الشارع، وأنت يافلان تأتي من ذاك الشارع، وهذا يأتي من هنا وآخر من هناك، ولا تتركوا السيارات عند البيت. فهذه تنظيمات عقيمة عقيمة، وأقول: ماذا يحتاجون من السرية وجرائدهم تمدح الحكومة وكذلك أشرطتهم، فليست إلا وسوسة شيطانية، لصرفهم عن الكتاب والسنة.

والحكومة تاركة المجال للدعوة، وكذلك لمن أراد أن يتوظف، فما سريتهم هذه إلا نكبة على الدعوات، والحكومة إذا عرفت دعوة سرية تحاول أن تقف على حقيقتها.

ففي ذات مرة كنا في مأرب، ودخلنا نتحدث مع شيخ، وقليل حياء من الجواسيس ما شعرنا به إلا وهو واقف أمامنا، فيظن الظان أنه من أهل البيت، وهم يظنون أنه منا، ولكني كنت قد عرفته فقلت له: اخرج.

وحصل منه موقف آخر هذا الشخص نفسه، فقد جاءني زائرون من أبي ظبي، ثم صعدنا إلى البيت للغداء، فما شعرنا إلا وذلك الشخص داخل، وبعد أن تغدى قلت له: إياك إياك أن تدخل بدون استئذان، ثم طردناه وهو مهين.

فالحكومة تحرص كل الحرص على معرفة هذه الأعمال السرية، وما يدريهم أن رئيس الجلسة ربما يكون جاسوسا.

ودعوة أهل السنة من فضل الله بارك الله فيها، فدعوتهم في كتبهم وأشرطتهم، والحكومة تتحملهم لأنها تعلم أنهم لا ينافسونها على كراسيها، فالكراسي عندهم لا تساوي بعرة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(17).

فعلى أهل السنة أن يشعروا المسئولين بأنهم لا ينافسونهم على كراسيهم، بل يرون العلم أرفع من الكراسي، وأنهم ليسوا راضين عن وضعهم بل وينكرونه، لكنهم يسألون الله أن يصلحهم، وأن يردهم إلى الحق ردا جميلا.

السؤال77: هل الإخوان المسلمون يدخلون تحت مسمى الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، أهل السنة والجماعة منهجا وأفرادا أم لا؟

الجواب: أما المنهج فمنهج مبتدع من تأسيسه ومن أول أمره، فالمؤسس كان يطوف بالقبور وهو حسن البنا، ويدعو إلى التقريب بين السنة والشيعة، ويحتفل بالموالد، فالمنهج من أول أمره منهج مبتدع ضال.

أما الأفراد فلا نستطيع أن نجري عليهم حكما عاما، فمن كان يعرف أفكار حسن البنا المبتدع ثم يمشي بعدها فهو ضال، ومن كان لا يعرف هذا ودخل معهم باسم أنه ينصر الإسلام والمسلمين ولا يعرف حقيقة أمرهم فلسنا نحكم عليه بشيء، لكننا نعتبره مخطئا ويجب عليه أن يعيد النظر حتى لا يضيع عمره بعد الأناشيد والتمثيليات، وانتهاز الفرص لجمع الأموال.


أسئلة شباب أندونيسيا

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
08-11-2011, 07:46 PM
ما هو المنهج السلفي في الحكم على فرقة أو جماعة بأنها جماعة ومتى نستطيع أن نخرجهم عن دائرة أهل السنة والجماعة؟

الجواب: منهج أهل السنة والجماعة هو الالتزام بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وقد ألف أبوإسماعيل الصابوني «عقائد السلف» فربما يذكر السلف، وربما يذكر أهل السنة، وربما يذكر المحدثين وهو يعني شيئا واحدا يصدق على من التزم بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في شأن السلف الصالح: «إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن».

أما متى يخرج الشخص عن منهج السلف الصالح، فإذا ارتكب البدع: «فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة»، وإذا خرج عن منهج السلف إما إلى التصوف، أو التشيع أو إقامة الموالد أو الترحيب بالقوانين الوضعية، أو الولاء الضيق كالحزبية، التي هي ولاء ضيق فيوالي من أجل الحزب ويعادي من أجل الحزب. إذا كان حزب الله فلا بأس أن توالي وتعادي من أجله ولكن كما يقول ربنا عز وجل: ﴿فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون﴾(4).

وكما يقول الشاعر:

وكل يدعي وصلا لليلى
وليلي لا تقر لهم بذاك


فإذا كان سلفيا وهو يؤمن بالديمقراطية، فهذا ليس بسلفي ولا كرامة، وإن كان يؤمن بأن الله مستو على عرشه ويؤمن بأسماء الله وصفاته كما وردت في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

كيف يحذر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا قليل من الناس وكيف يعرف الشاب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟

الجواب: يعرف بالولاء الضيق، فمن كان معهم فهم يكرمونه، ويدعون الناس إلى محاضراته وإلى الالتفاف حوله، ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوهم. وكما أن الناس يسألون العلماء في الصلاة والطلاق والزكاة والحج والمعاملات، ينبغي أن يسألوا أهل العلم ويصفوا لهم أصحاب الولاء الضيق، هل هي معاملة إسلامية أم ليست معاملة إسلامية وكما قال الله عز وجل: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(5)، وقال: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾(6)، وقال أيضا: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(7).

وقال في أصحاب قارون عند أن خرج في زينته: ﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾(8).

وإياك أن تبيع دينك وعمرك بشيء من المال تافه زائل، فقد أضاعوا أعمارهم وأضاعوا دينهم بالجري بعد الحزبيات، سواء أكانت حزبية مغلفة أم حزبية ظاهرة، والحزبية المغلفة ستظهر عند الانتخابات فمحمد المهدي يقول: من يقنعني بأنني حزبي؟ وهكذا غير محمد المهدي.

والإخوان المسلمون ضيعوا أعمارهم وفقدوا ثقة الناس بهم، ولو رجعوا إلى الكتاب والسنة وبذلوا ما يبذلونه من الركض والجري للدعوة إلى الكتاب والسنة، لرأيت الشيوعية والبعثية والناصرية ذليلين حقيرين، ولكن هم الذين اعترفوا بهم، من أجل هذا اتسع الخرق على الراقع، ثم بعد ذلك نسمعهم يقولون: خذلنا أهل السنة، وأقول: هل نضيع ديننا وأعمارنا مثلهم، فإذا دعوا واستسلموا للكتاب والسنة فأهل السنة مستعدون ألا يخذلوهم يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

فليستسلموا للكتاب والسنة وليقولوا: كفرنا بقرارات مجلس الأمن، وقرارات الأمم المتحدة والديمقراطية، وليكونوا صادقين في هذا، ونحن وهم يد واحدة على أعداء الإسلام. أما لماذا لا نحرق أنفسنا معهم وقد احترقوا؛ فلا، فما وثق الناس بدعوة أهل السنة إلا لأنها لا تتلون.

ذكر الإمام النووي في «شرح مسلم» عند شرح حديث الطائفة المنصورة ما نصه: «ويحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيموا أمر الله من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد بل يجوز أن يكونوا مفرقين»، وذكر ذلك عنه الحافظ في «الفتح»، فهل هذا مخالف لما جاء عن أحمد ابن حنبل وأحمد بن سنان وابن المبارك وغيرهم من أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة وهل هناك راية تجتمع تحتها هذه الطائفة من حيث النسبة والانتساب أم أنهم مفرقون بين الفرق والجماعات؟

الجواب: أما كلام النووي فهو يقصد أهل السنة، ولا يقصد أنهم من الصوفية، ولا من الشيعة ولا من غلاة المتمذهبة، فهو كلام حق لا غبار عليه، وإن كان الإمام البخاري -رحمه الله- يقول: هم أهل العلم. ويقول الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم!.

لكن يقال: أن أهل العلم المتمسكين بالعلم، وأهل الحديث العاملين بالحديث داخلون دخولا أوليا، وإلا فأنا لا أستطيع أن أقول: إنها مقصورة على المحدثين، لعدم الدليل، فليس هناك دليل، ولكن أهل الحديث داخلون دخولا أوليا، كما ذكرت هذا في كتاب «المخرج من الفتنة» وهم أحق الناس بهذا، لكن لا يمنع أن يكون هناك من هو مجاهد ومن هو فقيه في فهم الكتاب والسنة وبقية الفنون العلمية والمصالح التي ينتفع بها الإسلام والمسلمون وباب التخصص معروف، أي إذا وجد أناس يعرفون حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ووجد آخرون يدرسون في الفقه الإسلامي وآخرون في اللغة العربية، وآخرون في كتب التفسير وفي علم الحديث، فلا ينبغي لطائفة أن تشنع على أخرى، وهذه هي الطوائف التي ينبغي أن يكمل بعضها بعضا، لا الديمقراطيون وغيرهم من فرق الضلال يكمل بعضهم بعضا، لكن الطوائف الذين تخصصوا في فنون العلم مع اعترافهم بما يقوم به الآخرون من خدمة الإسلام والمسلمين.

فخالد بن الوليد الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «إنه سيف من سيوف الله» كان لا يحفظ من الأحاديث إلا اليسيرة، وأبوهريرة يعتبر حافظ الصحابة، فهل إذا جاءت غزوة من الغزوات أمر فيها أبوهريرة، لا، بل يؤمر فيها خالد بن الوليد، وأصحاب السياسة مثل عمرو بن العاص، وإذا جاء الحديث فعند أبي هريرة.

فهذا أمر ضيعه العصريون، كل واحد يريد أن يسحبك إلى فكرته، وإذا لم تنسحب إلى فكرته قدح فيك، وقال: هؤلاء متشددون ولا يعرفون إلا (حدثنا وأخبرنا)، أو يقول: هؤلاء شقوا عصا المسلمين. ومثل هذه الكلمات التي تقال وتنفر عن أهل السنة.

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(9)، ويقول: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(10).

وأقول: أين ردود الإخوان المسلمون في اليمن وأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان على الصوفية وعلى الشيعة، وعلى الشيوعيين، وعلى الإباضية، وعلى المخرفين والقبوريين، بل أعظم الأعداء لهم هم أهل السنة، فقد سخروا جهودهم في تحطيم أهل السنة، ولكن رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده﴾(11).

وأنصح أهل السنة بالاستقامة على الكتاب والسنة، وبالإقبال الكلي على الكتاب والسنة، وألا يشغلوا أنفسهم بهؤلاء فقد ذابوا وضاعوا.

وقد كنت أريد أن أرد بل قد كتبت شيئا بعنوان «تحذير النبيه من أكاذيب عمار السفيه» وإذا هذا الرد سيرفع من شأنه، فمن معنا؟ معنا ساقط من الساقطين، لا يساوي شيئا وأقول: لن يراعى فليس أهلا لأن يرد عليه.

وأيضا (البيضاني) فقد كنت عزمت على كتابة «تحذير الغبي من تلبيسات محمد البيضاني الأشعبي» فعند أن كان هاهنا في دماج تارة يقول: أحقق في جامع الترمذي، وأخرى: أكتب تفسيرا، وأخرى كذا، مسكين ضيع نفسه.

ولن أرد إن شاء الله إلا على بعض المسائل، وأقول للبيضاني: أتخوف مقبلا بما جئت به؟ ولو كنت أخاف ما كتبت هذا، بل أعتبره دلالة على كتبي، فمن الناس من لا يعرف «قمع المعاند» فيقول: نطلع عليه، ومن الناس من لا يعرف «المصارعة» أو «الفواكه الجنية»، ومن الناس من لا يعرف الأشرطة، ومن الناس من لا يعرف «الترجمة» أو «هذه دعوتنا وعقيدتنا»، مثل ما رد أهل صعدة فقد كتبوا ردا بعنوان «فصل الخطاب في الرد على المفتري الكذاب» ويقولون: أنت قلت يامقبل كذا وكذا، قلت: أي والله قلت، وأحمد الله الذي وفقني للقول بذلك. أحدث نفسي وأنا أقرأ هذا الرد.

هناك من يقول إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟

الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلا، فإن كان جاهلا فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط «التحذير من الحزبية»، والحمد لله فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان، وانظروا إلى الإخلاص، فقد قربوا الإفطار في حضرموت في رمضان، وجاءوا بالمصور، فقال الإخوان: نحن لا نتصور، قالوا: لا بأس تأخروا ونصور الطعام. وهناك مبنى في السدة بنته جمعية الحكمة ولم يبق معها طالب واحد، وطلبة العلم طلبة أخينا علي العروقي أهل السنة لا يجدون أين ينزلون، وفي نشرة مجلة (الفرقة) لعمار السفيه قال: إن جمعية الحكمة عندها ملايين، وأنا أتساءل: هل أتى فاعل الخير بهذا المال ليخزن في البنوك أم لينفق على طلبة العلم؟ وهم يكذبون -وعندي إثباتات محتفظ بها- يزعمون أنهم يدعمون طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، وبدماج، وربما لا يجد أحدهم ثمن الصابون ليغسل ثيابه، ولا يجد أحدهم ما يرجع به إلى بلده، ثم يذهبون ويخزنونها في البنوك، وهذه المجلة عندي، فلماذا لا تنفق هذه الملايين على طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، وبدماج، وفي مفرق حبيش، وفي عدن، وحضرموت، يقولون: لا، لا بد أن يبايعونا إذا أرادوا أن نعطيهم، أما أن نعطيهم لله عز وجل، فلا يعطون لله عز وجل، وراجعوا المجلة.

أسئلة أصحاب لودر

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
09-03-2011, 07:24 PM
ما حكم الدراسة في كلية الإيمان لأن بعض الأخوة يظن أنها جامعة سلفية، فهل تنصحون بالدراسة فيها؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فقد سألني غير أخ من اليمنيين عن الدراسة بكلية الإيمان، ففي الغالب أنني أتهرب عن الجواب عمدا، وربما أفتيت بعضهم بما سيأتي، والسبب في هذا أن اليمني لا يتحمل المشاق ويأتي من بلدة بعيدة، أما أخ يأتي من أمريكا ليدرس في كلية الإيمان، ثم يصدم فلا بد أن يبين له.

والغالب على المؤسسات التي يقوم بها الإخوان المسلمون، أنهم يقومون بها من أجل أنه إذا حصلت انتخابات ينتخبهم أولئك، وقد عرفنا أن الانتخابات طاغوتية، وذكرنا هذا في غير ما شريط وهو بحمد الله في كتبنا المطبوعة مثل: مثل «قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد»، ومثل «المصارعة» ومثل «المخرج من الفتنة» و«فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار» وغيرها من الكتب، فقد بينا أن الانتخابات تعتبر طاغوتية، وأيضا هناك غرض آخر هو جمع الأموال لهذه الكلية وغيرها. وكلية الإيمان لو كانت كلية إيمان، أو كلية سنية سلفية ما طرد بعض إخواننا الجزائريين منها بسبب أنهم تظاهروا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. ولما ذهب عبدالمجيد الزنداني بطلبة كلية الإيمان إلى جماعة التبليغ بالحديدة ليتعلموا منهم الآداب، جماعة التبليغ الذين جمعوا بين التصوف والجهل، يقوم أحدهم ويتكلم ويضيع الساعات على المستمعين، بكلام جهل وأحاديث ضعيفة وموضوعة.

فلا ننصح بالالتحاق بها، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾(1). فطالب العلم يجب أن يكون همه هو التفقه في دين الله، وفي «الصحيحين» عن معاوية -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يخبر عن ارتفاع العلم، وهذا يعد علما من أعلام النبوة فيقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو.

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا * ذلك مبلغهم من العلم﴾(2)، ويقول: ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾(3). فينبغي أن نهتم بالتفقه في دين الله.

والتعلم في المساجد فيه خير وبركة، وهل تخرج من تخرج من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلا من المساجد. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».

ورحم الله مالكا إذ يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها. فأنصحك أن تنظر لمن يدرسك كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ورب العزة يقول لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾(4).

فهذا حاصل ما أنصح به الإخوة؛ أن يرحلوا إلى الأماكن التي يدرس فيها كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وقد بوب الإمام البخاري في «صحيحه»: باب الرحلة في طلب العلم، ثم ذكر حديث عقبة بن الحارث أنه رحل إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقال: إن امرأة سوداء جاءت، فزعمت أنها أرضعته هو وزوجته، فذكر للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فأعرض عنه، وتبسم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «كيف وقد قيل؟!».

بجوارنا مسجد إمامه إخواني عنده مخالفات شرعية، وإذا صلينا في هذا المسجد يستهزئون بنا، وينفرون عنا فهل نبقى ندعو في هذا المسجد، مع وجود هذا الأذى علما بأن المسجد السلفي بعيد؟

الجواب: إن كنتم تستطيعون الذهاب إلى المسجد السلفي فأنا أنصحكم بذلك، وتستفيدون أداء الصلاة على سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والأنس بإخوانكم والفضيلة، فقد جاء في «صحيح مسلم» من حديث جابر بن عبدالله قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال لهم: «إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد»؟ قالوا: نعم يارسول الله قد أردنا ذلك، فقال: «يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم». أي: الزموا دياركم التي هي بعيدة عن المسجد من أجل أن تكتب آثاركم.

وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة».

فإذا استطاعوا أن يحضروا في المسجد السلفي، فهذا أمر طيب، وإلا فأنصحهم أن يتخذوا لهم مسجدا يكون سهل التكاليف، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ما أمرت بتشييد المساجد». ويقول أيضا: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد».

فالسنة أن يكون المسجد متواضعا، وإن استطعت أن يكون المسجد كمسجد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فعلت، وإن لم تستطع فلا تتكلف، ولا تتأنق في بناء المساجد فإنه مخالف للسنة، وكذلك الزخرفة، والمنارة، وكذا ما يسمونه بالمحراب، وما ينصبونه على أرباع المسجد والتي تسمى بالشرفات، هذا لم يرد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، عندما بنى في ذلك الوقت، وكذلك المنبر الطويل الزائد على ثلاث درجات.

ولا إله إلا الله فإنه ما أتاني آت سواء أكان من إرتيريا، أو من إندونيسيا، أو من السودان، ومن غيرها من البلاد الإسلامية إلا وهو يشكو من أذية الإخوان المفلسين لأهل السنة. فأنا أقول: إلى الله المشتكى، فهم مستعدون أن يصطلحوا مع الشيوعي ومع الملحد، والعلماني، ومع البعثي، ومع الناصري، ومع الصوفي، ومع الشيعي، وليسوا مستعدين أن يصطلحوا مع السني إلا في حالة إذا قربت الانتخابات، فإنهم يقولون: اسكتوا عنا، ونحن نسكت عنكم.

أسئلة إخوة من أمريكا

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
09-21-2011, 05:29 PM
عندنا جماعة تسمى بحزب التحرير، ينادون بالخلافة الإسلامية ويتكلمون في العلماء، فكيف الرد عليهم، وما هو السبيل إلى الخلافة الإسلامية الراشدة؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فالناس في مسألة الحزبية ينقسمون إلى حزبين: إلى حزب الرحمن، وإلى حزب الشيطان. فحزب الرحمن لا يجوز لهم أن يتفرقوا، يقول الله تعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء﴾(2).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» رواه أبوداود من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وروى أبوداود من حديث معاوية نحوه، وفيه: «كلها في النار إلا فرقة»، قالوا: فمن هي يارسول الله؟ قال: «الجماعة» ، -ثم قال-: «إنه سيأتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه».

وقد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فكثرت الأهواء، وكثرت الحزبيات، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(3).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لتتبعن سنن من قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».

أما هذه الحزبيات فتنفر بعضها عن بعض، ويطعن بعضها في بعض، بل لو قال القائل: إن هذه الحزبيات تحقق ما أراده أعداء الإسلام من تفرق الأمة وتشتيت شملها، وتضعيف قواها لكان صادقا.

فحزب التحرير، حزب خبيث، ولعلكم تستعظمون هذه الكلمة إذ أذكرها في أول كلامي، وكان ينبغي أن أمهد لها، فأقول: إنه حزب خبيث، نشأ في الأردن، وكان منشقا عن الإخوان المسلمين، فراسلوه ليرجع فأبى أن يرجع، وكان زعيمه تقي الدين النبهاني، وهم في مسألة العقائد يقولون: لا تؤخذ إلا من العقل، فإن وجد السمع فلا بد أن يكون السمع مقطوعا به، ومن ثم ينكرون عذاب القبر، وينكرون خروج المسيح الدجال ولا يهتمون بتعليم فضائل الأخلاق ولا بالعلم، فهو حزب ينشئ أصحابه على السياسة البحتة المخالفة للدين. وقد قيل لزعيمه: لماذا لا يرى في حزبكم مدارس تحفيظ قرآن؟ قال: إني لا أريد أن أخرج دراويش.

وهم يعتمدون على السياسة فقط، ولا يعتمدون على العلم والأخلاق، ولا على الرقائق، وفي الفقهيات يجيزون للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية، ويجيزون للمرأة أن تكون زعيمة، وأن تكون في مجلس الشورى، ويجيزون للكافر أن يكون في مجلس الشورى وأن يتولى الولايات العامة، فهو حزب ضليل في غاية من الضلال.

وأنا أتعجب ممن يتبجح بحزب التحرير، وأنصح كل أخ بالابتعاد عنه والتحذير منه، ولو لم نعتذر لهم أنهم متأولون لقلنا إنهم كفار، لأنهم ينكرون عذاب القبر، وينكرون خروج المسيح الدجال، ويقول زعيمهم: إنه لا يحب أن يعلم طلبته القرآن لئلا يخرجوا دراويش.

السؤال125: عندنا جماعة تسمى بمنتدى المركز الإسلامي، وهم متصلون بمحمد سرور ويبيعون كتبه ويتعاملون معه، وعندهم تزكية من الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين بالتعاون معهم والاتصال بهم، فما نصيحتك للمنتدى الإسلامي، وما نصيحتك للسلفيين الذين يتعاونون معهم في الدعوة؟

الجواب: نصيحتي لهم أن يرجعوا كما كانوا إلى نشر الكتاب والسنة في مجلة (البيان)، ومجلة (السنة)، فقد فرحنا غاية الفرح بمجلة (السنة)، وكذلك مجلة (البيان)، ثم اتضحت الحقيقة أنهم حزبيون ينفرون عن أهل العلم.

وأنصحهم بعدم الاصطدام مع حكام المسلمين، وهذه الحزبية شتتت شمل الدعاة من أهل السنة إلى الله في اليمن، وفي أرض الحرمين ونجد، وفي السودان، وفي مصر، وفي كثير من البلاد الإسلامية.

وهم يدعون الشخص ألا يهتم بالعلم، فقد كان عندنا مجموعة من طلبة العلم، ثم التحقوا بهؤلاء، فما شعرنا إلا وهم يحتقروننا ويحتقرون إخوانهم.

دراسة الكتاب والسنة عندهم تقوقع، والعبادة في المسجد عندهم تعتبر كذلك تقوقعا، المساجد التي يقول فيها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة».

فأقول: إن كان الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين زكيا المنتدى قبل واقعة الخليج فهما معذوران، فنحن أنفسنا قد أثنينا على مجلة (البيان) كثيرا، ودعونا إلى التعاون معهم، وإن كان بعد قضية الخليج -ولا أظن ذلك- فهما يعتبران مخطئين. وأقول للشيخين: هؤلاء فرقوا المسلمين هاهنا في اليمن وأصبحوا يهاجمون ويعادون أهل السنة، بل أصبح ضررهم كبيرا -ولا أقول إن ضررهم أعظم من الإخوان المسلمين فهم ليسوا إلا مماسح للإخوان المسلمين- وهم الذين اعتدوا على كثير من مساجد أهل السنة منها مسجد بعدن وهو مسجد أصحاب البريقة إمامه الشيخ الفاضل أحمد بن عثمان، ومن الذي يذهب إلى الأوقاف أهم الصوفية؟ أم الإخوان المسلمون؟ بل هم أصحاب جمعية الحكمة، وهم الذين يقولون: حتى لو جاء صوفي، ولا هذا السني.

فإن كان صدر من الشيخين تزكية فليتراجعا كما تراجعت عندما ظهر لي أمرهم في قضية الخليج، وظهر لي عداؤهم في اليمن، ومن رءوسهم: عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني، وعبدالله بن فيصل الأهدل، أصبحوا يسخرون من إخوانهم، فلو قرأت قصائد عبدالمجيد لوجدتها سنية، والآن تميعوا وضاعوا.

فأنا أنصح المشايخ أن يتراجعوا عن تزكيتهم، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما﴾(4)، ويقول: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا﴾(5)، ويقول في كتابه الكريم: ﴿فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى﴾(6).

وهذه التزكية من أجل أن يغروا الناس، فهي غير مقبولة، إذا كانت إلى هذا الوقت، وقد ظهر منهم الطعن في الشيخ الألباني، والطعن في الشيخ ابن باز عند أن أفتى في قضية الخليج بجواز الصلح مع اليهود، وهم يفرحون بهذا لينفروا الناس عن العلماء لأنه لم يبق معهم أحد، فهم يقولون: ليس لهؤلاء إلا أن نطعن في علمائهم، لأننا نحن العلماء. والشيخ إذا خالفهم أصبح من جماعة التكفير. وقد دعوا أبا صهيب -وهو سوري- ليعلم عندهم، وبعد أن علم عندهم ما شاء الله قالوا: رأينا ثمرة تعليمك راجعة إليك، فاختر أي بلد ونحن نعطيك حق التذكرة. فقال لهم: البلد بلد الله، وليست ببلدكم، واقطعوا مرتبكم فلست أريده، ثم بقي الطلبة معه والحمد لله ما خرج منهم طالب واحد. على أنهم محترقون بحمد الله ليس لهم أثر، وأنصح الإخوة السلفيين أن يبتعدوا عن هؤلاء الحزبيين، لأنهم لا يريدون إلا تكثير سواد حزبهم.

وإذا جاء إليك عقيل المقطري، أو محمد المهدي، أو غير هذين وقالوا: هذا عالم من علماء اليمن. فلا تستضفه، ولا تستقبله، ولا تحضر محاضرته، فهو يتجول من أجل الدولارات.

وقد أخبرني أخ جاء من أمريكا أنهم كانوا يتجولون في أمريكا، ويلقون المحاضرات ويقولون: أنا وكافل اليتيم كهاتين، فقام شخص عليهم -وقد كان يريد مساعدة البوسنة والهرسك- فقال لهم: كافل اليتيم الذي يكفله، وليس الذي يشحذ فجرى بينهم الخصام من أجل الدنيا.

والدعوة عند أن دخلتها المطامع الدنيوية قلت بركتها: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾(7)، ويقول: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾(8).

أما مجلة الشحاذة التي نسميها مجلة (الفرقة) ويسمونها هم مجلة (الفرقان)، فأنا أتحداهم أن يأتوا بعدد من أعدادها ليس فيه شحاذة، وأتحدى محمدا المهدي أن يأتي بطالب مستفيد، بل مسخ عبدالله بن غالب ومحمدا البيضاني، وغير واحد، فقد كانوا طلبة علم هنا واستفادوا، ثم غرهم.

ونسيت محمدا الهدية الذي يركض من السودان، إلى الرياض، ثم إلى جدة، ثم إلى قطر، فإلى أبي ظبي، فإلى دبي، من أجل أن يبني مسجدا للصوفية.

فأنصحكم أن تبتعدوا عن هؤلاء، ولعل قائلا يقول: فعند من نتعلم؟ فأقول: أرى أنه واجب على إخواننا الأفاضل بأرض الحرمين ونجد أن يرسلوا لإخوانهم أناسا ليسوا بحزبيين، وواجب علينا كذلك أن نرسل لإخواننا في بريطانيا ببعض الإخوة المستفيدين ولو ثلاثة أو خمسة أشهر.

فأقول: يجب الإقبال على الكتاب والسنة، أما محاضرات المبتدعة فتراه يركض وينطح في محاضرته، ولكن بعد هذا يقول: عندنا مشروع مركز علمي، والمركز العلمي هذا في منطقة الدليل.(9)

فأنصح الأخوة حفظهم الله أن يطلبوا من الشيخ ابن باز حفظه الله أن يرسل لهم من يعلمهم، وأنصح إخواني هاهنا أن يذهب واحد منهم ويبقى ثلاثة أشهر، ثم يرجع ويذهب غيره، وهذا ليس من باب النصح فقط، بل أعتبره واجبا، ولكن لا يأتي الأخ إلى بريطانيا ثم تضيعون وقته بالأسفار، أو لا يجد طلبة يدرسون عنده. فعليهم أن يتعلموا شيئا من اللغة العربية والعقيدة والفقه الإسلامي، وأحاديث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

السؤال126: عندنا جماعة يقال لها: اتحاد الإسلام الصومالي، يتعاونون مع السرورية، وجماعة الجهاد، والإخوان المسلمين، ويأخذون البيعة ممن انتمى إليهم، ويدعون أنهم أهل السنة والجماعة؟

الجواب: جاء في «صحيح البخاري» من حديث أبي هريرة قال: بينما النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: «أين أراه السائل عن الساعة»؟ قال: هاأنا يا رسول الله، قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».

فهذه مصيدة للشباب المغفل، وأين نهاية الجهاد الأفغاني الذي لم يقم مثله جهاد، وغير الجهاد الأفغاني. فالجهاد في سبيل الله يعتبر من أسمى شعائر الدين الإسلامي: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم﴾(10)، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من نفاق». ويقول: «لغدوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها».

وقبل أيام نشرت مجلة من باكستان من أصحاب الهوس قالوا: نحن في طريقنا إلى تحرير فلسطين، ومن عارضنا من هذه الحكومات قاتلناه، وكتبوا إلي رسائل بهذا.

وحتى الجهاد نفسه قد أصبح مسألة استرزاق، كتب كاتب في إمارة (كنر) وذكر أن بعض الذين كانوا مع (أسامة) تقدموا وأرادوا أن يحتلوا موقعا للشيوعيين، فما شعروا إلا بالرشاشات ترشهم من خلفهم، فرجعوا وقالوا: ما هذا؟ قالوا: هكذا قال لنا القائد الأفغاني، فذهبوا إلى هذا القائد وسألوه، فقال: تريدون أن تنهوا الحرب الأفغانية، من أين يأكل هؤلاء؟ ووالله أني أود لو بقيت مائة سنة.

فأصبح الجهاد مصدر رزق وتضليل للشباب، فعليهم بالإقبال على العلم النافع، وإذا وجدوا شعبا متيقظا مستعدا أن يجاهد وأن يصبر صبر الصحابة. وأما أن يوجه المسلمون المدافع والرشاشات إلى بعضهم البعض ويقولون: جهاد جهاد، فلا، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يارسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه». متفق عليه من حديث أبي بكرة.

فأنصح الإخوة إذا دعوا إلى الجهاد أن يقولوا: نتعلم أولا، ثم ننظر لأي شيء نقاتل، ومن هو قائد الجهاد الذي يدعونا إلى الجهاد في سبيل الله، أهو حزبي يدعونا من أجل أن نلتف حوله أم هو من أصحاب ذوي الأهواء، أم مدسوس علينا، فلا يمنع أن يدسوا لنا شيوعيا لحيته تملأ صدره، ثم يقول: الجهاد الجهاد أيها المسلمون، فيخرج المسلمون وتسفك دماؤهم. وهذا الذي نقوله ليس أمرا خياليا، بل هو واقع كما حصل في بعض البلاد التي استولت عليها الشيوعية مثل تركستان، والقوقاز، وأرمينية، وسبع جمهوريات، فقد جاءهم الشيوعيون وقالوا لهم: نحرر البلاد عن الاستعمار، فكان أول من قام هم المسلمون، ثم وثب الشيوعيون على الكراسي وذبحوا الدين والمسلمين، وأخذوا أموالهم، ودمروا الإسلام والمسلمين نحو سبعين سنة حتى أذلهم الله.

فيجب أن نكون حذرين، وأقول: من الذي يدعو إلى الجهاد؟ أهو الشيخ عبدالعزيز بن باز، فليس عندنا شك ولا ريب أن الشيخ ابن باز حفظه الله لا يدعو الناس إلا إلى الخير، أم هو الشيخ الألباني؟ أم هو زعيم جماعة لا ندري من هو وما مقصده، فتجده مع الديمقراطيين ديمقراطي، ومع السلفيين سلفي، ومع الصوفيين صوفي، ومع الشيعة شيعي، ويحدث بحديث: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى».

وأنا عياذا بالله لا أحذر عن الجهاد، وأود لو أن الله ييسر بشعب بطل -مثل الشعب الأفغاني الذي هزم الله على يديه الروس- يهزم الله على يديه أمريكا، ولكن لا نحب أن نكون كما قيل:

على كتفيه يصعد المجد غيره
وهل هو إلا للتسلق سلم


فلا يتسلق على ظهورنا الشيوعي، والعلماني، والبعثي، ثم نرجع إلى ما كنا فيه، بل يجب أن نكون يقظين. وأنصح الإخوة ألا يحضروا محاضرات هؤلاء، ولا يشغلوا أنفسهم بالجدال معهم. فقد جاء أن رجلا جاء إلى محمد ابن سيرين فقال له: يا بن سيرين إني أريد أن أقرأ عليك قرآنا؟ قال: لا، وأقسم عليك بالله أن تخرج من بيتي. فأبى ذلك الرجل أن يخرج فقام ابن سيرين يجمع ثيابه ليخرج هو من بيته، فقيل للرجل: أتريد أن تخرج الرجل من بيته. وجاء آخر إلى الإمام مالك وقال: يامالك إني أريد أن تناظرني، قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني، قال: فإن جاء رجل آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذا يصير ديننا عرضة للتنقل، اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني.

فلا تشغلوا أنفسكم بمناظرة الحزبيين، فهم لا يريدون الحق، لا يريدون إلا إدخال الشبهات عليكم، فعليكم بالابتعاد عنهم، ولا تجادلوهم. فإن قال قائل: فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾(11). فالجواب: نعم، لو علم أن هناك ثمرة، أما أن يأتيك ويضيع عليك وقتك، فلا. وخصوصا إذا كنت تاجرا، فهو مستعد أن يأخذ عمامته ويمسح الغبار عن نعليك، أو كان لك من السلطة شيء، أو كنت متبوعا، فهم مستعدون أن يتابعوك حتى يظفروا بك ويصطادوك.

السؤال127: عندنا جماعة إحياء التراث الإسلامي لعبدالرحمن عبدالخالق، فما نصيحتك للشباب الذين دخلوا معهم؟

الجواب: هذه جماعة فرقة، فقد زارنا بعضهم إلى اليمن وقالوا لنا: نحن لا نستطيع أن نساعدكم إلا أن يكون لكم مركز حكومي -بمعنى أن يكون معترفا بكم من قبل الحكومة- فقلنا لهم: ونحن لا نريد مساعدتكم إلا أن تساعدونا بلا شرط ولا قيد، فعمدوا إلى بعض ضعاف الأنفس واستمالوهم بالعملة الغالية -الدينار الكويتي- حتى زهدوهم في أهل العلم، وقال قائل الكويتيين في مجلس وهم في صنعاء: إن دعوتنا ما انطلقت إلا بعد أن تركت العلماء. فأقول: أف لهذه المقالة النتنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾(12)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(13).

ويقول سبحانه وتعالى في شأن قصة قارون عند أن خرج على قومه في زينته قال أهل الدنيا: ﴿ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾(14).

فأهل العلم هم الذين يعرفون ويضعون الأشياء في مواضعها، ومن شك في كلامي فليذهب إلى عبدالمجيد الريمي وليقل له: أسألك بالله عند أن كنتم في مجلس مع كويتي أقال لكم: ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء؟

فهذه دعوة مفرقة بين أهل السنة. وجاء في «صحيح البخاري» عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «ومحمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فرق بين الناس». وفي رواية: «ومحمد فرق بين الناس». أي: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يفرق بين الأب وابنه، فيكون الأب كافرا والولد مسلما، أو ربما تكون المرأة مسلمة وزوجها كافر، أو العكس، وكذا الأخ وأخيه. لكن دعوة عبدالرحمن بن عبدالخالق فرقت بين أهل السنة في اليمن، وفي مصر، وفي أرض الحرمين ونجد، وفي الكويت نفسها، وفي الإمارات، وفي غير ذلك من البلدان.

فأنصح كل أخ ألا يبيع دينه بعمارة مسجد، فإذا قالوا لك: نبني لك مسجدا فقل لهم: تبنون لي مسجدا لله تعالى بدون شرط ولا قيد، «من بنى مسجدا لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة». أما أن يقال: نبني لك مسجدا وتكون معنا، أو مدرسة تحفيظ قرآن، وتكونون معنا لأجل أن تصوتوا لنا. فلا.

وفي كتب عبدالرحمن عبدالخالق طوام، وأنصح بمراجعة كتاب أخينا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في رده على عبدالرحمن عبدالخالق، لأن بعض الناس يظن أنه قد تراجع وتاب على يد الشيخ ابن باز، فهو قد تراجع في بعض المسائل فقط، فهل تراجع عن تفرقة المسلمين؟ وهل تراجع عن البعد عن الحزبية؟ وهل رجع إلى ما كان عليه عند أن كان في الجامعة الإسلامية؟ فقد كان على خير حتى عصفت به الأهواء يمينا وشمالا.

فهؤلاء أناس -سواء أكانوا من جماعة عبدالرحمن عبدالخالق، أم من الإخوان المسلمين، أم من السرورية- قد أصبحوا مثل الأعور -ولا أقول عميانا- فإنهم مبصرون، وكما قيل:

أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه

فأقول للأخوة البريطانيين: لن يضيعكم الله سبحانه وتعالى، ومن علم شيئا من العلم فليعلم إخوانه. وأنصحكم بالابتعاد عن هؤلاء، ومطالبة العلماء الأفاضل بإرسال من يعلمكم فإن التعليم أنفع لكم، وإذا أتى شخص مستفيد وبقي عندكم ثلاثة أشهر لكان أنفع لكم ولبلدكم.

السؤال128: عندنا الإخوان المسلمون، والسروريون، وجماعة التبليغ كثيرون والسلفيون قليلون فكيف يتعامل السلفيون مع هؤلاء الجماعات؟

الجواب: تقدم التنبيه على ذلك، وهو الابتعاد عنهم، وأما جماعة التبليغ فأنصح باقتناء كتاب الشيخ الفاضل حمود التويجري -رحمه الله- «القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ».

السؤال129: ما نصيحتك للإخوان الذين سمعوا كلام العلماء في عبدالرحيم الطحان وما زالوا يقلدونه، ويستمعون أشرطته؟

الجواب: أنصحهم أن يتركوا التعصب والعاطفيات العوجاء، وأن ينظروا إلى ما قال فيه أهل العلم، فهم لم يتكلموا فيه من أجل غرض دنيوي، ولكن من باب قول الله عز وجل: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾(15).

ومن باب قول الله عز وجل: ﴿لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾(16).

فأهل العلم قاموا بواجب نحو ذلك الشخص الذي كان مدرسا في جامعة أبها يدرس التوحيد ثم تغير، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء».

وكان من دعاء الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». وأنا لست ضامنا ألا أتغير، وكل أحد لا يستطيع أن يضمن نفسه من التغير.

وما يدرينا أنه كان يبطن العقيدة الخبيثة، ثم بعد أن طرد من أبها أظهر ما عنده من الضلال، وإنني أحمد الله فقد بلغنا أن الحكومة القطرية منعته من الخطابة، ومن المحاضرات، وأنه باق في بيته، ويتركون له مرتبه لأنهم أناس كرماء. وقد أحرقته الكتب والأشرطة، وأهل العلم أعطوه نصيبه وقسطه، ومن فضل الله أنه لا يقوم مبتدع، إلا ويقوم أهل العلم عليه. فهل قام الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ محمد بن جميل زينو، وغيرهم ممن لا أذكر أسماءهم، هل قاموا عليه لأنهم يحسدونه على دنياه، أم لأجل أن بينهم وبينه نزاعا دنيويا؟ بل قاموا عليه لوجه الله، ولما أظهر من البدع.

وعندنا مجلة (الفرقة) التي تسمى (الفرقان)، تتباكى لأنني تكلمت في عبدالرحيم الطحان، ولماذا أتكلم في راشد الغنوشي، وفي عبدالرحمن عبدالخالق، وفي حسن الترابي.

وإنني أحمد الله إذ وفق أهل السنة بالبعد عن الحزبيات والحزبيين، وأنت أيها السني لو كنت وحدك وأنت على الحق فلا تبال، يقول الله تعالى: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين﴾(17)، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يرى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، فأنت تتمسك بالدين حتى ولو كنت وحدك.

وتعجبني كلمة الشيخ الألباني أسأل الله أن يحفظه ويجزيه خيرا، فقد قال عن دعوة الإخوان المسلمين إنها مثل الجندي الذي يقال له: مكانك سر. وهكذا دعوة عبدالرحمن عبدالخالق والسرورية، فقد كان أهل البيضاء أفرح ما يكون بمحمد البيضاني لأن بلدهم مرتع الصوفية، ثم فشل وهرب إلى صنعاء، ثم رجع إلى البيضاء ولكنه لم يترك الحزبية، وبلاد حاشد أفرح ما تكون بعبدالله الحاشدي ثم هرب إلى صنعاء.

فالتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى، وطلب العلم يحتاج إلى صبر، والدعوة تحتاج إلى صبر يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾(18)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾(19).

فصبر على طلب العلم وعلى الدعوة إلى الله، وعلى العامة، وعلى المسئولين، وعلى ذوي الأهواء، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «الصبر ضياء».


أسئلة السلفيين البريطانيين

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
10-26-2011, 12:07 AM
هل التكلم على الحكام من على المنابر أو الدروس العامة من منهج السلف الصالح؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾(2).

وثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر». والعندية لا تقتضي السرية وأن يكون مع السلطان وحده.

وأما حديث: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «من كانت لديه نصيحة لذي سلطان فلينصحه سرا». فهذا الحديث أصله في «صحيح مسلم» ولم تذكر هذه الزيادة ولفظ الحديث: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» ولم تذكر هذه الزيادة، فلا بد من نظر في هذه الزيادة، فإذا كانت الذي رواها مماثلا لمن لم يزدها فهي زيادة مقبولة، أو من رواها أرجح ممن لم يزدها فهي زيادة مقبولة، أما إذا كانت زيادة مرجوحة فحينئذ تعتبر شاذة، وهذه اللفظة تعتبر شاذة.

وفرق بين أن تقوم وتنكر على المنبر أعمال الحاكم المخالفة للكتاب والسنة، وبين أن تستثير الناس على الخروج عليه، فالاستثارة لا تجوز إلا أن نرى كفرا بواحا، كما في حديث عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا. رواه أحمد في «مسنده». كما أمره أن يسمع ويطيع وإن تأمر عليه عبد حبشي، فجمع بين الأمرين أبوذر، فيسمع ويطيع لعثمان -رضي الله عنه-.

فإذا رأينا كفرا بواحا فهل يجب الخروج أم لا؟ يجب النظر في أحوال المسلمين هل لديهم القدرة على مواجهة الكفر البواح أم أنهم سيقدمون أنفسهم أضحية؟ وهل عندهم استغناء ذاتي أم سيمدون أيديهم لأمريكا وغيرها من الحكومات تتركهم حتى تسفك دماؤهم ثم ينصبون لهم علمانيا بدل العلماني الأول أو شيوعيا بدل العلماني أو نصرانيا بدلا عن المسلم، فلا بد أن يكون هناك استغناء ذاتي.

ثم بعد ذلك هل أعدوا ما تحتاج إليه الحرب من قوات، ولا يشترط أن تكون مماثلة لقوات العدو فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾(3).

وهل أعدوا ما تحتاج إليه الحرب من أطباء ومستشفيات أم ربما يتركون الشخص ينتهي دمه من الجرح، وكذلك ما تحتاج إليه الحرب من تغذية، فالناس ليسوا مستعدين أن يصبروا كما صبر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الاستضعاف وعلى الخروج من الأوطان، وعلى المرض وعلى الفقر عند أن خرج الصحابة وهاجروا إلى المدينة، فالناس الآن محتاجون إلى أن يدربوا أنفسهم على ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم.

فعلم الفرق بين أن يقول الشخص كلمة الحق، وبين أن يستثير الناس على الخروج على الحاكم والحق أن الحكام هم الذين لوثوا أنفسهم:

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

يقول الله عز وجل: ﴿ومن يهن الله فما له من مكرم﴾(4).

ويقول الشاعر:

ومن دعا الناس إلى ذمه ذموه بالحق وبالباطل

فننصح الحكام أن يرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يصدقوا مع شعوبهم، وأنا أكره أن أختلف أنا وبعض أصحابي من أجل الحاكم، ولسنا عنده إلا مثل الذباب فليس لنا عنده قيمة.

ونصيحتي للشباب الكويتي أن يشغلوا أنفسهم بالعلم النافع، وبالدعوة إلى الله، وأن يتركوا هذه الوساوس، وهذه الأفكار الخاطئة، فما نصر الإسلام بالثورات والانقلابات.

السؤال139: ماذا يقصد بمنهج الموازنة بين الحسنات والسيئات ومن أول من قام به وما الهدف منه؟

الجواب: القوم يعرفون أنهم مجروحون فهم يريدون أن يستروا على أنفسهم، وأقول: المبتدع الضال لا تذكر حسناته ولا كرامة، وهكذا الكافر. أما المحب للخير ولكنه أخطأ في بعض الأشياء فلا بأس أن تذكر بعض حسناته مثل أبان بن أبي عياش إذ قال بعض معاصريه: إنه إذا حدث أتى بأمر عظيم. وله من الفضل والعبادة، فسئل بعض معاصريه فقال: اذكر ما فيه من الخير، وحذر عنه أن يقبل حديثه.

فمسألة الموازنة بين الحسنات والسيئات لا نقبلها مطلقا ولا نردها مطلقا، لكن حزبي يدعو إلى الحزبية وينفق الأموال الطائلة من أجل الحزبية فلا نذكر حسناته ولا كرامة. وآخر يدعو إلى الديمقراطية ومعناها الشعب يحكم نفسه بنفسه، والله عز وجل يقول: ﴿إن الحكم إلا لله﴾(5). ويقول: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾(6). ويقول أيضا: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾(7). ويقول أيضا: ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾(8).

وقد قلنا إنه ينبغي أن يقال لعبدالرحمن عبدالخالق: (سلفطي)، فالسين واللام سلفية، والطاء والياء ديمقراطية.

فمثل عبدالرحمن عبدالخالق إذا بقي على الحال التي هو عليها ينبغي أن يذكر بالجرح ولا يذكر بالتعديل، وعند أن كان في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان مستقيما وكذلك في بدء أمره في الكويت.

فالقوم مجروحون، فجمعية إحياء التراث مجروحة فإنها فرقت بين الدعاة إلى الله، وجمعيه الحكمة مجروحة، وجمعية الإحسان مجروحة، وكذلك الإخوان المفلسون. وأول من دعا إلى هذا المنهج هم الحزبيون من سرورية وإخوان مفلسين وأصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان.

السؤال140: من من علماء السعودية تنصحون بالأخذ عنهم وحبذا لو ذكرت لنا بعض الأسماء؟

الجواب: أما الذين أنصح بالأخذ عنهم والذين أعرفهم فهو الشيخ: عبدالعزيز بن باز حفظه الله، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله، والشيخ ربيع بن هادي حفظه الله، والشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله، والشيخ صالح الفوزان حفظه الله مذكور بالخير وإن كنت لا أعرفه، ويمكن أن يستنصح الشيخ ابن باز لأنه أعلم وأنا بعيد عهد بتلك البلاد.

السؤال141: إذا اتفقت مجموعة من الشباب على عمل دعوي في المنطقة فهل يجب أن يكون عليهم مسئولا تجب طاعته؟

الجواب: لا بأس أن يجعلوا لهم مسئولا ولا يسمى أميرا، لأن الأمير لا يكون إلا في السفر، إلا إذا كان أمير المؤمنين الذي هو إمام المسلمين أو من أمره إمام المسلمين، أما أن يجعلوه أميرا فلا، وإذا كان مسئولا عن عمل ففي حدود مسئوليته، وإذا خالف الكتاب والسنة فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله﴾(9). ويقول: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾(10).

لكن إذا وجد شخص أمين وأودع مال الدعوة عنده، أو وجد معلم بصير وصار مسئولا عن التعليم وهكذا شخص له خبرة وبصر في الدعوة إلى الله فلا بأس. ولا يسمى أميرا لكن هو مسئول في حدود مسئوليته لكن إذا أتى بشيء يخالف الكتاب والسنة فلا سمع له ولا طاعة.

أما ما يفعله الحزبيون أصحاب الخلايا السرية فكل خمسة ولهم أمير لا يعرفون إلا أنفسهم، ولا يعرفون الآخرين من أصحاب تلك الدعوة، وهكذا إلى أن ينتهي إلى الأمير المجهول، مثل صاحب السرداب سرداب الرافضة الذي قال فيه بعض أهل السنة:

ما آن للسراب أن يلد الذي
كلفتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفا فإنكم
ثلثتم العنقاء والغيلانا


والحذر الحذر من التقليد فهم يحسنون ظنهم بالشخص ثم بعد ذلك القول ما قال الشيخ، لا بل القول قال الله وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول الله عز وجل: ﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون﴾(11).

فقد أودى ببعضهم إلى التقليد الأعمى وإلى الدفاع عن البدع كما يفعل بعض الإخوان المسلمين، فهم يدافعون عن المبتدع حسن البنا الذي كان يطوف على القبر، والذي كان يقوم للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في المولد، والذي يدعو إلى التقريب بين الشيعة وأهل السنة، وهذا موجود في كتب الإخوان المفلسين.

وإذا قلت لهم: هذا أمر لا يجيزه الشرع، أجاب قائلهم: قد قال الشيخ وقال الأستاذ، وقال قائلهم أيضا:

إن للإخوان صرحا
كل ما فيه حسن
لا تسل عمن بناه
إنه البنا حسن


فالديمقراطية عندهم حسنة، والانتخابات كذلك حسنة، والحزبية، والتقريب بين السنة والشيعة، والسكرتير النصراني. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر﴾(12).

السؤال142: تكملة للسؤال المتقدم: إذا قامت مجموعة من هذه المجموعة بالاجتماع سرا لإدارة وتنظيم هذه الدعوة مع العلم أنهم من السلفيين فما حكم؟

الجواب: التنظيم الذي لا يخالف الكتاب والسنة لا بد منه، أما الذي يخالف الكتاب والسنة موضوع تحت الأقدام، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي».

السؤال143: ماذا تعرف عن عبدالرحمن عبدالخالق هل هو سلفي منذ نشأته أم هو من الإخوان المسلمين؟

الجواب: عبدالرحمن عبدالخالق كان في المدينة وكنت في معهد الحرم وكنا نسمع عنه خيرا، وعند أن خرجوا وكسروا الصور التي بجوار الحرم، ثم انتقل إلى الكويت ونفع الله به في الكويت وأقام دعوة سلفية في حدود علمه، يشكر على هذا، والتف عليه الشباب الكويتي وانتفعوا به، وكان مستور الحال، حتى إنه في ذات مرة أخبرنا الشيخ الألباني حفظه الله ونحن في المدينة قال: أثير في اجتماع لهم في الجامعة أن أصحاب سلفية الكويت يكفرون الأئمة الأربعة، أو يبدعونهم، فقال الشيخ الألباني: أنا أعرف عبدالرحمن عبدالخالق وهو من طلبتنا وأنا أنكر هذا، وعلي أن أحضره وليقابله من يدعي أنه يكفر أو يبدع الأئمة الأربعة.

وبعد أن قامت دعوة المدينة وانتفع بها الناس وصار في بعض الليالي قدر مائة وخمسين من الكويت يزورون إخوانهم بالمدينة ويستفيدون منهم في ليلة أو ليلتين، فكأنه دخله الحسد فرأى أن يشوه سمعة دعوة أصحاب المدينة وأن يستثير الحكومة عليهم فتارة يقول: إنهم خوارج، وأخرى يقول: إنهم مخالفون للعلماء كالشيخ ابن باز، والشيخ السبيل، والشيخ ابن حميد.

ثم بعد ذلك ذهب إليه بعض الإخوة وسمعوا له محاضرة وقال: إنه لا يجوز ولا ينبغي أن ندعو إلى إغلاق مصنع خمر حتى نهيئ للعاملين عملا يعملون فيه وإلا فمن أين يأكلون؟ فذهب إليه أخ يقال له علي جعفان وقال له: ياشيخ اتق الله فالخمر منكر يجب تغييره قال: نعم هو منكر يجب تغييره، فقال: أنت قلت كذا وكذا. قال: أخطأت. قال: فاعترف واعتذر أمام الناس. قال: إنها ستنتزع ثقتهم بي فلا يثقون بي بعد ذلك.

ثم زاره بعد ذلك إخوان وأنكروا عليه التلفزيون والصور، فقامت قيامته وكتب كتابا صغيرا حقيرا بعنوان «الولاء والبراء» وأود من كل أخ أن يقرأ هذا الكتاب لينظر أي تدهور وصل إليه، ثم بعد ذلك كأنه تأثر بدعوة الإخوان المسلمين في مسألة التنظيم والانتخابات والحزبية والديمقراطية، فانتكس عبدالرحمن عبدالخالق ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث﴾(13).

ثم بعد ذلك صار يرمي إخوة أفاضل من الإخوة الكويتيين مثل الأخ عبداللطيف الدرباس ومجموعة بأنهم جهيمانية، وهم ليسوا جهيمانية، بل هم متمسكون بالكتاب والسنة.

ثم توسع في مسألة الصور، وخرج بثورة على المنكرين، وانتقد أهل العلم الأفاضل أنهم لا يعرفون شيئا عن الواقع.

أما أكبر كبيرة حصلت منه فهي تفرقته بين أهل السنة والدعاة إلى الله فقد غرهم بدينار لا بأفكاره، يركض من الكويت إلى إندونيسيا إلى مصر إلى الإمارات، وأنا أقول: إنه من الخطأ أن تسلم الأموال لجمعية إحياء التراث لأنهم يستغلونها لتفرقة كلمة أهل السنة ففرق بين أهل السنة في جدة وفي السودان(14).

وعندنا في اليمن مجموعة من الغثاء غرهم بديناره لا بأفكاره، ونبشر الشباب السلفي الكويتي أن جمعية إحياء التراث تنفق الأموال الباهظة على هؤلاء الممسوخين في اليمن ومع هذا فدعوتهم ميتة ليس لها أثر. فعندنا فضائح في اليمن، فعبدالقادر الشيباني ومحمد بن عبدالجليل جاء الكويتيون وسلموهم الأموال ثم أصبحا يتهاتران عليها ويتناتران، وقد زارني أخ اسمه محمد، كان مهيئا لتحرير مجلة «الفرقان» الكويتية فقال: ما قد لطمنا في بلدة مثل ما لطمنا في اليمن؛ فهم يأكلون من الحزب حتى تنتهي أمواله ثم ينتقلون إلى حزب آخر حتى يفقروه وهكذا، فهؤلاء الذين عندنا سيأكلون جمعية إحياء التراث حتى ينهوا ما معها، ثم ينتقلون إلى حزب آخر.

فنصيحتي لعبدالرحمن عبدالخالق أن يذهب ويتعلم ويأخذ كتابا ويجلس في حلقه الشيخ ابن عثيمين -ذلك الشيخ الذي يقولون عنه: إنه لا يعرف شيئا عن الواقع- أو الشيخ ابن باز -والذين يقولون أيضا أنه لا يعرف شيئا عن الواقع- فيأخذ كتابا ويتواضع لله عز وجل ويتعلم، وقد قلت لبعض الإخوة الكويتيين: إن دعوتكم منذ زمن بعيد ونحن بالمدينة ما أنتجت طالب علم واحدا، قال: هذا صحيح -وهو من جمعية إحياء التراث- وقال: لما رأينا الأمر كذلك أصبحنا نزج بشبابنا في جامعات السعودية.

وأنصح الشباب الكويتي أن يتخلوا عن عبدالرحمن عبدالخالق وأن يبتعدوا عنه ﴿ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا﴾(15).

فهل عبدالرحمن عبدالخالق أعلم أم أحمد بن حنبل؟، وهل عبدالرحمن عبدالخالق أتقى لله أم أحمد بن حنبل!! فلو كنا مقلدين لقلدنا أحمد بن حنبل -رحمه الله-، ولكننا نرى التقليد حراما، والشباب الكويتي سيبقى في عمى ما داموا متابعين لعبدالرحمن عبدالخالق.

عبدالرحمن عبدالخالق الذي نشرت مجلة «الفرقان» عنه أنه يقول قبل الهجوم على الكويت: صدام مؤمن. فلما صدمهم انقلب من مؤمن إلى كافر، وأما نحن فنحن بحمد الله نكفره من قبل ومن بعد.

فالذي يتكلم بالعاطفة وليس متثبتا من العلم فلا بد أن يكون هكذا. وقد يقول قائل: إن الشيخ ابن باز كتب لعبدالرحمن عبدالخالق وتراجع عبدالرحمن عبدالخالق، فأقول: هذا الذي تراجع فيه ليس بشيء بالنسبة إلى تفرقة كلمة أهل السنة فقد فرق هذا المدبر بين أهل السنة وأخشى أن يكون مدسوسا على الدعوة، فلا يظن ظان أن الذي تراجع فيه عبدالرحمن عبدالخالق هو كل ما أنكر عليه، بل ليس بربع العشر، والسبب في هذا أنه ما تضلع من العلم.

فرد أخينا ربيع بن هادي ما أحسنه جزاه الله خيرا فقد بين ما هو عليه، وأقول: أنه إذا قرأه منصف من الشباب الكويتي فإنه سيتبرأ إلى الله من عبدالرحمن عبدالخالق، ومن جمعية إحياء التراث التي تدعم عبدالرحمن عبدالخالق، وإلا فمن هو عبدالرحمن عبدالخالق!، ليس بشيء فإن الدينار هو الذي جعله شيئا ويتصور في الجريدة، ويتحرك تلك التحركات فهو الدينار الكويتي وليس بعبدالرحمن عبدالخالق، وأنا أسأل عبدالرحمن عبدالخالق أين أجدر بك -لو كنت مصلحا- وأحوج إليك بلدك مصر أم الكويت؟ ففي مصر قبر السيد البدوي وقبر الحسين كما يزعمون، فلو كنت تريد الدعوة عن صدق لرجعت إلى بلدك وأقمت مركزا للدعوة هنالك في حدود ما تعلم، وتتعلم وتتزود من العلم.

السؤال144: أليس لكم نية في الرد على عبدالرحمن عبدالخالق في كتاب مطبوع؟

الجواب: لا، ليس لي نية لأن كلامه هراء لا يساوي شيئا، وأما مجلة «الفرقان» المجلة الشحاذة عندنا باليمن والتي كتب فيها الكذاب السفيه عمار ابن ناشر، ليس لي عزم على الرد عليه، بل نرد على أهل العلم، مثل الأربعة الأحاديث التي انتقدها علي رضا في كتاب «أحاديث معلة» فرددت عليه في كتيب صغير بحمد الله، فنحن نرد على طلبة العلم. أما أصحاب الهراء فلا:

لو كل كلب عوى ألقمته جحرا كان الحصى كل مثقال بدينار

وكما قال الآخر:

أو كلما طن الذباب زجرته إن الذباب إذن علي كريم

فهذه مجلة تصدر بالدينار الكويتي، وقد كان الناس يحبون عبدالرحمن عبدالخالق وينتفعون بكتبه، والآن لم يبق إلا أصحاب المادة مثل محمد المهدي، والذين يتبعونه من السودانيين يسمون بالمصلحيين، فخاب وخسر الذي يبيع الدعوة بالدينار الكويتي ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾(16)، وخاب وخسر من باع الدعوة ببناء مسجد فلا بد من أن نبين عوارهم وما هم عليه من مخالفة الكتاب والسنة.

وأنا أرى أنه لا يستحق الرد وبحمد الله فقد قام الشيخ ربيع حفظه الله بما أوجبه الله عليه فيشكر على هذا.

السؤال145: هل عبدالرحمن عبدالخالق مبتدع؟

الجواب: نعم مبتدع، مادام يدعو إلى الحزبية، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(17).

وإذا كان من أهل العلم من يقول: أن المتعصب للمذاهب الأربعة أو لواحد منها يعد مبتدعا كما ذكره الصنعاني في «إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد» فالتعصب لهذه الحزبيات الساقطة تعتبر بدعة، وكذلك محاربته لإخوانه أهل السنة وتنقصه لهم، واعترافه بالديمقراطية، والذي ينكر على أهل السنة أنهم لا يقولون بالعمل الجماعي، فهو صاحب هوس، وإلا فمن الذي ينكر العمل الجماعي ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾(18).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».

لكن في حدود الكتاب والسنة، وليس كما يقال: أمرنا الأمير أن نحلق لحانا فنحن نحلقها. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «احفوا الشوارب وأعفوا اللحى».

أو أمرنا الأمير أن نتصور فنتصور، وغيرها من المحرمات، وإنني أحمد الله على الخير الذي حققه على يدي الدعاة إلى السنة من أهل السنة في اليمن، اخرجوا إلى إخوانكم الذين تزودونهم بالدنانير تجدوهم أمواتا غير أحياء وما يشعرون متى يسقطون، فهم يتوقعون السقوط، بخلاف دعوة أهل السنة فإنها كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها﴾(19).

فالحمد لله دعوة أهل السنة منتشرة في اليمن وفي غير اليمن، وأبشركم أنها تأتيني أسئلة من بريطانيا ومن أمريكا ومن ألمانيا ومن كثير من البلاد يسألون عن عبدالرحمن عبدالخالق وعن جمعية إحياء التراث، ونحذرهم غاية التحذير من الوقوع في شباكهم ونقول لهم: استعينوا بالله وادعوا في حدود ما تستطيعون وليست المسألة بالمادة فقد صبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الجوع والعري والمرض. فاصبروا وادعوا في حدود ما تستطيعون ولا تبيعوا دعوتكم من فلان وفلان.

السؤال146: أيهما أشد فسادا على الأمة الإسلامية وعلى الدعوة منهج الإخوان المسلمين أم منهج اليهود والنصارى؟

الجواب: هذا أمر لا يقارن بين منهج الإخوان المسلمين واليهود والنصارى، فمنهج الإخوان المسلمين منهج مبتدع ولكن يوجد فيهم أفراد صالحون ومحبون للخير ويظنون أنهم على خير، كما أنه يوجد في جمعية إحياء التراث أفراد صالحون محبون للخير ويظنون أنهم على خير. فلا يقارن بين ذا وذاك بين من هم أشد عداوة للإسلام والمسلمين وهم يزحفون على بلادنا كل يوم وكل وقت، وهم ينشرون أو يدعون إلى النصرانية وإلى اليهودية وهم يقهرون المسلمين على الدخول في النصرانية ويستغلون فقر المسلمين في إفريقيا وفي كثير من البلاد الإسلامية.

فلا يقارن بين ذا وذاك، حسب الإخوان المسلمين أن منهجهم منهج ضلالي ومنهج مبتدع، أما أن يقارنوا بأولئك فهذا لا يكون، ولا يقارن بينهم إلا شخص أعمى البصيرة متعصب تعصبا أعمى، وبحمد الله فإننا في كتبنا نلازم العدالة: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾(20)، ويقول: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(21)، ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(22).

ونود أن الإخوان المسلمين والأخوة أصحاب جمعية إحياء التراث يتركون ما هم عليه من الحزبية(23)، فلا نقارن هؤلاء بأولئك فإن أهل السنة عندهم عدالة، لكننا ننصح كل أخ ألا يلتحق بالإخوان المسلمين ولا بجمعية إحياء التراث ولا بجمعية الحكمة أو الإحسان وقد قبل النصيحة خلق لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى.

مع عبدالرحمن عبدالخالق

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

أبو عبدالرحمن البلوشي
10-26-2011, 09:18 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك

البلوشي
11-22-2011, 10:46 PM
السؤال147: ما هي السرورية وما هي العلامات الواضحة لها وهل هي حقيقة أم خيال؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فالسروية تنتسب إلى الأخ (محمد سرور زين العابدين) وقد كان بالكويت وأخرج بعض الكتب الطيبة في بيان أحوال الشيعة، وأشياء طيبة، ثم انتقل إلى ألمانيا ثم إلى بريطانيا واستقر به المقام هنالك، وأصدر مجلة (البيان)، وفرحنا بها غاية الفرح، ثم أصدر مجلة (السنة) وفرحنا بها كذلك غاية الفرح، وقلنا: هذه هي ضالتنا المنشودة وأثنى بعض إخواننا على مجلة (البيان) وأثنينا عليها قبل وقلنا: إنه لا يوجد لها نظير ولكن شأن الحزبيين أنهم يدعون في البداية إلى الكتاب والسنة حتى يألفهم الناس، وحتى تشتد عضلاتهم، فإذا علموا أن الكلام ليس مؤثرا فيهم أظهروا ما عندهم.

ومجلة (السنة) التي ينبغي أن تسمى مجلة (البدعة) تنفر عن أهل العلم وترميهم بالجمود والعمالة وبعدم فهم الواقع.

والحمد لله ظهرت حقيقة السروريين في قضية الخليج، والفضل في هذا لله عز وجل، أذكر أنني قرأت ذات مرة كلاما فيه مهاجمة للشيخ الألباني لأنه أصدر شريطا بعنوان «لقاء مع سروري» ثم بعد صفحات يثنون على الشيخ ابن باز، وقد عرفت مغزى هذا الثناء حتى لا يقال: إنهم يطعنون في العلماء.

وبعد أيام بعد فتوى الشيخ ابن باز حفظه الله بجواز الصلح مع اليهود، حملوا على الشيخ ابن باز فإذا هي خطة مدبرة للتنفير عن أهل العلم، وتلمح مجلة (البيان) و(السنة) إلى أنه ينبغي أن يرجع إلى السلفيين الذين يفهمون الواقع في اليمن في شأن قضية اليمن.

فأقول: يا مساكين، ما يوم حليمة بسر، ومن الذي يجهل حالة المسلمين، ولكن الشأن كل الشأن في علاج هذا الواقع.

فما يحصل للمسلمين من انهزامات ومن خوف ومن جدب هو بسبب الذنوب، يقول الله تعالى: ﴿وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون﴾(1).

فإذا كنا قد عرفنا الداء، فما هو الدواء، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾(2).

فالذنوب هي التي أذلت المسلمين، والتعامل بالربا وإباحة الزنا في كثير من البلاد الإسلامية، واستيراد القوانين الوضعية من قبل أعداء الإسلام والخضوع لها، وكم يعد العاد... وتبرج وسفور، واختلاط في المدارس والجامعات.

والدواء يكون بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ثم بالرجوع إلى العلماء، يقول الله عز وجل: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(3). فيجب علينا أن نرجع إلى العلماء: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(4).

وترى بعض الناس يحفظ له ثلاثة أو أربعة مواضيع ويقوم بها في المساجد يركض وينطح، ثم يلقبه أصحابه بشيخ الإسلام، فهل هذا هو العلم؟ بل العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتك ركبتك ولا بد أن تصبر على الجوع والعري، وانظر إلى حالة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما صبروا عليه.

وأهل العلم هم الذين يضعون الأشياء في مواضعها، كما تقدم في الآية الكريمة السابقة ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾(5). ويقول عز وجل: ﴿أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب﴾(6).

والمصيبة التي ابتلى بها المسلمون هي جهلهم بدينهم، فمن حفظ له آيات وأحاديث وقام يتكلم بها وخصوصا إذا أعطي فصاحة، قالوا: هذا هو الشيخ.

والحمد لله تتضح الحقيقة كما قيل:

إذا حمل الفصيح فلا تهبه
فتلك الاستعارة مستعارة
ولذ بالعلم والعرفان تلقى
فصاحته انتهت من غير غارة


فيجب علينا أن نزن العلماء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.

والله سبحانه وتعالى عند أن أخبرنا بقصة قارون: ﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون﴾(7).

فيجب أن نرجع إلى أهل العلم وأن نتعلم، كما أتى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليعلم الصحابة كيف يسألون.

ولن أنسى ما قاله عبدالقادر الشيباني الجويهل: سنرسل إلى أبي عبدالرحمن إخوانا يعطيهم جرعات في شهرين ثم نرسلهم إلى مراكز ونحتل الساحة على الإخوان المسلمين. فأقول: في شهرين يستطيع أن يخرج دعاة إلى الله؟

وإذا كان الجهال هم الذين يقودون الدعوات فأبشر بنكسات الدعوات. فلا بد من مجالسة العلماء، والاستفادة منهم، كما فعل علماؤنا المتقدمون، فقد جالس سلمان الفارسي أول عالم، حتى مات، والثاني والثالث، حتى لحق بالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وهكذا أصحاب معاذ -رضي الله عنه- قبل أن يموت قالوا له: إلى من نذهب؟ قال: إلى عبدالله بن مسعود.

ولما طالب أحد الإخوة أحد الحزبيين بطلب العلم، قال: ﴿منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة﴾(8)، يقول إن الله سبحانه وتعالى قال هذا في الصحابة، يعني أنهم قد اعترفوا أنه لا صبر لهم على طلب العلم وعلى الجوع، وأنهم يريدون أن يجاروا الناس في العمران والسيارات وفي الدنيا.

ثم نسمعهم بعد ذلك يقولون: أنتم تطعنون في الجمعيات. فمن قال لك: إننا نطعن في الجمعيات؟ نعم، إننا نطعن في بعض الجمعيات التي اشتملت على حزبيات وعلى ولاء ضيق وعلى لصوصية واختلاس الأموال، فهذه هي التي نطعن فيها وننفر عنها.

فهذه دعوة مبنية على الكذب والتلبيس وستظهر الحقيقة، فقد ظهرت دعوة علي بن الفضل، وظهرت حقيقة دعوة المعتزلة، والشيعة، والصوفية، والذي سيظهر هذا بإذن الله تعالى أهل السنة، فهذه الحزبيات المغلفة هي التي استمالت بعض ضعاف الأنفس(9) الذين يعرفون حقيقتها، استمالتهم بالدرهم والدينار(10).

وبحمد الله فأهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».

فالشيخ ربيع بن هادي حفظه الله بأرض الحرمين ونجد يكشف الحزبيين ويبين ما هم عليه.

والشيخ أبوالحسن بمأرب، والشيخ محمد بن عبدالوهاب بالحديدة، والشيخ محمد الإمام بمعبر، والشيخ قاسم، والأخ محمد الصوملي في جامع الخير في صنعاء.

فأنصح الإخوة -لأن أكثرهم بحمد الله مستفيد- أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة وأن يدعوا إليهما ولا يضيعوا أعمارهم في تمجيد الشيخ فلان، ولو تركهم لقالوا: احذروه هذا من جماعة التكفير أو هو عميل للحكومة. فهذا كلام من لا يخاف الله.

السؤال148: هناك جماعات تدعي أنها سلفية، فنرجو القول الحق والفاصل فيها وهي: جماعة التكفير، وجماعة الجهاد، وجماعة عبدالرحمن عبدالخالق، وجماعة محمود الحداد، فنرجو تبيين ما هم عليه وهل يصدق عليهم اسم السلفية؟

الجواب: السلفية ليست جبة يلبسها إذا أراد، وإذا أراد خلعها خلعها، بل هي التزام بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على فهم السلف الصالح، وبفضل الله قد تكلمنا على جماعة التكفير، وعلى جماعة عبدالرحمن عبدالخالق وبينا ما هو عليه، وهكذا جماعة الجهاد في أشرطة متكاثرة، فلا نحتاج إلى تكرير الكلام. وكذا السرورية تكلمنا عليهم في أجوبة البحرينيين(11)، حتى تعلم حقيقتهم.

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾(12). فالسلفي هو الذي يلتزم بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وليس الذي عنده انتخابات وعنده ولاء وبراء ضيق، وتنفير عن العلماء. والسلفي لا يهاجم إخوانه أهل السنة، ولا يشق عصاهم من أجل دريهمات.

وبعضهم يعرف الحقيقة، ولكن التوسع في الدنيا هو الذي جعلهم ينشقون عن إخوانهم كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال».

خسروا وخابوا، فقد كنا نعدهم للتأليف والتحقيق مثل: عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني، ومحمد المهدي، وعبدالله بن غالب، وعقيل المقطري، الذي جن ويحتاج إلى كية في رأسه، لأنه زارني بعض العامة من إخواننا السلفيين فقال: والله ما عقيل جاهل ولكنها الدنيا.

السؤال149: هناك من يوزع شريطا للشيخ الألباني في سفر وسلمان ويقول: هذا آخر شريط في سفر وسلمان، فماذا ترون في منهج سفر وسلمان، وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: أنا لم أسمع هذا الشريط، وأنصحهما بالرجوع والتوبة إلى الله عز وجل، ونسأل الله أن يتوب عليهما وأن يهديهما للرجوع عما كانا عليه فإنهما ضيعا كثيرا من الشباب، وقد جاءتني رسائل شفوية وخطية أن الشباب بعدما حصل ما حصل لسفر وسلمان رجعوا إلى الكتاب والسنة، فهما داعيان نسأل الله أن يصلحهما.

السؤال150: هل التكلم في الحزبيين أو التحذير منهم يعد حراما؟ وهل هذا الأمر خاص بالعلماء دون طلبة العلم؟ وإن تبين لطلبة العلم الحق في هذا الشخص؟

الجواب: ينبغي أن يسأل أهل العلم عن هذا الأمر، لكن الشخص الذي ينفر عن السنة وعن أهل السنة وعن مجالس أهل العلم؛ يحذر منه، والجرح والتعديل لا بد أن يكون الشخص عارفا بأسبابهما، ولا بد أن يتقي الله سبحانه وتعالى فيما يقول، فإن الأصل في أعراض المسلمين أنها محترمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

لكن المبتدعة لا بأس أن يحذر منهم طالب العلم في حدود ما يعلم بالعدالة ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(13)، ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(14)، ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾(15).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا.

بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(16).

فلا بد من العدالة في الكلام على الحزبيين، ولست أقصد أنك تنظر إلى مبتدع وتذكر ما له من حسنات وسيئات، فالمبتدع ليس أهلا لأن تذكر له حسنات، وليس لنا وقت أن نذكر حسناته.

وقد قلنا قبل إن أصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان مماسح للإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون مماسح للحكومات، وهاتان الجمعيتان مدخل إلى الإخوان المسلمين؛ لأن الشخص يذهب ويدخل مع أصحاب هذه الجمعيات مدة يسيرة ثم يراهم لا علم ولا عمل -أعني عمل حركي في مجال الدعوة ولست أعني أنهم لا يصلون- فيذهب إلى الإخوان المسلمين وخصوصا إذا كانت المادة أكثر مع الإخوان المسلمين، والأماني بالرتب العسكرية، وإدارات المعاهد.

السؤال151: هل الوسائل الدعوية توقيفية على الكتاب والسنة أم هي اجتهادية؟

الجواب: أما الدعوة فالذي يظهر لي أن الدعوة نفسها توقيفية: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾(17)، ويقول: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة﴾(18).

أما الوسائل فلا بأس بها ما لم تخالف الكتاب والسنة، فإذا خالفت الكتاب والسنة فهي تعتبر طاغوتية.

السؤال152: ما حكم التمثيل ومن يقول به بأنه وسيلة مباحة؟

الجواب: أنصح بالرجوع إلى ما كتبه الأخ بكر بن عبدالله أبوزيد، فكتابته كافية وافية.

السؤال153: بماذا تنصح من يتعاطف مع الحزبيين ولا يحذر منهم وهو من إخواننا أهل السنة؟

الجواب: أنصحه أن يستغني بالله، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله» وحرام عليه أن يبيع العلم والدين، فنحن لم نعده أن يكون خادما لأولئك، بل أعددناه ليكون مؤلفا ومحققا وداعيا إلى الله على بصيرة، وهذا الشخص الذي يغض الطرف عنهم يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما﴾(19).

السؤال154: ختاما بماذا تنصح شباب السنة في تهامة؟

الجواب: أنصحهم بالالتفاف حول إخوانهم أهل السنة، فعندهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب أخ محنك خبير بالحزبية، وعندهم الأخ محمد مقبول، وغيرهما من إخواننا المتمسكين بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأنصحهم بالصبر وأن يدرسوا سيرة الصحابة كيف صبروا على الجوع والعري، وعلى المخاوف وعلى الغربة من الأوطان.

وبحمد الله قد وجدنا شبابا بتهامة في غاية من الاستقامة والصبر والتمسك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نحتقر أنفسنا عندهم.

وأنصحهم أن يتركوا الجدل، مع أولئك فليسوا أهلا لأن يجادلوا، كما أنصح الشيخ محمد بن عبدالوهاب ألا يضيع وقته في الجدل معهم، وأنصحه أن يؤلف كتابا في بيان ما هم عليه من البعد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويطبع وينتفع به.

فهؤلاء ليسوا أهلا لأن يجادلوا، فقد جاء رجل إلى الإمام مالك وقال: يا مالك أريد أن تناظرني قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني قال: فإن جاء شخص آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذا يصير ديننا عرضة للتنقل، اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني.

فأنصح الأخ محمد بن عبدالوهاب ألا يبقى مشادا مع هؤلاء فهم ليسوا بشيء، ولا يضرون، فالمسألة مسألة مادة ودنيا، وأنا أعتبر الكلام فيهم رفعة لهم.

وبحمد الله فكتاب «قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد» قد قمعهم، وكتاب «المصارعة» صرعهم من فضل الله. وفي هذه الأيام أرسلت برسالة بعنوان «فضائح ونصائح»(20) فبحمد الله الكتب تريحنا، ونحن مستمرون على دروسنا ما فرطنا في دروسنا، ولا في التأليف، ولا في الدعوة إلى الله عز وجل بل جميع هذه الأمور حاصلة، وهم يركب أحدهم سيارته من صنعاء إلى حضرموت، من أجل أن يدعو إلى جمعية الحكمة أو جمعية الإحسان.

وأما (محمد المهدي) فأخشى عليه من أن يجن، فإنه يعتبر أخسر شخص في جمعية الحكمة لأن أهل إب كانوا مطيعين له ومحبين له، والآن قد تفلتوا عليه، فلم يبق معه إلا مبنى الجمعية، يصعد وينزل فيها. فعظم الله أجر أهل السنة في محمد المهدي(21).

وأنصح إخواني في الله ألا يميلوا إلى الدنيا، فتذهب معلوماتهم وتطمس بصائرهم ثم يزورنا الأخ بعد أيام فأقول له: أعرب يا أخانا: (إنا ههنا قاعدون)، فيقول: والله يا شيخ قد نسيت.

وكنا ذات مرة في جلسة في بيت الشيخ محمد بن سعيد العنسي وكنا مدعوين فقلت: حديث كذا من صحابيه؟ ومن أخرجه؟ وما حاله؟ فجعل بعض أصحاب جمعية الحكمة يلتفت بعضهم إلى بعض فعبدالمجيد الريمي يلتفت إلى أحمد المعلم، وأحمد المعلم يلتفت إلى آخر، ولا يجيب أحد منهم والذي يجيب هم إخواننا الذين كانوا معنا. أما أولئك فهم الشخص منهم أن يحضر موضوعا ويقوم ويلقيه.

فننصحهم بالإقبال على طلب العلم والجد والاجتهاد في تحصيله. وهناك أشرطة تتعلق بهذا الموضوع مثل شريط «نصيحتي لأهل السنة» ومثل «الأجوبة على أسئلة شباب البحرين» ومثل «البراءة من الحزبية»(22).

فأقول: نحن نقول هذا الكلام ونحن نعلم أن الحكومات تشمت وتفرح بهذه الفرقة، لكن والله كما قيل: مكره أخاك لا بطل، فقد أبى هؤلاء أن يحكموا الكتاب والسنة، وأبوا أن يسكتوا عن الدعاة إلى الله، فاضطررنا إلى أن نتكلم وأن نحذر منهم حتى لا يضيعوا الشباب.

فأنصح أصحاب الجمعيتين أن يعتبروا بالإخوان المفلسين، فقد أصبح المجتمع مبغضا للإخوان المسلمين ونافرا عنهم.

وشيء آخر هو معاملتهم السيئة والدعوة إلى الحزبية نفرت كثيرا من الناس عنهم.

فالإخوان المسلمون في مصر انتكسوا وفازوا بكرسي واحد في هذه الانتخابات، والإخوان المسلمون ههنا لعلهم يحصلون على نصف كرسي، لأن أولئك هم الأصل والسادة.

أما أصحاب الجمعية فهم في الباطن يخبرون بعض أفرادهم بجواز الانتخابات والتصويتات وتلك فتوى أحمد بن حسن المعلم موجودة، إذ أفتى بالدخول في الإصلاح والانتخاب لمرشحي الإصلاح.

وهم يرمون أهل السنة بأنهم عملاء للحكومات، فأريد منهم أن يبوحوا في جرائدهم بما يقولونه، وأنا لا أدافع عن الحكومات فرب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما﴾(23).

وأنا أشكو إلى الله من ضياع الوقت، فيأتينا الأخ من إندونيسيا، أو من أمريكا، أو من بريطانيا، وهو يشكو من الحزبيين. ولكنني أبشركم فقد أعطيتهم قسطهم في كتاب «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» وأعطيتهم قسطهم في كتاب «فضائح ونصائح».

كل واحد منهم يذهب يفتش الكتاب من أوله إلى آخره، هل ذكرني أبوعبدالرحمن في الكتاب. وكل هذه المسائل قد أجبنا عليها في أشرطة متقدمة وهي موجودة هنا، وموجودة في (تسجيلات اليقظة) بصنعاء.

ونقول لهم الآن: اتسع الخرق على الراقع، اطلعوا على الكتب التي أخرجت، وعلى الكتب التي ستخرج، ومنهم من يتمنى أنه ما تكلم في أهل السنة، وبلغني عن بعضهم أنه يقول: ما تكلم أبوعبدالرحمن في أحد إلا أحرقه، انظروا فلانا، ويمثل بداعية كبير جدا.

وكما قلت: فالحكومات تفرح بهذا وبالخلاف، ولكن هل لهم أن يرجعوا، فنحن مستعدون أن نسكت عنهم، يرجعون إلى الكتاب والسنة، وليس الرجوع أن يسكتوا عنا ونسكت عنهم بل الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

والحمد لله رب العالمين.

_______________________

(1) سورة النحل، الآية: 112.

(2) سورة النور، الآية: 55.

(3) سورة النساء، الآية: 83.

(4) سورة العنكبوت، الآية: 43.

(5) سورة الروم، الآية: 22.

(6) سورة الرعد، الآية: 19.

(7) سورة القصص، الآية: 79-82.

(8) سورة آل عمران، الآية: 152.

(9) ضعاف الأنفس الذين لا يؤمنون بالقدر، ولا يؤمنون بقول الله عز وجل: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾.

(10) وبعض الدعاة المغفلين في أرض الحرمين ونجد يجاهد -في زعمه- ويجمع لهم الأموال ليحاربوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وينفروا عنها.

(11) مطبوع ضمن «فضائح ونصائح».

(12) سورة النساء، الآية: 123.

(13) سورة الأنعام، الآية: 152.

(14) سورة المائدة، الآية: 8.

(15) سورة النحل، الآية: 90.

(16) سورة النساء، الآية: 135.

(17) سورة النحل، الآية: 125.

(18) سورة يوسف، الآية: 108.

(19) سورة النساء، الآية: 114.

(20) وقد طبعت والحمد لله.

(21) وبعد هذا فقد انسلخ من السنة بل يخشى عليه أن ينسلخ من الدين فقد تدهور تدهورا مشينا، في هذه الأيام حدث خصام بين طرفين فحكم محمد المهدي ومدير الناحية وشخص ثالث يقال له عبدالكريم فحكم المحكمون بذبح أربعة أثوار عند أحد الطرفين، وهذا ذبح لغير الله، الذبح حرام والأكل منه حرام فأف لك يا محمد المهدي.

(22) الأول والثاني مطبوعان مع «فضائح ونصائح»، والأخير مطبوع مع «قمع المعاند».

(23) سورة النساء، الآية: 107.

هذه السرورية فاحذروها

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
12-17-2011, 10:28 PM
السؤال155: وصلني سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنها فرقت جمعهم وشتتت شملهم.

الجواب: إن هذه الجمعية أول من أنكر عليها هم أهل السنة من فضل الله، لأنه يقودها عبدالرحمن بن عبدالخالق، وكان في بدء أمره يدعو إلى الكتاب والسنة ونفع الله به أهل الكويت، وكان بينه وبين الإخوان المسلمين مهاترات، فهو يقدح فيهم وهم يقدحون فيه، ثم ظهرت منه أمور منكرة، وقد اختلط به بعض إخواننا بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ودخلوا بيته فوجدوا فيه التلفزيون، وأنكروا عليه ذلك لما ينشر في التلفزيون من الفساد وما فيه من الصور، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة».

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين».

وأهل العلم ليس لديهم وقت للتلفزيون، فنصحوه أن يخرجه من بيته فتنكر لهم ورماهم بأنهم من جماعة التكفير، وبأنهم خوارج، وقد ظلمهم بهذا، فهم طلبة علم يصيبون ويخطئون، ويجهلون ويعلمون.

وألقى محاضرة ذات مرة وذكر فيها أنه لا يجوز لنا أن نغير المنكر في مصانع الخمر وأن نمنع الناس منها، أي من العمل فيها حتى نأتي ببديل، وإلا فمن أين يأكل العاملون فيها؟ هكذا يقول، فرد عليه الأخ علي جعفان -رحمه الله- وهو حضرمي برسالة قيمة، وقبل أن يرد عليه ذهب إليه مجموعة وقالوا له: أنت أخطأت، فقال: أنا أعترف بخطئي، قالوا: فنريد أن تخبر الجماهير الذين حاضرتهم أنك أخطأت؟ قال: إذا أخبرتهم لا يثقون بي. وهو مخطئ في هذا، بل تزداد ثقتهم به.

ثم ألف كتابا بعنوان: «الولاء والبراء» وهو كتاب رديء لا يؤلفه سني ولا سلفي، يتهجم فيه على طلبة العلم فتارة يتهمهم بأنهم خوارج، وأخرى يتهمهم بالزيغ والجهل.

واتجاههم خير من اتجاه عبدالرحمن بن عبدالخالق بحمد الله، فهم يدعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ونفع الله بدعوتهم بل ملأت الدنيا في مدة ست سنوات، ثم رحلنا إلى اليمن وبعد أن وصلنا إلى اليمن جاءني أناس من الكويت منهم الأخ عبدالله السبت وقالوا: نحن لا نستطيع أن نساعدك إلا إذا كنت مرتبطا بمؤسسة حكومية؟ فقلت لهم: ونحن لا نبيع دعوتنا لأحد، فإن شئتم أن تساعدوا الدعوة بدون شرط ولا قيد فعلتم، وإن كان هناك شروط فيغنينا الله عز وجل عن مساعدتكم.

وأقبح من هذا أنه كانت لهم جلسة مع ضعاف الأنفس ممن يدعون السلفية من اليمنيين وقال الكويتي الذي جمعهم: ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء.

ونقول له: كبرت كلمة تخرج من فيك أيها الجويهل، يقول بعض الحاضرين اليمنيين: لقد قف شعري من هذه المقالة الشنيعة.

ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(2)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾(3)، ويقول سبحانه وتعالى مبينا لمنزلة العلماء وأنهم هم الذين يضعون الأشياء مواضعها عند أن خرج قارون في زينته، قال أهل الدنيا: ﴿ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾(4).

والعلماء هم الذين يدعون الناس على بصيرة: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾(5).

والعلماء هم الذين يدعون إلى الخير: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾(6).

وهم الذين رفع الله شأنهم وأعلى قدرهم: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(7).

وهم الذين قرنهم الله بنفسه وملائكته: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾(8).

وهم الذين يحاربون الفتن، وهم الذين يقفون في وجوه الظلمة، وهم الذين يصبرون على شظف العيش ويجالسون الأمة ويفيدونها، وأنت تزهد يا أيها الجويهل في مجالسة العلماء وفي اتباع أهل العلم، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واتبع سبيل من أناب إلي﴾(9).

ويقول صاحب آل ياسين لقومه: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾(10).

فمنزلة العلماء منزلة رفيعة، شئت أم أبيت، ولما كانت دعوتك مبنية على جمع الأموال، وعلى التلبيس، وعلى أفكار غربية، أصبحت منهارة، وتبرأ منها كثير من الناس ممن هم أعرف الناس بها من الإخوة الكويتيين، ودعوا الشيخ ربيع لإلقاء محاضرة في الكويت فضاقت بأصحاب جمعية إحياء التراث الأرض بما رحبت.

وهم يتلونون فقد رد عليهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، ثم يأتي عبدالرحمن عبدالخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم: رحلوه، هذا لا خير فيه، لرحل.

من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق: هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير﴾(11).

ويقول رب العزة في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون﴾(12).

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾(13).

وعند أن ذكر ولاء المؤمنين للمؤمنين، والكفار للكفار، قال في آخر سورة الأنفال: ﴿إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير﴾(14).

وقد عم الفساد وطم في الكويت، وعبدالرحمن عبدالخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.

وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن، فبعض أهل السنة في اليمن مثل عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني ومن اتبعهما أصبحوا من أتباع محمد سرور، ومثل محمد المهدي وبعض المسئولين في جمعيه الحكمة اليمانية أصبحوا أتباعا لجمعية إحياء التراث، وأنا أظن أن هذه سياسة بينهم من أجل أن يأكلوا بالجانبين من الفم من هاهنا ومن هاهنا، وقد قلت هذا من قبل بدليل اجتماعاتهم.

وهؤلاء اليمنيون الموجودون هاهنا أصبحوا حربا على أهل السنة، ويظاهرون الإخوان المسلمين، بل يؤازرونهم، بل يتمسح بهم الإخوان المسلمون ويستثيرونهم على مشاغلة أهل السنة يظنون أننا سنشتغل بمحمد المهدي، فمن محمد المهدي سفيه من السفهاء، وبحمد الله فقد أعطيناه قسطه في غير ما شريط، ونعرف من الذي يدفعه، إنهم الإخوان المفلسون، وعبدالمجيد الزنداني، وعبدالرحمن عبدالخالق وأصحاب جمعية إحياء التراث.

ونقول لمحمد المهدي: مجلتك مجلة «الفرقة» ما زادت أهل السنة إلا انتصارا، وما زادت دعوتهم إلا انتشارا، من فضل الله، فاكتب ما شئت فأنت سفيه اليوم وغدا وبعد غد، فهو كذاب أشر، ومحترق يحرق غيره فقد أحرق عمار بن ناشر وأصبح لا يجسر أن يرفع رأسه في تعز.

أما عبدالرحيم الشرعبي فماذا أقول وهو الذي يكتب في هذه المجلة، ويدعونا إلى جمع الكلمة مع الإخوان المفلسين، عندي كلمة كبيرة تجلجل في صدري ولا أحب أن ألطمه بها، ولكن إذا كتب فإن شاء الله سنوجهها إليه.

فجمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان، حتى أنهم يسمون أتباع عبدالرحمن عبدالخالق -مثل: محمد هاشم الهدية- بالمصلحيين، فقد باعوا الدعوة بالدينار الكويتي، وقد نصحناهم مرارا وقد انفصلت عنه جماعات، وبقي محمد هاشم الهدية يركض بعد المادة من قطر إلى الكويت، وقد رد علي في ذات مرة ويقول: هاأنا أدافع عنكم. فنقول له: كلامك تطير به الرياح وكيف أنشر لك كلاما وأنت مغمور لا تعرف. فلا تستحق أن نجيب عليك، ولكن عندك ما يكفيك من الشباب السوداني فقد بينوا مخازيك ومخازي أتباع عبدالرحمن عبدالخالق وانفصلوا بحمد الله، وحاربتموهم لأنهم قالوا: إن الاختلاط في المدارس لا يجوز، والانتخابات لا تجوز، وكذلك الدخول في المجالس النيابية لا تجوز.

فقد حاربوهم وفصلوهم وما أخرجوهم من الجنة إلى النار، بل أخرجوهم من الذل إلى العزة ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾(15)، ﴿من كان يريد العزة فلله العزة جميعا﴾(16). فالعزة لله سبحانه وتعالى ليست لمحمد الهدية ولا فلان وفلان.

وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا، فلا بارك الله في عبدالرحمن عبدالخالق، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «أنا فرق بين الناس»، وفي بعضها: «ومحمد فرق بين الناس». فهو يفرق بين الرجل وزوجته، فامرأته تكون كافرة ويتركها، أو الرجل يكون كافرا وامرأته مسلمة، وبين الأخ وأخيه وبين الأب وولده، وبين القريب وقريبه لأنه كفر وإسلام في ذلك الوقت. أما هذا فقد فرق بين أهل السنة وما أظنك إلا عميلا لأمريكا فهي التي تريد أن تفرق كلمة الدعاة إلى الله، بل تبذل أموالا في التفرقة، وهكذا الحكومات الموجودة الآن تحرص كل الحرص على تفرقة كلمة الجماعات وهي تعمل أعمالها.

ولا تنسوا مدحه لصدام وأنه الرجل المؤمن فقد نشروا هذا في الصحف، فالحزبيون ليسوا بموفقين، ولما زحف على الكويت أصبح بعثيا فقد انتقل من مؤمن إلى بعثي، وهو بعثي عند أهل السنة من قبل ومن بعد، فالرجل غير موفق، ودعوته منذ كنا في الجامعة الإسلامية ولها حوالي ستة وعشرون سنة، فأين ثمرة دعوته؛ وأتحدى عبدالرحمن عبدالخالق أن يأتي بطالب واحد من طلبته قد أصبح مرجعا، فإن قال: عندي عبدالرزاق الشايجي، قلنا: هو سفيه من السفهاء يدعو إلى الديمقراطية، ويحارب أهل السنة.

وهذا أمر لمسه بعض الإخوان عند أن كنا في المدينة قال: إن الإخوة الكويتيين لا يعرفون إلا عبدالرحمن عبدالخالق، وقال عبدالرحمن عبدالخالق، وفعل عبدالرحمن عبدالخالق. وعبدالله السبت عند أن أتى إلى اليمن وقلت له: لم لا تجعلون لكم معهدا علميا ودعوتكم لها زمن طويل ولم تنتج طالب علم! فقال: قد أحسسنا بهذا الضعف وقد أصبحنا ندفع طلابنا إلى الجامعات السعودية. وهذا كلام صحيح.

فالحزبيون غير موفقين في دعوتهم بل يعتبرون نكبة على الدعوات، هذا وقد احترق عبدالرحمن عبدالخالق بحمد الله واحترق عملاؤه في اليمن بحمد الله، واحترق محمد سرور الذي كان صاحبنا قبل قضية الخليج وأصبح هو وحفنة من أتباعه يحاربون العلماء، وينفرون عن العلماء، فتارة يطعن هو وأتباعه في الشيخ الألباني وأخرى في الشيخ ابن باز، وأنهما لا يفهمان الواقع. وأما عند التحيل من أجل التزكيات ومن أجل المال فيأتون إلى الشيخ ابن باز ويقولون: فعلنا وفعلنا، وأنا أنصح التجار نصيحة لله أن يتولوا هم توزيع أموالهم لئلا يعينوا على ضرب الدعوة الإسلامية.

وأقول لأخي السني: اصبر فقد أصبحت دعوتهم محترقة في الكويت، لا يدعمها إلا الدينار الكويتي، وكذلك الأموال التي تأتي من بعض التجار من السعودية، وإلا فقد أصبحت محترقة والله المستعان. وننتقل إلى بقية الأسئلة.

السؤال156: ما هو موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين وحزب التحرير! بينوا لنا وجه انحرافهم وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين أنهم يحكمون على منهجهم بأنه منهج مبتدع، وعلى أفرادهم بأنه من كان يعلم بالمنهج ويلتزم به فإنه مبتدع، ومن كان لا يعلم المنهج وهو يظن أنه ينصر الإسلام والمسلمين فيعتبر مخطئا.

وأصل دعوة الإخوان المسلمين دعوة قبورية كما ذكر هذا الأخ الشحي في رسالته «حوار هادئ مع إخواني» وهي رسالة قيمة، فقد ذكر أن حسن البنا كان يطوف بالقبور، وكان يحضر الموالد، وذكر غيره بأن حسن البنا كان يهمه أن يجمع الناس، ويجمع بين المتناقضات يقول في بعض رسائله: دعوتنا سلفية صوفية. وكيف يتأتى هذا! والصوفية بمنأى عن السلفية، وقد قرأت أن سكرتيره الخاص كان نصرانيا، وهناك كتاب طيب بعنوان «التاريخ السري للإخوان المسلمين» لعلي العشماوي أنصح بقراءته.

فدعوة الإخوان المسلمين تعتبر نكبة على الدعوات لأن أكبر أعدائها هم أهل السنة، فهم يتحالفون مع الشيوعي والبعثي والناصري والعلماني والرافضي، ولكن لا يمكن أن يتعاونوا مع السني فهو خطير وقد قال قائلهم: لو أن لي من الأمر شيئا لبدأنا بكم ياأهل السنة قبل الشيوعية. وشاهد ذلك ما حصل لأهل كنر في أفغانستان الشيخ جميل ومن كان معه -رحمه الله-، وأبادوا الدعوة وأفنوها في كنر وذبحوا رجالها.

فدعوة الإخوان المسلمين نكبة على الدعوة، دعوة سياسية فهم يأتون السني بالوجه السني إذا احتاجوا إليه، والبعثي بالوجه البعثي إذا احتاجوا إليه، والشيوعي بالوجه الشيوعي.

والشيء بالشيء يذكر فعند أن كنا في الجامعة الإسلامية يصرخون ويقولون: الشيوعية احتلت البلاد وأنتم تبقون تدرسون هاهنا، ثم إذا قدمتم إلى بلدكم ستؤخذون من المطار. فهم يستغلون الفرص ويستثيرون الناس، ولما جاءت الشيوعية انسدحوا لها وأهلا وسهلا بالأخ علي سالم البيض، وقال الأخ علي سالم البيض كذا وكذا، وأنكروا علي لماذا أقول: إن علي سالم البيض كافر. فهو عندهم في أول الأمر شيوعي ثم بعد ذلك مسلم، وفي وقت الحرب كافر، فهم ليس لهم مبدأ ويمكن أن يتقربوا بالسني إلى الولاة، أما أهل السنة فهم يتحدونهم أن قد شكوهم إلى وال من الولاة، ولكن يردون عليهم في أخطائهم لعل الله أن يهديهم ويرجعوا وبحمد الله فقد رجع كثير من شبابهم.

أما حزب التحرير فهو حزب منحرف ضال يحرف في العقيدة، ويبيح المحرمات ومصافحة النساء، ويهمه الوثوب على السلطة، فهو أخبث من حزب الإخوان المفلسين -وأخبث أفعل تفضيل يدل على المشاركة وزيادة- فيجب أن يبتعد عنه، وقد قيل للنبهاني الذي كان مؤسسه: لماذا لا تعلمون شبابكم القرآن؟ فقال: أنا لا أريد أن أخرج دراويش، وأجاز للمرأة الدخول في الانتخابات.

السؤال160: ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله من جمعية إحياء التراث؟

الجواب: أما الشيخ الألباني فهو متبرئ منها منذ زمن، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء، والحزبيون ملبسون، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هو موثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون: ياشيخ قد حقق الله الخير الكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى إفريقيا -وهم في الحقيقة ذهبوا يفرقون كلمة المسلمين- وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا، والشيخ حفظه الله يصدق، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح له أمرهم سيتبرأ منهم.

السؤال161: الذين كانوا يعتبرون على المنهج الصحيح ثم زاغوا عنه هل يجوز لنا الاستماع إلى أشرطتهم أو قراءة كتبهم المؤلفة قديما وكذا محاضراتهم؟

الجواب: أنا لا أنصح بقراءة كتبهم ولا سماع أشرطتهم، وتعجبني كلمة عظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول فيها: لو أن الله ما أوجد البخاري ومسلما ما ضيع دينه.

فالله سبحانه وتعالى قد حفظ الدين، يقول الله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾(24). فأنصح بالبعد عن كتبهم وأشرطتهم وحضور محاضراتهم وهم محتاجون إلى دعوة، وإلى الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من الذي حصل منهم في قضية الخليج وفي غيرها.

أسئلة البريطانيين من مدينة بارمنغهام
عن جمعية إحياء التراث وحزب التحرير

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
01-16-2012, 04:05 PM
السؤال163: هل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري من العلماء المعتبرين وما حالهما وما هو وجه انحرافهما؟

الجواب: هما ماسونيان أفسدا الشباب بمصر في زمنهما، وبعد زمنهما، وأفسدا كثيرا من الكتاب ومنهم محمد رشيد رضا ولنا رسالة بحمد الله بعنوان «ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية» ولا يتسع الكلام فأحيل على كتاب «منهج المدرسة العقلية في التفسير» وكتاب «جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام» فهما من أئمة الضلال وهما إلى الكفر أقرب.

السؤال164: هل صح أن عبدالله بن الزبير خرج على يزيد بن معاوية وكيف الرد على السروريين المستدلين بهذه القصة؟

الجواب: بيعة يزيد بن معاوية لم تكن مأخوذة عن أهل الحل والعقد، ويعجبني ما قاله بعضهم لمعاوية وقد قال معاوية: ما رأيك في يزيد؟ فقال: إن تكلمت بالحق خفتكم وإن تكلمت بالباطل خفت الله فأنا أسكت ولا أتكلم بشيء.

وممن أنكر هذه البيعة عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وقال: هذه بيعة قيصرية. بمعنى أنهم هم الذين يتوارثون الملك، وأما المسلمون فينصبون خليفة من كان أهلا لذلك، والإمام أحمد -رحمه الله- يقول في يزيد بن معاوية: لا نحبه ولا نسبه. والذهبي يقول: أنه رجل سوء، ولكنه لا يبلغ إلى حد الكفر.

وقد خرج عليه بعض أفاضل الصحابة الذين هم خير من يزيد ألف مرة وليس لهم حجة في خروج عبدالله بن الزبير وخروج الحسين كذلك، فإنه ارتكب كثيرا من المحرمات على أن عدم الخروج والصبر كان أولى.


أسئلة البريطانيين من مدينة بارمنغهام
عن جمعية إحياء التراث وحزب التحرير

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
03-05-2012, 08:35 PM
السؤال167: ما هو الاتجاه السلفي؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فقبل الإجابة على السؤال فإني أنصح الألمانيين بالإسلام فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾(2)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾(3)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين﴾(4).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».

والإسلام بحمد الله ليس كالمسيحية ولا اليهودية، الذين يأتون بتشكيكات: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم﴾(5).

فالإسلام يجمع الأمة على الخير وهو طريق الجنة، فأي يهودي أو نصراني يسمع بدين الإسلام على حقيقته ثم لا يسلم فهو إلى النار.

ولا ينبغي أن نعتذر بما يحصل من المسلمين من سوء معاملة كسرقة وشرب خمر، ونهب إلى غير ذلك، فالعيب في المسلمين لا في الإسلام.

ونرجع إلى السؤال فنقول: إن الاتجاه السلفي، اتجاه إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على فهم السلف الصالح، والمراد بالسلف الصالح هي القرون المفضلة التي جاء ذكرها في حديث عمران بن حصين وعبدالله بن مسعود والمعنى متقارب: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي أقوام يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن».

ويقول الله عز وجل كتابه الكريم: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾(6)، فالصحابة هم رءوس المؤمنين، فاتباع سبيلهم هو النجاة، وقبل هذا كله اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، الذي يقول فيه ربنا عز وجل: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾(7).

وفي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».

وكما في «الصحيحين» من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ومن رغب عن سنتي فليس مني».

فالطريق الصحيح للإسلام هي طريقة السلف، الذين يعبدون الله على بصيرة، ليس فيها جدل المعتزلة، ولا غلو الشيعة والصوفية، بل كتاب وسنة: ﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون﴾(8).

السؤال168: كيف حالة الدين في اليمن بين السنة والشيعة؟

الجواب: الدين في اليمن على أحسن ما يرام، أما دعوة الشيعة بحمد الله قد ماتت، ولم يبق إلا دعوة أهل السنة، لأنها الدعوة الحقة، يقول ربنا عز وجل في شأن اتباع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾(9)، ويقول: ﴿إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم﴾(10).

ثم زاد دعوة الشيعة تلويثا الأفكار الإيرانية، فيأتون بأشياء تكون سببا لتشويه دعوتهم، ومن الأمثلة على هذا أن هناك كتابا يباع اسمه «عيون المعجزات» وفي هذا الكتاب: أن الشمس قالت لعلي: السلام عليك ياأول ياآخر ياظاهر يا باطن يامن هو بكل شيء عليم. وأن رجلا قال لعلي: أشهد أنك تعلم السر وأخفى. وأن علي بن أبي طالب قال لرجل: أما تعلم أني أعلم ما في الأرحام.

ومن هذه التراهات، فازداد الناس منها نفورا، وأقبلوا على دعوة أهل السنة، ومن فضل الله فدعوة أهل السنة هي المقبولة لدى المجتمع اليمني وهي المحبوبة وهي التي يطالب بها المجتمع اليمني بالزيارات والبقاء عندهم، ويقول قائلهم: إذا جئتم لنا بطالب علم فنحن مستعدون أن نقوم بجميع ما يحتاج إليه، ويعلمنا كتاب ربنا وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

وأهل السنة لا يدعون إلى أنفسهم، ولكن يدعون الناس إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ بخلاف الآخرين فإنهم يدعون إلى أنفسهم وإلى تعظيمهم، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبدالله ورسوله»، ويقول: «والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».

مع أن الله تعالى قد أنزل في رفعة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سورا، فسورة الضحى تعتبر تسلية للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكذلك سورة ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ تسلية للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ورفع لمعنوياته. وكذ سورة ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾، رفع لمعنوية النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. ومع ذلك يقول: «والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».

وأولئك سواء أكانوا من الشيعة أم من الصوفية يغلون في أئمتهم، وربما نزلوهم منزلة الخالق وهذا موجود في كتبهم، بل قال بعضهم:

لي خمسة أطفي بهم
نار اللظى والحاطمة
المصطفى والمرتضى
وابناهما والفاطمة


والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول في عرصات القيامة: «نفسي، نفسي، نفسي».

ويقول لابنته فاطمة التي هي بضعة منه: «يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا».

السؤال169: في أي بلد نجد أفضل حال للدين في المجتمع؟

الجواب: أفضل بلد هي اليمن فالدعوة منتشرة فيها، وقد أثنى عليها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بقوله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية». ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان». ويخبر عن أهل اليمن أنهم أرق أفئدة وألين قلوبا.

وهكذا في أرض الحرمين ونجد رجال صالحون محبون للخير ومحبون للدعوة، فهم على خير لكن الحركة الإسلامية ليس لها نظير في اليمن.

السؤال174: ما رأيك في الأحزاب في اليمن؟

الجواب: الأحزاب فتنة فرضتها أمريكا -لا جزاها الله خيرا- وإلا فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(12). ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وإن هذه أمتكم أمة واحدة﴾(13). ويقول أيضا: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾(14). ويقول: ﴿ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾(15).

وفي «الصحيحين» من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وأهل السنة بحمد الله لا يدخلون في هذه الحزبية ويقولون: نحن قد رضينا بالرئيس من دون انتخابات ولكن نطالبه بالاستقامة على الكتاب والسنة وعلى دين الله، ولسنا دعاة فتن، بل أهل السنة بعيدون عن الفتن وسفك الدماء والثورات والانقلابات، والفضل في هذا لله عز وجل.

السؤال175: ما رأيك في الديمقراطية في اليمن؟

الجواب: الديمقراطية كفر، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿إن الحكم إلا لله﴾(16)، ويقول: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾(17). ويقول: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾(18).

ولسنا في حاجة الديمقراطية، بل دين الإسلام سوى بين المسلمين وآخى بينهم، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».

فلسنا محتاجين إلى الديمقراطية، فإن معناها: حكم الشعب نفسه بنفسه، أي: لا كتاب ولا سنة، والله عز وجل قد ضمن الكتاب والسنة من الخطأ، فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في «صحيح مسلم» من حديث جابر: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله»

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم﴾(19).

والديمقراطية هي التصويت بالإباحية، فقد صوتوا في بعض بلاد الكفر أنه يجوز للرجل أن يتزوج بالرجل، فالديمقراطية مسخ، وتجعل الصالح والفاسق سواء، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون﴾(20)، وتجعل المرأة والرجل سواء والله عز وجل يقول: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾(21)، وقال: ﴿تلك إذا قسمة ضيزى﴾(22) لمن نسب إلى الله الإناث، ونزه نفسه منهن.

السؤال176: هل الشورى الإسلامية تشبه الديمقراطية؟

الجواب: الشورى هي أن يجتمع مجموعة من أهل الحل والعقد ومن العلماء ومن ذوي الخبرة والسياسة وهم الذين يديرون أحوال الناس على نهج الكتاب والسنة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(23) فالقصد أنهم يرجعون إلى الكتاب والسنة.

بخلاف الديمقراطيين فإنهم يرجعون إلى الأكثرية والله عز وجل يقول: ﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين﴾(24)، ويقول: ﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله﴾(25)، ويقول: ﴿وقليل من عبادي الشكور﴾(26)، ويقول: ﴿ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾(27).

فالديمقراطية تأخذ بالكثرة، والإسلام يأخذ ويعتبر بالكتاب والسنة وبأهل الحل والعقد يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله﴾(28)، ويقول: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾(29).

السؤال177: من الذي يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

الجواب: الذي يقوم به أهل العلم بأذن من المسئولين، إذا خشي الفتنة، يقول الله تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾(30)، فيقول: ﴿ولتكن منكم﴾ فلم يقل كونوا كلكم.

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾(31).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

والأمور تختلف فبعضها لا يعرفها إلا أهل العلم فينبغي أن ترد إلى أهل العلم بشرط ألا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، فإن أدى المنكر إلى ما هو أنكر منه فإن الأولى هو الترك.

السؤال178: هل العنف مسموح أن يستخدم ضد الذين لا يمشون بالطريق الصحيح؟

الجواب: أما أهل السنة فإنهم الآن ليسوا محتاجين إلى العنف، فالناس مستجيبون لهم غاية الاستجابة، لأنهم لا يدعون إلى أنفسهم ولكن يدعون إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأهل السنة لم يستطيعوا سد ربع بل ربع عشر الفراغ في الدعوة إلى الله، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾(32).

فقد رأينا في بلدنا اليمنية أن الدعوة بالحكمة والموعظة أنفع للإسلام والمسلمين، ورأينا الناس بحمد الله على أحسن ما يرام، فلا ينبغي أن ننفرهم عن هذا الخير، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا».

والذي يستعمل العنف هم الجاهلون كالحزبيين وغيرهم، أما أهل السنة فلا يستعملون العنف، ونتحدى من يقول: إن أهل السنة يستعملون العنف؛ أن يأتي بدليل على ذلك، وإذا كان في مسألة القبور فهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين فقد أمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي بن أبي طالب ألا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ولا صورة إلا طمسها.

لكن الحزبيين هم الذين يستعملون العنف، بل ربما أن بعض مشايخ القبائل إذا خالفه شخص ولم يمش على ما يهوى يرسل له من يقتله، أما أهل السنة فإننا نتحدى من يقول: إننا أرسلنا شخصا يقتل شخصا، أو أننا قد آذينا شخصا من المسلمين، بل ندعو ونعلم والاستجابة على أحسن ما يرام والفضل في هذا لله عز وجل.

السؤال179: من هو المفتي الذي يستطاع أن تنشر فتواه؟

الجواب: هناك مفتون مثل الشيخ ابن باز حفظه الله تعالى، وكذلك الشيخ الألباني حفظه الله، فهما اللذان يأنس طلبة العلم بفتواهما، وليس هناك تحجر -من فضل الله- فإذا ظهر لشخص في مسألة فله أن يفتي بها، والاجتهاد قد يتبعض، ونحمد الله عز وجل فالناس في اليمن واثقون غاية الوثوق بأهل السنة وبفتاواهم.

أما الشيعة والصوفية والحزبيون فقد أصبحوا أمواتا غير أحياء، والفضل في هذا لله؛ ليس هذا بحولنا ولا بقوتنا ولا بشجاعتنا ولا بكثرة مالنا وعلمنا ولا بفصاحتنا ولكن هذا أمر أراده الله سبحانه وتعالى.

السؤال180: من هو الذي يستطيع أن يكفر؟

الجواب: هم أهل العلم الذين يستطيعون أن يحكموا على الشخص بأنه إما مسلم أو كافر، اللهم إلا إذا كان نصرانيا أو يهوديا أو شيوعيا فهذا معلوم لدى المسلمين بأنهم كفار، وقد وجدت جماعة يقال لها: جماعة التكفير وهي موجودة في مصر والسودان واليمن، فهذه الجماعة تكفر المسلمين بالمعصية، ولنا ردود عليهم، وهم مضيق عليهم بالدعوة لا بالسجن والإرهاب، ولكن بالدعوة إلى الكتاب والسنة تبين ضلالهم، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه».

فلا يجوز لمسلم أن يكفر المسلمين.

السؤال181: هل الخروج ضد الحكام مسموح؟

الجواب: الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلى بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه». ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما». وعبادة بن الصامت -رضي الله عنه- يقول: دعانا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان.

فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة فبسببه تسفك الدماء ويضعف المسلمون، حتى لو كان الحاكم كافرا فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته، حتى لا تسفك دماء المسلمين، فإن الله عز وجل يقول: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما﴾(33).

فتاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم، وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لا بد أن يكون بشروط، فإذا كان جاهلا لا بد أن يعلم، وألا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، ولا تسفك دماء المسلمين.

السؤال182: هل لديك مشاكل مع الحكومة اليمنية؟

الجواب: بحمد الله، ليس لدينا أي مشكلة بحال من الأحوال.

السؤال183: كيف تستطيع أن تنشط كفاح المقاتلين في مصر والجزائر وأفغانستان؟

الجواب: نحن لا نشجع القتال في البلاد الإسلامية، بل ننكره وننهى عنه.

السؤال184: ما رأيك في الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين؟

الجواب: أما حركة (حماس) فلن تكون نصرا للإسلام، ففيها الشيعي والإخواني الحزبي، وقد ضحك على الناس كثيرا ياسر عرفات مع أنه كان عميلا لإسرائيل، ثم في النهاية باع فلسطين من خلال هذا الحكم الذاتي، ولو تركت حكومات المسلمين المسلمين فإنهم هم الذين يستطيعون أن يطهروا القدس من اليهود.

أما جماعة حماس فهي جماعة حزبية لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، وتنكر على أهل السنة. ولو حصل لهم نصر لفعلوا كما فعل في أفغانستان يوجه بعضهم إلى بعض المدفع والرشاش، لأنهم ليسوا على قلب واحد.

السؤال185: أنت تكلمت على أفغانستان، فما هو الحل للأفغانيين؟

الجواب: الحل أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة وأن يحكموا العلماء، ولا يحكموا مجلس الأمن كما قاله عبدالمجيد الزنداني في نصح له، وأنا أعتقد أنها عقوبة من الله، لأنهم قاموا على أهل السنة بكنر وأبادوهم، فعليهم بالرجوع إلى الكتاب والسنة وتحكيم العلماء، وأن يبتعدوا عن المادة فهي التي أفسدتهم، فقد كان جهادهم المتقدم مستقيما وعلى خير، فلما أتتهم المادة من هنا وهنا أفسدتهم، وكذلك مسألة الكراسي فلا ينبغي لهم أن يتقاتلوا من أجل الكراسي، لكن يقاتل الشخص لله عز وجل كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل».

جلسة مع الصحفي الألماني

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
05-21-2012, 12:12 AM
السؤال187: الذي نراه أن قيام الأحزاب خطأ، لكن إذا اضطر الإنسان لذلك مثل أن يكون في بلد لا بد من قيام الأحزاب، فلا بأس أن يكون حزبا ضد هذه الأحزاب المخالفة للإسلام، ونحن كما نعلم الحزبيات محرمة ولكن نريد تفصيلا وبرهانا وحجة على ذلك؟

الجواب: قبل هذا أنصح أهل العلم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وألا يفتوا إلا بآية قرآنية أو حديث نبوي، فما ضل المعتزلة إلا بسبب اعتمادهم على الرأي، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾(7)، ويقول أيضا: ﴿ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(8)، ويقول أيضا: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(9).

والفتوى بالرأي وعدم التثبت تعتبر من أكبر الكبائر: ﴿قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾(10).

والمفتي يعتبر موقعا عن الله عز وجل، لأن الناس لا يسألونه عن رأيه، ولكن يسألونه عن كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فواجب عليه أن يتحرى الصواب، وأن يبتعد عن مجاراة المجتمع، فماذا حدث للبنان بسبب الحزبية، وماذا حدث لأفغانستان بسبب الحزبية، وماذا حدث للسودان بسبب الحزبية، ينبغي أن نعتبر، فإن السعيد من اعتبر بغيره، وما جاءت الحزبية في كتاب الله إلا على سبيل الذم: ﴿فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون﴾(11).

والمسلمون كلهم يجب أن يكونوا حزبا واحدا: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(12)، ويقول: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون﴾(13).

وفي بلاد الإسلام والمسلمين يسمح للشيوعي أن يتبجح بشيوعيته ويقول: أنا حزب اشتراكي، ويسمح للبعثي أن يتبجح ببعثيته ويقول: أنا حزب بعثي، ويسمح للناصري أن يتبجح بحزبيته ويقول: أنا حزب ناصري، دع عنك حزب الوفد، وحزب العمل بمصر، ومن هذه الأباطيل.

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب»، ويقول: «أخرجوا اليهود من جزيرة العرب».

فكيف نسمح للشيوعي، والبعثي، والناصري أن يقيم حزبا، ثم بعد ذلك يدلي برأيه، وتوزع الحكومة، فالبعثي له وزارة، والاشتراكي له وزارة، وهكذا الناصري، وفي مصر حزب الوفد والعمل، فهو تخطيط أمريكي ليشتتوا شمل المسلمين، ويضعفوا قواهم.

روى أبوداود في «سننه» من حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة».

وزاد في حديث معاوية وهو في «سنن أبي داود» و«مسند أحمد»: «كلها في النار إلا فرقة»، قالوا: فمن هي يا رسول الله؟ قال: «الجماعة» .

فهل أذن لنا الله بهذا التفرق، وهل كان هناك أحزاب في زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفي زمن الخلفاء الراشدين، وبني أمية، وبني العباس، وزمن الخلافة العثمانية، ولعله حصل في آخر الخلافة العثمانية.

فهذا تقليد لأعداء الإسلام، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لتتبعن سنن من قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».

فالصحيح أن الحزبية تعتبر باطلة، وأنه لا يجوز لمسلم أن يدخل في الحزبية، بل نحن وجميع المسلمين من حزب الله إن شاء الله.

وبعد ذلك ما الذي يتوقع من هذه الحزبيات، كل حزب يؤهل نفسه للوثوب على السلطة، قتل وقتال، وفتن كما هو مشاهد.

فنحن نبرأ إلى الله، ونعوذ بالله من الحزبية، وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فقد أصبح الناس يكرهون هذه الحزبيات، ولا يريدون إلا الكتاب والسنة، ومن دعا إلى الحزبية سقط من أعينهم، وماذا عمل الحزبيون للإسلام؟، الاعتراف بأعداء الإسلام، والمساومة بالإسلام، وهذا هو الذي حدث وحصل.

السؤال188: أرى من الواجب الدخول في الانتخابات، وأنه لا يجوز لأهل الخير أن يتخلوا عنها، لأنهم إذا تخلوا عنها، دخل فيها من لا خير فيه، ولأن وجود أهل الخير في المجالس الحكومية فيه خير، لأنه سيكون لهم رأي يرشدون به في هذه المجالس، فما رأيكم في الانتخابات، وكيف الرد على من يقول بجوازها من الكتاب والسنة، وما الدليل على تحريمها؟

الجواب: يقول رب العزة في كتابه الكريم: ﴿أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون﴾(14).

والعالم الفاضل، والخمار، والشيوعي، صوتهم واحد، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾(15)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار﴾(16)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾(17).

فصاحب الفضيلة صوته كصوت المرأة الفاجرة، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿تلك إذا قسمة ضيزى﴾(18) حين جعلوا الملائكة بنات الله، ولهم أنفسهم الذكران.

وهل كانت الانتخابات على عهد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو على عهد أبي بكر وعمر، أم الدولة الأموية والعباسية، وهكذا.

وقد انتهى ببعضهم الحال في التصويت في بلاد الكفر على إباحة اللواط، وأن يتزوج الرجل بالرجل، وعلى إباحة الخمر، والبنوك الربوية. وكل شيء يمكن أن يجري تحت التصويتات والانتخابات، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾(19).

فأنت مطالب بالاستقامة، والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿فاستقم كما أمرت﴾(20)، ويقول أيضا: ﴿فاستقيموا إليه﴾(21).

فنحن مأمورون بالاستقامة على الكتاب والسنة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا﴾(22).

وما هي عاقبة الانتخابات في أفغانستان؟ وما هي ثمرات الانتخابات في كثير من البلاد الإسلامية؟ وأعظم من هذا أن الانتخابات وسيلة إلى الديمقراطية، وهذا الكلام ليس موجها إلى إخواننا السودانيين، فلا يطالبني أحد بالكلام بعد أيام على الانتخابات، فإنني قد تعبت وتكلمت على الانتخابات في كتاب «المصارعة» وفي «فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار» وفي «قمع المعاند»، وفي «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» وكلها مطبوعة بحمد الله.

فلعل الإخوة السودانيين لم تبلغهم الكتب والأشرطة، أما أن تأتي الانتخابات في اليمن ثم يقول القائل: نحن نريد أن تتكلم في الانتخابات؟ فأقول له:

غزلت لهم غزلا نسيجا فلم أر لغزلي نساجا فكسرت مغزلي

وأهل السنة بحمد الله يطالبون المسئول أن يكون مسلما، لا يؤمن بديمقراطية، ويصلي، ونحن لا نريد أن نأتي بغيره، نريد حاكما مسلما. ونقول للمسئولين: أصلحوا شأنكم واستقيموا، ونحن لا نريد كراسيكم، بل استقيموا على الكتاب والسنة.

وأقول: يجب على المستفتي ألا يكون حاطب ليل تقول: قد قال الشيخ فلان كذا، وقال الشيخ فلان كذا، بل تتثبت من دينك، فقد كان الرجل يأتي إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويسأله ويقول له: يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك.

ولو كنا مقلدين لقلدنا أبا بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وأحمد بن حنبل، فإنهم أجل في نفوسنا من عالم عصري.

وأريد من الأخ المستفتي أن يكون متثبتا من دينه، وتسأل هذا وهذا عن الدليل، وإذا رأيت الشيخ يغضب ويقول: أنت لا تثق بكلامي، كما كان يفعل علوي مالكي إذا جاءه أحد وسأله عن الدليل، قال: أنت مذهب خامس، قم من عندي، فقم من عنده، واسأل غيره. فالعالم يصيب ويخطئ، ويجهل ويعلم، وربما يجامل المجتمع ويهاب المجتمع، فما أكثر العلماء في اليمن الذين يعرفون أننا على حق ويغبطوننا على ما نحن عليه، ومع هذا فإذا طلب منهم التصويت ذهبوا وهم كارهون، وهم علماء أفاضل جزاهم الله خيرا، وربما نتكلم عليهم بكلام قاس، ولا يدخل في نفوسهم، ولا يغضبون لأنهم يعرفون أن الدافع هو الدين.

أما أصحاب الرد فهم أصحاب الحزبية المعقدة، الذي لو أتيته بآية وحديث يقول لك: هو حزب عالمي لا يستطيع الفرد أن يتصرف فيه.

فأقول: وهل أنت مربوط مع هذا الحزب، أم ستسأل في قبرك وحدك. فأحذر الأخوة عن التقليد، وقد تكلمنا عليه قبل، وكذلك التقليد لعالم عصري، اسأله عن الدليل، واسأل عالما غيره وغيره، كما فعل سلمان الفارسي ينتقل من بلدة إلى بلدة، ومن شخص إلى شخص حتى انتهى به الحال لما علم الله صدق نيته أن صار من أصحاب محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

السؤال189: ما الفرق بين اختيار الإمام أعني إمام المسلمين، وانتخابات هذه الأيام، لأن بعض الناس يلبس على الناس، وعلى طلبة العلم، بأنه لا فرق؟

الجواب: إمام المسلمين إما أن يأخذها بالغلبة، وإما أن يجتمع أهل الحل والعقد ولو اثنان -كما في الستة أصحاب الشورى- ويبايعونه على ذلك ثم يبايعه الناس، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(23)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾(24)، ويقول: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾(25).

وأهل الحل والعقد هم العلماء الأفاضل، وكذلك ممن له معرفة بالسياسة يشارك في الاختيار، ولا بأس إن كانوا مجموعة قدر عشرين شخصا أو أقل أو أكثر، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اقتصر على ستة وهو الأولى، ولا يكون من باب الانتخابات فقد جاءتنا من قبل أعداء الإسلام، وهي وسيلة من وسائل الديمقراطية.

السؤال190: وقال أيضا في دخول الداعية في التلفاز -وهذا شبيه بالسؤال الذي ذكرته في الانتخابات-: «أرى أن يدخل أهل الخير فيه، ولا بد أن يدخل أهل الخير وتكون لهم برامج معينة»، والداعية الذي يظهر في المسلسلات سيقول يوما من الأيام: إن المسلسلات حرام، فما هو الضابط في دخول الداعية في التلفاز أم هو محرم مطلقا؟

الجواب: هل يستطيع الشخص أن يقول ما يريد في التلفزيون أم لو قلت كلاما يخالف أهواء أصحاب السياسة لما أذاعوا به، ولا نشروه، فالمسألة ليست مسألة استحسان ولا رأي، فالتلفزيون فيه الصور والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة».

والتلفزيون فيه النظر إلى النساء، والنساء إلى الرجال، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه».

والبركة من الله عز وجل، فرب كلمة تقال في مجلس صغير ينفع الله بها العباد والبلاد، فما تنتشر حتى تصل إلى أمريكا، وإلى بريطانيا وغيرها، ورب كلمة ترددها وسائل الإعلام مرارا، وفي النهاية تصبح (فسوة سوق) ليس لها ثمرة، ولا يستفاد منها.

فنحن مأمورون بالاستقامة، وألا نرتكب المعاصي من أجل إصلاح غيرنا: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾(26).

فلماذا لا يمكنونه من الإذاعة، ويتكلم بالذي يتكلم به في التلفزيون، وآسف على بعض العلماء الذين يجارون المجتمع ويجرون بعده، فالحلال ما أحله المجتمع، والحرام ما حرمه المجتمع، فيجب على العلماء ألا يتركوا العلم للجهل، والسنة للبدعة.

السؤال191: يستدل بعض الناس على الانتخابات بفعل عبدالرحمن بن عوف في اختيارهم عثمان فما الجواب على ذلك؟

الجواب: أفاضل الصحابة أسند إليهم عمر هذا الكلام، واختاروا وتحروا في اختيارهم عثمان -رضي الله عنه-، فهل كان بينهم خمار، أو شيوعي، أو بعثي، أو امرأة فويسقة تمثل قومها، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».

فهذا يعتبر تقليدا لأعداء الإسلام، ورحم الله أبا محمد بن حزم إذ يقول: المقلد كالغريق يتشبث بأي شيء يستطيع أن يتمسك به.

السؤال192: يقول بعض الناس: لا بأس بدخول المرء في الانتخابات لكي يكون قائدا في مجتمعه، له سلطة وله أمر ونهي، وعليه أن يغض الطرف وأن يبتعد عن الجلوس مع المرأة، فما هو ضابط الضرورة في الدخول وما هي الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء في شأن الاختلاط، ومن هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها، وما هي أضرار الاختلاط؟

الجواب: أما شأن طلابنا المختلطين مع النساء فكما قيل:

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

وقد سألني طالب من طلبة جامعة صنعاء: ماذا يعمل الشخص إذا أمنى؟ فظننت أنه لا يفرق بين المني والمذي، فقلت: لعله إذا أمذى؟ قال: لا والله إذا أمنى، فقلت له: كيف ذاك؟ قال: يحصل اصطدام في الدرج مع النساء.

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».

والله عز وجل يقول في شأن نساء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفي شأن الصحابة الذين هم أطهر قلوبا من قلوبنا: ﴿وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾(27).

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». ويقول أيضا: «فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».

فأقول: من أوجب عليها أن تخرج إلى الجامعة، وإلى المدرسة، وسلامة القلب لا يعادلها شيء، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».

وأخبرت أن فتيات أنصار السنة في السودان، وينبغي أن يقال: أنصار الدنيا والمال، يذهبن إلى الشيوعي يدعينه إلى أن يدخل في حزب جماعة أنصار السنة، وإلى البعثي، وإلى غيرهما من الضائعين.

والمرأة ليست معصومة فربما تفتن به أو يفتن بها، ولقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبدؤها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور جاء بالضرر


أما أصحاب جماعة أنصار السنة فقد أصبحوا جماعة أنصار المال.

فأنصح أخواني في الله أهل السنة بالسودان أن يبتعدوا عن المدارس والجامعات التي فيها اختلاط، فإنها تعتبر فتنة، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «استفت قلبك وإن أفتاك المفتون».

وإذا كان سعيد بن المسيب يقول: لو ائتمنت على كذا وكذا من الذهب لوجدت نفسي عليه أمينا ولو ائتمنت على جارية سوداء، لما وجدت نفسي عليها أمينا.

يقول بعض السلف: لا تخلون بامرأة ولو أن تعلمها القرآن.

وقال الترابي -ترب الله وجهه وقطع الله دابره- وبعض المتحذلقين: إن المتمسكين بالكتاب والسنة يحسون هذا الإحساس لأنهم لا يختلطون بالنساء، فإنهم لو اختلطوا بالنساء فسيزول هذا الإحساس.

فنقول: نعم لأنها قد ماتت قلوبهم: ما لجرح بميت إيلام.

والرجل يمكث مع امرأته قدر خمسين سنة، فهل زال ذلك الإحساس؟ فأف لهذه التلبيسات.

وأما ما هو ضابط الدخول للضرورة في هذه الجامعات المختلطة؟ فليست هناك ضرورة، فهل السيف على رقبة الشخص، أو أنه إذا لم يدخل الجامعات، زج به في السجن حتى يخاف على نفسه، أو ماله، أو عرضه، أن يحل به ما لا يتحمله.

وأما من هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها فهي المرأة التي تحرم عليك على التأبيد، ويستثنى الملاعنة فإنها تحرم عليك على التأبيد، ولا يجوز لك أن تختلي بها.

أسئلة الشباب السوداني
كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
01-07-2013, 06:11 PM
السؤال193: ما هي أقوال أهل العلم في شأن الإزار، وما هو موضع الاختلاف، وعلى ماذا يحمل وجه الاختلاف، وما حال حديث: التقصير بأربع أصابع تحت الركبة؟

الجواب: الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إزرة المؤمن إلى وسط الساق». فالأحسن أن يكون إلى وسط الساق، ولو ارتقع إلى تحت الركبة فلا نستطيع أن ننكر عليه، وأما الحديث الذي ورد في السؤال فالذي يظهر لي أنه ليس بصحيح، وإذا كان الثوب كذلك إلى فوق الكعبين، أو إلى الكعبين، فلا نستطيع أن ننكر عليه، لكن الأفضل أن يكون إلى وسط الساق للحديث الذي ذكرناه: «إزرة المؤمن إلى وسط الساق».

السؤال194: ما هي الطريقة المثلى في الدعوة إلى التوحيد، وما هو ضابط المفسدة في الدعوة إليه وهل الدعوة إلى التوحيد قائمة إلى يوم الدين؟

الجواب: أما الطريقة المثلى فهي التعليم، والاهتمام بالدعوة إلى التوحيد فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لما أرسل معاذا إلى اليمن قال: «إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله».

وهذه المفسدة إن كانت متحققة أو مظنونة ظنا راجحا، فنعم، لكن نخشى أن تكون من باب الأوهام، ومن باب قول الله عز وجل: ﴿إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين﴾(28)، أي: يخوفكم أولياءه.

فإذا كانت المفسدة متحققة ومؤكدة، فيتأنى في الأمر، ويبدأ بالتعليم مع النية أنه إذا تمكن الشخص، فسيزيل هذه المنكرات.

وبحمد الله فإخواننا أهل عدن حفظهم الله، عند أن قاموا بتخريب القبور، نصروا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، واتضحت حقائق لأناس من أصحاب الحزبيات المغلفة، كأصحاب جمعية الحكمة، وجمعية الإحسان الذين تبرموا وتبرءوا من هذا.

فأقول: لا بد من فتنة وابتلاء، يقول الله عز وجل: ﴿ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾(29).

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾(30).

السؤال195: نرجو من فضيلتكم، تنبيه الإخوة السودانيين على الشريط الذي أخرجته في حسن الترابي الضال، لأن أكثر السودانيين مغترين به، فهو داعية ضلالة، يجب تبيين حاله؟

الجواب: من فضل الله أنه منذ قدم إلى اليمن، واطلعنا على بعض كتبه، وبعض النشرات التي تنشر عنه، ونحن نحذر منه، بل ندعوه إلى أن يجدد إسلامه، والآن تحقق وسألنا أخونا (أبوالمغيرة اللبناني) حفظه الله، وأبان بعض المسائل الكفرية التي صدرت من الترابي.

وأقول: إن كثيرا من الإخوة السودانيين أصحاب عاطفة، وأريد منهم أن يعرضوا أقوال الترابي وردود أهل العلم على كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهذا لأهل الخير والصلاح، أما الحزبي فلو جئته بكل آية.

وقد انزلق بعض الناس من أرض الحرمين ونجد واغتروا به، يقول أحدهم: يعجبني ذكاؤه. فأقول له: وإبليس ذكي، فإن عنده من الذكاء أكثر مما عند حسن الترابي، وكذلك ابن الراوندي، والفارابي، وابن سيناء، فعندهم ذكاء أكثر من الترابي، فلا تغتر يا عبدالله بالذكاء، وتنسى مطاعن الترابي في الدين.

وأنصح الإخوة السودانيين بقراءة ردود أهل العلم على ذلك الضال المضل.

السؤال196: ختاما، جزاكم الله خيرا على هذه الردود النافعة، والإجابات الراشدة، ولكن ما هي نصيحتكم للشباب السوداني، وكيف يتعاملون مع أنصار السنة، الذين حق لهم أن يسموا أنصار البدعة؟ وما هي نصيحتكم لهم في كيفية طلب العلم؟ وعند من يطلبونه؟

الجواب: أنصحهم أن يطلبوا العلم، وأن يبتعدوا عن جماعة أنصار السنة، فقد أصبحوا دعاة بدعة، ودعاة مادة، وأما طلب العلم فأتمنى أن الله يوفق أخا من إخواننا يذهب إلى هناك ويستفيد منه إخواننا السودانيون ولو مدة ثلاثة أشهر، يعلمهم كيف يستفيدون من كتب السنة، وأخبرت أن الأخ حسين عشيش مستفيد فليستفيدوا منه، وإذا استطاعوا أن يرحلوا إلى أهل العلم، فليرحلوا مثل الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، وإياكم إياكم من القرب من الحزبيين فان علمهم ليس فيه بركة، لأنهم ليسوا مخلصين فهمهم أن يجمعوا الناس عندهم، وأن يقربوا الناس إليهم إذا حصلت انتخابات، أما أنت أيها السني فهمك أن تعلم الناس كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولست تدعوهم إلى تقليدك واتباعك، بل تقول لهم: نحن وأنتم نتبع كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ولا أستطيع أن أفي بما يحتاج إليه الإخوة، ولكنني أنصحهم أن يقبلوا على حفظ القرآن، وعلى الاستفادة من كتب السنة، وعلى الرحلة إن تيسرت لهم إلى أهل العلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أسئلة الشباب السوداني

البلوشي
03-18-2013, 11:18 PM
السؤال207: نرجو منكم أن تبينوا لنا شيئا مما بلغته الدعوة في اليمن، فهي مجهولة عندنا في فرنسا، وإن أمكن أن ترسلوا لنا شيئا من أشرطتكم، أو كتبكم وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: أما دعوة أهل السنة فمن فضل الله الناس مستجيبون لها غاية الاستجابة في جميع البلاد اليمنية، وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: «الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان».

ويقول أيضا: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا»، قالوا: وفي نجدنا قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا»، قالوا: وفي نجدنا، قال: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان».

فبحمد الله توجد مراكز علمية من أبنائها من يحفظ القرآن، ومنهم من حفظ «صحيح البخاري» بعد الانتهاء من حفظ القرآن، ومنهم من حفظ «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان»، ومنهم من حفظ «بلوغ المرام»، ومنهم من حفظ «رياض الصالحين»، فالناس مستريحون لها لأن القائمين عليها طريقتهم في هذا -ولا نزكي على الله أحدا- هي طريقة الأنبياء: ﴿قل ما سألتكم من أجر فهو لكم﴾(22). ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا﴾(23). ويقول: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾(24).

فهي طريقة الأنبياء، يؤدون واجبا أوجبه الله عليهم، فلا يدعون الناس لأجل أن ينتخبوهم كما يفعل الحزبيون يقولون: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾(25)، ثم يقولون: فننصحكم أن تختاروا الرجل الصالح، وأنصحكم أن تختاروني. وهذا الرجل الصالح المسكين هو الذي يدعو إلى الطاغوتية.

ولا يدعون الناس بعد انتهاء الدعوة والمحاضرة ويفرشون العمائم ويقولون: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا﴾(26). وقد أخبرني من أتى من أمريكا أن محمدا المهدي وعقيلا المقطري يقولان: «أنا وكافل اليتيم كهاتين»، ويستدلون كذلك بالآيات المتقدمة.

فهذه دعوة شحاذة، لكن دعوة أهل السنة لو أكلوا التراب، ويصبرون على التمر والماء، إن وجد التمر، أو يصبر على كسر الخبز، ويخرج ويدعو إلى الله سبحانه وتعالى. فالناس يثقون بدعوة أهل السنة غاية الوثوق.

السؤال208: ما هي نصيحتكم للأخوة المسلمين في فرنسا سواء الذين يستطيعون الهجرة والذين لا يستطيعون؟

الجواب: أنصحهم بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهي وصية الله لعباده: ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله﴾(27).

وتقوى الله امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ثم أنصحهم بالإخلاص لوجه الله عز وجل: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾(28). ويقول: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾(29).

وفي «الصحيحين» عن جندب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به». وفي «صحيح مسلم» أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه».

فأنصحهم بإخلاص العمل لله عز وجل ثم بمتابعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾(30).

كما ننصحهم بطلب العلم واقتناء الكتب النافعة مثل: «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» و «مسند الإمام أحمد» و «جامع الترمذي» و «سنن أبي داود» و «سنن النسائي» و «سنن ابن ماجة» وكذلك مراسلة أهل العلم، وأن يحذروا كل الحذر من الحزبيين، فإن الحزبي لا يدعوك لوجه الله بل لأجل أن تصوت له. كما ننصحهم أن يحذروا من أصحاب الجمعيات الشحاذين، الذين لا يأتون إلا من أجل جمع الأموال.

فعليهم بالجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع وفي حفظ القرآن يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

ويقول: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» مع الفهم: ﴿أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها﴾(31) فلا بد من الفهم.

وكما قلنا قبل مكاتبة كبار العلماء مثل الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ومن كان على شاكلتهما مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ أبي الحسن في اليمن، وكثير من إخواننا الأفاضل حفظهم الله.

فعليهم أن يتصلوا بأهل العلم وإن يسألوهم، ولا يأتيهم شخص همه هو أن يجذب الناس فيحدثهم عن الجهاد في سبيل الله، فأقول: إن الجهاد في سبيل الله يعتبر من أسمى شعائر الإسلام، ولا يقوم دين إلا بجهاد في سبيل الله لكن المجتمع الذي استولت عليه أمريكا لن تتركه يجاهد في سبيل الله، أو الذي استعبده الدرهم والدينار لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله، أو المجتمع الذي يهمه نفسه وأن يحصل الشخص فيه على بيت وزوجة وسيارة لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله.

وإذا درسنا سيرة الصحابة وجدناهم صبروا على العري، وعلى الجوع، وعلى المرض وعلى مفارقة الأوطان، وعلى فراق الأحبة بمكة، فهل بلغنا عشر ما بلغوه، فإذا بلغنا الربع فنحن رجال ونستطيع أن نجاهد، أما أن يأتي لنا مثل حسن الترابي ترب الله وجهه ويدعونا إلى الجهاد، أو ضائع مائع من الإخوان المسلمين ويدعونا إلى الجهاد.

فلا بد في الجهاد من إخلاص لوجه الله عز وجل، ومن استقامة، فقد هزم الصحابة في غزوة حنين بسبب أن أعجب بعضهم بكثرتهم: ﴿ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين﴾(32).

وهزموا في أحد بسبب معصية: ﴿إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا﴾(33). ويقول تعالى: ﴿ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم﴾(34).

فإذا كان هذا الأمر يحصل للصحابة، فما ظنك بشخص دجال يكذب على المسلمين، لا يهمه الجهاد في سبيل الله، بل همه أن يختلس أموال المسلمين، وربما همه أن يوضع علماني ينفذ لأمريكا مخططاتها، فربما يكون الحاكم الموجود لا ينفذ لها جميع مخططاتها، فهي تريد أن تأتي بابن بار لها. فإذا كانت أمريكا هي التي تسير الجهاد فينبغي أن نصون دماء المسلمين، وإذا كان لدينا استغناء عن أمريكا فلنفعل.

وبحمد الله قد ألفت الكتب وتكلم أهل العلم على فضل الجهاد، وأنه لا عز للمسلمين إلا بالجهاد لكن كيف يستطيع إخواننا الفرنسيون أن يميزوا بين أهل الحق والباطل؟ بواسطة العلم فلا يأتي صوفي أو شيعي، أو شخص من الإخوان المفلسين، أو شخص من الشحاذين أصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان، أو محمد الهدية السوداني، أو غيرهم، فتستطيع أن تميز إذا عرفت عقائد السلف مثل: «العقيدة الواسطية» لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومثل: «القول المفيد» لأخينا محمد بن عبدالوهاب العبدلي اليمني حفظه الله، ومثل: «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» لبعض أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

فلا بد أن يكون عندك ميزان تزن به الناس والدعاة إلى الله. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغ المؤمنون مرارا.

فننصح من استطاع من إخواننا الفرنسيين أن يهب نفسه لله عز وجل ويتعلم حتى يصبح مبرزا في العلم حتى يستطيع إفادة إخوانه هناك.

وعليهم أن يحذروا من الصوفية، فربما تصلي خلف الصوفي وهو يدبر لك المكائد، فإنهم يبغضون السلفيين. وكذلك الشيعي، فسيأتونهم رافضة من إيران ويقولون: إسلام إسلام، وهم مستعبدون لأمريكا، وعندهم عقيدة خبيثة، فمنهم من يعتقد أن قرآننا ناقص وأكثرهم يسب الصحابة، وعندهم الكثير من العقائد الخبيثة.

وإذا حذرتم من المبتدعة ومن الحزبيين فسيقولون: أنتم تغتابون الناس، فقولوا لهم: يا أيها المغفلون هل شعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، والبخاري وأبوحاتم، وأبوزرعة فهؤلاء هم من أئمة الحديث -بل لو قال قائل: إنهم أئمة الحديث، لما أبعد عن الصواب- يغتابون الناس؟. أم أنهم يعلمون أنهم مجروحون فيقولون: لا يجوز الكلام في الناس، وأقول: نعم لا تغتب المسلمين، لكن الدين النصيحة، إذا عرفت أنهم لا يعرفون أن هذا صوفي، فتبين حاله بأنه صوفي، أو عرفت بأنهم لا يعرفون بأن هذا حزبي، فتبين حاله بأن هذا حزبي، أو عرفت بأنه ركب الطائرة وذهب إلى فرنسا ليختلس أموال المسلمين، فتقول: هذا ما جاء من أجل مصلحتنا، بل جاء من أجل الدرهم والدينار.

فالدين النصيحة، وأئمة أهل السنة قد أجمعوا على جواز الجرح والتعديل، فموتوا أيها المفلسون، والسروريون، ويا أصحاب الجمعيات، موتوا بغيظكم، وبحمد الله فأشرطة الجرح والتعديل قد وصلت إلى أمريكا وأنتم تعلمون ذلك ووصلت إلى أقصى بلاد الله.

فأنصح الإخوة أن يكونوا على حذر حتى يعرفوا عقيدته وأنه من أهل السنة.

السؤال209: هل هناك أحد من الدعاة في السعودية تابع محمد سرور على نهجه؟

الجواب: وجد من يتابعه بكثرة، وأيدوا فكرته الخاطئة أنه لا يجوز الاستعانة بأمريكا على رد المعتدي صدام البعثي، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».

فهناك من تابعه على فكرته وتأثر بها، مثل سلمان العودة، وكذلك سفر الحوالي، لكن سفرا أقل تأثرا بها، ولو جالس سفرا إخوان صالحون فما أظنه إلا سيرجع، أما سلمان فقد خبط خبط عشواء، وفي اليمن أيضا تابعه بعض المخذولين من أصحاب جمعية الإحسان.

السؤال210: بعض الناس ينصح الإخوة الغرباء بالدراسة في كلية الإيمان لأجل الحصول على الإقامة؟

الجواب: أنا لا أنصح بهذا، لأنه سيأتيك عبدالكريم زيدان، حالق اللحية، لابس الكرفتة والبنطلون ولا تميز بينه وبين النصراني(35)، وهكذا آخرون من أمثال عبدالكريم زيدان، وأناس من أصحاب السنة انحرفوا كعبدالله الحاشدي فأنا لا أنصح بالالتحاق بهذه الكلية.

وأنا أعجب كثيرا، فكلية الإيمان لا بأس بالدراسة فيها ويعطى الطالب إقامة، وأما دار الحديث بدماج فلا يسمحون إلا لمن أذنت له سفارته. ولكننا سنصبر ويبارك الله في الموجودين.

وبهذا نكتفي ونحن وإخواننا في مسجد السنة بدماج نحو السبعمائة إلى الثمانمائة بحمد الله ويقرئون إخوانهم في فرنسا السلام، وينصحونهم بدراسة كتب السلف، وبالحذر من الحزبيين والمبتدعة، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.

أجوبة الأسئلة الفرنسية
: تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

البلوشي
06-17-2013, 01:14 AM
السؤال236: ما هو الدليل على تقسيم الجن إلى سلفيين وغير سلفيين؟
الجواب: الذي هو موجود في الأنس هو موجود في الجن، فالأشخاص الذين بهم مس يتكلمون بهذا فربما يقولون: نحن من أهل السنة.
السؤال249: ما هي نوعية إنكار المنكر؟
الجواب: إنكار المنكر ممكن أن يكون باللّكم وممكن أن يكون بالعصا، وممكن أن يكون بأشياء توجع.
وأما مسألة التفجيرات فلسنا ندعو إلى هذا، وكذلك أيضًا مسألة إطلاق الرصاص، لكن كما قلت لكم إن أصحاب المعاصي أذلاء كما قال الله عز وجل: {إنّ الّذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلّين637}.
السؤال250: أنت قلت الخمر والزنا لا يجوز في بلاد المسلمين مفهوم المخالفة أنه يجوز في غير بلاد المسلمين؟
الجواب: النصارى دينهم يبيحه لهم واليهود أيضًا، لكن يشربون في بيوتهم لا يتباهون به أمام الناس بارك الله فيك.
?????
وبعد هذا نختتم هذا الشريط بنصيحة للشعوب الإسلامية، فإن الدائرة في النهاية تكون على رءوسهم، ونحن معشر المسلمين عند أن فرطنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود كثرت الفتن، وأصبح كثير من المسلمين حيارى، وتسلط على المسلمين من لا يخاف الله فيهم، والسبب في هذا أن المسلمين كل ما جاءهم من قبل أعداء الإسلام قبلوه، وكأنه ليس عندهم كتاب من حكيم حميد ولا عندهم سنة من رسول اصطفاه الله سبحانه وتعالى، من أجل هذا سلط الله على المسلمين من لا يرحمهم.
روى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيّها النّاس إنّكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها {عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم638} وإنّا سمعنا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثمّ يقدرون على أن يغيّروا ثمّ لا يغيّروا إلاّ يوشك أن يعمّهم الله منه بعقاب)).
وروى البخاري في "صحيحه" من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مثل القائم على حدود الله أي: المواجه لها والمبتعد عنها والواقع فيها أي: الّذي يقع فيما حرمه الله كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)). ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون ? فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون ? فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون ? فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين?639}.
هذا حال الشعوب التي تتقبل من أعداء الإسلام كل ما أتوا به: تبرج وسفور، ديمقراطية، انتخابات، مظاهرات، بنوك ربوية.
فهي ذنوبنا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظًّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم الله بما كانوا يصنعون640}. العداوة موجودة بين الحكام أنفسهم، وبين الشعوب أنفسهم، وبين الدعوات أنفسها، وبين القبائل أنفسهم.
العداوة وسفك الدماء التي يقول فيها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ثمّ قال: لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض?)).
القتيل في بلد المسلمين لا يبالى به، والقتيل من أعداء المسملين سواء كان في بلدهم أم في بلاد المسلمين تنعق الإذاعات ويناشدون مجلس الخوف، وكما قيل:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
هذا جزاء من رضي بالتحاكم إلى أعدائه، يا سبحان الله تتحاكم إلى خصمك، عند أن كان بيننا وبين الشيعة خصام قالوا: الحاكم في هذه القضية سيدي علي العجري، قلت: مالي ولسيد علي العجري، قالوا: سيدي مجد الدين وهو شيخك. قلت أيضًا كذلك.
أنت تتخاصم إلى خصمك! قضية تحدث وتذهب إلى مجلس الأمن أو تذهب إلى الأمم المتحدة أين عقول المسلمين؟!! رب العزة يقول في كتابه الكريم: {أفحكم الجاهليّة يبْغون ومنْ أحْسن من الله حكمًا لقوْم يوقنون641} ويقول: {ومن لم يحْكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون642}.
هي الذنوب، ولو استقمنا لرأينا الأمن ورأينا الخير، ولا نبالي إذا حاصرتنا أمريكا حصارًا اقتصاديًا ما نبالي، كما ربنا يقول عز وجل: {أولم نمكّن لهم حرمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كلّ شيء643}، هذا في أهل مكة الذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لو أننا استقمنا لرأيت البركة الإلهية في زراعتنا وفي أيضًا أنعامنا كما يقول الله سبحانه وتعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم?644}، {ولو أنّهم} أي: أهل الإنجيل.
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وما أرسلنا في قرية من نبيّ إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يضّرّعون ? ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون ? ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ? أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون ? أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون ? أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون645}.
فعلينا جميعًا معشر المسلمين أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر قبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا. ولكلّ قسطه: فسفك دماء القبائل والحروب التي بينهم والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار)) قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: ((إنّه كان حريصًا على قتل صاحبه))، ويقول: ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)).
والعداوة بين الوالد وولده، وزادت الأحزاب الطين بلّةً، والعداوة بين الرجل وامرأته خصوصًا بعد أن أفتى علماء السوء بأن المرأة تخرج وتنتخب. وربّ رجل غيور على أهله فلا يريد أن تخرج وقد لعبت بعقلها وسائل الإعلام وجلساء السوء: "تخرجين تنصرين دين الله وإذا لم ننصر دين الله فسيأخذها الشيوعيون والبعثيون" يا هذا الشيوعيون والبعثيون قد ماتوا.
ما بقى إلا أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى ونناشد حكومتنا بالاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبتطهير المجتمع المسلم اليمني الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أتترقبون من جمعية العلماء أن تخرج قرارًا أنه لا يجوز أن يباع الخمر بعدن علانية! ولا يجوز أن تقرر بيوت للزنا!. يا جمعية العلماء أكلت حقوق الشعب من زمان فأين ثمراتك؟، المسألة كما قيل:
شبابًا فلما حصّلوه وحشّرواوصاروا شيوخًا ضيّعوه وأدبروابأخلافها مفتوحها لا يصرروأين الحديث المسنـد المتخير؟ عنوا يطلبون العلم في كل بلدةوصحّ لهم إسناده وأصولهفمالوا على الدّنيا فهم يحلبونهافيا علماء السوء أيـن عقولكم؟ لسنا نتوقع منهم أن ينصروا دين الله، وأن ينكروا المنكر الموجود، هم مستعدون إذا قالت الحكومة انتخابات أن يكتبوا في الانتخابات، وإذا قالت الحكومة بتحديد النسل ينبري جماعة منهم ويقولون بتحديد النسل، وإذا قالت الحكومة: إن الربا لا بأس به ينبري صاحب ذمار ويفتي أن الربا لا بأس به وهكذا. والله المستعان.
فيجب أن نتقي الله في أنفسنا وفي العامة، فإنكم يا أهل السنة أنتم المسئولون عن العامة، وإلا فمن الذي يتوقع أن ينصر دين الله! أهم الإخوان المفلسون وهم يدعون إلى ترسيخ الديمقراطية؟ وقد رأيتم بعض ثمراتها في عدن وما هو آت أعظم.
وبعد ذلك ماذا ننتظر من ربنا قال الله سبحانه وتعالى: {وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون646}، وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنّتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربّكم واشكروا له بلدة طيّبة وربّ غفور ? فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل647}.
أتتوقعون من الشيعة أن ينصروا دين الله وأن يغاروا لدين الله ولو أتاهم إبليس فضلاً عن علي سالم البيض وقال: عليكم بهؤلاء الوهابية وأنا معكم فإننا نريد أن نرد الخلافة لأهل البيت. يقولون: صدقت. ويقومون ويجالدون مع إبليس بسيوفهم وبمدافعهم ورشاشاتهم لا تنتظروا من الشيعة أن يغيّروا منكرًا ولا من الصوفية، وهم أنفسهم غارقون في المنكر، ولا من الحزبي الذي يهمه أن يتجمع الناس حوله على إسلام أو على كفر، فأنتم معشر أهل السنة تقومون بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر في حدود ما تستطيعون {لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها648}، {لا يكلّف الله نفسًا إلاّ ما آتاها649}.
فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، ونناشد المسئولين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى إذا أرادوا أن يحفظ الله لهم سلطانهم، وألا يلوثوا البلد اليمنية بالديمقراطية وألا يلوثوها بالفساد، فبلدنا بلد الإسلام آمنوا بعد أن أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذ بن جبل، وأبا موسى الأشعري، وخالد بن الوليد، وعلي بن أبي طالب واستسلموا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والآن يا أهل اليمن إياكم إياكم أن تستسلموا للديمقراطية.
أختم كلمتي هذه بقول الله عز وجل: {واسألهم عن القرية الّتي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السّبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرّعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ? وإذ قالت أمّة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذّبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرةً إلى ربّكم ولعلّهم يتّقون ? فلمّا نسوا ما ذكّروا به أنجينا الّذين ينهون عن السّوء وأخذنا الّذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ? فلمّا عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين ? وإذ تأذّن ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إنّ ربّك لسريع العقاب وإنّه لغفور رحيم650}.
هؤلاء الآيات فيها تحذير لأهل الحق أن يجاملوا أو يركنوا إلى الذين يريدون الفساد، وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

12d8c7a34f47c2e9d3==