المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السحرة والمشعوذون.. وحكم الصلاة خلفهم


كيف حالك ؟

معاذ بن محمد صوالحة
09-28-2010, 10:03 PM
نشرة رقم(81) صادرة عن اللجنة العلمية في الدعوة السلفية" أهل السنة والجماعة" في فلسطين
السحرة والمشعوذون.. وحكم الصلاة خلفهم
يقول ابن سيرين رحمه الله " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه . وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله . ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران:102)
أما بعدُ : فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار
أيها المسلمون : فإنَّ الدارسينَ للحُقبةِ المكيةِ من حياةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدعوية، يلحظون بكلِّ وضوحٍ ذلك الجُهدَ المتواصلِ، وتلكَ المحاولاتِ الجادةِ التي بذلها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من أجلِ بناءِ العقيدةِ في النفوسِ، وغرسِها في القلوبِ, باعتبارِها الأساسُ الأول الذي يقومُ عليه بناءُ الإسلامِ كلهِ, ولسائلٍ أنْ يسألَ ما سِرُّ ذلك الاهتمامِ المكثفِ، وتلك العنايةِ الفائقةِ بقضيةِ العقيدةِ من بين سائرِ القضايا؟ ولماذا يمضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَ عشرةَ سنةً من أجلها؟ والجواب ، يعرفُه الذين يُدركون بأنَّه لا قيمةَ للإنسانِ في دنياهُ وأخرتهُ، ولا عبرة بقولهِ وفعلهِ حين تهتزُ العقيدةَ, أو يختلُ نظامُ التوحيدِ, فلا الصلاةُ ولا الصيام، ولا الحجُ ولا الجهادُ, ولا البرُ ولا الإحسانُ، ولا الصلةُ ولا العفةُ, لا شيءٌ من ذلك ينفعُ الإنسانُ يومَ القيامةِ حين ينتقضُ إيمانُهُ أن ينهارَ توحيدهُ, لذا ظلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجاهدُ ويُجاهد ويصلُ الليلَ بالنهار, من أجلِ تحقيقِ تلك الغاية . وبلوغِ ذلك الهدفِ بإصرارٍ عجيب، واهتمامٍ غير عادي, حتى تحقَقَ لـه ما أراد فضلاً من الله ونعمة, فقامتْ دولةُ التوحيدِ في المدينةِ، قامتْ كشجرةٍ طيبةً أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماءِ، تؤتي أُكلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربها. حتى إذا ما انتقلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى الرفيقِ الأعلى، إذا بأصحابه الذين ربَّاهم على عينهِ، ونَشَّأهم على هديهِ, إذا بهم يحملون الرايةَ من بعده, وينطلقونَ بالتوحيدِ إلى أصقاعِ الدنيا، يملئونَها نوراً وعدلاً كما مُلئتْ ظلماً وجوراً, وإذا برقعةِ التوحيدِ تنمو في مكانٍ، وإذا بدولةِ الإسلام تمتدُ في كلِّ اتجاهٍ تزلزلُ الأرضَ من تحتِ كلِّ الذين يُعبِّدون الناس لغيرِ الله، أو يستدرجونَهم إلى مز القَ خطرةً ودروبٍ وعرةً، تُعرِّضُ توحيدَهم إلى الانهيارِ, وعقيدتَهم إلى الفسادِ والدمارِ, فشنَّ الإسلامُ حربَه الشاملةَ ضدِّ أولئك الطواغيتُ الراغبينَ في طمسِ معالمِ العقيدةِ, وخلخلةِ نظامِ التوحيدِ, وتدنيسِ الفطرة التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها
وقد نالَ السحرةُ المشعوذون, نالوا نصيبَهم كاملاً غيرَ منقوص من حربِ الإبادةِ تلك, فقد استأصلتْ سيوفُ الإسلامِ الحادة شأفتهم أولئكَ المجرمين, ودمرتْ عروشَهم, وكشفَت عوارَهم وزَيفهم, وبددتْ أحلامَهم وأطماعَهم ولا أدلَّ على ذلك ممَّا وردَ في الأثرِ مرفوعاً وموقوفاً((حدُّ الساحرِ ضربُه بالسيف)) [1] .
ناهيك عمَّا كتبهُ الخليفةُ المسددُ عمر إلى عمالهِ في الأمصار, ((أنْ اقتلوا كلَّ ساحرٍ وساحرة)) [2].
إذ لا مكانَ لتلكَ الخفافيش في دولةِ عُمر وما أدراك ما عمر .
وحتى تبقى الأمةُ في حذرٍ من كيدِ أولئكَ الشياطينِ, محاربةً لهم مطاردةً إياهم, عدَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم السِّحرَ أحدَ الموبقاتِ السبعِ الكبرى, والجرائمِ المهلكاتِ العظمى, كما في حديثِ أبي هريرةَ المتفق عليه) [3] كما حرَّم عليه الصلاة والسلام الكهانةَ والشعوذةَ, ووصمَ بالكفرِ من أتى عرافاً فصدَّقهُ بما يقول, ولنا أن نتسألَ ما سرُّ هذا الاهتمامِ بقضيةِ السحرةِ والمشعوذين, ما سرُّ هذا الاهتمام بهؤلاءِ المرتزقةِ الدجاجلةٍ, ما سرُّ هذا الحزم؟ وما سرُّ هذا العزمِ؟ ما سرُّ مواجهتهم ومحاربتهم, إنَّه الحفاظُ على جنابِ التوحيدِ
وسلامةُ المعتقدِ, وقطعُ دابرِ الشرِّ والفتنةِ, واستئصالُ شأفةِ الإجرامِ من خلالِ القضاءِ على رموزهُ
فما بالك أخي المسلم الصلاة خلف كافر..هادم لعقيدة التوحيد؟ تفكر رعاك الله في توفيرغطاء ايماني لجندي في حزب إبليس اللعين
ويا لعظمةِ الإسلامِ وروعتهِ! فقد أفلحتْ تلكَ التدابيرُ الشرعيةُ الحازمةُ في وضعِ حدٍٍّ لأولئكَ المستهترين, حيث غابتْ شمسُ السحرةِ والمشعوذين, غابتْ شمسُهم وأفلَ نجمُهم, وامتلأت قلوبُهم هلعاً ورعباً, وارتعدت فرائصُهم جزعاً وقلقاً, وانزووا في جحورِهم كالفئران, تدورُ أعينُهم كالذي يُغشى عليه من الموت, ولكنْ يا لفرحةٍ لم تتم ! ويا لبهجةٍ لم تكتمل! فإنَّه مع تقادمِ الزمان، وإقصاءِ الشريعة عن الحكمِ في كثيرٍ من بلادِ المسلمين، حيث غابتْ أحكامُها الصارمةِ، وحدُودُها الرادعةِ, عادَ السحرةُ والدجاجلةُ من جديدٍ, عادوا بوجوههِم القبيحةِ، وهيئاتِهم البغيضةِ, يمارسونَ دورَهم القذر في تدنيسِ العقائدِ, وتدميرِ الأخلاقِ وابتزازِ الضعفاءِ والجهلةِ في أموالِهم وأعراضِهم وعقائِدهم, فلا إلهَ إلا الله كمْ من الأموالِ اختلسوها؟ وكمْ من الأعراضِ هتكوها؟ وكمْ من العقائدِ دنَّسوها؟
أيها الأحبةُ في الله :
ولقدْ ازدهرَ سوقُ السحرةِ وراجت تجارتُهم بفضلِ انكبابِ الناسِ على أبوابِهم, وانطراحهِم بين أيديهم, ونزولِهم بحوائجهمِ بأولئك المجرمين من دونِ الله الذي يقول :(( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ )) (يونس : 106-107) .
إنَّهم يكفرونَ بهذه النصوصِ الواضحاتِ ويلقونَ بها وراءَ ظُهورهم, ويضربونَ بها عرض الحائطِ بائعينَ لدينِهم بأبخسِ الأثمانِ, جرياً وراء الشفاء المزعوم, والعلاجِ المفتري والنفاق لأهل الضلالة والبدع..احذر إنهم أحفاد مسيلمة الكذاب. لقد ازدهرَ سوقُ السحرةِ وراجتْ بضاعتُهم لغيابِ التربيةِ, وانحسارِ الوعيِ لدى الكثيرين, بحيثُ يتنازلونَ عن أهمِّ ما يملكون من عقيدةٍ وإيمانٍ ويا لقبحِ الإنسانِ حين يخلو قلبُه من الإيمان, ويمتلكهُ الهوى والشيطانِ,
. أيها الأخوةُ الأجلاءَ: وممَّا يخدعُ به الساحرُ زبائنَه لينالَ ثقتَهم به واطمئنانَهم إليه, تظاهرُهُ بالصلاحِ والتقوى, وتردَدَهُ على المساجدِ بين الفَينةِ والأُخرى..وهذا واقع في ارض الرباط. فلسطين..الآن
أيها المسلمون: إنَّ الذهابَ إلى الساحرِ حرامٌ, وطلبَ العلاجِ منه حرامٌ واعتقادَ أنَّه ينفعُ أو يضرُ حرام, فالساحرُ أحقرُ, وأضعفُ, وأعجزُ من أنْ يجلبَ نفعاً أو يدفع ضراً مرَّ .
فكيف بمن يصلون خلفهم.. إنها الشياطين ولاحرج في ذالك..فقد اجمع أهل العلم قاطبة بعدم جواز الصلاة خلفهم ومن لم يمتثل إلى أمر الله وأمر رسوله فهو كافر بالمطلق وان صلى وصام.
الحمد لله يعطي ويمنع, ويخفض ويرفع, ويضر وينفع, ألا إلى الله تصيرُ الأمور. وأصلي وأسلم على الرحمةِ المهداة, والنعمة المسداة, وعلى آله وأصحابه والتابعين,
فإنَّ انتشارَ السحرِ والشعوذةِ في مجتمعٍ من المجتمعاتِ دليلٌ واضحٌ, وبرهانٌ ناصعٌ, على وجودِ انحرافٍ وخللٍ في عقائدِ الأمةِ وثوابتِها, واهتزازٍ في أخلاقياتِ أبنائِها وقيمِهم, فالسحرةُ لا يزدهرُ سوقُهم, ولا تروجُ بضاعتُهم, إلا بمقدارِ الضعفِ الذي ينتابُ الناسَ في إيمانِهم, وتوحيدهم واستعدادُهم لبيعِ دينِهم بأبخسِ الأثمانِ, كيف لا ينتشرُ السحرُ في مجتمعاتِ المسلمين, وقد أُقصي القرآنُ عن الحياةِ, وعُزلَ في رفوفِ المساجدِ, واستبدلوه بدساتيرَ همجيةٍ ، من صنعِ البشرِ وصياغةِ رجالِ القانونِ, كيف لا ينتشرُ السحرُ وقد عُطِّلت الحدودُ, فلا القاتلُ يُقتل, ولا الزاني يرجم , ولا الشاربُ يجلد, ولقد أوسد الأمر إلا غير أهله.
لقد أفسدَ أولئك السحرةُ والمشعوذونَ البلادَ والعباد, والدينَ والدنيا والآخرة, وتجاوزوا حدودَهم, وفَتنوا الناسَ عن دينهم. وواجبٌ تخليصُ الأمةِ من شرِّهم, واستئصالُ شأفتهم, وهذا لنْ يتأتى إلا بتضافر الجهودِ, وتعاون الجميع. فالعلماءُ والدعاةُ وطلبةُ العلم لهم نصيبُهم من المسئولية, يجبُ عليهم توعيةُ الناس وتبصيرهم, وتحذيرُهم من كيدِ أولئكِ المجرمين كما يتعينُ على كلِّ من يعرفُ مشعوذاً أو دجالاً أن يفضحَ ستره, فيبلغُ جهةَ الاختصاصِ من الهيئاتِِ, أو المحاكم ونحوها, لعلَّ الله يكتبُ له أجرَ قطعِ دابره. ثم أخيراً فإنَّه لا ينبغي السماحُ لكلِّ من هبَّ ودب أنْ يمارسَ مهنةَ القراءةِ والرقى, فيفتحُ بيتَه لاستقبالِ الناسِ وهو مجهولٌ نكرةٌ ، لا يعرفُه أحدٌ فلطا لما ركبَ هذه الموجةَ مشعوذونَ ودجاجلة, حدثتْ على أيديهِم المآسيَ والطوام, فالواجبُ ألا يَسمحَ لأحدٍ بالإقراءِ إلا أن يكونَ معروفاً بالعلمِ والبصيرة, مشهوداً لـه بالخيِر, مُزكَّىً من العلماءِ وطلبة العلم فدرءُ المفاسدِ مقدمٌ على جلبِ المصالح .
اللهم آمنا في الأوطانِ والدور وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

12d8c7a34f47c2e9d3==