المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد ودرر من كلام شيخ الإسلام الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله


كيف حالك ؟

البلوشي
01-10-2011, 02:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ويكفي العاقل ما جرى في الدول المجاورة وغيرها من الفساد الكبير بسبب الاختلاط . وأما ما يتعلق بالحاجة إلى معرفة الخاطب مخطوبته فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما يشفي بقوله صلى الله عليه وسلم : ((إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)) فيشرع له أن ينظر إليها بدون خلوة قبل عقد النكاح إذا تيسر ذلك فإن لم يتيسر بعث من يثق به من النساء للنظر إليها ثم إخباره بخلقها وخلقها ، وقد درج المسلمون على هذا في القرون الماضية وما ضرهم ذلك بل حصل لهم من النظر إلى المخطوبة أو وصف الخاطبة لها ما يكفي والنادر خلاف ذلك لا حكم له . والله المسئول أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم وسعادتهم في العاجل والآجل ، وأن يحفظ عليهم دينهم ، وأن يغلق عنهم أبواب الشر ويكفيهم مكايد الأعداء


سئل سماحة الشيخ هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟
جواب: قدر الله عز وجل ماض في عباده كما قال الله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[2]، وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[3]، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[4]، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وعرشه على الماء)) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) رواه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء)) ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه)) فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء)) وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعو إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه والسلامة من كل سوء، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم: ((ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار)) فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[6]. والله الموفق.

البلوشي
01-13-2011, 01:56 PM
يستفسر عن الآية الكريمة, ما تفسير الآية الكريمة: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:81]؟


هذه للمشركين، يعني سيئات الشرك، وخطيئة الشرك والكفر، فهؤلاء هم المخلدون في النار. أما العاصي فهو تحت المشيئة؛ كالزاني والسارق إذا لم يستحل ذلك، والعاق لوالديه وشارب الخمر والمرابي هؤلاء تحت المشيئة؛ كما قال الله - سبحانه - في سورة النساء في موضعين من سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، فالشرك والكفر لا يغفر إذا مات عليه الإنسان، الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، هذا لا يغفر، صاحبه مخلدٌ في النار، أما الشرك الأصغر والكفر الأصغر فهذا صاحبه على خطر، فإن رجحت حسناته سلم من دخول النار، وإذا عذب على ما قدر ما مات عليه من الشرك والشرك الأصغر والكفر الأصغر، وهكذا أصحاب المعاصي إن عفا الله عنهم وإلا عذبوا على قدر معاصيهم تعذيباً مؤقتاً، ثم يخرجهم الله من النار إلى جنته، إذا كانوا ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن من مات وهو زاني مات وهو سارق مات وهو عاقٌ لوالديه، مات وهو يأكل الربا أو يشرب الخمر مات، هذا تحت المشيئة، بعضهم يعفو الله عنه وبعضهم يدخل النار، ويعذب في النار على قدر المعصية التي فعلها واستمر عليها، ثم يخرجه الله من النار بفضل رحمته جل وعلا، ولا يخلد في النار أبد الآباد إلى الكفار، الكفر الأكبر، والشرك الأكبر، هم الذين يخلدون في النار أبد الآباد، كما قال الله في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، وقال في شأنهم سبحانه: يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37) سورة المائدة، نسأل الله العافية. شكر الله لكم...

نصيحة من كفر بالله
يقول السائل: إذا كفر أحد الأشخاص بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم فهل يحرم على الشخص أن يقول له: استغفر الله؟


من كفر فإن الواجب على من حوله من المسلمين أن ينصحه، وأن ينبهه على ما فعل، ويبين له سوء عمله، ويأمره بأن يستدرك أمره ويتوب إلى الله مما فعل، هذا هو المشروع والواجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...))[1] الحديث؛ ولأن هذا من الدعوة إلى الله، ومن النصيحة لعباد الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))[2]، وأعظم الخير الدلالة على الإسلام والدعوة إلى التوبة من المعاصي ومن الردة، هذا هو أعظم الخير، وقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النَّعَم))[3]، فكونه ينصحه ويوجهه ويقول له: استغفر الله، تب إلى الله، هذه جريمة عظيمة، هذا منكر عظيم، هذا كفر، هذا ضلال؛ لعله يرجع فيتوب، فهذا خير عظيم وعمل صالح.


أحكام الماء المختلط بغير من الطاهر

عندما نريد أن نتوضأ من أحد المساجد وعندما نقوم بفتح الماء يخرج لنا مياه مختلطة بالصدأ؛ بفعل أنابيب المياه, هل نتوضأ من هذه المياه المصدية, أم نقوم بصرف الماء بكثرة حتى يخرج لنا ماء صافٍ؟

لا حرج في الوضوء والغسل بالماء المتغير بالصدأ لا يضر، يغتسل به ويتوضأ منه ولا يضر الصدأ، والحمد لله، وهكذا إذا تغير بالتراب أو بأوراق الشجر أو ما أشبه ذلك لا يضره ذلك.


فتاوي نور على الدرب

أبوعكاشة الأثري
01-14-2011, 01:15 PM
جزاك الله خير

البلوشي
01-16-2011, 04:33 PM
الفرق بين السنة والنافلة

ما الفرق بين السنة والنافلة, فاختلط على كثير من الأشخاص معنى كل منهما عند كثير من المسلمين, لعل لكم توجيه؟


النافلة هي التي لم يفرضها الله تسمى نافلة، مثل صلاة الضحى, الوتر, الرواتب، سنة الوضوء، هذه يقال لها نافلة، أما صلاة الظهر والفريضة, والعصر, والمغرب هذه يقال لها فريضة، والحج، الحج الأول يسمى فريضة, والحج الثاني للشخص يسمى نافلة، صوم يوم الاثنين, والخميس نافلة، صوم رمضان فريضة وهكذا، والسنة فيها تفصيل، تطلق السنة على كلام النبي- صلى الله عليه وسلم-, وأفعاله, وأقواله يقال لها سنة، وتطلق السنة على النافلة، تسمى صلاة الضحى تسمى سنة وتسمى نافلة، فالسنة مرادفة للنافلة في بعض الأحيان، فتطلق على ما ليس بفرض وهو مشروع مثل صلاة الضحى, الوتر يقال لها سنة يعني ليس بواجب، وتطلق السنة على أفعال النبي, وأقواله, وسيرته-عليه الصلاة والسلام-، وتطلق السنة على ما يخالف البدعة، يقال مثلاً: صيام الاثنين, والخميس سنة، تخصيص رجب بالصيام, أو الجمعة بالصيام بدعة، صيام السنة كلها بدعة الرسول نهى عنها ليس بقربة، قال: (لا صام من صام الأبد)،إذا صام ثلاثة أيام من كل شهر، صام يوم الاثنين والخميس هذا يقال له سنة، هذه وجوه السنة، تطلق على النافلة, وعلى ما هو مشروع ليس بواجب، وعلى ما ضد البدعة.


الأولياء لهم كرامات تكون خرقاً للعادة إذا كانوا مستقيمين على طاعة الله ورسوله


هل صحيح أن الأولياء تحدث لهم كرامات خارقة للعادة كالمشي على الماء, والمكاشفات: كالنظر إلى اللوح, وظهور الملائكة وغير ذلك؟


نعم الأولياء لهم كرامات تكون خرقاً للعادة، إذا كانوا مستقيمين على طاعة الله ورسوله، قد تقع لهم كرامات عند الحاجة عند حاجتهم، أو عند إقامة الحجة على غيرهم، حجة الدين على غيرهم، قد يخرق الله لهم العادة بكرامة، ومن ذلك ما وقع لعباد بن بشر، وأسيد بن حضير كانا زارا النبي- صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة، فلما خرجا من عنده أضاءت لهما أسواطهما كالسراج في الطريق حتى وصلا إلى أهلهما، كرامة من الله لهما، كل واحد سوطه يضيء له الطريق، ومن هذا قصة الطفيل الدوسي رئيس دوس لما أسلم وطلب من النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يجعل الله له آية حتى يصدقه قومه، سأل الله أن يجعل له آية، فصار له نور وجهه مثل السراج، لما أتى أهله، فقال: يا رب في غير وجهي، فجعله الله في سوطه إذا رفعه استنار كالسراج، فأسلم على قومه على يديه وهداهم الله بأسبابه, وهناك وقائع أخرى لأولياء الله عند الشدائد مثلما, وقع لجريج لما ظلمته بغي قالت أنه زنا بها وأنها حملت منه، وهي كاذبة فجاءه أهل بلده وهدموا عليه صومعته فقال: ما بالكم؟ قالوا: زنيت بهذه، سبحان الله ما زنيت بهذه، هاتوا الغلام، جابوا الغلام له، فوضع إصبعه على الغلام مولود، فقال: من أبوك يا فلان؟ قال: أبي فلان الراعي، الذي زنا بالمرأة فلما أنطقه الله وهو صغير، قالوا: نعيد لك صومعتك من الذهب، قال: ردوها طين، ردوها مثل حالتها الأولى، المقصود براءتي مما رميتموني به الحمد لله، والقصص كثيرة في هذا.


البيع بدون تفاوض

بعض الجهات تستثمر أموالها في الفضة والدولار بحيث تشتري الدولار بالريال الفضة وقد تبيع الفضة بالدولار وهذه العملية عملية قيدية لا غير بحيث لا يرى البائع أو المشتري شيئاً من النقد سواء كان من الفضة أو الدولارات، ولا يتم التقابض بين الطرفين، فما مدى صحة هذا النوع من التعامل؟


إذا كان التعامل ليس فيه قبض فلا يصح التعامل، فإن المعاملات بالنقود لا بد فيها من القبض سواء كان بالدولار أو بالريال السعودي أو بالدينار، أو بالجنيه الاسترليني أو المصري أو غير ذلك، فلا بد أن يكون هناك تقابض ولو بالقيد، إذا كان عند الشخص له دنانير أو دولارات فباعها على زيد أو عمر بالقيد أو بالهاتف، قال هذه الدنانير التي عندك أو الدولارات التي عندك وهي كذا وكذا قد بعتها عليك بكذا وكذا، فاقبض، فقبض من نفسه صار وكيلاً، قبض عن نفسه هذا المال فلا بأس، أما إذا كان ما جرى قبض فإنه لا يصح، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (يداً بيد)، (الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر ... إلى آلخ.. يداً بيد سواءً بسواء)، ثم قال: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد)، في الدولار بالجنيه الاسترليني يداً بيد، والدولار بالريال السعودي يداً بيد، فإذا قال: بعتك هذه الدنانير أو هذه الدولارات بمائة ألف ريال سعودي، وهو مجرد قيد ما سلم له فلوس هذا ما يصح البيع، لا بد من التقابض، ...... لا بد يكون المال مقبوض لصاحب المال الأول، فإذا كان الشراء للدولارات من زيد فلا بد أن يكون المقابل مسلم لمزيد، سواء كان عنده موجود، لعنده يقول أخبروه........ عنده أو يرسل إليه أو يحولها لإنسان حتى يبضها منه،فإذا حصل التقابض تم البيع وإلا فلا.

فتاوي نور على الدرب

البلوشي
01-22-2011, 11:16 AM
العيش في بلاد لا تطبق الشريعة
يقول السائل: أنا أعيش في مجتمع لا يطبق الشرع الإسلامي في جميع النواحي ولا أستطيع جعلهم يطبقونه: فهل عليَّ شيء في ذلك؟


إذا أمكن من يعيش في بلاد لا تطبق الشريعة أن يهاجر إلى بلاد تطبق الشريعة وجب عليه الهجرة إذا استطاع ذلك، فإن لم يستطع فلا حرج عليه في الإقامة، ويتقي الله ما استطاع ويرشد إلى الخير وينصح العباد، ويدعو إلى تحكيم الشرعية حسب طاقته وهو مأجور في هذه الحالة.

وإذا كان هناك قدرة على إلزام بالحق ومنع باطل لكونه رئيساً أو شيخ قبيلة أو أمير قرية فمثل هذا يستطيع فعل هذه الأشياء إذا علم الله منه الصدق أعانه فهو يفعل ما يستطيع من تحيكم الشريعة حسب طاقته، كأن يكون شيخ قبيلة فيحكم الشرعية فيهم إذا كان يعلم وعنده معلومات في دينه.

إذا كان أمير قرية يستطيع أن يحكم الشريعة فيما يتنازعون فيه عنده وما أشبه ذلك.

المقصود أنه يجتهد ويتقي الله ما استطاع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويدعو الله لولاة الأمور بالهداية أن يهديهم ويوفقهم أو يأتي بغيرهم يحكموا الشريعة هكذا.

أما إن قدر أنه يهاجر وينتقل إلى بلاد تحكم الشريعة فهذا واجب عليه، إلا إذا كان عالماً ذا علم وبصيرة وهدى، ويرى أن إقامته في هذه البلد فيها دعوة إلى الله وفيها توجيه الناس إلى الخير وفيها إرشادهم إلى توحيد الله وإخراجهم من الظلمات إلى النور هذا له أجر في ذلك من أجل الدعوة، من أجل التوجيه إلى الخير، من أجل إنقاذ الناس مما هم فيه من الباطل، فهو على خير عظيم ولا تلزمه الهجرة في هذه الحال؛ لأنه ينشر دينه، ولأن عنده علماً في دينه لا يخشى على نفسه من شبهاتهم فلا بأس.

هل وضع الأواني المطلية بماء الذهب خوفاً من الصدأ جائز؟


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما. بعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن استعمال أواني الذهب والفضة, يقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تأكلوا في صحائف الذهب والفضة، ولا تشربوا فيها، فإنها لهم في الدنيا -يعني الكفرة-ولكم في الآخرة), ويقول-صلى الله وعليه وسلم-: (الذي يشرب في إناء الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم ), فالرسول حذر من هذا, نهانا أن نأكل أو أن نشرب في أواني الذهب والفضة, وقال: (إنها للكفرة في الدنيا ولكم في الآخرة), وذكر وعيداً شديداً في من فعل ذلك، فالذي يشرب في إنا الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم, وهذا وعيد شديد يدل على الحذر من ذلك, فاستعمال الأواني المطلية بالذهب أو بالفضة لا خلاف فيها, فإن الإناء يكون تارة من الذهب كله, وتارة يكون مطلياً بالذهب, أو مطلياً بالفضة والحكم واحد سواً كان من الذهب خالص, أو من الفضة الخالصة, أو كان مطلياً بواحد منهما, فالواجب الحذر من ذلك.


حول حديث: ((.. من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً...))
لقد قرأت في [رياض الصالحين] بتصحيح السيد علوي المالكي، ومحمود أمين النواوي حديثاً قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى، والحديث مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.

فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئاً من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي، ولا مشي، ولا هرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.

فهل ما قالاه في المشي والهرولة لموافق ما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت؟ وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق.



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فلا ريب أن الحديث المذكور صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.

ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.

فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده، وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه.

فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه، ولا نزول خلقه؛ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل.

وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[1]، وقال عز وجل: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[2]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[3].

فرد على المشبهة بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وقوله: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ، ورد على المعطلة بقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، وقوله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ، وإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[4]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[5]، وقوله: إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[6]، إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[7] إلى غير ذلك.

فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ما أثبته الله لنفسه، إثباتاً بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة، كالفقهاء السبعة، وكمالك بن أنس، والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام، يقولون: أمروها كما جاءت، وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

وأما ما قاله المعلقان في هذا (علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح، ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم، وأولى بالجود والكرم، ولكن ليس هذا هو معناه، فالمعنى شيء وهذه الثمرة وهذا المقتضى شيء آخر، فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منه، ولكنه ليس هذا هو المعنى بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي والهرولة، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك، فنثبته لله على الوجه الذي أراده من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

وقولهم: إن هذا من تصوير المعقول بالمحسوس، هذا غلط، وهكذا يقول أهل البدع في أشياء كثيرة، وهم يؤولون، والأصل عدم التأويل، وعدم التكييف، وعدم التمثيل، والتحريف، فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، ولا يتعرض لها بتأويل ولا بتحريف ولا بتعطيل، بل نثبت معانيها لله، كما أثبتها لنفسه، وكما خاطبنا بها، إثباتاً يليق بالله، لا يشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيء منها، كما نقول في الغضب، واليد، والوجه، والأصابع، والكراهة، والنزول، والاستواء، فالباب واحد، وباب الصفات باب واحد.

هناك مجلات دينية مشهود لها بالأمانة والإصلاح ولكن عيبها أنها تحتوي على صور، وقد فتح الله علي بمبلغ وفير فأحببت أن أحصل على أعداد وفيرة منها ولكن تذكرت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وأنا الآن في حيرة من أمري. فأرشدوني وفقكم الله.


الذي يظهر أن المجلات المفيدة ينبغي أن تشترى وتوزع بين الناس لعظم فائدته، ولا يمنع من ذلك ما فيها من الصور، مثل مجلة المجتمع، ومجلة الدعوة، وكذلك مجلة البلاغ، هذه مجلات نافعة ومفيدة، فلا ينبغي أن يتوقف في شرائها من أجل هذه الصور، بل يشتريها ويوزعها على المحتاجين لها ويستفيد منها.

والصور لا تمنع دخول الملائكة في مثل هذا؛ لأنها مغطاة، فهذه الصور مغطاة بالأوراق التي عليه؛ فهي تشبه الصور التي تغطى بخرقة فوقها، وتشبه الصور التي في الفراش الذي يمتهن والوسائد، فلا تمنع إن شاء الله من دخول الملائكة.

لكن على سبيل الاحتياط ينبغي له أن يضع على الرؤوس البوية ويمسحها بالبوية حتى تزول آثار هذه الصور؛ لأن إزالة رأسها إزالة للصورة، ولاسيما إذا كانت على الغلاف؛ لأن هذه مكشوفة فإذا كانت على الغلاف فإنه ينبغي طمسها، فيجعل فوقها قرطاسة بالشمع أو فوق الرأس قرطاسة بالشمع، أو يزيل الرأس بالحبر الذين يزيل معالم الرأس، أو بالبوية ويزول الحكم.

وفي الحقيقة إن هذا الشيء الذي ذكره السائل مؤلم، فما كان ينبغي لهذه المجلات الطيبة أن تستخدم هذه الصور؛ لأن تصويرها محرم والرسول صلى الله عليه وسلم شدد في ذلك وقال: ((كل مصور في النار))[1]، وقال: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون))[2]، وقال لعلي: ((لا تدع صورة إلا طمستها))[3]. فما كان ينبغي لهؤلاء الذين يصورون هذه المجلات الطيبة أن يضعوا هذه الصور، ونصيحتي لهم جميعاً ألا يضعوها وأن يتركوا هذه الصور حتى تكون هذه المجلات سليمة طيبة بعيدة عن هذا التيار الذي وقع فيه الناس، هذه نصيحتي لإخواني في الدعوة وفي مجلة المجتمع والبلاغ وغيرها.

نصيحتي لهم جميعاً ألا يضعوا فيها صورة وكذلك إذا كتبوا فيه مقالة لأحد ألا يضعوا صورته إلا بإذنه، حتى لو أذن لا ينبغي لهم أن يصوروه على الصحيح.

وأنا أحرج على كل من نقل عني مقالاً أن يضع صورتي فأنا لا أسامحه ولا أبيح وضع صورتي، كل من كتب عني أنا أحرجه أن يضع صورتي ولا أرضى بذلك؛ لأني أعتقد أنه لا يجوز التصوير مطلقاً، فأنا أقول لكل من نقل عني في أي مجلة أو في أي جريدة لا أبيحه ولا أسامحه أن يضع صورتي، هذا الذي أقوله لإخواني جميعاً وأنصح به إخواني جميعاً وأبلغكم إياه أني لا أرضى أن توضع صورتي مع أي مقال أو فتوى تنشر عني.

هذا اعتقادي وإن كان التصوير قد يحتاجه بعض الناس في مثل التابعية والجواز ورخصة القيادة، هذا شيء آخر قد يقال إن صاحبه مضطر أو مكره فيعفى عنه إن شاء الله، لأنه مضطر إلى التابعية ونحوها، لكن نقل المقالات في الصحف ليس هناك ضرورة إلى وضع صورة صاحبها، صاحب المقال معروف وإن لم توضع صورته.

تهاون الناس في السؤال عن الأمور الشرعية, هل لكم من توجيه في ذلك


الواجب على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين, والسؤال عما أشكل عليه وعدم السكوت على الجهل، يجب على الرجل أن يتعلم وعلى المرأة أن تتعلم أمور دينها، كل واحد منهم الرجل والمرأة، على كل واحد منهم أن يتعلم أمور دينه، الله يقول: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(النحل: من الآية43)، والله أوجب على الناس أن يعبدوه ولا طريق للعبادة إلا بالتعلم فيعرف ما أوجب الله عليه حتى يؤده، ويعرف ما حرم الله عليه حتى يجتنبه، وأجمع المسلمون على أنه لا بد من التعلم بما لا يسع العبد جهله، يتعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، والسكوت والإعراض والغفلة أمر منكر لا يجوز، الله وصف الكفار بالإعراض, قال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ(الأحقاف: من الآية3)، وقال- سبحانه-: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا(الكهف: من الآية57)، فالواجب على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين والتبصر كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيرا يفقهه الدين)، وعلى المسلم أن يسأل ولو من طريق الكتابة من طريق الهاتف، يسأل أهل العلم عما أشكل عليه يستمع ما يذاع في إذاعة القرآن من العلم، إذاعة القرآن فيها علم عظيم، مثل نور على الدرب، أسئلة كثيرة من كل مكان، فيها أهل العلم يجيبون عنها فيها فوائد كثيرة، في إذاعة القرآن استماع القرآن، واستماع الندوات والمحاضرات العلمية، فيها خير كثير، كما أوصي جميع الرجال والنساء بالعناية بإذاعة القرآن والاستماع لها والاستفادة بما فيها من العلم، نسأل الله للجميع الهداية

فتاوي نور على الدرب

البلوشي
02-06-2011, 03:45 PM
في الآية الكريمة وفي سورة الرحمن قال الله تعالى:وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27]، وفي آية أخرى: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78] الأولى بالرفع, والثاني بالكسر؟ فأفيدونا عن الآيتين؟


ج/ الأولى وصفٌ لوجه، ويبقى وجه ربك ذو الجلال وصف للوجه، يعني أنه ذو الجلال؛ وهو الرب سبحانه؛ لأن التعبير بالوجه معناه للكل، وجهه ذو الجلال وهو ذو الجلال سبحانه وتعالى. والثانية الأخيرة آية الرحمن وصفٌ للرب تبارك اسم ربك ذي الجلال نعتٍ للرب، وصف للرب بأنه ذو الجلال ووجهه ذو الجلال سبحانه وتعالى، وجهه عظيم وذاته عظيمة سبحانه وتعالى، فهو ذو الجلال من جهة وجهه، وذو الجلال من جهة ذاته سبحانه وتعالى.

تقول السائلة: هل صحيح أن المهدي المنتظر سوف يظهر أم أنها بدعة؟ مع العلم أنه لا يوجد بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزات، أرشدونا جزاكم الله عنا خيراً.


المهدي المنتظر صحيح وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة.

أما المهدي الذي يدعيه الرافضة مهدي الشيعة صاحب السرداب فهو لا أصل له عند أهل العلم بل هو خرافة لا أساس لها ولا صحة لها.

أما المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فإنه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد وأبوه عبد الله، هذا حق وجاءت به الأحاديث الصحيحة وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين من إقامة العدل ونشر الشريعة وإزالة الظلم عن الناس.

وجاء في الأحاديث أن الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمانه، وأنه يخرج عند وجود فتنة بين الناس واختلاف على إثر موت الخليفة القائم، فيبايعه أهل الإيمان والعدل بما يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة وأنه من بيت النبوة.

احتاج إلى الغسل ولكنه لم يستطع لشدة البرد، ولعدم وجود وسيلة لتسخين الماء فهل يتيمم لصلاة الفجر؟ ومن فعل ذلك فما الحكم؟


إذا كان في محل لا يستطيع فيه تدفئة الماء وليس هناك كنٌ يستكن به للغسل بالماء الدافي وخاف على نفسه فإنه يصلي بالتيمم ولا حرج عليه, لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ, ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم), وقد ثبت أن عمر بن العاص-رضي الله عنه-كان في غزوة السلاسل أصابته جنابة, وكان في ليلة باردة شديدة البرد فلم يغتسل بل توضأ وتيمم وصلى بالناس, و سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما قدم من الغزوة فقال: يا رسول الله إني خفت على نفسي, وتأولت قوله-سبحانه-: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل له شيء ولم يأمره بالإعادة-عليه الصلاة والسلام-فدل ذلك على أنه عذر شرعي.


تقول السائلة: أنا فتاة مؤمنة بالله، وبوحدانيته مؤدية لطاعاته وأسعى إلى كل من يقربني إليه، إلا أنني أعيش في دوامة مستمرة من أمري، أعيش في صراع دائم مع نفسي هذه النفس الأمارة بالسوء التي هي سبب حيرتي وعذابي في حياتي والتي لا أجد فيها الطمأنينة أبداً في جميع أعمالي وخاصة العبادة وعلى رأسها الصلاة، عندما أقوم لتأديتها لا أجد ذلك الخشوع والخضوع المطلوبين فيها وتراودني أفكار شتى تجعلني أقطع القراءة، ولكن أتعوذ من الشيطان وأستغفر الله ثم أكمل، ولا ألبث لحظات إلا وأعود لمثلها، ولا أزال كذلك حتى أنتهي منها وبعدها أشعر بأن صلاتي غير مقبولة، وأن جميع أعمالي غير مقبولة مني.

بكيت كثيراً واستغفرت كثيراً وتبت إلى الله أكثر من مرة، ولكن أجد نفس تقودني إلى المعاصي، فأنا الآن أعيش في عذاب وقلب وحيرة وخوف، أخاف أن ينقضي عمري وأنا على هذه الحالة، أخاف أن تنتهي حياتي ولم أغتنم منها شيئاً، علماً بأنني لم أكن كذلك من قبل، فأرجو من فضيلتكم أن تشيروا عليَّ بما يجب فعله حتى أعود كما كنت سابقاً. وفقكم الله لمايحبه ويرضاه.



أولاً: نسأل الله سبحانه للسائلة أن يوفقها لما فيه رضاه، وأن يصلح قلبها وعملها، وأن يرشدها إلى خير الأمور، وأن يهبها ثباتاً واستقامة وصلاحاً ورشداً، وأن يدلها على الخير الذي فيه المطمأنينة وبه السعادة العاجلة والآجلة.

ونصيحتي أن تكثري أيتها السائلة من قراءة القرآن الكريم بتدبر وتعقل في الأوقات المناسبة، مع مطالعة كتب السنة، وكتب التفسير التي تشغلك؛ مثل رياض الصالحين، وبلوغ المرام، ومثل الوابل الصيب، وتفسير ابن كثير، والبغوي، وابن جرير، وتفسير الشوكاني، هذه التفاسير مفيدة، حتى تستفيدي وحتى تشغلي الوقت بما ينفعك.

وأمراً آخر هو مجالسة الأخيار من أهل بيتك والأنس بهم من أبٍ وأم وأخوات صالحات تشغلي به بعض الوقت أيضاًَ، وإذا كنت لست ذات زوج أن تحرصي على الزواج ولو أن تخطبيه أنت، تنظرين من أقاربك من هو طيب وصالح؛ من أبناء العم أو أبناء الخال أو غيرهم ممن تعرفين، ثم تطلبين من أبيك أو غيره من أوليائك أن يتوسط في هذا وتقولين: إنه بلغني عنه كذا وبلغني عنه كذا من غير ريبة، بل السؤال عنه التعرف عليه.

فإذا عرفت أنه صالح وأنه جيد قلت لأبيك أو أخيك أو غيره من أوليائك إنك تطلبين فلاناً حتى يتزوجك، وتنصحي بأن لا يتكلف في المهور ولا في الولائم، ويتسامحوا معه في المهر وفي الوليمة، كل هذا من أسباب الهدوء و من أسباب الثبات، ومن أسباب زوال هذه الوساوس والأفكار الرديئة.

وإن كنت ذات زوج فالحمد لله وعليك أن تعيشي معه طيباً وأن تعامليه بخير وتعاشريه بالمعروف، وأن تجتهدي في أسباب الألفة معه والمحبة وقضاء الوطر الشرعي، مع العناية بما تقدم، قراءة القرآن الكريم بتدبر، كثرة الذكر والاستغفار، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومع المطالعة للكتب النافعة المفيدة، كل هذا من أسباب زوال ما ذكرت من قلق والوساوس التي تضرك، وأسأل الله لك الهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل.

فتاوي نور على الدرب

البلوشي
02-17-2011, 03:00 PM
يقول العلماء في كلامهم: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وغيرها من القواعد, فما المقصود بهذه القواعد، ومن هو الذي وضعها، هل هو النبي صلى الله عليه وسلم، أم العلماء استنبطوها؟


استنبطها العلماء من الأدلة، الأدلة الشرعية كون الإنسان يدرأ مفسدة أعظم من كونه يجلب مصلحه التي يتخيلها ويظنها, فإذا كان اجتماعه بزيد أو بعمرو يترتب عليه شر فيترك هذا الاجتماع الذي يخشى منه شر، وإن كان يرجوا فيه مصلحة بأن يعطيه فلوس أو يدعوا له أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كان يترتب عليه سوء ظن، أنه يظن به شر أن هذا الرجل الذي يحب أن يجتمع به مشهور بالشر أو بشرب المسكر أو بتعاطي ما حرم الله من اللواط أو ما أشبه ذلك يبتعد عما يظن به السوء من أجله، وكذلك إذا كان تعاطيه بصفة معينة يجر عليه شراً يبتعد عنها، وهكذا إذا كان ذهابه إلى حارة من الحارات يجر شراً يبتعد، ولو كان فيها مصلحة أنه يزور مريض أو يتصدق على أحد ما دام دخول هذه الحارة ظاهرها يتهم بالشر والفساد لا يذهب، درء المفسدة مقدمة على المصلحة، وهكذا ما أشبه ذلك. شكر الله لكم...


ما المقصود في قوله تعالى في سورة يوسف: (( رَوْحِ اللَّهِ ))[يوسف:87]؟


الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: المعنى النهي عن اليأس من رحمة الله وإحسانه وجوده، ورحمته وإحسانه إلى عباده، .. اليأس منهي عنه، اليأس، يقول - عز وجل -: (لا تقنطوا من رحمة الله)، فسرها، قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)، في سورة يوسف: (لا تيأسوا من روح الله)، يعني من رحمته وإحسانه وفرجه وتيسيره.


إن الذي يؤمن بالكتاب والسنة والرسل في قريتنا أو مدينتنا ولا يعتقد في الأسياد الذين يضربون أنفسهم في الحديد وغيره كما ذكرت في السؤال السابق، يقولون عنه: أنت وهابي، ويزعمون أن هذا المذهب لا يعترف حتى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.



هؤلاء مثل ما تقدم جهال، أو متعصبون ملبسون على الناس مخادعون، فهم بين جهل وضلال، وبين خداع وتلبيس، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ينكر عملهم هذا السيئ، فينكر طعنهم أنفسهم بالسلاح، أو إدخال أنفسهم في النار، أو تقربهم إلى أسيادهم بالذبائح والنذور، فكل هذا ينكره أهل العلم بالله، وينكره أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما أنكره الرسول عليه الصلاة والسلام وحذر منه؛ لأنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وليس هذا العمل من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من أمر الصحابة، ولا من دين الله الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو باطل.

أما الوهابية فهم أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي رحمه الله، فهو إمام مشهور دعا إلى الله عز وجل في نجد في القرن الثاني عشر. دعا إلى الله، وإلى التمسك بالإسلام، وإلى تحكيم الشريعة المطهرة، وحذر الناس من الغلو في الأنبياء والصالحين، وعبادة القبور، وعبادة الأشجار والأحجار.

ودعا الولاة في زمانه والأمراء والعامة إلى توحيد الله والإخلاص له، واتباع الشريعة وتعظيمها، وإقامة الصلوات في المساجد، والمحافظة على شعائر الله، فيسر الله له الأنصار والأعوان من آل سعود، وقام دين الله بأسباب دعوته في الجزيرة العربية، وظهر الحق، وانتصر الحق، وخذل الله الباطل، وحكمت الشريعة الإسلامية في هذه الجزيرة بأسباب دعوته، ولم تزل بحمد لله في آثارها وفي بقاعها. نسأل الله أن يثبتنا ويميتنا على الحق والهدى، فالشيخ محمد رحمه الله وأتباعه هم من أنصار الحق، ومن دعاة الهدى، وهم الذين نصروا دين الله في وقت الغربة في القرن الثاني عشر، وأعلوا كلمة الله، وجاهدوا عليها، وحكموا شرع الله في هذه الجزيرة.

وهو يدعو إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى تعظيم شريعته واتباع ما جاء به، والناس يكذبون عليه وعلى أتباعه، ويقولون: إنه لا يصلي على النبي، ويقولون: إنه يقول: عصاي أحسن من النبي، وكل هذا من الباطل ومن أكاذيب أعداء الله؛ فهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله، وأنه أفضل الخلق، وأفضل عباد الله، وهو سيد ولد آدم، وهو إنما قام يدعو إلى شريعته وإلى اتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وهو ممن يعظم أمر الله ونهيه، وينادي في بلاده أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.

ويرى - رحمه الله - أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التحيات في آخر الصلاة ركن من أركان الصلاة، فكيف يقال إنه لا يصلي عليه إذا كان يرى أن الصلاة عليه ركن من أركان الصلاة في آخر التحيات في آخر الصلاة؟! ولكن أعداء الله عندهم الكذب، وعندهم التلبيس، وعندهم البهتان، وعدم المبالاة بأمر الله ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


فتاوي نور على الدرب

البلوشي
03-01-2011, 02:09 PM
من هم الأشخاص الذين لا يحق لهم الأكل من النذر؛ لأننا سمعنا بأن الأصول والفروع لا يحق لهم الأكل من النذر؟ أفتونا مأجورين.


إذا نذر نذراً صدقة يعطيه الفقراء، إذا قال: لله علي أن أتصدق بكذا يعطيها الفقراء، من إخوانه, من أقاربه ومن غيرهم، أما أبوه, وأمه, وأصوله وفروعه لا يعطيهم, إنما يعطي النذر للفقراء من أقاربه، الحواشي، الأخوة, وبنيهم, والأعمام, والأجانب من الفقراء، إذا كانوا فقراء والنذر للفقراء، كأن يقول: لله علي إن عافني الله أن أتصدق بمائة درهم، أو بألف درهم، فعافه الله يتصدق على الفقراء، وإذا كان في إخوته أو أعمامه فقراء يعطيهم منه، وهكذا لو قال: لله علي أتصدق بمائة ألف, أو بمائة صاع رز أو كذا أو كذا، يعطي الفقراء، لكن لا يعطي أصوله وفروعه؛ لأن عليه نفقتهم، فلا يعطي آبائه, ولا أمه, ولا جده, ولا جدته, ولا أولاده, ولا أولاد أولاده، ولكن يعطي الحواشي كالأخوة, والأعمام, وبنيهم إذا كانوا فقراء.

أوردت أختنا جزءاً من حديث: (عفّوا تُعف نساءكم) هل من شرح لهذا الجزء لو تكرمتم؟


هذا الحديث مشهور، ولكن لا أعرف حال سنده، ولكن التجارب واقعة، فإن الغالب إن من عف عف نساؤه، ومن رتع في الحرام قد يبتلى بنسائه بذلك - نسأل الله السلامة - تتأسى به زوجته، ويتأسى به بناته، - ولا حول ولا قوة إلا بالله - إذا عرفوا منه الفساد، الواجب الحذر لئلا تقع زوجته وبناته وأخواته في مثلما وقع فيه بأسبابه - نسأل الله العافية منه-.

من عاداتي كتابة بسم الله الرحمن الرحيم، والثناء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رسائلي إلى أهلي وصديقاتي، ويتخلل الرسالة بعض الآيات أو كلمات دعاء، وفي الأيام الأخيرة اعتراني شعور بألا أكتب لفظ الجلالة أبداً، مع العلم أنني منذ كتابة رسالتي بتلكم الطريقة الأخيرة أشعر أن الرسالة ناقصة وفيها عيب واضح، وسبب هذا الشعور: أنني أخاف أن يكون علي إثم إذا الرسالة وضعت في مكان غير لائق أو ضاعت، فماذا عساي أن أفعل؟


عملك الأول، العمل الأول أطيب وأحسن، اكتبي بسم الله الرحمن الرحيم، واكتبي بعض الآيات أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض النصائح، ولا يضرك لو أن الذين قرأؤها طرحوها في محل غير مناسب الإثم عليهم ليس عليك أنت، الإثم على من طرح الرسالة أو الكتاب أو الفائدة في محل غير لائق، الإثم عليه، أما أنت فأنت مأجورة إذا سميت الله في أولها وصليت على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو حمدت الله، أو ذكرت بعض الآيات المفيدة أو بعض الأحاديث كله طيب، وأنت مأجورة، ومن طرحها في محل غير مناسب فالإثم عليه، ليس عليك أنت.


فتاوي نور على الدرب

البلوشي
03-21-2011, 05:53 PM
ما رأي سماحتكم في الوعظ عند القبور؟

الوعظ عند القبور مستحب إذا تيسر ذلك؛ لأن الرسول وعظ عند القبور، ثبت من حديث علي-رضي الله عنه-ومن حديث البراء بن عازب، أن النبي وعظهم عند القبور-عليه الصلاة والسلام-، وعظ الحاضرين عند القبور، فإذا حضر بعض أهل العلم، ووعظ الناس عند القبر، عند انتظارهم الدفن، أو عند وقوفهم للدفن وذكرهم بالله حسن، كله طيب.


هل الأدعية والأذكار التي تخاطب العباد بلفظ العبودية, هل هي للمسلم والكافر، أم أنها خاصة فقط للمؤمنين؟

بل هي عامة لجميع المسلمين للناس المسلمين وغير المسلمين عامة لهم, فعليهم أن يدعوا, المسلم يدعوا وحري بالإجابة, والكافر قد يدعوا ويستجاب له, فإذا قال اللهم اغفر لي أو توب علي, أو اللهم ارحمني قد يتوب الله عليه ويرحمه ويهديه للإسلام, وإذا قال اللهم عافني, أو اللهم أرزقني ولداً صالحاً, أو اللهم أجرني من كذا، اللهم ارحمني من كذا، فالباب مفتوح الدعوة للجميع الله يقول-سبحانه وتعالى-:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ(البقرة: من الآية186), الكافر عبد من عباد الله, ويقول-جل وعلا-:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60), فكم من كافر استجب له وهداه الله للإسلام, أو رزق ولداً, أو أنجي من ضيق إلى غير ذلك ربنا-سبحانه وتعالى-جواد كريم يقول-سبحانه-: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(النمل: من الآية62) يعم المسلم والكافر، وإجابة دعوة الكافر من إقامة الحجة عليه, إذا أجاب الله دعوته فهذا من إقامة الحجة عليه, فالواجب عليه أن يستجير بالله, وأن يتوب إليه الذي أجاب دعوته ورحمه, عليه أن يتوب إلى الله, ويبادر بالتوبة, والإخلاص, والدخول في الإسلام, والحذر من الشرك ومن تاب، تاب الله عليه.

سماحة الشيخ: ما هو تفسير هذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم يقول-جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]،فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة، واستقاموا على دينه واتقوه-جل وعلا-, فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق، الذين أخلصوا لله العبادة, ولم يشركوا به شيئا، ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه, ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، في هذه الآية الكريمة أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63]،لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله- جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ*جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة:8)، وفي قوله-سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً*خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (الكهف:107-108)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

يقول السائل: يوجد ناس عندنا يقولون: إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء شيخ غيره من الشيوخ المعروفين عندنا، ويأتي هؤلاء ويسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رؤوسهم من حرير وفي أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم وإلا غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديث في بطونهم وفي رؤوسهم. فهل هذا نوع من السحر؟ وهل نصدقهم في هذا، وهل نعطيهم ما يسألون؟

هؤلاء من الطائفة التي تسمى الصوفية، وهؤلاء يلبسون على الناس ويخدعونهم بزعمهم أنهم أولاد فلان أو أولاد فلان، وبزعمهم أنهم يستحقون على الناس المساعدة، فهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل، وينبغي تأديبهم من الدولة إذا كانت تُحكِّم الإسلام، ولا يعطى مثل هؤلاء، وإذا ضربوا أنفسهم لعلهم يقتلون أنفسهم فلا حرج عليك أنت في ذلك، وهذا من التشويش والتلبيس الذي يفعلونه، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزوير من الشيطان وتلبيس من الشيطان، وهذا نوع من أنواع السحر يفعلون هذا الشيء كأنه لا يضرهم وهم لا يفعلونه في الحقيقة ولو فعلوه حقيقة لضرهم، فإن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه.

ولكنهم يغممون هذه العيون بأنواع السحر، ويستحقون بهذا التأديب البليغ من ولي الأمر حتى لا يعودوا لمثل هذا العمل القبيح المنكر، ولا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا هؤلاء؛ لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم.

لدي مشكلة أشغلت بالي وكثيراً من تفكيري وهي: أنني قمت أنا وابني في الحج مع جماعة لنا، فعندما وصلنا إلى مكة بدأنا بالحج وعندما وصلنا إلى طوائف الإفاضة قمنا بحسب الأشواط جميعاً، فحصل بيننا تشاجر، فبعضنا يقول: هيا ننصرف أتممنا سبعة أشواط وبعضنا يقول: لم نتم سبعة أشواط بل بقي لنا شوط واحد، وأخيراً انصرف منا البعض، والبعض أتى بشوط، وأنا كنت مع الذين انصرفوا، أرجو إفادتي حول هذا

إذا كان الذين انصرفوا وأنت منهم انصرفوا باعتقاد أنهم كمَّلوا فحجكم صحيح والحمد لله، والذين شكوا عليهم أن يكملوا بأداء شوط سابع فهذا يختلف بحسب أحوال الناس، فمن شك هل كمل أو لم يكمل وجب عليه التكميل حتى يكمل سبعة عن يقين، ومن اعتقد أنه كملها وانصرف من أجل ذلك فلا شيء عليه والحمد لله. أولئك الذين انصرفوا ولم يتمموا وليسوا متيقنين من أن الأشواط سبعة وهم في غير مكة يعودون إلى مكة ليأتوا بهذا الشوط أم كيف؟ الذين انصرفوا وهم غير متيقنين تساهلوا وانصرفوا مع الشك عليهم أن يرجعوا إلى مكة وعليهم أن يأتوا بهذا الطواف كاملاً مع التوبة والاستغفار، عما حصل من التقصير وإذا كان رجلاً أتى زوجته أو امرأة أتاها زوجها فعليهم مع ذلك ذبح شاة تذبح في مكة؛ لأنه لا يجوز للرجل أن يأتي زوجته قبل الطواف وليس لها أن يأتيها زوجها قبل أن تكمل الطواف، فإذا كانت أتاها زوجها أو الرجل أتته زوجته ولم يطف هذا الطواف فإن عليه أن يرجع وأن يطوف وعليهم مع ذلك ذبيحة واحدة تذبح في مكة للفقراء بسبب جماعه لزوجته إذا كان رجلاً، أو بسبب جماع زوجها لها إن كانت امرأة قبل الطواف، أما الذين انصرفوا وهم يتيقنون أنهم قد طافوا سبعة ما عندهم شك هذا لا شيء عليه.

فتاوي نور على درب

البلوشي
04-23-2011, 05:11 PM
حدث حوار بيني وبين صديق لي عن الإسلام حيث قال هذا الصديق: إنه لا يصلي على الإطلاق، فقلت له: أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ[1]، وقال لي: أنت أيضاً كذلك، وذكر لي القول: أن من كفر مسلماً فقد كفر، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه، فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا وهل نأثم عليه؟
الصواب: أن من ترك الصلاة فهو كافر، وإن كان غير جاحد لها، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح؛ ولقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، ولقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)) خرجه الإمام أحمد والإمام *الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ ولأحاديث أخرى جاءت في الباب. فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بفعلها، ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم ألا يعود، هذا هو الواجب عليه.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصياً معصية كبيرة، وجعلوا هذا كفراً أصغر، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب. فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام، ومن ذلك أمر الصلاة، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين، ولو أن إنساناً قال: لا إله إلا الله، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر، ولا ينفعه قوله: لا إله إلا الله، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلاً وعمداً وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله، ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر، كما قال الله عز وجل: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[2] وهكذا لو قال: لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو جحد تحريم الزنا، أو جحد تحريم السرقة، أو جحد تحريم اللواط، أو ما أشبه ذلك، فإن من جحد وجوبها كفر إجماعاً، ولو أنه يصلي ويصوم، ولو أنه يقول: لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه، وتجعله بريئاً من الإسلام بهذه النواقض، فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر، وهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافراً، وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من أقوال العلماء؛ للأحاديث السابقة وما جاء في معناها، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرد كافرهم وعاصيهم من الناس إلى التوبة، ومن ذلك من ترك الصلاة، فنسأل الله أن يهديه للإسلام، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة، ويمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح.
أما الحديث: ((من كفر مسلماً فقد كفر)) فإن المراد به إذا كان التكفير في غير محله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لأخيه يا عدو الله، أو قال يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه)) لكن هذا الذي قال: أنت كافر بترك الصلاة، قد وقعت في محلها فلا يرجع التكفير إلى القائل، ولا يكون القائل كافراً، لأن القائل قد نفذ أمر الله، وأدى حق الله، وبيَّن ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس، فهو مأجور وليس بكافر؛ لأن كلامه وقع في محله، وإنما الكافر هو الذي ترك الصلاة وعاند وكابر، نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.

قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (سيأتي زمانٌ على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن الإيمان إلا رسمه، ومن القرآن إلا حرفه، همهم بطونهم، دينهم دراهمهم، قبلتهم نساؤهم، لا بالقليل يقنعون، ولا بالكثير يشبعون) ، السؤال: هل الحديث صحيح، وهل يدل على اقتراب يوم القيامة؟
لا أعلم صحة هذا الأثر, ولكن جاء معنى بعضه عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: (يأتي على الناس زمان لا يبقى فيما يبقى من الإسلام إلا اسمه, ولا من القرآن إلا رسمه, مساجدهم عامرة وهي خرابٌ من الهدى, علماؤهم شر من تحت أديم السماء, من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود), هذا مروي عن علي - رضي الله عنه -, وفي صحته نظر, وهذا معناه صحيح, فإن الأمور في آخر الزمان تتغير, ولا يبقى من الإسلام إلا اسمه, ولا يبقى من القرآن إلا رسمه؛ لأنهم لا يعملون به ثم يرفع إذا لم يبق إلا رسمه يرفع في آخر الزمان, وهو من أشراط الساعة, ويأتي على الناس زمان لا يقال فيه الله الله, ولا يقال فيه لا إله إلا الله كما صح به الحديث عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام-, فهذا المعنى صحيح, هذا المعنى وإن كان الأثر فيه نظر لكن معناه صحيح؛ لأنه تتغير الأحوال في آخر الزمان, ويقل العلم والفضل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (يتقارب الزمان, ويظهر الجهل, ويقل العلم, ويفشوا الزنا, ويشرب الخمر, ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل القتل) كل هذا واقع كما أخبر به النبي- عليه الصلاة والسلام-, وكذلك في آخر الزمان تعمر المساجد في اللبن بالحجر والإسمنت بأنواع العمارة, ولكن يقل قاصدوها والمصلون فيها لقلة الرغبة في كثرة الخير, وقلة الإيمان, وضعف الوازع الإيماني, كذلك يوجد علماء لكن منحرفون عن الهدى في آخر الزمان, وقد وجدوا في هذا الزمان وفي غير هذا الزمان ولكن يزداد الأمر شدة, يكونون علماء سوء علماء ضلالة يدعون إلى الفساد والشر, وإلى الشرك بالله- عز وجل-, وإلى البدع والخرافات وهم علماء في الاسم ولكن في الحقيقة ليسوا بعلماء لضلالهم وبعدهم الهدى نسأل الله السلامة. جزاكم الله خيراٌ

إذا أخطأ أحدنا خطأ فهل يجوز للمسلمين أن يفضحوا أمره، وينشروه، وما حكم الشرع فيمن يفعل ذلك؟

هذا يختلف إن كان الرجل أظهر منكر فلا بأس أن يقام عليه ويعامل بما يستحق من إقامة الحد أو التعزير، أما إذا كان أسر المنكر فلا يجوز فضيحته ولا غيبته، بل الواجب الستر عليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) ولقول الله -جل وعلا-: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً[الحجرات: 12]، فالمؤمن يستر على أخيه ولا يفضحه ما دامت المعاصي خفية، أما إذا أظهر المنكر، وبارز الله بالمحاربة، فهذا لا بأس أن يظهر أمره، ويرفع أمره، حتى تقام عليه الحدود الشرعية، أو التعزيرات الشرعية، حتى لا يتجرأ الناس على المعاصي كما تجرأ.

ما معنى كل قرض جر نفع فهو ربا؟

كل قرض يجر عليك نفع إذا أقرضت زيد ألف ريال وأعطاك كسوة أو أهدى إليك فاكهة أو ما أشبه ذلك فهذا من الربا، أو أسكنك في البيت بدون أجرة، أو أعطاك السيارة تستعملها بدون أجرة فهذا من الربا. لأنه أعطاك من أجل القرض.


فتاوي نور على درب

البلوشي
06-06-2011, 04:31 PM
كثرت الأحاديث الموضوعة، فما السبيل إلى العلاج في تدارك هذه الأحاديث الموضوعة؟


تداركها العلماء، ألفوا فيها مؤلفات والحمد لله وضحوها، فيها مؤلفات كثيرة, وضحت الموضوعة والضعيفة، الموضوعات لابن الجوزي، والجامع الصغير للسيوطي، شرح المناوي، كشف الخفاء للعجلوني، كتب أخرى، وضحوا فيها، نصب الراية للهيثمي، وغير ذلك، كتب كثيرة ألفت في هذا الباب والحمد لله.

نحن الحمد لله مسلمون ولدينا أخٌ مسيحي، هل يجوز الأكل والشرب معه أو لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟


المسيحي ليس أخاً لك إذا كنت مسلماً، إلا إذا كان أخاً لك من النسب الكافر ليس أخاً لك، يقول الله -جل وعلا-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [(10) سورة الحجرات]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم). فالمسلم هو أخو المسلم، وليس أخاً للكافر، وإن كان من نسبه ليس أخاً له في الدين، سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً أو شيوعياً أو قاديانياً أو وثنياً كل هؤلاء كفرة ليسوا إخوة لنا، بل بيننا وبينهم البغضاء والعداوة، وإذا أحسنا إليهم إذا كانوا فقراء ليسوا محاربين لا مانع من أن نحسن إليهم، إذا كانوا أهل ذمة أو مستأمنين نحسن إليهم لفقرهم وندعوهم إلى الإسلام، فلا بأس، لكن ليسوا إخوةً لنا، وليسوا أحباباً لنا، بل نبغضهم في الله حتى يهتدوا، ومع هذا نحسن إليهم وندعوهم إلى الله ونسأل الله لهم الهداية، كل هذا مطلوب، أما إذا كانوا حرباً لنا بيننا وبينهم القتال، ليس بيننا وبينهم ذمة ولا أمان فهؤلاء نبغضهم في الله ونقاتلهم ولا نعطيهم شيئاً ولا نساعدهم على المسلمين، بل نبغضهم في الله ونحاربهم، ونرفع الصلة بيننا وبينهم، ولا نساعدهم بشيءٍ أصلاً، بل إعانتهم على المسلمين كفرٌ وردة،... تؤاكلهم معك أو ضيف لا مانع أن تأكل معه، ولكن لا تتخذه صاحباً ولا بطانةً، بل تتخذه عدواً وبغيضاً في الله - عز وجل – حتى يهتدي، وأما مؤاكلته العارضة بسبب الضيافة أو بسبب أنه نزل معك في محل السكن لعارض فإنك تأكل معه إذا دعت الحاجة، وأن تسعى في الخلاص من صحبته ومساكنته لئلا يجرك إلى بلائه، ولئلا تتساهل فيما أوجب الله عليك من شأنه


هل يجوز لي التبرع بنقل دم لمريض أوشك على الهلاك وهو على غير دين الإسلام؟



لا أعلم مانعاً من ذلك، لأن الله تعالى يقول جل وعلا في كتابه العظيم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[1].

فأخبر سبحانه أنه لا ينهانا عن الكفار الذين لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا أن نبرهم ونحسن إليهم، والمضطر في حاجة شديدة إلى الإسعاف، وقد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها إلى بنتها، وهي كافرة، في المدينة في وقت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة تسألها الصلة، فاستفتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأفتاها أن تصلها، وقال: ((صلي أمك)) وهي كافرة.

فإذا اضطر المعاهد أو الكافر المستأمن الذي ليس بيننا وبينه حرب، إذا اضطر إلى ذلك فلا بأس بالصدقة عليه من الدم، كما لو اضطر إلى الميتة، وأنت مأجور في ذلك؛ لأنه لا حرج عليك أن تسعف من اضطر إلى الصدقة


هل يجوز للبنت بعد أن عقد عليها أن توكل غير وليها بإتمام العقد في ليلة الزفاف؛ لأن البنت عندنا بعد أن يأخذ الأب المهر ويتم التراضي على هذا الزواج وفي ليلة الزفاف يحضر الشهود وتقوم البنت بتوكيل شخص غير وليها لإتمام صيغة العقد، ومثال ذلك: يأتي بالعريس وبالوكيل من غير الولي, ثم يقول وكيل البنت: زوجتك موكلتي فلانة بنت فلان بمهر قدره كذا على سنة الله ورسوله, ثم يقول العريس: قبلت نكاح موكلتك فلانة على سنة الله ورسوله, فما هو قولكم في ذلك؟


هذا لا يجوز، ليس لها أن توكل، إنما الولي هو الذي يتولى ذلك، ولكن تستأذن فإذا أذنت زوجها وليها، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (لا نكاح إلا بولي)، ويقول-صلى الله عليه وسلم-: (البكر تستأذن وأذنها سكوتها، والأيم تستأمر), فالأيم هي التي قد تزوجت تستأمر وتأذن نطقاً، والبكر يكفي سكوتها، ولكن لا يزوج كلا منهما إلا الولي، الأب، ثم الجد، ثم الابن, ثم ابن الابن وإن نزل، ثم الأقارب حسب الميراث، كالأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، بن الأخ الشقيق، ثم ابن الأخ لأب وهكذا، وليس للمرأة أن تزوج نفسها، ولا أن توكل من يزوجها، بل الواجب أن يتولى هذا الولي سواء في ليلة الزفاف أو قبل ذلك، لا بد أن يتولى النكاح الولي، فيقول زوجتك ويقول الزوج قبلت بحضرة شاهدين، بعد رضا البنت، أو الأخت، لا بد أن تكون راضية نطقاً إذا كانت ثيب، أو بالسكوت إن كانت بكرا، هذا هو الواجب, وهذا هو المشروع الذي عليه جمهور أهل العلم.

فتاوي نور على درب

البلوشي
06-22-2011, 04:45 PM
الأدعية والأذكار التي تخاطب العباد بلفظ العبودية, هل هي للمسلم والكافر، أم أنها خاصة فقط للمؤمنين؟


بل هي عامة لجميع المسلمين للناس المسلمين وغير المسلمين عامة لهم, فعليهم أن يدعوا, المسلم يدعوا وحري بالإجابة, والكافر قد يدعوا ويستجاب له, فإذا قال اللهم اغفر لي أو توب علي, أو اللهم ارحمني قد يتوب الله عليه ويرحمه ويهديه للإسلام, وإذا قال اللهم عافني, أو اللهم أرزقني ولداً صالحاً, أو اللهم أجرني من كذا، اللهم ارحمني من كذا، فالباب مفتوح الدعوة للجميع الله يقول-سبحانه وتعالى-:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ(البقرة: من الآية186), الكافر عبد من عباد الله, ويقول-جل وعلا-:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60), فكم من كافر استجب له وهداه الله للإسلام, أو رزق ولداً, أو أنجي من ضيق إلى غير ذلك ربنا-سبحانه وتعالى-جواد كريم يقول-سبحانه-: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(النمل: من الآية62) يعم المسلم والكافر، وإجابة دعوة الكافر من إقامة الحجة عليه, إذا أجاب الله دعوته فهذا من إقامة الحجة عليه, فالواجب عليه أن يستجير بالله, وأن يتوب إليه الذي أجاب دعوته ورحمه, عليه أن يتوب إلى الله, ويبادر بالتوبة, والإخلاص, والدخول في الإسلام, والحذر من الشرك ومن تاب، تاب الله عليه.


فتاوي نور على درب

البلوشي
07-08-2011, 04:49 PM
اختلاف مدلولات الإيمان والتوحيد والعقيدة


الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات هل تختلف في مدلولاتها؟


نعم، تختلف بعض الاختلاف، ولكنها ترجع إلى شيء واحد. التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، والإيمان هو الإيمان بأنه مستحق للعبادة، والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه، فهو أشمل من كلمة التوحيد، التي هي مصدر وحد يوحد، يعني أفرد الله بالعبادة وخصه بها؛ لإيمانه بأنه سبحانه هو المستحق لها؛ لأنه الخلاق؛ لأنه الرزاق؛ ولأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله؛ ولأنه مدبر الأمور والمتصرف فيها، فهو المستحق للعبادة، فالتوحيد هو إفراده بالعبادة ونفيها عما سواه، والإيمان أوسع من ذلك يدخل فيه توحيده والإخلاص له، ويدخل فيه تصديقه في كل ما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام، والعقيدة تشمل الأمرين، فالعقيدة تشمل التوحيد، وتشمل الإيمان بالله وبما أخبر به سبحانه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأسمائه وصفاته.
والعقيدة: هي ما يعتقده الإنسان بقلبه ويراه عقيدة يدين الله بها ويتعبده بها، فيدخل فيها كل ما يعتقده من توحيد الله والإيمان بأنه الخلاق الرزاق وبأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والإيمان بأنه لا يصلح للعبادة سواه، والإيمان بأنه حرم كذا وأوجب كذا وشرع كذا ونهى عن كذا، فهي أشمل

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس

البلوشي
07-18-2011, 05:11 PM
هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟


هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟ يرجى التفصيل أثابكم الله؟



الإجماع اليقيني حجة قطعية، وهو أحد الأصول الثلاثة التي لا تجوز مخالفتها وهي: الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع، وينبغي أن يعلم أن الإجماع القطعي المذكور هو إجماع السلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم؛ لأن بعدهم كثر الاختلاف وانتشر في الأمة، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (العقيدة الواسطية)، وغيره من أهل العلم. ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى في سورة النساء: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[1] وفق الله المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، والحذر مما يخالفه، إنه سميع قريب.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة النساء الآية 115.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.

البلوشي
07-28-2011, 02:27 PM
يقول الحق - تبارك وتعالى - : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا [الكهف[الكهف:107)(108)]. ويقول - سبحانه وتعالى - :أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:19] إلى غير ذلك من الآيات التي توضح ثواب الذين آمنوا عملوا الصالحات، والتي وردت في القرآن الكريم، وقد سمعت حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه: (لن يدخل أحدٌ عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته). والسؤال: كيف نوفق بين مفهوم الحديث الشريف وبين مفهوم الآيات الكريمة


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس بحمد الله بين الآيات وبين الأحاديث اختلاف، فالله -جل وعلا- بين أن أسباب دخولهم الجنة أعمالهم الصالحة؛ كما قال- عز وجل -: ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [(32) سورة النحل]. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [(107) سورة الكهف]. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أن الأعمال الصالحة هي أسباب دخول الجنة، كما أن الأعمال الخبيثة هي أسباب دخول النار، والحديث يبين أن دخولهم الجنة ليس بمجرد العمل، بل لا بد من عفو الله ورحمته - سبحانه وتعالى - فهم دخولها بأسباب أعمالهم، ولكن الذي أوجب ذلك رحمته - سبحانه وتعالى – وعفوه ومغفرته، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحدكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل). فالباء هنا باء العوض هي ليست عوض العمل، ولكنه مجرد رحمة الله وعفوه - سبحانه وتعالى - حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة من النار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل، ويسر العمل وأعان عليه، فكل خير منه - سبحانه وتعالى -، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة وإنجائه من النار بأسباب أعماله الصالحة، فالمعوّل على عفوه ورحمته لا عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله -جل وعلا- لما كان هذا العمل، ولا ما وفق له، فهو الذي وفق له وهدى له - سبحانه وتعالى - فله الشكر وله الحمد -جل وعلا-، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومنَّ بذلك هو الله - سبحانه وتعالى-
أرجو أن تذكروا لي عدة أحاديث عن الدابة، فإني لا أعرف الكثير عنها، وأقصد بالدابة التي جاءت في سورة سليمان، وهي التي تخرج في آخر الزمان؟


الدابة بين الله أمرها بقوله: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل، وقد جاء فيها أحاديث صحيحة أنها تخرج في آخر الزمان قبل طلوع الشمس من مغربها أو بعدها أيتهما خرجت فالثانية على إثرها، أما تفصيلها وبيان صفاتها فلا أعلم فيها شيئاً ثابتاً ًإنما هي أقوال وروايات فيها ضعف وأخبار عن بعض السلف وعن بعض أهل الكتاب، ولكن ليس عليها دليل واضح بصفاتها وتمييز طولها وقوائمها وكبر جسمها، ليس فيها حديث ثابت، أما خروجها فثابت، تخرج في آخر الزمان.


فتاوي نور على درب

البلوشي
08-11-2011, 07:53 PM
ما موقف بعض الإخوة من صيام شهر رمضان, حيث تختلف رؤية هلال شهر رمضان بين بلد وبلد, وغيرها من البلاد الإسلامية؟ جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ.


الصواب أن لكل أهل بلد رؤيتهم كل بلد لهم رؤيتهم, فإذا صام أهل مصر لرؤيتهم, وأهل الشام لرؤيتهم, وأهل العراق لرؤيتهم فلا بأس، أما إذا تيسر أن يصوموا برؤية واحدة فهذا أطيب وأحسن إذا تيسر ذلك، لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، هذا يعم الأمة كلها، فإذا تيسر أن يصوموا لرؤية السعودية مثلاً، أو رؤية دولة إسلامية تحكم بشرع الله، وتنفذ أوامر الله، فالرؤية بشهادة الشهود لا بالحساب فلا بأس هذا أفضل، لو صاموا جميعاً برؤية واحدة هذا أفضل لعموم الأدلة، لكن إذا لم يتيسر ذلك وتباعدت الأقاليم, وتباعدت البلاد, وصام كل أهل بلد برؤيتهم فلا بأس، هذا هو الراجح عند جمع من أهل العلم, وقد درس مجلس هيئة كبار العلماء هذه المسألة ورأى أنه لا حرج في أن يعمل كل بلد برؤيتهم إذا لم يتيسر صيامهم برؤية واحدة, أما العمل بالحساب فلا يجوز، الواجب العمل بالرؤية؛ لأن الرسول قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، فلا يجوز اعتماد الحساب في ثبوت رمضان لا دخولاً ولا خروجاً، ولا شهر ذي الحجة، الواجب العمل بالرؤية فإن لم ير الهلال عند الدخول كمل شعبان وإن لم ير الهلال عند الخروج كمل رمضان ثلاثين، هذا هو الواجب على المسلمين جميعاً أينما كانوا

المسافر في مدينة ما لمدة أربعة أيام فأقل، فهل له أن يفطر؟


نعم ما دام المدة أربعة أيام فأقل له أن يفطر، وله أن يصوم، أما إن عزم على أكثر من أربعة أيام فإنه يلزمه الصوم.


أعمال الناس للصيام للسحور مثلاً هل تكفي؟ أم لا بد أيضاً من عقد النية؟


مادام يعلم أنه يصوم غداً يكفي سواءً في أول الليل, أو في أثناءه, أو في آخره, مادام يعلم أنه يصوم غداً فقد نوى. بارك الله فيكم


أهل الصرع، ماذا يقول عنهم الشيخ عبد العزيز، المصابون بالصرع؟


إذا صاموا وأصابهم الصرع في أثناء النهار مثل النوم، كالنوم لا يضرهم صومهم صحيح، أما إذا غابت عقولهم يوماً كاملاً فهم من جنس بقية المجانين لا صوم لهم ولا شيء عليهم ولا قضاء عليهم، فلو جُنَّ في آخر الليل أو صرع في آخره ولم يفق إلا في الليلة الآتية فلا صوم عليه، بخلاف الإغماء فإنه مثل النوم. المصابون بالنزيف؟ ج/ والنزيف لا يضر أيضاً، المصاب بالنزيف سواءً من فمه أو من أسفل مستمراً معه ليس باختياره فلا يضره، مثلما تقدم في الغسيل.


فتاوي نور على درب

البلوشي
09-03-2011, 07:27 PM
أعددت زكاة الفطر قبل العيد لإعطائها إلى فقير أعرفه، ولكنني نسيت إخراجها ولم أتذكر إلا في صلاة العيد ، وقد أخرجتها بعد الصلاة . فما الحكم ؟


لا ريب أن الواجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد كما أمر بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا حرج عليك فيما فعلت ، فإخراجها بعد الصلاة يجزئ والحمد لله ، وإن كان جاء في الحديث أنه صدقة من الصدقات ، لكن ذلك لا يمنع الإجزاء ، وأنه وقع في محله ، ونرجو أن يكون مقبولاً ، وأن تكون زكاة كاملة ؛ لأنك لم تؤخر ذلك عمداً ، وإنما أخرته نسياناً ، وقد قال الله عز وجل في كتابه العظيم : رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [1] ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله عز وجل :(( قد فعلت )) [2] ، فأجاب دعوة عباده المؤمنين في عدم المؤاخذة بالنسيان والخطأ .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة البقرة ، الآية 286
[2] رواه مسلم في ( الإيمان ) باب بيان انه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق برقم 126

نشر في كتاب ( فتاوى إسلامية ) جمع وترتيب الشيخ محمد المسند ج2 ص 99 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الرابع عشر

البلوشي
09-21-2011, 05:46 PM
ما وجهة من يقول بأن الدخان محرم في شرع الله تعالى؟


وجهته أنه مضر ومخدر في بعض الأحيان ومسكر في بعض الأحيان والأصل فيه عموم الضرر والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ضرر ولا ضرار)) فالمعنى: كل شيء يضر بالشخص في دينه أو دنياه محرم عليه تعاطيه من سم أو دخان أو غيرهما مما يضره لقول الله سبحانه وتعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار))، فمن أجل هذا حرم أهل التحقيق من أهل العلم التدخين لما فيه من المضار العظيمة التي يعرفها المدخن نفسه ويعرفها الأطباء ويعرفها كل من خالط المدخنين.
وقد يسبب موت الفجاءة وأمراضا أخرى ويسبب السعال الكثير والمرض الدائم اللازم كل هذا قد عرفناه وأخبرنا به جم غفير لا نحصيه ممن قد تعاطى شرب الدخان أو الشيشة أو غير ذلك من أنواع التدخين فكله مضر وكله يجب منعه ويجب على الأطباء النصيحة لمن يتعاطاه ويجب على الطبيب والمدرس أن يحذرا ذلك؛ لأنه يقتدى بهما.
--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة البقرة الآية 195.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السادس

البلوشي
10-21-2011, 07:21 PM
متى يفك الإحرام ؟


متى رمى المحرم جمرة العقبة والمحرمة كذلك جاز له فك الإحرام، ويبقى عليه تحريم النساء، والأفضل أن يكون مع ذلك الحلق، أو التقصير إذا رمى يحلق، أو يقصر والمرأة كذلك تقصر حتى إن فعل اثنين من ثلاثة، فإن الحل يكون بثلاثة أمور، يكون بالطواف، والسعي إن كان عليه سعي، وبالرمي، وبالحلق، أو التقصير، هذه ثلاثة، إذا طاف المحرم طواف الإفاضة ورمى جمرة العقبة يوم العيد، وحلق، أو قصر تم حله، من النساء وغير النساء، لبس المخيط، غطاء الرأس، وإتيان الزوجة، والمرأة كذلك، إذا رمت الجمرة وطافت طواف الإفاضة وقصرت من رأسها حلت الحلة الكاملة، وإذا كانت متمتعة، أو الرجل متمتع لا بد من السعي، سواء كان قارناً جمع بين الحج والعمرة، أو متمتعاً حل من عمرة لا بد من السعي مع الطواف، وبهذا يتم الحل إذا طاف، وسعى، ورمى الجمرة يوم العيد، وحلق، أو قصر إن كان رجلاً، وقصرت إن كانت امرأة، بهذا يتم الحل، وإذا فعل اثنين من ثلاثة، رمى، وحلق، أو قصر حصل التحلل الأول، يبقى عليه تحريم النساء، لكن يغطي رأسه يلبس المخيط، يتطيب، يقص أظفاره إلى غير ذلك، يبقى عليه تحريم النساء وهي كذلك المرأة إذا رمت الجمرة وقصرت، حل لها كل شيء مما حرم عليها بالإحرام إلا الزوج، فإذا طافت وسعت مع الرمي والتقصير حصل الحل كله، الزوج والطيب وقلم الأظفار وقص الشعر ونحو ذلك يعني حلاً كاملاً، وهي في حق المتمتع و القارن لا بد من السعي مع الطواف، طواف الإفاضة، أما المفرد بالحج الذي يسعى لم يحرم إلا بالحج وحده فإنه يكفيه طواف الإفاضة إذا كان سعى مع طواف القدوم كفاه السعي الأول، ويجزئه طواف الإفاضة يوم العيد، والرمي، والحلق، والتقصير، ويحصل له الحل كامل بالطواف، وبالرمي، وبالحلق، أو التقصير، والمرأة كذلك إذا كانت سعت مع طواف القدوم، وهي قد أحرمت بالحج، فإن الرمي، والطواف، والتقصير يكفيها، وهكذا القارن الذي جاء بين الحج، والعمرة حكمه حكم المفرد بالحج، إذا سعى مع طواف القدوم كفاه السعي الأول، ولا يبقى عليه إلا طواف الإفاضة، فإذا رمى، وطاف، وحلق، أو قصر تم حله.


فتاوي نور على الدرب

محمد السبيعي
10-22-2011, 02:19 AM
بارك الله فيك

البلوشي
11-22-2011, 10:49 PM
حول دعاء الركوب في المصعد
الأخت (س.م.أ) من مكة المكرمة تقول في سؤالها: هل يسن أن نقول دعاء الركوب عندما نركب في المصعد الموجود في المباني والذي يصعد بالناس من طابق إلى طابق، وهل هناك حصر للحالات التي يقال فيها هذا الدعاء؟ أرشدونا جزاكم الله خيراً.



دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة أو السيارة أو الطائرة أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر، أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر. ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح، والله ولي التوفيق.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع

البلوشي
12-17-2011, 10:34 PM
ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )[المائدة:44]، وهل مقولة ابن عباس كفر دون كفر تنطبق على من يُنَحي الشريعة بأكملها أو يعطلها، أم أنه كفر ومخرج من الملة؟


المعروف عند أهل العلم كما قال ابن عباس، أنه كفر دون كفر إذا كان يعتقد أن حكم الله هو الواجب، وأن الحكم بغير ما أنزل الله لا يجوز، ولكن حكم بغير ما أنزل الله لأسبابٍ أخرى، فإنه حينئذٍ يكون فاسقاً وظالماً وكافراً، لكنه ظلم دون ظلم، وفسق دون فسق وكفر دون كفر، لأنه يعلم أنه ظالم، وأنه مخطئ وأنه عاص لله، ولكن حمله الحكم بغير ما أنزل الله أسباب اعتقد أنها مبررة لعمله السيء، كأخذ الرشوة، وجوده في الإمارة والسلطنة وما أشبه ذلك فهذا كفر دون كفر وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، أما من حكم بغير ما أنزل الله يعتقد جواز ذلك أو أنه أفضل من حكم الله، فهذا كافر كفراً أكبر، بعض الناس نعوذ بالله يعتقد أن الحكم بما أنزل الله مضى زمانه وأنه لا يليق بهذا الزمان وهذا من أعظم الكفر نسأل الله العافية، كذلك لو اعتقد أنه يسوغ أو أنه مفضول ولكن يسوغ تقول له حكم الله أفضل كل هذا كفر. لا بد أن يعتقد أن حكم الله هو الواجب وهو اللازم وأن الحكم بغير ما أنزل الله يجب تركه، وأنه منكر، فأما إذا استساغ وجوز ولو رأى أن الشريعة أفضل منه فإنه يكون كافراً، نسأل الله العافية.

فتاوي نور على الدرب

البلوشي
01-16-2012, 04:07 PM
نسيت الرضاع فالمرجع المحكمة
أنا مواطن مصري مقيم بالسعودية، متزوج منذ فترة من ابنة عمي، ولي منها ثلاثة أولاد، وقد أخبرني والدي وأقاربي مثل: عماتي، وأم والدي وجدي أبي والدي منذ ثلاث شهور بأني رضعت من عمتي أم زوجتي مع ابنها فترة ثلاثة شهور، وهو متوفى حالياً أي ابن عمتي وكانت زوجتي أثناء رضاعتي من عمتي عمرها سنتان، وقد أكد لي والدي وأقاربي المذكورين، أكدوا لي حالياً أنني رضعت أنا وأخو زوجتي الأصغر منها فترة ثلاثة شهور من صدر عمتي، وتقول عمتي التي هي أم زوجتي: إنها أرضعتني مرتين فقط، فماذا أصنع، وأنا الآن في حيرة من أمري؟[1]



نرى إحضار المرضعة لدى المحكمة؛ لمعرفة ما لديها من الشهادة، ثم تفتيكم المحكمة بما تراه إن شاء الله، أو تكتب إلي المحكمة وأنا أنظر في ذلك إن شاء الله. وفق الله الجميع.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سؤال مقدم من مواطن مصري مقيم بالسعودية، أجاب عنه سماحته بتاريخ 27/3/1419هـ.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثاني والعشرون.

البلوشي
03-05-2012, 08:44 PM
إمام مسجدنا لا يأخذ بالقياس, أي: بقول العلماء, وإنما يأخذ بظاهر الحديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-، مثل: رفع اليدين عند التكبيرات في صلاة العيد, وقال: لم يرد حديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- برفع يديه في التكبيرات, وإنما العلماء استنبطوا ذلك وأخذوه بالقياس, مثل: الرفع عند تكبيرة الإحرام في الصلوات الأخرى, ما رأيكم في صحة هذا القول، وهل يجوز أن نأخذ بقول العلماء، أم بظاهر الحديث؟


ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يكبر أربع تكبيرات على الجنازة, فالسنة أن يكبر عليه أربع تكبيرات, في الأولى يقرأ الفاتحة, وفي الثانية يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يصلي في الصلاة, في الثلاثة يدعوا للميت اللهم اغفر لحينا وميتنا, وشاهدنا وغائبنا, وصغيرنا وكبيرنا, وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان, اللهم اغفر له وارحمه, وعافه واعف عنه, وأكرم نزله ووسع مدخله, وأغسله بالماء والثلج والبرد, ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم أبدله داراً خير من داره, وأهلاً خيراً من أهله, اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار كل هذا كان يدعوا به النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يكبر الرابعة ويسلم تسليمة واحدة, وكان يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام التكبيرة الأولى في الصلوات كلها, أما في الجنازة فقد ثبت عن ابن عمر أنه كان يرفع في التكبيرات كلها, قال بعض أهل العلم: وهذا يدل على أنه تلقاه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن هذا لا يقال من جهة الرأي, ففعل ابن عمر-رضي الله عنه-ومن فعله من السلف يدل على أن هذا كان متوارثاً عندهم عن النبي-عليه الصلاة والسلام-؛ لأن هذه المسائل لا تقال من جهة الرأي, فالأفضل في هذا هو الرفع في جميع التكبيرات تكبيرات الجنازة, وهكذا تكبيرات العيد السبع الأولى والخمس الأخيرة في صلاة العيد, لما فعل ذلك بعض الصحابة دل ذلك على أنه من فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه ليس من محلات الاجتهاد بل هذا مما يتعلق بالرفع يعني لا يتوهم فيه أنه من الرأي؛ لأنه لا مجال للرأي فيه بل الظاهر حمله على أنه تلقاه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-, فالأفضل في هذا هو أنه يرفع يديه في جميع تكبيرات الجنازة, وفي جميع تكبيرات صلاة العيد هذا هو الأفضل كما فعل ذلك بعض السلف من الصحابة كابن عمر وغيره والخلاف في هذا بحمد لله يسير لكن هذا هو الأفضل, والعالم عليه أن يتحرى الحق من كتاب الله وسنة رسوله, هذا هو الواجب على أهل العلم أن يتحروا الحق من القرآن والسنة الصحيحة, ومما فعله أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-, والسلف الصالح بعدهم, فإن الأدلة الشرعية في كتاب الله, وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -, ثم إجماع سلف الأمة, ثم قياس الصحيح الذي تتوافر فيه الشروط, فالجمهور على أن القياس الصحيح الذي تتوافر فيه الشروط يعتمد إذا لم يوجد دليل من الكتاب, والسنة, والإجماع, وهذه المسائل مسائل عبادة تتلقى عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-وعن أصحابه ليس لمحل القياس, القياس في محل الأحكام في الفروع, أما العبادات فهي محل توقيف ما هي محل قياس, إنما هي توقيفية عن الله وعن رسوله, والصحابة إذا فعل الواحد منهم ما لا مجال للرأي فيه, وليس مما يتلقى عن الماضين فإن هذا يكون له حكم الرفع؛ لأن الصحابة تلقوا دينهم وتلقوا عباداتهم عن نبيهم-عليه الصلاة والسلام- فإذا لم يوجد نص من الكتاب, أو السنة, ولكن وجد من فعل الصحابة في المسائل التي لا مجال للرأي فيها, وليس الراوي لها ممن يتلقى عن الأمم الماضية, فإن هذا العمل يكون يعطى الرفع. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ

فتاوي نور على الدرب

البلوشي
05-21-2012, 12:15 AM
المقارنة بين الشريعة والقانون
هل المقارنة بين الشريعة والقانون يعد انتقاصا للشريعة ؟


إذا كانت المقارنة لقصد صالح كقصد بيان شمول الشريعة وارتفاع شأنها وتفوقها على القوانين الوضعية واحتوائها على المصالح العامة فلا بأس بذلك- لما فيه من إظهار الحق وإقناع دعاة الباطل وبيان زيف ما يقولون في الدعوة إلى القوانين أو الدعوة إلى أن هذا الزمن لا يصلح للشريعة أو قد مضى زمانها- لهذا القصد الصالح الطيب ، ولبيان ما يردع أولئك ويبين بطلان ما هم عليه ، ولتطمين قلوب المؤمنين وتثبيتها على الحق . لهذا كله لا مانع من المقارنة بين الشريعة والقوانين الوضعية إذا كان ذلك بواسطة أهل العلم والبصيرة المعروفين بالعقيدة الصالحة وحسن السيرة وسعة العلم بعلوم الشريعة ومقاصدها العظيمة .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع

البلوشي
01-07-2013, 06:26 PM
الاحتجاج بدخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد

يقول السائل: جاء في الحديث: ((لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ويحدث في كثير من الأقطار الإسلامية اتخاذ الأضرحة والمقامات لأولياء الله، وعندما ننهى عن ذلك يحتجون بأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجود بمسجده في المدينة المنورة مما يحدث عندنا بعض الإشكال، فأفيدونا عن ذلك وفقكم الله.


لا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أببيائهم مساجد)) قالت عائشة رضي الله عنها: (يحذِّر ما صنعوا). رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين[1].

وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) خرجه مسلم في صحيحة[2].

وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها واضحة في تحريم اتخاذ المساجد على القبور أو الصلاة عندها أو القراءة عندها أو نحو ذلك، ولكن بعض الناس قد تشتبه عليه الأمور ولا يعرف الحقيقة التي جاء بها المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيعمل ما يعمل من البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها جهلاً منه وقلة بصيرة.

وأما ما يتعلق بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدفن في المسجد صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيت عائشة، ثم وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك في آخر القرن الأول فأدخلت الحجرة في المسجد، وهذا غلط من الوليد لما أدخلها، وقد أنكر عليه بعض من حضره من هناك في المدينة ولكن لم يُقدَّر أنه يرعوي لما أنكر عليه.

فالحاصل أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في البيت بيت عائشة رضي الله عنها ثم أدخلت الحجرة في المسجد بسبب التوسعة فلا حجة في ذلك، ثم إنه من فعل أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وقد أخطأ في ذلك لما أدخله في المسجد، فلا ينبغي لأحد أن يحتج بهذا العمل.

فالذي فعله الناس اليوم من البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها كله منكر مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

فالواجب على ولاة الأمور من المسلمين إزالته، فالواجب على أي ولي أمر من أمراء المسلمين أن يزيل هذه المساجد التي على القبور، وأن يسير على السنة، وأن تكون القبور في الصحراء بارزة ليس عليها بناء ولا قباب ولا مساجد ولا غير ذلك، كما كانت القبور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع وغيره بارزة ليس عليها شيء، وهكذا قبور الشهداء، شهداء أحد، لم يبن عليها شيء.

فالحاصل أن هذا هو المشروع، أن تكون القبور بارزة ضاحية ليس عليها بناء كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد السلف الصالح، أما ما أحدثه الناس من البناء فهو بدعة ومنكر لا يجوز إقراره ولا التأسي به.

ولهذا وقع الشرك لما وجد العامة والجهال القبور المشيد عليها المساجد والقباب المعظمة والمفروشة والمطيبة ظنوا أنها تقضي حوائجهم وتشفي مرضاهم وتنفعهم، فدعوها واستغاثوا بها ونذروا لها فوقع الشرك، نعوذ بالله من أسباب ذلك، فالغلو في القبور كله شر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))[3]، نسأل الله السلامة والعافية.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سبق تخريجه.

[2] سبق تخريجه.

[3] سبق تخريجه.

فتاوى نور على الدرب المجلد الأول

البلوشي
03-18-2013, 11:31 PM
ما صحة حديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات))؟
هل يرى سماحتكم صحة حديث: ((ادرؤوا الحدود بالشبهات))؟[1]



الحديث له طرق فيها ضعف لكن مجموعها يشد بعضه بعضاً، ويكون من باب الحسن لغيره؛ ولهذا احتج بها العلماء على درء الحدود بالشبهات.

أما حديث: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))[2] فهو صحيح، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه))[3].


--------------------------------------------------------------------------------

[1] أجاب عنه سماحته بتاريخ 8/1/1412هـ.

[2] أخرجه النسائي في سننه في كتاب الأشربة، باب الحث على ترك الشبهات، برقم 5615، والترمذي في سننه في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه برقم 2488.

[3] أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، برقم 2996، وابن ماجه في سننه كتاب الوقوف عند الشبهات، باب الفتن، برقم 3974.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.

رجل له أخوات تزوجن برجال مشركين، وعندما اهتدى أراد دعوتهم إلى التوحيد، فأجبنه أخواته، ولم يستجب له أزواجهن، فهل يفصل أخواته عن أزواجهن؟ أم ماذا يفعل؟



إذا كن مسلمات فالنكاح باطل، ويجب عليه فصل أخواته عنهم، ويلزمه ذلك. وإذا كان في بلاد إسلامية وجب على حاكمها أن يفصلهن من أزواجهن الكفار. أما إذا كن كافرات معهم مثل يهوديات أو نصرانيات أو وثنيات فنكاحهن صحيح، فإذا أسلمن حرم عليهن البقاء معهم وهم غير مسلمين لقوله جل وعلا: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ[1] وعليهن أن ينفصلن عن أزواجهن الكفار، إلا إذا أسلم الزوج في العدة فهي امرأته، وهكذا بعد العدة على الصحيح إذا كانت ما تزوجت له الرجوع إليها كما رجعت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها إلى زوجها أبي العاص ابن الربيع بعدما أسلم وقد مضت العدة.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة الممتحنة الآية 10.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث

البلوشي
06-17-2013, 01:25 AM
مسألة في الموالاة
أب وأولاده في الجاهلية ثم تعلّم أحد أولاده وعرف الحق وأخبرهم وقال هذا حرام وهذا حلال فكان جواب الأب له: هذا وجدنا عليه آباءنا ونحن مثل قبيلة آل فلان، هل يحق للولد الموحد أن يواد والده وإخوانه الباقين أم لا؟[1]



إذا عرف الإنسان الإسلام وهداه الله لقبوله فليس له موالاة أهل الشرك ولا مودتهم ولو كانوا أقرب قريب، لقوله تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[2] الآية من سورة المجادلة، ولكن عليه دعوتهم إلى الله وترغيبهم في الخير والصبر على ذلك لعل الله يهديهم على يده فيكون له مثل أجورهم.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] من ضمن أسئلة أجاب عنها سماحته بتاريخ 12/8/1418هـ بمكة المكرمة.

[2] سورة المجادلة، الآية 22.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون

12d8c7a34f47c2e9d3==