المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هام جدا : منهج السلف في إثبات الصفات لله عز وجل


كيف حالك ؟

أبو عبد الرحمن مهدي
04-19-2011, 11:13 PM
الخلاف حول آيات الصفات قديم بين السلف والخلف منذ أن أظهر الجعد بن درهم بدعة نفي الصفات، وتلقفها عنه الجهم بن صفوان، ثم تقسمتها الطوائف بعدهما، وقتلا جراءها أوائل المائة الثانية،
وصار السلف ينعتون أتباعهما بالجهمية،
ولهم في الرد عليهم والتحذير من بدعتهم مصنفات،
كالردعلى الزنادقة والجهمية للإمام أحمد،
وخلق أفعال العباد للإمام البخاري صاحب الصحيح،
والاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمشبهة للإمام ابن قتيبة،
والرد على الجهمية للإمام عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرها كثير..

النقول عن العلماء

قال ابن كثير في تفسيره الآية 54\الأعراف
وأما قوله تعالى { ثم استوى على العرش } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها
وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا
وهو إمرارها كما جاءت
من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل
والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه
و { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
بل الأمر كما قال الأئمة منهم
نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال
من شبه الله بخلقه كفر
ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر
وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه
فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الايات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى

وقد ثبت عن الإمام مالك إثبات العلو
رروى أبو داود في المسائل (ص263) بسندصحيح
عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك أنه قال
( الله في السماء وعلمه في كل مكان)


و ليس ما يعلم معناه !


و في تفسير البغوي 1\235:
"{ ثم استوى على العرش }
قال الكلبي و مقاتل : استقر
وقال أبو عبيدة : صعد
وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء
وأما أهل السنة فيقولون :
" الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف"

يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله : { الرحمن على العرش استوى } [ طه - 5 ] كيف استوى ؟
فأطرق رأسه مليا وعلاه الرحضاء ثم قال :
الاستواء غير مجهول
والكيف غير معقول
والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة
وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج

-و ليس و المعنى غير معقول!-
وروي عن سفيان الثوري و الأوزاعي و الليث بن سعد و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة :
أمروها كما جاءت بلا كيف

-و ليس بلا معنى-

و أثبت ابن جرير الطبري صفة المجيء
حيث قال في تفسيره وقوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا)
يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعدصف

وقد قال القرطبي ( وهو من أهل التأويل ) في تفسيره
( والذي عليه جمهورأئمة أهل السنة أنهم يقولون:
يجيء وينزل ويأتي. ولا يكيفون
لأنه "ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير" )

- و ليس و لا يفهمون شيئا كما تقول المعطلة المفوضة!-


وقوله
ولا يكيفون يدل على أنهم يثبتون المعنى
ولكن أشاعرةاليوم يعتبرون هذا القول من أقوال أهل التجسيم والتشبيه

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7 / 152)
أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بهاوحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك
ولا يحدون فيه صفة محصورة
وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة
ويزعمون أن من أقر بها مشبه
وهم عند من أثبتها نافون للمعبودوالحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمدلله


الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 1/365
قال : حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبّأنا أبو الحسنمنصور بن محمد بن منصور القزاز قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول:
حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ... ))،
فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علوّ؟!،
فقال أبو جعفر الترمذي:
النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

أبو علي الحسين بن الفضل البجلي :
سئل عن الاستواء وقيل له : كيف استوى على عرشه؟
فقال:
(أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ماكُشف لنا،
وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى)
رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40

قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث:
"إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُهابِيَمِينِه"
- الترمذي (662)- وتصحيحه له:

(وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذاالحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا:
قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم،
ولا يقال: كيف).
هكذا روي عن
مالك
وسفيان بن عيينة
وعبد الله بن المبارك،
أنهم قالوا في هذه الأحاديث:
(أمروها بلا كيف).

وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة،
وأماالجهمية فأنكرت هذه الروايات
وقالوا: (هذا تشبيه).
وقد ذكر الله عز وجل، في غيرموضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر،
فتأولت الجهمية هذه الآيات،
ففسروها على غيرما فسر أهل العلم،
وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده).
وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة)

. وقال إسحاق بن إبراهيم:
(
إنما يكون التشبيه إذا قال:
يد كيد، أو مثل يد،
أو سمع كسمع، أو مثل سمع.
فإذا قال: سمع كسمع، أو مثلسمع.
فهذا التشبيه،
وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر.

ولا يقول: كيف.

ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع.
فهذا لا يكون تشبيهًا،
وهو كما قال الله تعالى، في كتابه:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
[الشورى: 11] السنن (3/50، 51).

ونقل الإمام البخاري في (خلق أفعال العباد)
عن يزيد بن هارون قوله:

من زعم أن الرحمن على العرش استوى
على خلاف مايقر في قلوب العامة فهو جهمي،

ونقل أيضًا قول الفضيل بن عياض:

إذا قال لك جهمي:
أنا كافر برب يزول عن مكانه.
فقل: أنا أؤمن برب يفعل مايشاء

ونقل أيضًا قول سليمان التيمي:
(لو سئلت: أين الله؟
لقلتُ: في السماء،فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء؟
لقلت: على الماء، فإن قال:
فأين كان عرشه قبل الماء؟
لقلتُ لا أعلم
قال الإمام البخاري:
(وذلك لقوله تعالى: (وَلاَيُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ).
يعني إلا بما بين.

12d8c7a34f47c2e9d3==