المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة نعم الله على بلاد الحرمين الشريفين وحرمة المظاهرات فيها للشيخ الفوزان


كيف حالك ؟

البلوشي
03-15-2011, 01:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة نعم الله على بلاد الحرمين الشريفين وحرمة المظاهرات فيها لسماحة الإمام صالح الفوزان

الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ، ومذل من خالف أمره وعصاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة ، فأنتم ولله الحمد في بلاد تتميز بميزات عظيمة لا توجد في البلاد الأخرى ، فهي تختلف عن البلاد الأخرى ، من ذلك أن فيها عقيدة التوحيد الصافية من إخلاص العبادة لله عز وجل والإيمان بأسمائه وصفاته حتى ظهرت هذه العقيدة ولله الحمد حتى عند العوام وعند البادية فإذا تكلم أحد فإنه يتكلم بالعقيدة ويلهج بها كأنه تعلمها على العلماء وإنما البيئة ولله الحمد التي انتشرت فيها هذه العقيدة الصافية على أيدي العلماء والتي قام بها ودعا إليها شيخ الإسلام وإمام الأئمة الأعلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وناصره عليها وأيده عليها آل سعود غفر الله لأمواتهم وحفظ الله ووفق أحياءهم لما فيه الخير ، هذه ميزة لا يوجد مثلها في البلاد الأخرى إلا على ضعف واختلاط وغير ذلك ، أما هذه البلاد فكل أهلها ولله الحمد على عقيدة سليمة ومنهج قويم فيها جماعة مسلمة مئة بالمئة ليس فيها أجناس وأخلاط ، مسلمة مئة في المئة ولله الحمد أمة واحدة تحت قيادة واحدة وإمامهم منهم وعلى عقيدتهم وعلى دينهم هذه ميزة عظيمة ومنحة كريمة من الله سبحانه وتعالى ، هذه البلاد فيها قبلة المسلمين فيها الكعبة المشرفة والمسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيها قبلة المسلمين ، يفد إليها الحجاج والمعتمرون ، فتقوم هذه الدولة المباركة بخدمتهم وتوفير الراحة لهم ، ونشر الأمن فيهم ، حتى يرجعوا إلى بلادهم سالمين ، فهذه أعظم ميزة لهذه الدولة وهذه البلاد المباركة ، هذه البلاد هي قلب جزيرة العرب التي نبع منها الإسلام وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فامتد منها الإسلام وانبثق منها الإسلام إلى المشارق والمغارب ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب "،قال صلى الله عليه وسلم:" لا يبقى فيها دينان " وذلك لأنها مصدر الإسلام فلا يجوز أن يختلط مع الإسلام دين آخر ، فنفذ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وأجلى اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، هذه البلاد لا يجوز تغيير مسارها ولا تغيير منهجها إلى منهج آخر ، لأن الله جل وعلا يقول : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، فهذه نعمة عظيمة تجب المحافظة عليها ، وتجب تنميتها ، هذه البلاد يدرس فيها التوحيد والحديث ، والتفسير ، والفقه ، واللغة العربية ، في المساجد ، في المدارس ، في المعاهد ، في الكليات ، تنفق عليها الأموال لتعليم أهلها هذا الدين وهذه العقيدة ولله الحمد ، فهي نعمة عظيمة يا عباد الله لا يجوز تغيير هذا المسار واستبداله بأنظمة كفرية وأنظمة شركية وأنظمة إباحية وأنظمة ملحدة ، لأن الكفار منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يحاولون طمس هذا الدين يحاولون القضاء على هذا الإسلام بشتى الوسائل ومن ذلك ما يحاولونه اليوم نحو هذه البلاد من زعزعة لأمنها هي بلاد آمنة ولله الحمد ، آمنة في مدنها وقراها ، في أسفارها ، في كل مكان يظلل عليها الأمن تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، إن الأعداء لا يرضون بهذا ولهذا يخططون لهذه البلاد وقلبها عما هي عليه إلى صورة أخرى إلى صورة على رغبتهم وعلى مذاقهم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ، فيجب أن نحافظ على هذه النعمة العظيمة ونتواصى بحفظها ونصحح المفاهيم الخاطئة التي يبثها الكفار وينفذها الأغرار من أبناء المسلمين ويندس بينهم منافقون يريدون تغيير هذه النعمة وسلب هذه الكرامة وهذا اللباس الذي ألبسه الله لهذه البلاد فاللذين يحاولون تغيير مسار هذه البلاد هم : إما من الكفار والكفار معلومة عداوتهم للإسلام من قديم الزمان ، وإما : من أبناء المسلمين الذين تلوثت أفكارهم وثقافتهم وتأثروا بدعاية الكفار فيريدون أن يغيروا واقع هذه البلاد ، ولكن الله سبحانه ناصر دينه ولكن يجب عليكم أن تنصروا هذا الدين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) .

خطبة الجمعة 06-04-1432 هـ

12d8c7a34f47c2e9d3==