المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب الحج وأحكامه للعلامة الراجحي حفظه الله


كيف حالك ؟

الذهبي
01-17-2004, 06:57 PM
من آداب الحج وأحكامه وموجبات الغسل وكيفيته
آداب الحج وأحكامه
الأدلة على وجوب الحج والعمرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

وبعد:

الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو من أفضل الطاعات وأجل القُرُبات التي تُبلغ إلى دار السلام.


الأدلة:
قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: أيها الناس: إن الله فرض عليكم الحج فحجوا أخرجه مسلم .

وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

ولا يجب الحج إلا مرةً واحدة في العمر؛ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: الحج مرة واحدة فمن زاد فهو تطوع .

شروط وجوبه: يشترط لوجوب الحج خمسة شروط وهي: أن يكون مسلما بالغا عاقلا حرا كامل الحرية مستطيعا ببدنه وماله، وتزيد الأنثى شرطا سادسا وهو: أن تجد لها محرما وهو زوجها، أو من تحرم عليه على التأبيد بنَسَب، أو سبب مباح كأبيها وأخيها وعمها وخالها وزوج أمها وزوج ابنتها، وكذا ابنها وابن أخيها وابن أختها من النَسَب أو الرضاع .

وجوب العمرة: قد وردت أحاديث تدل على وجوب العمرة، منها حديث جبريل لمّا سَئل النبي- صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان . أخرجه ابن خزيمة والدارقطني .

الذهبي
01-17-2004, 07:00 PM
الآداب التي ينبغي تقديمها بين يدي الحج


بعض الآداب التي ينبغي تقديمها بين يدي الحج إذا عزم على الحج ينبغي له أن يقدم أمورا منها:
1- التوبة: ولا تكون نصوحا حتى تكتمل شروطها وهي: ترك المعصية، والإقلاع عنها، والندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة إليها، وإن كانت مَظلَمة للناس فلا بد أن يرد المظلمة إلى أهلها أو يتحللهم منها، وأن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبَل فيه وهو قبل الموت وقبل طلوع الشمس من مغربها.
2- إخلاص العمل لله: فيقصد بحجه وجه الله والدار الآخرة لا رياء ولا سمعة ولا مفاخرة ولا الدنيا؛ لأن العمل بالنية كما في الحديث: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى وقال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
3- أن يجتهد في رضا والديه أو من يوجد منهما، ويطلب منهما الدعاء، والاستحلال ممن بينه وبينه معاملة أو مشاحنة.
4- أن يجتهد في قضاء ما عليه من الديون، وأن يرد الودائع إلى أهلها، أو يستأذنهم في بقائها.
5- أن يختار لحجه نفقة طيبة خالصة من الحرام والشبهة؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وأن يكتب وصيته، ويشهد عليها.
6- أن يختار رفقة طيبة في حجه تساعده على أداء نسكه من أهل الدين والتقوى والورع والعلم، فإن الرفيق والجليس له تأثير على جليسه ورفيقه .

الذهبي
01-17-2004, 07:06 PM
الإحرام

الإحرام هو نية الدخول في النسك، وهو أن يقصد بقلبه النسك الذي يريده، وقبل ذلك يعتبر قاصدا للحج والعمرة ولم يدخل فيها فهو بمنزلة من يخرج إلى الصلاة لا يدخل فيها حتى يحرم بها وإن كان له أجر ما سعى إليها.

والإحرام ركن من أركان الحج لا يصح إلا به، بل لا ينعقد إلا بالإحرام؛ لأنه بمنزلة تكبيرة الإحرام في الصلاة لا تنعقد إلا بها.

الذهبي
01-17-2004, 07:08 PM
أنواع الحج

والواصل إلى أحد المواقيت وهي: ذو الحليفة والجحفة ويلملم وقرن المنازل وذات عرق يخيّر بين الأنساك الثلاثة: التمتع والقران والإفراد.

وصفة التمتع: أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج وهي: شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة، فيقصده بقلبه ويشرع له التلفظ بما نوى فيقول: لبيك عمرة، أو اللهم لبيك عمرة ، أو أوجبت عمرة، أو اللهم إني أريد عمرة، فإذا وصل إلى مكة طاف وسعى وحلق أو قصر ثم حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام، ثم يحرم بالحج في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويأتي بأعمال الحج .

وصِفَة القران: أن يحرم بالعمرة والحج معًا أو بالعمرة وحدها، ثم يدخل الحج عليها قبل أن يشرع في طوافها فيقول: لبيك عمرة وحجًّا، أو اللهم لبيك عمرة، أو أوجبت عمرة وحجًّا، أو اللهم إني أريد العمرة والحج، أو يتلفظ بما نواه استحبابًا بعد أن يقصدهما بقلبه، فإذا وصل إلى مكة طاف للقدوم وسعى، ويبقى على إحرامه إلى أن يتحلل يوم العيد، وإن أحب أن يؤخر السعي مع طواف الإفاضة فله ذلك .


وصِفَة الإفراد: أن يحرم بالحج وحده ، فيقصده بقلبه، ويتلفظ بما نواه استحبابًا فيقول: لبيك حجًّا، أو اللهم لبيك حجًّا، أو أوجبت حجًّا ، فإذا وصل إلى مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يقصر ولا يحلق بل يبقى على إحرامه كالقارن إلى أن يتحلل يوم العيد، وإن أحب أن يؤخر السعي إلى يوم العيد مع طواف الإفاضة فله ذلك، وليس عليه دم بخلاف المتمتع والقارن.

أيُّ الأنساك أفضل قال كثير من العلماء: القران أفضل لمن ساق الهدي ؛ اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه تواتر عنه أنه حج قارنًا ، قال أحمد "لا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حج قارنًا" ، والتمتع أفضل لمن لم يسق الهدي ؛ لأن الأحاديث تواترت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بذلك من لم يكن معه هدي من أصحابه، وحقق شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هذه المسألة فقال : "التحقيق في ذلك أنه يتنوع باختلاف حال الحاج ، فإن كان يسافر سفرة للعمرة ، وللحج سفرة أخرى، أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها حتى يحج فهذا الإفراد أفضل باتفاق الأئمة الأربعة ، وإن كان يجمع بين العمرة والحج في سفرة واحدة فهذا إن ساق الهدي فالقران أفضل له، وإن لم يسق الهدي فالتحلل من إحرامه بعمرة أفضل" .

الذهبي
01-17-2004, 07:10 PM
صفة الحج

صفة الحج: إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم المحل بمكة بالحج من مسكنه، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة فإنه يحرم من مسكنه ويتوجه إلى منى قبل الزوال أو بعده، وأما القارن والمفرد فإنه يتوجه إلى منى ملبيا ويبقيان على إحرامهما ويصلي بها خمس صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم بعد طلوع الشمس من يوم عرفة يدفع الحاج إلى عرفة وينزل بنمرة إلى الزوال إن تيسر له.

ثم يصلي الظهر والعصر جمعا في وقت الظهر بأذان وإقامتين، ثم يقف بعرفة إلى غروب الشمس ذاكرا تاليا لكتاب الله مخبتا وَجِلًا خائفا متضرعا، ثم بعد غروب الشمس يدفع إلى مزدلفة فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء بأذان وإقامتين ويبيت بها، فإن كان من الضعفة كالصبيان والنساء جاز له الدفع إلى منى آخر الليل، وإن كان قويا تأكد في حقه أن يبيت إلى الفجر وبعد الصلاة يقف عند المشعر الحرام ذاكرا مستغفرا، وبعد الإسفار جدا وقبل طلوع الشمس يدفع إلى منى فإذا وصلها رمى جمرة العقبة بسبع حصيات.

ثم ينحر هديه إن كان متمتعا أو قارنا، ثم يحلق رأسه أو يقصر، ثم يطوف بالبيت طواف الإفاضة، ويسعى المتمتع وكذلك القارن والمفرد إن لم يكن سعى مع طواف القدوم.

ثم يرجع إلى منى ويبيت بها ليلة الحادي عشر والثاني عشر وفي كل يوم يرمي الجمرات الثلاث الأولى التي تلي مسجد الخيف يبدأ بها فيرميها بسبع حصيات، ثم الوسطى كذلك، ثم جمرة العقبة كذلك، ويكون الرمي في هذين اليومين بعد الزوال ثم بعد الرمي في اليوم الثاني عشر يجوز له أن يتعجل ويخرج من منى قبل غروب الشمس، وإن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمى الجمرات بعد الزوال في اليوم الثالث عشر فهو أفضل له ثم يطوف للوداع .

الذهبي
01-17-2004, 07:12 PM
أركان الحج

أركان الحج: التي لا يصح إلا بها ولا بد من فعلها ولا تجبر بدم:

أولها: الإحرام وهو نية الحج وقصده فإن الحج -بل كل عمل- لا يصح بغير نية بإجماع المسلمين قال -عليه الصلاة والسلام- : إنما الأعمال بالنيات .

الثاني: الوقوف بعرفة ودليله الإجماع، وقال -صلى الله عليه وسلم -: الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر ليلة جمع فقد تم حجه رواه أبو داود

الثالث: طواف الزيارة قال ابن عبد البر وهو إجماع؛ لقوله تعالى: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ فهذه الثلاثة متفق عليها .

الرابع: السعي بين الصفا والمروة وهو مختلف فيه، والصحيح أنه ركن لا يصح الحج إلا به، وهو قول كثير من العلماء، ودليله قوله -صلى الله عليه وسلم-: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي .

الذهبي
01-17-2004, 07:15 PM
واجبات الحج

واجبات الحج سبعة :

الأول: الإحرام من الميقات.

الثاني: الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس لمن وقف نهارا.

الثالث: المبيت بمزدلفة إلى نصف الليل.

الرابع: المبيت بمنى ليلتي الحادي عشر والثاني عشر.

الخامس: رمي الجمرات يوم العيد ويومان بعده.

السادس: الحلق أو التقصير.

السابع: طواف الوداع.

فمن ترك واحدا منها جبر بدم وصح حجه، فإن لم يقدر على الدم لزمه صوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، كما ذكر الله تعالى في كتابه.

12d8c7a34f47c2e9d3==