المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله


كيف حالك ؟

البلوشي
06-25-2010, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على

نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فهذه فوائد تتعلق بالعقيدة من دروس و شروحه الشيخ محمد أمان الجامي يرحمه الله :

الذي يجري الآن في المجتمعات الإسلامية في الغالب الكثير لدى أضرحة من سموهم بالصالحين الحب مع الله لا الحب في الله الحب مع الله من أعظم أنواع الشرك الأكبر .
من أحب غير الله مع الله وعظمه كما يعظم الموحدون رب العالمين وتذلل له كما يتذلل الموحد لله سبحانه وتعالى ، وبالغ في تعظيمه إلى درجة اعتقاد أنه يعلم ما في الصدور وأنه ينفع ويضر هذا هو الشرك الأكبر الذي تورط فيه عوام المسلمين لدى كثرٍ من أضرحة الصالحين أو غير الصالحين ، وشجعهم على ذلك كثير من المنتسبين إلى العلم وزينوا لهم أن ما يفعلونه عند قبور الصالحين من الطواف بها والذبح لها والنذر لها كل ذلك من محبة الصالحين ومن التوسل بالصالحين وليست من العبادة في شيء هذا هو الواقع . كأن جامع هذه الأصول يدرس أحوال المسلمين وواقع المسلمين اليوم وخصوصاً في خارج هذا البلد(1):

لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة لابد من وقوع ذلك ولا يدل وقوع ذلك أن ذلك أمر محبوبٌ عند الله ، هذا الذي أريد أن أصل إليه ، وإن كان واقعاً بإرادته الكونية ، ولكن ليس بمحبوب ؛ بل منهيٌ عنه ، إخبارُ النبي عليه الصلاة والسلام عن وقوع ذلك لابد من وقوعه ليصدق قوله عليه الصلاة والسلام ، يدل ذلك على أن هذا التفرق ليس بحبوبٍ عند الله على أن كلها في النار إلا واحدة الفرقة الناجية فرقة واحدة وهي التي كانت وتمسكت وصبرت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه وهي الجماعة ؛ هُنا جماعة وجماعات ، الجماعة هي التي كانت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، جماعة المسلمين سواءٌ كان لها إمام أو لم يكن لها إمام .
إن وجدت جماعة ولها إمام فعلى كل مسلم أن ينضم إلى هذه الجماعة ويعيش تحت طاعة هذا الإمام إمام الجماعة .
وإن وجدت جماعة في مكان ما ليس لها إمام عليه أن يعيش مع هذه الجماعة .
وإن لم توجد جماعة المسلمين المتمسكة بدين الله الفاهمة لشرع الله فليعش ولو كان وحيداً فهو الأمة وهو الجماعة .
أما تفسير هذه الجماعات بالجماعة والتلبيس على الناس هذا غلط ، هذا أمر لا يليق بطالب العلم ، وأن الجماعات غير الجماعة .
نحن مأمورون أن نكون جماعة ، دائماً جماعة واحدة ، ولا يجوز أن نكون جماعات فإذا وحدت جماعة المسلمين ولهم إمام حرُمَ إيجاد جماعات أخرى لأن الجماعات الأخرى وهي الجماعات السياسية تنافس القائم الموجود ، والإسلام شدد في هذا الأمر غاية التشديد إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) .
الجماعات السياسية عندما توجد وتنشئ إنما تعني إيجاد من يبايع .. إيجاد من ينافس الحكم القائم ومنافسة الحكم القائم على أيً كان الحاكم القائم عادلاً كان أو فاجراً طالما جمع الله المسلمين على يده يحرُم منافسة هذا الحكم وإيجاد من ينافس هذا الحكم ، وأن الجماعات الكثيرة الموجودة في الساحة الآن من هذا القبيل وإن ادعت أنها جماعات للدعوة إلى الإسلام ولكن الواقع يشهد لكل عاقل أنها جماعات سياسية وليست جماعة الدعوة ولو كانت جماعة الدعوة ما يحصل الاختلاف الدين واضح والمنهج واضح (2):

ولا يشترط أن يكون الوالي التي تجب طاعته والسماع له والولاء له والدعوة له لا يشترط أن يكون عادلاً بل من تولى أمور المسلمين وجمع الله على يده كلمة المسلمين وجبت طاعته والسمع له (3):


ما وصل إليه أمر جمهور المسلمين اليوم إذ تركت العقيدة السلفية التي كان عليها سلف هذه الأمة وتركت الأحكام ؛ الأحكام الكتاب والسنة تركاً واضحاً وأُعرض عنها واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تماماً واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية التي كلها كذب ونفاق هكذا أعرض جمهور المسلمين وخصوصاً المثقفين عن دين الله تعالى الذي جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذن لابد من الاجتماع على الدين ولا يتم الاجتماع إلا بالسمع والطاعة(4):

الفقه في الدين الفهم الصحيح الثاقب المبني على الأدلة هذا الفهم الصحيح قد يكون الإنسان قليل الإطلاع ربما لم يطلع إلا على المتون لا يعرف من الشروح شيئاً لم يخض خوضاً لكن يرزقه الله فهماً صحيحاً ثاقباً فيفقه في الدين (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) لم يرزق هذا الفقه ولكن حفظ المتون وحفظ القواعد وقعد القواعد وحفظ طلاب العلم يأخذ طلاب العلم قد ينتفعون به فتلك الأرض التي حفظت الماء ولم تنتفع بالماء ولكن الناس انتفعت بذلك الماء (5):

جمهور المنتسبين إلى الإسلام ، المسلمون بالإسلام الرسمي شهادة الميلاد الديانة مسلم أكثر الدول من هذا القبيل حتى بالمستوى الدولي دولة إسلامية أي إسلام رسمي يعني مكتوب بين قوسين الديانة الإسلام ليست مسيحية أو يهودية مثل هذا الإسلام ينفع في المعاملات الدنيوية يعيش الإنسان بهذا الإسلام بين الناس لكنه إسلام مقبول عند الله (6):


النبوة بالاصطفاء لكن الولاية بالاكتساب تكتسب أنت الولاية بصرف النظر عن أبويك وعن أصلك وفرعك قد يعيش الإنسان في أول حياته عدواً لله فيتحول إلى وليٍ لله تعالى بالاكتساب تكتسب . بما تُكتسب الولاية بالإيمان الصادق الصحيح وبالعمل الصالح(7):

العبد يعيش بين هدايتين : الهداية العامة هداية إرشاد وبيان ، هذه الهداية عامة ، الله هدى الناس بهذه الهداية العامة ؛ والرسول هدى الناس { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } هداية إرشاد وتعليم وإيضاح والقرآن يهدي { يهدي للتي هي أقوم } هناك هداية أخرى بها يصير العبد ولياً لله ، يطلبُ هذه الهداية من الله ؛ هداية التوفيق وهي المنفية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام { إنك لا تهدي من أحببت } هداية القلب والتوفيق بيد الله وحده (9):

فإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاء ، إذا رأيت من نفسك النشاط والاندفاع في العبادة والرغبة فيما عند الله وعدم الكسل وعدم الركون إلى الراحة ، والطمع فيما عند الله رأيت من نفسك الحرص على هذا المعنى . هذا معنى هداية القلب هداية القلب تبعث على عمل الجوارح ، وأما قول العوام وأشباه العوام ، إذا أمرت ونهيت يقول : دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان هُنا يا أخي صل يا أخي احرص على صلاة الجماعة ..يا أخي اترك كذا .لا لا دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان في القلب .
هذا إرجاءٌ للأسف الشديد ، إرجاءٌ يقع فيه العوام ولا أدري متى درسوا الإرجاء ، هذه عقيدة المرجئة الذين يرون أن الإيمان مجرد التصديق لأ خطأ .. لو صح إيمانك الذي هُنا الذي تشير إليه لأنتج .
ما نتيجة هذا الإيمان ؟ لذلك عطف الله العمل الصالح على الإيمان { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } لأن العمل الصالح دليل على صحة إيمان القلب إيمان القلب عمل قلبي لا يُعرف ..
بم نعرف إنه مصدق تصديقاً صادقاً وخاشع وخائف من الله ومعظم ؟نعرف بهذه الأعمال الظاهرة .
هؤلاء هم الأولياء .. الأولياء يعرفون بمحبة الله { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ، علامة واضحة من صفات الأولياء اتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام (10):

يبدأ اكتساب الولاية ولاية الله سبحانه وتعالى بأداء الفرائض إذ لا يتقرب عبدٌ من عباد الله إلى الله بأمرٍ أحب إلى الله من أداء الفرائض كما في الحديث القدسي ؛ المراد بأداء الفرائض أداء ما أوجب الله على العبد جميع الواجبات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وأمر بالمعروف ونهيً عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، وطلب العلم الواجب ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم إلى غير ذلك ؛ هذه أول ما يبدأ الولي في اكتساب الولاية يتقرب إلى الله بأداء هذه الواجبات ؛ ثم بعد ذلك يكثر من النوافل ، من الطاعات ، من الأمور غير الواجبة ، من تطوع الحج والصيام والصلاة والإنفاق ، والتوسع في العلم غير العلم الضروري ، وغير ذلك من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم ، فإذا فعل ذلك أحبه الله لأنه تقرب إليه بالفرائض والنوافل معاً فإذا أحبه يقول الرب سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : (( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ؛ ولأن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )) يقول الحافظ ابن رجب وهذا الحديث من أشرف الأحاديث في باب الوَلاية وأعظمها وبيان حقيقة الولي ، معنى أنه يكون سمعه وبصره ويده ورجله بأن الله يوفقه توفيقاً تاماً بحيث لا يكاد يسمع بأذنيه إلا ما يرضي الله ، ولا يكاد ينظر إلى شيءٍ إلا في مرضاة الله ، لا يبطش ولا يضرب ولا يمد يده إلا في مرضاة الله تعالى ، كالجهاد في سبيل الله تعالى والقتال ، ولا يمشي بقدميه إلا في مرضاة الرب سبحانه وتعالى ، يوفقه الله في ذلك ، يكاد أن يكون في حكم المعصوم وإن لم يكن معصوماً بتوفيق الله تعالى (11):

أشرف العلم على الإطلاق علم العقيدة لأن معلوم هذا العلم من هو ؟ الله بأسمائه وصفاته ، موضوع علم العقيدة والمعلوم الذي نبحث عنه في باب العقيدة من هو ؟ الله رب العالمين بأسمائه وصفاته ؛إذن أشرف العلوم على الإطلاق علم العقيدة ، وعلوم القرآن داخلة في ذلك ، وعلوم الحديث أيضاً لأن معرفة الله لا تتم إلا في ضوء الآيات القرآنية والسنة الصحيحة النبوية ، هذه هي العقيدة عندنا ليست أراء الرجال (12):

الذين آمنوا بالله وآمنوا برسله وآمنوا بكتبه وآمنوا بالملآئكة وآمنوا باليوم الآخر وآمنوا بالقضاء والقدر ، وآمنوا بكل ما يجب الإيمان به ، الذين آمنوا الإيمان الكامل التام لا الدعوى { الذين آمنوا وكانوا يتقون } التقوى هُنا في هذا المكان تفسر بأعمال الجوارح في قوة الذين { آمنوا وعملوا الصالحات } هذه الآية في قوة { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وإن كان في الأصل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( التقوى هاهُنا ))صحيحٌ التقوى هاهُنا ، والإيمان هاهُنا ، لكن الذي هاهُنا في القلب من التقوى والإيمان بحاجة إلى الدليل ، ما الدليل على أن هُنا إيمان في قلبك وفي قلبك تقوى وخوفٌ وتعظيمٌ لله ، ما الدليل على ذلك ؟ لابد من الاستدلال على ذلك بإثبات ذلك ، لأن هذا عمل قلبي الذي يدل على ذلك قول اللسان وعمل الجوراح ، قول اللسان الإكثار من ذكر الله تعالى من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، إذا أكثرت من ذكر الله في كل لحظة ، وأنت ماشي ، وأنت جالس بين الناس ، وحدك حيث لا يسمعك إلا إياه ، تكثر من ذكره ، من تلاوة كتابه بتدبر وتعقل ، وتكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وتكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في كل لحظة ، هذا عمل هذه الأعمال تدل على صدق ذلك الإيمان المُدعى ، ذكرك لربك والإكثار من ذكر الله دليلٌ على المحبة والتعظيم ، ثم أعمال الجوارح نشاطك في عبادة الله تعالى في الصلاة أدائها في الجماعة في الصيام واجباً وتطوعاً في الإنفاق ، في الرحمة ، هذه الأعمال تدل على صدق إيمانك وإنك ترجو ما عنده سبحانه وتعالى ، ولذلك تعمل .{ الذين آمنوا وكانوا يتقون } هؤلاء هم الأولياء (13):

ويتبع أن شاء الله
_________________________________
(1)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(2)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(3)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(4)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(5)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(6)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(7)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(8)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(9)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(10)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(11)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(12)الأمالي الجامية على الأصول الستة

(13)الأمالي الجامية على الأصول الستة

العربي
06-26-2010, 12:08 PM
جزيت خيرا ووقيت شرا وزوجت بكرا يا البلوشي


رحم الله شيخنا محمد أمان الجامي رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته ومن عليه بمغفرته ورضوانه وجزاه عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا . . . .

البلوشي
06-26-2010, 02:11 PM
فوائد في العقيدة من كتاب الشيخ رحمه الله

قال الأزهري: "السنة الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل: فلان من أهل السنة أي من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة"والسنة من النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها (حكمه، وأمره، ونهيه) مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أو نهى عنه، أو ندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال: أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث(1):

يطلق جمهور علماء الحديث (السنة) على ما يقابل البدعة، فيقولون: فلان على السنة إذا كان عمله وتصرفاته الدينية وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما يقال: فلان على خلاف السنة، أو فلان مخالف للسنة إذا كان مبتدعاً، وعاملاً على خلاف هديه عليه الصلاة والسلام(2):


الفرق بين القرآن والسنة واضح كما يظهر مما ذكرنا آنفاً من حيثية واحدة، وهي أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، متعبد بتلاوته، ولا تصح الصلاة إلاّ به، وهو من المعجزات الخالدة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد أعجز بلغاء العرب وأقعدهم.
وأما السنة فهي من عند الله من حيث المعنى، وأما ألفاظها فمن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتعبد بتلاوتها، ولا تصح الصلاة بها، وليست بمعجزة ويجوز روايتها بالمعنى بشروطها.
وأما من حيث ثبوت الأحكام بها، والاستدلال بها في فروع الشريعة وأصولها فلا فرق بين القرآن والسنة من هذه الحيثية، إذا ثبتت السنة عند أهلها بالطريقة المعروفة عندهم.
وأما الأحاديث القدسية - وإن كانت من عند الله لفظاً ومعنى - على خلاف في ذلك لأنهم مختلفون في تعريف الحديث القدسي- إلا أنها مثل الأحاديث النبوية في عدم التعبد بتلاوتها، وعدم صحة الصلاة بها، وأما من حيث ثبوت الأحكام والعقائد بها فهي مثل القرآن والسنة الصحيحة على ما تقدم(3):

ولا يشك مسلم مهما انحطت منـزلته العلمية، وضعفت ثقافته، وضحلت معرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ما أنزل الله عليه من القرآن، ذلك لأن الإيمان بأن الله أنزل القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه بلغه كما نزل، وأنه بيّن للناس، وأوضح ما يحتاج إلى البيان والإيضاح، وأنه دعا الناس إلى معرفة الله بصفات الكمال، ولم يفتر عن الدعوة إلى الله وإلى تعريف العباد بربهم حتى التحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم(4):

إن الحديث الصحيح نفسه ينقسم إلى متفق عليه، ومختلف فيه، كما يتنوع إلى مشهور وغريب.
ويتفاوت الصحيح من حيث القوة أيضاً، فأقواه ما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري وحده ثم ما انفرد به مسلم، وهكذا.
وقد يحكم بعضهم على سند بعينه أنه أصح الأسانيد على الإطلاق، فيرى الإمام إسحاق بن راهويه أن أصح الأسانيد كلها ما رواه الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر، ويوافقه على ذلك الإمام أحمد بن حنبل.
ويرى أبو بكر بن أبي شيبة أن أصح الأسانيد كلها: الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي(5):

فشبه الحديث بالحيوان ذي القوائم، فكما أن الحيوان لا يقوم بغير قوائم، فكذلك الحديث لا يقوم بغير الإسناد، فتحت هذه العناية البالغة بالإسناد والمتن معاً وصلت إلينا السنة المطهرة، ثم إن هذا الإسناد الذي ينقل إلينا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة الدقيقة لا تتمتع به أية ملة أخرى، لا اليهودية ولا النصرانية، بل الإسناد من خصوصيات هذه الأمة المحمدية.
يقول صاحب كتاب (الوضع في الحديث): "والإسناد بنقل الثقة عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصية لهذه الأمة المحمدية، امتازت به عن سائر الأمم، فإن اليهود ليس لهم إلى نبيهم إلا الإسناد المعضل، ولا يقربون إلى نبيهم موسى عليه السلام قربنا لنبينا عليه الصلاة والسلام، بل الانقطاع بينهم وبينه بأكثر من ثلاثين نفساً، فغاية أسانيدهم تبلغ إلى شمعون ونحوه. وأما النصارى فلا يعرفون الإسناد إلا ما قيل في تحريم الطلاق"
قال محمد بن حاتم بن المظفر: "إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول(6):

كتاب الله خير واعظ ولا ينبغي العدول عنه إلى غيره وأن كل من طلب علماً ينتفع به في دينه، يجب أن يرشد ويشجع على التمسك بكتاب الله، ولا ينبغي للوعاظ والعلماء والمشايخ تزهيد الناس في كتاب الله بترغيبهم في التماس الحق والهدى والعقيدة السليمة في غيره، بل الواجب ترغيب الناس في التمسك بكتاب الله المنـزل مشروحاً بالسنة المطهرة التي لا يستغني عنها كل مفسر لكتاب الله لأنها صنو القرآن، ووحي مثله في باب التشريع ووجوب الاتباع(7):

على الرغم من إجماع الأمة الإسلامية على أن السنة صنو القرآن، وأنها هي الحكمة المذكورة في القرآن في عديد من الآيات، وعلى الرغم مما هو معروف من أن الدين الإسلامي مستمد من الكتاب والسنة معاً عقيدة وأحكاماً، على الرغم من كل ذلك لم تسلم السنة من أقلام بعض المتهورين المتطرفين، ولفرط جهلهم أطلقوا على أنفسهم (القرآنيون) أي العاملون بالقرآن -في زعمهم- المكتفون به، المستغنون عن السنة، هذا تفسير كلمة (القرآنيون) بناء على زعمهم، ولكن التفسير المطابق لواقعهم إذا نظرنا إلى تصرفاتهم أنهم المخالفون للقرآن، اتباعاً للهوى، وتقليداً لبعض الزنادقة، التقليد الأعمى، لأنهم في واقعهم قد خرجوا على القرآن بخروجهم على السنة، لأنهما كالشيء الواحد من حيث العمل بهما، إذ السنة تفسير القرآن، ولأن القرآن نفسه يدعو إلى الأخذ بالسنة والعمل بها إيجاباً وسلباً، إذ يقول الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} والأمر بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يشمل كل ما صحت به السنة المطهرة من الأحكام (8):

ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم(9):
______________________________________________
(1)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(2)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(3)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(4)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(5)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(6)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(7)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(8)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
(9)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية

معاذ المزحم
06-26-2010, 05:33 PM
ما شاء الله واصل بارك الله فيك .

ماجد الدوسري
06-26-2010, 08:11 PM
جزيت خيرا عزيزي البلوشي

البلوشي
06-27-2010, 03:16 PM
فوائد في العقيدة من مقال للشيخ العلامة محمد أمان الجامي العقل والنَّقل عند ابن رشد

لا يجوز تعطيل العقل في مجال العقيدة وغيرها؛ لأن العقل أساس التكليف ومناط الأهلية، إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز العقل حدوده ويتجاهل وظيفته ويجمع في مجال الخيال الفاسد والأوهام الكاذبة، والخيالُ والأوهامُ لا يصلحان أساساً للعقيدة والمعرفة الصحيحة حتماً(1):

العقل نور جعله الله في قلبك ليكشف لك عن الأشياء الموجودة والحقائق الواقعة ولتفهم به عن الله ورسوله، هذه وظيفة العقل، فلو أردت منه أن يريك كل ما تحبه وتتخيله من المعدومات فلا يجد إلى ذلك سبيلاً، اللهم إلا إذا كان على سبيل الوهم والخيال، وسبق أن قلنا: إن الوهم والخيال لا يصلحان للمعرفة الصحيحة والعقيدة السليمة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل(2):

مما لا يختلف فيه اثنان أن ابن رشد فيلسوف كبير وخطير، ومن الصعوبة بمكان أن يحدد المرء معالم فلسفته ومذهبه كما قلت آنفاً حيث اختار لنفسه الغموض في حياته، ولا أقول إن ابن رشد لا يملك الجرأة الكافية التي تمكنه من الإعلان عما يتفاعل في نفسه من آراء عرفانية ولكني أقول: عن ابن رشد لم يستخدم أو لم يرد أن يستخدم جرأته في الإعلان عن مذهبه، والثبات عليه بشكر واضح ودائم بل قد اضطر أحياناً إلى مسايرة الناس في خلاف ما يعتقد، وخصوصاً بعد أن نكب على يد السلطان المنصور ابن أبي يعقوب، سلطان الموحدين وأحرقت كتبه في الفلسفة، ورمي بالإلحاد(3):
_______________________________________________
(1)العقل والنَّقل عند ابن رشد
(2)العقل والنَّقل عند ابن رشد
(3)العقل والنَّقل عند ابن رشد

البلوشي
06-29-2010, 03:23 PM
فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

جميع الحركات حول هذه الدعوة وضد هذه الدعوة إنما هي حركة الشاة المذبوحة تتحرك لتموت لا لتحيى والدعوة ماشية بحمد الله تعالى وننصح بدراسة العقيدة والأحكام وفروع اللغة العربية وعلوم الحديث وعلوم القرآن وكل علم نافع يكون مساعداً لفهم الكتاب والسنة وطلب العلم نوع من الجهاد وأنتم في جهاد طالما تطلبون العلم ، والعلم قبل القول والعمل(1):


والدين الإسلامي هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، أما بعض التقاليد وبعض البدع التي ابتدعها بعض الناس ثم يسمون إسلامياً كما نسمع هذه الأيام في بعض الدساتير فيقولون التقاليد الإسلامية كالمولد والختمة والذكر والتهليل وغير ذلك أسماء لغير مسمياتها كل ذلك من الإسلام إذا قالوا الذكر من الإسلام فلا يعنون الذكر الشرعي المراد بالذكر هناك مجالس يجتمع فيه الناس ويذكرون بالالفاظ المفردة الله لا يذكرون الله بالتهليل والتكبير والإستغفار والأذكار الشرعية يبدؤون بالله وينتهون بالله الله الله الله ويسمونها مجالس الذكر ، وهذه المجالس يجب أن تكون من الدين ، ومن ينكر المجالس ينكر الدين ، وهو المراد بالتهليل أيضاً وبالختمة ما يفعل من البدع عند ختم القرآن . والتوسل المراد به عندهم هو الإستغاثة بالصالحين ودعوة الصالحين والطواف بقبور الصالحين والنذر لهم يسمونه توسلاً إذا جمعت بعض الناس هذه العناوين ، وقدموها للمجتمع على أن هذا هو الإسلام هذا تضليل وجهل مركب منهم ، وإن كانوا على علم ولكن لينالوا المكانة عند الشعوب فهو تضليل وتجهيل وتلبيس للناس لعقيدة الإسلام . وحقيقة الإسلام : هو الاستسلام لله والإنقياد له بالطاعة والعبادة ، وكل ذلك لا ينفع إلا إذا كان مأخوذ من مشكاة النبوة ، وأيما عمل لا يؤخذ مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ودرج عليه الصحابة لا يسمى إسلاماً وإن أعلن رسمياً إنه من الإسلام (2)


والعصر هو المقسم به فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فيما خلق ، وفيما شرع في أحكامه في قضاءه وقدره حكيم يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ولا يسال عما يفعل يقسم وكثيراً ما يقسم بمخلوقاته (3):

أقسم الله بالعصر سواءً كان هذا المعنى أو ذاك أو غيرهما ، إن جنس الإنسان في خسارة وفي هلاك ، الجنس قد يخرج من هذا الجنس الأفراد الذين عصمهم الله (إن الإنسان لفي خسر ( إلا الذين إتصفوا بهذه الصفات الآتية ، صفة الإيمان ، والإيمان يشمل الإيمان بالله ويجب الإيمان به يدخل في قوله تعالى : ( إلا الذين أمنوا ( وهذا ضربٌ من ضروب إعجاز القرآن ، لفظ وجيز ، جملة شملت هذه المعاني كلها إلا الذين أمنوا بالله أمنوا بربو بيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، أمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (4):

وتواصوا بالحق ، الحق ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، والحق لا يتعدد ، واحد ، وتواصوا بالحق يدعوا بعضهم بعضاً إلى الحق إلى العقيدة ، إلى تصحيح العقيدة ، إلى تصحيح العبادات ، إلى تصحيح المعاملات ، إلى التقيد بالشريعة في عبادتهم وأحكامهم واقتصادهم وسياستهم وجميع أعمالهم .( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ، وأن يدعون هذه الدعوة العامة الشاملة ويحاول أن يتقيد الناس بالدين الإسلامي الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في عقيدتهم في عبادتهم في معاملتهم في سياستهم واقتصادهم وغير ذلك ، لابد أن يؤذى ولا بد ، ولكن الله لطيف في باب الإنذاء ، يلطف بعباده إذا علم الله من العبد الصلابة والقوة في إيمانه إبتلاه إبتلاءاً عظيماً وسلط عليه أعداءه ليصفه وليرفع درجته ، وإن أعظم الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وإن علم الدقة الضعف في إيمانه لطف به وخفف عليه الإمتحان والبلاء كحالنا كما ترون وانظروا إلى من قبلنا من الدعاة المصلحين بدأً من الأنبياء وأنظروا إلى حالنا ، أولئك ابتلوا ذلك الإبتلاء لأن الله علم في إيمانهم القوة والصلابة ولفطف بنا ورحمنا وخفف عنا الإمتحان والإبتلاء لما يعلم منا من الرقة والضعف في إيماننا إنه بعباده لطيف خبير سبحانه (5)

هذه المعاني التي تغيرت والتي يجب على طلاب العلم اليوم أن يقوموا بدور التجديد والإصلاح حيثما كانوا ودعوتنا اليوم في الغالب الكثير دعوة تصحيح ، تصحيح هذه الأخطاء ، تصحيح العقيدة ، وتصحيح العبادة ، وليس معنى قولنا إذا قلنا ندعو إلى الله أن غيرنا من الناس غير مسلمين وأننا ندخلهم إلى الإسلام من جديد لا، هذا تصور خاطئ ، مسلمون ولكن مسلمون دخلت عليهم بعض الأخطاء في عقيدتهم وفي عبادتهم وفي أحكامهم وفي معاملاتهم واقتصادهم وسياستهم هذا هو الواقع ، وإن كان لايمنع هذا أن يقوم الدعاة بدعوة التأسيس في غير المسلمين الذين وفدوا على هذه البلاد بأسم العمال وهم كثير في كثير من المناطق يعيشون بين المسلمين ومما يظهر أنهم ربما فهم بعضهم بحياتهم بين المسلمين بعض محاسن الإسلام لذلك نراهم يعتنقون الإسلام كثيراً هذه الدعوة دعوة تأسيسية ، والدعوة الأولى دعوة تصحيحية وعلينا أن نعمل في المجالين (6):


__________________________________-
(1)شرح الأصول الثلاثة
(2)شرح الأصول الثلاثة
(3)شرح الأصول الثلاثة
(4)شرح الأصول الثلاثة
(5)شرح الأصول الثلاثة
(6)شرح الأصول الثلاثة

البلوشي
07-03-2010, 12:04 AM
قال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله من من مقال مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
( وممَّا يزيد المقام وضوحاً ، ويقطع دابر تلك الأوهام لا تزال عالقة بأذهان بعض العوام وأشباه العوام من أن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ يدعو للناس بعد موته ويتوسل به بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، ممَّا يقطع دابر هذه الأوهام حديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب المرضى عن عائشة _رضي الله عنها_ أنَّها قالت ذات مرة وهي مريضة : (( وارأساه . فقال رسول الله : ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ))1


أي : إن متِ وأنا حي سأستغفر لك . ذلكم هو لفظ الحديث ، وهذا معناه واضح جلي وبه فسر الحافظ ابن حجر ثمًَّ ساق رواية أخرى توضح معنى هذا الحديث أكثر فأكثر وملخصها هكذا: (( أما يرضيكِ لو متِ قبلي حتى أكفنكِ وأصلي عليكِ وأدفنكِ وأدعو لك ))2 .

ومفهوم الحديث : أما لو متُ أنا قبلكِ فليس في إمكاني أن أفعل كل ذلك ، وهذا معنى لايختلف فيه اثنان من طلاب الحق ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .


ثم إن عدول الصحابة عن التوسل به بعد وفاته يدل أيضا على أن التوسل به لم يكن بالذات ، إذ لو كان كذلك لما عدلوا عنه لأن جسده الشريف لم يزل ولايزال محفوظاً في قبره إلى يوم البعث ، لأن الله حرم على الأرض أن تأكل جسد الأنبياء كما ثبت ذلك عن رسول الله _عليه الصلاة والسلام _ عند الترمذي وغيره 3.) أ.هـ


تصحيح المفاهيم في جوانب من العقيدة (ص22،21)

البلوشي
07-05-2010, 06:06 PM
فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الثاني للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

معنى صرف الذبح لغير الله تعالى ؟ وهذا شئ معروف لدا جمهور عوام المسلمين إلى يومنا هذا كثير منهم إذا سافر أو رجع من السفر بالسلامة ولا سيما في سفر الحج بادر بكبشة إلى الشيخ إما يذبحه في بيته باسم الشيخ ومحبة للشيح وتقرباً إلى الشيخ أو يأخذه إلى ضريحه فيذبحه عند الضريح مما زاد الطين بله ، وهذه الذبائح لا يحل أكلها ولو قال عند قطع الرقبة باسم الله طالما تقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله التلفظ بالبسملة كلمة جوفاء يقولها عند قطع الرقبة بسم الله لا تفيده لأنها لا تفيده لأنها إنما ذبحت لغير الله فليفهم هذا جيداً ، ومن تقرب بذبيحة من الذبائح سواء ذبحها في بيته أو عند قبر الشيخ طالما أخذ ونوى التقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله تعالى فهي جيفة ميته ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } الذبح لغير الله لا يستشكل إلا كثيراً في شبابنا الذين نشأوا في الإسلام ولا يعرفون شيئاً من ذلك ، لكن من يصغي إلى الخارج وما الذي يجري في كثير من الأقطار أن أكثر التقرب إلى المشائخ بسببه (1):


النذر عبادة غريبة بمعنى لم يحث الشارع على النذر بل حث على عدم النذر { إن النذر لايأتي بخير } وإنما شيء يخرج الله به من يد البخيل ، البخيل الذي لا يتصدق يخرج الله من يده بالمرض مثل أن يمرض أو يمرض ولده فيقول : إن شفى الله مريضي أو إن رد الله علىّ ظالتي أو نجح ابني في الدور الأول أذبح لله تعالى كبشاً أطعم الفقراء كان بخيلاً لا يجود ، لكي يذبحه ويطعم به الفقراء أخرج الله من يده هذا الكبش بهذا النذر إذاً النذر لا يأتي بخير ووجه غرابته وندارته ومخالفته لسائر العبادات لم يحث الشارع على النذر ولكن أوجب الوفاء من نذر وجب عليه الوفاء { من نذر أن يطيع الله فليطعه } ، لكن ابتداء ليس محل الحث ، ولكن عند الإيفاء واجب ايفاء النذر (2):


العقيدة جانب مهم من الإيمان ومن يدعي الإيمان وهو لا يحقق العقيدة إيمانه دعوى لأن العقيدة الجانب المهم من الإيمان لأن الإيمان اعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ونطق باللسان ، الاعتقاد بالقلب هو الذي يسمى عقيدة وهو الإيمان لذلك ليست العقيدة مادة خاصة يدرسها طلاب العلم المنتسبون إلى الجامعات والمعاهد بل العقيدة علم لايستغنى عنها أي مسلم ومسلمة3):

نحث شبابنا الطبيين الذين يرغبون كثيراً في الجهاد ويقولون في هذه الأيام ما العلم وما العلم ، الجهاد الجهاد ، نصيحتنا لهم هذا غرور وخديعة شيطانية أيما فكرة وأيما جماعة وأيما شخص يحثك على ترك العلم والاندفاع إلى الجهاد يزين لك ما ظاهره عملاً صالحاً وليس بصالح لاتعرف درجة المجاهدين ولاتصل إلى درجة المجاهدين ودرجة الإحسان والقرب من الله إلا بالعلم . العلم هو الطريق قد يزين لك بعض الناس الجهاد وتنقطع عن العلم فتمر سنة سنتين الجهاد الجهاد لا جاهدت ولا تعلمت ، هذا واقع كثيرٌ من الشباب تزيين من الشيطان اجتهد في تحصيل العلم وفي بعض الفرص اذهب فجاهد تدرب أولاً وتعلم ثم جاهد هكذا يفعل كثيرٌ من الشباب المخلصين الذين نرجو أن يكونوا مخلصين وهم يجاهدون من وقتٍ لآخر في صمت تام ، دون جعجعة ، أما اتخاذ الجهاد شعاراً أجوف ـ الجهاد الجهاد ـ هكذا كان يفعل بعض الناس ولما اندلعت الحرب في أفغانستان وقام الجهاد انكشفوا تلك ظاهرة حقيقية لا يعلمها إلا المجربون ، واسألوا المجربين ، لا تتخذوا الجهاد شعاراً أجوف الجهاد عمل صالح ذروة سنام الإسلام ليس معناه ألفاظ جوفاء ومظاهرات وإعلانات لا ، جاهد في سبيل الله سراً اذهب حيث يوجد الجهاد فجاهد وأنت صامت لا يعلم ذلك إلا الله(4):
__________________________________-
(1)شرح الأصول الثلاثة
(2)شرح الأصول الثلاثة
(3)شرح الأصول الثلاثة
(4)شرح الأصول الثلاثة


(

هادي بن علي
07-08-2010, 05:10 PM
فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الثالث للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

وافقت الأشاعرة المعتزلة في القول بأن القرآن كلام الله تناقضوا في ذلك مع دعوى أنهم خصوم للمعتزلة بالنسبة للكتب السماوية نؤمن بأنها من عند الله تعالى ، وأما هذا القرآن نؤمن بأنه من عند الله ونتبعه دستوراً نحكم به ونتحاكم إليه ونسير إلى الله في ضوئه هو الحكم وهو كتاب العقيدة كتاب التوحيد كتاب العبادة كتاب الأحكام كتاب الأخلاق كتاب السياسة كتاب الإقتصاد كتاب كل شيء إذا فهم وعمل به هذا هو الفرق بين الكتب السماوية وبين إيماننا بالقرآن الكتب السماوية لا يجب علينا العمل بها لأنها نسخت انتهت بنزول القرآن ، الكتاب الذي يجب الإيمان به والعمل به هو هذا القرآن العظيم وهو كلام الله حقيقة لأن الله سماه كلاماً ( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ( ذلك الكلام الذي تلاه الرسول ( على المشركين فسموه هو هذا القرآن الذي بين دافتي المصحف ، تقول عائشة رضي الله عنها : { ما بين دفتي المصحف كلام الله }، ولكن الأثر لم يسلم من تأويل الأشاعرة قالوا أي خلقٌ من خلق الله مخلوق لله ، الأشاعرة الذين يقولون نحن من أهل السنة والجماعة هم الذين أولوا هذا التأويل فانتبهوا للأشاعرة عفى الله عنا وعنهم (1):

بالدعوة إلى التوحيد وليست دعوة نبينا محمد( ودعوة اتباعه ليست قاصرة على التوحيد ولكنه بدأبالتوحيدوركز على التوحيد لأنه الأساس ، والمراد بالتوحيد هنا توحيد العبادة ومحل المعركة ، أما توحيد الربوبية فالناس معترفون من قبل ، فتوحيد الربوبية يستوي فيه الكافر والمؤمن لذلك أخبر الله عن المشركين ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ( لا يوجد في المشركين من يدعي بأن أحداً شارك الله في خلق السماوات والأرض وفي تدبير الأمر من السماء إلى الأرض وفي التصرف في هذا الكون ، والعجب كل العجب أن يحصل في الآونة الأخيرة في المتصوفة من يشرك بالله سبحانه وتعالى في ربوبيته بعد أن كان المشركين يوحدون الله تعالى في ربوبيته ، وفي مشايخ الطرف وكثير من الطرق الصوفية اعتقادهم أن الشيخ شيخ الطريقة إذا كان حياً مشغولٌ بالخدمة ، وهذه عبارتهم المقصود بالخدمة العبادة ، فإذا مات تفرغ ليتصرف في هذا الكون لأتباعه وهو المسؤول عن أرزاقهم وآجالهم وتدبير شؤونهم ناسين رب العالمين سبحانه وتعالى وهذا الكلام الذي نقوله مروٍ في كتب المتصوفة كتب أبن عربي مثل فصوص الحكم وغير ذلك من الكتب لأبن الفارض وأبن سبعين وأبن عجيبه وهؤلاء الأبناء غير البررة تجد في كتبهم الكفر البواح والكفر الذي لم يرتكبه كفار قريش ، لذلك يقول الإمام أبن تيميه ( أتت فرقة وحدة الوجود بكفر لم يعرفه كفار قريش ) لأن في كفار قريش لم يقع ولم يحصل من يقول ليس في الجبة إلا الله ، وهذه مقالة أبن عربي وعلى طلاب العلم أن يفرقوا بين أبن عربي وأبن العربي ، أبن العربي عالمٌ سنيٌ إمام من أهل الحديث مالكي المذهب وهذا معروف ومشهور ، أما أبن عربي المنكر هذا هو النكرة ، المنكرة هو الذي أنشأ فكرة وحدة الوجود أي نفى الإثنينية على حد تعبيرهم نفى الإثنينية في الكون ، الكون شيء واحد قال أبن عربي :
الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبدٌ فذاك حقٌ وإن قلت ربٌ فأنى يكلف
الشاهد التوحيد الذي دعت إليه الرسل وتعبوا في الدعوة إليه ، وقامت الخصومة بينهم وبين أتباعهم هو توحيد العبادة وإلا جميع الكفار في جميع الملل كلهم يعترفون بربوبية الله تعالى أي يوحدون الله تعالى بأفعاله ولايعتقدون بأن أحداً شارك الله في خلقه وفي رزق العباد وفي تدبير أمور العباد لذلك يؤمنون بالله بربوبيتة ، ولكن يتخذون آلهة من دون الله تعالى لا لأنها تخلق أو ترزق ولكن لتقربهم إلى الله زلفى وسائط وشفعاء وهذا هو شرك المشركين الأولين ، ولكن كما قلنا زين الشيطان لكثيرٍ من اتباع المتصوفة فوقعوا في الشركين معاً شرك في توحيد الألوهية وشرك في توحيد الربوبية ويحسب كثيرٌ من الناس الذين لا يعرفون ترجمة وحياة الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إنما دعا إلى توحيد العبادة وإنما جدد الدين في توحيد العبادة فقط وهذا خطأ وإذا درست حياته تجد أن أول ما نفذ من [ عمل ] الحكم أن رجم امرأة اعترفت بفاحشة الزنا أمامه وأصرت على ذلك أي إن دعوته بدأت بالتوحيد وفي إقامة الحدود والإصلاح العام والحكم بما انزل الله وفي إصلاح العقيدة وفي إصلاح العبادة أي دعوة عامة ، ولكن نظراً لأن الوضع الذي جاء فيه وما يجري في أرض نجد في تلك الأيام هو الشرك في العبادة لأن القوم كانوا يعبدون النخل كان النخل عندهم كثير ، يعبدون أشجار النخل ويعبدون الجن ويعبدون القبور لذلك ركز على توحيد العبادة ولما استقر به المقام بعث وهو بالدرعية رسائل كثيرة إلى الأقطار بين تلك الرسائل دعوته وبين موقفه من الأئمة الأربعة وبين موقفه من الصحابة ، وبين موقفه من السنة ، وبين موقفه من جميع الأحكام وأوضح أن دعوته ليست مجردة ، القول بأن هذا شرك وهذا توحيد كما يُذيع خصومه ولكنها دعوة عامة تجديد عام إلى كل ما دعي إليه محمد ( وعلق غبار الجاهلية بتلك الأحكام ، بداً من العقيدة والعبادة إلى الأحكام ، أما تجديده جميع هذه النواحي فليفهم إن هذا التجديد تجديد عام لذلك ينبغي أن تقرءوا ما كتب أخيراً في ترجمته لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ترجمة خاصة ولبعض الشيوخ المعاصرين ينبغي أن تطلعوا على ذلك وتعرفوا حقيقة هذا التجديد ولذلك معنى قولنا يدعو إلى التوحيد كما قلنا إلى توحيد العبادة لذلك ركز هو أيضاً على توحيد العبادة لأن الوضع متشابه ، الوضع في نجد متشابه مع الوضع في مكة عند أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام ثم أن الرجل تجول في كثير من الأمصار فعرف أن الوضع متشابه في العالم كله ، إن العالم كله بحاجة إلى التجديد العام (2):
__________________________________
(1)شرح الأصول الثلاثة
(2)شرح الأصول الثلاثة

البلوشي
07-11-2010, 11:59 PM
فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الرابعة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير موجود في أكثر أرض الله اليوم باسم الحرية قضي على الجهاد فنسأل الله تعالى أن يقويه وغير ذلك من شرائع الإسلام ، وأما الجهاد فعند كثير من الناس شعارٌ أجوف يرفعون الشعار فإذا جد الجد لاجهاد اعتذروا أو جهاد مقلوب بمعنى معكوس غير الجهاد الإسلامي ، أما الجهاد الإسلامي لإعلاء كلمة الله قليل جداً من يجاهدون هذا الجهاد دون جعجعة ، ولكن في صمت وإخلاص لله تعالى ، وقد كشف الجهاد الأفغاني كثيراً من الجهات التي كانت تنادي وتتخذ الجهاد شعاراً أجوف كشفهم ففضحهم ، ولما قام الجهاد اعتذروا ، وأما الذين ينادون الآن بالجهاد الجهاد وهم ممن يجاهدُ فيهم ليسوا ممن يجاهدون في سبيل الله والقضية معكوسة فليفهم شباب الإسلام وطلاب العلم معنى قوله ( : { أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً } وقد استشكل الصحابة قوله : { أنصر أخاك ظالماً } كون تنصره مظلوماً واضح ولكن كيف تنصر أخاك ظالماً ؟ لهذا الحديث مفهومان ، مفهومٌ إسلامي ، ومفهومٌ جاهلي ، المفهوم الإسلامي هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تكلف أخاك الظالم من الظلم وتمنعه من الظلم وتحول بينه وبين الظلم تكون بذلك قد نصرته ، أما المفهوم الجاهلي أن تنظم إليه في ظلمه فتظلم معه وتؤيده وتصفق له حتى يتمادى في الظلم بسبب تشجيعك وتصفيقك وهذا ما يجري الآن للأسف بين الغوغائيين المنتسبين إلى الإسلام الذين لا يفهمون من الإسلام إلا هذه الكلمة الجوفاء والله المستعان(1):

توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لم يمت دينه معه ، بل بقي لأن الدين دين الله الذي أنزله هو رب العالمين الحي الذي لا يموت فرسول الله ( بلغ دين الله ونشر العقيدة والتوحيد والشرائع بعد أن ثبت الله الإسلام والمسلمين وفهموا ما جاء به النبي ( قبضه إليه ، ولكن لم يقبضه إليه إلا بعد أن بلغ البلاغ النهائي فأكمل الله له دينه إشارة إلى قرب أجله عليه الصلاة والسلام كأن الله أعلمه في حجة الوداع في خطبة يوم عرفة وفي خطبة يوم النحر خاطب الصحابة فقال لهم أنتم مسؤولون عني ماذا أنتم قائلون بعد أن خطب فيهم وبين لهم كل شيء قالوا نشهد بأنك بلغت ونصحت ونحن نشهد معه أنه عليه الصلاة والسلام بلغ ونصح فرفع الرسول (إصبعه كان يرفعها وينفثها عليهم ويقول:{ اللهم أشهد اللهم أشهد }وسميت تلك الحجة حجه الوداع التي جرى فيها هذا الكلام لأنه بعد أن رجع من الحج لم يمكث في هذه الدنيا وفي هذه المدينة إلا ثمانين يوماً وألتحق بالرفيق الأعلى ( بعد أن بلغ ونصح لأمته عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام للصحابة : { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم } كل هذا دليل على أنه بلغ البلاغ المبين فبقي دينه إلى هذا يشير الشيخ بقوله رحمه الله لا خير إلادل الأمة عليه ولا شر إلا وحذرها عنه ، فأكمل الله له الدين وفي مقدمة ذلك التوحيد ، أي إفراد الله تعالى بالعبادة فإذا أطلقالتوحيد المراد به توحيد العبادة وجميع ما يحبه الله ويرضاه ، لأن الطاعات بريد التوحيد وتثبت التوحيد وتصدق التوحيد ، والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه المعاصي بريد الشرك وتدعوا إلى الشرك وتزين الشرك للناس(2):

__________________________________
(1)شرح الأصول الثلاثة
(2)شرح الأصول الثلاثة

البلوشي
07-12-2010, 11:02 PM
شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم شرحها الشيخ محمد أمان الجامي

فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيدُ وعلى حسَب كماله، وقوته، وزيادته يكونُ انشراحُ صدر صاحبه، قال اللَّه تعالى: ?أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه?[الزمر: 22]، وقال تعالى: ?فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَـيِّقًا حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ?فالهُدى والتوحيدُ مِن أعظم أسبابِ شرح الصدر، والشِّركُ والضَّلال مِن أعظم أسبابِ ضيقِ الصَّدرِ وانحراجِه، ومنها: النورُ الذي يقذِفُه اللَّه في قلب العبد، وهو نورُ الإيمان، فإنه يشرَحُ الصدر ويُوسِّعه، ويُفْرِحُ القلبَ. فإذا فُقِدَ هذا النور من قلب العبد، ضاقَ وحَرِجَ، وصار في أضيق سجنٍ وأصعبه(1):

التوحيد يضعف ويقوى في نفس العبد، ويزيد وينقص؛ لأن أصل التوحيد هو الإيمان؛ الإيمان بالله تعالى وإفراده بالعبادة وتوحيده في أسمائه وصفاته بعد توحيده في ربوبيته، والناس يتفاوتون في هذا التوحيد، وعلى حسب كمال هذا التوحيد وضعف هذا التوحيد وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، وهذا شيء يعلمه الإنسان من نفسه، زيادة الإيمان ونقص الإيمان وقوة الإيمان وضعف الإيمان وقوة توحيدك وضعفه، لو درس الإنسان حول نفسه في كل لحظة يدرك، هذه أعراض تعتري كل إنسان؛ لأن القوة والضعف لهما أسباب.
أسباب ضَعف التوحيد ونُقصان التوحيد وضَعف الإيمان ونقصان الإيمان المعاصي والإعراض عن الله سبحانه وتعالى.
وأسباب قوة الإيمان وقوة التوحيد وزيادة الإيمان وزيادة التوحيد الطاعة والامتثال، إذا كانت الطاعة على وجه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نحن نذكر مع قوة التوحيد وضعف التوحيد قوة الإيمان وضعف الإيمان؛ لأن الإيمان تلك الحقيقة التي في النفس، حقيقتها تعظيم الرب سبحانه وتعالى، ومحبة الله وتعظيم أوامره، هذه الأمور تُنتج إفراد الله تعالى بالعبادة وعدم الالتفات إلى سواه وإفراده في أسمائه وصفاته وإفراده في ربوبيته، وذلك هو الإيمان(2):

تبقى هداية التوفيق الإلهام بأن يوفقه للعمل الصالح والإخلاص فيه ومتابعة رسوله عليه الصلاة والسلام، إذ لا قَبول للأعمال إلا بالأمرين معنا إخلاص العمل لله تعالى بحيث لا يشوب شيء من الرياء، وحب الشهرة والظهور والبروز؛ ولكن يريد وجه الله وحده ويكون ذلك العمل وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوفقه إلى ذلك.
أما من يريد الله أن يضله وأمسك عنه التوفيق وخذله ولم يُعنه على نفسه وشيطانه؛ فلم يُعنه إعانة تجعله يحب الله ورسوله وطاعته، ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنّما يصعد في السماء، يرى في امتثال المأمورات واجتناب المنهيات صعوبة شديدة، لا يرى من نفسه الانشراح بأن يمتثل ويعمل ولينتهي عما نُهي عنه؛ بل يرى هذه قيود صعبة تقيد وتقضي على حريته وإنسانيته، يريد أن يطلق هذا هو الضياع، فإذا رأى الإنسان من نفسه هذا المعنى ووقف هذا الموقف عليه أن يبادر بالفرار إلى الله؛ ليخلصه وإن يوفقه الله سبحانه وتعالى في هذه الظروف بالفرار إليه يوفقه توفيقا، وإن لم يوفقه ضلّ وضاع(3):

إذا تَمّ للمرء هذا التوحيد ثم حصل له الهدى ابتاع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك يحصل له انشراح صدره أعظم انشراح، والشرك كما مثّلنا، والضلال كما أشرنا من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحرافه، من علَّق قلبه بغير الله تعالى يخاف من هذا ويحذر من ذاك ويرجو زيدا ويخاف عمرا ويحلف بخالد، وهكذا موزع بين عباد الله، يخاف من الجن والإنس، لا يوحد الله بالمحبة والرّغبة والرهبة، ويتَّبع كل ما سمع، لا يبحث عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتّبعه في صلاته في جميع عباداته لا يتقيد بالهدي النبوي.
من أُبتلي بهذا الداء أُصيب بأعظم أسباب ضيق الصدر والانحراف فإنه في حرج في ضيق لأن محبته موزعة وخوفه موزع واتباعه موزع، لم يوحّد اتجاهه في سيره إلى الله؛ لذلك فهو دائما في ضيق وفي حرج، نسأل الله لنا ولكم السلامة(4):

____________________________________

(1)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

(2)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

(3)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

(4)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

البلوشي
07-16-2010, 01:04 AM
شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم شرحها الشيخ محمد أمان الجامي


ننصح إخواننا المسلمين أن يتعلّموا العلم الضروري، العلم علمان، علم ضروري لا يسع مسلما جهله أبدا، لذلك عندما بدأ شيخ الإسلام المصلح المجدد تجديده، ألّف للناس رسالة صغيرة كانوا يحفظونها حتى العوام والأطفال، يحفظون العوام في مساجدهم، والأطفال في بيوتهم؛ لأن هذه رسالة التي تسمى الأصول الثلاثة مشتملة على العلم الضروري الذي لا يسع مسلما جهله، لذلك على طلاب العلم وعلى المصلحين المنتشرين في العالم للإصلاح أن يبدؤوا في تربية الناس بصغار العلم، بأن يعرّفوهم رب العالمين ودينه ونبيه، وشروط الصلاة وواجبات الصلاة أركان الصلاة، معنى لا إله إلا الله، نواقض الإسلام، هذه الأمور لا يسع مسلما جهلها، من جهل هذه الأمور إسلامه على خطر، إسلام تقليدي، إيمانه تقليدي لا يجدي ولا ينفع لذلك فهو في ضيق وفي حبس، فنسأل الله أن رزقنا علما نافعا وعملا صالحا مقبولا عنده سبحانه(1):


____________________________________

(1)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

البلوشي
07-17-2010, 12:06 AM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى

إن الدعاء والاستغفار والتعوذ من الأبواب التي تدخلها النيابة ، في إمكان الإنسان أن يستغفر لغيره ويستعيذ بالله لغيره ويدعو لغيره ، هذا ما قيل في سر إثبات نون الجمع في هذه الألفاظ ، بينما إذا وصل إلى الشهادة قال (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) لم يرد " نشهد أن لا إله إلا الله " بالنون ، لأن الشهادة إقرار منك واعتراف منك لا تنوب عن غيرك في ذلك وإنما هذا عملك الخاص ، لا تدخل النيابة في مثل هذا ، لذلك تكاد أن تتفق الروايات كلها بهذا الأسلوب ، وإن ثبتت رواية بـ " نشهد " يبحث عن ثبوتها - إن وردت أعني - إن وردت أو اطلعنا على بعض النسخ فيه " نشهد " يبحث عن ثبوتها ، لأن أكثر أهل العلم يقولون : لا تثبت " نشهد " ولكنها " أشهد " ، والفرق واضح بين ما تقدم وبين الشهادة (1):

كل من يحتاج إلى العلم تتعين إجابته إذا سأل ، سواء سأل بلسان المقال أو بلسان الحال ، من سألك بلسان المقال عن علمٍ ، وجب عليك أن تجيبه إذا كنت تعلم تلك المسألة ، أو سألك بلسان الحال ، كأن صلى بجوارك رجل لا يجيد الصلاة ، صلى صلاة كصلاة المسيء صلاته وجب عليك أن تجيبه لأنه سألك بلسان حاله ، تعامله كما عامل النبي عليه الصلاة والسلام المسيء صلاته ، تعلمه وترشده وتبين له صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا أكثر الناس قد سألونا وطلبوا منا طلبا حثيثا بلسان الحال وإن لم يسألوا بلسان المقال خصوصا في هذه التجمعات كالحرمين وغيرهما ، عندما نرى الجهل الواضح لدى كثير من المسلمين في العقيدة والعبادة وغير ذلك لا ينبغي أن ننتظر حتى نُسأل بلسان المقال ، بل يجب المبادرة إلى إجابتهم ، إجابة سؤالهم بلسان الحال ، فهذا البيان فرض عين على كل طالب علم ، وبيان العلم وبيان الهدى والدعوة إلى الدين مقدم على الجهاد في سبيل الله ، أكرر هذه المسألة في هذه الأيام بالمناسبة لأننا نرى أن كثيرا من شبابنا ينشطون في للجهاد في سبيل الله - تقبل الله منهم - ما لا ينشطون في البيان والتعليم والتبليغ(2):

حُفِظَ فَرَّ وما كُتِبَ قَرَّ ، لذلك طالب العلم لا يكتفي بالحفظ ، يحفظ فيسجل (3):

نقول : ظاهر النصوص مرادة لله ، عندما قال الله " وهو السميع العليم " إثبات السمع والبصر مراد لله ، وعندما قال الله " وجاء ربك والملك صفا صفّا " إثبات المجيء مراد لله ، ودعوى أن ظاهر النصوص غير مرادة لله تعالى فرية على الله سبحانه وتعالى وجرأة(4):

في الكتب المقررة الآن على كثير من شباب المسلمين في كثير من الأقطار متن يسمى متن ( السنوسية ) هذا الكتاب ينص على العبارة الآتية ( ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا عن يمينه ولا عن شماله ) وهذا كما ترون نفي محض لصفة الاستواء وليس بتأويل ، لذلك يعدون من هذا الباب من الجهمية لأن هذه العقيدة في الأصل للجهمية فدخلت على الأشاعرة (5)

___________________________________________
(1)شرح التدمرية
(2)شرح التدمرية
(3)شرح التدمرية
(4)شرح التدمرية
(5)شرح التدمرية

البلوشي
07-20-2010, 03:56 PM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الثاني

6_الله يدعى بأسمائه وصفاته ، ولكن هل الأسماء تدعى ؟
انتبهوا لهذه المسألة ، هل ممكن للإنسان كما يقول يا الله يقول : يا علم الله يا سمع الله اغفر لي ، يا سمع الله اغفر لي ، يا بصر الله أعطني هل يجوز هذا ؟ . .
نبه شيخ الإسلام على أن هذا كفر بالاتفاق ، الطلب من صفات الله تعالى محضة كأنها مجردة عن الله تعالى لا يجوز ، تدعو الله بأسمائه وصفاته ، لكن لا تدعو اسما ولا تدعو صفة ، راجعوا ، هذه المسألة دقيقة ، في كتاب الرد على البكري ، تقريبا في حدود – ما أضبط الآن الصفحة – ولكن في الجزء الأول تجدون أقرب إلى أول الكتاب نبه على ذلك شيخ الإسلام .

7-الله سبحانه وتعالى يدعى بأسمائه وصفاته لا تدعى الأسماء وحدها ، ( عليم ) اسم من أسماء الله تعالى ، ( العلم ) صفة من صفات الله ، فرِّقوا بين الصفة وبين الاسم أولا ، الصفة معنى من معاني الأسماء ، مثلا : لا يجوز أن تقول يا سمع الله ، يا علم الله ، يا كلام الله اغفر لي أو أعطني ، لا يجوز ، إنما تقول : اللهم إني أسألك بسمعك وبصرك ورحمتك وعفوك وهكذا ، أحلتكم بصفتكم طلاب على مرجع ولم أستحسن التوسع لوجود غيركم ممن قد يشوش عليه مثل هذا البحث..

8- بعض الناس الذين لا يعرفون قيمة العقيدة وقيمة هذه الكتب كتب الأئمة التي تدرس في باب العقيدة قد يشوشوا على صغار الطلبة : لماذا تُدْرَس هذه الكتب كتب ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم ومن في طبقتهم ، هذه الكتب قديمة لماذا لا تدرس الكتب الحديثة ؟
الشاب الساذج قد ينطلي عليه مثل هذا الكلام ، لذلك ينبغي التنبيه على أن ما يُقرأ ينقسم إلى قسمين :
- كتب أساسية في العقيدة .
- وكتب الثقافة .
أما كتب الثقافة فلطالب العلم الناضج له أن يقرأ ما يشاء من كتب العلماء المعروفين بالاستقامة ومن كتب الطوائف الأخرى والفرق الأخرى وكتب أصحاب الانتماءات كل ما يُكتب ينبغي أن يُقرأ إذا كان هناك وقت يساعدك ، هذه كتب الثقافة ، كتب الثقافة تدرس لهدفين اثنين :
- الهدف الأول : يؤخذ ما فيها من الخير ، وبأسلوب مناسب أسلوب عصري لأنه كتب بأسلوب عصرك ، تأخذ ما فيه من الخير بدون تكلف والأسلوب أسلوبك والخير معروف لديك .
- الأمر الثاني : ليرد ما فيها من الشبه والانحرافات ، ولتعرف من قراءة هذه الكتب اتجاه أصحاب الكتب ، هل هو اتجاه سليم يتمشى مع روح الإسلام أو هو اتجاه منحرف ، تعرف لكل إنسان موقعه وموقفه .
هذا بالاختصار ، لهذا تدرس كتب الثقافة العامة .
أما كتب التوحيد وكتب العقيدة وكتب الحديث وكتب الفقه هذه أحكام ، أساس ، أساس الإسلام ينبغي أن تُدرس وتؤخذ العقيدة من الذين عرفوا بالاستقامة ويُحافَظ على كتبهم وتحفظ كتبهم ، الذين ينتقدون قراءة هذه الكتب عليهم أن ينتقدوا عندما نقرأ كتاب الصلاة والصيام والزكاة والحج في نيل الأوطار في صحيح البخاري في صحيح مسلم فليقولوا هذه كتب قديمة فلتترك ، كما أن الأحكام لا يقال فيها إنها قديمة فتترك ، وكتب الأحكام أيضا فكتب العقيدة من باب أولى ، أساس الإسلام ، ينبغي أن تدرس العقيدة في كل وقت وحين ويحافظ عليها وخصوصا العقيدة على المنهج السلفي السليم ، لأننا بحمد الله إنما ندرس العقيدة على المنهج ، المنهج السليم منهج السلف الصالح تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات وعرض توحيد الربوبية عرضا للاستدلال به على توحيد العبادة ، والذي ينبغي أن ينتقد ذلك المنهج الذي يدرسه كثير من طلبة العلم من شبابنا المسلمين في كثر من الأقطار الذين يرددون توحيد الربوبية ويقضون أعمارهم في توحيد الربوبية الذي لم يجهله أبو جهل نفسه ، ما الفائدة في تكرار توحيد ( الربوبية ) في كل وقت وحين وأنت تجهل تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات ؟ هما محل الخصومة الآن ومحل الحاجة الآن ، تترك محل الحاجة وتجتهد فيما لا خلاف فيه قديما وحديثا ، اللهم إلا ما حصل من بعض الملحدين الذين أنكروا وجود الله تعالى عنادا لذلك لا تؤثر فيكم ثرثرة بعض الكتاب المعاصرين الذين ينتقدون منهج السلف في باب الأسماء والصفات وفي توحيد العبادة ، يُدرس هذا المنهج وهذه العقيدة ويُهتم بها أكثر من الاهتمام بالصلاة والزكاة والحج لأن هذه أساسها العقيدة ، إذا كانت العقيدة فاسدة ما يعتقده العبد نحو ربه ودينه ونبيه ، لا صلاة له ولا صيام ولا زكاة إلى آخره .
لذلك ينبغي التنبيه على هذا وعدم الإصغاء إلى تلبيس الملبسين وبالله التوفيق .

9- كل الصفات الذاتية راجعة إلى اسمه تعالى ( الحي ) وكل الصفات الفعلية راجعة إلى اسمه تعالى ( القيوم ) ، ( الحي ) أي بالحياة الكاملة ، الحياة الكاملة تتضمن ( العلم) ( والسمع) ( والبصر ) ( والكلام ) وغير ذلك من الصفات هذا معنى رجوع الصفات الذاتية إلى اسمه تعالى ( الحي ) وإنما يحصل النقص في ( العلم ) ( والسمع ) ( والبصر ) لنقص الحياة ، لما كانت حياتنا ناقصة لزم من ذلك أن يكون علمنا ناقصا محدودا ، ويعتري سمعنا وبصرنا وجميع صفاتنا نقص وعيب لأن الحياة نفسها ناقصة ، ولما كانت حياة الله الحياة الكاملة من كل وجه استلزمت ثبوت جميع الصفات الذاتية الكاملة .
(القيوم) القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى غيره في وجوده ، المقيم لغيره لا يقوم شيء إلا بإقامته ، والمقيم على غيره أيضا بتدبير أمور عباده وشؤونهم ، إذن جميع الصفات الفعلية راجعة إلى هذا الاسم العظيم..

10- المناظر أحيانا ينبغي له أن لا يحتد وينبغي له أن يوافق خصمه أحيانا بحيث لا يؤدي ذلك إلى كتمان الحق..

11-صفة الاستواء صفة فعليه وهي غير صفة العلو ، وصفة العلو صفة ذاتية لا تفارق الله سبحانه وتعالى ، بمعنى : لم يزل الله سبحانه في علوه ولن يزال وحتى في حال نزوله إلى سماء الدنيا وفي حال مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء فهو يوصف بالعلو لأن نزول الرب سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوق ولا مجيئه كمجيء المخلوق حتى يلزم من ذلك فراغ المحل الأول والانتقال ، بل نزول يليق به ومجيء يليق به ، هما صفتان فعليتان أي النزول والمجيء لا يتنافيان مع الصفة الذاتية الثابتة لله تعالى وهي صفة العلو..

12- الاستواء كما أخبر الله في هذه الآية (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى) بـ ( ثم ) التي تفيد الترتيب والتراخي أي حصل الاستواء على العرش بعد خلق السماوات والأرض ، وما يقوله بعض المفسرين المتأخرين من أن ( ثم ) ليست للترتيب هنا ، لا ترتيب ولا تقديم ولا تأخير وأن معنى استوى إنما هو الهيمنة والسلطان فتفسير خَلَفي أشعري إلا أن الكاتب لبراعته في أسلوبه لا يظهر أشعريته ، ولا يدرك أشعريته إلا من يعرف تلك العقيدة ، وتتبعت تفسير في ظلال القرآن فوجدت أنه يسلك في جميع الآيات السبع هذا المسلك أن المراد من الاستواء الهيمنة يقول لا نشك في ذلك ، وثم يدعي أنه لا يعلم معنى العرش ، العكس هو الصواب ، العرش معروف في اللغة : ( سرير الملك ) إلا أن عرش الرحمن لا ندرك كنه أو حقيقة كبره وسعته ولكنه مخلوق معلوم ، الذي لا يُعلم : كيفية استواء الرب سبحانه وتعالى بعد أن نعرف معنى استوى " الرحمن على العرش استوى " علا ، أما كيفية علوه واستوائه على عرشه هو الذي لا يُعلم فلينتبه لمثل هذا لأن هذا التفسير المشار إليه منتشر في أيدي الشباب ولكونه يستعمل أسلوبا عصريا إنشائيا يحبه الشباب قد ينخدعون بما فيه من بعض الهفوات في باب الأسماء والصفات .

13- فنحن نثبت الصفة ونثبت لازمها ، فهم ينفون الصفة ويثبتون اللازم هذا تناقض حتى من الناحية العقلية ، إذا نفيت الصفة يلزم نفي اللازم فنحن نثبت الصفة أي : بأن الله يحب عباده ونثبت لازم الصفة : الإنعام والإكرام والعطاء العظيم . هذا لازم المحبة ، كذلك نثبت بأن العباد يحبونه ومن محبتهم ربهم وخالقهم طاعتهم إياه وعبادتهم إياه هذا من لازم ذلك ، هذا ما درج عليه السلف ، انتبه دائما ابحث في كل صفة وفي كل مقام وجدت فيه الاختلاف بين السلف وبين الخلف عليك أن تؤثر دائما طريقة السلف ، والخلف أنفسهم يشهدون بذلك ويحثون على ذلك من تناقضاتهم حيث يقول قائلهم :
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
والعجب العجاب أن هذا الكتاب ( جوهرة التوحيد ) من الكتب المقررة التي يحفظها طلاب الأزهر وفروع الأزهر حفظا في تلك المنظومة هذا البيت وأبيات أخرى بهذا المعنى ومع ذلك كأن الله أعمى بصيرتهم لم يلتفتوا لمنهج السلف ، متمسكون بمنهج الخلف ، هذه الأبيات لا معنى لها في قراءتها بالنسبة لهم .

14- الذي عليه بعض المفسرين قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء " بخلاف قوله تعالى " ثم استوى على العرش " أي : إذا تعدى بـ ( إلى ) يكون بمعنى القصد أي قصد ..

15- ينبغي أن نفرق دائما بين الصفتين الذاتية والفعلية ، كل صفة تتعلق بمشيئة الله تعالى وتتجدد حسب مشيئة الرب سبحانه فهي من الصفات الفعلية لأن الله فعال لما يريد ، وأما الصفات الذاتية فهي الصفة القديمة اللازمة لذات الله تعالى ولا تنفك عنه .

16- فصفة الكلام لها اعتباران :
- باعتبار أصل الكلام ونوع الكلام فهي صفة ذاتية أي : بأن الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال أن يتصف بالكلام لأن الكلام من صفات الكمال ولا يجوز أن يَعدم صفة الكمال إذن فالله سبحانه وتعالى موصوف بصفة الكلام دائما وأبدا ولا يجوز أن يُعتقد أن الكلام كان ممتنعا عليه يوما ما ثم تكلم ، ولم يكن عاجزا عن الكلام ثم تكلم ، بل صفة الكلام باعتبار أصل الصفة ونوع الصفة صفة ذاتية .
وباعتبار أفراد الكلام صفة فعلية لأن أفراد الكلام يحصل في وقت دون وقت : خاطب الله نوحا فذلك كلامه ، وكلم موسى في وقت غير ذلك الوقت وكلم رسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج فأسمعه كلامه فذلك فرد من أفراد كلامه والقرآن من كلام الله والتوراة والإنجيل والزبور .

17- القاعدة التي لا ينبغي أن ننساها مع ملاحظة أنها لا تُطَبق على كل من اندرج تحتها وهي القاعدة التي أجمع عليها السلف " أن من نفى صفة ثابتة بالكتاب والسنة فهو كافر " هذه قاعدة ينبغي أن تحفظ ، لكن لا يلزم من إطلاق القاعدة أن من وقف هذا الموقف كلهم كفار لأنه قد ينفي صفة ثابتة بالكتاب والسنة تمنعه الشبهة من الكفر أو يمنعه الجهل الذي يعذر به من الكفر ، ليس كل جاهل معذورا إن كان جهله جهلا يعذر به..

البلوشي
08-03-2010, 06:02 PM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الثالث

18- الصابئة ينقسمون إلى قسمين :
- صابئة حنفاء موحدون هم الذين أثنى الله عليهم بقوله "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر " الآية .
- ومنهم مشركون .
ليس كل صابئ ضالا ، الصابئ : من انتقل من دين إلى دين أو من ملة إلى ملة قد يكون مشركا وقد يكون موحدا .

19- عقيدة ابن سينا الذي يسمَّى بالأستاذ والفارابي والكندي هي عقيدة أرسطو وأمثاله لا يختلفون في العقيدة لذلك لا ينطلي عليكم ما يقوله بعض الكتاب من تبجيل ابن سينا والثناء عليه والاعتزاز به أنه من فلاسفة المسلمين ، وهل الفلسفة من العلوم الإسلامية حتى نعتز بالفلسفة ؟

20- من تمكن من دراسة العقيدة الإسلامية وفهم الكتاب والسنة ومنهج السلف لو أراد بعد ذلك أن يدرس المنطق والفلسفة قد يُسْتَحْسَن ذلك وخصوصا في وقتنا هذا ، وقتنا هذا يشبه الوقت الذي ظهر فيه ابن تيمية لأن هذا الانفتاح العظيم الذي نعيشه وجاءت جميع العقائد والفِرق والمِلل والانتماءات اجتمعت كلها هنا من باب عرفت :
عرفت الشر لا للشر لكن لأتقيه من لم يعرف الشر وقع فيه
من هذا الباب الطالب الذكي الفطن الذي تمكن من دراسة العقيدة على منهج السلف ونضج في علمه وعقله لو درس هذه الاصطلاحات الحديثة من هذا الباب يُستحسن ذلك وهذا رأي فردي والله أعلم .

21- والقديم الأزلي يذكران – هذان الاسمان – من باب الإخبار عن الله لا من باب أنهما من أسماء الله تعالى بل يؤديان إلى حد ما معنى اسم الله ( الأول الذي ليس قبله شيء ) وإن كان معناهما فيهما نقص من هذا المعنى..

22- الشيخ – يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى- عندما يخاطب القوم الذين أفحمهم وألف في إبطال مذهبهم قد يخاطبهم بالأساليب وبالاصطلاحات التي يعرفونها ، طالما تلك الاصطلاحات معناها صحيح..

23-( القديم ) اسم اصطلاحي يخبر به عن الله وليس من أسماء الله.
24- الصفة السلبية : كل صفة وقعت في سياق النفي أو النهي أو الاستفهام الإنكاري وهذا كثير في القرآن كما تقدم " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " هذه من السلوب وهي التي سمينا فيما تقدم بالنفي المفصل ، النفي المفصل هو السلوب ، ولكن القرآن يجمع بين السلب وبين الإيجاب ، وبين النفي المفصل والإثبات المجمل وبالعكس ، يجمع ، ولكن هؤلاء يصفون الله تعالى إما بالسلوب كما تقدم : ليس بجوهر ولا عرض ولا متحيز ، هذه كلها سلوب ، وإذا أردتم أن تقفوا على أمثلة كثير للسلوب راجعوا ( مقالات الإسلاميين ) لأبي الحسن الأشعري ، سلوب كثيرة يقشعر جسم الموحد عند سردها .
- أما الإضافات الصفات الإضافية هي الصفة التي يتوقف تعقل معناها أو تصور معناها على تعقل معنى صفة أخرى أو على تعقل ما يقابلها ، كل صفة يتوقف تصورها أو تعقلها على تصور وتعقل ما يقابلها تسمى صفة إضافية ، قبل أن نذهب في الصفات مثلا : الأبوة والبنوة ، تصورك لمعنى الأبوة يتوقف على تصورك لمعنى البنوة ، كذلك تصورك لمعنى البنوة يتوقف على تصورك لمعنى الأبوة أي صفات متقابلة كذلك الفوقية والتحتية.

25- الأشاعرة يثبتون صفات كثيرة ليست الصفات السبعة فقط كما يظن بعض الناس ، الصفات السبع هي المشهورة ولكن يثبتون صفة يسمونها صفة نفسية ( الوجود ) والصفات السلبية السبع ( القِدم ) و ( البقاء ) و ( الوحدانية ) و ( مخالفته للحوادث ) و ( قيامه بنفسه ) هذه الصفات وإن لم ترد بهذه الألفاظ بعضها في الكتاب والسنة لكن من حيث المعنى توافق ما جاء في الكتاب والسنة فيه معنى التنزيه ، هذا هو السر في أن شيخ الإسلام الذي نازل وناظر هذه الفرق كلها شهد للأشاعرة بأنها من أقرب الطوائف - الكلام - إلى منهج السلف الصالح لهذا لإثبات أو لهذا القدر من الإثبات .

26- أسماء الله تعالى أوصاف وأعلام هذه قاعدة عند أتباع السلف ، أسماء الله تعالى أعلام من حيث دلالتها على الذات وأوصاف من حيث دلالتها على الصفات ، لذلك وجه خطأ المعتزلة جعلوا أسماء الله تعالى أعلاما مجردة لا تدل على المعاني وتلك المعاني هي الصفات ، أي : اسم الله (العليم) يدل على العلم ، واسم الله (السميع) يدل على السمع ، واسم الله (البصير) يدل على البصر وهكذا إلى آخر الصفات ، وهم نفوا هذا المعنى .

27- طالب علم يناقش في قاعدة ذكرها فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ومد في عمره في طاعة الله تعالى – لا تحزنوا من كلمة رحمه الله تقال في الأحياء والموتى على حد سواء فنقول رحمه الله ومد في عمره في طاعة الله – الشيخ ذكر قاعدة تحفظونها كلكم ( أسماء الله تعالى توقيفية لا إشكال في ذلك ، كذلك صفات الله تعالى توقيفية ) ومع ذلك ذكر في القواعد المثلى أن ( باب الصفات أوسع من باب الأسماء ) وهذا باعتبار ليس مطلقا ، باعتبار الصفات الفعلية والشيخ مثل لذلك بأمثلة ، فمثلا أسماء الله تعالى لا نستطيع حتى أن نصوغها من الأفعال نقف عند ما ورد من الأسماء ، أسماء الله تعالى تدل دلالتين :
- تدل على الذات باعتبار دلالتها على الذات فهي أعلام ولذلك يقال ( أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ) باعتبار دلالتها على الذات فهي أعلام .
- وباعتبار دلالتها على المعاني أي على صفات الله تعالى فهي أوصاف .
ومع ذلك لا تصاغ من الأفعال التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة بل هي توقيفية إلا إذا كان من باب الإخبار كفاعل ، مريد ، متكلم ، قديم ، من باب الإخبار لا على أساس أنها من أسماء الله الحسنى ، وصفات الله تعالى كما هي تؤخذ من الأسماء أي أن الأسماء تدل على الصفات كذلك هناك صفات فعلية تؤخذ من الأفعال ، وهذه الصفات التي تؤخذ من الأفعال لا تصاغ منها الأسماء " الرحمن على العرش استوى " الفعل استوى يدل على صفة فعلية اسمها صفة ( الاستواء ) ، " ينزل ربنا " يدل على صفة ( النزول ) الفعل ( ينزل ) يدل على فعل ( النزول ) وهل تستطيع أن تأخذ من هذا أسماء تسمى الله سبحانه وتعالى بأنه ( مستوٍ ) وبأنه ( نازل ) ، لا ، إلا إذا كان من باب الإخبار ، ولا يعد ذلك من أسماء الله الحسنى لماذا ؟ لما فيه الاشتراك ، أسماء الله الحسنى البالغة في الحسن والكمال ، كلمة ( نازل ) وكلمة ( مستوي ) يشترك فيه الخالق والمخلوق وتستعمل فيما يليق بالله وفيما لا يليق بالله كذلك مريد قد يريد الخير وقد يريد الشر ، إذن هذه الأفعال تصاغ منها الصفات الفعلية ولا تصاغ منها الأسماء هذا معنى قول الشيخ ( باب الصفات أوسع من باب الأسماء ) لأنك تصوغ الصفات الفعلية من بعض الأفعال الواردة في الكتاب والسنة وإن لم يرد ، أما الأسماء لا تستطيع أن تسوغ ما ترد كـ ( المعطي المانع ) للورود ما لم يرد لا تصوغ الأسماء من الأفعال ، هذا معنى قوله إن كان الكتاب لديكم الآن تقرأون هذه القعدة ما فيش مانع .. على كلٍّ راجع هذا معنى كلام الشيخ ...هذا ليس اسم هذا من باب الإخبار ، باب الإخبار أوسع من باب الأسماء ، يخبر عن الله تعالى بأسماء تدل على المعاني الطيبة ولكن لا يلزم من ذلك كما قلنا قبل قليل أن تكون من الأسماء الحسنى ...

البلوشي
09-21-2010, 03:35 PM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الرابع

28- قدم شيخ الإسلام قاعدة عظيمة وهي : أن اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات ، هذه القاعدة هي التي مثل لها بهذه الأمثلة الكثيرة من الآيات لذلك ينبغي الرجوع إلى هذه القاعدة وفهمها وهضمها .
(اتفاق الأسماء ) سميع وسميع عليم وعليم (لا يوجب تماثل المسميات ) ليس كل من سمي عليما أو سميعا أو بصيرا كالآخر الذي سمي بهذا الاسم أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق هذا توضيح للقاعدة.

29- سمع الله تعالى سمع محيط بجميع المسموعات وعلم الله تعالى علم محيط بجميع المعلومات لا يفوته شيء ، هذا معنى قول السلف ( علمه في كل مكان وفي كل شيء ) ثم إن علم الرب سبحانه لم يسبق بجهل ولا يطرأ عليه نسيان أو غفلة أو ذهول هذه مواصفات علم الرب سبحانه وتعالى وقس على ذلك سائر الصفات..

30- يقال القليل المفهوم خير من الكثير غير المفهوم ، فليكن حرصكم على الفهم والهضم لتهضموا المسائل لا على أن تمروا على جميع المسائل مر الكرام بدون فهم.

31- الأشاعرة ينفون الحكمة ويقولون : أفعال الله تعالى لا تعلل فقوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " يقولون هذه اللام ليست لام العلة ولكنها لام الصيرورة وهو خلقهم بغير علة وبغير حكمة لكن آل الأمر فيما بعد إلى عبادة الله تعالى ، هكذا القول على الله بغير علم ، الذي يدل عليه الأسلوب العربي أن الله خلق الجن والإنس لهذه الغاية لعبادته وإفراده بالعبادة وليخضعوا له وليكونوا عبيدا خالصين له سبحانه ، وهذا الذي تنتهي إليه العواقب الحميدة تدل على حكمة الله البالغة.
32- ما هي العلة الغائية ؟
[ ما يوجد الشيء لأجله ] .
لماذا أوجد الله الجن والإنس ؟
للعبادة ، هذه هي العلة الغائية وهي أقوى .
لماذا خلق الله الجنة والنار ؟
خلق الله الجنة كرامة لأوليائه وخلق النار سجنا وعذابا لأعدائه .

33-( عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ) هذه القاعدة يجب أن تحفظوها حفظا وهي تنفعكم في كل مقام عند المناظرة مع الخصوم.

34- الأشاعرة في صفة الحكمة يتناقضون ، قد تقرأ لبعضهم ما يدل على أنهم يثبتون صفة الحكمة ولكن الغالب على كلامهم نفي صفة الحكمة ، يسمونها علة فيقولون : أفعال الله تعالى لا تعلل إنما تحصل أفعال الرب سبحانه وتعالى عندهم بمجرد تعلق الإرادة بها ، يعني المفعول يحصل ويقع ، والمخلوق يخلق بمجرد تعلق الإرادة به ثم إيجاده بالقدرة ، لا تعلل أفعال الله لا يقال أوجد لكذا ، خلق لكذا ، أكرم لكذا ، عاقب لكذا ، هذا غير وارد عندهم وهذا نفي للحكمة ، ونفي الحكمة يستلزم نفي اسم الله تعالى الحكيم وهم يثبتون اسم الله تعالى الحكيم ويؤمنون بذلك وينفون الحكمة ، تنطبق عليهم القاعدة أن ( كل من خالف الكتاب والسنة ولم يلتمس الهدى قي الكتاب والسنة لا بد أن يتناقض ) هذه قاعدة ، لا بد أن يتناقض ، ولو تتبعت كلام السلف في كل وقت وكلام السلفيين أيضا ـ أي علماء السلف وعلماء السلفيين ـ لا تجد في كلامهم تناقض أبدا كأنهم تخرجوا من مدرسة واحدة وعلى أستاذ واحد وهذا هو الواقع لأن أستاذهم الحقيقي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان إطلاق لفظة ( أستاذ ) على النبي عليه الصلاة والسلام غير وارد إلا من باب الإخبار ، باب الإخبار أوسع – الحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله – .


35- جميع فرق الشيعة أقربهم وأبعدهم كلهم على عقيدة المعتزلة ، والأشاعرة هم الذين زعموا أنهم من أهل السنة لأنهم في الغالب من أتباع الأئمة الأربع بالنسبة للفقهيات ، إذن هؤلاء كلهم موجودون ، ليعلم الحضور وغير الحضور أن هؤلاء الذين نتحدث عنهم وعن عقيدتهم ونحاورهم ونناظرهم موجودون في دنيانا ، وأما الجهمية فهم غير موجودة بصفتها فرقة قائمة بنفسها ولكن دخلت بعض عقائدهم على الأشاعرة الذين هم أقرب الناس إلينا ، كما تلاحظون ذلك في صفة العلو وفي صفة الكلام ، قد كررنا الكلام في هاتين المسألتين فلينتبه طلاب العلم .

36- تحذيرنا من عقيدة الجهمية لكونها دخلت على أقوام يعيشون بيننا وينتسبون إلى أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة ، أما الأشاعرة ، التحذير من الأشاعرة والمعتزلة أمر وارد لوجودهم الجماعي بكثرة ..

37- دراستنا لهذه العقيدة حفاظا على العقيدة ودفاعا عن العقيدة وحفاظا على شبابنا لئلا ينحرفوا عن هذه العقيدة السلفية السليمة لا إلى الأشعرية ولا إلى الصوفية ، هاتان الفرقتان هما الموجودتان الآن وجودا جماعيا بين المسلمين ، الصوفية منتشرة والأشعرية منتشرة ، دراستنا لهذه الفرق ومعرفة مذاهبها نافع جدا لإثبات عقيدتنا من باب :
عرفت الشر لا للشر لكن لأتقيه من لم يعرف الشر وقع فيه
وهذا حاصل ، كثير ممن لا يعرفون الشر يقعون في الشر لتعلموا مغزى وعظمة هذا الكلام راجعوا الفوائد لابن القيم عندما حلل هذا الأثر عن عمر ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عُروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ) أدع شبابنا ليرجعوا إلى هذه الرسالة هذا الكتاب فيطلعوا على كلام ابن القيم عندما يحلل هذا الأثر ، إذن ندرس هذه الطوائف لنعرف عقائدها ولنتقي شرها ولنحافظ على عقيدتنا لشبابنا لئلا تصاب .

البلوشي
09-27-2010, 01:02 AM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الخامس

38- فقدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيلات ولا بالواجبات ، ولكنها تتعلق بالممكنات أو بالجائزات وكما قلنا : الجائزات والممكنات بمعنى واحد ، أما المستحيلات فلا تتعلق بها قدرة الله ، من المستحيلات : الشريك والصاحبة والولد والوزير والمعين ، قدرة الله تعالى لا تتعلق بهذه ( الممكنات ) لأن إيجادها نقص لا يليق بالله تعالى ، إذا قلنا قدرة الله لا تتعلق بها ، لا ينبغي بأن يفهم أن الله عاجز عن إيجاد هذه الأشياء ، ليس بعاجز ولكن قدرته لا تتعلق بها حكمة منه وكمالا لأنها نقص ، الشريك نقص في حق الله تعالى ، والصاحبة والولد والوزير هذه كلها من المستحيلات التي تعتبر نقصا في حق الله تعالى ، فقدرة الله تعالى لا تتعلق بها .
39- قدرة الله تعالى لا تتعلق بأسمائه وصفاته لأنها من الواجبات ، ولا تتعلق بالمستحيلات لأن إيجادها نقص ، إذن تتعلق بالممكنات فقط .
40- اسم الله تعالى يوصف بالبركة ، الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي البركة ، البركة أصلها الزيادة والنماء ودوام الخير وكثرة الخير ، البركة لا تكون إلا من الله ، الله هو الذي يبارك ، يبارك في عمرك يبارك في عملك ، يبارك في علمك وفي رزقك بدوام ذلك وبالكثرة والنماء ، لذلك طلب البركة من غير الله تعالى فيه معنى الإشراك ، طلب البركة من الجمادات ، من المخلوقات ، نرجو بركتك ، نريد بركتك ، هذا خطأ محض ، الذي يبارك فيعطي فيديم ذلك العطاء وينمي ذلك العطاء ويكثر ذلك العطاء هو الله ، إذن يجب أن تطلب البركة من الله وحده لا تطلب البركة حتى من الرسول صلى الله عليه وسلم ، رسول الله مبارك الله جعل فيه بركة ، وكتاب الله مبارك ، ودين الله مبارك والشريعة مباركة ، لكن الذي تطلب منه البركة هو الله جعل الله.
41- الأمن والأمان في هذا البلد بركة من بركات التمسك بالشريعة وتحكيم الشريعة ، وما تعيشه كثير من الشعوب من القلق والفتن وعدم الدين وعدم الأمن والأمان من عدم البركة لأن الكتاب المبارك لم يعمل به ولأن الشريعة المباركة لم تطبق ، فإذا قصرنا في تطبيق هذه الشريعة المباركة وفي العمل بهذا الكتاب المبارك تنقص هذه البركة ، فإذا زال العمل بالكتاب والسنة وبالشريعة المباركة زالت البركة ، يعيش هذا المجتمع الآن من حيث لا يشعر كثير منهم بركة تطبيق الشريعة ، بركة العمل بالكتاب والسنة بركة العمل بالعقيدة الإسلامية وتطبيق الشريعة إلى حد ما ، هذه هي البركة التي نعيشها ، ومن البركات : مضاعفة الصلاة في المسجدين بركة ، لأن البركة معناها الزيادة ، وكل ما يحصل لك من الخير عندما تصلي في المسجدين العظيمين بركة من البركات ، لنتصور معنى البركة ولا يتعلق الإنسان بعمود أو باب بدعوى أنه يتبرك ، وربما يظن من يأتي من الخارج أن كل ما يرى في هذا المسجد من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك يزعمون أنهم يتبركون بمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام فليعلموا أنه لا يوجد في هذا المسجد شيء من آثار النبي عليه الصلاة والسلام ، وكل ما يشاهد كما يعلم الجميع من الأعمدة والبلاط ومن هذا النحاس وهذه الزخرفة كلها أمور حادثة ليس هناك شيء يستحسن أو ينبغي للعاقل أن يتبرك به ، وكما قلنا فلنتبرك بالعمل بالكتاب والسنة وتطبيق الشريعة ، هناك البركة . نعم .
42- الإسلام ليس هو الفكر الإسلام إسلام والدين دين.
43- المحبة والرضا والرحمة كلها من صفات الله تعالى الصفات الفعلية الخبرية يجب إثباتها كما جاءت..
44- الشيخ محمد خليل هراس ليس بالرجل الهين رجل تخصص في علم الكلام وفي المنطق وفي الفلسفة وأخذ الدكتوراه بامتياز في هذه العلوم ، وفي مدة ثلاثة أشهر عكف على دراسة كتب شيخ الإسلام كان يدرسها ليرد عليه لأنه كما قيل له عدو للمنطق والهراس ابن المنطق البار قيل له كن ابنا بارا فدافع عن المنطق ورد على ابن تيمية ، فدرس كتبه ليرد عليه فهداه الله واعترف أنه لم يفهم الدين الصحيح الذي جاء به محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا بعد دراسته لهذه الكتب فتاب وأناب وألف رسالة سماها (ابن تيمية السلفي) بها أخذ الدكتوراه وإن كان هضموا حقه لكنه أخذ وليس فرحه بأنه نال الدكتوراه من الأزهر لكن فرحه بتلك التوبة وبفهمه لمنهج السلف ورجوعه إلى ذلك ، بعد ذلك جاء إلى هذا البلد ونفع الله به كثيرا من شباب المسلمين وأنا من الذين درسوا على ذلك الشيخ رحمه الله .
45- الوجود الواجب هو الله ، الله يقال له الواجب ويقال له واجب الوجود (الذى لا يقبل العدم) هذا تفسير لواجب الوجود ، واجب الوجود الذي لا يقبل العدم ولم يسبق بعدم.
46- يصف شيخ الإسلام أن رئيس وحدة الوجود ابن عربي جاء بكفر أقبح من كفر كفار قريش بكفر لم يأت به كفار قريش لأن كفار قريش يؤمنون بتوحيد الربوبية مع كفرهم بتوحيد العبادة وابن عربي خرج من كل ذلك وجعل الكون كله شيئا واحدا أي نفى وجود الله الحقيقي .
47- لا ينبغي أن يفهم أن الواجب من أسماء الله تعالى الواجب ليس من أسماء الله وإنما يذكر الواجب من باب الإخبار كما نقول هو مريد متكلم ومكون هذا الكون وصانع هذا الكون هذا كله من باب الإخبار وليس من باب الأسماء ، أسماء الله تعالى توقيفية كالصفات لا يسمى الرب سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه ، وإطلاق الواجب من باب الإخبار فهو مقابل الجائز . فالرب سبحانه وتعالى يمكن من باب الإخبار أن يقال الله سبحانه وتعالى هو المفتي في مسألة الكلالة لأنه هو الذي أفتي ، لكن المفتي ليس من أسماء الله تعالى ولكن يطلق ذلك من باب الإخبار كما قلنا ، باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات .

البلوشي
10-02-2010, 03:06 PM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء السادس



48- إن رئيس وحدة الوجود ابن عربي الطائي صاحب فصوص الحكم ، كتاب اسمه فصوص الحكم وصاحب الفتوحات المكية كتابان كبيران فيهما الكفر البواح ، يصرح ابن عربي في الكتابين وفيما نقل عنهما بأن العبد والرب شيء واحد فيقول :
العبد رب والرب عبد ليت شعري من المكلف
بمعنى أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، ومن مبادئهم أو مبدؤهم الأساسي نفي الاثنينية في الكون لا يوجد في الكون اثنان الكون كله شيء واحد لذلك يقول :
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته
ولعل المسلم الذي على الفطرة يستغرب أن يقول مسلم هذا القول ولكن في الواقع هذا ليس بمسلم خرج عن الإسلام خرج عن الملة ، رئيس وحدة الوجود جاء بكفر لم يأت به كفار قريش ولا ينبغي أن ينخدع المسلم بما تقوله الصوفية إنه سلطان العارفين ، ابن عربي يسمونه سلطان العارفين ، وذاك زميله ابن الفارض شاعرهم وأديبهم كل هذا من باب الجهل لأن الناس لا تدرس هذا الباب في الغالب الكثير لذلك يدافع بعض المعاصرين عن ابن عربي أنه ليس بكافر ، إن لم يكن هذا القول كفرا فأين الكفر ؟ ما معنى الكفر ؟ كفار قريش شهد الله لهم بأنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " كفار قريش يؤمنون بأن الله خالق كل شيء خالق السماوات والأرض مدبر الأمر من السماء إلى الأرض يؤمنون هذا الإيمان ، لكن إنما كفروا واستحل النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم وأُطلق عليهم أنهم كفار لأنهم لم يوحدوا الله تعالى في عبادته ، عبدوا مع الله أصنامهم وأوثانهم أي أشركوا بالله في العبادة وإلا هم يعرفون الله ، يعرفون الله تعالى أكثر مما يعرف ابن عربي وأتباعه .
ثم إن الصوفية العادية الآن لا نحكم عليهم بما حكمنا أو بما حُكم على ابن عربي ولكن الخطأ الذي تقع فيه الصوفية ويضلَّلون من أجله يؤمنون بفكرة ابن عربي وإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة يؤمنون ويتمنون أن يصلوا لأن هذا يعتبر عندهم الوصول ، عندهم العارف بالله في أسلوبهم إذا وصلوا إلى الله تسقط عنهم جميع التكاليف لا يقال في حقه هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب ، يقول ما يشاء ويأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ليس في حقه حلال أو حرام ويترك جميع العبادات ، وليس هذا مما يحكى عن لأولين كابن عربي وابن الفارض وأمثالهم هذا وقع في هذا الوقت ، محمود محمد طه سمعت أنا بأذنيّ وهو يقول ( قمنا الليالي وصمنا النهار فسقطت عنا التكاليف ) يأمر أتباعه بالصلاة وهو لا يصلي جالس لأنه وصل ، هذا الرجل لي محاضرة ( المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية ) في الرد عليه لو اطلعتم على ما كتب وما كتبه غيري تتأكدون بأن الصوفية المعاصرة تسعى لتصل إلى ما وصل إليه ابن عربي ، فاعتقاد بأن ابن عربي من المؤمنين ومن الأولياء ومن الصالحين مغالطة ولا ينبغي التمويه على العوام بل ينبغي البيان بأن ابن عربي المنكّر كافر وليس بمؤمن ، لذلك المؤمن لا يقول هذا الكلام ، الذي ينفي الاثنينية ويجعل الكون كله شيئا واحدا فهو كافر وهو ليس ابن العربي – ننبه في كل مناسبة – ليس ابن العربي بـ ( ال ) هذا عالم مالكي سني وإن كان فيه بعض التأويلات ، وشيخ الإسلام من الذين خاضوا مع هؤلاء جميعا في المناظرات والرد عليهم لذلك يؤخذ كلام شيخ الإسلام في بيان الطوائف والفرق وحقيقتهم قضية مسلمة لأنه عايشهم وناظرهم وأفحمهم بحمد الله تعالى لأن الله فتح عليه وتبحر في جميع العلوم في المعقولات والمنقولات حتى جعله الله مدافعا عن الحق وعن العقيدة وعن الشريعة رحمه الله.
49- في إمكان طالب العلم الصغير أن يبدأ إذا أراد أن يعرف التصوف وشطحات الصوفية يقرأ أولا كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل المصري الذي كان رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى بمكة ، ثم ينطلق منه إلى مصرع التصوف للبقاعي ، البقاعي معاصر لشيخ الإسلام في القرن السابع ، وكتاب هذه الصوفية يذكر لك جميع مراجع الصوفية وله تحقيق لمصرع التصوف ، ثم لشيخ الإسلام مجلد خاص في التصوف في ضمن المجموع ينبغي الإطلاع وقراءة هذه الكتب لئلا تكون معرفة الصوفية مجرد سماع ، ينبغي أن تكون من قراءة مراجعهم وكتبهم بالذات .
50- القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) ينبغي أن تُحفظ هذه القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) لوازم نزولنا معروف ولوازم استوائنا معروف إذا استوى مخلوق على مخلوق لا يخلو أن يكون المستوي أكبر من المستوى عليه أو أصغر منه أو مساويا له ، القسمة ثلاثية ليست رباعية ، هذا بالنسبة للوازم استواء المخلوق ، أما استواء الخالق لا تلزمه هذه اللوازم ، استواء الله تعالى لا تلزمه لوازم استوائنا ، ونزول الرب سبحانه وتعالى لا يلزمه شيء من لوازم نزولنا ، وسمعه وبصره وكلامه كذلك ، لا يقال إذا أثبتنا له الكلام يلزم أن نثبت له مخارج الحروف ، هذا بالنسبة لتكلمنا نحن أما تكلم الرب سبحانه وتعالى حيث لا ندرك كنهه وحقيقته لا تجري عليه لوازم صفات المخلوق من الكلام وغيره ، ضبط هذه القواعد يريح طالب العلم أو يريح كل مسلم .
51- الروح يذكر ويؤنث يقال (هذه الروح) و (هذا الروح) ، الروح التي فينا ويكون الإنسان به إنسانا لأن الإنسان مجموع الروح والجسد ، لا يقال للجسد وحده إنسان كما يقال للروح وحدها إنسان وإنما الإنسان مجموع الروح والجسد..

البلوشي
10-06-2010, 05:05 PM
شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزء السابعة


52- المشاركة في الاسم العام والصفة العامة أو في المعنى العام أو في المطلق الكلي لا يُثبت أو لا يرفع المباينة ويُثبت المشابهة أو المماثلة بين الخالق والمخلوق لأن ذلك لم يُثبت.
53- القاعدة تُحفظ بأن الله يوصف بالإثبات والنفي ، لا يوصف بالإثبات فقط ولا يوصف بالنفي فقط ولكن يوصف بالإثبات والنفي معا .
54-(وينبغى أن يعلم أن النفى ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا) إذن النفي الذي يوصف به الرب سبحانه وتعالى هو النفي الذي يتضمن إثباتا وليس مجرد نفي.
55- يجب أن نفرق بين الرؤية وبين الإدراك ، الرؤية شيء والإدراك شيء زائد على الرؤية ، لذلك قال :
(إنما نفى الإدراك الذي هو الإحاطة) الإدراك الإحاطة ، قد ترى شيئا ولا تحيط به ترى الشمس فوقك ، تنظر إلى الشمس وترى لكن لا تحيط بها ، شعاعها القوي ، نورها القوي يحول بينك وبين الإحاطة بالشمس ، مخلوق من مخلوقات الله تعالى لكن لن تستطيع أن تحيط بها فكيف الرب سبحانه وتعالى ؟ إذن الرؤية أو الإدراك أمر زائد على الرؤية ، قد ترى شبحا من بعيد لا تدرك هل الشخص الذي تراه من بعيد رجل أو امرأة ، لا تدرك لكن رأيت ، إذن الرؤية تثبت ولا يلزم من إثبات الرؤية إثبات الإدراك.
56- من الخطأ أن ينفي الرؤية بعض أتباع الأئمة الأربعة ، الرؤية تنفيها المعتزلة مع انتساب بعضهم إلى بعض الأئمة ، وتضطرب الأشاعرة في باب الرؤية اضطرابا خطيرا غير مفهوم ، يثبتون الرؤية بدون مقابلة ، ما الذي أداهم إلى هذا الاضطراب ؟
المحافظة على مذهبهم في نفي العلو والاستواء ، نفوا العلو واستواء الله على عرشه ولكن أثبتوا رؤية مضطربة وكون الرائي يرى المرئي في غير مقابلة لا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن يساره غير معقول ، وقد قالوا قولا متناقضا ، والذي أوقعهم وغيرهم في هذا التناقض عدم التقيد بما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الباب وعدم التقيد بما عليه سلف هذه الأمة بما في ذلك الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ، ننبه هذا التنبيه خشية أن يوجد بين طلاب العلم من يطالع كتب الأشاعرة لأنها انتشرت الآن لتعلموا أن هذا تناقض وليس بصواب ما يقولون ، اضطراب وتناقض . الصحيح إثبات العلو وإثبات الرؤية معا ، كما أنهم يخافون ربهم من فوقهم يرون ربهم من فوقهم ، هذا هو الحق الذي عليه سلف هذه الأمة وأئمتها .
57- كلمة الجهمية كما تقدم توسعوا في استعمالها ، يستعملونها في المعتزلة بل حتى في الأشاعرة لأنهم شاركوا الجهمية إما في نفي الصفات كلها أو في نفي بعض الصفات .
58- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (القاعدة الثانية) في هذه القاعدة يبحث الشيخ عن الألفاظ ويَقْسِم الألفاظ إلى قسمين :
- ألفاظ ورد ذكرها واستعمالها في حق الله تعالى وتعتبر ألفاظا شرعية ، وهذه الألفاظ الشرعية الحكم التصديق والتسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
- وهناك ألفاظ غير ورادة .
والألفاظ الغير الواردة تنقسم إلى قسمين :
- ألفاظ لها معان صحيحة ، أو جميع معانيها صحيحة ، أي ألفاظ غير محتملة وإن لم يَرِد ذكرها في الكتاب والسنة في حق الله تعالى لا اسما ولا صفة ولكن من حيث المعنى صحيح ، هذه الألفاظ تستعمل من باب الإخبار لا من باب أنها من أسماء الله تعالى أو من صفاته كـ (القديم) و (المريد) و (المتكلم) و (الصانع) تستعل هذه الألفاظ من باب الإخبار يجوز أن يقال (الله صانع كل مصنوع) (وصانع هذا الكون) معناه الخالق ، و (مريد) و (متكلم) و (قديم) هذه الألفاظ لا تشتمل على الباطل ، المعاني صحيحة وإن كانت الألفاظ غير واردة .
- ولكن هناك ألفاظ غير واردة وهي مجملة تشتمل على الحق والباطل ، هذه الألفاظ هي التي يتحدث عنها شيخ الإسلام في هذا الدرس .
-

البلوشي
10-12-2010, 02:59 PM
59- نصوص الصفات مفهومة المعنى ولكن مجهولة الكيفية ، كيفيات الصفات مجهولة بمعنى : نعلم معنى السمع ومعنى البصر ومعنى العلم ومعنى النزول ومعنى المجيء ومعنى الاستواء المعاني معروفة لكن لا نعلم كيفية هذه الصفات ، هذه قاعدة لا يختلف فيها اثنان سلكا مسلك السلف.
60- نصوص الصفات لم يختلف السلف فيها إلا لفظة (ساق) " يوم يكشف عن ساق " اختلف الصحابة في تفسير الساق هنا لأن لفظة الساق جاءت منكَّرة غير مضافة ، لم تضف إلى الله لذلك اختلفوا في ذلك قبل أن يثبت عندهم حديث أبي موسى الأشعري ، وبعد ثبوت الحديث لم يبق هناك خلاف ، في أول الأمر هذا اللفظ يعتبر عندهم مجملا لذلك فسره بعضهم بالمعنى اللغوي ولكن لما ثبت أن معنى الساق هو ساق الله تعالى بالحديث الصحيح حديث أبي موسى الأشعري " إن الله سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة " في حديث الشفاعة " فيكشف عن ساقه " جاء مضافا ، هذه الإضافة إضافة تخصيص فإذا كشف عن ساقه عرف المؤمنون أنه ربهم فسجدوا له سجودا ، ويحاول المراءون والمنافقون أن يسجدوا فتصير ظهورهم طبقا واحدا فلا يستطيعون أن يميلوا إلى السجود ، هذا معنى الحديث ، روينا الحديث بالمعنى ، مثل هذا اللفظ هو الوحيد أو هذا اللفظ هو اللفظ الوحيد الذي وقع فيه الاختلاف بين الصحابة بالنسبة لنصوص الصفات وإلا جميع النصوص مفهومة عندهم ، وعندنا الآن لفظ الساق ليس بمجمل بل مفسر ، هذا من باب : لفظ مجمل قرآني فسرته السنة ، السنة تفسر وتفصل وبعد تفسير السنة لا يبقى هناك إشكال ، وإن مر على إنسان ما لم يفهم معناه من خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام عليه أن يؤمن أولا بالجملة ثم يبحث عن المعنى ويستحضر قول الإمام الشافعي رحمه الله ( آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنا برسول الله عليه الصلاة والسلام وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) ( من الله الإرسال وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم) هكذا يقول الزهري من كبار التابعين، هذا هو منهج السلف أي التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى ما أشكل عليك معناه ، وبعد معرفة المعنى تزداد إيمانا ، الإنسان الشيء الذي لم يفهمه يسأل ولا يجوز أن يرده.
61- إذا ذكر دليل من الكتاب والسنة ثم ذكر بعد ذلك آثار من الصحابة والتابعين فائدة هذه الآثار :
- تفيد أولا أن هذه النصوص محكمة باقية غير منسوخة .
- وثانيا تؤكد لنا المعنى المراد ، بفهم كلام السلف نستطيع أن نجزم مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قوله ومن قول رسوله عليه الصلاة والسلام .
من ذلكم قول أم المؤمنين زينب تتفاخر على أمهات المؤمنين فتقول لهن ( زوجكن أهالكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ) هذا الأثر منها رضي الله عنها يبين لنا معنى " الرحمن على العرش استوى " ومعنى " أأمنتم من في السماء " وغير ذلك من نصوص الصفات نصوص العلو أي أن السلف هكذا فهموا ، ولم يكن هذا الفهم أو هذا المفهوم جديدا كما يزعم بعض المتأخرين الآن يحسبون أن شيخ الإسلام هو الذي أتى بهذا المفهوم من عند نفسه لذلك حرص شيخ الإسلام في الفتوى الحموية في نقل فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة بل جميع العلماء الذين اطلع على أقوالهم إلى وقته حتى من بعض الصوفية حتى من بعض علماء الكلام نقل كلاما يؤكد بأن هذا ليس مفهومه الخاص بل هذا مفهوم المسلمين الأولين جميعا وإنما جهله من جهل من المتأخرين .
62-: إن جاء في كلام المتأخرين لفظ إن أراد به حقا قُبل وإن أراد باطلا رُد..
63- نحن لا نستعمل لا (الجهة) ولا (التحيز) ولكن لو استعمل إنسان ما قال (الله في جهة) أو قال (ليس الله في جهة) أو قال (الله متحيز) أو (غير متحيز) لا نرد ردا ولكن نستفسر ماذا يريد ؟ إن كان طالب علم ومطلع على هذه الاصطلاحات وفسر تفسيرا صحيحا كما سيأتي في كلام الشيخ قبل ، وإن فسر تفسيرا باطلا رد ، ولكن نحن لا نستعمل باختيارنا هذه الألفاظ بل نستعمل الألفاظ الشرعية ، أما كلمة (التحيز)و (الجهة) و (العرض) و (الجسم) لا نستعمل شيئا من ذلك في حق الله تعالى لعدم الورود ولاشتمال هذه الألفاظ على الحق والباطل .
نعم .
64- إذا قال (ليس الله في جهة) وأراد بذلك ليس الله فوق العالم وليس وراء هذا العالم لا يوجد وراء هذا العالم وفوق العالم شيء ، ليس هناك رب يعبد وإله يسجَد له ، هذا المعنى باطل يرد ، إذن لا بد من هذا الاستفسار ، كل من قال (ليس الله في جهة) يستفسر هذا الاستفسار ، وإن قال (الله في جهة) كذلك ، إذا قال (الله في جهة) ما تريد ؟ هل تريد الله في السموات ؟ تحيط به السماوات ؟ المعنى باطل ، إذا قال (الله في جهة) أي فوق جميع المخلوقات أراد بالجهة العدم الجهة العدمية ، فوق جميع المخلوقات بائن من خلقه المعنى صحيح ، ولكن لا يضطر المسلم إلى هذا اللفظ المحتمل ، لذلك يستعمل الألفاظ الشرعية ويستغني عن هذه الألفاظ ، ولكن ينبغي أن يدرس هذا خشية أن تسمع من أحد لا تبادر بالرد ولا بالموافقة إلا بعد هذا الاستفسار .
65- قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ((وكذلك يقال لمن قال إن الله فى جهة أتريد بذلك ان الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل فى شىء من المخلوقات فان اردت الأول فهو حق وان اردت الثانى فهو باطل))
وإن شرح هذا الكلام مرة أخرى يقال لمن قال (إن الله في جهة) وهذا كثيرا ما يستعملونه ، علماء الكلام كثرا ما يستعملون (إنه في جهة) أو (ليس في جهة) ، وربما بعض أتباع السلف من المؤلفين الآن قد يستعملون (إن الله في جهة العلو) وكان الأولى أن يقولوا (إن الله في العلو) ويحذفوا لفظة الجهة في جميع المؤلفات الحديثة التي يؤلفها أتباع السلف إن تأثروا بعلم الكلام استعملوا هذه الألفاظ أحيانا وربما بعض المؤلفين السلفيين الطيبين ورد في كتبهم استعمال لفظ (الجهة) والأولى عدم الاستعمال ، لكن إذا قال (إن الله في جهة) يقال (أتريد بذلك ان الله فوق العالم) إن أردت هذا ، المعنى صحيح .
(أو تريد به أن الله داخل فى شىء من المخلوقات) وهذا المعنى باطل .
(فان اردت الأول فهو حق) لكنه يخطّأ في استعماله هذا اللفظ المستحدث الغير وراد في الكتاب والسنة .
(وان اردت الثانى فهو باطل) باطل لفظا ومعنى ، الأول يخطّأ من حيث استعمال لفظ محدث ، والثاني على المعنى الثاني يخطّأ لأنه أراد معنى باطلا .

البلوشي
10-24-2010, 01:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


66-(وقد قال الله تعالى(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)) فرسول الله عليه الصلاة والسلام فيما أخبر عندما يقرأ هذه الآية هكذا يقول " مطويات بيمينه " يقبض ويبسط ، بعض صغار الطلبة يستنكرون الإشارة ويستنكرون مثل هذا القبض وهذه الإشارة وهذا البسط ، هذا شيء ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يراد بذلك التشبيه ، يراد التوكيد ، فالنبي عليه الصلاة والسلام أشار هكذا " وكان الله سميعا بصيرا " أشار هذه الإشارة ، وأشار إلى السماء إلى الله سبحانه وتعالى في خطبة يوم عرفة لذلك استنكار بعض الناس الإشارات عند ذكر هذه النصوص إنكار يدل على الجهل لا ينبغي أن ينكَر ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام وأما مبالغة علماء الكلام على الحكم بقطع الإصبع التي تشير فلينتبهوا لإصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أول من أشار ، لا يتورطوا في الحكم بالقطع على إصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذا كلام جريء جدا يدل على الجهل ، الشاهد الإشارة إلى العين إلى الأذن بالقبض والبسط هكذا إشارة إلى تأكيد هذه المعاني ليس فيها أدنى تشبيه لا يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يشبه ولا يتهم من اتبعه بأنه يشبه فليُنتبه لذلك .
67- لو سئل الإنسان هل ظاهر نصوص الصفات مراد لله سبحانه وتعالى أو غير مراد ؟ وهل هي على ظاهرها أو ليست على ظاهرها ؟ بعد أن دخل مبحث علم الكلام في باب العقيدة لا يجاب على هذا السؤال لا بنفي ولا بإثبات بل يستفسر ، وهذا المبحث تجدد ،أي كون الظاهر لفظ محتمل إنما تجدد بعد أن دخل علم الكلام في مبحث العقيدة وإلا عند السلف الصالح لا يتوقفون في مثل هذا ولا يحتمل أي احتمال بل عندهم ظاهر النصوص مراد لله تعالى ولا يفهمون من الظاهر إلا ما يليق بالله ولا يعتقدون أنه يوجد في كتاب الله أو في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحيحة ما يدل على الباطل حتى يحتاج إلى التأويل كأن ذلك التأويل هو التصحيح لله تعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام ، هذا مفهوم خاطئ دخل على المسلمين من حين أن نشأ علم الكلام فعلم الكلام لم ينشأ إلا في عهد العباسيين ، بمعنى أن المسلمين قبل ذلك كانوا في عافية وليس عندهم هذا الارتباك في لفظة ظاهر النصوص .
68- الفعل (استوى) إذا تعدى بـ (على) يدل على العلو ، وإذا تعدى بـ (إلى) يدل على القصد (استوى إلى كذا) أي قصد إلى كذا ، و (استوى على كذا) علا على كذا هذا ما يدل عليه ظاهر اللفظ .
69- الجهمية أتباع جهم بن صفوان الذين أعرضوا الإعراض الكلي لم يثبتوا لله تعالى لا الأسماء ولا الصفات إلا الوجود المطلق الذهني هؤلاء أجمع السلف وأتباع السلف على تكفيرهم وهم كفرة ، وبحمد الله تعالى ليس لهم اليوم وجود جماعي إلا إذا كان بعض أفراد من المعتزلة تأثروا بعقيدتهم واعتقد عقيدتهم ، لا وجود للجهمية بالمفهوم الأول وجود جماعي اليوم إلا أن السلف وأتباع السلف توسعوا في إطلاق الجهمية على كل ناف أي يطلقون أن فلانا جهمي على كل مؤول ولو كان معتزليا ولو كان أشعريا ، الأشعري وإن كان لا يطلقون عليه أنه من النفاة بل يطلقون عليه أنه من المؤولة ولكن تأويل الأشاعرة أحيانا يؤول إلى النفي خصوصا في هذه الصفة في صفة العلو لأننا اطلعنا على كتبهم المقررة حتى اليوم أنها تنفي نفيا صريحا علو الله حيث يوجد في كتبهم (ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا عن يمينه ولا عن يساره) هذه الكتب موجودة في أيدي طلاب العلم اليوم في خارج هذا البلد ، إذن معنى ذلك القوم ينفون العلو بهذا لحقوا بالمعتزلة والجهمية فيطلق عليهم أنهم جهمية من هذا الباب ، أريد أن أتوسع في مسألة الأشاعرة ، الأشاعرة لهم ألقاب عند أتباع السلف :
- يقال لهم صفاتية أحيانا أي أنهم من الصفاتيين أي من مثبتة الصفات باعتبار إثباتهم بعض الصفات .
- ويقال لهم مؤولة لأن غالب نصوص الصفات مؤولة عندهم .
- ويقال لهم نفاة لنفيهم علو الله تعالى كما سمعتم ولنفيهم عن الله تعالى الكلام اللفظي بهذا الاعتبار يدخلون في الجهمية ، يدخلون في عداد الجهمية وقبلهم المعتزلة .
70- لا تغتروا بما يقوله بعض الدكاترة الأشاعرة اليوم كالذي يقول لا يسعنا أن نقول اليوم كما قال الإمام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول) لا يسعنا ذلك وقد درسنا العلوم العربية ودرسنا البلاغة وأدركنا أسرار اللغة العربية لا يسعنا ما وسع مالكا . بمعنى : يريد أن يقول : لا يسعنا ما وسع المسلمين الأولين ، ويريد أن يتبع غير سبيل المؤمنين هذا خطأ وخطر جدا وحيث أن هذا الكتاب موجود في الأسواق قد يقع في أيديكم وهو كتاب (كبرى اليقينيات) .. للدكتور سعيد رمضان البوطي والكتاب موجود في الأسواق ينبغي أن تنتبهوا لمثل هذه الأمور لأن المتأخرين عندهم دعوى طويلة وعريضة يزعمون أنهم أعلم من السلف لذلك القاعدة التي تقول (طريقة الخلف أعلم وأحكم طريقة السلف أسلم) كلام متناقض ينقض أولُه آخرَه أو ينقض آخرُه أولَه لأن السلامة إذا كانوا هم أسلم السلامة إنما تتوافر مع وجود العلم والحكمة ، لو كانوا ناقصي العلم والحكمة ما يكونون أسلم بل هم أعلم وأحكم وأسلم ، هذا الذي يجب اعتقاده ، يجب أن تعتقد في سلفك أنهم أعلم منك وأحكم وطريقتهم أسلم .

البلوشي
10-26-2010, 02:32 PM
71- لله سبحانه وتعالى يدان مبسوطتان مع ذلك جاء في الكتاب ذكر اليد أحيانا بصيغة الإفراد وأحيانا بصيغة الجمع وأحيانا بصيغة التثنية . لا تكن ظاهريا متعصبا لظاهريتك حتى تقول الله له يد وله يدان وله أيدي ، هذا ما يفعله بعض الضعفاء في فهم النصوص بل له يدان مبسوطتان ليست هناك أيدي كثيرة ولا يد واحدة بل له يدان ، بهذا تجتمع النصوص ، تفهم لماذا جمع ؟ لأن اليد أضيفت إلى ضمير العظمة والأسلوب في مثل هذا يقتضي الجمع وإذا ذُكرت اليد بصيغة الإفراد هذا يقال له جنس يصلح للواحد وللأكثر من واحد ، الذي يفسر كل هذا قوله تعالى " لما خلقت بيدي " وقوله تعالى في آية أخرى " بل يداه مبسوطتان " "يداه" "لما خلقت بيدي" هاتان الآيتان تفسر لك كل ما فيه إجمال كذكر اليد بصيغة الإفراد وجمع اليد وتخرج بنتيجة أن لله يدين مبسوطتين .
72- العلو والفوقية صفة واحدة والاستواء صفة أخرى ، العلو والفوقية صفة ذاتية علو الله تعالى على جميع المخلوقات صفة ذاتية ثابتة لازمة للذات بمعنى لم يزل الله سبحانه وتعالى في علوه ولن يزال لأن العلو صفة كمال والكمال لا يفارقه ، لا يوصف الرب سبحانه وتعالى في لحظة من اللحظات بالسفول ، مستحيل لأنه لا يليق بالله بل هو موصوف بالعلو دائما وأبدا ، ثبوت العلو كثبوت الحياة والقدرة والسمع والبصر أي من الصفات الذاتية ، وأما استواؤه على العرش فصفة فعلية لأن الاستواء تجدد ، الله أخبر أنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام استوى على عرشه استواء يلي به وخص العرش بهذا العلو الخاص الذي هو الاستواء لحكمة يعلمها لا لحاجته إلى العرش بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يحمل العرش وحملة العرش بقدرته وسلطانه ليس العرش هو الذي يحمل رب العالمين ولا حملة العرش بل الله فوق العرش مستويا على العرش عاليا على العرش استواء يليق به ، يثبت شيخ الإسلام كيفية الاستدلال على العلو وعلى الاستواء ، أي بم نثبت العلو وبم نثبت الاستواء انتبه هذه مسألة دقيقة مهمة جدا .
73- ومن زعم أن في القرآن توجد ألفاظ تدل على ظاهر لا يليق بالله تعالى حتى يؤول ويصحح [فهذا] باطل.
74- نقطة مهمة يوافق فيها جل أهل الكلام أهل السنة والجماعة وهي الإيمان بحقيقة الذات العلية المقدسة الغنية عن كل شيء وأن وجود الله وجود حقيقي وأن العباد لا يعلمون حقيقة الذات ، هذا محل الاتفاق ، لو وفق أهل الكلام لانطلقوا من هذه الحقيقة في حقائق الصفات لقالوا في الصفات ما قالوا في الذات لم يوفق في هذا إلا السلف وأتباع السلف هم الذين قالوا الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه أي كما آمنا بالله سبحانه وتعالى وبوجوده الحقيقي ولم نبحث عن الكيفية ولم نحاول تكييف الذات العلية كذلك لا يجوز لنا أن نبحث عن حقائق الصفات ونحاول تكييف صفاته تعالى لتكون النتيجة إما التشبيه وإما الإنكار ، هذه الحقيقة كما قلنا اتفق جل أهل الكلام مع أهل السنة والجماعة .
75- المعتزلة لهم وجود الآن في عالمنا المعاصر لأن جميع فرق الشيعة من المعتزلة.
76- النصوص لا تحتمل إلا الحق وكون الإنسان يفهم من ظاهر النصوص الباطل هذا من سوء فهمه وإلا فمستحيل أن يحتمل كلام الله وما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا الحق لا يحتمل إلا الحق بل هو الحق المحض.

البلوشي
11-03-2010, 11:31 PM
77- الأشاعرة يثبتون بعض الصفات بل من الصفاتية من يثبت جميع الصفات كما سيأتي في بعض أئمة الأشاعرة الذين سوف يورد الشيخ أسماءهم يثبتون جميع الصفات إلا العلو وإثبات العلو عندهم يؤدي إلى التجسيم بينما يثبتون جميع الصفات ، كذلك ينفون العلو والأفعال الاختيارية وكلمة الاختيارية يقال لها صفة كاشفة المراد بالأفعال الاختيارية أفعال الرب سبحانه وتعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة هذه الأفعال المتعدية يثبتونها وينفون الأفعال اللازمة كالمجيء والنزول والاستواء كلها تسمى الأفعال الاختيارية ، إثبات هذه الأفعال الاختيارية وإثبات العلو لله تعالى يؤدي إلى التشبيه في نظر هؤلاء الصفاتية الذين يثبتون بعض الصفات .
78- أبو يعلى كما سيأتي ذكره من كبار أئمة الحنابلة الذين تأثروا بهذه الفكرة فكرة المعتزلة ، اضطرب أحيانا يثبت جميع الصفات وينفي العلو وأحيانا يثبت العلو ولكن يرى أن العلو صفة خبرية وليست بعقلية وتقدم البحث في هذه الصفة أن صفة العلو صفة ثابتة بالأدلة العقلية والأدلة النقلية والفطرة والإجماع ، فأبو يعلى بعد أن تأثر بعلماء الكلام اضطرب اضطرابا خطيرا جدا أحيانا ينفي الصفات إلا الصفات العقلية على طريقة الأشاعرة وأحيانا يثبتها كلها إلا العلو وأحيانا يثبت العلو ويرى أن العلو صفة نقلية خبرية سمعية والعقل لا يثبت ذلك ، هكذا اضطرب .
79- الأئمة أئمة السلف بما فيهم الأئمة الأربعة نكرر هنا الأئمة الأربعة على مذهب واحد موحد في العقيدة لم يكن بينهم اختلاف قط الاختلاف الذي الذي وقع بين الأئمة الأربعة وغيرهم أئمة المسلمين ليسوا بأربعة أكثر من أربعين كلهم قد يتفقوا وقد يختلفوا في المسائل الفقهية التي مطرح الاجتهاد ولكن بحمد الله تعالى لم يقع بينهم اختلاف قط من عهد الصحابة إلى آخر أيانهم لم يقع بينهم اختلاف قط في باب العقيدة لا في باب الأسماء والصفات ولا في باب توحيد العبادة ولا في باب توحيد الحاكمية لا اختلاف بين أئمة المسلمين قديما وحديثا أبدا هذا أمر موحد بحمد الله تعالى وحدة كاملة يتمتع بها المسلمون من قديم عهدهم إلى وقت قريب من هذا الذي حصل فيه التفرق لم يكن بينهم اختلاف أبدا ، وهذا الاختلاف الذي وقع بين المسلمين والفرق الإسلامية الكثيرة التي تنتسب إلى الإسلام التي تتضارب وتتناحر في الاختلاف في باب العقيدة إنما حدثت كل ذلك بعد نشأة علم الكلام فعلم الكلام لم ينشأ إلا في عهد العباسيين ما قبل عهد العباسيين المسلمون يتمتعون بالوحدة الكاملة في عقيدتهم في باب الأسماء والصفات أي في ما يعتقدونه نحو ربهم سبحانه وتعالى وفي ما يخص نبيهم عليه الصلاة والسلام وفي باب العبادة وفي تحكيم شرع الله تعالى ما بينهم اختلاف ..

البلوشي
11-06-2010, 09:53 PM
80-يخطئ كثير من الناس عندما يستدلون بقوله تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله" يحسبون أن معاني نصوص الصفات لا يعلمها إلا الله هذا خطأ كبير وجسيم جدا حال بين كثير من الناس وبين تدبر كتاب الله ، التأويل الذي لا يعلمه إلا الله حقائق الصفات وحقائق الأسماء وحقيقة ذاته سبحانه وتعالى وحقائق ما أعده الله في الجنة لعباده ، الحقائق لا المعاني ، لا أحد يجهل معنى السمع ومعنى البصر ومعنى الاستواء ومعنى النزول ومعنى المجيء ، هذه المعاني كلها معلومة سواء كانت الصفات صفات ذاتية كالقدرة والإرادة والسمع والبصر أو صفات فعلية كالاستواء والنزول والمجيء أو صفات خبرية كالوجه واليدين والقدم والأصابع أو صفات عقلية كالسمع والبصر والإرادة كل هذه الصفات معانيها معلومة عند أهل العلم بل عند كل من يعلم اللغة العربية لأنها معلومة من وضعها أمال الذي لا يمكن أن يعلمه العباد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الحقائق ، حقيقة سمع الرب سبحانه وتعالى وحقيقة بصره وحقيقة استوائه على عرشه وحقيقة نزوله وحقيقة مجيئة وكيفية هذه الصفات لا يعلمها إلا الله هكذا يجب أن نفرق بين التأويل الذي لا يعلمه إلا الله وبين التأويل الذي يعلمه الراسخون بل بين المعاني التي لا يعذر أحد بجهلها يقول عبدالله بن عباس : تفسير القرآن على أربعة أوجه : تفسير تعلمه العرب من لغتها ، المفردات الغريبة إذا أشكلت عليك اسأل عليك اسأل صاحب البادية المتوغل في البادية يعلم الانشقاق والانفطار لا تعلم هذه المفردات إلا من العرب الذين بقوا على لغتهم ولم تتغير لغتهم ، هذا تفسير ، وتفسير يعلمه العلماء ، العلماء هم الذين يعلمون الناسخ من المنسوخ والمقيد والمطلق وغير ذلك والجمع بين المحكم وبين المتشابه هذا تفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعذر أحد بجهله ولو كان أعجميا ولو كان لا يقرأ القرآن يجب أن يطبق معاني تلك الآيات "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" هل يعذر مسلم في جهل معنى "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" ؟
لا ، حتى إذا كان لا يقرأ ، حتى إذا كان أعجميا طالما هو مسلم يعرف أنه مطالب بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ومطالب بأن يتجنب ما حرمه الله عليه ، هذه المعاني أي الأحكام "إلهكم إله واحد" لا يعذر أحد بجهل هذا ، من الذي يجهل وهو مسلم "إلهكم إله واحد" ؟ يعلمه كل مسلم وإن جهل لا ييعذر بجهله في مثل هذا هذا معنى (تفسير لا يعذر أحد بجهله) الرابع تفسير لا يعلمه إلا الله ، حقائق الأسماء والصفات حقيقة ذات الرب الحقائق التي هيأها الله سبحانه وتعالى في الجنة لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، هكذا يعلم أهل العلم ويفرقون بين هذه الأشياء.
81-(حاكي الكفر ليس بكافر).
82- لا يمكن للآدميين مطلقا كافرهم ومسلمهم لا يمكنهم أن يعيشوا بلا شرع كأن شيخ الإسلام يتحدث عما نعيشه اليوم ، لاحظوا لما ترك الآدميون في الجملة إلا من شاء ربك وقليل ما هم لما تركوا شرع الله تحولت الحياة جحيما لا يطاق بين قاتل ومقتول وطارد ومطرود ومغتال ومحاول للاغتيال وقتال مستمر بين بني الإنسان في مدينة واحدة بين جنس واحد بين الإخوان فيما بينهم قتال ونهب ، جحيم لا يطاق هذه الحياة التي يعيشها أكثر العالم اليوم السبب في هذه الحياة الجهنمية عدم الشرع لأن الناس تركت شرع الله لا يسع الآدميين كافرهم ومسلمهم إلا شرع الله ليعيشوا حياة الإنسان وإن تركوا شرع الله تحولت حياتهم إلى حياة الحيوان وأسوأ ، الحيوانات التي في الغابة تعيش اليوم حياة أهدأ وأحسن من حياة كثير من الآدميين وليس في ذلك أدنى مبالغة وأنتم تقرأون وتسمعون ما الذي يجري في العواصم الإسلامية والعربية اليوم بين بني الإنسان بين بني جنسهم فيما بينهم تلك الحياة الذي سبب هذه الفوضى وهذا الجحيم الذي لا يطاق عدم شرع الله ، ابتعادهم عن شرع الله ، عندما كان الشرع يطبق أو إذا كان الشرع يطبق يعلم الإنسان من يُقتل ومن لا يُقتل الشرع يبين المستحق للقتل فيقتل عدلا يبين الشرع من تقطع يده فتقطع تلك اليد لتحفظ الأيدي كلها ، تقطع الرقبة لتحفظ الرؤوس كلها "ولكم في القصاص حياة" إقامة القصاص والحدود حياة وحفظ للحياة حفظ للأرواح حفظ للرؤوس والأيدي جميعا وما نعيشه اليوم أكبر شاهد لما نقول ، حياة المسلمين الأولين عندما كانت تطبق شريعة الله في جميع الأرض كانوا يعيشون حياة سعيدة هادئة متحابين ومتعاونين مقبلين على الله وعلى عبادة الله ولما ابتعدت الناس عن الشريعة حصل ما حصل مما لا يحتاج إلى وصف ولكن فلنحمد الله على ما نحن فيه في هذه المنطقة مع ما فينا من القصور لكن بعض الشر أهون من بعض أهل هذه المنطقة لا يزال ينعمون بنعمة الإسلام لا تزال آثار الشريعة تظهر في حياتهم في تصرفاتم في أمنهم وأمانهم وفي عقيدتهم وتطبيق الشريعة وهذا شيء ملموس.
83- الفرد نفسه لا تنضبط حياته إلا بالشرع ، علاقته فيما بينه وبين الله ليوحده ويخلص له العبادة علاقته بنبيه الذي بعث إليه ليتبعه متابعة صادقة ، علاقة بأهله وأولاده وجيرانه وبالمسلمين عامة وبالكافرين ، الإسلام نظم حياتنا حتى في الكفار ، الكفار الذين يجب علينا أن نقاتلهم ونقتلهم والكفار الذين لا يجوز لنا أن نقاتلهم أو نقتلهم ، بين الشرع كل ذلك ، إذن بالشرع تعرف من تسالم ومن تقاتل ومن تعادي ، الفرد نفسه لا تنضبط حياته إلا بالشرع.
84- توحيد الربوبية في الأصل هو محل اتفاق بين الكفار والمؤمنين لأنه توحيد فطري ولكن قد يطرأ أحيانا على بعض من ساءت تربيته وتربى في أحضان المرتزقة من المتصوفة الذين يحاولون تسخير أتباعهم لأنفسهم حيث يوهمون بأن في إمكانهم أن يتصرفوا مع الله في هذا الكون بالعطاء والمنع حتى بحسن الخاتمة وسوء الخاتمة لذلك المريد والدرويش عندما يجلس أمام الشيخ يضع يده على قلبه لئلا يطلع الشيخ على ما في ضميره فيصاب بسوء الخاتمة أو بمصيبة ما ، أي يصل أتباع المتصوفة إلى اعتقاد بأن الشيخ يتصرف فيعطي ويمنع ويضر وينفع ، هذا شرك أكبر في توحيد الربويية جرهم إلى الشرك الأكبر في توحيد العبادة دعوتهم والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، ولا بد في كل مناسبة من التنبيه على هذه النقطة لأن هذا واقع جمهور عوام المسلمين في كثير من الأقطار الإسلامية ، الله المستعان .
85-الفرق بين الإيمان بالقرآن وبين الإيمان بالكتب السابقة الإيمان بالقرآن لا يكفي مجرد التصديق وأنه من عند الله فقط ، لا ، لا بد من العمل به وتطبيق شرعه وتطبيق عقيدته واعتباره كتاب عقيدة وشريعة وأحكام وسياسة واقتصاد وأخلاق كتاب كل شيء ، بالنسبة للكتب السابقة يكفي أن تؤمن بأنها من عند الله ، ما وافق منها شرع الله في هذا الكتاب آمنا به وعملنا به لكونه موافقا لشرعنا الجديد المهيمن على تلك الشرائع وإلا فلا يجب البحث عنها للعمل بها – الكتب السماوية السابقة – وإن كانت كلها من عند الله لأنها نسخت هذا هو الفرق بين الإيمان بالقرآن وبين الإيمان بالكتب السابقة.

البلوشي
11-08-2010, 01:49 PM
86- إذا كنت تعتقد في شيخ من المشايخ أو في ضريح من الأضرحة بأنه يستحق أن ينذر له نذر ويطاف بذلك الضريح وأن الشيخ يخاف خوفا سريا يؤثر فيمن خالفه وعصاه سرا لا يضربه ولا يطعنه ولكن يؤثر فيه سرا وربما يسبب له سوء الخاتمة هذه عبادة من وصل به الاعتقاد في مخلوق ما إلى هذه الدرجة أشرك بالله جعل مع الله إلها آخر معبودا آخر ومن اعتقد أيضا أن رجال التشريع لهم الحق في التحليل والتحريم جعلهم آلهة مع الله هذا الذي يسمونه توحيد الحاكمية تابع لتوحيد العبادة كل ذلك عبادة ، إذن الجعل مع الله إلها آخر أمر واقعي يعيشه كثير من المسلمين أدركوا ذلك أم لم يدركوا وذلك هو الشرك ، التوحيد أن لا تجعل مع الله إلها آخر في شعائر العبادة في التحكيم في الخوف في الرغبة والرهبة في التوكل في أي معنى من معاني العبادة .
87- راجع لتعرف حقيقة الصوفية المراجع الآتية : ابدأ بكتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبد الرحمن الوكيل وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية في القاهرة رحمه الله الذي كان رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى فترة من الزمن ثم توفي رحمه الله ، تنطلق من هذا الكتاب إلى المراجع منها مصرع التصوف للبقاعي من علماء القرن السابع الهجري ثم مجلد ضخم جدا لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن المجموع مجموع الفتاوي ، بهذه المراجع تعرف حقيقة الصوفية لئلا تنخدع وهم يخدعون الناس كثيرا ويستغلون جهل الناس وهم مرتزقة يعيشون على أكتاف العوام والجهال ويلبسون على الناس دينهم.
88- الغريب من علماء المكلمين المعاصرين قرأت في كتاب لدكتور معاصر أشعري يكفر المعتزلة ويعتذر عن تكفير ابن عربي يقول لا ينبغي تكفيره ويكفر المعتزلة وهو متفق معهم في كثير من العقيدة انظروا إلى هذا التناقض ، الأشاعرة يتفقون مع المعتزلة في القول بأن القرآن هذا اللفظي مخلوق بالإجماع وينفون العلو والاستواء يوافقونهم في كثير من العقائد ومع ذلك غفل الدكتور زيد فقال إن المعتزلة كفار وابن عربي لا ، لا يكفر ، هذا صاحب كبرى اليقينيات لترجعوا فتطلعوا ، كبرى اليقينيات طلاب العلم يعرفون مؤلف هذا الكتاب ، وهذا المؤلف هو الذي قال في مبحث الاستواء لا يسعنا اليوم أن نقول كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة لا يسعنا ذلك اليوم ، لماذا ؟ لأننا درسنا فروع اللغة العربية درسنا البلاغة وتمكنا من علوم البلاغة ، بمعنى أن مالكا ومن حوله من الأئمة من كبار أئمة المسلمين الذين كانوا يعيشون في عهد تابعي التابعين الذين قيل عنهم هم أئمة الدنيا مالك والليث والأوزاعي والثوري أنهم لا يعرفون اللغة العربية كما يعرف صاحب كبرى اليقينيات ، هو الذي يعرف اللغة أولئك لا يعرفون اللغة ، إذا قال اليوم قائل لا يسعنا أن نقول كما قال الأئمة الأربعة ومن في طبقتهم أليس هذا يساوي لا يسعنا أن نتبع سبيل المؤمنين الأولين ؟ ومن خالف سبيل المؤمنين الأولين يتبع سبيل من ؟ سبيل المجرمين سبيل علماء الكلام سبيل المتصوفة ليس هناك شيء آخر إما الهدى وإما الضلال ؟ أولئك على هدى أئمة شهدت الدنيا بإمامتهم .
هؤلاء هم المتصوفة وهذا دينهم دين ابن عربي وأمثاله..
89- فرق بين أن تجالس المبتدع وبين أن تجد في بعض كتبه كلاما نافعا فتنقله لأن مجالسة الشيخ المبتدع تؤثر في الطالب فيفقد على الأقل الحب في الله والبغض في الله ومسألة الولاء والبراء تذهب من كثرة المخالطة وقد يؤثر فيه ببعض بدعته فيحسنها وربما يثني عليه فيمدحه وهذا يعتبر دعاية للمبتدعة ، إذن فرق بين هذا وبين أن تجد في بعض كتبهم كلاما طيبا فتنقله على أنه ضالة المؤمن أخذها حيث وجدها ، بهذا نوفق بين موقف الإمام أحمد وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية .
90- فرق بين أن تستفيد من كلام ومن كتاب عالم فيه ابتداع تستفيد من كتابه كلاما مفيدا وتترك ما عدا ذلك وبين أن تجالسه لأن مجالسة المبتدع تؤثر والاستفادة من كتابه لا تؤثر هذا هو الفرق بين الأمرين.
91- كل من ينفي صفة من صفات الرب سبحانه وتعالى أو يؤوِّل تأويلا يؤوْل إلى نفي الصفات فهو معطل يقال له معطل ويقال له جهمي ويقال له نافي الصفات وهذه الألقاب تصدق على الأشاعرة يقال لهم جهمية ومعطلة ونفاة..
92- اكتفى كثير من الناس بمجرد التلفظ ثم يترك جميع أعمال الإسلام فيترك الصلاة فإذا قيل له في الصلاة قال الإيمان ها هنا الإيمان في القلب ، متى دخل الإيمان في قلبك ؟ ولو دخل الإيمان في قلبك لظهر أثره في جوارحك :
فإذا حلت العبادة قلبا ... نشطت في العبادة الأعضاء
الإسلام والإيمان والتقوى الأصل من القلب لكن هذا الأصل يحتاج إلى أصل آخر أو إلى شرط أو إلى شاهد ما الشاهد بأنك قلبك مؤمن ؟
أعمال الجوارح وقول اللسان الإيمان القلبي يحتاج إلى شهود إلى ما يشهد له .

البلوشي
11-12-2010, 12:22 PM
93- لا إله إلا الله لها نواقض كنواقض الوضوء ، دعوة غير الله الذبح لغير الله والنذر لغير الله والاستغاثة بغير الله وتحكيم قانون يخالف شرع الله يناقض قول لا إله إلا الله ، ولو اتخذ من لا إله إلا الله وردا يعده على السبحة مئة حبة لا ينفعه ذلك حتى يحقق هذا المعنى ، ثم يشهد أن محمدا رسول الله يجب تصديقه في كل ما أخبر فرسول الله عليه الصلاة والسلام أخبر عن الغيب بالماضي مع الأمم السابقة مع أنبيائهم كأنه كان يعيش بينهم عليه الصلاة والسلام وأخبر عن الغيب المستقبل كثيرا لأن الله أطلعه على ذلك وأخبر وأمر فيما نحن فيه من أحوال العبادة والطاعة والتوحيد وغير ذلك ، يجب تصديقه في كل ذلك ولا يجوز عرض أحاديثه على العقول حتى تخضع للعقول او وافقت العقول على قبولها قبلت وإلا ردت كما يفعل العقلانيون اليوم أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا صحت بالطريقة المعروفة عند أهل الحديث وجب العمل بها في الأصول والفروع وذلك من معنى أشهد أن محمدا رسول الله .
94- ودعاة الحق دائما وأبدا يشنع عليهم ، دعاة الباطل إذا لم يجدوا حجة ليغلبوا أهل الحق وأهل الحق لا يغلبون لأن الحق الحق أبلج والباطل لجلج الحق واضح وإذا عجزوا عنهم شنعوا يشتمونهم ويسيئون إليهم ويلقبونهم بألقاب هذه سنة قديمة من عهد الأنبياء إلى وقتنا هذا هكذا فعلوا مع الأنبياء.
95-((لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا)) وهذا الخطاب وإن كان موجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله قد عصمه المقصود أتباعه وأمته ، الفعل (جعل) يأتي بمعنى الخلق في حالة واحدة فقط إذا نصب مفعولا واحدا فإذا نصب أكثر من مفعول لا يتقيد بمعنى معين بل يفسر على حسب السياق والقرائن "وقد جعلتم الله عليكم كفيلا" لذلك يخطئ الزمخشري وأتباعه بل يتعمدون الخطأ في تفسير قوله تعالى "إنا جعلناه قرآنا عربيا" بأن معناه خلقنا ، هذا خطأ لغة قبل أن يكون خطأ شرعا إنما نبهت على هذا بمناسبة ذكر الجعل لأن هذه الآية التي استدل بها الزمخشري هي التي يستدل بها كل من يقول بخلق القرآن فلينتبه لهذا الخطأ الجسيم لغة قبل أن يكون خطأ شرعا .
96- ينبغي أن يدرس طلاب العلم قسم المعاني من البلاغة يهتموا بدراسة قسم المعاني ويتحفظوا في دراسة قسم البيان لما فيه من التأويلات التي فيها التحريم ولكن دراسة قسم المعاني تجعلك تتذوق كلام الله لأن كلام الله بليغ ليس أبلغ منه افهم هنا هذه البلاغة.

البلوشي
11-17-2010, 03:11 PM
96- ينبغي أن يدرس طلاب العلم قسم المعاني من البلاغة يهتموا بدراسة قسم المعاني ويتحفظوا في دراسة قسم البيان لما فيه من التأويلات التي فيها التحريم ولكن دراسة قسم المعاني تجعلك تتذوق كلام الله لأن كلام الله بليغ ليس أبلغ منه افهم هنا هذه البلاغة.
97- لا يجوز أن تقول توكلت على الله ثم عليك أو توكلت عليك ثم على الله عكست قدمت وأخرت لا يجوز مطلقا ، التوكل والحسب لا يجوز إلا لله ، توكلت على الله وحده ، وثم هنا لا تجدي ولا تنفع ، (ما شاء الله ثم شئت) لا تقس على هذا كما فعل بعض الناس هذا خطأ لأن المشيئة ثابتة للمخلوق (ما شاء الله ثم شئت) المنهي عنه الممنوع أن تجمع بين مشيئة الله ومشيئة المخلوق بحرف الواو التي تقتضي الجمع ونوعا من المساواة (ما شاء الله وشئت) هذا نوع من الشرك ذريعة إلى الشرك لكن لو قلت (ما شاء الله ثم شئت) لأن لك مشيئة تابعة لمشيئة الله تعالى لا شيء في ذلك هذا جائز لكن هل يجوز أن تقول (توكلت على الله ثم عليك) ؟ لا ، لا يجوز ، توكلت على الله وحده نأخذ من هذا الأسلوب وهذا الأسلوب متكرر في القرآن كثيرا سيمر بنا الآن (وعلى الله) وحده (فتوكلوا ان كنتم مؤمنين) إن لم تفردوا الله تعالى بالتوكل وأشركتم معه غيره في التوكل لستم بمؤمنين .
((وعلى الله فليتوكل المتوكلون)) كالتي قبلها تماما (وعلى الله) وحده (فليتوكل المتوكلون) لا يجوز للمتوكلين أن يتوكلوا على غير الله ولو مع الله .
98- كثير من المنتسبين إلى العلم اليوم يفسرون لا إله إلا الله بأنه لا خالق إلا الله وتؤلف الكتب في هذا التوحيد فقط ، وربما سموا ما خالف ذلك من الأفكار الهدامة كما يقع في هذه الأيام العقيدة السلفية التي تثبت الأسماء والصفات وتدعو إلى توحيد العبادة وإلى هذا المنهج السلفي أطلق على هذا بعض الناس في بعض الأقطار في هذه الأيام أنها من الأفكار الهدامة التي تهدم الإسلام ، غريب ، أي إسلام الذي يهدم بس ؟ أين الإسلام الذي يهدم ؟ وكون الإنسان كلما خالفه يسمى إما علمانية أو أفكار هدامة هذه من الأساليب الجديدة ينبغي لطالب العلم أن يقتصد في كلامه لا تسمي كل من خالفك وغضبت عليه أنه علماني كما نسمع من بعض الناس الذين يتطرفون أو تقول إنه يحمل أفكار هدامة وإنه وإنه ، هذا لا يجوز أنت تسيء إلى نفسك من حيث لا تشعر ، والناس مهما أخطأوا ما لم يصلوا إلى درجة الشرك الأكبر وإلى درجة رفض ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام يسمون من عصاة الموحدين لا ينبغي أن يلقبوا بمثل هذه الألقاب كلهم عباد الله الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات هؤلاء كلهم الله سماهم عباده ، ينبغي التنبه لمثل هذا التطرف الذي نسمع كثيرا .
99- رسالة ابن القيم رسالة الصلاة كثيرا ما يبدأ طلاب العلم في قراءته ويقطعون القراءة قبل أن يتموا الرسالة ويخرجون بدون نتيجة لم يفهموا هل هو مع القائلين بأن تارك الصلاة كافر أو مع الآخرين ، لأنه يسوق حجج الطرفين لذلك اعرفوا لهذا الإمام أسلوبه ، فإذا عرفت أسلوبه وتأنيت في قراءة ما كتب وجدت هناك علما شافيا وعلما نافعا رحمه الله .
100- ولو شرع رجال التشريع تشريعا أحكاما وعقوبات مخالفة لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ودعوا الناس إلى ذلك يعتبرون أربابا من دون الله ، وقد استساغوا أن يطلق عليهم رجال التشريع وهي عبارة صعبة عند المؤمنين إطلاق رجال التشريع على الناس صعبة جدا لأن المشرع هو الله ، المشرع الحقيق هو الله وقد يأذن الله لرسوله أن يشرع ويحرم ويحلل بإذنه لأن الله جعل طاعته من طاعته "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" طاعة رسول الله من طاعة الله لذلك للنبي عليه الصلاة والسلام أن يحرم ما لم يأت تحريمه في الكتاب كما حرم لحوم الحمر الأهلية في خيبر وكما حرم الجمع بين المرأة وخالتها والمرأة وعمتها القرآن إنما حرم الجمع بين الأختين لذلك إطلاق المشرع على النبي عليه الصلاة والسلام جائز لأن الله أعطاه الطاعة المطلقة حيث أعاد الفعل في قوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" ولما وصل الأمر إلى ولاة الأمر لم يعطهم الطاعة المطلقة قال "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر" أولوا الأمر إنما يطاعون إذا أطاعوا الله ورسوله في حدود طاعة الله وطاعة رسوله ليس لهم أن يشرعوا فيطاعوا لو شرعوا تشريعا وحللوا وحرموا ووضعوا قوانين في الأحكام في العقوبات لا طاعة لهم وهم أرباب من دون الله فعبادتهم باطلة اتباعهم في التحليل والتحريم والتشريع والتبديل ووضع العقوبات الجديدة المخالفة لشرع الله تعالى اتباعهم في ذلك يعتبر عبادة لهم ويعتبر شركا أكبر ، ليس الشرك أن تسجد لغير الله وتركع وتذبح وتستغيث فقط ، إن اتبعت غير الله في التشريع في التحليل والتجريم قد أشركت وجعلت ذلك المشرع المحلل المحرم شريكا لله تعالى لذلك يقول الشيخ رحمه الله (والدين الحق أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ما شرعه الله) .
101- العقيدة النافعة هي العقيدة التي جاء بها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وورثها لأصحابه وأصحابه نقلوها إلى التابعين ثم إلى تابعي التابعين فبقي على هذا العقيدة الفرقة الناجية التي لازمن ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وإن خالفهم من خالفهم وخذلهم من خذلهم وقد بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام "لاتزال طائفة من أمتي منصورة على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم" فيه إشارة إلى من يخالف الطائفة الناجية والفرقة الناجية كثيرون والفرقة الناجية كما قلنا غير مرة كما أثبتت التجارب في هذا الوقت تكثر في مكان وتقل في مكان ليست مجتمعة في مكان معين بل موزعون في أقطار الدنيا ومن يتتبع أخبارهم وأحوالهم ويتعرف عليهم يجدهم متفرقون في الدنيا ولكن متحدون في المنهج على العقيدة الواحدة والمنهج الواحد وهم يؤذون في كل مكان ويخالَفون وكثير من يخالفهم ويؤذيهم ويحاول خذلانهم إلا أنهم يبقون كما وعد الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام "حتى يأتي أمر الله" المراد بأمر الله عندما يرسل الله تلك الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين حتى لا تقوم الساعة إلا على لكع بن لكع لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله ، يقبضون جميعا إلى تلك اللحظة الطائفة المنصورة تبقى متفرقة في أنحاء الدنيا تكثر هنا وتقل هناك ولكنها تتجاوب ، هكذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام .

البلوشي
11-24-2010, 02:12 PM
الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله، وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال، يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع والأصول قد يصوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق وفي زعمه إذا فعل ذلك سوف يفوت على الله, قال لأن قَدِرَ الله عليَّ ليعذبني عذابا لم يعذب أحداً قبلي أو كما قال. يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى. وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على، هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول: أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة, الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا، كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ، التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف، منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله، التفويض تفويضان: تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه، وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم، السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم، مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة، وهذا الخطأ فشى للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: - اللهم اهدي قلوبهم -.

شريط مفرغ

قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية

البلوشي
11-30-2010, 11:46 PM
التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الأنبياء جاها والتوسل بجاه الصالحين وبحرمة القران هذه الألفاظ الطيبة التوسل بها مبتدع، توسل مبتدع لا يقال شرك بدعة عملٌ احْدِثَ في الإسلام ولا اصل له ولا ينبغي الاغترار بكثرة من يستعمله ولا ينبغي التفرد إلى تجرد انه شرك أو كفر بل بدعة تصحح.

شريط مفرغ

قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية

البلوشي
12-12-2010, 01:39 PM
فقد ظهرت واشتهرت بعد انقراض القرون الثلاثة المفضلة فيحدثنا عن نشأتها شيخ الإسلام ابن تيمية كما يعين لنا مكان نشأتها وملخص حديثه إن الصوفية ظهرت أول ما ظهرت في البصرة بالعراق على أيدي بعض العباد الذين عُرفوا بالغلو في العبادة والزهد والتقشف المبالغ فيه بل لقد زين لهم الشيطان أن يتخذوا لباس الشهرة فلبسوا الصوف وقاطعوا القطن بدعوى أنهم يريدون التشبه بالمسيح عليه السلام هكذا تقول الرواية فنسبوا إلى الصوف فقيل لهم الصوفية فدعوى أنهم منسوبون إلى أهل الصفة أو إلى الصف المتقدم دعوى باطلة يكذبها الواقع واللغة ولما سمع بعض السلف أن قوماً لازموا لباس الصوف زاعمين التشبه بالمسيح عليه السلام قالوا : هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا وهو يلبس القطن وغيره ينسب هذا الكلام إلى ابن سيرين رحمه الله ويروي لنا شيخ الإسلام أن مدينة البصرة قد عرفت من تلك الفترة بهؤلاء المتصوفة وتصوفهم كما عرفت الكوفة بالفقه والآراء والقضاء حتى قيل عبادة البصرة وفقه الكوفة .
هكذا ظهرت جاهلية التصوف ومن هذه المدينة انتشرت .
ولو رجعنا إلى الوراء في تاريخنا الطويل لوجدنا أن هذه البدعة التي تسمى بالتصوف اليوم قد أطلت برأسها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أنها قمعت عند أول ظهورها أو التفكير فيها وذلك عندما جنح بعض الناس إلى نوع من الرهبانية فذهب ثلاثة أشخاص من الصحابة إلى بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا ن عبادته عليه الصلاة والسلام فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي رأوا أن ما يفعله الرسول من العبادة قليل فهم يريدون أكثر من ذلك فقال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثاني : وأما أنا فأقوم الليل ولا أنام ، وقال الثالث : وأما أنا فلا أتزوج النساء فلما بلغ ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام طلبهم فأتي بهم فقال :" أنتم الذين قلتم كذا وكذا " فلم يسعهم إلا أن يقولوا نعم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :" أما والله إني لأعبدكم وأخشاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
هذه الواقعة رويناها بالمعنى تقريباً وهي عند الشيخين وبعض أهل السنن
ومما يلاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم في إنكار هذه البدعة أسلوباً لا نعم أنه كان يستخدمه عندما يبلغه أن إنساناً ما ارتكب مخالفة أو أتى معصية بل كانت عادته الكريمة المعروفة أنه في مثل هذه الحالة يجمع الناس فيوجه إليهم كلمة عامة واستنكاراً وتوبيخاً لا مجابهة فيه كأن يقول :" ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا " وقد كان هذا الأسلوب كافياً للردع والإنكار مع ما يتضمنه من الستر على مقترف تلك المعصية
ولكننا رأينا الرسول عليه الصلاة والسلام هذه المرة يطلب حضور الثلاثة الذين جنحوا إلى ما يسمى ( التصوف ) اليوم ثم يسألهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا ثم يعلن لهم أنه أعبدهم وأخشاهم لله مؤكداً ذلك بالقسم كأنهم لا يعلمون ذلك تقريعاً لهم وتوبيخاً فأشعرهم أن الأساس في العبادة الاتباع دون الابتداع وأن الكيفية مقدمة على الكم المخالف للسنة ثم يختم التوبيخ بالبراءة أي الإخبار أن من رغب عن سنته وهديه ليس منه ولا هو على دينه الذي جاء به من عند الله .
ومما ينبغي التنويه به هنا أن حسن النية وسلامة القصد والرغبة في الإكثار من التعبد كل هذه المعاني لا تشفع لصاحب البدعة لتقبل بدعته أو لتصبح حسنة وعملاً صالحاً لأن هؤلاء الثلاثة لم يحملهم على ما عزموا عليه إلا الرغبة في الخير بالإكثار من عبادة الله رغبة فيما عند الله فنيتهم صالحة وقصدهم حسن إلا أن الذي فاتهم هو التقيد بالسنة التي موافقتها هو الأساس في قبول الأعمال مع الإخلاص لله تعالى وحده .

البلوشي
12-17-2010, 01:55 PM
سائل آخر يسال ما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في العقيدة، وفي التفسير، وفي الحديث وعلومه، وفي الفقه؟

الجواب:

أول رسالة أنصح بها لمن يريد أنْ يبدأَ في طلب العلم أن يحفظ الأصول الثلاثة وأدلتها وأركان الصلاة وواجبات الصلاة وشروط الصلاة فهي نسخة جامعة لهذه المعلومات، مع القواعد الأربعة، ويستحسن أن يحفظ أيضا شروط "لا إله إلا الله" ونواقض"لا إله إلا الله" فينبغي أن يحفظ هذه المسائل حفظا جيدا، ثم يعرض على طلاب العلم ليأخذ العلم من أفواه الرجال لا من بطون الكتب, وبعد هذا إن تيسر له أن يحفظ كشف الشبهات فَحَسَنُ ولكن الكتابَ الذي لا بد منه ان يحفظ فيدرس طالب العلم في باب العقيدة خصوصاً في توحيد العبادة وتوحيد الحاكمية بالأسلوب الجديد هو "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" كتابٌ عظيمٌ وهو عبارة عن الآيات المختارة من كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية وآثار بعض أهل العلم، وهو كتاب نفع الله به كثيرا فننصح شبابنا أن يهتموا بهذا الكتاب حفظا وفهما وبالنظر في شروحه حتى يكونوا على يقين في هذا الباب باب العقيدة، ثم بعد ذلك بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات فعلى الطالب الذي لديه نهمة شديدة في العلم أن يحفظ متن الواسطية أو أن يدرس فيفهم ثم تلك الرسائل التي جُمِعَتْ تحت عنوان " مجموع فتاوى شيخ الإسلام" في هذا المجموع رسائل مهمة جدا ينبغي ان يدرسها طالب العلم واذا أراد ان يتوسع في كتابٍ مؤلفٍ في باب الأسماء والصفات – بتوسع - عليه أن يدرس شرح الطحاوية لأن صاحب شرح الطحاوية نقل كتابه كله أو جلّه من كتب شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب ابن كثير وهو كتاب جامع ومفيد.

وأما بالنسبة للتفسير فينبغي أن يبدأ طالب العلم الصغير بتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله لأنه مختصر ومنهجه معروف منهج سلفي فإذا كان لديه إطلاع على فروع اللغة العربية وكان متمكنا من اللغة وَوُفِّقَ إلى مدرسٍّ ومفسر سلفي فعليه أن يدرس فتح القدير للشوكاني وإنما تحفّظت هذا التحفظ وشرطت هذه الشروط لأن الإمام الشوكاني على الرغم من سعة علمه وحسن تأليفه خصوصا في فتح القدير ونيل الأوطار لم يسلمْ من تأويل بعض النصوص والصفات؛ لئلا ينطلي عليه هذا ينبغي أن يختار المفسر السلفي فيدرس هذا الكتاب؛ لأنه يعينه على تذوق كتاب الله تعالى إذ ينبهه على أوجه الإعراب وأحيانا على النكت البلاغية ثم التفسير المشهور عندنا هو تفسير ابن كثير لا بأس أن يدرس المختصرات التي اخْتُصِرتْ من هذا التفسير حتى يتوسع فيما بعد وكل ذلك كما قلت لا ينبغي أن يكتفي طالب العلم بالمطالعة بل لابد من العرض على أهل العلم, وأما الحديث وعلومه وينبغي أن يدرس علوم التفسير أيضا فمن علوم التفسير فن التجويد ومن علوم التفسير فروع اللغة العربية كلها من علوم التفسير.

ثم يدرس الحديث فيحفظ المتون كما ذكرنا في الليلة الماضية بدءا من الأربعين النووية وعمدة الأحكام وبلوغ المرام ثم ينظر في الشروط ويعرف هذه الكتب ويدرسها على أهل الاختصاص.

والفقه وإن أراد التوسع طالب العلم ويطلع على خلافات أهل العلم الفرعية فعليه أن يحفظ من كل مذهب من المذاهب الأربعة مَتْنَاً وألا يعوّد نفسه التمسك بمذهبٍ معين لأن الفقه الصحيح هو ما درسه في عمدة الأحكام وبلوغ المرام "فقه السنة" وبعض كتب الإمام الشوكاني شريطة كما قلتُ عدم التعصب لشخصٍ معين أو لمذهبٍ معين بل يكون هدفه طلب العلم.

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
12-25-2010, 03:30 PM
إذا تحدث شخص وقال إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن وأشار بإصبعيه، فما حكم هذا التشبيه؟؟


الجواب:

عجباً!! لو قلتَ فما حكم هذه الإشارة؟؟ لأنصفت لماذا سميت تشبيها؟ هل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أشار هكذا وكان الله سميعا وبصيرا أكان مشبها؟؟ "حاشا" وعندما أشار هذه الإشارة "اللهم أشهد" في خطبة يوم عرفة بعد أن قال للصحابة:"أنتم مسئولون عني فماذا أنتم قائلون؟؟" قالوا: "نشهد بأنك بلغت ونصحت" قال: "اللهم اشهد اللهم اشهد" يرفع إصبعه، إلى من؟؟ "إلى الله"، يا سبحان الله!! يقول:"اللهم اشهد" إلى الله؛ لأن الله فوق جميع المخلوقات ويشهده عليهم لأنهم شهدوا له والإشارة للتأكيد ليست للتشبيه فهي لتأكيد المعنى الحقيقي أن ذلك المعنى الحقيقي إذا أشار الإنسان بإصبيعه إشارة إلى الحقيقة وليس في ذلك تشبيه ولا ينبغي التسرع في الحكم في أن ذلك تشبيه..

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
01-02-2011, 03:24 PM
سائل يسأل عن المغيث هل هو من أسماء الله تعالى؟؟


الجواب:

حسب علمي ليس من الأسماء الحسنى ولكن يستعمل من باب الإخبار كالصانع والمتكلم والمريد يقال الله صانع هذا الكون، الصانع ليس من أسماء الله ولكن يقولون:"ويُتَسَامَح في باب الإخبار ما لا يتسامح في باب الصفات".

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
01-11-2011, 02:49 PM
﴿24﴾ هل يجوز لعنُ الْمُعَيَّن؟؟


الجواب:

لا يجوز، لعن المعين ولو كان كافرا لأن هذا المعين "زيد" من الناس إذا قلتَ:"لعنه الله" وسميته فاللعن معناه الإبعاد من رحمة الله، ولا تدري بما يختم لهذا المعين من إيمان بالحسنى - لا تدري- فلذلك الْمَشْرُوع أنْ تلعنَ الكافرين و الظالمين والفاسقين بالجملة، "لعنة الله على الظالمين وعلى الكافرين"، وأما لعن الْمُعَيَّن فلا، ثم إن الإكثار من اللعن ليس من صفات المؤمنين...

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
01-18-2011, 04:08 PM
﴿25﴾ هل المستخف بالمعصية كافر؟ هل يكون الاستخفاف بالمعصية بمعنى الاستهزاء ؟

الجواب:

إذا كان هذا مرادك بالاستخفاف أنه قد يتبع هواه فيقع في المعصية مع العلم بأنها معصية وحرام هذا المقدار لا يُكَفِّر كفرا بواحا؛ ولكن إذا سخر من النصوص التي حرمتْ هذه المعاصي بل لو سخر من النصوص التي شُرِعَت بها السنن يَكْفُر؛ ولكن لا نحكم على كل من وقع في المعصية بأنه سخر منها وسخر من النصوص أو استخف بها إنما زين له الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء فوقع فترجى له توبة فلو مات على ذلك فأمره مفوض إلى الله.

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
01-29-2011, 03:57 PM
﴿27﴾: ما هو رأيكم فيمن يذكر عن محنة الإمام أحمد ولَمْ يتطرق لموقفه رحمه الله من السلطان؟؟

الجواب:

لست أدري ماذا يقصد الخلفاء الذين آذوه وعذبوه كالمأمون الذي هو راس الفتنة والمعتصم بالله والواثق بالله الذيْن توليا تعذيبه وامتحانه، هل يقصد بأن بعض الناس لا يبينون موقف هؤلاء؟ أو يقصد ما موقف الإمام من هؤلاء؟؟ يحتمل: على الاحتمال الأول ذكر المحنة يستلزم أن يذكر من امتحنه وعذبه وكان يربط ويرمى بين يدي المعتصم فيضرب رحمه الله ليقول بأن القرآن مخلوق ولينفي الصفات فيصبر ويتحمل لكن لما جاء عهد المتوكل على الله الخليفة العاشر من خلفاء بني العباس أفرج عنه وألغيت سياسة القول بخلق القران ونفي الصفات، كانت هذه سياسة الدولة من عهد المأمون إلى عهد المتوكل هذا البيان مطلوب إن كان يريد هذا فهذا واضح.

وإن كان يريد هل الإمام موقفه من هؤلاء كان يكفرهم؟؟ الجواب: "لا" بل الإمام هو وغيره يدعون للسلاطين ولو كانوا ظلمة، بل ينتهزون الفرص والأوقات التي يجدونها أنها أوقات الإجابة فيدعون لولاة الأمور أن يهديهم الله ويتوب عليهم ولو ظلموهم لا ينتقمون لأنفسهم بل يحرصون على نصحهم والدعوة لهم.

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
02-10-2011, 12:45 AM
﴿28﴾ ما حكم من سب الله سبحانه وتعالى- يا سبحان الله- وسب الدين أو سب الرسول عليه الصلاة والسلام مع التفصيل حيث إن هنالك فتوى بأن مَن سب الله وإن تكرر منه ذلك باستمرار طالما أنه يصلي فهو فاسق وليس بكافر ؟


الجواب:

نحن في عصر العجائب وهذه الفتوى من العجائب إنْ كان المفتي مِن أهل العلم، فَكُفْرُ مَنْ سَبَّ الله ورسوله والدين الإسلامي محل إجماع ولا نعلم الخلاف في ذلك أبدا - قبل هذا المفتي- كائنا من كان - قبل هذا المفتي - أهل العلم مجمعون على أن مَنْ سب الله يعتبر كافر كفر بواحا ومن سب رسوله عليه الصلاة والسلام أو الدين الإسلامي أو سخر من الرسول أو سخر من الدين أو سخر من الله، فينبغي أن ننظر في المسألة نظرة عقلية، فالذي يسب الله أليس معنى ذلك يكره الله؟؟

شاب سألني البارحة أو قبل قال:"لو سب الله في حالة غضب، ما الحكم؟؟

الجواب:غَضِبَ على مَنْ؟؟!! يعني غضب على الله فسبه؟؟ وأراد الشاب أن يزيد - لعله دارس للفقه- قال:"على طلاق الغضبان"، الجواب: هذا قياس مع الفارق غضب زيد على امرأته لسوء عشرتها غضبا شديدا حتى فقد الشعور فطلقها لا يقع الطلاق؛ لكن تعالوا هل تتصورون عبدا من عبيد الله يغضب على رب العالمين فيسبه؟ يسب الله!!، هل تسب من تحبه؟؟!! "لا"، إنما تسب من تبغضه هنا سر الكفر؛ لأنه يُبْغِضُ الله -كره اللهَ حتى سبه-!!!

إذا كره الله كفر لأن كراهة الله خراب القلب - حقيقة الكفر خراب القلب - ومن خرب قلبه و كره خالقه وسب الله لا يجوز لمسلمٍ أن يشك في كفره ومَنْ يشك في كفره فلم يُكَفِّرْه فَيَكْفُر هو الثاني.

فانظر إلى المسألة بعين البصيرة "محبة الله روح الإيمان" ومحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام شعبة عظيمة من شعب الإيمان، فكيف يجرؤ مسلم أن يسب رسول الله عليه الصلاة والسلام؟؟!! ، رسول الله الذي أثنى عليه أبي طالب وهو لم يؤمنْ به وأثنى على دينه - يا سبحان الله- أبو طالب يقول وهو يعترف بصحة دين محمد عليه الصلاة والسلام:

وَلقد علمت بأن دين محمدٍ ‍
لَولا المَلامَةُ أَو حِذارٌ مسُبَّةً ‍


مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَوَجَدتَني سَمحاً بِذاكَ مُبينا




مَنَعَ أبا طالب من الإيمان خوفُ المسبة وخوفُ الملامة؛ ولكنه يُقَدِّرُ رسول الله عليه الصلاة والسلام ويستميت في الدفاع عنه فآزره حتى بلغ رسالة ربه.

و يأتي في هذا الوقت يفتي مفتٍ:"ولو سب الله ولو سب رسول الله عليه الصلاة والسلام طالما يصلي فهو فاسق ليس بكافر"!!!، وهل صلاته تقبل؟!!! وهل صلاة المرتد تقبل؟؟!! أليس من شرط قبول الأعمال الإيمان؟؟ فهذا ليس بمؤمن، لذلك لا ينبغي أن ننخدع إذا هفا عالم هفوة فلكل جوادٍ كبوة ولكل عالمٍ هفوة ولكنها زلة، "زَلةُ العالِم زلةُ العالَم" وخصوصا في هذا الوقت هذه الأشرطة أصبحت تنقل كل شيء من خير وشر إلى العالم في الداخل والخارج.

فكم يكون عيبا وعارا أن ينقل من عالم سني فتوى يفتي فيها بأن من سب الله ورسوله ليس بكافر، وقد اجمع العلماء قبله على ذلك(كفره) وسر الكفر واضح كما علمتم لأن سر ذلك خراب القلب فنسال الله لنا ولكم الثبات فالمسالة خطيرة ومن يتصدون للفتوى عليهم أن يراقبوا الله رب العالمين وإلا فموقفنا خطير.

"28" سؤالاً في الدعوة السلفية

البلوشي
02-21-2011, 03:14 PM
﴿1﴾ السؤال الأول - حسب التبييض لا حسب التقديم- يقول السائل ما رأيكم في الكتب التالية: الظلال لسيد قطب، كتب الشوكاني، كتب حسن البنا هذه الكتب؟

الجواب:

اسأل الله تعالى أن أوفق في هذا الجواب هي أسئلة صعبة ما هي سهلة ليست بسهلة؛ السبب لأن بعض هذه الكتب صار لها صيتٌ في صفوف شبابنا، وهناك دعاية مضللة بالنسبة لبعض هذه الكتب.

الكتاب الأول الظلال:

كتاب الظلال لسيد قطب تفسير ليس تفسيرا أثريا ولا تفسيراً لغوياً؛ ولكنه إنشاء وخلط وخبط بَيَنَ أراء الأشاعرة وأراء وحدة الوجود وأراء المتصوفة، خذوها هكذا صريحة، أحيلكم إلى قراءة سورة من أقصر السور في القرآن- في تفسير الظلال- اقرؤوا ما كتبه "سيد قطب" في "سورة الإخلاص" أمَّا صغار الطلبة فسوف لا يخرجون بأيِّ نتيجة قطعاً؛ لأنه كَتَبَ بأسلوب "ابن عربي الطائي" رئيس وحدة الوجود تَحَدَّثَ عن الوحدانية -لم يتحدث عن الوحدانية في الإسلام-؛ لكنه تحدث عن الوحدانية عند وحدة الوجود؛ لذلك يقول سيد قطب:"إن الوجود الحقيقي هو وجود الله وحده والفعَّالية الحقيقية هي فعَّالية الله وحده"، لو سألتَ الطالبَ الصغيرَ الذي يُكَلَّفُ فِي هذه الأيام بشراء هذه التفاسير فِي بعض المدارس، ويوزعون في المكتبات الموزعة في بعض المساجد، لو سألته: ماذا يستفيد الطالب عندما يقول:"الوحدة الحقيقة وحدة الرب سبحانه وتعالى والفاعلية الحقيقة فاعلية الله"، ما معنى هذا الكلام؟؟! لو أردنا أن نفسر بالعربية، باللغة العربية - لا بلغة "ابن عربي الطائي"- يريد أن يقول:"إن الوجود الحقيقي هو وجود الله وحده"، وهذا يحتمل احتمالين: إما أن يريد أن وجود غير الله وجود مجازي ووجود جميع المخلوقات ليس وجودا حقيقيا لكنه وجود مجازي، كلام باطل، أو يريد الوحدة الحقيقية وحدة الله أي أنه اتَّحَدَ مع القوم كله لا وحدانية إلا وحدانيته، لا وجود إلا وجوده هذا مذهب "ابن عربي" الذي يقول:"الرب عبد والعبد رب" ليت شعري من المكلف؟؟؟

"ابن عربي الطائي" الذي يقول:"ليس في الجبة إلا الله" إِنْ كَانَ يريد هذا، فهذا كفر بواح لأنه جعل الله رب العالمين متحداً مَعَ خلقه وادَّعَى ألا وجود إلا وجود واحد، في هذا الكون وجود واحد لا اثنينية في الكون، نفيُ الإثنينية معناه: أن الرب والعبد شيء واحد، وعلى دين ابن عربي يقول:

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ‍


وما الله إلا راهب في كنيسة




ويعبر عن هذا المعنى شاعرهم ابن الفارض فيقول:

لها صلواتي في المقام أقيمها ‍


وأشهد فيها أنها لِيَ خلتي




يصلي لنفسه هو، لأن الله فيه اتحد معه.

نَفَسُ "سيد قطب" في تفسير سورة الإخلاص يحمل هذا المعنى إنْ خَصَصْنَا وحملنا على الاحتمال الأخر وهو احتمال أن وجود غير الله وجود مجازي وأن فعل غير الله فعلٌ مجازي وأن الفاعل الحقيقي هو الله وحده، يكون هذا تعبير عن العقيدة الجبرية لأن العبد ليس بفاعل حقيقة إنَّمَا الفاعل هو الله، هذه العقيدة التي عليها الأشاعرة وكونه أشعرياً لا نداء فيه, سيد قطب كونه أشعريا لو كان حيا وسَمِعَ من يقول له:"اشعري" يفرح ولا يحزن؛ لأن الأشاعرة يعتزون بأشعريتهم، أي ليست بغيبة، من قال في سيد قطب وأمثاله أنهم أشاعرة لم يغتبهم ولم يذكرهم إلا بما هو الواقع وإلا بما يحبون،فهم يحبون ويعتزون بذلك.

إذاً تفسير أشعريٌّ وفيه كما قلتُ خبط وخلط بين الأشعرية والصوفية وطريقة وحدة الوجود، اقرأ تفسير سورة الإخلاص وتفسير سورة الحديد يكفي.

بناءاً على هذا ننصح صغار الطلبة بعدم النظر في هذا التفسير، كما ننصح كبار الطلبة بالإطلاعِ عَلَى هذا التفسير ومعرفة ما فيه من الشر لينصحوا لِصغار الطلبة - الدين النصيحة-.

الكتاب الثاني فتح القدير للشوكاني:

أما كتب الشوكاني ليست من هذا القبيل- صِنْفٌ آخر- الإمام الشوكاني إمامٌ وعالم وأصولي ولغوي ومحدث وفقيه؛ إلا أن هذا الإمام في أول حياته كان على طريقةِ الاعتزال؛ لأنه كان زيديا، الزيدية وجميع فرق الشيعة على طريقة الاعتزال؛ إلا أن الله أنقذ هذا الإمام وغادر هذه المنطقة، منطقة الزيدية ولم يعرِّج على منطقة الشافعية، وحاول أن يلحقَ بركب السلفِ الصالحِ واجتهد في ذلك اجتهادا بالغا اجتهادا عظيما؛ ولكنه بالنسبة لنصوص الصفات لم تَصْفُ عقيدته ذلك الصفاء المطلوب لذلك يقع في تأويلِ بعض النصوص، ووَقَفَ بِهِ الاجتهاد في فهم السلف عند التفويض ولم يفرَّق الإمام الشوكاني مع جلالة قدره وَسِعَةِ علمه بين التفويضين: التفويض الذي عند السلف، وتفويض المفوضة، فالتفويض عند السلف تفويض الحقيقة والْكُنْهِ والكيفية مع معرفة معاني النصوص، أي إن منهج السلف وطريقة السلف بالنسبة لنصوص الصفات يعلمون معنى قوله تعالى:( الرحمن على العرش استوى)، ويعلمون معنى (جاء) (وجاء ربك)، ويعلمون معنى (نزل) (ينزل ربنا)، ومعنى الوجه واليد والسمع والبصر، إذن ماذا يفوضون؟؟ يفوضون كيفية صفات الله تعالى وعندهم القاعدة: "الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات" - يَحْدُوا حَدوه-، كما أن إيماننا بذات الله هو إيمانُ إثباتٍ وتسليم وليس إيمان تكييف، لم نُكَيِّفْ ذات الباري سبحانه، إذن لا نكيف صفاته، فلا نقول: كيف استوى؟؟ وكيف يجيء ؟؟ وكيف ينزل؟؟ وكيف وجهه؟ وكيف يده؟ ، لا نسأل هذا السؤال، إنما نقول: "الاستواء معلوم والنزول معلوم والمجيء معلوم، السمع معلوم، الوجه معلوم، والكيف مجهول والإيمان بتلك الصفات واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة"، هذا الذي عليه سلف هذه الأمة، هذه العبارة إنما سُمِعَتْ أول ما سُمِعَتْ من الإمام مالك رحمه الله من كبار أتباع التابعين؛ لأن قبل عهد لا يَخْطُر ببال احد منهم أن أحدا يسأل فيقول: كيف استوى ؟ كيف يجيء؟ لا يخطر ببالهم؛ ولكن لِيَصْدُقَ قوله عليه الصلاة والسلام:( ما من عامٍ إلا والذي بعده شر منه)، بدأت هذه الأسئلة الحارة في عهد تابعي التابعين واستمرت، واليوم أشد، واليوم الناس أكثر جرأة على الله.

أريدُ أنْ أقولَ: إنَّ الإمام الشوكاني لم يدركْ هذه التفاصيل لعدم مراجع سلفية عنده ولعدم الشيوخ السلفيين عنده؛ ولكنه بذل كل ما لديه لذلك نرجو أن ما حصل منه من بعض التأويلات أن يكون ذلك مغمورا في بحر علمه وخدمته للكتاب والسنة والإسلام، ولا ينبغي أَنْ يُسَاءَ بِهِ الظن، ولا ينبغي أن يُتَّهَم بأنه اشعري أو بأنه مبتدع، كما يقول بعض المتطرفين من الشباب المستعجلين، لا مؤاخذة في بعض شبابنا عندهم نوع من الاستعجال.

لذلك أقولها حارة هكذا لئلا يتعجل: إياكم والاستعجال، خصوصا على الأئمة، الأئمة الكبار الذين خدموا السنة وخدموا الإسلام كالإمام الشوكاني والإمام الصنعاني والإمام ابن حجر والنووي وأمثالهم.

ولا يمنعنكم ما قد يحصل من التأويل في هذه الكتب في نصوص الصفات - لا يمنعنكم - ذلك من الاستفادة من علومهم الكثيرة الجمّة، فهي علوم نافعة وكتب نافعة فينبغي الاستفادة منها، وما قيل في بعض رسائل الإمام الشوكاني رحمه الله:(الرسائل السلفية) العبارة فيها تسامح ليست سلفية محضة فيها دخن.

الأمر الثالث كتب حسن البنا:

ثم قال كتب حسن البنا، أنا لا اعرف لحسن البنا كتبا إلا الرسائل التي تتحدث عن سياسته وعن حركته السياسية، أما كتب علمية، لا أعلم له كتب، وذِكْرُ هذه الرسائل التي تتحدث عن حركته وسياسته وتجميعه للناس ومنافسته للأحزاب الأخرى؛ لأن هذا حزب سياسي نشأ منافسا للأحزاب السياسية التي كانت قائمة في وقته لذلك من ذكائه حاول حسن البنا أن يَكْسَبَ الصوفية والأشعرية والسلفية إلى صفه لينافس بهم الأحزاب السياسية الأخرى من القوميين والعلمانيين وأمثالهم لذلك حاول أن يجمع في حزبه المتناقضات الصوفية والأشعرية، وسَمَّى كما تعلمون في بعض الرسائل عناوين.

وبالاختصار هذه ليست كتب علمية؛ ولكنها رسائل ترسم الخط لأتباعه في سياسته وفي سيره فيما يريد؛ لذلك ذِكْرُ هَذِهِ الرسائلُ بِجِوَار كتب الشوكاني غير مناسب.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
03-09-2011, 03:41 PM
يقول أحد قادة التهييج السياسي:"إن كتب العقيدة تحتاج إلى تغيير هي كتب جافة لأنها نصوص وأحكام" فما حكم هذا القول؟؟


الجواب:

أوجز في هذا الجواب لأني سبق أن أجبت أو كتبت محاضرة أو ألقيت محاضرة في هذه المسألة أو عالجت في بعض محاضراتي؛ لكن السؤال يقول هكذا "فما حكم هذا القول"؟؟

أُجِيبُ بما أجاب به كبار العلماء الذين يعتبر كلامهم فتوى- كلامهم أبلغ من كلامي لأن كلامي كلام إنسان عادي، درس عادي، محاضرة عادية[1]-؛ لكن كلام الإمام كلام الشيخ ابن باز وكلام الدكتور الفوزان من علماء الفتوى -محاضراتهم ودروسهم فتوى- لذلك انقل لكم ما قال الشيخ عبد العزيز بن باز في هذا الكتاب الذي يشير إليه السائل كتاب اسمه "منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله" لمحمد سرور زين العابدين، حَكَمَ الشيخُ على هذا الكتاب بأنه يجب تمزيقه ولا يجوز بيعه وأن ما في الكتاب ردة، ولعل أكثر الحاضرين قد سمعتم هذا الجواب، إذن اكتفي بهذا المقدار "لا عطر بعد عروس".

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
03-23-2011, 02:12 PM
سائل يسأل فيقول: - هذا السؤال من أسئلة مدينة الخرج- نجد كثيرا من الشباب هداهم الله إلى الحق يتهمون علماء أهل السنة والجماعة بالمداهنة والعمالة للدول، ليس لدولة معينة للدول أفلا يَرِدُ على هؤلاء قوله عليه الصلاة والسلام:( من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج) ردغة الخبال:عصارة أهل النار، فيطلب السائل التعليق على هذا الحديث..

مما ابْـتُلِيَ بِهِ شبابنا في هذه الأيام بسبب هذا التهييج السياسي المحيِّر أوقع هذا التهييج كثيرا من شبابنا من الوقوع في أعراض كبار العلماء - أهل الفتوى والقضاء والعلم العلماء-، العلماء الربانيون الذين يستفيدوا من علمهم المسلمون في الداخل والخارج يُتْهَمُون بالمداهنة والعمالة، ومعنى المداهنة والعمالة في لغة هؤلاء:"أن من لا يسب الحكام ومن لا يسيء إليهم ومن لا يتتبع هفواتهم وأخطائهم ومن لا يشهِّر بهم ومن يذكرهم بخير ويقدم لهم النصح ويدعوا لهم" هذا معنى المداهنة في لغة هؤلاء ومعنى العمالة.

كم أفسد التهييج السياسي قلوب الناس؟؟!! إذا وقع مفهوم المداهنة عند الشباب أن أي عالم يذكر الحكام بخير ويدعو لهم ويذكر ما لهم من المحاسن الواقعة الملموسة، و يكف عن التشهير بهم في محاضرته في خطبه ويحاول أن يقدم النصح بأي طريقة فيما هو واقع من الأخطاء والتقصير والمخالفات والمعاصي المنتشرة ولا يقف موقف التشهير ولكنه يقف موقف النصح إما مباشرة أو بواسطة، إذا كان من يقف هذا الموقف يتهم بالمداهنة، هذا هو الموقف الشرعي التليد الذي يأمر به الإسلام وهو عدم التشهير بالحكام وعدم الوقوع في أعراضهم وعدم إثارة السفهاء ضدهم وتقديم النصح لهم بأي وسيلة من الوسائل الممكنة والدعاء لهم وذكر ما يقومون به من المحاسن وخدمة الإسلام فإن كانت هذه هي المداهنة فجميع علماء أهل السنة والجماعة الذين جانبوا التهييج والإثارة كلهم مداهنون وكلهم عملاء ويتصفون بالعمالة، العمالة هذه أسلوب جديد!! وعلى كلٍّ هذا الموقف مؤسف جدا لأنه تصورٌ ما كنا نتوقع أنه يقع بين شبابنا مثل هذا التصور؛ ولكنه وقع، السبب تساهل دعاة الحق في أول الأمر عندما بدأ المهيِّجون يعملون في صفوف الشباب، تساهل دعاة الحق وتركوا لهم الميدان، خلا لهم الجو حتى افسدوا قلوب كثيرٍ من الشباب فأبعدوهم من العلماء، فضربوا الشباب بعضهم ببعض ووزعوهم على الانتماءات: إخواني، سروري، تبليغي، تحريري، نِسَبٌ ما كنا نعهدها في هذا البلد، هذا البلد عُرِفَ بالوحدة والتوحيد منذ أن جَدَّدَ الله لهم دينهم بهذا التجديد المبارك، عُرِفَ هذا البلد بالوحدة وحدة الصف وبالتوحيد وبالتحابب وبالتعاون؛ لكن قدر الله وما شاء فعل.

وعلى كلٍّ لا نيأس؛ لأن الأمر ليس بعامٍّ يوجد بحمد الله عدد كبير جدا من شبابنا الصالحين كما استنتجتُ ذلك من لقاءاتٍ متكررة في مدينة الرياض وفي الخرج وجدتُ أن عددا كبيرا من الشباب يسيئهم هذا الموقف؛ ولكن وجود عدد قليل في شبابنا يحملون هذه الفكرة يُحْزِنُ جداً وان كان العدد قليل، فينبغي الحرص على نصحهم وإصلاحهم وهذا واجب طلاب العلم وواجب العلماء وواجب العقلاء، أحياناً بعض العقلاء وإن كانوا أقل علماً من العلماء قد ينفع الله بهم كثيرا - العقل نور - الإنسان العاقل والوالد العاقل والأستاذ العاقل وان كان قليل العلم قد يصلح ما لا يصلح كثير ممن لديهم علم كثير؛ لذلك يجب التعاون بين العلماء وبين العقلاء للإبقاء على شبابنا وللقضاء على هذه الفتنة، فتنة التهييج.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
04-23-2011, 05:15 PM
سائل يسأل هل أساليب الدعوة توقيفية ؟


الجواب:

لا، أساليب الدعوة ليست توقيفية، المهم أن يكون لديك علم )ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ…( [النحل: 125 ]، )ادع(، فيجب أن يكون لديك علم ولديك أسلوب وقدرة على التعبير بتعبيرك.

ليس معناه انه توقيفي إذا كنت تريد بمعنى التوقيفي انك لا تتكلم إلا بالألفاظ المعسورة ليس هذا هو المراد أبداً ليس هناك ألفاظ معهودة ومعروفة يستعمل الإنسان في الدعوة ولكن لا يقول على الله بغير علم.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
05-24-2011, 12:00 AM
سائل آخر يسأل فيقول ما رأيك في تجديد العقيدة؟

الجواب لعلنا استمعنا غير مرة إلى محاضرةٍ عالَجْنَا فيها مَن يقولُ بأن العقيدة مرتبطة بالظروف وأنها قد تكون جديدة وقديمة، فقد تقدم الكلام حول هذا في بعض المحاضرات التي ناقشنا فيها بعض قادة هؤلاء الحركيين.

الجواب سائل آخر يسال فيقول ما الفرق بين العقيدة وبين المنهج؟

المنهج الطريق والعقيدة هو ما تعتقده في نفسك نحو ربك ودينك ونبيك، أي منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، فالطريق إلى العقيدة والطريق التي عليه تلك العقيدة لا فرق بينهما هما متلازمان و القول بأن فلانا سلفي العقيدة منهجي الإخوان فلسفة لا معنى لها.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
06-06-2011, 04:50 PM
سائل آخر يسال عن حكم الغيبة وهل تقييم الرجال أن تُذْكَرَ عيوبهم وأخطاؤهم دون أن تذكر محاسنهم؟؟ وهل ذكر أخطائهم من الغيبة؟؟

الجواب:

هذه مسالة عظيمة جدا وفقهية يجب أن يفهم طلاب العلم يوجد فرق بين التقييم والتحذير، فموقفنا هنا عندما نتكلم في هؤلاء الذين يتهجمون على الإسلام عقيدة وشريعة ويتهجمون على كتب العقيدة موقفنا موقف الدفاع وليس موقف التقييم لأننا لا نقيم هنا حتى نتتبع حسناته وسيئاته ولكننا ندافع عن العقيدة وعن الإسلام فهؤلاء الذين يريدوا أن يغيروا الإسلام باسم التجديد يسموهم مجددين وهم مغيرين وينالون من العقيدة وينفرون من العقيدة فالكلام في هؤلاء ليس بغيبة بل نصيحة، هو نصيحة للشباب ونصيحة للمسلمين ونصح لدين الله ونصح لكتاب الله ونصح لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لأن هؤلاءِ ينالون حتى من رب العالمين ومن صفاته وينالون من رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن أصحابه وينفرون المسلمين من عقيدتهم.

فالكلام في هؤلاء أقرب ما يكون من باب الجرح والتعديل، فعلماء الجرح والتعديل هم ناصحون، ناصحون للمسلمين، وناصحون للسنة، ومدافعون عن السنة، فهم يقولوا فيمن يكذب عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر مما قلنا في هؤلاء ويقولون في الوضاعين والكذابين ويسمونهم بأسمائهم: ففلان كذاب، وفلان وضَّاع، وفلان مُدَلِّسْ وفلان رافضيٌ خبيثٌ.. وهكذا يستعملون هذه الألفاظ لأولئك الذين ينالون من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ويكذبون على رسول الله عليه السلام.

وأكثر من يكذب على الرسول هم الشيعة ثم الصوفية، والصوفية تندرج في الدرجة الثانية بعد الروافض، فالصوفية كذبوا ولكن حاولوا أن يعالجوا كذبهم قالوا:"نحن ما نكذب على الرسول نكذب له هو "، يكذبون للنبي عجباً !!! هل النبي بحاجة إلى أن تكذبوا له؟؟!!! النبي الذي أكملَ اللهُ له لدين في حجة الوداع فتأتوا بعد ذلك تكذبوا له، فلا تكذب له لستَ بمشكور، لا تكذب له وإنما تكذب تظلم نفسك.

الشاهد يعتبر كلامنا في هؤلاء من هذا الباب فلا غيبة ولا حب التشهير ولا حب النيل منهم بل نتمنى من كل قلوبنا لو أنهم اهتدوا لتركوا هذا الموقف وذكرتُ لكم أن بعضهم كنتُ أعرفهم عندما كان مستقيما كنت أحبه في الله ولكنه انحرف فحارب الإسلام حربا شعواء فكرهته في الله كما كنت أحبه في الله، فيجب أن انصح الناس من شره وانفر الناس من كتبه ومن أشرطته وأُبَيِّنَ ما فيها نصحاً للمسلمين وأداءً لواجب النصح، أما كونهم يعدون هذا غيبة لا، ليس هذا من الغيبة في شيء.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
06-22-2011, 03:44 PM
سائل يسال- هذا السؤال تعليق على بعض أشرطتي - يقول عليك تنفيذ جيش أسامة أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الرسول أمر تكليف ولا يحتاج إلى شورى وهل يستدل بتنفيذ جيش أسامة على أن الشورى ليست لازمة إن صدر الأمر من ولي الأمر؟؟؟




الجواب:

سائل لم يتأكدْ مِمَّا سَمِعَ ولَمَ يفهم فليتأكد الآن لعله يتراجع ويفهم هذا السؤال قوله: "وهل يستدل بتنفيذ جيش أسامة على أن الشورى ليست لازمة؟؟" لم يقل احد بأن الشورى غير لازمة ولكن الذي قيل بأن الشورى غير ملزمة لعله شاب صغير غُرِّرَ وهو لا يفرق بين لازم وبين ملزم الذي قلنا ولا نزال:"نقول بأن الشورى غير ملزمة" أي إذا أبدى المستشارُ رأياً لولي الأمر فلابد من التفصيل إن كان المقام مقام يحتاج إلى الشورى -أمر غير واضح- أو ولي الأمر غير عالم بذلك الأمر وعالم أشار عليه وقَدَّم له رأي والأمر فيه أخذ ورد فهنا يجب أن يأخذ رأي أهل العلم وأهل الخبرة سواء كان في الناحية الفقهية أو الناحية العسكرية الأمر الذي يَحتاج إليه وهو بحاجة إليه وهو غير واضح عنده فواجب أن يأخذ هذا الرأي.

أما إذا كان الأمر واضحا عنده فَقُدِّمَ لَهُ رأي - ليس بلازم - فينظر إلى ما هو الأصلح باجتهاده أو كان المقام مقاما حرجا كمسألة تنفيذ جيش أسامة، هنا هل يستقل ولي الأمر برأيه ويرفض أراء جميع المستشارين وجميع الموجودين.

وقوله تنفيذ جيش أسامة بأمر النبي عليه الصلاة والسلام وكما قلنا إنه شاب صغير غير فاهم، فالنبي عليه الصلاة والسلام عَقَدَ له اللواء وتوفي قبل أن يُنفذ هذا الجيش وقبل أن يُؤمر أسامة بان يقوم بجيشه ويخرج بجيشه لذلك عمل أبو بكر أول عمل بتنفيذ هذا الجيش وأما الذين أشاروا عليه ليس رأيهم عدم التنفيذ مطلقا .. لا.. وإنما طلبوا منه التأخير التنفيذ نظرا للوضع السيئ الذي كانت تعيشه المدينة خوفا من العدو الداخلي والخارجي طلبوا التأخير فرفض التأخير ونَفَّذَ.

الذي يسأل يجب أولا أن يفهم المسالة فأرجوا أن يفهم هذا السائل بعض السائلين يكتب كلاما طويلا وليس السؤال مختصر لذلك نختار محل الشاهد.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
07-08-2011, 04:36 PM
سائل آخر يسأل - يبدو أنه من شبابنا الطيبين- بما تنصحنا من الكتب التي ندرس؟؟

الجواب:

أنصحك بما سمعتَ سابقا إن شاء الله وأزيدك: دراسة السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين بل تاريخ سلفنا الصالح، فينبغي لشبابنا أن يدرسوا السيرة بتوسع وأن يدرسوا تاريخ الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من التابعين كي يكونوا على صلة بسلفهم الصالح وأن يعلموا منهم الشيء الكثير، وفي باب العقيدة أنصح الشباب الناضجين أن يقرؤوا في فتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام هذا الكتاب حيث حشد فيه الشيخ أقوال أهل العلم من عهد الصحابة إلى وقته ونقل أقوالهم وربما تجاوز إلى نقل أراء وأقوال المتصوفة وعلماء الكلام أحيانا إذا وجدت عندهم كلاما طيبا يوافق منهج السلف فدراسة مثل هذا الكتاب تربطك بسلفك الصالح فابتعد عن تلك الكتب الرخيصة لتي ملئت الأسواق كتب الثقافة وعليك أن تتفقه في دينك قبل أن تنظر في هذه الكتب لأن فيها مطبات كثيرة.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
07-18-2011, 04:56 PM
سائل يسأل يقول ما حكم مَن قال- عندما تكلم احد طلبة العلم في العقيدة- قال:"عقيدة... عقيدة.. حتى تتعقد" !!!!


الجواب:

هذا أسلوب من الأساليب المعروفة للذين يحاربون العقيدة ولعله ضحية من محمد سرور زين العابدين ضحية بكلامه فهو عدو العقيدة عَادَى العقيدة فَأصيب بعض شبابنا بالعدوى من قراءة كتابه فصارت كلمة العقيدة عندهم ثقيلة.

يا سبحان الله – مَرَضْ- هذا مصاب بمرض في عقله وفي قلبه، ما هي العقيدة؟؟ تستشكل ما تعتقده نحو ربك سبحانه ونحو دينك ونبيك (......) هذه هي العقيدة، افهم العقيدة أولا، العقيدة التي تُحَاربُ هي ما تعتقده نحو ربك مِن تعظيمه ومحبته وإخلاص العبادة له ووصفه بصفات الكمال وما تعتقده نحو دينك ونبيك عليه الصلاة والسلام وما تعتقده في شئون المعاش هذه هي العقيدة فالذي يتعقد من ذكر هذه العقيدة فليعالج نفسه بالطب النبوي - لا عند الدكاترة ولا عند الأطباء- بل بالطب النبوي، عالج نفسك

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
07-28-2011, 02:21 PM
سائل آخر يسال عن حكم الغيبة وهل تقييم الرجال أن تُذْكَرَ عيوبهم وأخطاؤهم دون أن تذكر محاسنهم؟؟ وهل ذكر أخطائهم من الغيبة؟؟

الجواب:

هذه مسالة عظيمة جدا وفقهية يجب أن يفهم طلاب العلم يوجد فرق بين التقييم والتحذير، فموقفنا هنا عندما نتكلم في هؤلاء الذين يتهجمون على الإسلام عقيدة وشريعة ويتهجمون على كتب العقيدة موقفنا موقف الدفاع وليس موقف التقييم لأننا لا نقيم هنا حتى نتتبع حسناته وسيئاته ولكننا ندافع عن العقيدة وعن الإسلام فهؤلاء الذين يريدوا أن يغيروا الإسلام باسم التجديد يسموهم مجددين وهم مغيرين وينالون من العقيدة وينفرون من العقيدة فالكلام في هؤلاء ليس بغيبة بل نصيحة، هو نصيحة للشباب ونصيحة للمسلمين ونصح لدين الله ونصح لكتاب الله ونصح لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لأن هؤلاءِ ينالون حتى من رب العالمين ومن صفاته وينالون من رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن أصحابه وينفرون المسلمين من عقيدتهم.

فالكلام في هؤلاء أقرب ما يكون من باب الجرح والتعديل، فعلماء الجرح والتعديل هم ناصحون، ناصحون للمسلمين، وناصحون للسنة، ومدافعون عن السنة، فهم يقولوا فيمن يكذب عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر مما قلنا في هؤلاء ويقولون في الوضاعين والكذابين ويسمونهم بأسمائهم: ففلان كذاب، وفلان وضَّاع، وفلان مُدَلِّسْ وفلان رافضيٌ خبيثٌ.. وهكذا يستعملون هذه الألفاظ لأولئك الذين ينالون من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ويكذبون على رسول الله عليه السلام.

وأكثر من يكذب على الرسول هم الشيعة ثم الصوفية، والصوفية تندرج في الدرجة الثانية بعد الروافض، فالصوفية كذبوا ولكن حاولوا أن يعالجوا كذبهم قالوا:"نحن ما نكذب على الرسول نكذب له هو "، يكذبون للنبي عجباً !!! هل النبي بحاجة إلى أن تكذبوا له؟؟!!! النبي الذي أكملَ اللهُ له لدين في حجة الوداع فتأتوا بعد ذلك تكذبوا له، فلا تكذب له لستَ بمشكور، لا تكذب له وإنما تكذب تظلم نفسك.

الشاهد يعتبر كلامنا في هؤلاء من هذا الباب فلا غيبة ولا حب التشهير ولا حب النيل منهم بل نتمنى من كل قلوبنا لو أنهم اهتدوا لتركوا هذا الموقف وذكرتُ لكم أن بعضهم كنتُ أعرفهم عندما كان مستقيما كنت أحبه في الله ولكنه انحرف فحارب الإسلام حربا شعواء فكرهته في الله كما كنت أحبه في الله، فيجب أن انصح الناس من شره وانفر الناس من كتبه ومن أشرطته وأُبَيِّنَ ما فيها نصحاً للمسلمين وأداءً لواجب النصح، أما كونهم يعدون هذا غيبة لا، ليس هذا من الغيبة في شيء.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
08-11-2011, 06:54 PM
إطلاق كلمة سلفي، شخص يكتب في كتابه: "فلان بن فلان أبو فلان السلفي" وآخر"فلان ابن فلان أبو فلان الأثري".


الجواب:

لا داعي لهذا الكلام، لماذا؟؟؟ هذا عبارة عن حب الشهرة وفيه نوع من الرياء، وما كان سلفنا يستعملون هذا، بإمكاني أن أقول مثلا عندما أتحدث عن بعض مشايخنا كالشيخ عبد العزيز بن باز العالم السلفي فهذا معقول تعريف وذكر واقعه؛ لكن اكتب في كتابي أقول: "فلان بن فلانابو فلان السلفي" لماذا؟ ماذا تريد من هذا؟ لا ينبغي لطلابنا أو شبابنا أن يستعملوا هذا الأسلوب، أسلوب رخيص وغير معروف عند السلف ولا ينبغي أن تقفوا موقف من يحب الشهرة والظهور إِحْمِدْ ربك الذي وفقك إلى هذا المنهج وتواضعْ لله ولا تحب أن تشهر بين الناس سلفي مش سلفي.. لا... بل أنت سلفي لكن بلاش من هذه الألقاب، ما فيش داعي لماذا؟؟

أنصح شبابنا عدم استعمال هذا الأسلوب لأنه:

أولا: غير معهود عند مشايخكم وعند سلفكم.

ثانيا: يدل على معنى غير سليم.

ولكن السلفية منهج، والسلفية ليست كالألقاب الحديثة التي تجددت الآن الإخوان المسلمين السروريين والتحريري والتبليغي..لا ..فهذه أساليب حديثة رخيصة جاءت ووفدت على هذه المنطقة محدثة ولكن السلفية منهج، فهي منهج قديم لذلك كونك سلفي واجب لأن السلفية هي المفهوم الصحيح للإسلام، السلفية خذوها هكذا صريحة المفهوم الصحيح للإسلام عقيدة وشريعة، فهذه السلفية؛ لأن معنى ذلك نسبة إلى السلف، السلف الذين مدحهم اللهُ، اللهُ في كتابه مدح السلف افهم لأن السالف والسابق بمعنى واحد في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ...) (التوبة: 100 ) هم السلف وأنت إن اتبعتهم لك ما لهم وإن خالفتهم فأنت خلَفي خلْفي افهم هذا ؛ولكن التلقيب تلقب نفسك في كل مناسبة لا ليس ذلك من سمات السلف.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
09-03-2011, 07:17 PM
﴿36﴾سائل آخر يسال يقول بعض الناس يقولون لنا إن السلفية بدعة ؟!!!

الجواب:

هذه شنشنة نعرفها للقوم فلا تتأثر، واصبر على الألفاظ وعلى الطعن وعلى السب واثبت على الجادة فالسلفية منهج ولكن لفظة السلفية وأهل السنة والجماعة اصطلح الأولون في عهد تابعي التابعين لَمَّا كثرت الفرق والأهواء فأطلقوا لفظة أهل السنة والجماعة والسلفي والأثري على الذين بقوا على الخط من ذلك التاريخ تستعمل.

لفظة أنها بدعة تنفير لا ينفرك الذين لا ينصحون اثبت على الجادة.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
09-21-2011, 05:35 PM
﴿37﴾ سائل يسأل هل يجوز لطلاب العلم الإطلاع على كتب المبتدعة ؟؟


الجواب:

لابدّ من التفصيل، فالطالب الصغير الغير ناضج ينبغي أن يبتعد عن كتب المبتدعة فلا ينظر في كتب المتصوفة ولا في كتب الأشاعرة فهو يَدْرُس ويتعلم حتى ينبغ.

أما الطالب الكبير الثابت الفاهم ينبغي له أن يطلعَ على هذه الكتب حتى كتب ابن عربي مثل "الفتوحات المكية" و"فصوص الحكم" كتب الإلحاد فطالما هي موجودة بين الناس فلكبار الطلبة أن يطلعوا عليها وما فيها من البلاء كي يردوا الشبهة لئلا ينطلي عليه.

انظروا الآن الذي يقرأ في تفسير سورة الإخلاص في الظلال وفي سورة الحديد ولم يطلع على كتب ابن عربي يندهش من أين جاء بهذا الأسلوب؟؟!! سيد قطب متأثر بكتب ابن عربي ولَخص كلامه بأسلوبه الشيق إلى تفسيره لا بأسلوب ابن عربي فزركشه زركشة حتى ينطليَ على الطلاب؛ ولكن مَنْ له إطلاع على كتب ابن عربي يعرف أن الرجل تتلمذ على كتب ابن عربي ولذلك أحيانا يُسَمِّي الصوفية، فالصوفية التي يعنيها سيد قطب هي صوفية ابن عربي أي سلطان الصوفية وسلطان العارفين وخاتمة الأولية ليس بعده ولي، وابن عربي الطائي الذي قال فيه شيخ الإسلام - مِنْ أعرف الناس بالفرق والنحل- قال فيه :" إنه أتى بكفر لم يأت به كفار قريش"، وهل كفار قريش قالوا يوما ما:

وما الكلب والخنزير إلا إلا إلهنا ‍


وما الله إلا راهب في كنيسة




هذا قاله ابن عربي ولم يقله أبو جهل، لو سالت أبا جهل مَن خلق السماوات والأرض؟ ليقول:الله، فأبو جهل يؤمن بربوبية الله وأنه خالق السماوات والأرض ومدبر الأمور، ولا يدعي أبو جهل بأن الله اتحد معه وأنه هو واللهُ شيء واحد كما ادعى ابن عربي، فهذا المعنى نقله سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص وفي تفسير سورة(..) اطلع وبعد أن تطلع راجعني إذا ما قدرتَ تَفْهم- الصِّغار سوف لا يفهمون- راجعني إن فهمته.

أسلوب خطير، وليس من النصيحة في شيء توزيع هذا الكتاب على صغار طلبة العلم مع ما فيه من هذه الطامة والبلاء؛ ولكن كبار طلبة العلم ينبغي وربما يجب أن يطلعوا على هذه الكتب من باب استبانة سبيل المجرمين بجوار استبانة سبيل المؤمنين، فلابد للداعية أن يكون مستبينا بسبيل المؤمنين وبسبيل المجرمين على حد سواء يقول العلامة ابن القيم:"بهذا امتاز الصحابة، الصحابة عرفوا سبيل المجرمين وعاشوا في سبيل المجرمين إلى أن أنقذهم الله بمحمد عليه الصلاة والسلام، ثم عرفوا سبيل المؤمنين وأحبوا سبيل المؤمنين وكرهوا سبيل المجرمين قارنوا بينهما" لكن الذي لا يستبين السيلين معاً (يتحطم أو كلمة نحوها)، هذا هو السر.

في فتوى بعض الناس في جواز الحياة البرلمانية اليوم لأن كثيرا من أهل العلم من الطيبين لا يدرون ما الذي يجري في البرلمان وفي مجلس الشعب من السخرية في كتاب الله والكفر بكتاب الله والتشريع بتشريع جديد حيث يعرض العضو مشروعا جديدا:"نريد مشروع خيري جديد لأننا بحاجة إلى اقتصاد ليس لدينا بترول إذن ينبغي إنشاء حوانيت للخمور من باب الاقتصاد وما الخمور إلا من عنبنا وزبيبنا وذرانا و(..) جاهز" فيعرض على المجلس ليُصَوَّتَ عليه فإذا صَوَّتَ جمهورُ الحاضرين - ولهم صوتا رئيسا- صارت شرعا جديدا فيجوز، هذا مثال من أمثلة ما يجري في البرلمان وهذا مثال واحد وهكذا كل عضو لأن كل عضو يمثل منطقة أو يمثل مدينة فهو يمثل جهة وأهل الجهة يطلبون منه أن يقدم في البرلمان وفي مجلس الشعب مشروعا نافعا لهم لا بأس وليس بلازم النظر هل هذا المشروع موافق للشرع أو مخالف طالما فيه مصلحة.

قد يقال:"طائراتنا تجوب الدنيا كلها يركبها المسلم وغير المسلم فإذن ينبغي تقديم مشروع جواز تقديم الخمور في الطائرات وإن كانت طائرتنا عربية إسلامية؛ لكن تروح أوروبا تروح هناك يركبها المسلم وغير المسلم" فيدرس المجلس، تُرَى هناك فِي رشوة في التصويت – ما تعرف- فَرُبَّما الرئيس يُؤتى له من طريق أخرى حتى يوافق، وأعضاء الجمهور يوافقوا فإذا وافق الجمهور والرئيس معهم يجوز تقديم الخمور في طائراتنا لأنها يركبها المسلم وغير المسلم وفي مصلحة وهنا (تثبت) الشبهة الشعبية العالمية فهذا العبث والذي يجري في مجلس الشعب هناك.

ولو اسْتـُفْتِيَ أحد علمائنا الطيبين لا يعرفون من هذا الشر يأتي المستفتي فيقول: "يا فضيلة الشيخ فلان دخول البرلمان فيه مصلحة العضو يخدم.. يفعل.. يفعل... يفعل...." غيزين للشيخ هذا المجلس الذي يسخر فيه بكتاب الله ويستهزئ، فيقول الشيخ:"والله إذا كان فيه مصلحة يجوز" ثم يطير فرحا الشيخ فلان أفتى لنا جواز الدخول في مجلس الشعب...ما شاء الله!!! هذه الطريقة التي يخدع بها العلماء.

لذلك أقول ينبغي لطلاب العلم معرفة الخير والشر معا خصوصا في هذا الوقت نحن نعيش في انفتاح عظيم فأراء وأفكار وتلبيسات ويجب على كبار طلبة العلم معرفة سبيل المجرمين كما يعرفون سبيل المؤمنين على حد سواء كما حصل ذلك للصحابة إذا أردت أن تهضم هذا الموضوع لا أحيلك على المطولات اقرأ كتاب الفوائد لابن القيم الفوائد الصغير فترى كيف يحلل هذا الموضوع عند ذكره لأثر عمر "إنما تنقض عرى الإسلام عروة...عروة إذا نشأ في السلام من لم يعرف الجاهلية"، ما اصدق هذا الكلام على شبابنا اليوم!!!

ما ضحك الحركيون على شبابنا ولبسوا عليهم هذا التلبيس وهيجوهم هذا التهييج إلا أن شبابنا طيب يعرف الخير ولا يعرف شيئا من الشر هذا هو السبب فنسأل الله الثبات لشبابنا.


الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
10-21-2011, 07:18 PM
سائل يسأل وهل لمن اتبع منهج السلف وهو في وسط أناس لو صرح بذلك لآذوه شر الإيذاء، فهل يجوز له في هذه الحالة أن يخفي منهجه ويدعو إليه سرًّا؟؟


الجواب:

إذا جاءك مثل هذا الأسلوب وجاءك مثل هذا السؤال تذكر، ولذلك قلت لابد من دراسة تاريخ السلف، لو أن ابن حنبل وَقَفَ هذا الموقف الضعيف الرخيص الجبن ولم يثبت أمام المأمون والواثق بالله والمعتصم بالله عندما يُرَبَّطُ تربيطا ويرمى على وجه الأرض ويضرب - الإمام احمد - ليقول القران مخلوق ليقول إن الله لا يوصف بالصفات، وصفه بالصفات يؤدي إلى تعدد طريقة المعتزلة رفض الإمام رفضاً عُذِّبَ إلَى أن فَرَّجَ اللهُ عنه في عهد الخليفة المتوكل على الله، وبسبب ثبوته على العقيدة وعلى المنهج بَقِي المنهج السلفي ولم يُقضَ عليه وكان المأمون يحاول القضاء عليه على هذا المنهج، يعتبر من أقوى خلفاء بني العباس ومن أذكاهم ومن أحبهم للعلم داهية من الدواهي؛ ولكن الله لم يوفقه في سياسته فحاول أن يحمل الناس قصرا على عقيدة الاعتزال فوقف أمامه الإمام احمد بسببه أبقى الله على هذه العقيدة إلى أن اظهر الله الحق.

لذلك كونك تخفي منهجك وعقيدتك بين الناس لئلا تؤذى، لا، إن السلفيون في خارج هذا البلد قبل عشرين سنة كانوا يضربون، كان يسحب الخطيب من على المنبر فيضرب في داخل المسجد وأمام الناس، وفي تلك المساجد اليوم تدرس العقيدة التي ينفر عنها محمد سرور والذي يُقَال الناس اعرضوا عنها تُدْرَسُ الكتب هناك الآن، ففي تلك المساجد التي نحن نعلمها كان يضرب فيها دعاة السلفية واليوم انتشرت كتب السلف هناك.

أريد أن أقول اثبتوا وتحملوا الأذى؛ لكن هنا من يؤذيكم؟؟!! الإيذاء في هذا البلد ليس بإيذاء بالكلام بالاستهزاء بالسب بالاستخفاف بالسخرية هذا ليس بشيء، فالناس ضربت وسجنت وشردت فصبرت خذوا قصة لطيفة نختم بها هذه الجلسة:

داعية من زملائكم من خريج الجامعة الإسلامية ذهب إلى أفريقا - طالب علم- ولما علم الطلاب انه طالب علم ثابت في السنة والعقيدة كثروا حوله كثرة الطلاب حوله أثار الحقد في نفوس المتصوفة مشايخ الصوفية حسدوه فصاروا يؤذونه في طريقه إلى المسجد وفي عودته إلى بيته ويرمون الأذى على بابه أذوه إيذاء قال طلابه لتشتكي إلى الحاكم فالحاكم عسكري مسيحي قال: لا... أأشكو إلى المسيحي إلى الكافر!!! أَصْبِرُ فَصَبَرْ، أراد الله أن مشايخ الصوفية لم يصبروا إلى أَنْ قَدَّمُوا الشكوى إلى الحاكم العسكري المسيحي، فقالو له:" إن شخصا جاء من الحجاز فغير عقيدتنا وبلبل شبابنا وفعل.. وفعل.." فأحضروه عند الحاكم، الحاكم العسكري قال: ما اسم فلان؟ مِنْ أيْنَ أنتَ؟؟ من السعودية - الحاكم متعلم تعلم في أوروبا وهو إفريقي - فقال له: "عندك شهادة"؟؟ قال: "نعم عندي شهادة"،"من أين؟؟" قال الطالب:"من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية" فنظر الحاكم إليه ونظر إلى الشيوخ وقال لهم: "أنتم من أين تعلمتم؟؟" قالوا: "تعلمنا هنا في بلدنا" فقال لهم: "اسمعوا ألستم بمسلمين؟؟ وأليس نبيكم كان في السعودية؟؟ - النبي كان في السعودية البلد هذا عنده سعودية قديما وحديثا – رسولكم كان في السعودية كان في مكة ثم انتقل إلى المدينة ودفن هناك فالدين الصحيح حيث كان نبيكم هذا جاء من السعودية واخذ الشهادة من مدينة رسولكم هذا هو الذي على الحق تريدوا تتعلموا على يديه فالدين الصحيح الذي عنده وانتم لا"، وقال لهم أنه ذهب هو وزملاؤه إلى أوروبا فدرسوا ووجدوا أن بعض الطقوس التي يزاولها الأفارقة في كنائسهم غير موجودة في الإنجيل، قال لهم:"أنا أظن أن الطقوس التي عندكم غير موجودة في السعودية عندما جاء الدين من هناك" فتعلموا على هذا السعودي الذي جاء من السعودية وغير هذا اليوم لا أجدكم تتقدمون بشكوى فإما تتعلموا عليه وإما تتركوه هكذا نصر الله الحق لما ذكرت لي هذه القصة تذكرت قوله عليه الصلاة والسلام:(إن ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] هذا تواضع من الشيخ رحمه الله تعالى الا انه هو من العلماء فرحمه الله تعالى رحمة واسعة.

الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية

البلوشي
11-22-2011, 10:40 PM
العقيدة أولاً

الحمد الله رب العالمين وصلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:

أيها الإخوة الحضور لعلكم قرأتم العنوان عنوان الحديث معكم في هذه الليلة المباركة إن شاء الله:

هذا هو عنوان الحديث، اخترتُ هذا العنوان نظراً لِقِلة الحديث حول العقيدة، المشاكل التي يعيشها المجتمع الإسلامي كثيرة والحديث عنها كثيرٌ أيضاً، نسمع في الاذاعة ونقرأ في الصحف، الكلام حول المشاكل المتنوعة التي يعيشها المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، مشاكل الربا ومشاكل التهاون بالأمر والنهي عن المنكر ومشاكل علاقة الجار بالجار ومشاكل تربية الشباب، مشاكل كثيرة والكلام حولها كثير؛ ولكن العقيدة وبيانها وتحقيقها والدعوة إليها يقل الكلام حول هذا الموضوع مع أهميته ومع العلم أنه هو الأصل قبل جميع المشاكل التي أشرنا إليها، هذا هو الذي جعلني اخترت هذا العنوان لحديثي معكم.

العقيدة في اللغة هذه اللفظة لها عدة معانٍ، من عقد يعقد من ذلك عقد النكاح وعقد (...) وعقد العهود وعقد الحبال في الأمور الحسية ومنها عقد البيوع، العقد يستعمل في الأمور الحسية والأمور المعنوية بمعنى الربط والشد ويؤخذ مِنْ هذا المعنى الاصطلاحي وانطلاقاً من هذا المعنى اللغوي العقيدة معناها عقد القلب والتصميم الصادق الذي لا يخالطه شك في المطالب الإلهية أن يعقد الإنسان ويعزم عزماً لا يتردد فيه فيما يتعلق بالمطالب التي بينه وبين ربه سبحانه وتعالى، المراد بالمطالب الإلهية: توحيد العلم والمعرفة ويشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد القصد والطلب وهو توحيد العبادة والنبوات وأمور المعاد كالبعث بعد الموت وما يترتب على ذلك وما يتبع ذلك، والعقيدة في أفعال العباد والعقيدة في تعريف وتحقيق الإيمان والعقيدة في الجنة والنار كل هذه عقائد لا يستغني عنها مَرءٌ بحياته، ولو استغنى عن أمور أخرى؛ ولكن لا غنى له ليصبح – مسلم- مؤمن يؤمن بربه سبحانه وتعالى لابد له من هذه العقيدة.

أما توحيد الله تعالى في ربوبيته فأمر لا إشكال فيه يستوي فيه المؤمن والكافر:) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.. ( (لقمان: 25) حتى الكفار الذين استحل النبي صلى الله عليه وسلم دمائهم وأموالهم، يؤمنون بأن الله وحده خالق السماوات والأرض مدبر الأمر من السماء إلى الأرض، خالق الكون والمتصرف في هذا الكون، هذا المقدار يشترك فيه الكافر والمؤمن من التوحيد ومن العقيدة.

وأما توحيد الأسماء والصفات أي نثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه من صفات الكمال وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال، فهذا النوع أيضاً لَمْ يقعْ فيه نزاع لأن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ القرآن على قومه فسمعوه ولم يعترضوا على سَمَعِ الله وبصره وعلى قدرة الله وإرادته وعلى أنه سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة لفصل القضاء كما يليق به وعلى أنه مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله - كما أخبر عن نفسه- وأنه عليم حكيم لم يعترضوا عندما سمعوا القرآن من رسول الله عليه الصلاة والسلام، بمعنى إنهم مُسَلِّمُون له كما سلموا بتوحيد الربوبية.

ولكن النوع الذي وقعت فيه الخصومة والعداوة الشديدة بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه وبين جميع الأنبياء وأقوامهم وبين المصلحين وأممهم، ولا تزال تقع الخصومة والخلاف في ذلك وهو توحيد القصد والطلب أي توحيد العبادة أي إفراد الله تعالى بالعبادة وتَصَوُّرُ معنى العبادة وتَصَوُّر معنى الشرك وتَصَوُّر معنى إفراد الله تعالى بالعبادة، هذا النوع لم يزل - وفيما اعتقد- لا يزال محل إشكالٍ دائماً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر "أنه لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" أي جماعات من أمتي الأوثان، الأوثان جمع وثن والوثن كل ما يعبد من دون الله.

المشكلة التي نعانيها مع مجتمعنا المجتمع الإسلامي -اقصد بصفة عامة - تصور معنى العبادة، إن كثيرا من الناس يتصورون أن العبادة هي الصلاة والزكاة والصيام والحج، إذا أدى هذه الأركان كما يؤديها غيره ولو على طريقة تقليدية رأى نفسه أنه عَبَدَ الله وأدى ما عليه من العبادة ولا يبالي بعد ذلك، كونه إذا اشتدت به الأمور يستغيث بغير الله يجأر باسم غير الله ويتقرب بالقربات والنذور إلى غير الله ويلجأ إلى غير الله ويتوكل على غير الله ويرى أن كل ذلك لا يضر إيمانه، علماً بأن هذا هو صميم العقيدة وصميم الإيمان وأن هذه الأمور محض العبادة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، (الدعاء مخ العبادة)([1]).

كَوْنَ المرء عند الشدة ينسى ربه ويقول:"يا سيدي فلان خُذْ بيدي وأغثني"، ويجعل النذور في أمواله ليحفظ الصالحون أمواله "حوشه ونخله" ويتقرب بالذبائح إلى ضريح السيد فلان والشريف فلان والصالح فلان، هذه هي العبادات التي كان يقدمها المشركون لألهتهم لِلَّاتْ والعُزَّى ومُناة وهُبَل، تلك الآلهة ما كانت الأقوام تسجد لها أو تركع لها؛ ولكنهم إذا أرادوا أن يسافروا ذهب كل قوم إلى آلهتهم أو إلههم وتَمْتَمَ عنده وشكر إليه وودعه وطلب منه أن يحفظه في سفره ويحفظه في أهل ونفسه، وكفار قريش كانوا يعتزون بعزى لذلك قال أبو سفيان - قبل أن يكرمه الله بالإسلام والصحبة- يوم أُحُدْ كانوا يقول:" لنا العزى ولا عزى لكم" أي يعتز بعزى، إلههم، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:"رُدُّوا عليه فقولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"، هذا الاعتزاز، ماذا يفعلون عند عزى؟؟ هل سمعتم أنهم يركعون لعزى و يسجدون لها؟؟، جنية شيطانية كانت في غابة أو في فناء، كل العبادات التي يقدمون لها الطواف لها والخضوع عندها والشكوى إليها واعتقاد أنها تنفعهم عند الله ولكنها لا تخلق ولا ترزق، وهذا المعنى هو الذي يفعله عوام المسلمين عند كثير من الأضرحة اليوم؛ ولكن لا يسمون عبادة ولا يسمون الأضرحة والمشاهد والقبور آلهة، بل يسمون"قبور الصالحين" وما يفعلون يسمون "توسلا ومحبة الصالحين" أي غيروا الأسماء.

تغيير الأسماء لا يغير الحقائق لو أن إنسانا شرب كأسا من الخمر فسماها لبناً أو ماءاً بارداً، هل يتغير الحكم؟؟ "لا يتغير"، إذن تقديم هذه القربات للأضرحة والمشاهد ثم تسميتها "محبة الصالحين" "والتوسل بالصالحين" لا يغير الحقائق أبداً إنما هي عبادات تقدم لغير الله تعالى، هذه الحقيقة وإنْ كان لا يجهلها سكان هذه الأرض وسكان هذا البلد وشباب هذا البلد؛ ولكن الزوار ومَنْ في معناهم الذين وفدوا إلى هذه البلاد لهم علينا حق لِنُبَيِّنَ لهم أن ما يجري هناك وما يفعله عوام المسلمين فِي كثيرٍ مِن الأقطار عبادات صُرِفَتْ لغير الله وأن ذلك من الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(الدين النصيحة)، مِنَ النصيحة للمسلمين عامة ونحن نعيش في الحرمين الشريفين وقد انفتحنا على العالم والعالم وَفَدَتْ وهؤلاء الوفود الذين جاؤوا طلباً للرزق والمعيشة حيث يأمنون على أنفسهم وأموالهم، هؤلاء يجهلون كثيرا ًوكثيراً فِي أصول الدين، في العقيدة، في العبادة، والواجب البيان لهم وتوضيح الحقائق لهم لنكون بذلك أديْنَا ما علينا مِنْ واجبِ النصح للمسلمين.

إذاً العقيدة أولاً وقبل كل شيء، وكل شيء بَعْدَ العقيدة، خصوصا ما يتعلق بتوحيد العبادة.

هنا أيضاً عقيدة يجهلها كثير من الناس وهي عقيدة الإرجاء، كأنْ يعتقد كثير من عوام المسلمين يكفي للإيمان أن يقول المرءُ:"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، أو أن يزعم أنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يضره بعد ذلك أن يترك الصلاة والصيام وجميع الواجبات وأن يرتكب جميع الموبقات والمعاصي، لا يضره ذلك لأن الإيمان في القلب؛ لأن المؤمن من يقول:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكفى.. هذا التصور خطأ، بل الإيمان حقيقة مركبة من "القولِ باللسان والعمل بالأركان والاعتقاد بالقلب"، مَنْ زعم أنه مؤمن لأنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنه متلفظ بـ"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ثم رأيناه لا يلتزم، لا في المأمورات ولا في المنهيات، هذا ناقص الإيمان، ذهب ثلث إيمانه.

الإيمان يتألف من: "القول باللسان" أي التلفظ بالشهادتين و"التصديق بالجنان" أي القلب و"العمل بالأركان" التصديق الذي في القلب، ما الذي أعلمنا بأنه صادق؟؟، التصديق.. بالقلب يحتاج إلى شاهد وإلى ما يصدقك فِي اعتقادك وفي صحة اعتقادك، ما هو؟؟ التلفظ باللسان قد يقع من المنافق، قد كان المنافقون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام يقولون:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ويصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لذلك لم يرَ النبي عليه الصلاة والسلام أن يقتلهم لأنهم في الظاهر مع الصحابة، لئلا يُقال إن محمدا يقتل أصحابه، والناس لا يعلمون إلا هذا الظاهر ولكنهم المنافقون كفار في قلوبهم وهم في الدرك الأسفل من النار، إذن التلفظ وحده ودعوى التصديق، إن لم يكن ما يصدق ذلك التصديق لا يُقْبَلْ، ما الذي يصدق التصديق؟؟ "الأعمال"

وإذا حلّت الهداية قلباً ‍


نشطت في العبادة الأعضاء




من رأيته نشيطاً في العمل بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، حريصا على أداء الفرائض والإكثار من النوافل، حريصا على اجتناب المحرمات وعلى أداء الأمانات، دلَّ ذلك على عمران قلبه وأن التصديق الذي في قلبه صادق، ذلك التصديق الصادق الذي في قلبه هو الذي بعثه على العمل، وإذا رأيت إنسانا فاتراً كسولا معرضا يقول: "لا إله إلا الله " ويدعي التصديق؛ لكن لا عمل لا امتثال ولا اجتناب بارد كسول معرض غير مبالٍ وغير متأثر بالمواعظ والتذكير، مَيـِّتُ القلب، هذا لديه إيمانٌ يحفظ ماله ودمه فقط، ليس لديه ذلك الإيمان الذي يُمْدح به ويُشْكر عليه عند الله؛ لأن الله من أسمائه الشكور يقبل القليل ويعطي الكثير.

إذن الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء المذكورة والطريق إلى الإيمان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع أن تعرف الطريق إلى الإيمان إلا بإتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام تحتاج إلى دراسة - العلم قبل القول والعمل- لا يأتي العلم بدون طلب كما لا يأتي الولد بدون الزواج، لابد من أسباب، إذاً لابد من تعلم ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لِتعرف الطريق إلى الإيمان بالله وإلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإيمان بكتاب الله وإلى الإيمان باليوم الآخر والعمل لذلك.

وأما الاكتفاء بالإيمان التقليدي هذا أمر لا يجدي أبدا واعتقاد كثيرٍ مِن الناس أن الأعمال ليست من الإيمان يسمى عند أهل العلم عقيدة الإرجاء.. الإرجاء معناه التأخير، تأخير الأعمال من مسمى الإيمان وإخراجها من الدين وأنها مِنَ الأمور الثانوية هذا خطأ، إذا كان الأمر كذلك قد فتحنا الباب للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كيف تعاتبهم وتقول لهم:)وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ( (المائدة: 44 ) أي كيف تطبق عليهم هذه الآية؟ الله سماهم كفارا وفساقا وظالمين؛ لكنهم يقولون:"لا إله إلا الله محمد رسول الله" ويدَّعون تصديق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا كنتَ مقتنعاً بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وأنه يكفي للإيمان التلفظ أو التصديق أو هما معا،ً لا سبيل لك أبداً لِتَحْكُمَ على الذين يَحْكُمون بغير ما أنزل الله وعلى الذين يستبيحون الربا وعلى الذين يستبيحون الخمور وغير ذلك، لا سبيل لك لتلومهم ولتحكم عليهم بالكفر والفسوق والظلم؛ لأنك وافقت معهم على الإرجاء.

هذه عقيدة الإرجاء يقع فيها كثير من الناس من حيث لا يشعرون وعقيدة الإرجاء منتشرة حيث تنتشر الأشعرية والماتريدية، لأن الأشاعرة والماتريدية كلهم من المرجئين وهذا الإرجاء منتشر بين عوام المسلمين من حيث لا يشعرون ذلك أنك تعاتب شخصا يترك الصلاة مثلاً أو يتعاطى بعض المحرمات فيقول:"دعني الإيمان هاهنا، الإيمان في القلب" طالما الإيمان في القلب لا يضره أن يترك الصلاة وأن يترك جميع الواجبات وأن يرتكب جميع المحرمات طالما الإيمان في قلبه - في زعمه- هذه هي عقيدة الإرجاء وإن كان القوم القائلين بهذا الإرجاء لا يعلمون معنى الإرجاء ولكن توارثوا هذه العقيدة مع الناس مع أهل الكلام، سَرَتْ إليهم هذه العقيدة - عقيدة الإرجاء - لذلك هي عقيدة خطيرة تُخْرِجُ الأعمال من مسمى الإيمان وتهوِّن على الناس ترك الواجبات وارتكاب الكبائر والمحرمات، لذلك يجب على طلاب العلم تنبيه الناس إلى هذا المعنى وان الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.

لك أن تقول:"أين الدليل في أن الأعمال داخلة تحت مسمى الإرجاء؟ ، لقد تكلمت كثيراً فأين الدليل ؟؟ الدليل بل هناك أدلة من الأدلة:

من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله ألا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) جعل النبي صلى الله عليه وسلم "لا إله إلا الله" أعلى شعبة من شُعَبِ الإيمان، القول باللسان زائد على التصديق، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، إماطة الأذى عن الطريق من أعمال الجوارح ولو رأى إنسان قشرة موز في الطريق فأخذته الرأفة والشفقة على الناس وخاف بأن تسبب هذه القشرة سقوط إنسان و انزلاق أحد بهذا المعنى وبهذه الرحمة وبهذا الاهتمام بالمسلمين، عمل بشعبة من شعب الإيمان وأثيب على ذلك فلو ترك نقص من إيمانه بقدر ما ترك لأنه ترك شعبة من شعب الإيمان، والحياء شعبة من الإيمان الحياء عمل قلبي و"لا إله إلا الله" عمل اللسان وإماطة الأذى عمل الجوارح، إذن هذه الثلاثة كلها عدَّها النبي لا إله إلا الله" من الإيمان.

من القران: يقول الرب سبحانه وتعالى في أوائل سورة الأنفال: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ( (الأنفال:2-4) ارجع إلى الآية وتدبرها، بدأ بإنما )إنما( أداة قصر )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ( خافت ورجت ما عند الله وخافت من عذاب الله هذا عمل القلب، )وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً( أيضا عمل القلب )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (عمل القلب، )الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( عمل الجوارح، جعلت الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من حقيقة الإيمان لذلك قال الله تعالى:)أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً( الذين يؤمنون حق الإيمان، الذين يتلفظون :" لا إله إلا الله " يقول :" لا إله إلا الله "صادقا من قلبه ويعتقد ويصدق ما جاء به النبي عليه السلام، يدل على ذلك خوفه من الله إذا ذُكِرَ الله وأن يزداد الإيمان عند تلاوة كلامه والاعتماد على الله دون غيره )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( لا على غيره يتوكلون، التوكل لا يكون إلا على الله ثم الذي يدل على صحة هذه الأعمال القلبية أنهم )يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ(كما فرضت وكما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، )وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( هذا الإنفاق تدخل فيه الزكوات الواجبة والانفاقات المستحبة كلها والنفقات كثيرة كلها داخلة في هذا الإنفاق، هذا هو الإيمان كما صورت الآية.

وأنتم ترون أن الآية والحديث يصوران معاً حقيقة الإيمان، وأن الإيمان ليس مجرد تصديق وأن الإيمان ليس مجرد تلفظ بشهادة :" لا إله إلا الله "ولكن الإيمان مُؤَلَّف من هذا وذاك .. وذاك، هكذا صَوَّرت الآية وصور الحديث وهذا المعنى يغيب على كثير من الناس و يقعون في كثير من الإرجاء من حيث لا يعلمون.

وهنا عقيدة أخرى تسمى عقيدة الجبر وهي يقع فيه كثيراً خصوصا من المثقفين، معنى الجبر الإنسان له أعمال، أعمال العباد تضاف إلى الله تعالى وتضاف إلى العباد، فتضاف إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق لأن الله خالقنا وخالق أعمالنا وحركاتنا وسكناتنا وجميع أعمالنا، وتضاف الأعمال إلى العباد إضافة المسبب إلى السبب لأن العبد هو السبب في وقوع هذا العمل، أنت الذي صليت وأنت الذي صمت وأنت الذي تصدقت وأنت الذي جاهدت.

أهل السنة والجماعة عقيدتهم في هذا الباب إن العبد يفعل بإرادته وباختياره وبقدرته، له قدرة وله إرادة وله اختيار يفعل ما يفعل باختياره وبقدرته وبإرادته ويترك ما يترك بإرادته وباختياره ليس مجبورا على العمل وليس مجبورا على فعل الخير وليس مجبورا على فعل الشر، الله سبحانه وتعالى خلقنا وأرسل إلينا رسوله عليه الصلاة والسلام وهدانا النجدين وخلق لنا القدرة والإرادة والاختيار، أمرنا ونهانا ولم يؤمرنا ولم ينهنا إلا بعد أن خلق فينا القدرة والإرادة والاختيار ولسنا بمجانين، كل ما يفعله الإنسان من خير وشر إنما ذلك باختياره وإرادته وقدرته لذلك يثاب على فعل الخير ويعاقب ويؤاخذ على فعل الشر.

هناك قوم يقال لهم قدرية وقوم آخرون يقال لهم الجبرية، القدرية يلغون علم الله وقدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق، يخلق أفعال نفسه الاختيارية، فقدرة الله غير داخلة في أفعاله هذه طريقة القدرية الكفر بالله، جعلوا جميع العباد من الملائكة والجن والإنس خالقين مع الله، كل مخلوق من هؤلاء يخلق أفعال نفسه الاختيارية وقابلهم من الطرف الثاني قوم يقال لهم الجبرية قالوا:"العباد مجبورون على ما يفعلون ليست لهم إرادة ولا قدرة مثلهم كمثل الشجرة في مهب الريح فتحركوا بغير إرادتها، هكذا الإنسان في أفعاله" وهذه العقيدة عوام المسلمين في عافية منها، منها ومن التي قبلها بل بفطرة يعلمون بأن العبد يفعل ما يفعل ويترك ما يترك باختياره و له قدرة؛ ولكن هذه العقيدة تُدَرَّسُ الآن، كانت تدرس عند غيرنا ولكنها دخلت الآن في بعض جامعاتنا بواسطة الوافدين من المدرسين فصار الأستاذ الدكتور يقرر أمام الطلاب وأمام الطالبات بأن الأفعال كلها لله وأن العبد ليس له قدرة ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ) وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى...( (الأنفال: 17) والطالب الساذج لا يستطيع أن يرد عليه؛ لأن هذه الآية ليس فيها ما يدعي بل هي على العكس لأن في الآية إثبات رَمْي ونَفْيُ رمي، أي رَمْيٌ منفي عن الرسول عليه الصلاة والسلام ورمي مُثْبَتْ ولابد من التفريق بين الرميين )وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ(: ) وَمَا رَمَيْتَ( نفي، )إِذْ رَمَيْتَ( إثبات، إذن لابد من التفريق ما بين الرميين، أيُّ الرميين وقع من النبي عليه الصلاة والسلام وأيهما نُفِيَ عن النبي عليه الصلاة والسلام، الرمي معناه الحذف، حذف التراب في وجوه الكفار هذا حصل من النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولكن إيصال ذلك التراب القليل وتفريقه في وجوه الكفار حتى عمهم وأثر فيهم، هذا فِعْلُ مَنْ؟؟ فعل الرب سبحانه وتعالى.

إذن بداية الرمي من رسول الله عليه الصلاة والسلام ونهاية الرمي من الله سبحانه وتعالى، إذن رمي مثبت ورمي منفي والطالب الساذج الصغير لا يستطيع أن يناقش الدكتور بهذا الأسلوب فيستسلم ويقول:"الآية دلت على أن الرامي هو الله والرسول ليس له رمي وهذا دليل على أن العبد لا يفعل والفاعل الحقيقي هو الله"، ولو نوقش هذا الجبري لأُحْرِج وأُفْحِمَ ولو قيل له: هل في إمكانك أن تقول وما صليت إذ صليت ولكن الله صلى؟؟! أيمكن أن يقال هذا وما صمت إذ صمت ولكن الله صام هل يقال ؟؟..لا، وبعد هذا هناك عبارت لا أستطيع أن أقولها، لو قيل في السرقة وشرب الخمر وغير ذلك ما الذي فعل ذلك من الذي شرب ومن الذي سرق، هل يستطيع أن يقول غير العبد؟؟ لا يستطيع، العبد هو الذي فعل ذلك بإرادته وبقدرته وباختياره، الله نهاه عن ذلك وأعطاه القدرة والاختيار على ذلك، هكذا بالنسبة لمن يستطيع أن يحاججهم لا يجدون حجة لا في الكتاب و السنة على ما يدعون ولكن القوم يُلَبِّسُون وهكذا يفسدون عقيدة شبابنا من حيث لا يشعرون.

إذن العقيدة أولاً لابد من تحقيق العقيدة ولابد من إثبات العقيدة ولابد من تعميق العقيدة في قلوب نشئنا وشبابنا.

ثم إن شبابنا مع هذا كله واقفون على مفترق طرق، جاءهم أشياء شغلتهم عن الاشتغال بالعقيدة وعن الاشتغال بطلب العلم، العلم الصحيح من المصدر الصحيح من الكتاب والسنة، جاءتهم الانتماءات فجعل الشباب ينتمون انتماءات إلى جماعات وفرق فصاروا مشغولين بتنفيذ ما تُمْلِي عليه جماعته التي ينتمي إليها فيترك الاشتغال بالعلم "أنا مع الجماعة الفلانية والجماعة الفلانية تقول واجب الشباب أن يفعلوا كيت.. وكيت.." ولو قرأت في الواجبات التي تمليها تلك الجماعات على الشباب ما وجدت فيها تحقيق العقيدة أو تصحيح العبادة، ما وجدتَ شيئا من ذلك.

من واجب الشباب إذا انتمى إلى جماعة من الجماعات ألا ينتمي إلى جماعة أخرى وأن يكون ولاؤه لهذه الجماعة وأن يكون الحب والبغض في إطار هذه الجماعة، فصار شبابنا مشغولين بهذه الانتماءات وبالتزام هذه الواجبات التي تُمِلِي عليها الجماعات فصار الولاء والحب والبغض كله في إطار الجماعات المتفرقة فذهبت الوحدة، الوحدة الإسلامية، الحب في الله والبغض في الله والاشتغال بتحقيق العقيدة، وربما في هذه الجماعات مَنْ يعيب عليه الاشتغال بالعقيدة ما هي العقيدة؟؟ العقيدة .. العقيدة يا سبحان الله إذا كان الاشتغال بالعقيدة عَيْبَاً ونَقْصَاً ويتنافى مع أداء واجبات الجماعة فبئست تلك الجماعة التي تحول بين الشباب وبين الاشتغال بالعقيدة وتحقيق العقيدة.

عاش شبابنا في هذا البلد لا يعرفون إلا سبيل المسلمين، لا يعلمون إلا سبيل الخير فجاءهم أقوام بفرق وأحزاب وبانتماءات وزينوا لهم تزيينا فوقعوا فيما وقعوا فيه، وصدق على شبابنا ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(تنقض عرى الإسلام عروة، عروة إذا نشا في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)، عدم معرفة الجاهلية قد يوقع الإنسان في شر من حيث لا يعلم، أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام - الذي ضرب مثلا وحلل هذا الكلام هو ابن القيم في الكتيب الذي في مكتبتكم "الفوائد" راجع الفوائد- يقول العلامة ابن القيم :"أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام مرت عليهم الجاهلية فعرفوها وذاقوا مرارتها ثم جاءهم هذا الخير على يد محمد صلى الله عليه وسلم وذاقوا حلاوة الخير وعرفوا الخير وقارنوا بين الشر الذي كانوا فيه والجاهلية التي عاشوها وبين الإسلام والإيمان الذي جاءهم على يد محمد صلى الله عليه وسلم وقارنوا بينهما فأحبوا الإسلام كل الحب وكرهوا الجاهلية كل الكره" فإذا نشا في الإسلام شباب لا يعرفون إلا سبيل المسلمين ويجهلون سبيل المجرمين ويجهلون الجاهلية، يأتي الْمُلَبِّسُ فَيُلَبِّسُ عليهم فيقول لهم:" هذا خير تعالوا بنا نتعاهد، تعالوا بنا"، نتبايع علاما؟؟ على العمل الإسلامي!!! كلمات جميلة ومعسولة، "تعالوا بنا نتبايع على العمل الإسلامي"، ما هو العمل الإسلامي الذي تقدمه هذه الجماعات؟؟ أين هو لا تراه، اجتماعات سرية وهمسات في الآذان واجتماعات في ظلام الليل ووراء الأبواب المغلقة ومشاورات سرية وهكذا..

وإذا خرجوا كل ما نرى منهم لعب الكرة على الطريقة الإسلامية عجبا!!! لعب الكرة تحول عمل إسلامي، الاشتغال بالعلم، زهدوهم فيه كالاشتغال بالعلم وزهدوهم في الاتصال في المشايخ ليستفيدوا منهم قالوا:"لا"- نريد عمل إسلامي-"، يا فتى أين العمل الإسلامي؟؟ لا تراهم، تسمع العمل الإسلامي ولا ترى تسمع جعجعة ولا ترى طِحنا - ما فيش طحين جعجعة-، الماكينة شغالة الطحين لا يخرج.

عجباً!! أين العمل الإسلامي الذي نتبايع عليه؟؟ ولماذا تكون البيعة سرية في ظلام الليل ووراء الأبواب المغلقة لماذا؟؟ وهل نحن في دار أرقم؟؟!! رجعنا بالإسلام إلى السرية فأصبحت الدعوة الإسلامية دعوة سرية في دار أرقم؟؟!!، الإسلام علني له حكومة قائمة وله دولة قائمة والدعوة سائرة، دخلت الدعوة الإسلامية علنا في دول أوروبا وأمريكا ودخلت في مجاهيل أفريقيا التي كانوا يسمونها مجاهيل فتحتها الدعوة الإسلامية السلفية في هدوء وبدون جعجعة.

الدعوة سائرة فيأتي الملبس فِي عقر دارنا فيلبس على الشباب باسم العمل الإسلامي... العمل الإسلامي... العمل الإسلامي.. ولا ترى عملا.

أيها الشباب انتبهوا لأنفسكم، التزموا منهجكم وقد رُزِقْتُم فِي دراستكم، في جامعاتكم ومعاهدكم ومدارسكم بدءاً من تحفيظ القرآن والتعليم الابتدائي إلى التعليم الجامعي، منهجاً لا وجود على وجه الأرض مثله خُذْ هذا مِن مُجَرِّب، هذا المنهج الذي تدرسون فيه فروع اللغة العربية، القرآن وعلومه الحديث وعلومه والفقه وأصوله والعقيدة على منهج السلف لا وجود له إلا عندكم احمدوا ربكم على هذه النعمة.

وإنْ جاء متحذلق فقال:"انتم متأخرون تعالوا نتبايع لنعمل العمل الإسلامي العام، لنرفع راية الإسلام فوق كل ارض تحت كل سماء نريد الخلافة العامة وبلاش من الدويلات هذه"، إياكم ثم إياكم السماع إلى مثل هذه الجعجعة، مضللة، قوم حسدوكم على ما أنتم عليه من الخير من التحابب في الله من التعاون على البر والتقوى، من دراسة المنهج السلفي السليم الذي ليس فيه شيء مِنَ الشركيات والبدع، مع دراسة حاضر العالم الإسلامي، تدرسون حاضر العالم الإسلامي وتعلمون ما يجري حولكم، فيكم من الخير ما لا يوجد عند غيركم، ولو أنكم سافرتم وزرتم تلك البلاد كالجامعات وما يدرسون من المناهج وأخلاق الطلاب هناك والتعليم المختلط لحمدتم ربكم ولَرَدَتُّمْ هذه الشبهات وهذا التزيين ولم تصغوا إليه.

وبعد الموضوع طويل والنقاط أمامي كثيرة لعل لديكم بعض الاستفسارات والأسئلة اكتفي بهذا المقدار ولعلي أتمكن بأن أعود مرة أخرى لأكمل هذا المشوار إن شاء الله



--------------------------------------------------------------------------------

(1)حديث ضعيف، ضعفه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الترغيب والترهيب.

البلوشي
12-17-2011, 10:19 PM
يقول السائل يقول بعض الدعاة :"من يلزم الناس أن يكونوا سلفيين يستتاب أو يقتل" - حكم صارم أشد من حكم الدكتور الترابي – من يحاول أن يلزم الناس أن يكونوا سلفيين ويقول للناس كونوا سلفيين يُسْتَتَاب، ارتكب جريمة فإن تاب فذاك وإلا فيقتل – نتساءل: السائل يقول الذي قال هذا الكلام أحد الدعاة لو قال يقول بعض الناس لهان الأمر-.

إذا كان من ينتسب إلى الدعوة إلى الله يقول هذا الكلام ما الذي بقي؟؟ ليفهم الحضور جميعا ما هي السلفية التي من أجل الدعوة إليها ومحاولة إلزام الناس بها يكون مجرما يستحق القتل إن لم يتب، ما هي السلفية؟؟

الجواب: السلفية نسبة إلى السلف ولفظة السلف والخلف معروفة لدى طلاب العلم- سلفنا- سلف هذه الأمة هم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، بما في ذلك الأئمة الأربعة المشهود لهم بالإيمان، أول السلف الصحابة- السلف- اثبت القران السلف وأثنَى عليهم ووعدهم الله بالرضا والجنة: )وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ..( (التوبة : 100)، )وَالسَّابِقُونَ(السالفون، السابق والسالف بمعنى واحد، إذن أول هذه الأمة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام من المهاجرين والأنصار، يقال لهم السابقون والسالفون ومن يأتي بعدهم ) وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ( دون أن يبدلوا أو يغيروا في منهج السلف يقال لهم:" السلفيون أي المنتسبون إلى السلف، المتبعون إلى السلف"، إذا قلنا الآن للناس كونوا سلفيين معناه كونوا متبعين لسلفكم ويدخل في ذلك أو يتضمن ذلك القول كونوا متبعين لرسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأن السلف لم يستحقْ هذا الوعد وهذا الثناء من رب العالمين إلا لإتباعهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، إلا بإيمانهم بالله وإيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام وإتباعهم لطريقته، ومَنْ جاء بعدهم أَثبت اللهُ لهم ما اثبت للسلف من الرضا والجنة ) وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ( كل مَن جاء بعد مَن سبقه إلى الإيمان والعمل الصالح واتبعه في ذلك فهو سلفي ومَنْ خَالف مَن سبقه فهو خلفي، والقرآن سماه خَلْف (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ..) (مريم: 59 ) خَلْف.

إذن كلمة السلفي أو السلفيين أي الناس الذين يتبعون سلف هذه الأمة، يتبعون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وبمعنى أدق الذين امنوا بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام واتبعوا رسول الله واتبعوا أصحابه والذين أخذوا من الصحابة التابعون، هؤلاء هم السلفيون.

وهل الدعوة إلى السلفية على هذا مكرمة ودعوة إلى الله؟؟ أو دعوة مخالفة لدين الله ؟؟حتى يستحق من يدعو الناس إلى إتباعهم الاستتابة أو القتل، هذه كلمة لو لم تُنْسَبْ إلى الدعاة لقلتُ كلمة سفيهة لكن للأسف يقول السائل: بعض الدعاة هم الذين يقولون هذا الكلام، أرجو أن يكون هذا خطأ من السائل لأنه لا يتوقع أبدا من داعية من الدعاة أن يقول هذا الكلام فليتحمل السائل الوهم فإنه واهم لأن ليس القائل من الدعاة إلا إذا كان الدعوة مختلفة دعوة إلى جهة أخرى ليست دعوة إلى الإسلام هذا شيء آخر.

الردُّ عَلَى "حَسَنِ الترابي"

"ما هكذا يا سعد تورد الإبل"

البلوشي
01-16-2012, 03:56 PM
سائل يسال فيقول: هل هناك فرق بين المنهج والعقيدة، مع الدليل إن كان هناك تفريق؟

الجواب: المنهج كما سمعتَ الطريق، إذا قيل منهج أهل السنة في العقيدة أي طريقهم أو طريقتهم في العقيدة، وطريقتهم في العقيدة كما ترى إثبات ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام وأَخْذُ العقيدة من الكتاب والسنة رأساً والاهتداء بهدي سلف هذه الأمة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ولا فرق بين المنهج وبين العقيدة، المحاولة للتفريق بين العقيدة والمنهج محاولة غير سليمة تدل على عدم الفهم.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

البلوشي
03-05-2012, 08:27 PM
سائل يسال ما نصيحتك للشباب الذين ينتقصون كبار العلماء ويصفونهم بعدم فقه الواقع وأنهم علماء حيض ونفاس؟؟

الله المستعان، نصيحتي لمن بلغ به الحال إلى هذه الدرجة أن يراقب الله في كل شيء ويعلم بأن الله يراه ويسمعه عندما يقول هذا الكلام، كبار العلماء خصوصا في هذا البلد علماء عالميون وليسوا بمحليين كلكم تعلمون ذلك بمعنى: علماء يستفيد من علمهم وفتواهم كل مسلم حيث ما هو بواسطة ما ينشرون وما يذيعون من فتاويهم في "نور على الدرب" وكلًّ مَنِ اسْتَمَعَ إلى هذا البرنامج وما يرد فيه من الأسئلة وإجابة العلماء على ذلك، ومَنْ يعلم بأن قُضَاتَنَا هم القضاة الوحيدون الذين يصدرون الأحكام ويقولون عند إصدار الأحكام: قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يوجد، الحكام عند غيرنا عندما يصدرون الأحكام الوضعية يقولون: اعتمادا على قانون مادة (50) الصادر في (30) أكتوبر مثلاً، وبحمد الله لا عندنا أكتوبر ولا نوفمبر، عندنا قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل العلماء الذين يحكمون بين المسلمين بهذه الأحكام المأخوذة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، العلماء الذين يشتغلون ليل نهار بالفتوى للمسلمين والإجابة على أسئلتهم يقال لهم: إنهم علماء الحيض والنفاس!!! وأن مهمتهم انحسرت في إعلان دخول شهر رمضان وخروجه، هذا ما وصل به الأمر بالنسبة بعض شبابنا للأسف الشديد في النيل من مشايخهم بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم:

أُعَلِّمَهُ الرمايةً كُلَّ يَوْمٍ ‍


وَلَمَّا اسْتَدَّ ساعدُه رَمَانِي([1])

هذا يَصْدُقُ على هؤلاء الذين ينتقصون كبار العلماء بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم عفا الله عنهم ويردهم إلى الصواب.


منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

البلوشي
05-21-2012, 12:06 AM
سائل يسأل ما هو الطريق الصحيح الذي أستطيع أن أسلكه ويستطيع أن يسلكه من أراد العلم في العقيدة الصحيحة؟

اسأل الله أن يمن عليك وعلى شبابنا بمعرفة الطريق الصحيح في تعلم العقيدة، الطريق الصحيح هو الخط الذي كنتم عليه فلا تحيدوا عنه، الطريق الصحيح لتعلم العقيدة هي الطريقة التي سلكها مشايخنا ونحن من بعدهم بأن نحفظ كتب العقيدة، المتون الصغار أولا وقبل كل شيء تبدأ بحفظ الأصول الثلاثة كتيب عظيم مشتمل على العقيدة و بعض العبادة و بعض الشروط والواجبات كما تعلمون، حِفْظُ طالب العلم لهذه الرسالة ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات ثُم الواسطية ثم الحموية والتدمرية حتى يتدرج في العقيدة، أو إذا استصعب هذه الكتب التي ذكرتها قد لخص هذه الكتب هذه الأيام بعض الفضلاء من زملائنا ومشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والدكتور الفوزان لهم ملخصات مفيدة جدا في باب العقيدة فعليك بها، احفظ المتون ثم تَعْرِضُ هذه المتون التي حفظتها مع الشروط على الشيوخ على طلاب العلم ما أكثرهم اليوم!

وفيما مضى يسافر المرء من مكان إلى مكان، من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى بلد ليبحث شيخا يدرس عليه أما اليوم وفي كل محكمة وفي كل مكتب وفي كل مسجد شيخ أو في أكثر المساجد مشايخ، عليكم أن تدرسوا على هؤلاء المشايخ وتبتعدوا من التهييج السياسي هذا يَحُولُ بينكم وبين العلم.

أيها السائل - أنت وزملاؤك - قبل أن تبدأ في هذه الدراسة صكوا آذانكم من هذا التهييج، لا تسمع، خَلِّيهِم يصرخون وكأنك لا تسمع، إِحْفَظْ هذهِ المتون واطلب العلم واجتهد في التحصيل واجمع المعلومات السياسية وحركات التهييج، اجمعها خَلِّيهَا فيما بعد حتى؛ تنضج فإذا نضجتَ إنْ انتهى التهييج وانطفأت الفتنة فذاك والحمد الله وإلا بعد ذلك تشترك في العلاج في الإصلاح، أما الآن لستَ أهلا للإصلاح ولست أهلا للكلام في السياسة - غير مؤهل-.

فأنت الآن طالب علم صغير عليك أن تبدأ في العقيدة هكذا وفي الوقت نفسه تحفظ متونا في السنة وفي مصطلح الحديث والأربعين النووية والمنظومة البيقوينة وعمدة الأحكام وتكون على اتصال بالعلماء دائما وأبداً - إياك ثم إياك أنْ تُحاول أنْ تأخذ العلمَ مِن بطون الكتب مِن عند نفسك، هذا خطأ يَكْثُرُ خطؤك، يكون خطؤك أكثر من صوابك إنْ اعتمدتَ على نفسك وذكائك - لتستفيد من الكتب حتى تنضجَ فإذا نضجتَ وصِرْتَ فِي مُستوى الطُّلاب الجامعيين أو أخذت ماجستير هنا يستطيع طالب علمٍ أن ينظر في كتب أهل العلم ويستفيد ولو لم يأخذْ على المشايخ وإن كانت الناس تختلف في فهمها وذكائها.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

البلوشي
01-07-2013, 06:23 PM
﴿7﴾ سائل يسال: ملخص السؤال أنه إذا قرأ في بعض كتب العقيدة في باب الأسماء والصفات في إثبات صفات الله تعالى كإثبات الاستواء وإثبات النزول وإثبات المجيء يوم القيامة وإثبات الوجه والدين... الخ قد يخطر بباله خاطر شيطاني وربما يخطر في باله نوع من التشبيه وإن فر من التشبيه فوقع في التعطيل، ما هي الطريقة الصحيحة وبما تنصحه؟؟

ننصحه بأنه إذا وجد في نفسه هذا الخاطر واستعظمه واستثقله بحيث لا يستطيع أن يمسك به فذلك محض الإيمان هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، فمن يرى في نفسه خاطرا شيطانيا لا يستطيع أن ينطق به نحو رب العالمين وأسمائه وصفاته، خاطر شيطاني، كونه يكره هذا الخاطر ويستعظم نطقه ويتضايق منه هذا دليل على إيمانه وتعظيمه لربه فليستعذْ بالله.

وأما في باب الإثبات والتنزيه فليجعل نصب عينيه دائما قوله تعالى:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (الشورى: 11 ) أي تثبت صفات الله تعالى وتعتقد أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا واستواءه على عرشه ليس كاستوائنا ونزوله ليس كنزولنا بل هو مخالف لنا في كل شيء، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقضائه وقدره:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (الشورى:11) ومع ذلك كُنْ على اتصال دائما بالعلماء الربانيين الذين يشتغلون بالعقيدة ويربون الشباب على العقيدة عليك أن تتصل بهم مرة أخرى مع الابتعاد عن التهييج.

﴿8﴾ سائل يسال فيقول ما رأيكم فيمن يقول:"التوحيد أمرٌ مُسَلَّمٌ بِهِ وَلا داعي للإكثار من الكلام حول التوحيد، عليكم بتوجيه الناس حول الصلاة وتحذيرهم مما يحاول أعداء المسلمين من الغرب من الحرب على الإسلام من الحرب الفكري وغيره"؟؟

شنشنة نعرفها، هذه الشنشنة لا تؤثر فينا، أقول التوحيد مُسَلَّمٌ به مع ذلك يجب أن يُدْرَس، ثم أقول مرة أخرى بينكم - يا أصحاب التوحيد أهل التوحيد يا أهل العقيدة - مسلمون وفدوا عليكم لكونكم أهل عقيدة وأهل إسلام وهم مسلمون وفدوا إلى بلادكم وهم بحاجة إلى أن تعلموهم التوحيد وتعلموهم العبادة الصحيحة، استقدمتم العمال يعملون في مؤسساتكم وفي بيوتكم وبعد سنتين أو ثلاث سنوات يرجعون إلى بلادهم لم تعلموهم التوحيد والعقيدة والعبادة والأخلاق الإسلامية، انتم مسئولون أمام الله.

الإكثار من قراءة التوحيد وتمكين العقيدة من قلوب شبابنا أمر مطلوب لأننا؛ نعيش في زمن الأهواء زمن الفتن زمن البلاء يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(ما من عام إلا والذي بعده شر منه) ونحن نعيش في الشر.

يجب أن نركز على تدريس العقيدة وكتب التوحيد لشبابنا قبل غيرهم ثم نرجوا أن نوفق لنعلم هذا التوحيد وهذه العقيدة لغيرنا ممن هم بين أيدينا وكان الواجب أن نسافر إلى بلادهم لندعهم إلى الله ولنعلمهم، فهاهم قد جاؤوا فلنقدر هذه المسؤولية.

أما تحذير الناس مِنْ تَرْكِ الصَّلاة فَمُسَلَّمٌ، وأما الكلام حول الغرب والشرق من الكفار الذين يحاربون الإسلام والمسلمين لم تقصر الدول الإسلامية، وفي مقدمتها دولتك هذه واقفة مع المسلمين المضطهدين والمحاربين في أرضهم في كل مكان، أنتم بحمد الله مساعداتكم تصل إليهم وعونكم يصل إليهم وموقف حكوماتكم معروف لدى العالم وحكامكم، أول من يبادر إلى نصرة الإسلام والمسلمين حيثما كانوا وحيثما يضطهدون ويحاربون، هذا أمر مُسَلَّمٌ، ليس معنى ذلك نترك الدعوة والإصلاح ومقاومة التيارات الحديثة ومقاومة التهييج، نتكلم دائما في الحرب وفي الغرب وفي الشرق.. هذا أسلوب يحاول أن يصرف الدعاة عن الدعوة إلى الله وعن تأكيد العقيدة وإصلاحها أسلوب سيء.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

البلوشي
03-18-2013, 11:26 PM
﴿9﴾ سائل يسأل شخص لعله حريص إن شاء الله على الدعوة الله لكنه؛ اخطأ فيقول:"لا بد من الدعوة ولو كان بدون علم"

تصور خطير جدا تدعو إلى الله بدون علم، إلى أي شيء تدعوا؟؟ إلام تدعوا؟؟، )قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ( (يوسف: 108 ) البصيرة العلم.

أما خروج بعض الناس إلى البوادي إلى خارج البلاد إلى الهند إلى باكستان إلى إفريقيا بدعوى الدعوة إلى الله بغير علم يقول بعضهم:"يكفي أن ندخل الناس المساجد" طيب دخلوا المساجد فإذا دخلوا المساجد ماذا يفعلون؟؟ يدخلون ويجلسون فقط في المسجد فقط!!!، هذا هو الإسلام؟؟ لا يا أخ الإسلام تَعَلَّمْ أولاً "العلم قبل القول والعمل" تَعَلَّمْ ثم اعمل ثم ادعُ وإذا كنتَ حريصاً هذا الحرص أبشرك بأن دعاة الحق لطلبة العلم يكفونك المئونة، اجلس تعلم، لا تستعجل طلاب العلم انتشروا في العالم يدعون إلى الله والعلم انتشر والعقيدة انتشرت والدعوة انتشرت وإن كانت بدأت تحارب اليوم في عقر دارها هنا بأساليب ملتوية وأما في الخارج فهي منتشرة والدعاة في الخارج يعتبرونكم ظهرا لهم فاعلموا هذه المكانة لأنفسكم.

وأيها الحريص على الدعوة لا يجوز لك أبدا أن تخرج إلى الناس فتدعوا بزعمك من دون علم، تفسد ولا تصلح لذلك من الواجب أن تتعلم ولا تشتغل بالدعوة حتى تتعلم.

وعلى آله وصحبه وبعد:

﴿10﴾ سائل يسال وهو جزاه الله خيرا يرحب وأنا أرحب بسؤاله وأسأل الله لي وله ولإخواننا الحاضرين وغير الحاضرين التوفيق والثبات بعد مقدمة قدمها لا استحسن قراءتها لأن فيها نوع من الثناء بما لا استحق أنا لأنه لا يعلم مني شيئا.

يقول حَدِّثْنَا عن قرب عن جماعة السرورية و عقيدتها و أهدافها وما تدعوا إليه وما هي كتبهم التي ينشرونها أو يستقون منها؟؟ ومن هم مشايخهم؟ وأين الخطأ عندهم؟ وكيف التصحيح؟ وما هي النصيحة؟ وهل فعلاً لديهم بيعة؟ فهارس طويلة تحتاج إلى الكتابة.

زادك الله حرصا وعُدْ إلى طلب العلم ولا تكسل.

سبق لي أن تحدثت غير مرة عن محمد سرور وأنا عندما أصرح باسم هذا الرجل وأكرر التصريح باسمه أنا متعمد لذلك وأعني ما أقول وليس ذلك عبثا بل أرى إنه عملٌ وأيُّ عمل لأني؛ لاحظت - في جولتي في هذه المنطقة وفي المنطقة الوسطى وفي المنطقة الغربية- لاحظت أن معظم شبابنا تأثروا بالدعابات التي ينشرها هذا الرجل وهو في بريطانيا والعجب كل العجب أن شبابنا أو معظمهم لا يعرفون عن الرجل إلا بواسطة مجلاته التي تحمل تلك الأسماء الطيبة "السنة" و"البيان" وكتابه الذي يحمل ذلك العنوان الْخَدَّاع "منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله" انخدع معظم شبابنا بهذه العناوين مع ما يقوم به من المدح والتلميع، بعض المخدوعين الذين خُدِعُوا مِنْ قِبَلِه وبدؤوا يخدعون صغار الشباب، بكل ذلك صار للرجل في قلوب بعض شبابنا مكانة وأيُّ مكانة، معرضين عن مشايخنا وعلمائنا وعن الكتب النافعة التي توزع عليهم مجانا، الكتب الدراسية والمراجع العلمية والمكتبات الحافلة بالكتب النافعة كل ذلك تركوها، ووقعوا، إنهم يتبادلون مجلة البيان والسنة ومنهاج الأنبياء والعدالة الاجتماعية وما في معنى هذه الكتب التي تدمر العقيدة وتحارب الإسلام باسم الإسلام، أقول: تحارب الإسلام باسم الإسلام، زِدْ على ذلك الكتب الحديثة التي بدأ يكتبها الدكتور الترابي وأشرطته التي زادت الطين بلة [الذي يريد]([2]) إسلاما جديدا بعقيدته وبشريعته، إسلاما يرفض أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا وافقت الهوى بدعوى موافقة العقل كل هذه الكتب وكل هؤلاء الأشخاص شغلوا بعض شبابنا وصرفوهم عن علمائهم وعن الكتب النافعة.

السرورية نسبة إلى هذا الرجل، أما عقيدته في باب الأسماء والصفات فهو أشعري العقيدة كما أن صاحب العدالة الاجتماعية أشعري العقيدة، وأهدافه هدف سياسي لأنه رجل سياسي عاش في بعض المناطق في هذا البلد ثم خرج إلى الكويت ثم لجا إلى بريطانية، كل هذه حركات سياسية إنه سياسي طموح يعشق الكرسي ولما عجز عن الوصول إلى الكرسي الحكم لجأ إلى بريطانيا ليعيش هناك ويبث سمومه من هناك بين شبابنا.

يدعو دعوة تشبه دعوة الخوارج الذين زعموا أن من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الخوارج الخروج على الحكام ومحمد سرور يعلم شبابنا للأسف السب واللعن والبذاءة وإطلاق لفظة الطواغيت على كل حاكم ولو كان يحكم بالإسلام "بالتعميم إن جميع الحكام طواغيت الجميع دون استثناء" هذه دعوته وهذا أسلوبه أسلوب سيء لذلك نخشى على شبابنا أن يتأثروا بهذا الأسلوب ويتعلموا البذاءة، أعيذكم أن تذهبوا هذا المذهب وأن تسلكوا هذا المسلك فهو مسلك غير إسلامي يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والرجل يعلم الشباب في مجلاته البذاءة وطول اللسان والنيل من الناس وخصوصا الحكام.

أنتم بالنسبة لحكامكم لستم بحاجة لأكرر عليكم، كما أنتم مسلمون ومجتمعكم مجتمع إسلامي وحكامكم مسلمون، لست بحاجة لأكرر هذا الكلام غير مرة وأما بالنسبة للمجتمعات الأخرى موقفكم موقف الدعوة والإصلاح إلى ما انتم عليه إلى عقيدتكم إلى أحكامكم إلى شريعتكم دون سبٍ أو لعن.

وليس من الدعوة في شيء أن تطلق لفظة الطواغيت على الحكام ولو حكموا غير شريعة الله تعالى ويصدق عليهم لفظ الطواغيت لكنك؛ في أسلوب وفي مقام الدعوة أنت تدعو ولا تجرح ولا تلعن ولا تنفر، تدعوا بالحكمة، ليس من الحكمة أن تقف هناك بين تلك الشعوب فتطلق عليهم انهه مجتمع جاهلي وأن الحكام طواغيت، هل دعوت أم سببتَ؟؟!! وإذا سببتَ وشتمتَ ثم أخذتَ شنطتك وشردت ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من سبك وشتمك؟؟ ماذا استفدت أنت؟؟ ماذا استفاد الشباب؟؟ ماذا استفاد المجتمع؟؟؟ ما هي الفائدة؟؟؟ أسأت إلى نفسك وإلى مجتمعك وإلى شبابك كلك إساءة، هذه ليست دعوة، لا تحسبوا بأن هذه هي الدعوة، ولا تحسبوا بأن هذه هي الشجاعة، هذا تهور، الشجاعة إذا وُضِعَتْ فِي غير موضعها اسمها التَّهَوُّر، وما يقوم به سرور وأمثاله تَهَوُّرٌ وليس بشجاعة.

بعض الشباب يحبون الشجاعة لأن؛ الشجاعة محبوبة الشجاعة والكرم من الأخلاق المحبوبة، يحسبون عندما يطلق هؤلاء هذه الكلمات الناري من على المنابر وفي محاضراتهم وفي مجلاتهم يقولون:"ما شاء الله هؤلاء الشجعان"، لا، هذا تهور وليس بشجاعة لذلك أعيذكم أن تتخلقوا بأخلاق هؤلاء، أخلاقٌ غير إسلامية وصفات بعيدة عن الإسلام.

يسأل السائل عن الكتب التي يستقون منها حتى لو علمت ما ذكرت لك لا اعلمها لكن؛ لو علمتُ ما ذكرتُ لك، لا حاجة بك إلى الكتب يعني تريد أن تستقي منها وتستفيد منها وتذهب مذهبهم أَمْ ماذا تريد؟؟ لا داعي لأن تسال عن الكتب التي استفادوا منها، استفاد بعضهم من بعض وهذا الكلام يجرنا إلى كلام كثير وطويل وإننا ننال من غيرهم من الذين تأثروا بهم وبكتبهم ولا داعي إلى ذلك.

وأين الخطأ عندهم؟ عجبا!!!! ما ظهر لك خطأهم حتى الآن، ما سمعت ما قاله في كتب العقيدة التي تدرسها وما سمعت ما قاله في حكامك وفي علمائك، سموا حكامكم سادة وعلماؤكم عبيدا، العلماء عبيد - علماء السعودية عبيد- والحكام سادة هذا أسلوب محمد سرور زين العابدين ما أحسن هذا الاسم!! وما أسوأ المسمى!!

أما التصحيح إن هداه الله واستعد للتصحيح يوجد من يصحح له خطأه ويدعوه إلى الرشد والهدى لكن؛ لست أدري هل هو مستعد لذلك أم لا.

أما النصيحة له إني قد طلبت من بعض الشباب في أول محاضرة انتقدتُ فيه طريقته هذه طلبت منهم إرسال شريطي إليه وطلبت منه الرد مع العلم أني اعلم أن رده شتم وسباب، ليس رد علمي أنا متأكد، لو رَدًّ رُدُودَه سُبَابٌ وشَتَائم مقدما لأنه؛ ليس طالب علم يقرأ الدليل بالدليل يقول الإمام الشافعي وهو الأصولي المعروف يقول:" ما ناظرت عالما إلا غلبته ولا ناظرت جاهلا إلا غلبني"، لو رد سوف يغلبني بالسب والشتم وقد سب وشتم - عبيد وسادة - هذا موقفنا منه وموقفه منا ولكن؛ النصيحة هنا إنما توجه إلى المخدوعين المهيجين، إلى بعض الشباب الذين خدعوا وهيجوا.

والعجب كل العجب وقعت في يدي عدة صفحات فيها شروط للمخدوعين ولعل هذه الشروط ليست من السروريين لعلها من الإخوانيين، يسمون المخدوع ملتزما فكتبوا شروطا للملتزمين، ذكرت في المحاضرة الفائتة شرطا واحدا واقف عنده الليلة عن ذلك الشرط.

الشرط السرية الكاملة أن يحافظ الملتزم(المخدوع) أن يحافظ على السرية الكاملة لدعوته السرية الكاملة ممن؟؟ أنت مسلم تعيش بين المسلمين مسلم ابن مسلم تعيش بين المسلمين وهذه السرية إلى متى؟؟ وهل انتم في دار أرقم؟؟!! يوم كانت الدعوة سرية لحاجة لغرض ضرورة، الدعوة اليوم إن كانت إسلامية لا تحتاج إلى سرية حتى في أوروبا وأمريكا وفي جميع الدنيا، دعوتنا اليوم جهرا، دعاتنا هناك يجهرون بهذه العقيدة في بلاد الكفر في فرنسا في بريطانيا وينشئون مُدُنا يحولونها إلى مدن إسلامية.

الدعوة اليوم جهرية في كل مكان حيث كان يضرب دعاة الحق قبل عشرين سنة في داخل المساجد اليوم يدعوا الدعاة إلى هذه الدعوة جهرا وعلنا على المنابر، وهنا المهيجون يقولون لبعض الشباب الذين سموهم ملتزمين عليكم بالسرية.

إذن هذه دعوة غير إسلامية إذن هذه عقيدة غير عقيدتنا واتجاه غير اتجاهنا طالما هناك سرية كاملة ويقول الطريق بعيد.. بعيد جدا معنى ذلك نَمْ لا تعمل شيء.

ويتناقض مرة أخرى فيقول أيها الشباب الملتزمون الفجر قريب في توقعاتي إن الفجر قريب يعني عن قريب تصلون إلى ما تريدون، هكذا بهذه الهمسات وبهذه التصريحات وبهذه الشروط يضللون الشباب هذا التضليل، أعود فأقول المسؤولية مسؤوليتنا ولا عتاب على شبابنا لأننا تركناهم فريسة للمهيجين فاسأل الله لي ولكم الثبات أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويزقنا الإخلاص فيما نقول وان يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله

البلوشي
06-17-2013, 01:19 AM
سائل يسال فيبين وجهة نظره فيقول لماذا لا ترسل إلى الشيخ ناصر رسالة توضح له أخطائه وترى ماذا يرد عليك؟؟

الجواب:

سؤالك وجيه؛ ولكني عاشرت الشيخ كثيراً ولو أرسلتُ له رسالة سوف لا يَرُدُّ هذا جانب من الجوانب هذا حسب تجربتي.

الجانب الثاني إني علمت بعد أن انتشر شريطه ما حصل في نفوس شبابنا من التشويش والبلبلة لذلك رأيت أن أبادر.

ممكن أن نزيد نقطة ثالثة في الجواب وإني عازم سوف أرسل له كلامي هذا في شريط سأرسله للشيخ فانتظر منه الجواب.

لا يهمك ما بيني وبين الشيخ أيها السائل كن مطمئنا.

استصعب بعض الحضور كلمة الإرجاف

استصعابك في محله وإن كنت أنا لا أحب أن اقرأ كل ما كتبت ولكن العاطفة شيء وبيان الحق شيء آخر، عندما يسمع إنسان عادي - لا يعرف أبعاد هذه الفتنة - عندما يسمع وهو خارج البلاد قول الشيخ إن الأمريكان احتلت السعودية وإن احتلال الأمريكان للسعودية أفظع وأشد من احتلال العراق للكويت أليس في هذا إرجاف وأي إرجاف بالنسبة لمن يعيش بعيدا عن هذه المنطقة ولا يعرف أبعاد ما يجري، إرجاف واضح.

وأما ما يحصل من النتيجة ضد الشيخ من هذا التعبير هذا لا يُلْتَفَتُ إليه لأن كل من كتب كتابا أو قال قولا أو سجل شريطا؛ قد اسْتُهْدِفَ للناس لابد أن يقال فيه شيء وأنا متأكد سوف يقول بعض الناس فيَّ مثلما قلته في الشيخ ناصر، لا استبعد ذلك فَلْيُقَلْ وهذه سنة الله في خلقه لابد منه ولذلك ادعوكم إلى الابتعاد عن العواطف، عاطفة المحبة والتقدير كما قلت في مطلع كلامي

إن أكثركم لا تعرفون الشيخ كمعرفتي لست أدري هل تحبونه كمحبتي وتقدرونه كتقديري

ولكني قلت في مطلع كلامي ما قال العلامة ابن القيم في شيخ الإسلام الهروي شيخ الإسلام حبيب والحق أحب.



﴿2﴾ سائل يسال يقول قرأ كلاما لشيخ الإسلام بأن الاستعانة بالكافر لا تجوز.

فلنفرض بأنك لست بواهم وأن هذا الكلام صَدَرَ من شيخ الإسلام، القضية الآن ليست قضية مقارنة بين قول إمام وإمام أو بين قول عالم وعالم وإنما القضية قضية الفحص في النصوص والأحاديث التي ظاهرها التعارض كيف يخرج بالنتيجة منها وإذا اختلف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم فلا غرابة يقع هذا كثيرا اضرب لكم مثالا واحدا في مسألة فسخ الحج إلى العمرة يرى ابن القيم وجوب الفسخ إلى العمرة دائما وأبداً إلى يوم القيامة ويرى شيخ الإسلام أن وجوب الفسخ كان خاصا بأولئك الركب من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والاختلاف بين العلماء في القضايا الاجتهادية لا غرابة فيه ولكن القضية التي حَرَّكَتْنَا إعراض الشيخ ناصر عن جميع الأحاديث إلا الحديث الذي تعلق به الذي يرى مَنْ قَبَله من الأئمة أنه منسوخ هذا جانب، والجانب الثاني قوله:"الزمن ليس زمن جهاد بل الزمن زمن فتنة، كونوا أحلاس بيوتكم" وعجباً!! إذا قلتَ للمسلمين:"كونوا أحلاس بيوتكم" وقلت للسعودية:"لماذا هذا الاستعداد والاعتداء لم يقع بعد" لو كان هذا الكلام من غير الشيخ ناصر يقال إنه أعطى الضوء الأخضر للعراق لاحتلال السعودية بكل سهولة، فهل نَوَّمَ المسلمين جميعا لا تتحركوا وقال للسعودية لماذا هذا الاستعداد لم يقع الاعتداء حتى يدخلوا، لو كان هذا الكلام من غير الشيخ ناصر لَفُسِّرَ هذا التفسير وهو كلام خطير ليس بالأمر الهين، انظروا إلى القضية نظرة جدية ليست مجرد جدال.

على كلٍّ الأوراق التي قُدِّمَتْ هذه أكثرها فليسمحوا لي أصحابها

﴿3﴾ إخوة تأثروا للشيخ ناصر وغلبت عليهم العاطفة كانوا يتمنون ألا يقال في الشيخ ناصر شيء هذه محاولة فاشلة.

أيها الشباب شيخ الإسلام ابن تيمية يعتبر شيخاً لجميع السلفيين الذين جاؤوا بعده بما فيهم الشيخ ناصر الألباني لأن ابن تيمية جدد هذا الدين في القرن السابع بعد أن كادت تُنْسَى العقيدة الإسلامية، جاهد جميع الفرق الضالة وحافظ لنا على هذه العقيدة، مع ذلك إلى يومكم هذا يوجد من يطعن فيه مع مكانته العلمية وشهرته وكثرة مؤلفاته وكثرة إطلاعه على المنقولات و المعقولات معا واعتراف الجميع الخصم وغير الخصم بأنه من أعلم الناس في وقته.

كونكم تحاولوا ألا يقال شيء في الشيخ ناصر، لا تحاولوا هذه المحاولة ولكن؛ تعصبوا للحق ولا تتعصبوا للرجال وهل فيما ناقشته بصرف النظر عن التعبير وعن الألفاظ وهل هذه المعاني التي أخطأ فيها الشيخ أنتم مقتنعون بأنها خطأ؟؟ إذا كنتم غير مقتنعين لا تكتبوا:"لا تقل في الشيخ كذا وكذا" لكن؛ قولوا أنت أخطأت في هذا والصواب مع الشيخ، اكتبوا مثل هذا، هكذا طلاب العلم يناقشون المسألة اتركوا الأشخاص، عليكم بمناقشة المسائل العلمية، قلت لكم فيما تقدم الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق، ناقشوا المسألة مناقشة علمية لا تكونوا عاطفيين وقد قلت وكررت

لستم بأعلم من الشيخ ناصر بأكثر مني وقد تزاملنا في العمل في المدينة المنورة، وفيما اعتقد لا تحبونه أكثر مني وكلامي في الشيخ ناصر ومناقشتي له بهذا الأسلوب لا ينقص ما عندي من محبتي وتقديري للشيخ ناصر ولكني أحبه فاقدره فأناقشه مع ذلك فيها فواكه.

﴿4﴾ سائل يسأل -هذا هو السؤال العلمي المطلوب الإجابة عليه- يقول قلت هناك فرق بين الحاجة والضرورة وهل يمكن التوضيح؟؟

أي نعم يمكن، الحاجة إن احتجت مثلا للطعام أو لشرب الماء بحيث إذا لم تأكل أو تشرب لا تخاف الهلاك على نفسك أي فيك رغبة في أن تأكل أو تشرب، هذه تسمى حاجة وإذا احتجت للطعام بحيث يغلب على ظنك أنك إن لم تأكل تهلك هذا يسمى اضطرار وما نحن بصدده من النوع الأخير لا من النوع الأول أي الاضطرار بمعنى لولا الله ثم المبادرة بالاستعانة بالقوات القوية لكنتم تعيشون اليوم غير هذه الحياة.

يجب أن يفهم كل عاقل هذا المعنى لأن العدو كان عازما على أن يفعل بهذا البلد ما فعله بالكويت وكان يعلم مِنْ نفسه أنه يملك سلاحاً خاصاً لا تملكه دول المنطقة كلها وكل من له خبرة يعلم ذلك.

إذن ما وقع من الاستعانة بالكفار من باب الضرورة لا من باب الحاجة.

﴿5﴾ الذي يظهر من سؤال هذا السائل أنه لا يفرق بين المودة والولاء وبين التعامل والاستعانة؟؟

بينهما فرق كبير التعاون مع الكفار والتعامل معهم جائز بالإجماع وقد وقع ذلك في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وكان يوجد في المدينة اليهود والمنافقين والمسلمون يتعاملون معهم.

التعامل والتعاون شيء والمودة والحب شيء آخر فوق ذلك، يجب أن تفرق بين الأمْرَيْن أيها السائل لئلا تقع في سوء ظن بأن ما وقع من باب الولاء والمودة لا.

وأنت تعلم تماما ما مِن دولة من الدول الإسلامية العربية وغير العربية يوجد في مصانعها الحربية عدد من الخبراء الكفار، وهل استقدموهم لمحبتهم أو لحاجتهم إليهم؟؟ للحاجة أَقَلَّ من الضرورة، ولماذا سيتنكر هذا الموقف فقط فوجود الخبراء بالآلاف في جميع المصانع الحربية لجميع الدول لم يستنكر المسالة فيها هوى.

﴿6﴾ سائل يسأل- ويسمي سؤاله مهم جداً إذا كان وقتكم يسمح- يقول لم تتكلم في سؤال الكويت الذي قال:" يريد دولة إسلامية في الكويت" فيقول السائل وضحك الشيخ ناصر رحمه الله من الشاب الكويتي؟

هذا السائل صاغ السؤال بالمعنى ولكنه لم يُوَفَّقْ كل التوفيق في صياغة السؤال.

السؤال ورد للشيخ هكذا شبيبة من الكويتيين يريدون محاولة إقامة دولة إسلامية في الكويت، أي يريدون أن ينتهزوا فرصة هذه الهزة لعل هذه الهزة تؤثر في المسئولين فيتوبون إلى الله فمن التوبة إلى الله تحكيم الشريعة بين عباد الله وفي أرض الله، هناك شبيبة من الكويتين يحاولون هذه المحاولة مع المسئولين أي أن يقولوا لهم:"إن رَدَّ الله علينا بلادنا فَلْنُقِم دولة إسلامية".

هذه المحاولة كلنا إذا سمعنا نجدها مقبولة وليست بمرفوضة ولكن الشيخ مثلما قال السائل:"أجاب عليه بجواب فيه نوع من السخرية" أين كان هؤلاء من قبل؟؟ لماذا لم يحاولوا هذه المحاولة من قبل؟ وهل كان هذا قبل هذا؟ جواب من هذا القبيل وأنا لا أستحسن بمثل الشيخ ناصر أن يَرُدَّ بمثل هذا الجواب، مثل الشيخ ناصر شخصية إسلامية لامعة واضحة كان المفروض يرحب بمثل هذا السؤال بل عليه أن يوجه خطاباً خاصا إلى الحكام الكويتيين وغير الكويتيين من الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فيذكرهم بالله لعل الذي وقع علينا من هذه المصيبة العامة من أثار ذنوبنا فتعالوا بنا نرجع إلى الله فنعاهد الله بأن نُحَكِّمَ شريعة الله بين عبيد الله في أرض الله، كم كان جميلا ومقبولا لدى الجميع لو أن الشيخ ناصر سلك هذا المسلك فوجه مثل هذا النداء إلى الحكام المسلمين في كل مكان بدءا بالحكام الكويتيين، الشيخ ناصر ليس بإنسان عادي بل هو عالم جليل مرموق، مثله يوجه مثل هذا النداء ولكن لا يرد على الشبيبة بمثل ذلك الجواب لاشك أن ذلك الجواب من الهفوات.


﴿7﴾ سائل يسال عن حديث:(كونوا أحلاس بيوتكم) مناسبة هذا الحديث؟؟

الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحدث عن الفتن التي ستقع، فالرسول عليه الصلاة والسلام اللهُ أطلعه على بعض المغيبات كما نؤمن جميعاً، وعندما حدثهم أي الصحابة عن وقوع بعض الفتن، فسألوا ماذا يصنعون نروي الحديث بالمعنى لا باللفظ، قال لهم:(كونوا أحلاس بيوتكم) أي لازموا بيوتكم ولا تشتركوا في الفتن وهذا قطعا كما فهم علماء الحديث عندما تقع فتنة بين فئتين مسلمتين مجتهدتين كتلك الفتن التي وقعت بين الصحابة.

وأما عندما تقع الفتن مثل اليوم بين ظالم ومظلوم وأنت تعرف الظالم من المظلوم ليس هذا مراد الحديث بل هنا كما قلت سابقا يأتي دور قوله عليه الصلاة والسلام:(انصر أخاك ظالما أو مظلوما) فيجب أن نضع النصوص في مواضعها ولا نضرب ببعضها ببعض.

وبعد نحمد الله على ما يسر ونؤخر بقية الأسئلة إلى وقت آخر واكتفي بهذا المقدار أما ليلة غد إن شاء الله فليلة الدرس انتهت المحاضرات والمناقشات فمن الآن وصاعدا نحن ندرس في عقيدتنا ونكتفي بما حصل من المناقشة في هذه الآراء مع الإجابة على بعض هذه الأسئلة التي في يدي إن تيسر ذلك.

تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء مع الشيخ ناصر الدين الألباني

12d8c7a34f47c2e9d3==