المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العمل في العبادة


كيف حالك ؟

البلوشي
05-17-2011, 04:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العمل في العبادة

وسئل أيضاً : ابنا الشيخ محمد، حسين، وعبد الله، عن عقيدة الشيخ في العمل في العبادة ؟
فأجابا : عقيدة الشيخ – رحمه الله تعالى – التي يدين الله بها، هي : عقيدتنا، وديننا الذي ندين الله به ؛ وهو : عقيدة سلف الأمة وأئمتها، من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان ؛ وهو : اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض أقوال العلماء على ذلك ؛ فما وافق كتاب الله وسنة رسوله قبلناه وأفتينا به، وما خالف ذلك رددناه على قائله .
وهذا : هو الأصل الذي أوصانا الله به في كتابه، حيث قال : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر) الآية [ النساء : 59 ] أجمع المفسرون على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، وأن الرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته، والأدلة على هذا الأصل كثيرة في الكتاب والسنة ليس هذا موضوع بسطها .
(ص220) وإذا تفقه الرجل في مذهب من المذاهب الأربعة، ثم رأى حديثاً يخالف مذهبه، فاتبع الدليل، وترك مذهبه، كان هذا مستحبا، بل واجباً عليه إذا تبين له الدليل، ولا يكون مخالفاً لإمامه الذي اتبعه، فإن الأئمة كلهم متفقون على هذا الأصل، أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، رضي الله عنهم أجمعين .
قال الإمام مالك رحمه الله : كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الشافعي – رحمه الله – لأصحابه : إذا صح الحديث عندكم فاضربوا بقولي الحائط ؛ وفي لفظ : إذا صح الحديث فهو مذهبي . وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )[النور:63] أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الشرك ؛ لعله إذا رد بعض قوله، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك . وقال لبعض أصحابه : لا تقلدوني، ولا تقلدوا مالكاً ولا الشافعي، وتعلموا كما تعلمنا . وكلام الأئمة في هذا كثير جداً مبسوط في غير هذا الموضع .
وأما إذا لم يكن عند الرجل دليل في المسألة، يخالف القول الذي نص عليه العلماء، أصحاب المذاهب، فنرجوا أنه يجوز العمل به ؛ لأنهم رأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا، وهم إنما أخذوا الأدلة من أقوال الصحابة فمن بعدهم ؛
(ص221) ولكن : لا ينبغي الجزم بأن هذا شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يتبين الدليل الذي لا معارض له في المسألة ؛ وهذا عمل سلف الأمة وأئمتها، قديماً وحديثاً ؛ والذي ننكر، هو التعصب للمذهب، وترك اتباع الدليل ؛ إذا تبين هذا، فهذا الذي أنكرناه و أنكره العلماء في القديم، والحديث، والله أعلم .


الدرر السنية في الأجوبة النجدية
مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام
جمع وترتيب : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله (1312-1392 هـ)

12d8c7a34f47c2e9d3==