المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لــتــوضــيـــح والـــبـــيـــــان


كيف حالك ؟

عامي
03-24-2011, 06:48 PM
الــتــوضــيـــح والـــبـــيـــــان

و الـرد عـلى صـاحب البـهتـــان (عبدالعزيز الريس)

في جوابـه للشـيخ صالـح الفـوزان


بقلم


سالم بن محمد بن مطرف العرجاني

5/4/1432 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن هذا الرد على (عبدالعزيز الريس) في أوراق له أسماها (جوابي لبعض الفضلاء عن وصفه لي ولكتابي "الإلمام "بالإرجاء ) التي اعترض فيها على فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله حين وصفه ووصف كتابه الإلمام بالإرجاء حيث حاول (الريس) التنصل من ذلك وقام بالتعريض بالشيخ وغمزه وتنقصه فمرة يقول بأنه متناقض ومرة أخرى يتهمه بالتقصير عما كان عليه المشايخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وغير ذلك مما يدل على تطفله وتطاوله .
وقد قمت بالرد عليه وتفنيد جوابه وما فيه من أخطاء بدعية إرجائية وغيرها من أخطاء .مع الاختصار جدا .
وأحيل القارئ لكتابي (الأقوال الخفية للمرجئة المعاصرة) فإن فيه الرد المبسوط على كل ما ذكره الريس في جوابه الخاطئ ومغالطاته واستدلالاته الباطلة وكل ذلك نصرة للحق وأهله.
وليعلم الجميع بأني لن أتردد عن نصر السنة بكل ما أملك بالحق للحق إن شاء الله ومهما علمت بأن المصلحة في شيء أخذت به وذكرته بغض النظر عن المجاملات على حساب الحق والسنة , والله الموفق .

الــتــوضــيـــح والـــبـــيـــــان

قال الريس :(ذكر أحد أهل العلم والفضل ) لماذا لم تذكره باسمه أهو الاحترام والتقدير فإنك قد ذكرته باسمه بعد ذلك , وقد ذكرت بأنه يتناقض وقد قلت في آخر أوراقك (وقفت على كلام لبعض أهل الفضل والعلم وصفني فيه بالتعالم ... وما أكثر وصفه عفا الله عنه بهذا حتى لعلماء شاعت عند أهل السنة إمامتهم ) فان هذه الطريقة تدل على شيء دفين في صدرك على الشيخ مما قد سمعته عنك ومنك.
قولك: (فقد ذكر أحد أهل العلم والفضل يوم الثلاثاء 19/ 3/1432هـ أن في كتابي "الإلمام " في شرح نواقض الإسلام إرجاء ... )
وأنت تريد بهذا حصر الأرجاء في الكتاب دون كاتبه وهذه محاولة فاشلة لأن السائل قال: (-- وقد قرر فيه مؤلفه أن العذر بالجهل عام في كل مكفر..) ولأن الشيخ صالح الفوزان حفظه الله قال في جوابه (....هو بزعمه يشرح وهو يرد على الشيخ ...) فهل الكتاب هو الذي يشرح وحده أو كاتبه الذي كتبه , ولو فرض أن الشيخ لم يقل هذا ووصف الكتاب بالإرجاء فكل عاقل يفهم أن الموصوف من باب أولى هو الكاتب . فانظر أخي القارئ لهذه الجزئية البسيطة وموقف (عبد العزيز الريس) منها تعرف مدى تلاعبه ومراوغاته المكشوفة المفضوحة وأنا أتوقع أن يقول ليس هذا قصدي ولكنه فهمك فهو يأتي بالكلمات المحتملة الموهمة لكي يقف حيث شاء بعد ذلك.
قال الريس : (بسبب أنه مقرر فيه العذر بالجهل لمن وقع من المسلمين في الشرك الأكبر بلا تفريط ) إلى أي مدى هذا التفريط المذكور وأنت القائل بالعذر بالجهل حتى يفهم ويقتنع في كتابك هذا حيث تقول:( إن العلماء متفقون على اشتراط الفهم كما سبق وإنما الخلاف جاري في الفهم ، والفهم الكافي هو الذي لا يجعل للعبد عذرًا في عدم قبوله للعلم بأن تزول عنه الشبهة المانعة أما إذا حصل نوع فهم لم تزل به الشبهة لم يتم إقناعه بالمعلوم ) فأي تفريط بعد هذا .
وأما قولك (بسبب أنه مقرر فيه العذر بالجهل ...) فهذا السبب ليس بصحيح فإن كتاب الإلمام كتاب إرجاء من أجل العذر بالجهل المبالغ فيه والمتجاوز فيه صاحبه الحق إلى الباطل وبسبب مسائل أخرى لقولك :( (( لا كفر إلا بالاعتقاد )) حمالة أوجه فتحتمل معنى صحيحا وخطأ فالمعنى الصحيح أنه لا كفر في الظاهر إلا ومسبوق بكفر الباطن فإن القلب هو الأصل ) وهذا هو قول المرجئة ومثله كثير في الإلمام .
وتقول فيه بقول شبابة بن سوار حيث قلت : (ويبقى عمره كله لا يعمل ولا يقول شيئا من الأعمال الصالحة مع قدرته ولا مانع يمنعه هذا كفر بإجماع جمع من العلماء ...) فهو كتاب إرجاء من أجل العذر بالجهل المبالغ فيه إلى درجة اشتراط الفهم والاقتناع ومن أجل مسائل أخرى كثيرة إرجائية .
وأما قولك (فأردت كتابة إجابة على ما ذكر _وفقه الله لهذا _ وذلك تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال: (على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) ثم قال (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا " متفق عليه ... )
قلت : هذا تعريض بل تصريح بالطعن في فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وأنزلت نفسك منزله المحق المصيب والشيخ بمنزله المخطئ .
وقولك في المقدمة الأولى / (إن أقوال العلماء يحتج لها لا بها ...) فلماذا لم يكن هذا موقفك من أقوال العلماء الذين زكوا الألباني وقد تبين بعد ذلك وقوعه في الإرجاء الذي أنت عليه و مازلت تحتج به وتصر عليه .
وقولك : (فإذا ذكر العالم حكما في مسألة أو شخص أو في كتاب فهو مطالب عند أهل العلم والعرفان أن يدلل على ذلك حتى يقبل منه ...) فماذا تريد من الشيخ ؟ هل تريده أن يتتبع كتابك ويفصل فيه وإلا لا يقبل منه هذا الحكم ؟ فأنت تعلم بأن أهل العلم قديما وحديثا يتكلمون أحيانا في الكتب والأشخاص من غير تفصيل ويقبل منهم وإلا تريد نشر هذه القاعدة من أجل (إلمامك ) واعلم بأن الشيخ قد انتقد هذا الكتاب وبين السبب بأنه إرجاء وهو خلاف النواقض التي ذكرها شيخ الإسلام وهو بزعمه يشرح وهو يرد على الشيخ ....
وقولك (فإن قيل :كنا بالأمس نتكلم على الحزبيين ...) لماذا التفريق بين مبتدع ومبتدع إن الحزبي الذي ترد عليه لم يقع في بدعه أعظم من بدعتك (بدعه الإرجاء ) فأنت وأمثالك أشنع وأخطر على الدين وأهله فأنتم من الفرق الضالة فتنبه.

قولك :(الوجه الأول : إن هناك فرقًا بين جرح العلماء لمن يعدل ... هذا كله في الجرح المجمل فكيف بجرح فسر بما ليس جرحا لأنه بسبب مسألة خلافية بين أهل السنة ...)

أولا :من الذي عدل كتابك إلا رجل لو أعاد النظر فيه قد يتبين له الأمر فيرجع من قريب علما بأنه قد أيد كتاب (مجمل مسائل الإيمان العلمية في أصول العقيدة السلفية ) للمرجئة وفيهم حامل راية الإرجاء (علي حسن الحلبي )
ثانيا / الشيخ صالح الفوزان قد جرح بالتفصيل
ثالثا / اعلم بأن العذر بالجهل فيه التفصيل كما قال الشيخ صالح الفوزان :
(والجهل الذي لا يعذر به صاحبه هو الجهل الذي يمكن زواله لو سعى صاحبه في إزالته مثل الذي يسمع أو يقرأ القرآن وهو عربي يعرف لغة القرآن فهذا لا يعذر في بقائه على جهله لأنه بلغة القرآن بلغته والله تعالى يقول: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 19]، فالذي بلغه القرآن ووصلت إليه الدعوة والنهي عن الشرك الأكبر لا يعذر إذا استمر على الشرك أو استمر على الزنا أو الربا أو نكاح المحارم أو أكل الميتة وأكل لحم الخنزير وشرب الخمر أو أكل أموال الناس بالباطل أو ترك الصلاة أو منع الزكاة أو امتنع عن الحج وهو يستطيعه لأن هذه أمور ظاهرة وتحريمها أو وجوبها قاطع وإنما يعذر بالجهل في الأمور الخفية حتى يبين له حكمها، فالعذر بالجهل فيه تفصيل:
أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة.
ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام.
ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها...)

وقولك: (لو فتح هذا الباب لبغى أهل السنة بعضهم على بعض ) ينبغي أن تعلم بأنك لست من أهل السنة وأما البغي فلا يجوز ولو على غير أهل السنة.
قولك: (... لذا لم يقبل كلام الإمام ابن باز في الثناء على جماعه التبليغ سابقًا قبل تراجعه ولا كلام الشيخ العلامة ابن عثيمين لما أثنى على جماعه التبليغ ثم تراجع في آخر حياته ولله الحمد بل ولم يقبل كلام ابن باز والألباني في ثنائهم على سلمان العودة قديما قبل تراجعهما ...) أقول لكن الشيخ صالح الفوزان طعن فيك وفي كتابك ولم يتراجع.
قولك في المقدمة الثانية ( ومطالبته بالتفصيل ) فإن الشيخ صالح الفوزان حفظه الله قد فصل وبين ولله الحمد والمنة
ثم قولك : (وتزداد الحاجة إلى التفصيل إذا وجد من أهل الباطل والغلو من يتمسك بالإجمالات ....) أقول أكثر الناس تمسكـًا بالألفاظ المجملة هو عبد العزيز الريس , وكثيرًا ما يسوقها لباطله.

و قولك (ولعل هذا هو الذي دعا الشيخ العلامة صالحا الفوزان يفصل في شرحه الثاني على نواقض الإسلام ...)
وهنا عبدالعزيز الريس يذكر اسم الشيخ صالح الفوزان لأنه يريد الطعن فيه وأنه متناقض حيث قال عن الشيخ (الذي قد فهم منه خلاف ما قرره).

في قولك في المقدمة الثالثة (وثناءه على شيخ الإسلام ) أقول لعل هذا من أسباب اعتراضك على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب واستدراكاتك المتتالية عليه لكي تكون في مصافه , كيف يستبعد هذا و أنت الذي تقول بأنه يوجد شباب يقولون بأنك أعلم من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فأنا لا أستبعد ذلك منك , وحفظ الله الشيخ صالح الفوزان الذي وصفك بالمتعالم فإنه ألصق الأوصاف بك وألزمها.
قال الريس: (ومن شناعات الحركيين اتهام عوض القرني كتاب "الدرر السنية " بأن منه انطلق الغلو في التفكير )
أقول أما أنت فالوجه المقابل لهؤلاء حيث جعلتها دعوه إرجائية وانتحلت علماء الدعوة وقلت بأنهم يقولون بالعذر بالجهل على مذهبك الباطل .

قول الريس في المقدمة الرابعة (إني أبرأ إلى الله من كل بدعه ومن ذلك بدعه الإرجاء ) أقول إن هذا نظري فقط , وإلا فهو الذي يدافع عنها وعن أهلها ويحشد لهم الأدلة ويفند ما يضادها , وباختصار هو من المرجئة ولكن يظن أن عقيدة المرجئة هي العقيدة السنية السلفية فكيف يتوب منها وهي الحق عنده ويقول الريس (يا سبحان الله كيف تنسب لي هذه البدعة ولي جهود بفضل الله – في إنكارها بالتصريح وبتقرير قول أهل السنة والرد على المرجئة كمثل كتابي "الإمام الألباني وموقفه من الإرجاء "...)
وأنا أقول سبحان الله إن هذا الكتاب على صغر حجمه فيه من الإرجاء الشيء العظيم إلى درجة أن مؤلفه لا يكفر من يسب الله والدين
انظر ص 46 وغيرها الشيء الكثير وليس هذا مجال تتبعه .

ويقول الريس (يا سبحان الله أيصح أن يوصف بالإرجاء من يعتقد ما يلي وأنا بحمد الله من أولئك :
1- أن الإيمان قول وعمل واعتقاد .....
2- أن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد...)
أقول إن هذا لو لم ينقض ويتناقض صاحبه لكان حقا وصدقا وأما وقد تناقض وجمع بين الضدين فهي مسئوليته وقضيته ونحكم عليه باعتقاداته الإرجائية بأنه مرجئ , ومع قوله بأقوال السلف إلا أنه يعتقد غيرها وسيأتي بيان ذلك من هذه الورقات ولا نريد الاستدلال بغيرها للإختصار .
قول الريس :(إنه لا يشترط في التكفير معرفتنا بباطن واعتقاد من نطق أو فعل الكفر في الظاهر )
أقول نعم هذا صحيح ولكن الريس على خلافه حيث يقول بعده بقليل(ما كفر ظاهر إلا وسبق بكفر الباطن)
ثم نقل كلامًا لشيخ الإسلام ابن تيمية ليس فيه حجة له والنقل الثاني ليس هذا مجاله يعرف ذلك من كلام شيخ الإسلام الذي قبل المقطع المنقول (14/120)من الفتاوى.
وأما نقل الريس عن الألباني قوله : (...وهو أن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن والعكس بالعكس...)
أقول إلى أي مدى هذا التأثير أهو إلى أن يزول الإيمان بالكلية أو ينقص الإيمان فقط ولا يزول كما يعتقده ويصرح به الألباني بناء على أصله أن الأعمال شرط كمال ولا يكفر بترك جنس العمل .
ويقول الريس: (تنبيه قول (لا كفر إلا بالإعتقاد )حمالة أوجه فالمعنى الصحيح أنه لا كفر في الظاهر إلا ومسبوق بكفر الباطن ...)
أقول وهذه هي عقيدة المرجئة لا كفر إلا باعتقاد وها هو يقررها ويقول بأن هذا هو المعنى الصحيح لها فماذا بعد الحق إلا الضلال .
ثم قال الريس: (علما انه أطلق أنه لا كفر إلا باعتقاد المروزي ...ونقله ابن تيمية )
أقول عند الرجوع لهذه المصادر وقراءه كلام المروزي فإذا هو لم يكن فيه حجه لهذا المتشبع بما ليس له , وهذه عادته من غير حياء.
قال الريس: ( إن تارك أعمال الجوارح الواجبة كلها كالصلاة والزكاة وبر الوالدين وصلة الأرحام يكون كافرا كفرًا أكبر وهو ما اصطلح ابن تيمية على تسميته بجنس العمل وقد قررت هذا في كتابي الإلمام صـ227 ونقلت إجماع أهل السنة عليه )
أقول بأن الصفحة المشار إليها ليس فيها شي من هذا الكلام ولكنه موجود نحوه في صـ233 وهو من كلام شيخ الإسلام ولكنه ليعلم القارئ بأن الريس على عقيدة شبابة بن سوار التي يقول فيها بأنه إذا قال فقد عمل وانظر إلى كلام الريس في الإلمام صـ232 حيث يقول (الإعراض عن عمل الجوارح بأن لا يعمل شيئا من أعمال الجوارح مطلقا بأن ينطق بالشهادتين فحسب ويبقى عمره كله لا يعمل ولا يقول شيئا من الأعمال الصالحة مع قدرته ولا مانع يمنعه هذا كفر بإجماع أهل السنة السلفيين...)
فانظر إلى قوله (ولا يقول شيئا من الأعمال ) فاشترط بأن لا يقول شيئا وعد القول هنا من الأعمال فشابه شبابة بن سوار ولا يغرك قوله قبل ذلك (ينطق بالشهادتين) فقد وضح ذلك تلميذه (حمد العتيق) بأنه يطالب بتكرارها ويكفي وإلا كفر فاعرف المرجئة المستخفين وراء عبارات موهمه لن تنجيهم من الإرجاء.
واعلم بأن النطق بالشهادتين شرط حتى عند المرجئة للدخول في الإسلام فلا تغتر بأقوال المرجئة المخادعين.
ثم قال : (وأدين الله أن تارك الصلاة كافر على أصح قولي أهل العلم...)
أقول هذه أول مرة أطلع على هذا القول من الريس فلم أجد هذا القول في أي من كتبه ومقالاته ولم أسمعه في أشرطة محاضراته مع العلم أنه تطرق لهذه المواضيع التي تستدعي ذكر مثل هذا الكلام وتبيين معتقده فيه ولكنه أحد أمرين إما انه لم يكن يعتقده وهذا هو الظاهر من كلامه واعتقاده الموافق للمرجئة , وإما أنه كان يعتقده ولم يبينه إرضاء لإمامه الألباني وتلاميذه وعلى جميع الاحتمالات فإن هذا البيان منه بأنه يكفر تارك الصلاة ما زاد الأمر لديه إلا تناقضًا و إلا كيف الجمع بينه وبين قوله(لا كفر إلا باعتقاد ).
وقوله (لا كفر في الظاهر إلا ومسبوق بكفر الباطن )
ولو أردنا أن نجمع بين أقواله لا بد من الرجوع إلى قول أمثاله بأن تارك الصلاة يكفر كما قال الألباني (وعلى مثل هذا المصر على الترك والامتناع عن الصلاة مع تهديد الحاكم له بالقتل يجب أن تحمل كل أدلة الفريق المكفر للتارك للصلاة )
علمًا بأن هذا الافتراض لا يمكن وقوعه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى , ومع هذا فما أكثر ما تأتي به المرجئة للتضليل به على أهل السنة .
وقال الريس (إن الشخص إذا تلبس بالكفر يكون كافرًا عينًا بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع كما قررت هذا بتفصيل في المصادر المشار إليها ...)
أقول قرأنا وسمعنا تلك التقريرات في توفر الشروط وانتفاء الموانع فإذا مدعي الإسلام لا يكفر مهما كان الأمر إلا بالاعتقاد أو إرادته الكفر ونحو ذلك ولا أريد الإطالة وسوف اقتصر على موضع واحد من كتاب الإلمام حيث قال (خامسًا:إن من المهمات والضروريات التفريق بين الأعمال الظاهرة التي لا تحتمل إلا الكفر الأكبر (تضاد الإيمان من كل وجه) كقتل النبي و إهانة المصحف ونحو ذلك والأعمال التي تحتمل الكفر وغيره (لا تضاد الإيمان من كل وجه) فإن النوع الأول يكفر صاحبه مطلقًا إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت الموانع أما النوع الثاني فلا يكفر إلا بعد سؤاله واستبانة حاله فإن كان مريدًا الاحتمال الكفري فهو كافر وإن لم يكن مريدا الاحتمال الكفري فليس كافرا وقد درج العلماء على هذه القاعدة قولا وفعلا )
ولعل القارئ فهم بأنه لم يفرق بين الأول والثاني حيث قال عن النوع الأول إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت الموانع وقد عرض هذا الكلام على الشيخ عبد الله بن غديان رحمه الله تعالى فقال من صاحب هذا الكلام فأخبروه بأنه عبد العزيز الريس فقال هذا مثل المرجئة.
ثم قال الريس (وبعد هذا أيصح المنصف أن يصر على وصف من يعتقد ذلك بالإرجاء إني لأنصح كل باغ ...)
أقول قد نصحناك وبينا لك ولكنك تكابر وتصر على الإرجاء وآخر ما جئت به لتخدع أهل السنة قولك بأنك تكفر تارك الصلاة ولكن هذا لا يكفي للمتناقضين أمثالك في تبرئتهم من بدعة الإرجاء الثابتة عليهم من كتبهم وأشرطتهم فاتق الله وارجع من قريب.

وقال الريس (المقدمة الخامسة :إليك بعض الضوابط في الفارق بين أهل السنة السلفيين والمرجئة المبتدعين : الأول /القول بأن الإيمان يزيد وينقص ...)
وهذا حق ولكنهم يرون ترك الأعمال ينقص الإيمان فقط ولا يكفر صاحبه ولا تغتر بقول الريس بأنه يكفر بذلك فإنه يقول بقول شبابة بن سوار :أي إذا قال فقد عمل وقد بينا ذلك سابقًا فتنبه .
ثم قال الريس (الثاني/القول بأنه يصح الاستثناء في الإيمان ...)
نعم لأنهم يرون الأعمال من الإيمان والريس ومن على شاكلته نزل بين المنزلتين هي من الأعمال ولكنها شرط كمال وليست شرط صحة فالذي هذا قوله لم يفهم معنى الاستثناء عند السلف وما يبنى عليه.
قال الريس (الثالث/القول بأن الكفر يقع بأعمال الجوارح ...)ولو فرضنا بأنك تقول بهذه المقولة ظاهرًا فإنك تنقضها في الحقيقة حيث تقول (لا كفر إلا باعتقاد ) و (لا كفر إلا وهو مسبوق بكفر الباطن ) فما فائدة هذا الضابط إذا , وإني أظن بأنك تكفر تارك الصلاة ليس من أجل الصلاة وأنها عمل بل للإجماع بناء على عقائد المرجئة انظر الفتاوى لابن تيمية (7/544ـ 547) كما هو من عقائد المرجئة وترى بأنه ما تركها إلا لكفر في الباطن قبل ذلك.
ثم نقل الريس كلاماً لشيخ الإسلام في الصارم المسلول في تكفير الساب علمًا بأن الريس لم يكفر الساب لله ولدينه كما في كتابه الإمام الألباني بل جعل يعتذر للساب بأعذار واهية وأما في كتابه الإلمام فشقق في المسألة وجعل لها أقوالا.
ثم قال الريس(الرابع/أن الذنوب تضر الإيمان وتنقصه...)
أقول للريس وللمرجئة المستدلين بهذا تنقصه إلى أي مدى فالذنوب أنواع متفاوتة فمنها ما يذهب الإيمان بالكلية كالشرك الأكبر وقتل النبي و إهانة المصحف وسب الله والدين والاستهزاء به ومنها دون ذلك ولكن المرجئة التي تقول بأن الأعمال شرط كمال تصر على هذه اللفظة (تنقص الإيمان) و ما عبروا بها إلا عن عقيدة وقصد فأهل السنة بين المرجئة والخوارج وأما مرجئة الفقهاء أمثال الريس فهم بين أهل السنة والمرجئة وهم في زمرتهم.

ثم قال الريس (الخامس/القول بأن الإيمان قول وعمل ...)
نعم هو عندكم قول وعمل ولكن الأعمال شرط كمال لا شرط صحة فهذا تناقض منكم ولا ينفعكم موافقتكم للسلف في الألفاظ ومخالفتهم في الاعتقاد .
ثم تكلم الريس عن العذر بالجهل الذي تجاوز فيه الحد إلى الفهم والاقتناع وهي معنى كلمة (لا كفر إلا لمن أراد الكفر ) التي ترددها المرجئة .
ولكي نرد عليه من نقوله قول الشافعي (ولا نكفر بالجهل أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه ) أقول وفي هذا النقل حجة عليه حيث قال الشافعي (إلا بعد انتهاء الخبر إليه ) ولم يقل حتى يفهم ويقتنع كما يقوله عبد العزيز الريس ثم نقل كلامًا لشيخ الإسلام احتج به وقال بعده (لاحظ ذكر الشرك الأكبر في الألوهية وعلق التكفير على التبين )علمًا بأن شيخ الإسلام لا يشترط هذا ومما يبين ذلك قوله رحمه الله في الفتاوى (2/368)وهو في الإلمام حيث قال رحمه الله :(وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة وبالاتحاد تارة أخرى وبالوحدة تارة فإنه مذهب متناقض في نفسه ولهذا يلبسون على من لم يفهمه فهذا كله كفر باطنًا وظاهرًا بإجماع كل مسلم ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين)
ونقل الريس عن شيخ الإسلام كلامًا يوضح قوله في مسألة العذر بالجهل حيث قال رحمه الله تعالى (...لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقال تعالى (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولهذا لو أسلم رجل لم يعلم أن الصلاة واجبة عليه أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعد اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية ) الفتاوى (11/401) ففي هذا الكلام علق قيام الحجة من جهة بلاغ الرسالة وقال ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية ,فأين الفهم والاقتناع !!!
ثم نقل كلامًا لشيخ الإسلام في عذره لبعض الجهمية وهو قوله (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله فوق العرش لما وقعت محنتهم , أنا لو وافقكتم كنت كافرًا لأني أعلم أن قولكم كفر وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال , وكان هذا خطابًا لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم) فلو أخذنا هذا الكلام من شيخ الإسلام فإنه مشكل يعارضه الكلام السابق وهو واضح فلماذا أخذ المتشابه وترك الواضح .
ثانيًا : العلماء (علماء الدعوة ) وجهوا هذا الكلام بأنه قد يكون خاصًا لابن تيمية حيث يقول (أنا لو وافقتكم ...لأني أعلم ....وأنتم عندي لا تكفرون...)
ثالثـًا : أيها القارئ الكريم لو نظرت في كلام ابن تيمية لتبادر إليك بأن فيه كلامًا قد يكون لغيره وهو قوله : (وكان هذا خطابًا لعلمائهم ...) لأن استقامة الكلام والسياق (لأنكم جهال وكان هذا خطابي ...)أو نحوه .
ولو قال الريس بعد ذلك : (لاحظ أن الخطاب لعلماء و قضاة ...) فإن شيخ الإسلام قال عنهم (لأنكم جهال).
ونقل الريس عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كلامًا لا حجة فيه للمرجئة العاذرين بالجهل كل أحد حتى يفهم ويقتنع وللاختصار فإن هؤلاء كانوا في جاهلية جهلاء لم يعرفوا إلا هذا الدين من عبادة القبور والشرك ويظنونه الإسلام والتوحيد الحق ثم قال الريس بعدما نقل عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه قال الريس (فعلقوا الأمر على التبين لا على مطلق البيان فقالوا:ووضحت له المحجة وقامت عليه الحجة وأصر مسكتبرًا معاندًا فليس الأمر على مطلق الإيضاح بل على أن يتضح له ) وما علم الريس بأن إرسال الرسل وإنزال الكتب فيه أعظم البيان وتقوم به الحجة بالبلاغ على الأمم .
ثم قال الريس في صـ21 (الوجه الثالث أن القول بالعذر بالجهل لا علاقة له ألبته بالإرجاء لسببينالــتــوضــيـــح والـــبـــيـــــان الـرد عـلى صـاحب
وهذا لجهله وما جعله يبالغ في العذر بالجهل ويتوسع فيه إلا عقيدته الإرجائية وأما أسبابه التي ذكرها بقوله ( بأن نزاع أهل السنة فيه نزاع سائغ )
فإن هذا ليس على إطلاقه كما وضحه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله فإن بعضها خفيًا وبعضها واضحًا بينـًا لا يسوغ فيه الخلاف وهكذا فالمسألة لا بد من تفصيل فيها كما تطلب في أول أوراقك فلماذا الإجمال يا صاحب التشقيق والتلفيق .
ثم قال (والسبب الثاني/ أن بحث العذر بالجهل راجع إلى إنزال الحكم على المعين...) أهذا يا عبد العزيز الريس سبب يذكر لقطع العلاقة بين العذر بالجهل والإرجاء بل للإرجاء منعتم تكفير الكافر المعين فافهم أيها المتغابي.
ثم قال (في الختام أنبه على ما يلي :
التنبيه الأول: إنه ظهر لي والله أعلم أن الخلاف بين العلماء العاذرين بالجهل والذين لا يعذرون أشبه ما يكون باللفظي حيث أن الجميع يرون العذر بالجهل ...) أقول إن هذا القول لغريب جدًا ومن الذي لا يعذر بالجهل وقد عذره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فالمسالة أنكم تتوسعون في هذا الأمر إلى درجة إعذار من قامت عليه الحجة وبلغته وتشترطون الفهم والاقتناع فهذا الباطل والإرجاء فأين الخلاف اللفظي أيها المتعالم .

ثم قال في التنبيه الثالث (ثم عجبًا لحال بعضهم : تراه جريئـًا على إخوانه السلفيين ضعيفا تجاه الحزبيين لا سيما السعوديين رغبة أو رهبة فتراه يصرح بالطعن فيهم بأسمائهم وربما يبدعهم في المجالس الخاصة وفي المجالس العامة يكتفي في حقهم بالتعميم مع ارتكابهم شنائع عقديه كثيرة)
أولاً/عقيدة الإرجاء من أشنع العقائد فلا بد من الرد عليها وعلى أهلها وأنت منهم .
ثانيًا/ من تقصد بهذا التعريض ولماذا الجبن والخوف ولم تبين من يفعل هذا ولن يفهم القارئ ولن يتبادر إلى ذهنه إلا الشيخ صالح الفوزان الذي أنت تكتب هذه الأوراق في الرد عليه .
ثالثـًا/ما أكثر ما تقول هذه العبارات (الحزبيين) و(الحركيين)و(الجماعات) فماذا تريد أن يترك أهل السنة المرجئة ولم يردوا على هؤلاء فاعلم بأن أهل السنة قد ردوا على هؤلاء كلهم من قبل أن تعرف ومن قبل أن تظهر على الساحة وإن هذا الأسلوب وهذه المقالة هي مقولة الحزبيين على السلفيين بأنهم لم يردوا على العلمانيين ولا على الرافضة ولا على اليهود والنصارى .
رابعًا/أن تكريرك لهذا قد يبطل عملك في الرد على أهل البدع من الخوارج وغيرهم لأن هذا فيه منَّةً ورياء وسمعة.
ومما يدل على ما أقول قولك( و أخيرًا إن مما يؤلم أن ترى كثيرًا ممن يشار لهم بالـبنان من أهل السنة صامتين صمتـًا مطبقـًا تجاه تلاعب الحركيين...)
ثم قال(...إني لأرجو من هؤلاء الفضلاء أن يقوموا بالواجب تجاه هؤلاء الحركيين المفسدين ولتكن لهم أسوة في وقفة الإمام عبد العزيز بن باز والإمام محمد بن عثيمين رحمهما الله )وكل هذا تعريض بالشيخ صالح الفوزان حفظه الله و ما علم المسكين بأن الشيخ صالح كان مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى .وكان له مواقف ضد أهل البدع لا تنقص عن مواقف المشايخ المذكورين رحمهم الله تعالى . والله الموفق

كتبه //سالم بن محمد بن مطرف العرجاني


5/4/1432

12d8c7a34f47c2e9d3==