المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة مكانة المرأة في الإسلام لسماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ


كيف حالك ؟

البلوشي
01-17-2011, 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة مكانة المرأة في الإسلام لسماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله


الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

أمَّا بعدُ:

فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.

عباد الله، لقد رفع الله شأن المرأة وأعلى مكانتها فجعلها أمًا لها حق في البر والإحسان وزوجة لها حق المعاشرة والمعاملة في المعروف وبنتًا يجب تربيتها ورعايتها وأختًا يجب إكرامها والغيرة عليها وأمًا وخالة يحسن إليها وتكرم هذه المنزلة العالية التي أنزلها الإسلام إياها اعترافًا بحقها وبيانًا لفضلها والمجتمعات الإسلامية في عصور الإسلام الراقية ساروا على هذا المنهج وهذه الرعاية العظيمة مما أعطى المرأة اعتبارًا ومكانة لم تكن في أي مجتمع سوى مجتمع الإسلام.

أيها المسلم، وكم عانت المرأة في الجاهلية بل في عصور منحرفة عن الهدى ما عانت كم ظلمت وأهينت كرامتها وظلمت بأنواع الظلم فجاء الإسلام ليرفع الظلم عنها وينزلها المنزلة اللائقة بها ويؤديها حقوقها وليكرمها بأنواع من التكريم العظيم فمن صور تكريم الإسلام للمرأة أنها إنسان معتبر بائن في عموم قوله: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)، جعلها نفسًا فهي أحد أصلي بني آدم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً)، ومن صور تكريم الله لها أنه حذر الأمة من أخلاق الجاهلية التي كانوا يعاملون بها المرأة فكانوا يأدون البنات ويقتلون البنات خوفًا من العار أو خوفًا من الفقر ويقرون الذكور فجاء الإسلام ليحرم هذا الظلم (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً)، بل جعلها كبيرة يسأل عنها فاعلها يوم القيامة (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)، ومحمد صلى الله عليه وسلم ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومن صور تكريم الله لها أنه ذم الجاهلية في أنهم يكرهون البنات (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ومن صور تكريم الله لها أنه جعلها هبة للإنسان كالذكر يقول جل وعلا: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ)، ومن صور تكريم الله لها أن جعل إكرام البنات كفيلة بدخول الجنة وحجابًا من النار يقول صلى الله عليه وسلم: "من كان له ابنة فلم يهنها ولم يقدم الولد عليها وجبت له الجنة"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن وأحسن إليهن كن له ستارًا من النار"، ومن صور تكريم الله لها أن جعلها والرجل سيان في ثواب الأعمال قال جل وعلا: (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وقال: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)، وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ومن تكريم الله لها أن جعل الأخلاق الإسلامية التي تنال العبد بها ثواب الله متساوي فيها الرجال والنساء قال الله جل جلاله: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)، ومن صور تكريم الله للمرأة أنه جعل الحماية لها من قبل الزوج ودفاعه عن عرضها شاهدة في سبيل الله ينال بها درجة الشهداء يقول صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد"، ومن صور تكريم الله لها أنه أمرها بصيانة عرضها وحفظ فرجها وغض بصرها ونهاها عن التبرج والسفور وأرشدها إلى معالي الأمور يقول الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)، (َقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، ومن صور تكريم الله لها أنه منعها من كل وسيلة قد تؤدي إلى انتهاك عرضها وتسلط الأراذل عليها فنهاها أن تسافر بلا محرم وأوجب عليها صحبة المحرم في سفرها وناشدها إن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر ألا تسافر إلا ومعها محرم لها إكرامًا وحفاظًا على عرضها وصيانة لشرفها ومنع تسلط الأراذل عليها وكذلك نهاها أن تخلو بمن ليس محرمًا لها فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا مع ذي محرم"، وقال: "إياكم والدخول على النساء"، قال رجل أرأيت الحمو قال: "الحمو الموت"، وقال: "ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"، هكذا منعها الإسلام من وسائل الشر حتى لا يتسلط عليها أراذل البشر وسقيط الناس من لا إيمان ولا تقوى عنده ومن صور تكريم الله لها أنه جعل الوصول إليها بالطرق المشروعة بكرامة وعزة وشرف فشرط في النكاح حضور وليها أبوها أو أي قريب لها وليها وشرط شاهدين عند حضور العقد فقال صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"، وأمر بإعلان النكاح فقال: "أعلنوا هذا النكاح وأضربوا عليه بالدف"، وشرع الوليمة له فقال لعبدالرحمن بن عوف "أولمت؟"، قال لا قال: "أولم ولو بشاة"، ورغب في حضور دعوات الزواج فقال: "ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبالقاسم"، صلى الله عليه وسلم كل ذلك لأن هذا النكاح نكاح شرعي يجب إعلانه وإظهاره والتواصي بكتمانه من أسباب فساده ولذا ذكر بعض العلماء أنه لو اتفق الزوج والزوجة وأهليهم إلى إخفاء النكاح وكتمانه كان نكاحا باطل خلاف ما يصف البعض من أن هذا الزواج يكتم فيدخل للبيت ويخرج وكأنه سارق وما كأن له زواج بل بعضهم قد لا يعلم لأولاده إلا بعد موته وقد تضطرب الأحوال كل هذا أمر يخالف الشرع ومن تكريم الله لها أن أوجب الإنفاق عليها بالمعروف (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ)، ومن تكريم الله لها أنه نهى الزوج عن ضربها بلا سبب شرعي فقال: "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها"، وقال: "لا تضرب الوجه ولا تقبح"، وأمر بإطعامها مما يطعم وكسوتها والإحسان إليها ومعاشرتها بالمعروف ومن صور تكريم الله لها أن حرم على الزوج عند تعدد الزوجات الظلم والجور فقال: "من كان له زوجتان فمال مع أحدهما جاء يوم القيامة وشقه مائل"، ومن تكريم الله لها أن جعل لها نصيبًا من الميراث (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)، (يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ).

أيتها المرأة المسلمة، هذه كرامة الله لك وهذا فضله وإحسانه أما أعداءك وأعداء دينك فليسوا مكرمين لك ولكنهم يهينون لك الإهانة ويجعلونك متعة ولعبة بأيديهم لا يرعون خلقًا ولا ذمة ولا يتقون الله.

أيتها المرأة المسلمة، وإن سمعت كرامة الله لك فأسمع ما كان تعامل المرأة في الجاهلية قبل الإسلام وقد يكون هذا موجود عند أمم لا تحكم شرع الله ولا تقيم وزن للفضيلة والكرامة كانوا في جاهليتهم يتشاءمون بالبنت ويسمون من له البنات الأبتر حتى قالوا عن سيد ولد آدم إنه الأبتر لأنهم لم يروا له ذكورًا أحياء لذا قال الله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)، أما محمد فقد رفع الله ذكره وأعلى شأنه صلوات الله وسلامه عليه أبد دائما إلى يوم الدين، لقد كانوا في جاهليتهم يحرمون المرأة الميراث من أبيها أو أمها أو زوجها يحرمونها الميراث ويقولون الميراث لمن يحمل السيف ويحمي البيضة فجاء الإسلام فخالفهم فأوجب لها حقها في الميراث فمن حاول استنقاص ميراثها أو الحيلولة بين ميراثها سواء في النقود أو في الثوابت من الأراضي أو في غيره فإنما هو متخلق بأخلاق الجاهلية وكانوا في جاهليتهم يرثون المرأة أقاربه إذا ألقى ثوبا عليها بعد موت زوجها فهو أحق بها إن شاء نكحها وإن شاء حبسها حتى يستوفي الصداق منها أو يحبسها حتى تموت فجاء الإسلام لينهى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً)، وكانوا يعضلونها حتى تفتدي فقال الله: (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ)، وكان في جاهليتهم ليس في الطلاق حد ولا لتعدد الزوجات حد بل الأمر على مصراعيه في النكاح والطلاق مما أضر بالمرأة وأساء إليها فجاء الإسلام ليحدد العدد بأن الزوجات أربع مع شرط العدل والقيام بواجب (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)، وحد الطلاق بثلاث حتى لا يكون تلاعب بالأعراض بين الرجال والنساء وكانوا في جاهليتهم لا يسمعون لهم صوتا يزوجها الأب رضيت أم سخطت فجاء الإسلام ليمنع من ذلك "لا تنكح البكر حتى تستأذن"، ولما زوج رجل من الصحابة ابنته بقريب له دون استئذانها رفعت الأمر لرسول الله وقالت يا رسول الله يريد أن يرفع بي خسيسته فألغى النبي النكاح ثم قالت يا رسول الله إن تاب بقيت معه ثم قال: "إنما أريد أن أبين أن ليس للرجال حق في إجبار الفتيات".

أيها المسلم، أيتها المسلمة، إن الجاهلية قبل الإسلام في ظلم للمرأة ومن أنواع ظلمهم لها أنهم يجيزون نكاح الشغار فيزوج الرجل المرأة على أن يزوجه وليها أخته أو بنته ويجعلون هذا شرط فجاء الإسلام ونهى عن نكاح الشغار وكانوا أيضا يعملون أعمالًا سيئة مع المرأة فكانوا يستعملون أحيانا يبحثون عن من يعرف بالشجاعة والكرم فيعطيه زوجته عسى إذا بات معها أن تحمل بشخصية مثل ذلك الشخصية التي هي اليوم فجاء الإسلام وألغى ذلك وكانوا أيضا صديقات والخليلات فألغى الإسلام كل هذه وسائل الفساد والشر والبلاء.

أيتها المرأة المسلمة، إنما يريد الإسلام بك الخير والصلاح والحفاظ على القيم والأخلاق والفضائل ودعاة السوء وتحرير المرأة إنما يريدون بك الرذائل (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً* يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً)، فمن قارن بين جاهلية العرب أو غيرهم وبين عدل الإسلام وخيره ونظامه علم حق أن الإسلام هو الذي أعطى المرأة حقها الحق المشروع الذي به قوام الأسرة والتي به السعادة في الدنيا والآخرة رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا رسولا ثبتنا الله وإياكم على قوله الثابت في الحياة وفي الآخرة أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:

فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.

أخي المسلم، إن من أنار الله بصيرته وفتح على قلبه وشرح صدره بالإسلام ليعلم حقًا أنما تعيشه المرأة في ظل شريعة الإسلام وفي هذا البلد المبارك من احترام وإكرام وعمل يليق بها في حشمة وستر وعفاف يعلم أن هذا هو الحق ويعلم أن دعاة تحرير المرأة دعاة سوء وفساد ودعاة شر وضلال وانحراف عن منهج الله المستقيم يريدون أن يجردوا فتياتنا من كل قيمة وكل خلق فضيل يريدون أن يسلبوها صبغة غير إسلامية شرقوا بالإسلام وضاقت به صدورهم لأن قلوبهم مليئة بالكفر والنفاق وسب الشريعة والقدح فيها يريدون أن يسخروا بنات المسلمين ليكونوا خادمات لهؤلاء لقد اعترف كثير من هؤلاء الكتاب وبعض من اغتر بهم من الفتيات أن دعاة تحرير المرأة ما قصدوا بها خير وإنما أرادوا الشر والفساد يدعون لإفساد بنات الغير أما زوجاتهم وبناتهم فمصونات مكرمات بعيدات لكن نساء الغير يدعون إليه فليتق الله المسلم فيما يقول ويتحدث.

أختي المسلمة، إن الله أمرك بأمر فأمر الله أحق أن يطاع وأمر رسوله أحق أن يطاع (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً).

أختي المسلمة، قدوتك والله خيار نساء المسلمين لزوجات محمد صلى الله عليه وسلم خديجة وعائشة وحفصة وزينب وأم سلمة وأم حبيبة وميمونة رضي الله عنهن هن القدوة الصالحة لك فأقتدي بهن في أخلاقهن وأعمالهن ولا تثق في كثير مما يقال ويكتب ويدعى لتحرير المرأة وينادى لتحرير المرأة كلها دعواء جوفاء كلها ضلال ومغالطة كلها سوء وفساد بمن تدبر وتعقل كم عانى أعداء الإسلام الذين خلطوا الجنسين كم عانوا من المشاكل وبدوا بفصلهما في المراكب وفي المدارس لأنهم رأوا أن الاختلاط ضار ومؤذ ومفسد وهادم للأخلاق وللأسف الشديد أن بعض أبناء المسلمين يريدون أن يقعوا فيما يتخلص الآخرون وهذا كله جهل إن شريعة الإسلام هي العدل والحق والرحمة والإحسان والسعادة في الدنيا والآخرة رزقني الله وإياكم الاستقامة على دينه وهدانا وإياكم سواء السبيل وجنبنا وإياكم طرق الشر والفساد وهدى كتابنا ورجال صحافتنا وإعلامنا لما فيه الخير والصلاح أن يتبصروا فيما يكتبون ويقولون ويتحدثون فإن الله سائل كل عما قال: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

12d8c7a34f47c2e9d3==