المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يتهمون علماء بالمداهنة للدول ؟العلامة السلفي الإمام الجامي خدمة الإسلام هي المداهنة


كيف حالك ؟

البلوشي
03-21-2011, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


سائل يسأل فيقول: - هذا السؤال من أسئلة مدينة الخرج- نجد كثيرا من الشباب هداهم الله إلى الحق يتهمون علماء أهل السنة والجماعة بالمداهنة والعمالة للدول، ليس لدولة معينة للدول أفلا يَرِدُ على هؤلاء قوله عليه الصلاة والسلام:( من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج) ردغة الخبال:عصارة أهل النار، فيطلب السائل التعليق على هذا الحديث..

مما ابْـتُلِيَ بِهِ شبابنا في هذه الأيام بسبب هذا التهييج السياسي المحيِّر أوقع هذا التهييج كثيرا من شبابنا من الوقوع في أعراض كبار العلماء - أهل الفتوى والقضاء والعلم العلماء-، العلماء الربانيون الذين يستفيدوا من علمهم المسلمون في الداخل والخارج يُتْهَمُون بالمداهنة والعمالة، ومعنى المداهنة والعمالة في لغة هؤلاء:"أن من لا يسب الحكام ومن لا يسيء إليهم ومن لا يتتبع هفواتهم وأخطائهم ومن لا يشهِّر بهم ومن يذكرهم بخير ويقدم لهم النصح ويدعوا لهم" هذا معنى المداهنة في لغة هؤلاء ومعنى العمالة.

كم أفسد التهييج السياسي قلوب الناس؟؟!! إذا وقع مفهوم المداهنة عند الشباب أن أي عالم يذكر الحكام بخير ويدعو لهم ويذكر ما لهم من المحاسن الواقعة الملموسة، و يكف عن التشهير بهم في محاضرته في خطبه ويحاول أن يقدم النصح بأي طريقة فيما هو واقع من الأخطاء والتقصير والمخالفات والمعاصي المنتشرة ولا يقف موقف التشهير ولكنه يقف موقف النصح إما مباشرة أو بواسطة، إذا كان من يقف هذا الموقف يتهم بالمداهنة، هذا هو الموقف الشرعي التليد الذي يأمر به الإسلام وهو عدم التشهير بالحكام وعدم الوقوع في أعراضهم وعدم إثارة السفهاء ضدهم وتقديم النصح لهم بأي وسيلة من الوسائل الممكنة والدعاء لهم وذكر ما يقومون به من المحاسن وخدمة الإسلام فإن كانت هذه هي المداهنة فجميع علماء أهل السنة والجماعة الذين جانبوا التهييج والإثارة كلهم مداهنون وكلهم عملاء ويتصفون بالعمالة، العمالة هذه أسلوب جديد!! وعلى كلٍّ هذا الموقف مؤسف جدا لأنه تصورٌ ما كنا نتوقع أنه يقع بين شبابنا مثل هذا التصور؛ ولكنه وقع، السبب تساهل دعاة الحق في أول الأمر عندما بدأ المهيِّجون يعملون في صفوف الشباب، تساهل دعاة الحق وتركوا لهم الميدان، خلا لهم الجو حتى افسدوا قلوب كثيرٍ من الشباب فأبعدوهم من العلماء، فضربوا الشباب بعضهم ببعض ووزعوهم على الانتماءات: إخواني، سروري، تبليغي، تحريري، نِسَبٌ ما كنا نعهدها في هذا البلد، هذا البلد عُرِفَ بالوحدة والتوحيد منذ أن جَدَّدَ الله لهم دينهم بهذا التجديد المبارك، عُرِفَ هذا البلد بالوحدة وحدة الصف وبالتوحيد وبالتحابب وبالتعاون؛ لكن قدر الله وما شاء فعل.

وعلى كلٍّ لا نيأس؛ لأن الأمر ليس بعامٍّ يوجد بحمد الله عدد كبير جدا من شبابنا الصالحين كما استنتجتُ ذلك من لقاءاتٍ متكررة في مدينة الرياض وفي الخرج وجدتُ أن عددا كبيرا من الشباب يسيئهم هذا الموقف؛ ولكن وجود عدد قليل في شبابنا يحملون هذه الفكرة يُحْزِنُ جداً وان كان العدد قليل، فينبغي الحرص على نصحهم وإصلاحهم وهذا واجب طلاب العلم وواجب العلماء وواجب العقلاء، أحياناً بعض العقلاء وإن كانوا أقل علماً من العلماء قد ينفع الله بهم كثيرا - العقل نور - الإنسان العاقل والوالد العاقل والأستاذ العاقل وان كان قليل العلم قد يصلح ما لا يصلح كثير ممن لديهم علم كثير؛ لذلك يجب التعاون بين العلماء وبين العقلاء للإبقاء على شبابنا وللقضاء على هذه الفتنة، فتنة التهييج.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

12d8c7a34f47c2e9d3==