المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام سليمان بن سحمان يذكر الإمام عبد العزيز آل فيصل بأسماء الله وصفاته وكمال قدرته


كيف حالك ؟

البلوشي
09-17-2010, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

[الشيخ سليمان بن سحمان يذكر الإمام عبد العزيز آل فيصل بأسماء الله وصفاته وكمال قدرته]
وقال الشيخ: سليمان بن سحمان، رحمه الله

الحمد لله الذي جعل الابتلاء والامتحان طهرة وتمحيصا لأهل الإيمان، ورجزا ونقمة على أهل الظلم والطغيان، وأزال به عن قلوب أوليائه، حجاب العجب ورؤية القدرة، وأعقبهم الصبر والإيقان، فيُري عباده عزته، ويبدي لهم لطفه، لتظهر آثار الحكمة لمن له بصيرة وعرفان.
إلى حضرة محبنا وفاضلنا، ذي السعادة والسيادة، الشيخ المفضل، والرئيس المبجل، الإمام: عبد العزيز بن الإمام المكرم عبد الرحمن آل فيصل، أمده الله بالتوفيق والتسديد، وخذل كل عدو له وللإسلام من قريب أو بعيد، وأزاح عنه علل الشكوك، ورزقه الإيقان والسلوك، وألبسه لباس العز والتمكين، ونصر به شريعة سيد المرسلين، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأزكى وأشرف تحياته.
أما بعد: فإن من عرف الله بأسمائه وصفاته، وعزته وقدرته، وكمال مجده وملكه وغناه، وعرف نفسه بالنقص والعيب، والعجز والضعف، والفقر والذل، أوجب له الرضى والتسليم؛ فمقدورات الرب سبحانه وبحمده أنه حكيم عليم، ما شاء كان، وما لم يشأ لا يكون.
وأن جميع من في السماوات ومن في الأرض تحت قهره، وفي قبضته وتصرفه; فإذا أيقن العبد بذلك، انزاحت عنه العلل، وعلم أن لنفسه
دسائس وكمائن، فيعود عليها باللوم، والتوبيخ، والتبكيت.
وليعلم: أن العليم الحكيم إنما ابتلاه ليعلم صبره وإيقانه، فيزداد رغبة لربه وانطراحا بين يديه، وانكسارا ودخولا على ربه، من باب الافتقار الصرف فعند ذلك يعود عليه ربه بعائدة بره ولطفه وكرمه، ويمده بمدد يرى أثره في حياته، وعقباه في آخرته؛ والابتلاء والامتحان يتميز به صادق الإيمان من كاذبه.
وقد ابتلى الله أولياءه وأصفياءه، وخاصة رسله، قال الله تعالى لعبده ورسوله، فيما أوحاه إليه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [سورة التوبة آية : 25-26].
وكذلك ما جرى عليه صلوات الله وسلامه عليه يوم أحد، حين كسرت رباعيته، وشج رأسه، وما ذلك لهوانه، وهوان أصحابه عليه، ولكن لزيادة ثوابهم، ورفعة درجاتهم :{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [سورة آل عمران آية : 141].
والمؤمن الموفق، إذا ناله شيء من الابتلاء، أوجب له عدم اتهام ربه بقضائه وقدره، وصبر واحتسب، وانتقل من الحال التي يكرهها الله، إلى الحال التي يحبها، وأما من ضعف صبره ويقينه، وقل احتسابه، فالمصائب لا تزيده إلا ريبا، وشكا، وإساءة ظن، واتهاما لمولاه، فيرجع بأخسر
الصفقتين، وينقلب بأعماله وأحواله صفر اليدين.
وأنت - من فضل الله وكرمه - عوائد ربك ومننه عليك لا تحصى كم نالك من وصمة، وشدة وكربة، ورد الله لك الكرة المرة بعد المرة؟ وباء عدوك بالخزي والعار والمذلة; فلله الحمد لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، فجلت عظمته، وعزت قدرته.
فاشكر مولاك الذي أنجاك، واصرف همتك لما يرضيه، واجعل أمره ونهيه، وخوفه ورجاءه، نصب عينيك؛ وأدم له التضرع والابتهال، والقيام بواجبات الشكر، تفز بخير الدنيا والآخرة، وتنال مطلوبك ومأمولك.
ونحن لما سمعنا ما أجرى الله، ضاقت بنا الأرض بما رحبت، ووددنا أن نفديك بأنفسنا، ومن تحت أيدينا، ولكن الكربة انفرجت في آن قريب، فلما سمعنا بسلامتك وعافيتك، اطمأنت نفوسنا ونفوس المسلمين، وظهر فيما بينهم الفرح والسرور.
ونرجو من الكريم المنان أن يديم لهم وجودك وسلامتك، وهدايتك لما فيه صلاح العباد والبلاد، لينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون؛ وإلا فالدنيا لا بد فيها من الافتراق، ولا بد لها من الزوال، والله ولي الهداية والتوفيق، وصلى الله على محمد.

الدرر السنية في الأجوبة النجدية
مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام
جمع وترتيب : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله (1312-1392 هـ)

12d8c7a34f47c2e9d3==