المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات منهجية مع تراجعات واعترافات بعض الجماعات الإرهابية


كيف حالك ؟

أبو عمر العتيبي
01-17-2004, 10:59 PM
وقفات منهجية مع تراجعات واعترافات بعض الجماعات الإرهابية



الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

فلا يخفى على ذوي البصائر والإيمان ما يقوم به الإرهابيون والمارقون من أعمال إجرامية ، وأفعال لا دينية ولا خلقية ، من ترويع للآمنين ، وقتل للمؤمنين والمعاهدين والمستأمنين ، ومن ترصد للعساكر ورجال الأمن من قِبَل هؤلاء الخوارج المفسدين ..


ولقد علم العقلاءُ والألِبَّاءُ أن هؤلاء الشرذمة الحاقدة ليست وليدة بطالة أو استئثار ، ولم توجد نتيجة ظلم أو جور أو اعتداء ..

إن هذه الشرذمة المارقة وجدت حيث خيَّم الجهل على فئة من الشباب والشيَّاب، وغلب عليهم سوء ظنهم بعلمائهم وأمرائهم ، فطلبوا الهدى من بعض رؤوس الضلال من خارج بلاد الحرمين -حرسَهما اللهُ وزادهما شرفاً- ، فاتصلوا بهم وراسلوهم واستبدلوا{الذي هو أدنى بالذي هو خير}...


فظهر بين الشباب تعظيم رجالات وكتب تدعو إلى النار ، ومن أجابهم وأجابها كبَّتْهُ على وجهه في جهنم ..

قال تعالى عن قوم فرعون: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ}.

وقال حذيفة -رضي اللهُ عنه- للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، مَنْ أجابهم إليها قذفوه فيها)) قلت: يا رسول الله ، صفهم لنا. قال: ((هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) متفق عليه.

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتِي الأئمة المضلون)).

وقال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتِي كلُّ منافق عليم اللسان)).


وقد ظهر هذا جلياً من خلال اعترافات بعض الذين انخدعوا بالتطرف والإرهاب، وانتموا إلى جماعات البغي والفساد فأمكن الله منهم ، ومنهم من تفضل الله عليه فتاب وأناب ..


وسأستعرض بعض الوقفات مع تلك الاعترافات أسأل الله أن ينفع بها ، وأن يفتح بها آذاناً صماً، وأعيناً عمياً، وقلوباً غلفاً .

والله الموفق لا رب سواه




الوقفة الأولى : الفتاوى المستوردة وخطرها على شباب الأمة



إن الله -عزَّ وجلَّ- أخذ العهد على العلماء أن يبينوا الحق ولا يكتموه فقال تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}، ولكن كثيراً من أولئك قد خانوا العهد ، فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً كالسمعة والشهرة والرياسة كما قال تعالى في تمام الآية السابقة: {فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}.

وإن المتأمل في تلك الفتاوى المستوردة يجد أنها صدرت من قوم جُهَّالٍ، متعالمين، أدعياء للعلم، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً ..



فمن تلك الفتاوى :




1- فتاوى أصدرها المدعو أبو محمد المقدسي(عصام برقاوي) عبر كتب له تدعوا إلى تكفير الحكام وتكفير جنودهم ، وتدعو الناس إلى الخروج وسفك الدماء وهتك الأعراض باسم الجهاد في سبيل الله ..


ومن كتبه الخبيثة المبنية على تحريف الشريعة الإسلامية ، والمستمدة من الوساوس الشيطانية كتاب"الكواشف الجلية" وكتاب: "كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت" وغيرها..

وهذا الرجل المتعالم ينطلق من منطلقات خارجية ، وينظر بنظرة سوداوية ، ويجعل بعض الأمور التي أمر الله بها وشرعها؛ من الكفر الأكبر!!

وقد رددت عليه في بحثين الأول بعنوان: "وقفات مع المقدسي صاحب الكواشف الجلية المفتري على الدولة السعودية -حرسَها اللهُ-".

والثاني بعنوان: "الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت".


2- ومن أولئك المارقين أصحاب الفتاوى المستوردة : أبو قتادة عمر محمود أبو عمر الفلسطيني ، حامل راية الخوارج في بريطانيا!!


ولهذا الرجل فتاوى عجيبة يتقرب بها إلى جماعات الخوارج والتي يسميها –زوراً وبهتاناً-: "جماعات الجهاد!!" ؛ يبيح فيها قتل النساء والأطفال تعمداً بدعوى نكاية العدو! ، ويبيح دماء جنود وعساكر الدول المسلمة بعد أن كفرها وكفر وزراءها ونظامها!

بل وصل الحال بهذا الخارجي أن وصف هيئة كبار العلماء في السعودية بأنهم مجرمون!!

وقد رددت عليه في عدة مقالات منها : مقال بعنوان: "الرد والبيان على المجرمين المفجرين لمجمع المحيا وما في استدلالهم بمسألة التترس من الكذب والبهتان".

وقد رد عليه الشيخ عبد المالك رمضاني بكتاب : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النساء وفلذات الأكباد".


3- ومن أولئك الخوارج أصحاب الفتاوى المستوردة : أبو بصير عبد المنعم حليمة ، وهو جارٍ على منوال صاحبيه المقدسي وأبي قتادة ، وله رسالة في الطواغيت أظهر فيها جهله بمعنى العبادة ومعنى الشرك ، فأتى بالعجائب وبالسموم الخارجية.


وكذلك له كتاب عن الطائفة المنصورة أظهر فيه أن الخوارج المارقين هم الفرقة الناجية بدعوى أنهم "مجاهدون"!!

وقد رد عليه الشيخ أبو النور الكردي بكتاب"شحذ النصال في الرد على أهل الضلال حوار مع المدعو أبي بصير في كتابه ( الطاغوت ) وبحوث علمية في مسألة التكفير"


4- ومن أولئك أصحاب الفتاوى المستوردة المدعو "أبو عبد الرحمن الأثري" وهذا رجل مجهول ، ولكنه يستمد جميع خزعبلاته وضلاله من كتب الثلاثة المذكورين قبله، فالرد عليهم رد عليه.


وهناك غيرهم من أهل الفتن والضلال يبثون سمومهم عبر شبكة الإنترنت التي باتت خطراً يهدد المجتمع الإسلامي يجب أخذ الاحتياطات اللازمة تجاهه.

وكذلك يبثون سمومهم عبر بعض القنوات الفضائية وسأخصص -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- وقفةً للحديث عن خطر الإنترنت والقنوات الفضائية ، ودورها في نشر الإرهاب والتفجير والتكفير.

وفي هذه الوقفة أعرض بعض الحلول التي تقطع الطريق على أصحاب تلك الفتاوى المسمومة ، وتحمي -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- شباب الأمة من كيدهم ومكرهم .



فمن تلك الحلول





1- إصدار هيئة كبار العلماء بيانات تبين فيها خطر أولئك الخوارج المجرمين، وتبين حرمة استقاء الفتاوى منهم، وإصدار اللجنة الدائمة فتاوى تحرم تداول تلك الكتب والمقالات والفتاوى، وتحذر من أصحابها بأعيانهم.


2- تكوين لجان تابعة للإفتاء للرد على كتب وفتاوى ومقالات أولئك الخوارج المارقين بالتفصيل ، فتفند الشبه بحيث لا يبقى لهم متعلق.


3- تكاتف مشايخ أهل السنة وطلاب العلم منهم في جميع دول العالم للرد على كتب ومقالات وفتاوى أولئك الخوارج.


4- توظيف الدول الإسلامية عدداً من طلاب العلم والعلماء السُّنِّيين، وتفريغهم للرد على هؤلاء وعلى فتاواهم وكتبهم ومقالاتهم.


5- تكاتف المجتمع بجميع شرائحه في التحذير من أولئك المجرمين، والتبليغ عَمَّن ينشر تلك الفتاوى الخارجية المسمومة ، أو يروج لها، أو يقرؤها على مجمع من الناس قراءة تقرير.


6- محاسبة المواقع التي تُنشَر فيها تلك الفتاوى والكتب والمقالات، ووضع المسؤولية الكاملة على أصحاب تلك المواقع .


7- إغلاق المواقع التي تنشر تلك المقالات والفتاوى المسمومة، وتدميرها ، والتكاتف مع جميع الخبراء في ذلك.


8- المطالبة بالأخذ على أيدي أولئك أصحاب الفتن عبر المؤتمرات سواء كانت على الصعيد الداخلي أو الخليجي أو العربي أو الإسلامي أو العالمي..


9- وضع اتفاقية ومعاهدة بين الدول الإسلامية والعربية تنص على محاربة هؤلاء والأخذ على أيديهم، ووضع آلية واضحة المعالم لذلك.


10- أن تقوم الدول الخليجية والعربية والإسلامية بمطالبة الدول الأوروبية والأمريكية بتسليم مثيري الفتن وأصحاب الأفكار المنحرفة إلى بلادهم لمحاسبتهم وكفِّ شرهم، لا سيَّما وأن تلك الدول الغربية تدَّعي محاربة الإرهاب!


11- إنزال أشد العقوبات بدعاة التكفير والتفجير ، والناشرين لتلك الفتاوى والكتب والمقالات.


12- منع الكتب والمجلات التي تغذي تلك المعتقدات الفاسدة ككتب سيد قطب، والمودودي، وفتحي يكن، وصلاح الصاوي وأشباههم.



هذه بعض الحلول للحد من تلك الفتاوى المسمومة ، ومحاولة القضاء على تلك النبتة الخارجية الخبيثة مصداقاً لقوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في الخوارج: ((يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قرنٌ قُطِعَ))، قال عبد الله بن عمر -رضي اللهُ عنهما- : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((كُلَّمَا خَرَجَ قرنٌ قُطِعَ -أكْثَرَ منْ عِشْرِينَ مَرَّةً- حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ)).

نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كيد أولئك الخوارج، وأن يكفيهم شرورهم.

ونسأله تعالى أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما فيه خير الإسلام ونصرته .



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

12d8c7a34f47c2e9d3==