المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم اغفر لي إن شئت


كيف حالك ؟

البلوشي
03-25-2011, 03:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له).ولمسلم: (وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه).


قال العلامة الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله

الأمور كلها وإن كانت بمشيئة الله وإرادته , فالمطالب الدينية كسؤال الرحمة المغفرة , والمطالب الدنيوية المعينة على الدين كسؤال العافية والرزق وتوابع ذلك , قد أمر العبد أن يسألها من ربه طلبا ملحا جازما , وهذا الطلب عين العبودية ومخها , ولا يتم ذلك إلا بالطلب الجازم الذي ليس فيه تعليق بالمشيئة , لأنه مأمور به , وهو خير محض لا ضرر فيه , والله تعالى لا يتعاظمه شيء .
وبهذا يظهر الفرق بين هذا وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفعتها , ولا يجزم أن حصولها خير للعبد . فالعبد يسأل ربه ويعلقه على اختيار ربه له أصلح الأمرين , كالدعاء المأثور " اللهم احيني إذا كانت الحياة خيرا لي , وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي " وكدعاء الاستخارة .
فافهم هذا الفرق اللطيف البديع بين طلب الأمور النافعة المعلوم نفعها وعدم ضررها , وأن الداعي يجزم بطلبها ولا يعلقها , وبين طلب الأمور التي لا يدري العبد عن عواقبها , ولا رجحان نفعها على ضررها , فالداعي يعلقها على اختيار ربه الذي أحاط بكل شيء علما وقدرة ورحمة ولطفا .

قال العلامة الإمام صالح الفوازن حفظه الله

هذا الحديث على مسائل:
المسألة الأولى: النّهي عن أن يقول: "اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إنْ شئت"، والنّهي للتحريم.
المسألة الثانية: بيان علّة النّهي، وهي أنّ الله جل وعلا لا مكره له حتى يحتاج إلى أن تقول: "إنْ شئت"، ولا يتعاظمه شيء أعطاه ولو كان كثيراً، فإنّ هذا بالنسبة لله كلا شيء، خزائنُه ملأى لا تغيض مع كثرة الإنفاق، كلّ ما في الدنيا والآخرة فإنّه من جودِه سبحانه وتعالى، ومع هذا لا تغيضُ خزائنُه سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، كلّ ما في الدنيا وكلّ ما في الآخرة وكلّ ما في السموات وكلّ ما في الأرض من الخيرات والنعم فإنّه من خزائن الله سبحانه وتعالى.
المسألة الثالثة: في الحديث دليلٌ على كمال غناه سبحانه وتعالى، وأنّ خزائنه لا مع كثرة الإنفاق وإعطاء السّائلين، أرأيتم ماذا أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنّه لم يَغِض ما في يمينه سبحانه وتعالى، كما في الحديث عن النّبي صلى الله عليه وسلم.

12d8c7a34f47c2e9d3==