المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير أهل السنن من خطر أبي الحسن


كيف حالك ؟

محب الأثري
01-18-2004, 08:06 PM
تحذير أهل السنن من خطر أبي الحسن



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحق المبين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين …. أما بعد :
فلقد كنت أظن أن الرسالة التي شاركت فيها أخوي فضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي وفضيلة الشيخ محمد بن هادي بن علي المدخلي جواباً لمن سأل عن حال أبي الحسن في اليمن وغيرها من أقطار أهل الإسلام ، وكانت بتاريخ التاسع والعشرين من جمادى الثانية من عام ثلاثة وعشرين وأربعمائة وألف كافية في الحذر من الرجل والتحذير منه لما تضمنته تلك الرسالة من الأدلة على انحرافه وسلوكه غير سبيل المؤمنين فيما أصله من أصول وقواعد حاد بها عن جادة الحق والهدى وركب فيها مركب الضلالة والردى .
غير أنه منذ أشهر كثرت علينا الأسئلة عن حال المأربي من دولة الإمارات والجزائر وغيرهما، ومفاد تلك الأسئلة اختلافهم في ذلك الرجل واضطرابهم في أمره ، فرأيت لزاماً الكشف بالدليل عن ثلاث من انحرافات الرجل لم تتضمنها تلك الرسالة لأنها مختصرة :
أولاً : اتهام أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل المصري ثم المأربي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه بسوء الظن فقال : \"جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرجنا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام من المدينة نريد مكة … فذكر الحديث وفيه دفاع ابن صياد عن نفسه ثم قال : ايش تقول يا أبو سعيد مع هذه الأدلة ، حدّ فيكم بعد هذه الأدلة أنه ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان وسيقوم بكذا وكذا كما جاء في الأحاديث . قال أبو سعيد حتى كدنا نصدق أنه ليس بالدجال .. ما صدقوا إنه ليس بالدجال . كادوا أن يصدقوا ، وإذا دخل سوء الظن بالقلب يجعلك ترتاب من الأدلة نسأل الله السلامة\" انتهى
التعليق :
أولاً : هل سبق المأربي إلى هذا الصنيع أحد من أهل السنة ؟؟
وثانياً : هل ضاقت عليه الأرض بما رحبت حتى يمثل لسوء الظن بأبي سعيد الخدري رضي الله عنه؟! أليس في ذلك مخالفة ظاهرة لا تحتمل التأويل لما صح عنه صلى الله عليه وسلم [إذا ذكر أصحابي فأمسكوا] وعلى هذا مشى السلف الصالح ؛ بل هو من أصول السنة عندهم .
ثالثاً : أين هو مما خرجه مسلم من حديث ابن عمر في قصة ابن صياد وفيه أنه قال : [فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه ، قال فقلت : متى فعلت عينك ما أرى ؟ قال : لا أدري ، قال قلت : لا تدري وهي في رأسك؟! قال : إن شاء الله خلقها في عصاك هذه . قال : فنخر كأشد نخير حمار سمعت ، قال : فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت في يدي حتى تكسرت. وأما أنا فوالله ما شعرت . قال : وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت : ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال صلى الله عليه وسلم : إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه].
رابعاً : وجاء في سياق حديث أبي سعيد المتقدم من قول ابن صياد : [أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن .. قال قلت له : تبا لك سائر اليوم ] أخرجه مسلم كتاب الفتن في قصة ابن صياد.
قال مقيده : فهل يجرؤ يا ذوي الحجى بعد هذه الأدلة مسلم على اتهام صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء الظن ؟؟ لكن من أمّر الهوى على نفسه قولا وعملا نطق بالبدعة وغابت عنه الحكمة والسنة ..

ثانياً : قال أبو الحسن فيما أسماه من أصوله الفاسدة بحمل المجمل على المفصل :
[أما عن زمن الصحابة فقد تكلم حسان بن ثابت في عائشة أم المؤمنين كما تكلم أهل الإفك فرماه الناس بالنفاق كما جرى من الذين وقعوا في ذلك ، فكانت عائشة تدافع عنه وتقول : لا .. أليس هو القائل :
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
فاستدلت ببيت الشعر وهو في موضع آخر من كلامه وهو موضع النزاع فإن فيه دفاعاً عن عرض رسول الله فاستدلت بأنه بريء من النفاق بهذا البيت مع أنه بلسانه قال مقالة المنافقين ووقع في عرض عائشة واتهمها كما اتهمها غيره عبدالله بن أبي ابن سلول وغيره لكن شفع له موضع آخر من كلامه …] إلى آخر ما قال .. [لقاء مأرب شعبان 1423هـ الشريط الثاني].
وأقول : كذا زعم المأربي ، وحتى تعلم أيها القاريء فساد مقولته هذه نسوق لك من الأدلة ما يأتي :
أولاً : قال الله تعالى {ولو لا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ : \"يقول تعالى {لولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة} أيها الخائضون في شأن عائشة بأن قبل توبتكم وإنابتكم إليه في الدنيا وعفا عنكم لإيمانكم بالنسبة إلى الدار الآخرة {لمسكم فيما أفضتم فيه} من قضية الإفك {عذاب عظيم} وهذا فيمن عنده إيمان يقبل الله بسببه التوبة كمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش، فأما من خاض فيه من المنافقين كعبدالله بن أبي ابن سلول وأضرابه فليس أولئك مرادين في هذه الآية ، لأنه ليس عندهم من الإيمان والعمل الصالح ما يعادل هذا ولا ما يعارضه] ابن كثير 3/284ـ285.
ثانياً : ما أخرجه ابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك وفيه : [فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه ما كان يتغشاه ، فسجي بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزعت ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله عزوجل غير ظالمي ، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقاً من أن يأتي من تحقيق ما قال الناس، قالت : ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول : أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك ، قالت : قلت بحمد الله ، ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن في ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم] سيرة ابن هشام المجلد الثاني 3/302 وأصله في الصحيح .
قلت : فهذه القصة مع ما قبلها من كلام ابن كثير صريح الدلالة في أن الله سبحانه وتعالى ما أكرم حسان ومسطحاً وحمنة رضي الله عنه إلا بالتوبة ولولا ذلك لهلكوا في من هلك من أهل النفاق ولو كان الأمر كما زعم أبو الحسن ما احتاج حسان إلى التوبة ولأغناه عن ذلك ما سلف من إيمانه، وهذا هو وجه الدلالة على ما قرره المأربي من حمل المجمل على المفصل في أمر حسان هو في غاية البطلان والسقوط…
الثالث من انحرافات المأربي :
تدريسه كتاب [معالم في الطريق] لسيد قطب تدريس تلمذة واستفادة شهد بذلك عندي الشيخ / عبدالعزيز بن يحيى البرعي . وقد كان الشيخ عبدالعزيز البرعي أحد المقربين إلى أبي الحسن ولهذا فقد ارتضاه في لجنة التحكيم بينه وبين خصومه من أهل السنة في اليمن ، لكنه تبرأ من أبي الحسن حين بان له انحرافه ، ومن أولئك الخصوم الشيخ صالح البكري .
والسؤال : لماذا اختار المأربي هذا الكتاب لتدريس الطلاب على الوجه المتقدم في شهادة الشيخ عبدالعزيز البرعي؟؟
والجواب : لا يخفى على من خبر حال سيد قطب من أهل السنة أن الرجل حامل لواء التكفير في هذا العصر، والكتاب المختار لدى أبي الحسن أقوى شاهد على ذلك ، فبان بهذا أن المأربي مربٍ خواص تلامذته على فكر سيد قطب ..
فهل يبقى بعد هذا الذي سقناه من الضلالات شك في أن أبا الحسن صاحب بدعة وهوى مدسوس على الدعوة السلفية في اليمن ؟!
فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تغرنكم زخارف الأقوال من قوم ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب ، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ السنة وأهلها من كيد الكائدين ومكر الماكرين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه أخوكم في الله
عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
وكان في الثاني عشر من ربيع الثاني من عام أربعة وعشرين وأربعمائة وألف
وكان بالمدينة النبوية حرسها الله وسائر بلاد المسلمين من كل سوء

12d8c7a34f47c2e9d3==