المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحث على تعاون السلفيين وتحذيرهم من الجماعات والتحزب لتبقى كلمة المسلمين كلمة واحدة


كيف حالك ؟

هادي بن علي
07-13-2011, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


سائل يسأل أو يطلب الحث على تعاون السلفيين وتحذيرهم من الجماعات والتحزب لتبقى كلمة المسلمين كلمة واحدة

لعلامة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

.
هذا طلب عزيز ويشكر صاحب هذا السؤال على هذا السؤال ، في واقعنا اليوم نحن متساهلون كثيرا ، كلنا نعلم طلاب العلم فيم عذب الإمام أحمد وفيم عذب الإمام ابن تيمية وتلاميذه ، للمحافظة على هذا المنهج منهج السلف ، لأن المنهج حورب في أواخر عهد العباسيين من عهد المأمون العباسي الخليفة السابع وفي عهد المعتصم بالله والواثق بالله ، هؤلاء الخلفاء الثلاثة من خلفاء بني العباس حاربوا منهج السلف السبب جلس إليهم المعتزلة فأثروا فيهم وأقنعوهم بالقول بخلق القرآن وبنفي صفات الله تعالى لذلك عذبوا العلماء والقضاة والفقهاء ليقولوا بخلق القرآن ولينفوا صفات الله تعالى منهم من أنقده الله بأجله فمات ومنهم من أظهر الموافقة وقلبه مطمئن بالإيمان إن شاء الله ومنهم من صمد وفي مقدمتهم الإمام أحمد ، صبر ضرب وحبس في عهد المعتصم والواثق بالله ، ولكن المأمون هلك قبل أن يصل إليه الإمام لأن المأمون كان خارج بغداد فطلب الإمام والإمام في الطريق إليه مات المأمون ، فرد الإمام إلى بغداد ، تولى تعذيبه الخليفة المعتصم بالله وبعده الواثق ، كل ذلك في سبيل إيش ؟
في سبيل المحافظة على إبقاء صفات الله تعالى كما جاءت وعلى إبقاء المنهج على ما كان عليه الصحابة والتابعون ولئلا يقول بخلق القرآن لأن القول بخلق القرآن كفر لأنه تكذيب لكلام الله تعالى الذي يقول الله فيه " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " هذا الكلام الذي نقرؤه الذي بين دفتي المصحف الله سماه كلامه " حتى يسمع كلام الله " هذا القرآن هو الذي تلاه النبي عليه الصلاة والسلام على المشركين وغير المشركين وسمعوا منه ، الله سماه كلامه ، القول بأنه مخلوق كفر وردة لذلك صبر الإمام أحمد حتى قيل له أنه يعمل التورية كأن يقول الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن هذه الأربعة مخلوقة ، في إمكانه أن يتخلص بهذه التورية ، التورية أن تنطق بكلمة يفهم المخاطب المعنى القريب وأنت تقصد المعنى البعيد أو العكس ، لو قال الإمام هذا الكلام ويعتقد فيما بينه وبين الله أن هذه الأصابع الأربعة هي المخلوقة وليست الكتب الأربعة لسلم من التعذيب ، ولكن الإمام يقدر المسؤولية وهو إمام أهل السنة والمسلمون ينتظرون ماذا يقول الإمام حتى يعتقدوا عقيدته لذلك صبر على ما عذب ، فشتت أتباعه في أنحاء الدنيا حتى جهل هذا المنهج كما يقول المقريزي من ذلك العهد إلى القرن السابع والثامن عندما ظهر ابن تيمية في دمشق وصدع بالحق ودافع عن منهج السلف وأظهر الحق ، هؤلاء كلهم لماذا عذبوا ، وابن تيمية عاداه جميع العلماء المعاصرين ، والسلاطين يقدرونه لبطولته ولأنه يشارك في الجهاد مع التتار ، يشارك في الجهاد في القتال ليس عالما يجلس تحت سارية المسجد فقط ، عالم ينشر العلم ويجاهد في سبيل الله ، لذلك كان السلاطين يقدرونه ولكن علماء السوء لكثرتهم غلبوا على السلاطين وعذب الرجل ، أحيانا ينفى إلى القاهرة وأحيانا إلى الاسكندرية ، وإذا بدأ ينشر العلم هناك يطالب أهل تلك البلدة أن ينفى فينفى إلى دمشق أو إلى السجن إلى أن مات في السجن في دمشق ، كل أولئك علام عذبوا ؟
لأجل هذه العقيدة لأجل هذا المنهج للإبقاء على المنهج ، واليوم هان أمر العقيدة لدى كثير من الذين سموا أنفسهم بالدعاة فصاروا يمدحون دعاة الباطل الذين يعادون هذه الدعوة وهذه العقيدة فصرنا من جديد نسمع من يقول : العقيدة وما العقيدة ؟ تكثرون من ذكر العقيدة حتى عقدتمونا ، وهل تتصورون في شبابنا اليوم من وصل به الحال إلى هذه الدرجة ، عقدتمونا بالعقيدة ، سمع من يقول : إلى متى ندرس (اعلم رحمك الله) سمعنا من يقول إن كتاب التوحيد لا يصلح في هذا الوقت ، وإن العقيدة التي جددها الإمام المجدد لا تصلح اليوم وهي عاجزة عن معالجة الشرك السياسي أي الشرك في الحاكمية ، كذبوا والدعوة أول ما عالجت الشرك في السياسة لأن الإمام أول من نفذ الحكم على من اعترفت بجريمة الزنا في العيينة ، بسبب هذه الحادثة أخرج إلى الدرعية أي أن الدعوة كانت شاملة الدعوة إلى إخلاص العبادة لله والدعوة في الحاكمية وتجريد المتابعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام دعوة عامة شاملة ، أعداء هذه الدعوة حاربوا كثيرا ، عالميا فعجزوا وأخيرا وجدوا في شبابنا من ينفذون إرادتهم بواسطتهم ، هيجوا شبابنا الذين أصبحوا دكاترة هيجوهم ضد هذه العقيدة فصاروا يحاربوا العقيدة بشبابنا ، هذا هو واقعنا اليوم ، بشبابنا أي ببعض شبابنا وبدكاترتنا من تلاميذنا الذين وصلوا إلى درجة الدكتوراه ولكن النزعة السياسية ربطتهم بأولئك الذين من الخارج يعادون هذه الدعوة ولم يستطيعوا أن ينالوا منها صاروا ينفذون ما يريدون بواسطة هؤلاء فلينتبه لهم ، الدفاع عن منهج السلف وتحذير السلفيين من أن لا ينخدعوا بهذا التهييج السياسي العام هذا أمر واجب على كل داعية وعلى كل مصلح ، شبابنا على خطر لأنه كما قلت في الدرس السابق نشؤوا في الخير ولم يعلموا من الشر شيئا ، الشاب الذي نشأ في الخير ولا يعرف الشر يخدع وهذا هو الواقع الآن للأسف .
وأما الجماعات والتحزب هذا أمر مبتدع تبين أن هذه الجماعات كلها جماعات سياسية وفي شريعة الإسلام إذا بويع لإمام من أئمة المسلمين لا يجوز إيجاد حزب سياسي آخر لأن هذا الحزب السياسي سوف يرشح مرشحه وهذا المرشح ينافس الإمام القائد والحكم في هذا ما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخِر منهما " الذي وصل إلى الحكم بأي طريقة ولو كان بالقوة كما وصل معاوية بالقوة إلى السلطة من وصل إلى السلطة بين المسلمين وجمع الله على يده كلمة المسلمين وراعى مصالح المسلمين ونفذ شرع الله ودعا إلى دين الله وأثبت الأمن والأمان بين المجتمع تجب مبايعته وطاعته فإذا وجد من ينافسه وجب قتله ، هذا الحكم الشرعي ، لذلك إيجاد جماعات سياسية هذا أمر محرم ، جماعة واحدة سياسية لا يجوز إيجادها ووجودها حيث يوجد الحكم الإسلامي ، نعم ، إذا وجدت جماعة إسلامية في بلد ما لا يحكم بشرع الله ليدع الناس إلى دين الله لا لمنافسة الحكام هناك ، لا لسبهم ولعنهم ولكن وجدت جماعة لديها علم ومعرفة وسلامة عقيدة ليدعوا أولئك الحكام إلى دين الله ، إلى إقامة شرع الله ، ويعرضوا أنفسهم على العقلاء وأصحاب الرأي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على العرب وعلى القبائل ويغشى أسواقهم ويقول لهم " من يحميني حتى أبلغ دين الله " وكما عرض المجدد الثالث الذي نعيش أثر تجديده عرض نفسه على الأمراء بدءا من الحريملة إلى أن انتهى إلى الدرعية ، فقيد الله من يؤازره ويحميه إلى أن وحد الجزيرة فخرجت الدعوة الآن إلى العالم في ناحية معينة ناحية توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات ولم يبق إلا الناحية الحاكمية والناحية الحاكمية بحادة إلى سلطة لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، الشاهد يجوز إيجاد جماعة في أي بلد لا يوجد فيه حكم إسلامي لتدعوا إلى الإسلام ، ولا يجوز تعددها ومنافستها ، تكون جماعة واحدة ، لو كانت جماعة في الشرق وأخرى في الغرب يجب أن يكون منهجهم واحدا ودعوتهم واحدة لتكون جماعة واحدة جماعة الدعوة ، أما جماعات متنافسة سياسية ومتضاربة فيما بينها ومنافسة للحكام ليس لها شأن إلا أن يقولوا طواغيت وطواغيت هذه ليست جماعة الدعوة ولا الأسلوب أسلوب الدعوة ينبغي أن نتصور كيف ندعو إلى الله وكي نقيم شرع الله في تلك الأقطار التي تنتسب الشعوب إلى الإسلام ولم تستطع أن تلتزم بالإسلام ولم تجد حكاما يطبقون شريعة الله بين عباد الله هناك ، إذا كان طلاب العلم والدعاة قاموا بهذا الواجب في أقطار الدنيا يجب التعاون معهم وهم جماعة الدعوة ، أما وجود جماعات وأحزاب في مثل هذا البلد مع وجود الحكم الإسلامي هذا أمر غير جائز ، على شبابنا أن يتراجعوا ويدركوا ويعرفوا موقفهم وموقعهم ليسوا كغيرهم ، المفروض أن تكون الجماعة هنا جماعة واحدة تتعاون فيما بينها على الإبقاء على هذا المنهج السلفي الغالي الذي من الله به عليه .
الشريط الحادي عشر الوجه الثاني شرح الرسالة التدمرية
الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==