المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه


كيف حالك ؟

البلوشي
01-16-2011, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب قول الله تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ) ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما (يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ): يشركون. وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.

قال العلامة الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله

قول الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ) أصل التوحيد إثبات ما أثبته الله لنفسه : أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى : ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة , والمعارف الجميلة , والتعبد لله بها ودعاؤه بها , فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه : فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى : فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق , ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب ونحو ذلك .
وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة , وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها , وتمتلئ بأجل المعارف . فمثلا أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة تملأ القلب تعظيما لله وإجلالا له . وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة لله , وشوقا له وحمدا له وشكرا . وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة تملأ القلب خضوعا لله وخشوعا وانكسارا بين يديه وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات , وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية , والإرادات الفاسدة . وأسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقارا واضطرارا إليه والتفاتا إليه كل وقت في كل حال .
فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتعبده بها لله لا يحصل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها , وهي أفضل العطايا من الله لعبده , وهي روح التوحيد وروحه , ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخاص والإيمان الكامل , الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين . وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى .
وأما الإلحاد في أسماء الله وصفاته فإنه ينافي هذا المقصد العظيم أعظم منافاة , والإلحاد أنواع إما أن ينفي الملحد معانيها كما تفعله الجهمية ومن تبعهم , وإما بتشبيهها بصفات المخلوقين كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم , وإما بتسمية المخلوقين بها كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله , والعزى من العزيز , ومناة من المنان , فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى فشبهوها بالله , ثم جعلوا لها من حقوق العبادة ما هو من حقوق الله الخاصة , فحقيقة الإلحاد في أسماء الله هو الميل بها عن مقصودها لفظا أو معنى , تصريحا أو تأويلا أو تحريفا . وكل ذلك مناف للتوحيد والإيمان .

قال العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله

فهذه الآية الكريمة وما جاء في تفسيرها عن ابن عبّاس وعن الأعمش تدلّ على مسائل:
المسألة الأولى: بيان التوسُّل المشروع، وهو التوسُّل بأسماء الله وصفاته.
المسألة الثانية: بيان التوسُّل الممنوع، وهو التوسُّل إلى الله بجعل واسطة في
الدعاء بين الداعي وبين الله عزّ وجلّ، كأنه يقول: أسألُك بنبيِّك، أو بجاه نبيِّك، أو بمنزلة نبيِّك، أو ما أشبه ذلك.
المسألة الثالثة: فيه إثبات الأسماء الله سبحانه وتعالى.
المسألة الرابعة: أن أسماء الله كلها حسنى، قوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، فليس فيها اسمٌ غير حسن.
المسألة الخامسة: فيه: النّهي عن الإلحاد في أسماء الله عزّ وجلّ.
المسألة السادسة: أن أسماء الله توقيفيّة، لا يجوز أن يُذكر فيها ما ليس ثابتاً في كتاب الله ولا سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنّ هذا من الإلحاد في أسماء الله، كما قال الأعمش: "يدخلون فيها ما ليس منها".

12d8c7a34f47c2e9d3==