المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سب الدهر فقد آذى الله


كيف حالك ؟

البلوشي
07-18-2010, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه العظيم التوحيد باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعـالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ).
في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).


قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله

وهذا واقع كثيرا في الجاهلية وتبعهم على هذا كثير من الفساق والمجان والحمقى إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم جعلوا يسبون الدهر والوقت وربما لعنوه . وهذا ناشئ من ضعف الدين ومن الحمق والجهل العظيم , فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء فإنه مدبر مصرف والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم , ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره , وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل , فيه تزداد المصائب ويعظم وقعها وتغلق باب الصبر الواجب , وهذا مناف للتوحيد : أما المؤمن فإنه يعلم أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته فلا يتعرض لعيب ما لم يعبه الله ولا رسوله بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره وبذلك يتم توحيده وطمأنينته .

قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله


وفي الحديث: "يا عبادي إنّكم لن تبلُغوا ضرّي فتضرّوني" ففرقٌ بين الضرر والإيذاء.
ووجهُ كونه يتأذّى بسبّ الدهر: لأن السبب يكون متوجهاً إليه، لأنّه هو المتصرِّف الذي يجري في قدَره وقضائه الخير والشّرّ والمكروه والمحبوب، أما الدهر فإنّما هو زمانٌ ووقتٌ للحوادث، لا أنّ الدهر نفسه هو الذي يتصرّف ويُحدِث هذه الحوادث التي تجري فيه، وإنّما الدهر زمانٌ ووقتٌ للأعمال كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً(62)}، بل إنّ الله جعل بعض الأزمان له خاصيّة وفضيلة في مضاعفة الأعمال مثل شهر رمضان، وعشر ذي الحجّة، ويوم عرفة، وبوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع، ويوم الجمعة الذي هو سيّد أيّام الأسبوع وهو عيد الأسبوع، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ووقت السّحر. هذه أوقات فاضلة تُضاعَف فيها الأعمال، ويُستجاب فيها الدّعاء أكثر من غيرها، فالدهر في الحقيقة نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى لمن حفظه فيما ينفعه، أما مَن ضيّعه فإنّه يكون حَسْرةً عليه يوم القيامة، فالدّهر إنما هو وقتٌ للأعمال، يَجري فيه الخير والشرّ، والطاعة والمعصية، والكفر والإيمان. فلا يتعلّق بالدهر مدح ولا ذم، لأنّه مجرّد زمان ومجرّد وقت للأعمال خيرها وشرِّها، ومَن علّق الذم بالدهر فإنّما يذمّ الخالِق سبحانه وتعالى لأنّ الدهر مخلوق لا يخلق ولا يُحْدِث شيئاً، وإنّما الذي يخلُق هو الله سبحانه وتعالى.

12d8c7a34f47c2e9d3==